شلونكم؟
اليوم جـآيبة الكم بوربوينت لدرس
الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشـآمومن مجهوودي
(الثورة الفرنسية)
المـــقــــــــــــــــــــــــدمة:
تعتبرالثورة الفرنسية من اهم الثورات الكبرى في التاريخ ، لان تاثيرها لم يقتصر على فرنسا فحسب ، وإنما شمل كل انحاء اوروبا والعالم .
الثورة الفرنسية تعتبر فترة تحولات سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي لفرنسا وأوروبا بوجه عام. ابتدأت الثورة عام 1789 وانتهت تقريباً عام 1799. عملت حكومات الثورة الفرنسية على إلغاء الملكية المطلقة، والامتيازات الإقطاعية للطبقة الارستقراطية، والنفوذ الديني الكاثوليكي. وأدت الثورة إلى خلق تغييرات جذرية لصالح "التنوير" عبر إرساء الديمقراطية وحقوق الشعب والمواطنة، وبرزت فيها نظرية العقد الاجتماعي لـ جان جاك روسو، الذي يعتبر منظر الثورة الفرنسية وفيلسوفها. في السنوات إل 75 التالية للثورة، حدثت في الحكومة الفرنسية عدة تقلبات بين الجمهورية والدكتاتورية والدستورية والإمبراطورية، إلا أن الثورة بحد ذاتها شكلت حدثا مهما في تاريخ أوروبا، وتركت نتائج واسعة النطاق من حيث التغير والتأثير في الدول والشعوب الأوروبية.
الأســـــــــــــــــبـــاب:
لا شك أن السبب الرئيسي لقيام الثورة الفرنسية كان تسلط الكنيسة وتدخلها في حياة الناس ، بل ومحاربتها للعلوم التجريبية وربطها لها بالشعوذة ( ولا أدل عل ذلك من محاكمة العالم الفلكي الكبير في ذلك الوقت جاليليو جاليلي من قبل الكنيسة التي وصفته بالسحر والهرطقة لمعتقداته التي تعارضها الكنيسة مثل كروية الأرض و دورانها حول الشمس و عدم كونها مركز الكون .
1- الأسباب السياسية :-
عرف القرن 18م بفرنسا قيام حركة فكرية تميزت بنبذ اللامساواة، ونشرت أفكار جديدة تنتقد النظام القديم وامتيازات النبلاء وتعصب رجال الدين، ولذا سميت هذه الفترة بعصر الأنوار .
من أهم زعماء هذا التيار الفكري: مونتسكيو الذي طالب بفصل السلطات ، فولتير الذي انتقد التفاوت الطبقي ، في حين ركز روسو على الحرية والمساواة.
تميز نظام الحكم في فرنسا قبل الثورة باستحواذ الملك والنبلاء والإكليروس (رجال الدين) على الحكم في إطار ملكية مطلقة تستند إلى التفويض الإلهي مع عدم وجود دستور يحدد اختصاصات السلط.
2- الأسباب الاقتصادية :-
اعتمدت فرنسا على النشاط الفلاحي، حيث استحوذ رجال الدين والنبلاء على أخصب الأراضي وفرضوا على الفلاحين الصغار كل أشكال السخرة والضرائب رغم توالي مواسم فلاحية رديئة منذ سنة 1786 كما عانت الصناعة الناشئة من منافسة البضائع الإنجليزية.
3- الأسباب الاجتماعية :-
تشكل المجتمع الفرنسي من ثلاث هيئات متفاوتة، الطبقة العليا تضم رجال الدين والأشراف المتميزة بالحقوق الفيودالية، الطبقة المتوسطة تضم جماعة من المعلمين والمحامين وضباط الجيش ، اما الطبقة الثالثة وهي الطبقة العامة التي تمثل 96 % من السكان فتشكلت من الفلاحين الصغار والفئات الشعبية والبورجوازية التي كانت غنية وطموحة لكنها محرومة من المشاركة السياسية.
مراحل الثورة الفرنسية :
دامت الثورة الفرنسية عشر سنوات، ومرت عبر ثلاث مراحل أساسية:
• المرحلة الأولى : 1789-1792 ، فترة الملكية الدستورية: تميزت هذه المرحلة بقيام ممثلي الهيئة الثالثة بتأسيس الجمعية الوطنية، واحتلال سجن الاباستيل، وإلغاء الامتيازات الفيودالية، وإصدار بيان حقوق الإنسان ووضع أول دستور للبلاد.
• المرحلة الثانية : 1792-1794 ، فترة بداية النظام الجمهوري وتصاعد التيار الثوري حيث تم إعدام الملك وإقامة نظام جمهوري متشدد.
• المرحلة الثالثة : 1794-1799 ، فترت تراجع التيار الثوري وعودة البورجوازية المعتدلة التي سيطرت على الحكم ووضعت دستورا جديدا، وتحالفت مع الجيش، كما شجعت الضابط نابليون بونابارت للقيام بانقلاب عسكري و وضع حدا للثورة وأقام نظاما ديكتاتوريا توسعيا.
نتائج الثورة الفرنسية :
تعددت نتائج الثورة الفرنسية :
1- النتائج السياسية :
عوض النظام الجمهوري الملكية المطلقة، وأقر فصل السلطات وفصل الدين عن الدولة والمساواة وحرية التعبير.
2- النتائج الاقتصادية :
تم القضاء على النظام القديم،وفتح المجال لتطور النظام الرأسمالي وتحرير الاقتصاد من رقابة الدولة وحذف الحواجز الجمركية الداخلية، واعتماد المكاييل الجديدة والمقاييس الموحدة.
3- النتائج الاجتماعية :
تم إلغاء الحقوق الفيودالية وامتيازات النبلاء ورجال الدين ومصادرة أملاك الكنيسة، كما أقرت الثورة مبدأ مجانية وإجبارية التعليم والعدالة الاجتماعية وتوحيد وتعميم اللغة الفرنسية.
ومن نتائج الثورة الفرنسية أيضا :-
1- بداية لانطلاق الثورات في اوروبا والعالم ضد الحكم المطلق الاستبدادي .
2- ايقاظ الروح القومية في أوروبا خاصة بين الشعوب الألمانية والإيطالية لتحقيق مبادئ الحرية والوحدة والدستور .
3- أصبحت دساتير فرنسا منبعا تاخذ عنه شعوب أوروبا والعالم كله .
4- تحسن أحوال فرنسا السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
5- نشر روح الحرية والإخاء والمساواة .
6- اعتبار بعض المؤرخين الثورة الفرنسية بداية للتاريخ المعاصر .
الـــــــخــــــــاتــــــــمــة :
وأخيراً فقد تمكنت الثورة الفرنسية من احداث تحولاً كبيراً في تاريخ فرنسا الحديث ، وفي تاريخ اوروبا والعالم باجمعه ، كما اثرت هذه الثورة على المجتمعات الاوروبية ، وكانت بداية جيدة لانطلاق الثورات في العالم ضد الاستبداد والديكتاتورية وفساد الحكم .
التوصــــيــات والـمــقـتــــــــرحات :
• يجب على المهتمين بالتاريخ تخصيص أيام للتاريخ العربي ، ليتم فيها عرض أهم الاحداث والاعمال التاريخية الهامة ، والتعريف باهم شخصيات التاريخ ، عن طريق وسائل الاعلام المختلفة وفي المدارس .
• يجب على كل فرد أن لا يدع العوائق تحول دون تحقيقه لأهدافه وطموحاته..
• يجب على الافراد ان يتزودوا بالمعرفة وبخاصة في التاريخ العربي والغير عربي ، وان يكون لكل شخص حرية للتعبير والابداع والنقد .
• على الآباء، و المدرسة، والمجتمع، مسؤولية عظيمة بترسيخ التاريخ في نفوس الأبناء.
الـــــــمصـــادر والــمـــراجـع :
1-التاريخ الأوروبي الحديث والمعاصر
دار النهضة العربية – بيروت ،المؤلف : عبد الحميد البطريق
2- التاريخ الاوروبي الحديث
مكتبة المعارف – الرباط ، 1984م ،المؤلف : محمد مظفر الادهمي
3- حروب نابليون ، الكاتب : دافيد شندلر
4- نابليون في النصر والهزيمة ، الكاتب : اليونان كلونيل
الفـــــــــــــــــــهرس:
الغــلاف…………………………………… …………………….1
المـقـدمـة…………………………………. ……………………..2
الأسـبـاب………………………………….. …………………….3
مراحل الثورة الفرنسية…………………………………… ……………5
نتائج الثورة الفرنسية…………………………………… …………….6
الخاتمــــة………………………………… …………………….7
التوصيـات والمقـتــرحات………………………………. ………..8
المصـادر والمراجــع…………………………………. ……………9
المصادر الالـكـتـرونية……………………………… ……………..9
الفهـرس……………………………………. ……………………
المقدمة:
يعجب الإنسان عندما يبحر بين صفحات التاريخ فيرى عجبا.. يرى النفس البشرية على حقيقتها عندما تتحول إلي وحش كاسر لا يشبع من سفك الدماء.. ولا يشبع بالتمثيل بالآخرين.. كل همه أن يظل في السلطة، ولو استدعي ذلك أن يسوق أقرب الناس إليه إلي الجيلوتين ‘المقصلة’ دون وازع من ضمير.. باسم العدالة.. وباسم الدفاع عن الثورة يفعل ذلك دون رحمة أو شفقة.. ودون أن يشعر بالخجل، ودون الإحساس بأنه من الممكن أن يساق إلي نفس المصير المؤلم الذي ساق إليه الآخرين.. إنه روبسبير سفاح الثورة الفرنسية
الموضوع:
وبطل حكايتنا اسمه الكامل ماكسميليان فرانسوا ماري أودنثيليوس آيسيدور دي روبيسبيير (روبيسبيير) الذي ولد عام 1758م، ولم يعش سوي 36 عاما، وقد تولى حكم فرنسا بعد أن قتل (دانتون) بعد أن أعدم الملك لويس السادس عشر.
ورغم أنه تولى السلطة ثلاث سنوات، ثم انفرد بحكم فرنسا كحاكم مطلق لمدة عام واحد، إلا أن فرنسا عاشت في ظل حكمه أسوأ عصور الإرهاب والطغيان، وأصبح الإعدام يوميا بالمقصلة من المشاهد المألوفة في باريس.
وقال عنه المؤرخون أنه قتل ستة آلاف مواطن فرنسي في ستة أسابيع دون أن يهتز له ضمير!
لقد كان روبسبير محاميا، واستطاع أن يبسط نفوذه، وكان متحمسا مثل بقية الثوار لآراء الفلاسفة الذين كانوا سببا في قيام الثورة الفرنسية، ومهدوا للقيام بها بأفكارهم: جاك جاك روسو، فولتير، ديدرو، ومونتسكيو، إلا أنه تنكر لهذه المبادئ عندما قامت الثورة الفرنسية وأعدم الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت.. وقد ساعد على قيام هذه الثورة الحالة الاقتصادية السيئة التي عاشتها فرنسا، بجانب الظلم المتمثل في الزج بالأبرياء في سجن الباستيل، وكان هذا الملك ضعيفا، ليست لديه القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.. ومن هنا فقد استيقظ الناس من كثرة الظلم الواقع على أهلهم، ومن شعور الناس بعجز الملك وتحكم زوجته، فبدأت الثورة في 14 يوليو 1789م، وكان أول ما قامت به الجماهير الغاضبة هو تحطيم سجن الباستيل.
وكان اسم ‘ميرابو’ قد برز بين الناس عندما قال لمندوب الملك، وهو في الجمعية الوطنية¬ قل لسيدك¬ الملك¬ نحن هنا بأمر الشعب، ولن نتزحزح من أماكننا إلا على أسنة الرماح!!
وعندما حاولت الملكيات في أوروبا أن تنقذ الملك لويس السادس عشر، أسرعت الثورة بالقبض على الملك الذي حاول الهرب مع زوجته وإعدامها! وأعلنت الجمهورية سنة 1792م.
وتطورت الأحداث..
واستطاع المتطرفون من اليعاقبة (حزب الجبل) السيطرة على الأمور، وكان روبسبير قد دخل هذا الحزب، ثم استطاع أن يسيطر عليه ويصبح هو الحاكم الحقيقي لفرنسا!
ورغم أنه كان نحيل الجسد، صغير الجسم، إلا أنه كان خطيبا مفوها يستطيع أن يسيطر على الجماهير بحسن إلقائه وبالشعارات التي يطلقها.
ويقول عنه المؤرخ ه.ج.ويلز:
‘… أصبحت الثورة تحت سلطان زعيم متسلط شديد التعصب هو روبسبير.
ومن العسير علينا أن نفضي في هذا الرجل برأي، فإنه كان ضعيف البنية جبانا بفطرته، فقيرا مزهوا بنفسه، ولكنه أوتي ألزم الصفات لبلوغ القوة وهي الإيمان، فراح يعمل على إنقاذ الجمهورية على الصورة التي خيلها إليه تصوره، كما كان يتوهم أنه لا منقذ لها إلا شخصه هو، ومن ثم أصبحت عقيدته الراسخة أن بقاءه في الحكم هو السبيل لإنقاذ الجمهورية، وخيل إليه أن الروح الحي للجمهورية قد نشأ عن تذبيح الملكيين وإعدام الملك.
ثم تحدث عن محكمة الثورة وعملها، وكيف ابتدأ بذلك سيل منهمر من الذبح والتقتيل، وجاء اختراع المقصلة (الجيلوتين) في أنسب الأوقات لهذه النزعة الدموية، فأعدمت الملكة بالمقصلة، وكذلك أعدم معظم خصوم روبسبير بالمقصلة، وأعدم أيضا بالمقصلة كل كافر أنكر الكائن الأعلى (الذي اتخذه روسبير ربا).
ويقول المؤرخ الكبير: وانقضت الأيام يوما بعد يوم، وأسبوعا بعد أسبوع، وهذه الآلة الجهنمية تحز الرؤوس بعد الرؤوس وتقول هل من مزيد!
ولا أخال إلا أن حكم روبسبير كان يعيش على الدم، ولا يزال يطلب من المزيد منه فالمزيد، كمدمن الأفيون حيث يطلب منه المزيد فالمزيد، وأخيرا جاء دور روبسبير نفسه فعجز وأعدم بالمقصلة نفسها في صيف عام 1794م..
الخاتمة:
ويعلق مؤرخنا على هذا الحدث¬ الذي أطاح بهذا الطاغية الذي أحال حياة الناس في فرنسا إلى جحيم لا يطاق.. بسفكه الدماء وعدم التورع بإنزال العقاب.. وأقل العقاب عنده هو الإعدام بالمقصلة¬ بلا مبرر¬ عقب على ذلك بقوله..
وهكذا انتهي هذا الكابوس المخيف الطويل، وزالت فجأة حمى التذبيح الممقوتة التي كلفت باريس وحدها ألفين وستمائة ضحية، وبقية أنحاء فرنسا أكثر من 30 ألف قتيل!!
لقد وجهوا له تهمة الخيانة العظمى، فانفض من حوله أنصاره وتركوه لمصيره المحتوم، وانتهى هوان الشعب الفرنسي بتخلصه من حكم الطاغية، وبدت روح الأمل تدب من جديد لإقامة مجتمع الحرية والإخاء والمساواة الذي افتقدته الجماهير بعد ظلام ليل طويل’.
وهكذا انتهت هذه الصفحة القاتمة التي ألقت ظلالها الكثيفة على فترة من فترات التاريخ الفرنسي.. وكانت هذه الفترة من أحلك الفترات التاريخية، والتي كانت تعطي صورة لمختلف شعوب العالم، على أن الطغيان لا يدوم، وأن السلطة التي تتخذ منه وسيلة لقمع الحريات، وترهيب الناس ستكون لها نهاية سيئة.. نهاية تساوي ما اقترفه الطغاة في حق شعوبهم من استبداد.. لأن الحق ينبثق دائما مهما كانت عتمة الطريق!!
وبس…
أدخل في الوضوع :p
الأستااذ ‘طلب منا بحث وانا حددت الثوره الفرنسية
و هو طلب أنه يكون البحث مع الفهرس والمقدمه …إلخ
ويكون حوالي 20 صفحه او 15 ….!
وكتبت له من عندي قالي مانفع ماادري لييش
فا ياليييت تساعدوني
وشكرا مقدمااا
أخوكم
a.b.c
موضوع عن الثورة الفرنسية للصف العاشر
الثورة الفرنسية
الثورة الفرنسية 1789م: حدث تاريخي مهم
الثورة الفر نسية حدث تاريخي مهم بدأ على شكل انقلاب سياسي في فرنسا(1789) وأثر في العالم كله. ويختلف المؤرخون كثيراً في أسبابها، فيرى بعضهم أنها حركة عقلية نشأت من حركة الاستنارة الحرة في القرن الثامن عشر، ويرى آخرون أنها ثورة الطبقات المحرومة من الامتيازات ضد الطغيان الاقطاعي، ويرى غيرهم أنها توطيد لسلطة البورجوازية الرأسمالية الحديثة ضد نظام اقتصادي واجتماعي مقيد وعتيق.
والرأي الغالب هو أن السبب المباشر للثورة كان دون شك حالة الإفلاس التي كانت عليها خزانة الدولة، إذ نشأ عن حروب القرنين السابع عشر والثامن عشر وقصور النظام الضريبي ومجافاته للعدالة والإسراف والتدخل في الثورة الأميركية دين عام ضخم عجزت الدولة عن إيفائه. من جهته، دعا لويس السادس عشر مجلس طبقات الأمة، وكان يرجو أن يوافق على الإصلاحات الضريبية الضرورية فاجتمع بفرساي(5 أيار ـ مايو 1789)، ومنذ البداية انضم إلى نواب طبقة العامة عدد كبير من صغار رجال الدين وقليل من النبلاء، وطالبوا بإصلاحات سياسية واجتماعية كاسحة وخارجة عن نطاق سلطات المجلس، وتحدوا الملك وأعلنوا أنفسهم جمعية وطنية (17 حزيران ـ يونيو)، وأقسموا ألا ينفضوا حتى يضعوا للبلاد دستوراً، وقبل الملك ولكن أدى طرده لأحد الإصلاحيين إلى هجوم الناس المتحمسين على سجن الباستيل (14 تموز ـ يوليو)، وأذعن الملك مرة أخرى فأعاد ذلك الشخص،لكن قيادات الثورة أنشأت مجلس خاص عرف بالكومون لحكم مدينة باريس، ونظم الحرس الوطني، فيما ألغت الجمعية الوطنية في4 آب ـ اغسطس جميع الامتيازات الاقطاعية.
وفي 5 تشرين الأول ـ أكتوبر سارت الجماهير إلى قصر فرساي وأجبرت الأسرة المالكة والجمعية على الانتقال لباريس، وقامت الجمعية التأسيسية (وهو الإسم الذي اتخذته آنذاك الجمعية الوطنية) برسم دستور قيد السلطة التنفيذية إلى حد العجز(1791)، وكانت مقدمة إعلان حقوق الإنسان الشهير، وصدرت تشريعات ضد رجال الدين حين طلب إليهم أن يقسموا اليمين للسلطة المدنية(1790)، ما أدى إلى نفور المراكز الريفية المتدينة العديدة من الثورة. واعتزم الملك اللحاق بالنبلاء الذين سبقوه إلى الهرب للخارج (المهاجرون)، ولكن قبض عليه بعد فراره (21 حزيران ـ يونيو 1791) وأرجع إلى باريس وقبل الدستور الجديد. وفي الجمعية التشريعية تغلب الثوريون وأصبح الشعار الجديد هو "الحرية والمساواة والإخاء".
تعتبر الثورة الفرنسية التي انطلقت شرارتها الأولى في العام (1204هـ = 1789م) من أهم الأحداث ليس في تاريخ فرنسا فحسب بل في تاريخ أوروبا كلها، وثمة عوامل تضافرت مجتمعة في فرنسا أدت إلى حدوث هذه الثورة يمكن التعرف عليها من خلال إطلالة سريعة على أحوال فرنسا قبيل العام (1789م = 1204هـ).
على صعيد الأحوال الاجتماعية والسياسية كانت فرنسا تعيش حالة من الاستقرار النسبي في ظل حكم لويس الرابع عشر الذي اهتم بالفنون والآداب ونال حب الشعب واحترامه، ولكن بعد وفاته، وانتقال العرش إلى رجال أقل منه شأنًا، بدأ العبء ينزلق تدريجيًا عن كاهل الملك ووزرائه إلى كاهل الطبقة المتوسطة (البرجوازية) التي كانت قد بدأت تبرز للوجود، وبخاصة في عهد لويس السادس عشر الذي اتسم بضعف الشخصية، والذي قامت في عهده الثورة وتم إعدامه فيها في (8 جمادى الآخرة 1207هـ = 21 يناير 1793م)، وكان أفراد هذه الطبقة المتوسطة في معظمهم متعلمين وميسوري الحال، ومن ثم بدءوا يشعرون بعدم الرضا عن المكانة الدنيا التي يحتلونها بالقياس إلى طبقة النبلاء، وأصحاب المقام الرفيع في الكنيسة. فكان تذمرهم وتمردهم على هذه الأوضاع من العوامل التي أشعلت فتيل الثورة بالتحالف مع العامة أو من يسمونهم بالطبقة الثالثة التي كانت ترزح في أوضاع سيئة في ظل النظام الإقطاعي السائد آنذاك.
أما عن الأحوال الاقتصادية فقد بلغت غاية السوء للدرجة التي لم تستطع فيها الحكومة أن توفر للشعب الغذاء الكافي، وكان ذلك نتيجة الحروب الطويلة، والبذخ على المستويين العام والخاص، وضعف الملوك وعجز الوزراء عن التمسك بالسياسات الموحدة، كل هذا أدى إلى حالة من الفوضى الاقتصادية في البلاد، ولم يستطع أحد علاجها حتى تفاقمت الديون على فرنسا.
اجتماع مجلس طبقات الأمة
بعد أن ساءت الأحوال الاقتصادية، وزادت الضرائب المفروضة قرر الملك عقد مجلس الطبقات في (1204هـ = 5 مايو 1789م) الذي جاء على هوى الطبقة الأرستقراطية. فقد كانت التقاليد تقضي بأن يتألف المجلس من ثلاث هيئات منتخبة تمثل إحداها "الإقليدوس" (الملك- الكنيسة)، وتمثل الثانية "النبلاء"، والثالثة تمثل "الشعب". وكان الاقتراع يتم على هيئة ثلاث وحدات منفصلة وليس طبقًا لعدد الأعضاء. وحيث كانت طبقة رجال الكنيسة خاضعة لسيطرة النبلاء الذين يتقلدون المناصب الرفيعة في الكنيسة لقاء الخدمات التي يقدمونها، فقد كانت الطبقتان الأوليان على يقين دائم من الحصول على أغلبية الأصوات، وبالتالي يقوم أبناء الطبقة الثالثة –الشعب- بتحمل عبء الضرائب المفروضة وحدهم. وقد فطن أبناء هذه الطبقة لهذا الأمر، وطالبوا بأن يكون التصويت في المجلس طبقًا لعدد الأعضاء لا طبقًا للطبقة، ثم طالبوا بأن يكون للمجلس السلطة في تنفيذ المشاريع. وطالب الشعب في أول الأمر بأن يجتمع المجلس في قاعة واحدة، وكل هذه الإجراءات سعى العامة لتحقيقها لكي يحصلوا على الأغلبية بمن ينضم إليهم ممن يعطفون عليهم وعلى حركتهم من رجال الدين والأشراف الذين كانوا يريدون انضمامهم إلى العامة ليكون لهم القيادة والنفوذ.
وقبل ذلك كان المجلس يجتمع ويعرض الملك عليه آراءه ثم ينصرف أعضاؤه إلى مدنهم قانعين. ولكن هذا المجلس طالب بأن المسائل التي تعرض عليهم يجب تنفيذها وألا يُفضّ المجلس بل يبقى بجانب الملك. أصر نواب العامة على تنفيذ مطالبهم التي رفضها الملك؛ فأضربوا عن دفع الضرائب، وكلما مر الوقت ازداد رجال العامة قوة بمن ينضم إليهم من أشراف ورجال الدين، وكلما زادت قوتهم تشددوا في مطالبهم.
وفي ذلك الوقت يظهر بين طبقة العامة نائب يدعى (سييس) وهو من رجال الدين الذين تولوا البحث في الدستور، وأعلن أنه إذا رفضت طبقة الأشراف ورجال الدين الانضمام إليهم فسيعلنون أنفسهم نوابًا للشعب ويطلقون على أنفسهم الجمعية الوطنية، وقد ووفق على هذا الاقتراح في (3 من شوال 1204هـ = 16 يونيو 1789م) ولكن الملك لم يوافق على اجتماع الطبقات في قاعة واحدة، وأصر نواب العامة على مطلبهم فاضطر الملك مرغمًا إلى الموافقة، ورأى رجال الجمعية الوطنية أن يضعوا دستورًا للدولة.
وتوالت بعد ذلك الأحداث حتى نجح الثوار في إسقاط سجن الباستيل رمز الطغيان في (2 من ذي القعدة 1204هـ = 14 يوليه 1789م) وبسقوطه زادت قوة الثوار حتى أصدروا الدستور الجديد الذي اتخذ من الحرية والإخاء والمساواة قواعد انطلق منها إعلان حقوق الإنسان والمواطن في (15 من ذي الحجة 1204هـ = 26 أغسطس 1789م) ثم إعلان الجمهورية وإلغاء الملكية في (5 من صفر 1207هـ = 22 سبتمبر 1892م). وقد سبق إعلان الجمهورية سجن لويس السادس عشر في (24 من ذي الحجة عام 1206هـ = 13 أغسطس 1792م) ثم إعدامه في (8 من جمادى الآخرة 1207هـ = 21 من يناير 1893م)، ثم إعدام زوجته "ماري أنطوانيت" في (10 من ربيع الأول 1408هـ = 16 أكتوبر 1793م).
شعارات الثورة في الميزان
اتخذت الثورة الفرنسية مبادئها من أفكار الفلاسفة: "جان جاك روسو" و"فولتير" و"مونتسكيه"، ورفعت عبارة: (الحرية – الإخاء – المساواة) كشعار لها، ولكن إلى أي مدى التزمت الثورة بهذا الشعار سواء على صعيد الداخل الفرنسي إبان الثورة أو على صعيد سياسة حكومتها الخارجية فيما بعد؟
يعلق "روبرت دارنتون" أستاذ تاريخ أوروبا الحديث في جامعة "برنستون" في ذكرى احتفال فرنسا بمرور مائتي عام على قيام الثورة الفرنسية قائلاً: إذا كانت فرنسا تحتفل بمرور مائتي عام على سقوط الباستيل، وإزالة الإقطاع، وإعلان حقوق الإنسان والمواطن، فإن الوضع في فرنسا في الفترة التي قامت فيها الثورة لم يكن في حقيقة الأمر على كل ذلك القدر من السوء كما يعتقد الكثيرون. فالباستيل كان خاليًا تقريبًا من السجناء وقت الهجوم عليه يوم (14 يوليو 1789م = 2 من ذي القعدة 1402هـ) كما أن الإقامة فيه لم تكن سيئة تمامًا كما يتصور الناس، ولكن ذلك لم يمنع الثوار من أن يقتلوا مدير السجن لا لشيء إلا لأنه من النبلاء، ثم طافوا بعد ذلك بجثته في الشوارع. كذلك كان الإقطاع قد انتهى بالفعل وقت أن أعلنت الثورة إلغاءه أو لم يكن على الأقل موجودا بمثل تلك الدرجة الفاحشة.
ويضيف قائلاً: وإذا كانت الثورة قد أعلنت حقوق الإنسان والمواطن فإنها لم تلبث أن أهدرت هذه الحقوق بما ارتكبته من جرائم ومذابح وموجات إرهاب اجتاحت فرنسا كلها بعد 5 سنوات فقط من إعلان تلك الحقوق لدرجة أن بعض المؤرخين البريطانيين مثل "ألفريد كوبان" كان يصف هذه الإعلانات (حقوق الإنسان والمواطن) بأنها مجرد أسطورة.
ويقول المؤرخ الفرنسي "بيير كارون" الذي أصدر عام (1354هـ = 1935م) كتابًا عن المذابح التي حدثت في السجون الباريسية إبان عهد الثورة في (15 من محرم 1207هـ= 2 سبتمبر 1792م).. يقول عن هذه المذابح: إن هذه المذابح كان لها طابع (شعائري) جارف، وقد بدأت بالهجوم على بعض السجون بزعم القضاء على بعض المؤامرات التي كانت تدبر فيها للإطاحة بالثورة، وأقام "الدهماء" من أنفسهم محكمين وقضاة ومحلفين في فناء هذه السجون، حيث كان السجناء يقدمون للمحاكمة واحدًا بعد الآخر فتوجه إليهم التهم ويحكم لهم أو عليهم ليس تبعًا للأدلة والشواهد؛ وإنما تبعًا لمظهرهم العام وسلوكهم وشخصيتهم بل وتكوينهم الجسدي. كما كان أي تردد أو أي اضطراب يظهر على الشخص يعد دليلاً للإدانة وعلى ثبوت التهمة فيحكم عليه بالإعدام، وكان الذي يتولى المحاكمة وإصدار الحكم شخصًا عاديًا، كما كانت أحكامه تقابل بالتصفيق والصياح من الجماهير الذين تجمعوا من الشوارع المحيطة وأصبحوا بمثابة محلفين، وكان الشخص الذي يحكم ببراءته يؤخذ بالأحضان والتهنئة والقبلات ويطوفون به الشوارع، بينما كان الشخص الذي يحكم عليه بالإدانة يتم إعدامه طعنًا بالخناجر والسيوف وضربه بالهراوات الثقيلة ثم تنزع عنه ملابسه ويلقى بجسده فوق كومة من أجساد الذين سبقوه.
والغريب أن الذين كانوا يقترفون هذه المذابح كانوا يرتكبونها باسم الحرية وحقوق الإنسان و(المواطن والعدالة والمساواة)!
منبع الإرهاب!
أما "سيرجو بوسكيرو" رئيس الحركة الملكية الإيطالية فيقول: إن الثورة الفرنسية كانت عبارة عن حركة معادية للشعب الفرنسي إبان قيامها، كما أن أسطورة السيطرة الشعبية على سجن الباستيل لم تكن سوى عملية سطو على مخزن الأسلحة في الباستيل الذي كان يستضيف 7 مساجين فقط، منهم 3 مجانين.
ويضيف قائلاً: إن الثورة الفرنسية بحق قامت بأكبر مجزرة في التاريخ أو على الأقل في الشعب الفرنسي، حيث قتلت 300 ألف فلاح، وهي بذلك تعد منبع الإرهاب العالمي؛ إذ ولدت "ظاهرة الإرهاب" من الثورة الفرنسية.
حرية أم عبودية؟
أما على صعيد السياسة الخارجية التي انتهجتها حكومات الثورة الفرنسية فقد جاءت متناقضة تمامًا مع ما أعلنته الثروة من مبادئ (الحرية والإخاء والمساواة) وبخاصة فيما يتعلق بشعوب آسيا وإفريقيا التي استعمرتها والتي تعاملت معها بمنطق السيد والعبد. ولم تمضِ فترة وجيزة من الزمن حتى جاءت الحملة الفرنسية على مصر عام (1213هـ = 1789م)، ثم بعدها بفترة جاء الاحتلال الفرنسي للجزائر والمغرب وتونس وغيرها من المناطق في آسيا وإفريقيا.
ومما يؤكد أسطورية المبادئ التي رفعتها الثورة الفرنسية من الحرية والإخاء والمساواة إلقاء نظرة سريعة على بعض أفكار الفيلسوف الفرنسي "مونتسكيه" الذي قامت الثورة على مبادئه وأفكاره، وفي ذلك تقول الدكتورة "زينب عصمت راشد" أستاذة التاريخ الحديث بجامعة عين شمس: إنه ليؤسفنا حقًا أن ينخدع العالم بوجود مفكرين راشدين بين من زعموا أنهم ثاروا لدعوة الحق والحرية والعدالة والإخاء والمساواة، وفيهم من استحل ظلم الإنسان لأخيه الإنسان لا لشيء سوى بشرته. ويعد مونتسكيه أشهر الأمثلة على ذلك، وهو من أئمة التشريع في الثورة الفرنسية، وصاحب كتاب "روح القوانين"، إذ يقول في تبرير استرقاق البيض للسود كلامًا لا يمكن صدوره من عقل مفكر، يقول مونتسكيه في بعض عباراته: "لو طلب مني تبرير حقنا المكتسب في استرقاق السود لقلت إن شعوب أوروبا بعد أن أفنت سكان أمريكا الأصليين لم تر بدًا من استرقاق السود في إفريقيا لتسخيرهم في استغلال تلك البقاع الواسعة، ولولا استغلالهم في زراعة هذه الأرض للحصول على السكر لارتفع ثمنه".
وتمضي د. زينب قائلة: يقول مونتسكيه مبررًا جرائم الاستعمار الأوروبي ما يأتي: "أولئك الذين سخروا في هذا العمل ليسوا غير أقوام من السود، فطس الأنوف لا يستحقون شيئًا من رحمة أو رشاد".
ويقول: "إنه لا يتصور مطلقًا أن الله بحكمته السامية قد وضع في تلك الكائنات السود أرواحًا يمكن أن تكون طيبة".
الثورة الفرنسية والمشرق الإسلامي
لم يحدث أن سمع المشرق العربي الإسلامي عن الثورة الفرنسية ومبادئها إلا مع قدوم نابليون بونابرت على رأس حملته على مصر للاستيلاء عليها واستعمارها عام (1213 هـ= 1798م)، وقد حاول نابليون أن يطبق في مصر ما أقرته الثورة الفرنسية من أفكار ونظم سياسية، وكان الحكم النيابي في طليعة الإجراءات التي حاول نابليون تطبيقها.
ويرى كثير من العلماء والدارسين أن هذا النوع من الحكم المتكئ في أصوله إلى الثورة الفرنسية هو بداية العلمانية في مصر؛ ومن ثم إلى معظم البلدان العربية، حيث تم تصريف الأمور وحكم الرعية بعيدًا عن الدين وتوجيه القرآن الكريم.
وقد لاحظ الجبرتي في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" ذلك عندما وصف الفرنسيين بأنهم "لا يتدينون". وهذه النظرة العلمانية أثرت في المجتمع المصري تأثيرًا واضحًا؛ حيث شجع الفرنسيون المصريين على البغاء، وسفور النساء وتبرجهن واختلاط الجنسين.
الثورة الفرنسية والصهيونية
ومما يتعلق بالثورة الفرنسية وحملة بونابرت على مصر وأثرهما في العالم العربي والإسلامي تبنيها للحركة الصهيونية ومساعدة اليهود في إنشاء وطن قومي في أرض الميعاد -على حد زعمهم- فقد وعد الثوار بإقامة كومنولث يهودي في فلسطين إن نجحت الحملة الفرنسية في احتلال مصر والشرق العربي.
يذكر الدكتور أمين عبد محمود مؤلف كتاب "مشاريع الاستيطان اليهودي منذ قيام الثورة الفرنسية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى" أن الوعد الفرنسي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كان مقابل تقديم الممولين اليهود قروضًا مالية للحكومة الفرنسية التي كانت تمر آنذاك بضائقة مالية خانقة، والمساهمة في تمويل الحملة الفرنسية المتجهة صوب الشرق بقيادة بونابرت.
سقوط الباستيل
تتهاوى قلاع الخيانة في فلسطين واحداً تلو الآخر أمام الزحف المقدس الذي يقوده أبناء فلسطين الأطهار البررة لنسجل للتاريخ صفحة أخرى من صفحات العز والإباء ,, و ها هو باستيل فلسطين يسقط اليوم بأيدي تلك الثلة الطاهرة المؤمنة ضمير هذه الأمة من أبناء كتائب العز القسامية في مشهد يعيد للأذهان و للذاكرة مشاهد سقوط حصون الطغاة المتجبرين عبر التاريخ .
ليس غريباً أن يخرج أطفال فلسطين للشوارع يوزعون الحلوى على الناس بعد عرض صور سقوط مقر " الأمن الوقائي " في غزة بأيدي أبناء فلسطين الأطهار.
فالذاكرة الفلسطينية مازالت تحمل الكثير من ذكريات الألم و الظلم تجاه باستيل فلسطين , كيف لا و قد خرجت من هذا الباستيل كل مؤامرات التركيع و الخيانة التي استهدفت مقاومة أبناء شعبنا ضد الصهاينة..
كيف لا و قد كانت زنازين باستيل فلسطين شاهداً على تعذيب و قتل أبناء المقاومة الفلسطينية تنفيذاً لصفقات التنسيق الأمني مع سارقي أرضنا الطاهرة ..
كيف لا و هو المقر القيادي لجهاز أقل ما يوصف به أنه المعادل الموضوعي لجهاز " الشاباك " الصهيوني ,, كيف لا و من باستيلات فلسطين خرجت قوافل المجاهدين لتُسلم للصهاينة ..
كيف لا و من يتربع على عرش قيادة هذا الجهاز القذر تاريخهم يبدأ من عند تسليم خلية " صوريف " و لا ينتهي عند تآمرهم المفضوح على خيار أبناء شعبنا ..
كيف لا و قد كانوا قادة هذا الجهاز القذر ذراعاً للأمريكان و الصهاينة لضرب مقاومتنا و خياراتنا الديمقراطية .. و مازالت الذاكرة تحتفظ بالكثير ..
بعد سنوات من الظلم و القهر و العبودية و مؤامرات التصفية التي خرجت من هذا المبنى بأيدي قادته المارقين يدُك أبناء فلسطين الأخيار هذا الباستيل لنثبت للكون كله أن هذه الأرض طاهرة طيبة لا تقوم فيها للظالمين قائمة ,, و أننا شعب حر أبي لازال و سيبقى بإذنه تعالى قادراً أن يخط ملامح الفجر مهما إشتد الظلام ..
سقوط باستيل فلسطين اليوم يحمل في طياته كل معاني الجبروت و القوة .. فالأمر يتعدى مجرد عقاب الظالمين على خيانتهم و عملاتهم لنثبت للكون كله أننا قادرون أن نحمي خياراتنا و أن نضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه أن يتآمر على خياراتنا و ديمقراطيتنا ..
سقوط باستيل فلسطين يرسل للعالم كله رسائل واضحة جلية مفادها أننا شعب حر أبي لا يرضى الدنية في دينه و في أرضه و عرضه و خياراته .. و أن دماءنا و أجسادنا لازالت قادرة أن تصنع المعجزات و أن دماءنا دون مؤامراتهم و خياناتهم .
سقوط باستيل فلسطين اليوم يقول لأمتنا العربية و الإسلامية قوموا هبوا دافعوا عن أنفسكم و عن دينكم و عن أعراضكم في وجه كل الطغاة ,, و إعتبروا من هذا الشعب الأبي الصامد و تعلموا كيف تُخط ملاحم العزة و الصمود فلغة الدماء وحدها هي القادرة على صياغة كل المعادلات ..
سقوط باستيل فلسطين اليوم يذكرنا بكل أولئك الشهداء العمالقة الذين قضوا في هذه الباستيلات سنوات القهر و الطغيان تنفيذاً لصفقات التنسيق الأمني .. فرحمة الله عليك يا أسد فلسطين ,, نمر قرير العين يا أسد فلسطين فأبناؤك اقتصوا من الطغاة المتجبرين و ثأروا لكل تلك السنوات التي قضيتها في زنازين الظلم و الطغيان ,,
نم قرير العين يا دكتور إبراهيم المقادمة فأبناء فلسطين ثأروا لسني عمركم التي قضيتموها في زنازين الخيانة ,,
نم قرير العين أيها الأب صلاح شحادة فقد حمل أبناؤك بيارق الحق لتعلوا فوق زنازين الطغيان التي قضيت فيها سنوات ليس لجرم ارتكبته سوى أنك أسست لهذه الكتائب الطاهرة المظفرة .
رحمة الله عليكم جميعاً أيها الشهداء العمالقة فقد جاء من يقتص لدمائكم الزكية الطاهرة التي سالت و نحن نخط ملامح الفجر و ها قد بدأ فجر فلسطين يبزغ ..
هنيئاً لكِ يا فلسطين أبناؤك الأطهار البررة و هنيئاً لكل فلسطيني أننا أبناء هذا الشعب الصامد الأبي العملاق ,, سلمت تلك الأيادي الطاهرة المتوضئة التي لا زالت قادرة أن تخط ملامح العز و الإباء و التي لازالت و ستبقى بإذنه تعالى قادرة أن ترفع بيارق الحق و الإسلام العظيم فوق حصون الطغاة و المتجبرين
…. تحياتي ….
تعتبرالثورة الفرنسية من اهم الثورات الكبرى في التاريخ ، لان تاثيرها لم يقتصر على فرنسا فحسب ، وإنما شمل كل انحاء اوروبا والعالم .
الثورة الفرنسية تعتبر فترة تحولات سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي لفرنسا وأوروبا بوجه عام. ابتدأت الثورة عام 1789 وانتهت تقريباً عام 1799. عملت حكومات الثورة الفرنسية على إلغاء الملكية المطلقة، والامتيازات الإقطاعية للطبقة الارستقراطية، والنفوذ الديني الكاثوليكي. وأدت الثورة إلى خلق تغييرات جذرية لصالح "التنوير" عبر إرساء الديمقراطية وحقوق الشعب والمواطنة، وبرزت فيها نظرية العقد الاجتماعي لـ جان جاك روسو، الذي يعتبر منظر الثورة الفرنسية وفيلسوفها. في السنوات إل 75 التالية للثورة، حدثت في الحكومة الفرنسية عدة تقلبات بين الجمهورية والدكتاتورية والدستورية والإمبراطورية، إلا أن الثورة بحد ذاتها شكلت حدثا مهما في تاريخ أوروبا، وتركت نتائج واسعة النطاق من حيث التغير والتأثير في الدول والشعوب الأوروبية.
الأســـــــــــــــــبـــاب:
لا شك أن السبب الرئيسي لقيام الثورة الفرنسية كان تسلط الكنيسة وتدخلها في حياة الناس ، بل ومحاربتها للعلوم التجريبية وربطها لها بالشعوذة ( ولا أدل عل ذلك من محاكمة العالم الفلكي الكبير في ذلك الوقت جاليليو جاليلي من قبل الكنيسة التي وصفته بالسحر والهرطقة لمعتقداته التي تعارضها الكنيسة مثل كروية الأرض و دورانها حول الشمس و عدم كونها مركز الكون .
1- الأسباب السياسية :-
عرف القرن 18م بفرنسا قيام حركة فكرية تميزت بنبذ اللامساواة، ونشرت أفكار جديدة تنتقد النظام القديم وامتيازات النبلاء وتعصب رجال الدين، ولذا سميت هذه الفترة بعصر الأنوار .
من أهم زعماء هذا التيار الفكري: مونتسكيو الذي طالب بفصل السلطات ، فولتير الذي انتقد التفاوت الطبقي ، في حين ركز روسو على الحرية والمساواة.
تميز نظام الحكم في فرنسا قبل الثورة باستحواذ الملك والنبلاء والإكليروس (رجال الدين) على الحكم في إطار ملكية مطلقة تستند إلى التفويض الإلهي مع عدم وجود دستور يحدد اختصاصات السلط.
2- الأسباب الاقتصادية :-
اعتمدت فرنسا على النشاط الفلاحي، حيث استحوذ رجال الدين والنبلاء على أخصب الأراضي وفرضوا على الفلاحين الصغار كل أشكال السخرة والضرائب رغم توالي مواسم فلاحية رديئة منذ سنة 1786 كما عانت الصناعة الناشئة من منافسة البضائع الإنجليزية.
3- الأسباب الاجتماعية :-
تشكل المجتمع الفرنسي من ثلاث هيئات متفاوتة، الطبقة العليا تضم رجال الدين والأشراف المتميزة بالحقوق الفيودالية، الطبقة المتوسطة تضم جماعة من المعلمين والمحامين وضباط الجيش ، اما الطبقة الثالثة وهي الطبقة العامة التي تمثل 96 % من السكان فتشكلت من الفلاحين الصغار والفئات الشعبية والبورجوازية التي كانت غنية وطموحة لكنها محرومة من المشاركة السياسية.
مراحل الثورة الفرنسية :
دامت الثورة الفرنسية عشر سنوات، ومرت عبر ثلاث مراحل أساسية:
• المرحلة الأولى : 1789-1792 ، فترة الملكية الدستورية: تميزت هذه المرحلة بقيام ممثلي الهيئة الثالثة بتأسيس الجمعية الوطنية، واحتلال سجن الاباستيل، وإلغاء الامتيازات الفيودالية، وإصدار بيان حقوق الإنسان ووضع أول دستور للبلاد.
• المرحلة الثانية : 1792-1794 ، فترة بداية النظام الجمهوري وتصاعد التيار الثوري حيث تم إعدام الملك وإقامة نظام جمهوري متشدد.
• المرحلة الثالثة : 1794-1799 ، فترت تراجع التيار الثوري وعودة البورجوازية المعتدلة التي سيطرت على الحكم ووضعت دستورا جديدا، وتحالفت مع الجيش، كما شجعت الضابط نابليون بونابارت للقيام بانقلاب عسكري و وضع حدا للثورة وأقام نظاما ديكتاتوريا توسعيا.
نتائج الثورة الفرنسية :
تعددت نتائج الثورة الفرنسية :
1- النتائج السياسية :
عوض النظام الجمهوري الملكية المطلقة، وأقر فصل السلطات وفصل الدين عن الدولة والمساواة وحرية التعبير.
2- النتائج الاقتصادية :
تم القضاء على النظام القديم،وفتح المجال لتطور النظام الرأسمالي وتحرير الاقتصاد من رقابة الدولة وحذف الحواجز الجمركية الداخلية، واعتماد المكاييل الجديدة والمقاييس الموحدة.
3- النتائج الاجتماعية :
تم إلغاء الحقوق الفيودالية وامتيازات النبلاء ورجال الدين ومصادرة أملاك الكنيسة، كما أقرت الثورة مبدأ مجانية وإجبارية التعليم والعدالة الاجتماعية وتوحيد وتعميم اللغة الفرنسية.
ومن نتائج الثورة الفرنسية أيضا :-
1- بداية لانطلاق الثورات في اوروبا والعالم ضد الحكم المطلق الاستبدادي .
2- ايقاظ الروح القومية في أوروبا خاصة بين الشعوب الألمانية والإيطالية لتحقيق مبادئ الحرية والوحدة والدستور .
3- أصبحت دساتير فرنسا منبعا تاخذ عنه شعوب أوروبا والعالم كله .
4- تحسن أحوال فرنسا السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
5- نشر روح الحرية والإخاء والمساواة .
6- اعتبار بعض المؤرخين الثورة الفرنسية بداية للتاريخ المعاصر .
الـــــــخــــــــاتــــــــمــة :
وأخيراً فقد تمكنت الثورة الفرنسية من احداث تحولاً كبيراً في تاريخ فرنسا الحديث ، وفي تاريخ اوروبا والعالم باجمعه ، كما اثرت هذه الثورة على المجتمعات الاوروبية ، وكانت بداية جيدة لانطلاق الثورات في العالم ضد الاستبداد والديكتاتورية وفساد الحكم .
التوصــــيــات والـمــقـتــــــــرحات :
• يجب على المهتمين بالتاريخ تخصيص أيام للتاريخ العربي ، ليتم فيها عرض أهم الاحداث والاعمال التاريخية الهامة ، والتعريف باهم شخصيات التاريخ ، عن طريق وسائل الاعلام المختلفة وفي المدارس .
• يجب على كل فرد أن لا يدع العوائق تحول دون تحقيقه لأهدافه وطموحاته..
• يجب على الافراد ان يتزودوا بالمعرفة وبخاصة في التاريخ العربي والغير عربي ، وان يكون لكل شخص حرية للتعبير والابداع والنقد .
• على الآباء، و المدرسة، والمجتمع، مسؤولية عظيمة بترسيخ التاريخ في نفوس الأبناء.
الـــــــمصـــادر والــمـــراجـع :
1-التاريخ الأوروبي الحديث والمعاصر
دار النهضة العربية – بيروت ،المؤلف : عبد الحميد البطريق
2- التاريخ الاوروبي الحديث
مكتبة المعارف – الرباط ، 1984م ،المؤلف : محمد مظفر الادهمي
3- حروب نابليون ، الكاتب : دافيد شندلر
4- نابليون في النصر والهزيمة ، الكاتب : اليونان كلونيل
ومن الانــــــتـــرنــت :
http://ar.wikipedia.org/wiki/
الفـــــــــــــــــــهرس:
الغــلاف…………………………………… …………………….1
المـقـدمـة…………………………………. ……………………..2
الأسـبـاب………………………………….. …………………….3
مراحل الثورة الفرنسية…………………………………… ……………5
نتائج الثورة الفرنسية…………………………………… …………….6
الخاتمــــة………………………………… …………………….7
التوصيـات والمقـتــرحات………………………………. ………..8
المصـادر والمراجــع…………………………………. ……………9
المصادر الالـكـتـرونية……………………………… ……………..9
الفهـرس……………………………………. ……………………10
السسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الثورة الفرنسية 1789م: حدث تاريخي مهم
الثورة الفر نسية حدث تاريخي مهم بدأ على شكل انقلاب سياسي في فرنسا(1789) وأثر في العالم كله. ويختلف المؤرخون كثيراً في أسبابها، فيرى بعضهم أنها حركة عقلية نشأت من حركة الاستنارة الحرة في القرن الثامن عشر، ويرى آخرون أنها ثورة الطبقات المحرومة من الامتيازات ضد الطغيان الاقطاعي، ويرى غيرهم أنها توطيد لسلطة البورجوازية الرأسمالية الحديثة ضد نظام اقتصادي واجتماعي مقيد وعتيق.
والرأي الغالب هو أن السبب المباشر للثورة كان دون شك حالة الإفلاس التي كانت عليها خزانة الدولة، إذ نشأ عن حروب القرنين السابع عشر والثامن عشر وقصور النظام الضريبي ومجافاته للعدالة والإسراف والتدخل في الثورة الأميركية دين عام ضخم عجزت الدولة عن إيفائه. من جهته، دعا لويس السادس عشر مجلس طبقات الأمة، وكان يرجو أن يوافق على الإصلاحات الضريبية الضرورية فاجتمع بفرساي(5 أيار ـ مايو 1789)، ومنذ البداية انضم إلى نواب طبقة العامة عدد كبير من صغار رجال الدين وقليل من النبلاء، وطالبوا بإصلاحات سياسية واجتماعية كاسحة وخارجة عن نطاق سلطات المجلس، وتحدوا الملك وأعلنوا أنفسهم جمعية وطنية (17 حزيران ـ يونيو)، وأقسموا ألا ينفضوا حتى يضعوا للبلاد دستوراً، وقبل الملك ولكن أدى طرده لأحد الإصلاحيين إلى هجوم الناس المتحمسين على سجن الباستيل (14 تموز ـ يوليو)، وأذعن الملك مرة أخرى فأعاد ذلك الشخص،لكن قيادات الثورة أنشأت مجلس خاص عرف بالكومون لحكم مدينة باريس، ونظم الحرس الوطني، فيما ألغت الجمعية الوطنية في4 آب ـ اغسطس جميع الامتيازات الاقطاعية.
وفي 5 تشرين الأول ـ أكتوبر سارت الجماهير إلى قصر فرساي وأجبرت الأسرة المالكة والجمعية على الانتقال لباريس، وقامت الجمعية التأسيسية (وهو الإسم الذي اتخذته آنذاك الجمعية الوطنية) برسم دستور قيد السلطة التنفيذية إلى حد العجز(1791)، وكانت مقدمة إعلان حقوق الإنسان الشهير، وصدرت تشريعات ضد رجال الدين حين طلب إليهم أن يقسموا اليمين للسلطة المدنية(1790)، ما أدى إلى نفور المراكز الريفية المتدينة العديدة من الثورة. واعتزم الملك اللحاق بالنبلاء الذين سبقوه إلى الهرب للخارج (المهاجرون)، ولكن قبض عليه بعد فراره (21 حزيران ـ يونيو 1791) وأرجع إلى باريس وقبل الدستور الجديد. وفي الجمعية التشريعية تغلب الثوريون وأصبح الشعار الجديد هو "الحرية والمساواة والإخاء".
تعتبر الثورة الفرنسية التي انطلقت شرارتها الأولى في العام (1204هـ = 1789م) من أهم الأحداث ليس في تاريخ فرنسا فحسب بل في تاريخ أوروبا كلها، وثمة عوامل تضافرت مجتمعة في فرنسا أدت إلى حدوث هذه الثورة يمكن التعرف عليها من خلال إطلالة سريعة على أحوال فرنسا قبيل العام (1789م = 1204هـ).
على صعيد الأحوال الاجتماعية والسياسية كانت فرنسا تعيش حالة من الاستقرار النسبي في ظل حكم لويس الرابع عشر الذي اهتم بالفنون والآداب ونال حب الشعب واحترامه، ولكن بعد وفاته، وانتقال العرش إلى رجال أقل منه شأنًا، بدأ العبء ينزلق تدريجيًا عن كاهل الملك ووزرائه إلى كاهل الطبقة المتوسطة (البرجوازية) التي كانت قد بدأت تبرز للوجود، وبخاصة في عهد لويس السادس عشر الذي اتسم بضعف الشخصية، والذي قامت في عهده الثورة وتم إعدامه فيها في (8 جمادى الآخرة 1207هـ = 21 يناير 1793م)، وكان أفراد هذه الطبقة المتوسطة في معظمهم متعلمين وميسوري الحال، ومن ثم بدءوا يشعرون بعدم الرضا عن المكانة الدنيا التي يحتلونها بالقياس إلى طبقة النبلاء، وأصحاب المقام الرفيع في الكنيسة. فكان تذمرهم وتمردهم على هذه الأوضاع من العوامل التي أشعلت فتيل الثورة بالتحالف مع العامة أو من يسمونهم بالطبقة الثالثة التي كانت ترزح في أوضاع سيئة في ظل النظام الإقطاعي السائد آنذاك.
أما عن الأحوال الاقتصادية فقد بلغت غاية السوء للدرجة التي لم تستطع فيها الحكومة أن توفر للشعب الغذاء الكافي، وكان ذلك نتيجة الحروب الطويلة، والبذخ على المستويين العام والخاص، وضعف الملوك وعجز الوزراء عن التمسك بالسياسات الموحدة، كل هذا أدى إلى حالة من الفوضى الاقتصادية في البلاد، ولم يستطع أحد علاجها حتى تفاقمت الديون على فرنسا.
اجتماع مجلس طبقات الأمة
بعد أن ساءت الأحوال الاقتصادية، وزادت الضرائب المفروضة قرر الملك عقد مجلس الطبقات في (1204هـ = 5 مايو 1789م) الذي جاء على هوى الطبقة الأرستقراطية. فقد كانت التقاليد تقضي بأن يتألف المجلس من ثلاث هيئات منتخبة تمثل إحداها "الإقليدوس" (الملك- الكنيسة)، وتمثل الثانية "النبلاء"، والثالثة تمثل "الشعب". وكان الاقتراع يتم على هيئة ثلاث وحدات منفصلة وليس طبقًا لعدد الأعضاء. وحيث كانت طبقة رجال الكنيسة خاضعة لسيطرة النبلاء الذين يتقلدون المناصب الرفيعة في الكنيسة لقاء الخدمات التي يقدمونها، فقد كانت الطبقتان الأوليان على يقين دائم من الحصول على أغلبية الأصوات، وبالتالي يقوم أبناء الطبقة الثالثة –الشعب- بتحمل عبء الضرائب المفروضة وحدهم. وقد فطن أبناء هذه الطبقة لهذا الأمر، وطالبوا بأن يكون التصويت في المجلس طبقًا لعدد الأعضاء لا طبقًا للطبقة، ثم طالبوا بأن يكون للمجلس السلطة في تنفيذ المشاريع. وطالب الشعب في أول الأمر بأن يجتمع المجلس في قاعة واحدة، وكل هذه الإجراءات سعى العامة لتحقيقها لكي يحصلوا على الأغلبية بمن ينضم إليهم ممن يعطفون عليهم وعلى حركتهم من رجال الدين والأشراف الذين كانوا يريدون انضمامهم إلى العامة ليكون لهم القيادة والنفوذ.
وقبل ذلك كان المجلس يجتمع ويعرض الملك عليه آراءه ثم ينصرف أعضاؤه إلى مدنهم قانعين. ولكن هذا المجلس طالب بأن المسائل التي تعرض عليهم يجب تنفيذها وألا يُفضّ المجلس بل يبقى بجانب الملك. أصر نواب العامة على تنفيذ مطالبهم التي رفضها الملك؛ فأضربوا عن دفع الضرائب، وكلما مر الوقت ازداد رجال العامة قوة بمن ينضم إليهم من أشراف ورجال الدين، وكلما زادت قوتهم تشددوا في مطالبهم.
وفي ذلك الوقت يظهر بين طبقة العامة نائب يدعى (سييس) وهو من رجال الدين الذين تولوا البحث في الدستور، وأعلن أنه إذا رفضت طبقة الأشراف ورجال الدين الانضمام إليهم فسيعلنون أنفسهم نوابًا للشعب ويطلقون على أنفسهم الجمعية الوطنية، وقد ووفق على هذا الاقتراح في (3 من شوال 1204هـ = 16 يونيو 1789م) ولكن الملك لم يوافق على اجتماع الطبقات في قاعة واحدة، وأصر نواب العامة على مطلبهم فاضطر الملك مرغمًا إلى الموافقة، ورأى رجال الجمعية الوطنية أن يضعوا دستورًا للدولة.
وتوالت بعد ذلك الأحداث حتى نجح الثوار في إسقاط سجن الباستيل رمز الطغيان في (2 من ذي القعدة 1204هـ = 14 يوليه 1789م) وبسقوطه زادت قوة الثوار حتى أصدروا الدستور الجديد الذي اتخذ من الحرية والإخاء والمساواة قواعد انطلق منها إعلان حقوق الإنسان والمواطن في (15 من ذي الحجة 1204هـ = 26 أغسطس 1789م) ثم إعلان الجمهورية وإلغاء الملكية في (5 من صفر 1207هـ = 22 سبتمبر 1892م). وقد سبق إعلان الجمهورية سجن لويس السادس عشر في (24 من ذي الحجة عام 1206هـ = 13 أغسطس 1792م) ثم إعدامه في (8 من جمادى الآخرة 1207هـ = 21 من يناير 1893م)، ثم إعدام زوجته "ماري أنطوانيت" في (10 من ربيع الأول 1408هـ = 16 أكتوبر 1793م).
شعارات الثورة في الميزان
اتخذت الثورة الفرنسية مبادئها من أفكار الفلاسفة: "جان جاك روسو" و"فولتير" و"مونتسكيه"، ورفعت عبارة: (الحرية – الإخاء – المساواة) كشعار لها، ولكن إلى أي مدى التزمت الثورة بهذا الشعار سواء على صعيد الداخل الفرنسي إبان الثورة أو على صعيد سياسة حكومتها الخارجية فيما بعد؟
يعلق "روبرت دارنتون" أستاذ تاريخ أوروبا الحديث في جامعة "برنستون" في ذكرى احتفال فرنسا بمرور مائتي عام على قيام الثورة الفرنسية قائلاً: إذا كانت فرنسا تحتفل بمرور مائتي عام على سقوط الباستيل، وإزالة الإقطاع، وإعلان حقوق الإنسان والمواطن، فإن الوضع في فرنسا في الفترة التي قامت فيها الثورة لم يكن في حقيقة الأمر على كل ذلك القدر من السوء كما يعتقد الكثيرون. فالباستيل كان خاليًا تقريبًا من السجناء وقت الهجوم عليه يوم (14 يوليو 1789م = 2 من ذي القعدة 1402هـ) كما أن الإقامة فيه لم تكن سيئة تمامًا كما يتصور الناس، ولكن ذلك لم يمنع الثوار من أن يقتلوا مدير السجن لا لشيء إلا لأنه من النبلاء، ثم طافوا بعد ذلك بجثته في الشوارع. كذلك كان الإقطاع قد انتهى بالفعل وقت أن أعلنت الثورة إلغاءه أو لم يكن على الأقل موجودا بمثل تلك الدرجة الفاحشة.
ويضيف قائلاً: وإذا كانت الثورة قد أعلنت حقوق الإنسان والمواطن فإنها لم تلبث أن أهدرت هذه الحقوق بما ارتكبته من جرائم ومذابح وموجات إرهاب اجتاحت فرنسا كلها بعد 5 سنوات فقط من إعلان تلك الحقوق لدرجة أن بعض المؤرخين البريطانيين مثل "ألفريد كوبان" كان يصف هذه الإعلانات (حقوق الإنسان والمواطن) بأنها مجرد أسطورة.
ويقول المؤرخ الفرنسي "بيير كارون" الذي أصدر عام (1354هـ = 1935م) كتابًا عن المذابح التي حدثت في السجون الباريسية إبان عهد الثورة في (15 من محرم 1207هـ= 2 سبتمبر 1792م).. يقول عن هذه المذابح: إن هذه المذابح كان لها طابع (شعائري) جارف، وقد بدأت بالهجوم على بعض السجون بزعم القضاء على بعض المؤامرات التي كانت تدبر فيها للإطاحة بالثورة، وأقام "الدهماء" من أنفسهم محكمين وقضاة ومحلفين في فناء هذه السجون، حيث كان السجناء يقدمون للمحاكمة واحدًا بعد الآخر فتوجه إليهم التهم ويحكم لهم أو عليهم ليس تبعًا للأدلة والشواهد؛ وإنما تبعًا لمظهرهم العام وسلوكهم وشخصيتهم بل وتكوينهم الجسدي. كما كان أي تردد أو أي اضطراب يظهر على الشخص يعد دليلاً للإدانة وعلى ثبوت التهمة فيحكم عليه بالإعدام، وكان الذي يتولى المحاكمة وإصدار الحكم شخصًا عاديًا، كما كانت أحكامه تقابل بالتصفيق والصياح من الجماهير الذين تجمعوا من الشوارع المحيطة وأصبحوا بمثابة محلفين، وكان الشخص الذي يحكم ببراءته يؤخذ بالأحضان والتهنئة والقبلات ويطوفون به الشوارع، بينما كان الشخص الذي يحكم عليه بالإدانة يتم إعدامه طعنًا بالخناجر والسيوف وضربه بالهراوات الثقيلة ثم تنزع عنه ملابسه ويلقى بجسده فوق كومة من أجساد الذين سبقوه.
والغريب أن الذين كانوا يقترفون هذه المذابح كانوا يرتكبونها باسم الحرية وحقوق الإنسان و(المواطن والعدالة والمساواة)!
منبع الإرهاب!
أما "سيرجو بوسكيرو" رئيس الحركة الملكية الإيطالية فيقول: إن الثورة الفرنسية كانت عبارة عن حركة معادية للشعب الفرنسي إبان قيامها، كما أن أسطورة السيطرة الشعبية على سجن الباستيل لم تكن سوى عملية سطو على مخزن الأسلحة في الباستيل الذي كان يستضيف 7 مساجين فقط، منهم 3 مجانين.
ويضيف قائلاً: إن الثورة الفرنسية بحق قامت بأكبر مجزرة في التاريخ أو على الأقل في الشعب الفرنسي، حيث قتلت 300 ألف فلاح، وهي بذلك تعد منبع الإرهاب العالمي؛ إذ ولدت "ظاهرة الإرهاب" من الثورة الفرنسية.
حرية أم عبودية؟
أما على صعيد السياسة الخارجية التي انتهجتها حكومات الثورة الفرنسية فقد جاءت متناقضة تمامًا مع ما أعلنته الثروة من مبادئ (الحرية والإخاء والمساواة) وبخاصة فيما يتعلق بشعوب آسيا وإفريقيا التي استعمرتها والتي تعاملت معها بمنطق السيد والعبد. ولم تمضِ فترة وجيزة من الزمن حتى جاءت الحملة الفرنسية على مصر عام (1213هـ = 1789م)، ثم بعدها بفترة جاء الاحتلال الفرنسي للجزائر والمغرب وتونس وغيرها من المناطق في آسيا وإفريقيا.
ومما يؤكد أسطورية المبادئ التي رفعتها الثورة الفرنسية من الحرية والإخاء والمساواة إلقاء نظرة سريعة على بعض أفكار الفيلسوف الفرنسي "مونتسكيه" الذي قامت الثورة على مبادئه وأفكاره، وفي ذلك تقول الدكتورة "زينب عصمت راشد" أستاذة التاريخ الحديث بجامعة عين شمس: إنه ليؤسفنا حقًا أن ينخدع العالم بوجود مفكرين راشدين بين من زعموا أنهم ثاروا لدعوة الحق والحرية والعدالة والإخاء والمساواة، وفيهم من استحل ظلم الإنسان لأخيه الإنسان لا لشيء سوى بشرته. ويعد مونتسكيه أشهر الأمثلة على ذلك، وهو من أئمة التشريع في الثورة الفرنسية، وصاحب كتاب "روح القوانين"، إذ يقول في تبرير استرقاق البيض للسود كلامًا لا يمكن صدوره من عقل مفكر، يقول مونتسكيه في بعض عباراته: "لو طلب مني تبرير حقنا المكتسب في استرقاق السود لقلت إن شعوب أوروبا بعد أن أفنت سكان أمريكا الأصليين لم تر بدًا من استرقاق السود في إفريقيا لتسخيرهم في استغلال تلك البقاع الواسعة، ولولا استغلالهم في زراعة هذه الأرض للحصول على السكر لارتفع ثمنه".
وتمضي د. زينب قائلة: يقول مونتسكيه مبررًا جرائم الاستعمار الأوروبي ما يأتي: "أولئك الذين سخروا في هذا العمل ليسوا غير أقوام من السود، فطس الأنوف لا يستحقون شيئًا من رحمة أو رشاد".
ويقول: "إنه لا يتصور مطلقًا أن الله بحكمته السامية قد وضع في تلك الكائنات السود أرواحًا يمكن أن تكون طيبة".
الثورة الفرنسية والمشرق الإسلامي
لم يحدث أن سمع المشرق العربي الإسلامي عن الثورة الفرنسية ومبادئها إلا مع قدوم نابليون بونابرت على رأس حملته على مصر للاستيلاء عليها واستعمارها عام (1213 هـ= 1798م)، وقد حاول نابليون أن يطبق في مصر ما أقرته الثورة الفرنسية من أفكار ونظم سياسية، وكان الحكم النيابي في طليعة الإجراءات التي حاول نابليون تطبيقها.
ويرى كثير من العلماء والدارسين أن هذا النوع من الحكم المتكئ في أصوله إلى الثورة الفرنسية هو بداية العلمانية في مصر؛ ومن ثم إلى معظم البلدان العربية، حيث تم تصريف الأمور وحكم الرعية بعيدًا عن الدين وتوجيه القرآن الكريم.
وقد لاحظ الجبرتي في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" ذلك عندما وصف الفرنسيين بأنهم "لا يتدينون". وهذه النظرة العلمانية أثرت في المجتمع المصري تأثيرًا واضحًا؛ حيث شجع الفرنسيون المصريين على البغاء، وسفور النساء وتبرجهن واختلاط الجنسين.
الثورة الفرنسية والصهيونية
ومما يتعلق بالثورة الفرنسية وحملة بونابرت على مصر وأثرهما في العالم العربي والإسلامي تبنيها للحركة الصهيونية ومساعدة اليهود في إنشاء وطن قومي في أرض الميعاد -على حد زعمهم- فقد وعد الثوار بإقامة كومنولث يهودي في فلسطين إن نجحت الحملة الفرنسية في احتلال مصر والشرق العربي.
يذكر الدكتور أمين عبد محمود مؤلف كتاب "مشاريع الاستيطان اليهودي منذ قيام الثورة الفرنسية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى" أن الوعد الفرنسي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كان مقابل تقديم الممولين اليهود قروضًا مالية للحكومة الفرنسية التي كانت تمر آنذاك بضائقة مالية خانقة، والمساهمة في تمويل الحملة الفرنسية المتجهة صوب الشرق بقيادة بونابرت.
سقوط الباستيل
تتهاوى قلاع الخيانة في فلسطين واحداً تلو الآخر أمام الزحف المقدس الذي يقوده أبناء فلسطين الأطهار البررة لنسجل للتاريخ صفحة أخرى من صفحات العز والإباء ,, و ها هو باستيل فلسطين يسقط اليوم بأيدي تلك الثلة الطاهرة المؤمنة ضمير هذه الأمة من أبناء كتائب العز القسامية في مشهد يعيد للأذهان و للذاكرة مشاهد سقوط حصون الطغاة المتجبرين عبر التاريخ .
ليس غريباً أن يخرج أطفال فلسطين للشوارع يوزعون الحلوى على الناس بعد عرض صور سقوط مقر " الأمن الوقائي " في غزة بأيدي أبناء فلسطين الأطهار.
فالذاكرة الفلسطينية مازالت تحمل الكثير من ذكريات الألم و الظلم تجاه باستيل فلسطين , كيف لا و قد خرجت من هذا الباستيل كل مؤامرات التركيع و الخيانة التي استهدفت مقاومة أبناء شعبنا ضد الصهاينة..
كيف لا و قد كانت زنازين باستيل فلسطين شاهداً على تعذيب و قتل أبناء المقاومة الفلسطينية تنفيذاً لصفقات التنسيق الأمني مع سارقي أرضنا الطاهرة ..
كيف لا و هو المقر القيادي لجهاز أقل ما يوصف به أنه المعادل الموضوعي لجهاز " الشاباك " الصهيوني ,, كيف لا و من باستيلات فلسطين خرجت قوافل المجاهدين لتُسلم للصهاينة ..
كيف لا و من يتربع على عرش قيادة هذا الجهاز القذر تاريخهم يبدأ من عند تسليم خلية " صوريف " و لا ينتهي عند تآمرهم المفضوح على خيار أبناء شعبنا ..
كيف لا و قد كانوا قادة هذا الجهاز القذر ذراعاً للأمريكان و الصهاينة لضرب مقاومتنا و خياراتنا الديمقراطية .. و مازالت الذاكرة تحتفظ بالكثير ..
بعد سنوات من الظلم و القهر و العبودية و مؤامرات التصفية التي خرجت من هذا المبنى بأيدي قادته المارقين يدُك أبناء فلسطين الأخيار هذا الباستيل لنثبت للكون كله أن هذه الأرض طاهرة طيبة لا تقوم فيها للظالمين قائمة ,, و أننا شعب حر أبي لازال و سيبقى بإذنه تعالى قادراً أن يخط ملامح الفجر مهما إشتد الظلام ..
سقوط باستيل فلسطين اليوم يحمل في طياته كل معاني الجبروت و القوة .. فالأمر يتعدى مجرد عقاب الظالمين على خيانتهم و عملاتهم لنثبت للكون كله أننا قادرون أن نحمي خياراتنا و أن نضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه أن يتآمر على خياراتنا و ديمقراطيتنا ..
سقوط باستيل فلسطين يرسل للعالم كله رسائل واضحة جلية مفادها أننا شعب حر أبي لا يرضى الدنية في دينه و في أرضه و عرضه و خياراته .. و أن دماءنا و أجسادنا لازالت قادرة أن تصنع المعجزات و أن دماءنا دون مؤامراتهم و خياناتهم .
سقوط باستيل فلسطين اليوم يقول لأمتنا العربية و الإسلامية قوموا هبوا دافعوا عن أنفسكم و عن دينكم و عن أعراضكم في وجه كل الطغاة ,, و إعتبروا من هذا الشعب الأبي الصامد و تعلموا كيف تُخط ملاحم العزة و الصمود فلغة الدماء وحدها هي القادرة على صياغة كل المعادلات ..
سقوط باستيل فلسطين اليوم يذكرنا بكل أولئك الشهداء العمالقة الذين قضوا في هذه الباستيلات سنوات القهر و الطغيان تنفيذاً لصفقات التنسيق الأمني .. فرحمة الله عليك يا أسد فلسطين ,, نمر قرير العين يا أسد فلسطين فأبناؤك اقتصوا من الطغاة المتجبرين و ثأروا لكل تلك السنوات التي قضيتها في زنازين الظلم و الطغيان ,,
نم قرير العين يا دكتور إبراهيم المقادمة فأبناء فلسطين ثأروا لسني عمركم التي قضيتموها في زنازين الخيانة ,,
نم قرير العين أيها الأب صلاح شحادة فقد حمل أبناؤك بيارق الحق لتعلوا فوق زنازين الطغيان التي قضيت فيها سنوات ليس لجرم ارتكبته سوى أنك أسست لهذه الكتائب الطاهرة المظفرة .
رحمة الله عليكم جميعاً أيها الشهداء العمالقة فقد جاء من يقتص لدمائكم الزكية الطاهرة التي سالت و نحن نخط ملامح الفجر و ها قد بدأ فجر فلسطين يبزغ ..
هنيئاً لكِ يا فلسطين أبناؤك الأطهار البررة و هنيئاً لكل فلسطيني أننا أبناء هذا الشعب الصامد الأبي العملاق ,, سلمت تلك الأيادي الطاهرة المتوضئة التي لا زالت قادرة أن تخط ملامح العز و الإباء و التي لازالت و ستبقى بإذنه تعالى قادرة أن ترفع بيارق الحق و الإسلام العظيم فوق حصون الطغاة و المتجبرين
موفقين