اخواني أخواتي اليوم دور الدين ترى حضرتلكم تقرير عن الامام الشافعي مرتب و حلو و يجنن 😛
بحث في مادة التربية الإسلامية عن:
الامام الشافعي
رحمه الله
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ، وبعد :
محمد بن إدريس الشافعيّ. مجدد الإسلام في القرن الثاني الهجري كما نص علي ذلك الإمامأحمد بن حنبلوهو أيضا أحد أئمّة أهل السنّة وهو صاحبالمذهب الشافعيفيالفقه الإسلاميّ. يُعَدّ الشافعيّ مؤسّسعلم أصول الفقه، وهو أول من وضع كتابا لإصول الفقه سماه "الرسالة".
مما لا شك فيه أن الحالة الدينية قد ضربت بجذورها في الوسط الإسلامي وأصبحت توأماً للواقع المعاصر، ويمكن أن يُملس هذا الأمر من خلال الكم الهائل المتجلي بالكتب والدراسات والأدبيات التي تملأ واقعنا الفكري والثقافي من مختلف الاتجاهات منصهرة جميعاً في دراسة وتقديم كل ما هو أفضل للرقي بها وتخليصها من كل الرواسب التي يمكن أن تعيق حركتها، وتلفها بالضبابية مما يؤدي إلى الاقلال من شأنها واهميتها.
وهذا الأمر يستوجب من كل دارس وباحث في شؤونها تحري القراءة الواعية والمتابعة الدقيقة والموضوعية. وهو أحد المذاهب الأربعة، أسسهالإمام محمد بن إدريس الشافـعي الذي اعتمد على الجمع بين مدرستي الرأي والحديث، ويعد من الأوائل الذين وضعوا علم الأصول، وكانت مصر هي المكان الذي صدر عنه هذاالمذهب، وتبلور مذهباً فقهياً مستقلاً في القرن الثاني و أوائل القرن الثالث الهجري.
الموضوع:
شهد القرن الثاني الهجري ظهور مدرستين أساسيتين في الفقه الإسلامي، هما: مدرسة الرأي، ومدرسة الحديث، نشأت المدرسة الأولى في العراق، وهي امتداد لفقه عبد الله بن مسعود الذي أقام هناك، وحمل أصحابه علمه وقاموا بنشره، وكان ابن مسعود متأثرًا بمنهج عمر بن الخطاب في الأخذ بالرأي، والبحث في علل الأحكام حين لا يوجد نص من كتاب الله أو سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، ومن أشهر تلامذة ابن مسعود الذين أخذوا عنه: علقمة بن قيس النخعي، والأسود بن يزيد النخعي، ومسروق بن الأجدع الهمذاني، وشريح القاضي، وهؤلاء كانوا من أبرز فقهاء القرن الأول الهجري .
مولده و نشأته:
في مدينة غزة كان مولد أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع في سنة (150 هـ ,767م)، وتشاء الأقدار أن تكون هي السنة التي توفي فيها الإمام أبو حنيفة النعمان. ويلتقي الشافعي في النسب مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في عبد مناف بن قصي.
نشأ الشافعي يتيما، وانتقلت به أمه إلى مكة وهو ابن سنتين حتى ينشأ على ما ينشأ عليه أقرانه من قبيلته قريش، وكانت مكة تموج بالفقهاء والمحدثين، وبعد أن حفظ القرآن – ولم يكن قد تجاوز سبع سنين وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين-بدأ في التردد على حلقات العلم، ورزقه الله شغفًا بالعلم وحبًا في طلبه، فكان يلزم حلقات العلم ويحفظ الحديث، ويتردد على البادية حتى يفصح لسانه ويستقيم نطقه، ولزم في سبيل ذلك قبيلة هذيل سبعة عشر عاماً، وكانت هذه القبيلة أفصح العرب، ولقد كان لهذه الملازمة أثر في فصاحته وبلاغة ما يكتب، وقد لفتت هذه البراعة أنظار معاصريه من العلماء بعد أن شب وكبر، حتى إن الأصمعي وهو من أئمة اللغة المعدودين يقول: "صححت أشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس". وبلغ من اجتهاده في طلب العلم أن أجازه شيخه مسلم بن خالد الزنجي بالفتيا وهو لا يزال صغير الإهاب(1) .
1) كتاب: الشافعي حياته وعصره ـ آراؤه وفقهه ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة ـ 1978م.
عوامل ظهوره و شهرته :
تلقى محمد بن إدريس الشافعي الفقه والحديث على يدمالك، والرأيَ على يد محمد بن الحسن الحنفي، ونظراً لتمتعه بالثقافة الواسعةوالقدرة الفائقة على الجدل فقد استطاع أن يرسم لنفسه منهجاً وسطاً جمع فيه بينمدرستي الرأي والحديث، تمخض عنهما
المذهب الشافعي.
ولعل أهم العوامل التي هيأت للشافعي أسباب النجاح فيمصر هي:
أ ـ كان معروفاً بأنه تلميذ لمالكوخريج لمدرسته، وكان لمالك هناك ذكر ولمذهبه انتشار، فقوبل الشافعيبالعناية.
ب ـ نشاط الشافعي وعلّو همته وتفوقهبالأدب ومعرفته باللغة وإحاطته بأقوال مالك وأقوال أهل الرأي وانتصاره لمذهب أهلالحديث
ج ـ اشتهار قرشيته، واحتجاجه بالانتساب للنبي (صلى الله عليه و سلم) وهذا له أثره في قلوبالمسلمين.
د ـ صلته بحاكم مصر الجديد عبدالله بن العباس بن موسى.
هـ ـ اهتمام الخليفةالعباسي هارون الرشيد بالشافعي.
و ـ الدعمالاعلامي المتمثل بكثرة الروايات المنسوبة للنبي (صلى الله عليه وسلم) بحق الشافعي أو سرد الرؤياوالاحلام من قبل انصاره (2).
الإقامة بمصر:
قدم الشافعي مصر سنة (119هـ ,814م) تسبقه شهرته وتقدير العلماء له وإجلالهم لمنزلته، وكان في صحبته من تلاميذه الربيع بن سليمان المرادي، وعبد الله بن الزبير الحميدي، ثم بدأ في إلقاء دروسه بجامع عمرو بن العاص، فمال إليه الناس، وجذبت فصاحته وعلمه كثيرًا من أتباع الإمامين أبي حنيفة ومالك.
وفي مصر وضع الشافعي مذهبه الجديد، وهو الأحكام والفتاوى التي استنبطها بمصر وخالف في بعضها فقهه الذي وضعه ببلاد العراق، وصنف كتبه الخالدة التي رواها عنه تلاميذه(3) .
أتيح للشافعي ما لم يتح لغيره من الأئمة الكبار، من تدوين مذهبه ونشره في كتب كتبها بنفسه، وأهم هذه الكتب:
الرسالة في أصول الفقه: وقد طبعه مع الجزء الأول من كتاب الأم في المطبعة الأميرية بالقاهرة سنة (1321هـ ,1903م)، ثم نشره محققا العلامة المحدث أحمد محمد شاكر سنة (1358هـ ,1939م).
كتاب الأم: وهو يشمل أبواب الفقه كلها، ويمتاز بجمال الأسلوب ودقة التعبير، وبعرض آراء العلماء المخالفين ومناظرتها، وقد نُشر الكتاب كاملا بعد أن سعى الفقيه المصري أحمد الحسيني إلى جمع مخطوطاته وطبعه على نفقته، ثم قام بشرح قسم العبادات منه في (24) مجلدًا(4) لا تزال مخطوطة حتى الآن، وتحتفظ بها دار الكتب المصرية، وقد سماها: "مرشد الأنام لبرء أم الإمام"،وصدرها بمقدمة كبيرة في تراجم الشافعية، وقد توفي أحمد الحسيني سنة (1332هـ,1914م). وقد أُلحق بكتاب الأم كثير من كتب الشافعي التي كتبها بنفسه، وهي لا تعدو أن تكون رسائل لطيفة، مثل كتاب "جماع العلم"، وقد نشره مستقلا أحمد شاكر سنة (1359هـ ,1940م) ، وكتاب "إبطال الاستحسان" الذي رد به على فقهاء الأحناف، وكتاب "اختلاف مالك والشافعي".
قام تلاميذ الشافعي بنشر مذهبه في البلاد التي ارتحلوا إليها أو التي اتخذوها وطنًا، وهناك ثلاثة من التلاميذ المصريين كان لهم أثر بالغ في نشر المذهب، فقد جالسوا الإمام وأخذوا عنه مذهبه بعد أن نضج وبلغ كماله، ورووا كتبه، وهؤلاء الثلاثة هم:
* يوسف بن يحيي البويطي المتوفى سنة (231هـ ,854م).
* إسماعيل بن يحيي المزني المتوفى سنة (264هـ , 877م) وكان زاهدا عالمًا مجتهدًا مناظرًا، وصفه الشافعي بقوله: "المزني ناصر مذهبي"، وقد أخذ عنه عدد كبير من علماء خراسان والعراق والشام.
* الربيع بين سليمان المرادي، كان مؤذنًا بجامع عمرو بن العاص، واتصل بالشافعي حتى صار راوية كتبه والثقة الثبت فيما يرويه عنه، وعن طريقه وصلت إلينا كتب الشافعي، وتوفي سنة (270هـ ,883م) .
عن طريق هؤلاء وتلاميذهم ومن تلاهم من طبقات الشافعية شُيّد المذهب الشافعي، حتى صار ذلك التراث الضخم الذي بين أيدينا الآن .
4) الإمام الشافعي ومدرسته الفقهية ـ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية .
الخاتمة:
وفي الختام إن المذهب الشافعي هو أحد المذاهب السنية الاربعة اسسهمحمد بن ادريس الشافعي الذي اعتمد على مدرستي الرأي والحديث، ووضع اصول الفقه، كانتبذرة هذا المذهب الاولى في مصر، وتبلور مذهباً فقهياً مستقلاً في أوائل القرن الثالث الهجري.
استطاع محمد بن ادريس الشافعيان يرسم لنفسه منهجاً وسطاً بين مدرستي الرأي والحديث تمخض عنهما المذهب الشافعي،بعد ان تلقاهما على يد مالك ومحمد بن الحسن الحنفي.
وظل الإمام الشافعي في مصر لم يغادرها، يلقي دروسه في حلقته المباركة، ويلتف تلاميذه حوله، حتى لقي ربه في 30 رجب 204هـ/ 20 من يناير 820م
اخليكم مع الرابط