بسم الله الرحمن الرحيم:
(( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار))
صدق الله العظيم
الحمد الله والصلاة والسلام على أزكى الناس عقلا، وأكملهم علما الرسول –صلى الله عليه وسلم-، الذي بعث للناس بشيرا ونذيرا.
الإنتاج هو نشاط بشري لا تستغني عنه أي دولة أو بالأحرى الفرد في وقتنا الحالي، وكل يوم نقوم بإنتاج ما مختلف عن سابقه، والإنتاج يعتمد على عوامل من دونها لا يمكن أن نقول أن للإنتاج وجود لذلك سأتكلم عن عوامل الإنتاج
لانتاج:
الانتاج هو أي نشاط يؤدي إلى منفعة جديدة حيث لم يكن لها وجود أو زيادة هذه المنفعة.
ويكون ذلك عن طريق إحدى الوسائل الاتية :
1-تغيير شكل السلعة من شكل الى آخر أكثر منفعة كتحويل القطن إلى غزل أو تحويل الغزل الى أقمشة أو تحويل الأقمشة إلى ملابس.
2-نقل السلعة من مكان لآخر تكون فيها منفعة أي نقل السلعة من مكان تكون متوفرة به إلى مكان تكون فيه السلعة نادرة نسبيا.
مثلا : نقل الخضروات والفواكه من الريف إلى المدينة أو نقل الحديد والمعادن من المناجم إلى المصانع.
3-تخزين السلعة وبيعها من وقت لآخر أي نقلا زمنيا تتوافر فيه وتقل الحاجة إليه نسبيا إلى وقت آخر تقل فيه السلعة وتزداد الحاجة إليها نسبيا.
الموارد لا تعطي لنا السلع عطاء ولكن الإنسان يأخذ منها أخذا بكل ما أوتي من مهارات مختلفة,وبما يزوده به نفسه من معدات وأدوات تمكنه من الحصول على ما يحتاج إليه من سلع وخدمات بالصورة التي يرضاها, وفي المكان والزمان الذي يريده.
والإنتاج هو وسيلة الإنسان للحصول على هذه السلع والخدمات.
مثلا – بالإنتاج نستطيع تحويل الماء والهواء والتراب إلى مزروعات, ومنها نستطيع أن نحول المزروعات إلى مأكولات وملابس ومساكن وغيرها من وسائل نشبع بها ما نحتاجه في هذه الحياة.
الإنتاج يقوم على دعامتين أساسيتين هما العمل والمال. أي أن عوامل الانتاجفي الفكر الاقتصادي الإسلامي هما العمل والمال
عوامل الإنتاج:
العمل :
العمل هو أي جهد إنساني سواء كان عضليا أو عقليا يبذل في العملية الإنتاجية مقابل أجر معين , وقد يكون هذا المجهود مصدره الدواب أو العربات أو غيرها من الآليات والأجهزة.
والجهد العضلي أو العقلي إنما يؤكد أن العمل مصدره الإنسان أيا كان مصدره سواء كان عمل المزارع أو عمل الطبيب أو عمل المدرس, كما أن كمية العمل لا يقصد بها كمية المشقة التي يتحملها الشخص فحسب, ولكن يقصد بها أيضا ما ينتج عن هذه المشقة من منفعة.
مثلا : العامل الذي يستخدم الكثير من جهده العضلي وقليل من جهده العقلي لإنتاج كمية معينة من سلعة إنما يقدم نفس كمية العمل الذي يقدمها ذلك الذي ينتج نفس الكمية من السلعة باستخدام مجهود عضلي اقل ومجهود عقلي أكثر.
الطبيعة :
هي جميع الموارد الطبيعية المتاحة للمجتمع والتي تعتبر هبه خاصة من هبات الله وليس للإنسان دخل في وجودها كالغابات والأنهار والمعادن والزيوت.
ويرى بعض الاقتصاديين أن مفهوم الطبيعة يشمل كل ما يشبع الحاجة البشرية ويسهم في عمليةالانتاجكدرجة الحرارة والرطوبة والرياح والأمطار وغيرها.
إن الطبيعة تعتبر عنصرا من عناصر الانتاجلأنها منبع لكل السلع التي ينتجها الإنسان, وأهم صفات
الطبيعة هي :
1- عدم وجود نفقة انتاج, فالطبيعة هبه من هبات الله لم يبذل لها جهد بشري في وجودها.
2- ثبات الطبيعة, حيث لا يمكن للإنسان تغيير هذه الطبيعة إلا في أضيق الحدود.
3- تفاوت القدرة الإنتاجية للطبيعة, مثلا تفاوت الأراضي الزراعية من حيث الخصوبة.
التنظيم :
إن الأشخاص الذين يقومون بدراسة مشروع من المشاريع وتنفيذه وتسييره وتحمل نتائجه إنما هو تنظيم بحد ذاته, فالقيام بنشاط إنتاجي معين يتطلب أن يكون هناك شخص أو مجموعة من الأشخاص تقوم بدراسة وافية لاحتمالات نجاحه أو فشله.
ويتم ذلك بعمل دراسة للأسواق, والتعرف على الطلب على ما ينتجه هذا المشروع حاضرا ومستقبلا, والتعرف على تكاليف المشروع وتحديد عوامل الانتاجفيه وما يمكن أن يتغير منه في المستقبل تفاديا لوقوع الخسائر.
ولا بد لأي مشروع أن يقابل الكثير من المشاكل الخاصة بالتمويل والإنتاج والتسويق, ويحتاج ذلك إلى القيام بالرقابة الفعالة على النشاط الإنتاجي ويحتاج إلى من يتخذ القرارات الخاصة بزيادة الانتاجإذا زاد الطلب على السلع, أو إنقاص الانتاجذا قل الطلب على السلع.
إن لمنظم ليس هو مدير الشركة على سبيل المثال, بل هم جميع حاملي الأسهم.
الخاتمه:
ومن هذا التقدير نستنتج أن عوامل الانتاجلا بد أن تقوم على أسس مهمة وهي العمل و الطبيعة ورأس المال و التنظيم . فجميع هذه العوامل تساعد على تكوين إنتاج جيد يمكننا أن نفخر به أمام جميع الدول الإنتاجية الأخرى. والحمد لله الذي وفقني في عمل هذا التقرير ،وأتمنى أن ينال إعجابكم وتقبلوا فائق الشكر والاحترام.