التصنيفات
الصف السابع

حلقة خاصة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف للصف السابع

حلقة خاصة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
فلسفة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
الدكتور الشيخ أحمد الكبيسي
تقديم: الدكتور نجيب عبد الوهاب

في صحيح مسلم أن الله تعالى يخفف العذاب عن أبي لهب يوم الاثنين حيث أنه عندما بُشّر بولادة المصطفى r أعتق جاريته ثويبة.
قال تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) فما هي دلالة الآية على ما نحن فيه؟
هناك فرق بين النعمة والمِنّة فالنعمة هي ما ينعم الله تعالى به على عباده أما المِنّة فهي النعمة الثقيلة التي تغيّر حالة العبد تغيراً كاملاً إلى الأحسن وهي التي ما وراءها نعمة. وإذا ذكّرك المُنعِم بالنعمة دائماً فهي المِنّة وهذا التذكير هو مذموم من العبد ومحمود من الله تعالى.
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنه منّ على الأنبياء والمرسلين كما في قصة يوسف u (قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) يوسف) منّ تعالى على يوسف وأخيه من التدبير العظيم والكيد الذي لا يصوغه إلا الله تعالى وهذا من ولادته إلى محاولة رميه في البئر من إخوته إلى بيعه إلى أن أرسله الله تعالى نبياً إلى أن صار مسؤولاً عن خزائن مصر. وكذلك منّ تعالى في القرآن الكريم على بني اسرائيل كما جاء في قوله تعالى (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) القصص) والمنة هنا هي انقاذ الله تعالى لبني اسرائيل من فرعون وما تبعها وكذلك منّ الله تعالى على موسى u (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) طه)
أما على المسلمين فقد منّ الله تعالى عليهم بمنتي:
المنّة الأولى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) ما من نعمة أعظم من الإيمان لأنها غيّرت حياتنا بالكامل إلى الأحسن كنا مشركين فمنّ الله تعالى علينا وجعلنا موحدين وأزكياء وطاهرين وهذه منّة عظيمة و يرافقها إلا المنة الثانية وهي:
المنة الثانية: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) مولد النبي r منة عظيمة. لقد أرسل الله تعالى رسلاً كثيرون إلى قومهم وتحدث عن حياتهم بالتفصيل ولقد احتفى القرآن الكريم ببعض الرسل من ساعة ولادتهم إلى موتهم وبهذا أصبح الحديث عن ميلاد ذلك النبي قرآناً وشرعاً (كما جاء في ذكر ولادة عيسى u وموسى u ويحيى u) ونحن كمسلمين نحتفل كل ثانية بميلاد أحد هؤلاء الأنبياء لأنه ما من ساعة ولا ثانية تمر إلا وأحد من المسلمين يقرأ هذه الآيات التي تحتفي بمولد الأنبياء عليهم على رسولنا أفضل الصلاة والسلام فهناك من يحتفل هذا الاحتفال القرآني بولادة عيسى r وما رافقه من عِبر وكذلك بموسى r من ساعة ولادته إلى أن أصبح في قصر فرعون إلى موته بالتفصيل. وكذلك يحيى u ولم يحتف القرآن فقط بولادة هؤلاء الأنبياء وطفولتهم وما رافقها من معجزات وإنما يحدثنا أن كل كل ما تعلّق بالأنبياء داخل ضمن العقيدة كما جاء في قصة طالوت في سورة البقرة (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)) التابوت هو نفسه الذي وضعت أم موسى موسى r عندما خافت عليه من فرعون وألقته به في اليم فحمله الماء إلى قصر فرعون. والتابوت مقدّس لأنه حفظ موسى r لبني اسرائيل ثم لما مات موسى r وهارون u جمع بنو اسرائيل آثارهما (العصى المقدسة، عمامة هارون، نعل موسى) ووضوعوها في التابوت وكانوا في حروبهم يقدمون هذا التابوت بين أيديهم فينصرهم الله تعالى في المعارك حتى استطاعت قوة أن تنتصر على بني اسرائيل بعدما سرقوا منهم التابوت قبل المعركة وتتالت هزيمة بني اسرائيل ما يقارب 400 سنة لأنهم فقدوا التابوت فلما جعل الله تعالى طالوت ملكاً وأراد أن يوحدهم ويشجعهم على النصر رأى تعالى أن آثار موسى u ستجمعهم من جديد فحملت الملائكة التابوت وفيه آثار موسى وهارون عليهما السلام من عند الأعداء.
وخالد بن الوليد كان يضع شعرات من شعرات الرسول r في قلنسوته ليتبرك بها وفي إحدى المعارك سقطت قلنسوته فأمر عدداً من الجنود بأ يحضروها فتهامس البعض بخصوص القلنسوة فسمع خالد ذلك فقال: ما كنت لأعرّض المسلمين لقطرة دم واحدة ولكن في القلنسوة شعرات النبي r فخشيت أن تقع تحت أقدام المشركين وكان معاوية يحتفظ بأظافر النبي r وقد أوصى أن يضعوها في جفنيه عند دفنه.
نسأل لماذا فعل الله تعالى هذا ولماذا قصّ علينا قصص ولادات الأنبياء ولماذا جحفلنا حول آثار الأنبياء؟ الرسول r قال: "لا أخشى عليكم أن تشركوا بعدي" كل المسلمين يقبّلون الحجر الأسود لكن لا يوجد منهم من يعتقد أنه ينفع أو يضر (قال عمر بن الخطاب: والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلّتك). آثار النبي تثبّت الإيمان والرسول r احتفى بكثير من هذه الأمور عن بني اسرائيل (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) ابراهيم) ساعة مولده وإرساله في البحر وساعة ما حارب فرعون وساعة إرساله لسيناء. والنبي r احتفل بيوم من أيام بني اسرائيل فصام يوم عاشوراء وأمرنا بصيامه مع مخالفتنا لليهود فأمرنا بصيام التاسع والعاشر من محرّم احتفالاً بنجاة موسى u.
الله تعالى لما احتفى بمولد الأنبياء وآثارهم لأنه سبحانه وتعالى يعلم أن الأمة عندما تتزعزع وتفقد الثقة يذكّرهم بأيام الله حتى يثبتوا. عندما انهزم المسلمون في اُحُد ذكرهم تعالى (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) آل عمران) (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الأنفال) التذكير بأيام الله وبالمنن والآثار خيرها وشرها عبرة ولهذا قال تعالى لنبيه r (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) هود) فالاحتفال بالنبي r وحياته فكأنما يقول تعالى لنبيه إذا كثُر عليك المشركون اذكر كيف فعلنا مع موسى وعيسى حتى يتجدد الإيمان والثقة بالله تعالى (وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)) الحق هي المعجزات والموعظة لمن ينكر ذلك ولمن صعف وتزعزع وعليه أن يعود وذكرى للمؤمنين لأن (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). الله تعالى يعلم أن النفس البشرية مطبوعة على ما تحب ومن يحب يعشق كل ما يتعلق بالمحبوب.
عندما كان المسلمونعلى هذه القوة المعروفة لم يكن يشغل للمسلمين من شغل إلا الرسول r وعلم السنة رواية وتحقيقاً ومجالس ودراسة ولم يُخدم علم في الدنيا كما خُدم هذا العلم وكانوا يتحققون من كل شيء عن الرسول r فوصفوه r وذكروا كم عدد الشعرات السوداء في لحيته r ووصفوا مشيته ووقفته وسواكه وصفاً دقيقاً وهذا هو الاحتفاء به r وتحدثوا عن رضاعه وكان المسلمون يحتفلون بالنبي r وأيام النبي r وما من صغيرة ولا كبيرة في حياته إلا كانت محور الحديث قال r: "أدّبوا أولادكم على حبي" كما تناول علم الحديث شفاعة النبي r ونفعه حتى ينشأ الناس على حبه r وكان المسلمون يحتفلون به كل يوم من انشغالهم بالحديث والسيرة وكل ما يتعلق به r وكان العلم الشائع في عصرهم. أما عندما انشغل المسامون وانقسمت الدولة دويلات وضاع أمرهم بدأ علماء المسلمين يحاولون إمساك الأمة على وحدتها وجلّ ما فعلوه هو الاحتفال به r يوماً في العام. قديماً كانت تزيّن الشوارع ابتهاجاً بذكرى مولد الرسول r وفي العراق هناك مدينة من المدائن عرفت بأنها أكثر المدن احتفالاًبالمولد النبوي الشريف فكان الاحتفال يستمر شهوراً يقرأون سيرته r فتمتليء قلوب الناس حباً بالرسول r. وكلنا يعلم مدى أهمية محبة الرسول r جاء رجل الى الرسول r فسأله متى الساعة؟ قال r : ماذا أعددت لها؟ قال ما أعددت لها الكثير من الصلاة والصيام إلا أنني أحب الله ورسوله فقال له r: المرء مع من أحبّ.
وقال r: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ماله وولده والناس أجمعين" ومن أحبّ شيئاً أكثر من ذكره فالاحتفال بالمولد يجد الايمان وما من موسم يُمدح فيه النبي r كالاحتفال بالمولد ومدحه r من أعظم العبادات (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) الفتح) والتوقير حفظ الهيبة وكان المسلمون الأوائل إذا ذكروا الرسول r اصفرّت وجوههم والتوقير أن تعامله معاملة حسنة تسكن فيها نفسك وجوارحك. أحد الصحابة كان إذا ذكر الرسول r بعد موته تأخذه العبرات ولا يستطيع أن يكمل حديثه. وكان الامام مالك يدرّس الفقه وكان عندما يدخل درس الحديث يغتسل ويتطيب ويروي الحديث بكل خشوع وسكينة وفي إحدى المرات كان يجلس قربه عبد الله بن المبارك من المجاهدين وكان من أتباع الامام مالك فرأى مالكاً يرتعش ولم ينقطع عن الحديث فلما انتهى من الدرس وذهب الامام الى بيته تبعه عبد الله فسأله مالك اليوم لست كعادتك فقال يا عبد الله وأنا جالس لدغتني عقرب 10 – 12 مرة فاستحييت أن أقطع حديثي عن رسول الله r.
كان المسلمون يحتفلون به ليل نهار وعبد الله بن عمر كان يتبع آثار النبي r وكان إذا وصل إلى مكان في المدينة استلقى على ظهره وضحك فلما سألوه قال رأيت رسول الله r يفعل هذا.
عندما ضعفت الأمة وتفرّق أمرها وبدأ المسلمون يفقدون الثقة بدينهم قال الصالحون فلنجعل من مولد النبي r احتفالاً حتى يعود المسلمون إلى دينهم ومحبتهم لرسول الله r فصار المولد النبوي الشريف والاحتفال به موسماً لتجديد الأفراح والإيمان والإخاء . وفي بعض العواصم الاسلامية يحتفلون بهذا اليوم احتفالاً عظيماً لمحبتهم لرسول الله r.
(ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا) منّ الله تعالى عليهم بأن جعلهم أقوياء عندما ذكرهم موسىr بأيام الله عز وجل. فإذا كان القرآن الكريم احتفى بمولد موسى u وعيسى u وبأنبياء حدودين بزمان ومكان فكيف بالرسول r وقد أرسله الله تعالى الى العالمين جميعاً الى يوم القيامة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) العالمين جميعاً وقال تعالى (لقد من الله على الؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً) في هذه الآية ذكر تعالى المنة على المؤمنين ولم يقل العالمين لأن المنة على الذين يحبونه r وآمنوا به اتبعوا بشارة عيسى r. كان r يقول: "أنا دعوة أبي ابراهيم وبشارة أخي عيسى". والبشرى هي الخبر الذي يُحتفى به. والله تعالى جعل الولادات بشرى فالمولود عندنا يحتفى به وتقدم له العقيقة ويحنّك ويؤذن في أذنه وتقام الصلاة في الأخرى والأم الحامل تكرّم بهدية فما بالك بأعظم وأشرف مولود على وجه الأرض؟!ّ
من هذه المقدمات أستطيع أن أقول –وأستغفر الله إن كنت زالاًّ- أن الاحتفال بمولد النبي r أصبح اليوم واجباً. هذا التشرذم الذي نحن فيه فهل سمعتم أن من المسلمين من &

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

حلول المحور الثالث + درس المنهج النبوي في الاصلاح + درس نفيسة العلوم للصف الحادي عشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشحالكم أعضاء وزوار المعهد

عندي ليكم حلول المحور الثالث + درس المنهج النبوي في الاصلاح + درس نفيسة العلوم

أتمنى الاستفادة منها

في المرفقات

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السادس

بناء المسجد النبوي للصف السادس

المسجد النبـوي الشريف
يقع في المدينة المنورة موقع القلب من الجسد، ويرتفع عن مستوى سطح البحر 597 م وعلى خط طول 39درجة و36دقيقة، وخط عرض 24 درجة و28دقيقة.

يحده من الشمال ميدان الباب المجيدي وشارع السحيمي، ومن الجنوب حارة دروان، وشارع درب الجنائز ومن الشرق حارة الأغوات، ومن الغرب ميدان باب السلام المؤدي إلى شارع الحسينية وشارع العيينة وشارع السوق.

التأسيـس:

هو ثاني مسجد بناه رسول الله(ص) في السنة الأولى من الهجرة ـ الأول هو مسجد قباء ـ وكانت أرض المسجد عند مقدم الرسول(ص) من قباء إلى المدينة مربداً (مكاناً لتجفيف التمر) لغلامين يتيمين اسمهما "سهيل وسهل" كانا في حجر أسعد بن زرارة، ولما نزل الواحة التي في المدينة، كان الصحابة كل يريد أن يأخذ بزمام ناقته (القصواء) ليكون ضيفه ونزيله، ولكن الرسول(ص) كان يقول: "خلوا سبيلها فإنها مأمورة"، ولما بركت عند موضع مسجده وهو يومئذٍ يصلي فيه رجال من المسلمين قال(ص): "هنا المنـزل إن شاء الله تعالى" ثم دعا بالغلامين وابتاع المربد منهما بعشرة دنانير وأبى أن يقبله هبة منهما، وهمّ ببنيانه ليكون مسجداً ومصلّى وكان(ص) يحمل بنفسه اللبن مع الصحابة، وقد استغرق بناء المسجد 7 أشهر، وقيل عاماً، وقيل شهراً واحداً.

التوسعـة والإعمـار:

خطط الرسول(ص) أرض المسجد فجعل طوله 50م وعرضه49م وجعل القبلة إلى بيت المقدس، وحفر أساسه وسقفه بالجريد وجعل عمده جذوع النخل وجعل له ثلاثة أبواب، باب في مؤخرة المسجد وكان يقال له باب عاتكة أو باب الرحمة وباب جبريل وهو الذي يدخل منه الرسول(ص)، وجعل في مؤخرة المسجد مكاناً

مظللاً يعرف "بالصفة"، وهو المكان الذي كان يأوي إليه الغرباء والمساكين، ولم يسقف الرسول(ص) كل المسجد، وكان إذا نزل المطر يسيل مختلطاً بطين السقف على المصلين.

ولما طلبوا من الرسول(ص) أن يزيد الطين على سقفه، رفض وقال: "لا، عريش كعريش موسى"، ولم يكن المسجد مفروشاً في بداية أمره ولكنه فرش بالحصى بعد ذلك.

سنة 3هـ وعندما حولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، حدث تغيير في المسجد، إذ تحوّلت الصفّة من الجنوب إلى شمال المسجد، وأغلق الباب الذي في مؤخرته وفتح باب جديد في شماله، وقد جرت توسيعات كثيرة على المسجد كانت آخرها في سنة 1373هـ 1955م، بلغت معه مساحة المسجد إلى 160366م2.

المعـالـم:

حدود المسجد: يحد المسجد من جهة الجنوب الدرابزين المصنوع من النحاس الأصفر في نهاية الروضة الشريفة، ومن الشمال بداية الصحن الأول الذي يلي المسجد المسقف، ومن جهة الشرق جدار الحجرة الشريفة، ومن الجهة الغربية الأسطوانة الخامسة قبل الجدار الغربي للمسجد.

ويوجد داخل الحرم النبوي الشريف صحن يحتوي على حديقة صغيرة، ولهذه الحديقة سور من الحديد مدهون باللون الأحمر، وقد زين الحرم بأجمل التعاليق والثريات المصنوعة من البلور.

وقد فرشت أرضية المسجد بالرخام والحجر الأحمر، وكان سطح المسجد كله قد غطى بالقباب التي لُبست بألواح الرصاص وأعلى هذه القباب تلك الموجودة فوق القبر النبوي الشريف، ثم تليها قبة المحراب العثماني ثم قبة باب السلام، وباقي القباب على ارتفاع واحد، وفي داخل القباب نقشت نقوش بديعة وكتبت آيات قرآنية بخط الثلث الجميل، كذلك كتبت أبيات من بردة البوصيري.

كان للمسجد الشريف ثلاثة محاريب أحدها المحراب النبوي، والثاني المحراب العثماني، والثالث المحراب السليماني، وجميعها مموه بالذهب، وكان لكل محراب شمعدانات توضع فيها الشموع ليضاء به.

الأبـواب: لقد احتفظ الحرم بأبوابه الأربعة وهي باب السلام "أوسع الأبواب وأجملها" وباب الرحمة "وهذان البابان يقعان غربي المسجد"، وباب النساء وباب جبريل "وهما يقعان شرقي المسجد" ولهذه الأبواب مصاريع من خشب الجوز، ومنقوشة نقوشاً بديعة بالنحاس الأصغر، وزاد السلطان عبد الحميد في عمارته باباً خامساً في شمال المسجد هو الباب المعروف بـ"الباب المجيدي" أو"باب التوسل". وهنالك أبواب أحدثت في التوسعة السعودية هي باب عبد العزيز، وباب عثمان بن عفان، باب عمر بن الخطاب، وباب سعود.

المنبـر الشريف: وهو مصنوع من الرخام البديع، بيارقه الاثنان من المخمل الأخضر مموه بماء الذهب وأعلامه من الذهب والفضة وفرشه من الخوخ الأحمر، وكان في المسجد دكتان اتخذتا لإقامة الصلاة.

إحداهما في الروضة الشريفة، وهي قريبة من المحراب النبوي، والثانية في آخر المسجد المسقف.

المنائـر: كان للمسجد خمس منارات هي:

المنارة الرئيسية وتقع في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد وهي الجهة المعروفة قديماً "بالملائكة".

المنارة الشمالية الشرقية وتعرف "بالسليمانية" ولها ثلاث شرفات..

المنارة الشمالية الغربية وتعرف "بالمجيدية".

منارة باب الرحمة وهي أقصر المنائر ولها شرفتان وتقع جهة باب الرحمة.

المنارة الجنوبية الغربية وتعرف "بمنارة باب السلام" وقد وضع فوق كل منارة ما عدا المنارة الرئيسية علم مموه بالذهب، أما المنارة الرئيسية فقد بني فوقها مجمرة من جنس بناء المنارة ووضع فوق المجمرة العلم، ولا يدخل الحجرة غير الأغوات" الذين يقومون بخدمة المسجد والاشراف عليه"، وكان المسجد في فصل الصيف يفرش بالحصير الذي كان يجلب من مصر، وعددها فيه 400 حصيرة، وأما في الشتاء فكان يفرش بالسجاد الكبير الثمين.

الروضة الشريفة: فحدودها من الشرق دار عائشة ومن الغرب المنبر الشريف، ومن الجنوب جدار المسجد الذي به محراب النبي(ص)، ومن الشمال الخط المار من نهاية بيت عائشة شرقاً إلى المنبر غرباً وفي الروضة المطهرة وأمام المحراب النبوي مجموعة من الثريات البلورية التي يوقد فيها الشمع.

الأساطين: والأساطين المشهورة الموجودة في الروضة الشريفة هي:

ـ الأسطوانة المخلقة "المطيبة أو المعطرة"، وهي التي صلى إليها(ص) بعد تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة.

ـ أسطوانة القرعة، "أسطوانة عائشة أو أسطوانة المهاجرين".

ـ أسطوانة التوبة "أسطوانة أبي لبابة".

ـ أسطوانة السرير وتلتصق بالشباك المطل على الروضة الشريفة، وهي محل اعتكاف النبي(ص).

ـ أسطوانة الحرس "أسطوانة أمير المؤمنين(ع)" وهي مقابل الخوخة التي كان رسول الله(ص) يخرج منها، وكان يصلي عندها الإمام علي(ع)، وسميت بذلك، لأن الإمام علياً(ع) كان يجلس إليها ليقابل وفود العرب القادمين إليه.

ـ أسطوانة مربعة القبر، وتعرف أيضاً بأسطوانة جبريل(ع) وبها باب بيت السيدة فاطمة الزهراء(ع)، والذي كان يدخل منه الإمام علي(ع)، وتقع داخل الجدار المحيط بالقبر الشريف.

ـ أسطوانة التهجد، وتقع وراء بيت السيدة فاطمة الزهراء(ع) من جهة الشمال وعندها محراب صغير، وكانت تتهجد الزهراء(ع) فيه، وقيل إنها كانت مصلى رسول الله(ص) في الليل، وأعمدة الروضة الشريفة مغطاة بالرخام ومزينة بماء الذهب.

الحجرة الشريفة: وهي تطلق على كل ما أحاطت به الشبكة الجديدة المصبوغة باللون الأخضر من الشرق والشمال والغرب، بناها إبراهيم باشا سنة 1228هـ، وهي عبارة عن غرفة من الخشب لها سقف وضع عليه طبقة من الصوف الملبد، وواجهة الحجرة التي يقف عندها الزوار مغطاة بشبك من النحاس الأصفر المتين عليها سلك ومن خارجها شبابيك ثانية من النحاس ومكتوب عليها "لا إله إلا الله الملك الحق المبين، سيدنا محمد رسول الله الصادق الوعد الأمين"، ولهذه الشبابيك حلقات من فضة وفيها باب صغير، وأعلاه مصنوع من الفضة المموهة بالذهب.

حجرة السيدة فاطمة(ع): يوجد داخلها محراب التهجد ملاصقاً لتابوت وضعت عنده شمعدانات من الفضة، وبه40 قنديلاً معلقة بسلاسل الذهب وكسوة التابوت مثل كسوة الحجرة الشريفة وللتابوت أيضاً أربعة أركان لكل ركن منها علم من ذهب، ولكل علم هلال من الجواهر، ويوضع فوق كسوة التابوت شيلان كشميرية وبعضها مشغول بالقصب، أما ستائر الحجرة الشريفة وحجرة السيدة فاطمة(ع) فإنها من الأطلس الأخضر المزركش والمموه بالذهب، مكتوبة بأنواع الرسوم البديعة، وفيها أيضاً مجوهرات يزين بها التابوت.

ولا يدخل الحجرة غير الأغوات وهم من مسؤولي الحرم وخدام الحجرة الشريفة، ويعتبر الكوكب الدريّ من أنفس ما احتوت عليه الحجرة الشريفة، وهو عبارة عن قطع كبيرة من أحجار الماس التي أطرافها مرصعة بقطع من الماس النقي الثمين وكلها مركبة على عمود وموضوعة باتجاه الواجهة الشريفة لقبر النبي(ص)، وقد دفن بالقرب من الحجرة الشريفة الخليفتان الأول والثاني.

وتلحق بالمسجد عدة أبنية أهمها: مقر أهل الصفة "أروكة الأغوات". مكتبة الحرم النبوي الشريف، ومكتبة المصحف التي تضم مجموعات نادرة من المصاحف الشريفة وتقع في الحرم النبوي الشريف.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

المولد النبوي.. والفضاء الإسلامي

المولد النبوي.. والفضاء الإسلامي
معاً على الطريق
الجمعة 7/4/2017
قمر كيلاني
خاشعين منكسرين نقف نحن المسلمين أمام مناسبة المولد النبوي الشريف… هذه الذكرى العزيزة بل والمقدسة عند كل المسلمين في أنحاء الأرض… ونحن في زمن بدأت تتطاول فيه ريشات الرسامين وأقلام المدعين بحرية التعبير على حضرة النبي الكريم في زمن اختلط فيه السعيد بالشقي… والبريء بالآثم.. وبرزت مقولات اعتبروها أساسيات ليست حرية التعبير فقط بل حرية الاعتداء والتدمير.
أما الفضاء الإسلامي.. فذلك أن الدين الإسلامي انتشر وينتشر في أنحاء المعمورة رغم الهجمات الظالمة وغير المدروسة ولا الواعية التي زادت وتفاقمت ولم تنتج هروباً من الإسلام بل تعلقاً به لفهمه ودراسته وإصدار الأحكام عليه. وهذه الأحكام غالباً ما تأتي منصفة وعادلة ولو أن أصحابها ليسوا من الذين ينضمون إلى الإسلام.‏
وبدأت الأحداث تفتح العيون على رسالة الإسلام خاتمة الرسالات والنبوات.. أما كيف ولماذا وأين ينتشر الإسلام فهذا ما تذيعه التقارير حول أعداد من الأوروبيين وربما الأميركيين أيضاً الذين ضاقت بهم سبل الحياة الدنيوية وافتقدوا القيم الروحية فوجدوا في الإسلام ملاذاً آمناً لهم… يترجم لهم أجر أعمالهم.. ويشرح لهم ماهية الحياة التي ليست إلا جسراً بين الدنيا والآخرة وبين الخير والشر وبين ما هو صالح وجميل وما هو سيىء ورديء.‏
وفحوى الدين الإسلامي ما هي إلا دعوة للمحبة والإخاء والعدل والمساواة وهي تلك الشعارات التي رفعت وترفع في كل إصلاح وفي كل الثورات في العالم.. إلا أن تلك الدسائس في إلصاق التهم بالعنف والقتل والإرهاب ما هي إلا ظلال لنيات استعمارية واستيطانية تطمع في الأرض العربية والإسلامية لنشر سيطرتها عليها ولمصادرة خيراتها وثرواتها وأولها النفط العصب المحرك لكل التفوق التكنولوجي.‏
أقول مناسبة المولد النبوي الشريف وأنا في عاصمة إسلامية كبرى… يتبارى الناس فيها للاحتفال دون اعتراض أو سؤال.. الزينات والأدعية والأذكار تنتشر مكتوبة أو مستلهمة في الليل والنهار.. وكل أسرة مسلمة تستعد حسب إمكانياتها لزيارة أضرحة آل البيت والصحابة كما زيارة المساجد التي تقوم بالاحتفالات في مثل هذه المناسبات.. ولن تبخل أي أسرة في تقديم الصدقات والمعونات, في التكريم والولاء لخاتم الأنبياء.‏
إلا أن هذا العام.. وما حمله من أحداث جسام.. جعل كل مسلم يقف أمام هذه المظاهر يفكر ليس في الظاهر والسلوكيات بل في جوهر العلاقات بين المسلمين وغيرهم التي تتلقى أعنف الضربات.. ليس في الإحساس والاطمئنان بأن الدين في أمان بل في التصدي للهجمات الفكرية والإعلامية للرسالة الإسلامية التي بدأت تنخر بأشكال علنية أو خفية.‏
وإذا كان لنا أن نحتفل في هذا اليوم فإن روح الإيمان بالدعوة إلى السلم والسلام هي التي يجب أن تكون رائدنا وموجهنا.. فما جاء الإسلام إلا للناس كافة.. وما كانت سيرة الرسول الكريم إلا تجسيداً ظاهراً متطهراً لخير البشرية جمعاء.. تتويجاً وتكميلاً لدعوات سائر الأنبياء. وما تقدمت الحضارة الإسلامية إلا بمبادئها السامية وبشريعتها السمحاء وفي المثال الصادق الأمين.‏
يا يوم مولد خاتم الأنبياء والمرسلين.. بينما البشرية تنحرف إلى الظلم والظلماء يا يوماً مقدساً طلع على البشرية بالنور.. لتطمئن معك كل روح تهفو إلى النور.. ولتكن هذه الذكرى عبرة وموعظة تحمل أبداً البشرى.‏

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السادس

حل درس بناء المسجد النبوي للصف السادس


السلام عليكم

حلول درس بناء المسجد النبوي

ص 64

النشاط الأول :

أ. صح
ج.صح
د. صح
هـ. صح

النشاط الثاني :

1- بنى الرسول صلى الله عليه وسلم سقف المسجد النبوي من : الجريد .
2- كان للمسجد النبوي عندما بناه الرسول صلى الله عليه وسلم : ثلاثة أبواب .
3- كان في مؤخرة المسجد مكان مظلل لإيواء الفقراء وعابري السبيل يسمى : الصفة .
4- كان الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء بناء المسجد : يحمل الحجارة ويحفر الأرض . ………………………………………….. ………….

والنشاط الثالث أختياري

وبالتوفيق=)

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

في ذكرى المولد النبوي -مناهج الامارات

في ذكرى المولد النبوي

خباب بن مروان الحمد
</TD< tr>

المقدمة
المبحث الأول: في حكم الاحتفال بذكرى مولد محمد صلى الله عليه وسلم
المبحث الثاني : ذكر أقوال لأهل العلم فيه.
المبحث الثالث : شبهــــات وردود.

المقدمة
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى الله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً إلى يوم الدين.. أما بعد:

أخي المسلم.. أختي المسلمة..
في مثل هذه الأيام يحتفل فئام من البشر بيوم مولد محمد صلى الله عليه وسلم، وهم من وقت ليس ببعيد يعدون العدة ويجهزون الأجهزة استعداداً للاحتفال لهذا اليوم، فالأضواء قد علقت في أعمدة الشوارع، والبيوت قد زينت بالزهور والورود، والحلويات قد أصبح لها سوق رائجة للبيع، وبعض الأمكنة استئجرت حتى يُفْعَل بها هذا الاحتفال، والمعازف والطبول والدفوف وأشياء كثيرة كثيرة قد نُفِضَ عنها الغبار استعداداً لذكرى المولد النبوي!!
فهل فعل هذا من الأمور التي ترضي الرب تبارك وتعالى؟ وما هو حكمه؟ وهل فعله السلف أو أقروه؟ إلى غير ذلك من الأشياء التي سأطرقها في هذا البحث اليسير.
وقبل أن أصول وأجول في ثنايا هذا البحث فإني سأذكر مقدمة يسيرة نافعة بإذن الله عز وجل لمن أراد الله هدايته وأبعده عن أسباب شقاوته، كلها من سلسبيل القرآن ومشكاة الحديث والسنة، فهما المنهل العذب الزلال على قلوب أهل الإيمان، والصواعق المردية لأهل الكفر والضلال.
فهذه مقدمة نافعة في الأمر بالاعتصام بالكتاب والسنة، ووجوب طاعة الله ورسوله، وأن مرجع أهل السنة والجماعة في استدلالهم هو كتاب الله وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام لا إلى آراء الناس وعقول المشايخ، نقول فيها:
يا مَن يقرأ هذا الكلام المزبور والخط المسطور، قد أنزل الله علينا هذا القرآن ليكون الهادي لنا في ظلمات الحياة، ومنيراً للصراط المستقيم، وقائداً يدعو البشرية جمعاء إلى جنة خلد أعدت للمؤمنين. وقد ذكر الله عز وجل في هذا الكتاب العظيم آيات كثيرة بلغت ثلاثاً وثلاثين آية كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل ـ قدس الله روحه ـ كلها في الأمر والحث على طاعة الله ورسله والتمسك بغرز القرآن والسنة فقد قال تعالى {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعض الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا} [الأحزاب: 36].
فقد ذكر الله أنه لا يكون للمؤمنين إذا قضى الله ورسوله عليهم أي أمر، وتأمل هنا قوله تعالى {أمراً} فهي نكرة في سياق النفي فهي تعم كل أمر، فإذا قضى الله ورسوله أي أمر لا يكون لهم أن يتخيروا من أمرهم هذا غير الذي قضى فيهم ثم ذكر الله عزل وجل أن من عصى الله ورسوله فهو في ضلال بعيد؛ لأنه يأبى ما قضاه الله ورسوله عليه وخالف أمرهما.
وقال تعالى {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون* ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} [النور: 51 ـ 52].
وقال تعالى {..فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور: 36].
وقال تعالى {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا..} [الحشر: 7].
وقال تعالى {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين} [المائدة: 92].
وقد حذرنا الله عز وجل من الإشراك بطاعته فقال {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [الأنعام: 121]، وقال تعالى {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله..} [الشورى: 21]، وقال تعالى {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آبائنا..} [لقمان: 21]، وقال تعالى {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً} [النساء: 61].
ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يوصينا بالتمسك بسنته فيقول: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". (مسند أحمد 4/126، وانظر صحيح الجامع 2546).
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة". (صحيح مسلم867).
وقال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". (رواه البخاري 2697، ومسلم 1718).
والعجب كل العجب ـ والله ـ أن ترى كثيراً ممن ينتسبون للإسلام ويقولون بألسنتهم نحن نحب الله ورسوله فإذا أنكرت عليهم شيئاً من منكرات في الدين ظاهرةٍ عليهم، جادلوك بألسنتهم وبدءوا يستندون بأقوال لبعض من ينتسب إلى العلم، وهي أقوال "ساقطة" وصدق من قال: "لكل ساقطة لاقطة"، ثم إذا قلت لهم قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجوا وأكثروا وقالوا أنت قرن مماحك، فواأسفاه على أناس أعرضوا عن الكتاب والسنة، وكأنّ هذين الأصلين من أًول شريعتنا لا اعتبار لهما في مجرى حياتهم، ويأتي آخرون من هذا الصنف ثم يقولون وهل أنت أعلم من الشيخ الفلاني أو العالم الرباني فهم يرونا نفعل مثل هذه الأمور التي تدعون أنها منكرات وبدع ولم ينكروا علينا ما نفعله؟
وهذه طامة كبيرة وقارعة خطيرة حيث أن مثل هؤلاء قد أجّروا عقولهم لمشايخهم ولم يريدوا أن يطلبوا أدلة الكتابة والسنة؛ لأنهم لو فعلوا ذلك لتركوا منكرات كثيرة وقعوا بها ولما أقلعوا عن البدع والمعاصي التي تحيط بهم. وأعيذك الله أخي وأنت يا أختاه أن تكونا من مثل هذا النوع فإن الهوى استحكم على قلوبهم فهم إما أن يناقشوك بآرائهم وأهوائهم أو بآراء مشايخهم بلا استناد للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وقد قال الشاعر ينكر على المحتجين بكلام شيوخهم:ـ
أقول قال الله قال رسوله *** فتجيب شيخي إنه قد قالَ
وأمثال هؤلاء قليل ـ إن شاء الله ـ وأسأله تعالى أن يهديهم ويصلح شأنهم.
وقد يحصل لك في النقاش مع مثل هذه النخبة من البشر أنهم يقولون لك هذه وجهة نظرنا وما ندين الله به وأنت يا من تناقشني برأيك هذه هي وجهة نظرك وما تدين الله به، والحمد لله كل على هدى مستقيم.
وهذه شبهة ألقاها عليهم شيخهم ـ إبليس الرجيم ـ وإلا فإن الجواب عن ذلك أن يقال: أن المرجع في النزاع والنقاش هو كتاب الله سبحانه وتعلى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل يقول {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً} [النساء: 59].
وقال تعالى {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله..} [الشورى: 10].
نعم، هذا هو مرجعنا كتاب الله عز وجل..
لا تذكـــر الكتب الســـوالف *** طلع النهار فأطفئ القنديلا
إذاً ما يدعي به أهل الهوى من أنّ آرائهم هي التي يدينون الله بها فكلامهم هذا مردود عليهم، وعلى هذا فإن اليهود والنصارى يدينون الله بما هم عليه من الكفر والضلال ولن ينقذهم كلامهم هذا عند الله شيئاً.
وأنا الآن أطلب من القارئ الكريم والأخت الكريمة أن يتجردا للحق فالحق أحق أن يتبع فماذا بعد الحق إلا الضلال، وحذار حذار من الهوى فالله عز وجل يقول {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} [ص: 26] وقال: {بل اتبع الذين ظلموا أهوائهم}.
وقد أحسن من قال:
إن الهوان هو الهوى قلب اسمه *** فـــإذا هَوِيتَ فقــد لقيت هوانــــاً
وأختم بقول الله سبحانه {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [الأنعام: 153]، وليكن شعار كل مسلم طالب للحق مبتعد عن الباطل أن يقول ما قاله أحد المتقدمين ـ رحمه الله ـ:
كتــاب الله عــز وجــل قولي *** ومــا صحت به الآثــار ديني
فدع ما صدّ عن هذي وخذها *** تكــن منها عــلى عين اليقين

المبحث الأول
في حكم الاحتفال بذكرى مولد محمد صلى الله عليه وسلم.
في يوم 12/ 3 يحتفل جمع من الأمة الإسلامية بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الحقيقة إن الاحتفال بمثل هذا اليوم واتخاذه عيداً بدعة منكرة قبيحة ولم يدل على جوازها كتاب ولا سنة ولا إجماع سلف الأمة.
بل الأمة الإسلامية في عهد القرون الثلاثة الأولى التي فضلها محمد صلى الله عليه وسلم على غيرها مجمعة أنها لا تعرف احتفالاً ولا عيداً إلا الأضحى والفطر، أما سواهما من الأعياد والذكريات فهو لغو غير معدود ولا معروف عندهم، بل لا تشرئب إليها أنفسهم، ولا ترتفع إليها أعناقهم.
ذلك أنهم كانوا شديدي الإنكار على كل من خالف الإسلام بكفر أو بدعة أو معصية، ولقوة اعتصامهم بالكتاب والسنة خلت بيوتاتهم من البدع المنكرة، والأمور المحدثة.

وللقارئ أو القارئة أن يسألا ويقولا:
ما سبب حكمك على أن من احتفل بذكرى مولد النبي المختار محمد صلى الله عليه وسلم أنه قد أرتكب بدعة منكرة في الدين؟ فأقول وبالله التوفيق:
1ـ النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته وهو المبلغ للدين، ولم يأمر بذلك.
2ـ أن الخلفاء الراشدين لم يفعلوا هذا الاحتفال مع أنهم أحب للرسول صلى الله عليه وسلم منا.
3ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالتمسك بسنته، وأن لا نعبد الله إلا بما شرع، وذكرى المولد لو كان فيها خير لذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها خبراً، ومن تعبّد الله بما لم يشرعه لعباده وعلى لسان رسوله، فقد اتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالقصور أو بالتقصير في تبليغ دعوة الله.
4ـ قال الإمام مالك بن أنس ـ نوّر الله ضريحه ـ: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"، فما دام أن السلف لم يفعلوا مثل هذه البدعة المحدثة فحري بنا ألا نفعلها، وقد قال الناظم:
وكل خير في إتباع من سلف *** كل شـر فـي ابتداع من خلف
5ـ أن يوم المولد وليلته لو كان لها مزية لاختصت بفضل معين، ثم إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتذكر سيرته لا تكون في يوم واحد بل في كل الأيام نقرأ سيرته ونتبع ما شرعه لنا صلى الله عليه وسلم.
وقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم من شر ما يعلمه لهم".
6ـ إن بعض الموالد فيها اختلاط الرجال بالنساء، وفيها الغلو بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى أنّ بعضهم قد يجعله في مقام الربوبية، وبعضهم يظن أن محمداً صلى الله عليه وسلم يحضر المولد فيقومون له محييين ومرحبين، ويكون كذلك من المنكرات مشاركة المعازف من الطبل والدف وآلات الموسيقى، وكذلك بعضهم يستغيث بمحمد صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه المدد والغوث وأنه يعلم الغيب. وكل هذه الأمور منكرة محرمة وبعضها فيها شرك بالله ـ عياذاً به سبحانه ـ فكيف إذا اجتمعت كلها.
7ـ الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا في الحديث الصحيح فقال: "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" رواه النسائي بسند صحيح. ولفظه: "كل" هنا للعموم فيكون معناها أن أية بدعة محدثة في الدين فهي بدعة وأمّا من يقول "كل" ليس المراد بها العموم فما رأيك بقول الله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} هل توجد أنفس من مخلوقات الله عز وجل لا تموت؟
8ـ من فعل هذه البدعة فقد تشبه بأعداء الله فإن النصارى يحتفلون بعيد ميلاد المسيح عيسى بن مريم، وقد سرت بدعتهم هذه للمسلمين فأصبحوا يحتفلون بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم، والرسول حذرنا من التشبه بأعداء الله فقال: "من تشبه بقوم فهو منهم" والحديث رواه أحمد وأبو داود وجوّد إسناده ابن تيمية، وحسنه ابن حجر.
9ـ من احتفل بذكرى المولد فقد اتهم ديننا بالنقص، ولو كان قصد هذا المبتدع حسناً؛ فإن بدعته طعن في دين الله عز وجل وتكذيب لقوله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} [المائدة: 3].
10ـ إن الكفار أعداء الله يفرحون بإقامة هذه البدع؛ لأنهم قرءوا كتبنا الإسلامية وعلموا أنه متى أحدث في الدين بدعة ماتت سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، "وأوضح أنموذج لذلك ما ذكره الجبرتي من أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي، وأمره بتعليق الزينات، بل وحضر الحفل بنفسه من أوله إلى آخره…" ويعلل الجبرتي اهتمام الفرنسيين بالاحتفال بالموالد عموماً بما "رآه الفرنسيون في هذه الموالد من الخروج عن الشرائع، واجتماع النساء، وإتباع الشهوات، والرقص، وفعل المحرمات" أ.ه. [حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال (155) المدونة الإسلامي].
11ـ إننا لو نقبنا في بداية تاريخ هذه البدعة ومن هو أول من فعلها فسنجد أنهم الفاطميون العبيديون، وهم من الباطنيين، وقد حكموا مصر وكان بدء حكمهم في مصر في القرن الرابع الهجري، وقد ذكر تقي الدين أحمد بن علي المقريزي في كتابة "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" (1/490) أنه كان للفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، فذكرها وهي كثيرة جداً، ومنها مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ومولد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ومولد الخليفة الحاضر، وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث سنة (567هـ) وهي السنة التي انتهت فيها دولتهم بموت آخرهم العاضد، قال: "ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات، وكثر أهل الفساد، وقلّ عندهم الصالحون من العلماء والعباد..". [الرد على الرفاعي والبوطي، للعباد (82ـ83). وكتاب القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل، (2/451ـ452)].
وقال العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية سابقاً في كتابة "أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام" (44ـ45) : "مما حدث وكثر السؤال عنه الموالد فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله توجه من المغرب إلى مصر في شوال سنة (361هـ)، فوصل إلى ثغر الإسكندرية في شعبان سنة (362هـ) ودخل القاهرة لسبع خلون من شهر رمضان فابتدعوا ستة موالد النبوي، ومولد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب…". [القول الفصل، إسماعيل الأنصاري (2/457ـ458)].
وبعض أهل العلم ذكر أن أول من احتفل بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم هو الملك المظفر "أبو سعيد كوكبوري" ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول القرن السابع الهجري، وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/ 137) عن هذا الملك وهو أبو سعيد كوكبوري: "كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً.. [إلى أن قال:] قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة آلف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى.. [إلى أن قال:] ويعمل الصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم" أ.ه [حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال (140)].
ويمكن الجمع بين قول من قال إن الاحتفال بالمولد النبوي أول من فعله الرافضة بنو عبيد القداح في القرن الرابع، وبين قول من قال أول من فعله هو ملك إربل في القرن السابع، أن يقال:
أن أول من فعله بنو عبيد القداح في مصر ثم سرت هذه البدعة إلى الشام والعراق في القرن السابع الهجري.
وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية عن الدولة الفاطمية (11/346): "هم كفار، فساق، فجار ملحدون، زنادقة، معطلون الإسلام جاحدون ولمذهب المجوسية معتقدون" ا.ه. [مجموعة الرسائل والتوجيهات، محمد جميل زينو (1/199)].
وقال ياقوت في معجمه (1/138) عن الملك المظفر صاحب إربل وقد كان من معاصريه: "طباع هذا الأمير متضادة، فإنه كثير الظلم، عسوف بالرعية، راغب في أخذ الأموال من غير وجهها" ا.ه
إذاًَ علمنا علم اليقين أيها القارئ الكريم والقارئة الكريمة أن هذه البدعة تسربت للمسلمين من الكفار العبيديين ومن ملك إربل الظالم المتعسف المبتدع، فهل يجوز لنا أن نأخذ ديننا من مثل هؤلاء المبتدعة؟
12ـ ومن الأمور التي تجعلنا نقول إن الاحتفال بذكرى المولد بدعة، أن إحياء بدعة المولد يفتح الباب للبدع الأخرى والاشتغال بها عن السنن، ولهذا تجد المبتدعة ينشطون في إحياء البدع ويتكاسلون عن السنن ويبغضونها ويعادون أهلها. [حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال (142)].
والبدعة أحب إلى إبليس من مائة معصية؛ لأنها تجر الإنسان إلى الشرك بالله وقد لا يعلم ذلك، ولأن صاحبها يعتقد أنه على صواب ويجادل عن جواز بدعته، أما صاحب المعصية يعلم أن المعصية غير جائزة وقد يتوب منها ويستغفر الله عز وجل.
13ـ يُلزَم أصحاب بدعة المولد النبوي أن يفعلوا ذكرى لوفاته صلى الله عليه وسلم وذكرى ليوم بعثته في نشر دين الإسلام وهلم جراً، ثم أن محمداً صلى الله عليه وسلم توفي في شهر ربيع الأول "فلأي سبب يفرحون ـ أي أصحاب البدعة ـ بميلاده، ولا يحزنون بموته لولا قسوة القلب"، وعلى هذا الإلزام يكون في كل يوم ذكرى مولد أو وفاة لكل نبي وصالح وضاع ديننا بالموالد والذكريات.

المبحث الثاني
ذكر أقوال لأهل العلم في إنكار هذه البدعة
1ـ قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه: "وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" وفي رواية النسائي "وكل ضلالة في النار".
2ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (2/123): "وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً.. من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً. مع اختلاف الناس في مولده فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيراً، ولو كان هذا خيراً محضاة أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتعظيم له منا، وهم على الخير أحرص…".
وتأمل رعاك الله ما قاله "مع اختلاف الناس في مولده"؛ لأن بعض أهل العلم قال: ولد صلى الله عليه وسلم في يوم التاسع من ربيع الأول، وبعضهم قال ولد في يوم الثاني عشر. ولذا يلزم من يفعل هذه البدعة أن يحتفل كل يوم قيل إنه ولد فيه محمد صلى الله عليه وسلم حتى ينال ما يريده من موافقة اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم.
3ـ وقد ألف الفاكهاني رسالة "المورد في عمل المولد" وأنكر هذه البدعة وقال: "لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة، أحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون" إلى آخر ما قال رحمه الله (1/ 8ـ9) من كتاب "رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي"، تحت إشراف رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء.
4ـ وألف الشيخ إسماعيل الأنصاري رسالة ضخمة بما يقارب (600) صفحة وذكر أن الاحتفال بالمولد بدعة، وردّ على معظم الشبه التي يثيرها أدعياء هذه البدعة في رسالته "القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل".
5ـ وممن أنكر هذه البدعة الإمام الشاطبي في كتابه "الاعتصام".
6ـ والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه "صيانة الإنسان".
7ـ والشيخ ابن باز، ومحمد ابن إبراهيم وجمع من العلماء المتقدمين والمتأخرين ـ رحمة الله عليهم أجمعين ـ.

المبحث الثالث
شبهــــات وردود

يستند بعض مقيمي مثل هذا المولد إلى شبهات يتعلقون بها ويجوزون بها فعل بدعتهم، ولذا فلا بد من عرض شيء منها مع أنها أوهى من بيت العنكبوت، وسأذكر أهم الشبه التي يتعلق بها هؤلاء وأناقشها، خاصة أن بعض من ينتسب إلى العلم ويقيم مثل هذه الموالد يلبّس على العوام بهذه الشبه ـ فلا حول ولا قوة إلا بالله ـ.
كيف، لا أدري، لماذا؟ ربمـا *** أنني يومـاً عرفـــت السببـــا
عالِم يدعو بدعــوى جاهــل *** وليوث الحرب ترجو الأرنبا

الشبهة الأولى: أن إقامة مثل هذا المولد من قبيل البدعة الحسنة الجائزة في دين الإسلام.
ويجاب عن هذه الشبة بأن يقال: ليس في دين الإسلام بدعة تسمى بدعة حسنة، فإنه صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي مرّ بنا مراراً يقول: "وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وزاد النسائي "وكل ضلالة في النار".
وقد ذكر الشاطبي في كتابه "الاعتصام" (1/28) أن "ابن الماجشون" قال: سمعت مالكاً يقول: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله يقول {اليوم أكملت لكم دينكم} فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً".
ثم إنه صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي لفظ مسلم "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
فهل عمل بدعة الاحتفال بالمولد النبوي من دين الإسلام الذي ذكره الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم لنا، وهل فعل هذه البدعة كان عليه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
وذكر الإمام ابن بطة في كتاب "الإبانة" (1/339) عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: "كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة" وذكره محمد بن نصر المروزي في كتاب السنة بسند صحيح.
ورحمة الله على الإمام مالك الذي كان كثيراً ما ينشد:
وخير أمور الدين ما كان سنة *** وشر الأمور المحدثات البــدع
ذكره الشاطبي في كتابه "الاعتصام" (1/115).

الشبهة الثانية: يستند بعضهم إلى ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أن قال: "ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح"، ثم يقولون وكثير من المسلمين يستحسن فعل الاحتفال بذكرى مولد محمد صلى الله عليه وسلم.
والجواب عن ذلك:
1ـ أن هذا الكلام المنسوب لابن مسعود رضي الله عنه إنما أراد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يرد كل من هب ودب من المسلمين والمنتسبين إلى الإسلام، وكلامه صريح في ذلك، وهذا لفظه عند الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيئ".
وهذا مثل ما رآه الصحابة حسن من العلم بالتاريخ والابتداء به بالهجرة، ومثل وضع ديوان العطاء زمن عمر بن الخطاب، ومثل جمع المصحف في عهد أبي بكر، وأما ما رأوه سيئاً مثل التحلق والاجتماع على عد التسبيح والتحميد والتكبير، وقد أنكر ذلك ابن مسعود وأبي موسى الأشعري، ومثل إنكار الصحابة لبدعة الخوارج، ومثل إنكار علي رضي الله عنه على الرافضة في غلوهم فيه وإنكار الصحابة معه. [الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي لحمود التويجري (163ـ166)بتصرف].
2ـ أن يقال إن أهل الإسلام يستقبحون البدع ويعتبرونها ضلالة، ومن ضمنها بدعة المولد النبوي.
3ـ أن هذا الكلام الوارد عن ابن مسعود المراد به ما أجمع عليه المسلمون ورأوه حسناً لا ما رآه بعضهم واستحسنه وقد ذكر هذا الجواب أربعة من أئمة العلم، وهم ابن القيم والشاطبي وابن قدامة وابن حزم. [القول الفصل، الأنصاري (2/591)].
ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتبهم أو إلى المرجع السابق ذكره فقد ذكر الشيخ إسماعيل جميع أقوالهم.

الشبهة الثالثة: أن الاحتفال بالمولد يفعله الكثير من الناس بل يراه بعض المشايخ، ولو كان منكراً ما فعله هؤلاء.
والجواب عن هذه الشبهة:
1ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجتمع أمتي على ضلالة"، رواه أهل السنن إلا النسائي وهو حسن لغيره. (سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم 1331).
2ـ ذكر العلامة محمد ابن إبراهيم ـ رحمه الله ـ عن الإمام الشاطبي في كتاب "الاعتصام" أنه قال نقلاً عن بعض مشايخه: "إن الاحتجاج على تحسين البدع بهذه الدعوى ليس بشيء في أمر تركته القرون الثلاثة المقتدى بهم"، ثم قال الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ "ولما كانت البدع والمخالفات وتواطأ الناس عليها صار الجاهل يقول: "ولو كان هذا منكراً لما فعله الناس"، ثم قال ما ذكره ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: "من اعتقد أن أكثر هذه العادات المخالفة للسنن مجمع عليها بناء على أن الأمة أقرتها ولم تنكرها فهو مخطئ في هذا الاعتقاد، فإنه لم يزل ولا يزال في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المستحدثة المخالفة للسنة..". [رسائل في حكم الاحتفال بالمولد، رسالة الشيخ محمد ابن إبراهيم].
3ـ أن فعل الكثير من الناس لأي شيء لا يدل على أنه حق بل إن الله ذم الكثرة في القرآن فقال {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} [الأنعام: 116]، وقال {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} [يوسف: 103]، وقال {وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم} [الأنعام: 119]، وقال تعالى {وإن كثيراً من الخلفاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا أو قليل ما هم} [ص: 24].
4ـ ويرد على من قال إن بعض المشايخ يقول بجوازه بل يفعله، بأن رسول الهدى يقول: "وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"، ووالله إن قول رسول الله أحب إلينا من قول أمة كلها، وقد قال أبو بكر بن أبي داود:
ودع عنك آراء الرجال وقولهم *** فقول رسول الله أزكى وأشرح
ويقال لمن استدل بقول شيوخه، أيهما أحب إليك قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أم قول مشايخك؟ فإن قال بل قوله عليه الصلاة والسلام أحبُّ إليّ، فيقال له: إن الله عز وجل يقول {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، وقد ذكر ابن تيمية في كتاب العبودية قول الحسن البصري: "ادعى قوم محبة الله ورسوله فأنزل الله عليهم آية الممتحنة {قل إن كنتم تحبون الله..}، فامتحنهم الله بهذه الآية.
وقد قال الإمام الشافعي: "أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس. [الرسالة (104)].
إن قال إن قول شيخي أحب إلي من قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، فإني أبشره بآية عظيمة {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}. [النساء: 115].
وقد قال ابن تيمية: "ومن نصب شخصاً كائناً من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا بدينهم وكانوا شيعاً". [الفتاوى (2/239ـ240)].

الشبهة الرابعة: دعوى بعضهم أن من لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم فإنه يكره الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يحبه ولا يعظمه.
والجواب عن هذه الشبهة أن يقال:
1ـ بل إنكم أنتم يا من تدعون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تعظموه ولا توقروا شرعه، والدليل على ذلك أنكم لا تقرؤون في الشمائل المحمدية ولا تكثرون الصلاة عليه ولا تتذكرونه إلا في هذا اليوم المبتدع.
2ـ ويقال كذلك أنتم الذين تنقصتم محمداً صلى الله عليه وسلم، ورميتموه بالتقصير فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم" (أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (1844) في كتاب الإمارة).
وقد نهانا محمد صلى الله عليه وسلم وحذرنا عن البدع كلها، فقال: "وكل بدعة ضلالة".
قال ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (1/102): "وكما أنك لا تجد مبتدعاً إلا وهو متنقص للرسول صلى الله عليه وسلم، وإن زعم أنه معظم له بتلك البدعة فإن يزعم أنها خير من السنة وأولى بالصواب، أو يزعم أنها هي السنة إن كان جاهلاً مقلداً، وإن كان مستبصراً في بدعته فهو مشاق لله ورسوله".
وإني أبشر السني بكلام عظيم لابن القيم قاله كذلك في إغاثة اللفهان (1/111) "وهذا المبتدع إنما ينقم على السني تجريده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لم يشبها بآراء الرجال ولا بشيء مما خالفها. فصبر الموحد المتبع للرسل على ما ينقمه عليه أهل الشرك والبدعة خير له وأنفع، وأسهل عليه من صده على ما ينقمه الله ورسوله عليه من موافقة أهل الشرك والبدعة.
إذا لم يكن بد من الصبــر، فاصطبر *** على الحق، ذاك الصبر تحمد عقباه
وأختم بما ذكره أبو داود في سننه عن حذيفة رضي الله عنه قال: " كل عبادة لا يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها، فإن الأول لم يترك للآخر مقال".
وقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه (20750) واللفظ له، وأخرجه كذلك أبو داود (4611) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "فيوشك قائل أن يقول: ما هم بمتبعي فيتبعوني وقد قرأت القرآن؟! ثم يقول: ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره! فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة..".
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السادس

ملخص درس بناء المسجد النبوي -للتعليم الاماراتي

السلام عليكم

ملخص بناء المسجد النبوي

كيفيه بناء المسجد النبوي الشريف

بعد وضع الرسول أساس مسجد قباء أخذ الناس يتزاحمون عليه كل واحد يريد يأخذ بزمام الناقة ويستضيفه لينالوا شرف نزول الرسل (ص) عندهم فكان الرسول يقول لهم في رفق خلو سبيلها فإنها مأموره حتى توقفت الناقة في مكان يملكه غلامان يتيمان من الأنصار فنزل الرسول هناك واشتري هذه الأرض من اليتيمين بعشره دنانير وأقام عيه المسجد.

لماذا دأب الرسول في بناء المسجد النبوي

1. ليكون مركز الإقامة الشعائر الدينية
2. أداره شؤون الناس وحاجاتهم

لقد شارك الرسول في بناء المسجد فقام

1. بحفر الأرض
2. حمل الأحجار

تم بناء المسجد النبوي فكان مواصفات المسجد كالتالي

1. أرضه من التراب
2. سقفه من الجريد
3. أعمدته من جذوع النخيل
4. حوائطه من الحجارة والطوب واللبن
5. كان قبالته إلي البيت المقدس إل إن تحولت القبلة بعد ذالك إلي الكعبة
6. جعل الرسول للمسجد ثلاث أبواب
7. اعد في مؤخره السجد مكان مضللا لنزول الغرباء وعابري السبيل والفقراء ومن لا مأوي لهم يسمي الصفة

يعتبر المسجد النبو الشريف

1. موقعا متميزا للعبادة
2. مدرسه للعلم والمعرفة
3. ومنطلقا للدعوة

ماهو فضل المسجد النبوي

1. فيه الروضة الشريفة
2. فيه الصلاة بألف صلاه
3. تشد إليه الرحال

وبالتوفيق=)

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

تقرير عن المولد النبوي الشريف للصف السابع


مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم
كانت "مكة" على موعد مع حدث عظيم كان له تأثيره في مسيرة البشرية وحياة البشر طوال أربعة عشر قرنًا من الزمان، وسيظل يشرق بنوره على الكون، ويرشد بهداه الحائرين، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
كان ميلاد النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم أهم حدث في تاريخ البشرية على الإطلاق منذ أن خلق الله الكون، وسخر كل ما فيه لخدمة الإنسان، وكأن هذا الكون كان يرتقب قدومه منذ أمد بعيد.
وفي (12 من ربيع الأول) من عام الفيل شرف الكون بميلاد سيد الخلق وخاتم المرسلين "محمد" صلى الله عليه وسلم.وقد ذهب الفلكي المعروف "محمود باشا الفلكي" في بحث له إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين (9 من ربيع الأول الموافق 20 من أبريل سنة 571 ميلادية).نسبه الشريف هو "أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة"، ويمتد نسبه إلى "إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان"، وينتهي إلى "إسماعيل بن إبراهيم" عليهما السلام.وأمه "آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة"، ويتصل نسب أمه مع أبيه بدءًا من "كلاب بن مرة".ورُوي في سبب تسميته أن أمه أُمرت أن تسميه بذلك وهي حامل، وروي أن جده عبد المطلب رأى في منامه كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره، لها طرف في السماء وطرف في الأرض، وطرف في المشرق وطرف في المغرب، ثم عادت كأنها شجرة، على كل ورقة منها نور، وإذ بأهل المشرق والمغرب يتعلقون بها؛ فتأولها بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب، ويحمده أهل السماء فسماه "محمد".وتبدو أسباب التهيئة والإعداد من الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم في مهمته الجليلة ورسالته العظيمة، جلية واضحة منذ اللحظة الأولى في حياته، بل إنها كانت قبل ذلك، وقد تجلى ذلك حتى في اصطفاء اسمه صلى الله عليه وسلم، فليس في اسمه أو اسم أبيه أو جده ما يحط قدره وينقص منزلته، وليس في اسمه شيء محتقر، كما أنه ليس اسمه اسمًا مصغرًا تستصغر معه منزلته، وليس فيه كبرياء أو زيادة تعاظم يثير النفور منه.ابن الذبيحين ويعرف النبي صلى الله عليه وسلم بابن الذبيحين، فأبوه "عبد الله" هو الذبيح الذي نذر "عبد المطلب" ذبحه ثم فداه بمائة من الإبل، وجده "إسماعيل" – عليه السلام- هو الذبيح الذي فداه ربه بذبح عظيم.وقد اجتمع للنبي صلى الله عليه وسلم من أسباب الشرف والكمال ما يوقع في نفوس الناس استعظامه، ويسهل عليهم قبول ما يخبر به، وأول تلك الأسباب كان شرف النسب "وأشرف النسب ما كان إلى أولي الدين، وأشرف ذلك ما كان إلى النبيين، وأفضل ذلك ما كان إلى العظماء من الأنبياء، وأفضل ذلك ما كان إلى نبي قد اتفقت الملل على تعظيمه".ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يهوديًا ولا نصرانيًا ولا مجوسيًا، لأنه لو كان من أهل ملة لكان خارجًا عن دين من يدعوهم فيكون عندهم مبتدعًا كافرًا، وذلك ما يدعوهم إلى تنفير الناس منه، وإنما كان حنيفًا مسلمًا على مله آبائه: "إبراهيم" و"إسماعيل" عليهما السلام.

مولد النبي صلى الله عليه وسلم إيذان بزوال الشرك

كان مولد النبي صلى الله عليه وسلم نذيرا بزوال دولة الشرك، ونشر الحق والخير والعدل بين الناس، ورفع الظلم والبغي والعدوان.وكانت الدنيا تموج بألوان الشرك والوثنية وتمتلئ بطواغيت الكفر والطغيان، وعندما أشرق مولد سيد الخلق كانت له إرهاصات عجيبة، وصاحبته ظواهر غريبة وأحداث فريدة، ففي يوم مولده زلزل إيوان "كسرى" فسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار "فارس" ولم تكن خمدت قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة "ساوة".وروى عن أمه أنها قالت: "رأيت لما وضعته نورًا بدا مني ساطعًا حتى أفزعني، ولم أر شيئًا مما يراه النساء". وذكرت "فاطمة بنت عبد الله" أنها شهدت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: "فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن عليَّ".وروى أنه صلى الله عليه وسلم ولد معذورًا مسرورًا -أي مختونًا مقطوع السرة- وأنه كان يشير بإصبع يده كالمسبّح بها.محمد اليتيمفقد محمد صلى الله عليه وسلم أباه قبل مولده، وكانت وفاة أبيه بالمدينة عند أخوال أبيه من "بني النجار" وهو في الخامسة والعشرين من عمره.وعلى عادة العرب فقد أرسله جدُّه إلى البادية ليسترضع في "بني سعد"، وكانت حاضنته "حليمة بنت أبي ذؤيب السعدي"، فلم يزل مقيمًا في "بني سعد" يرون به البركة في أنفسهم وأموالهم حتى كانت حادثة شق الصدر، فخافوا عليه وردوه إلى جده "عبد المطلب" وهو في نحو الخامسة من عمره.لم تلبث أمه "آمنة" أن توفيت في "الأبواء" – بين "مكة" و "المدينة" – وهي في الثلاثين من عمرها، وكان محمد صلى الله عليه وسلم قد تجاوز السادسة بثلاثة أشهر.وكأنما كان على "محمد" صلى الله عليه وسلم أن يتجرع مرارة اليتم في طفولته، ليكون أبًا لليتامى والمساكين بعد نبوته، وليتضح أثر ذلك الشعور باليتم في حنوّه على اليتامى وبره بهم، ودعوته إلى كفالتهم ورعايتهم والعناية بهم.

محمد في كفالة جده وعمه

عاش "محمد" صلى الله عليه وسلم في كنف جده "عبد المطلب" وكان يحبه ويعطف عليه، فلما مات "عبد المطلب" وكان "محمد" في الثامنة من عمره، كفله عمه "أبو طالب"، فكان خير عون له في الحياة بعد موت جده، وكان أبو طالب سيدًا شريفًا مطاعًا مهيبًا، مع ما كان عليه من الفقر، وكان "أبو طالب" يحب محمدًا ويؤثره على أبنائه ليعوضه ما فقده من حنان وعطف.وحينما خرج "أبو طالب" في تجارة إلى "الشام" تعلق به "محمد" فرقّ له "أبو طالب" وأخذه معه، فلما نزل الركب "بصرى" -من أرض "الشام"- وكان بها راهب اسمه "بحيرى" في صومعة له، فلما رآه "بحيرى" جعل يلحظه لحظًا شديدًا، ويتفحصه مليًا، ثم أقبل على عمه "أبي طالب" فأخذ يوصيه به، ويدعوه إلى الرجوع به إلى بلده، ويحذره من اليهود.

محمد في مكة

وشهد "محمد" صلى الله عليه وسلم حرب الفجار – الذين فجّروا القتال في شهر الله الحرام رجب- وكان في السابعة عشرة من عمره.وحضر "حلف الفضول" وقد جاوز العشرين من عمره، وقد قال فيه بعد بعثته: "حضرت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما يسرني به حمر النعم، ولو دُعيت إليه اليوم لأجبت".وقد عُرف النبي صلى الله عليه وسلم – منذ حداثة سنه – بالصادق الأمين، وكان موضع احترام وتقدير "قريش" في صباه وشبابه، حتى إنهم احتكموا إليه عندما اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه من الكعبة، حينما أعادوا بناءها بعدما تهدّمت بسبب سيل أصابها، وأرادت كل قبيلة أن تحظى بهذا الشرف حتى طار الشرُّ بينهم، وكادوا يقتتلون، فلما رأوه مقبلاً قالوا: قد رضينا بحكم "محمد بن عبد الله"، فبسط رداءه، ثم وضع الحجر وسطه، وطلب أن تحمل كل قبيلة جانبًا من جوانب الرداء، فلما رفعوه جميعًا حتى بلغ الموضع، أخذه بيده الشريفة ووضعه مكانه.وعندما بلغ "محمد" صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين تزوج السيدة "خديجة بنت خويلد"، قبل أن يُبعث، فولدت له "القاسم" و"رقية" و"زينب" و"أم كلثوم"، وولدت له بعد البعثة "عبد الله".

من البعثة إلى الوفاة

ولما استكمل النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة كانت بعثته، وكانت "خديجة" أول من آمن به من النساء، وكان "أبو بكر الصديق" أول من آمن به من الرجال، و"علي بن أبي طالب" أول من آمن من الصبيان.وأقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث سنين يكتم أمره، ويدعو الناس سرًا إلى الإسلام، فآمن به عدد قليل، فلما أمر بإبلاغ دعوته إلى الناس والجهر بها، بدأت قريش في إيذائه وتعرضت له ولأصحابه، ونال المؤمنون بدعوته صنوف الاضطهاد والتنكيل، وظل المسلمون يقاسون التعذيب والاضطهاد حتى اضطروا إلى ترك أوطانهم والهجرة إلى "الحبشة" ثم إلى المدينة.ومرّت الأعوام حتى عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاتحًا –في العام العاشر من الهجرة- ونصر الله المسلمين بعد أن خرجوا منها مقهورين، ومكّن لهم في الأرض بعد أن كانوا مستذلّين مستضعفين، وأظهر الله دينه وأعز نبيه ودحر الشرك وهزم المشركين.وفي العام التالي توفي النبي صلى الله عليه وسلم في (12 من ربيع الأول 11هـ = 7 من يونيو 632م) عن عمر بلغ (63) عامًا.
منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السادس

موضوع عن اداب المسجد النبوي -مناهج الامارات

جايب لكم موضوع عن اداب المسجد النبوي

زيارة مسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم – مستحبة في أي وقت من أوقات العام سواء أكان ذلك قبل الحج أم بعده ،
لقوله – صلى الله عليه وسلم – : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا، والمسجد الحرام والمسجد الأقصى ) رواه مسلم ، وذلك لما لمسجده صلى الله عليه وسلم من فضيلة عظيمة حيث تضاعف العبادة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ) ، وليست زيارة مسجده صلى الله عليه وسلم شرطاً لصحة الحج كما قد يظنه البعض .

فإذا توجه المسافر قاصد زيارة مسجده صلى الله عليه وسلم فليكثر من الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم في طريقه, وليستحضر في قلبه شرف المدينة، وأنها أفضل الأرض بعد مكة عند بعض العلماء, وعند بعضهم أفضلها مطلقا, فإذا وصل باب مسجده صلى الله عليه وسلم، فليقدم رجله اليمنى وليقل: " بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم ، من الشيطان الرجيم ، اللهم افتح لي أبواب رحمتك " كما يقول ذلك عند دخول سائر المساجد .

ثم يصلي ركعتين تحية المسجد ، والأفضل أن تكونا في الروضة الشريفة ، بدون إيذاء للآخرين، وموضع الروضة ما بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وحجرته، لقوله – صلى الله عليه وسلم – كما في الصحيحين : ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي ) ، ويدعو فيهما بما أحب من خيري الدنيا والآخرة ، وأما صلاة الفريضة فينبغي للزائر وغيره أن يحافظ عليها في الصفوف الأولى .

وبعد الصلاة يذهب لزيارة قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – وقبر صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فيقف مواجها القبر الشريف, مستحضرا في قلبه جلالة ومنزلة من هو بحضرته, ثم يسلم, قائلاً : " السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته " ، ثم يصلي على النبي – صلى الله عليه وسلم – بأي صيغة من صيغ الصلاة عليه ، كأن يقول: " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد " ، وإن قال : " أشهد أنك قد بلغت الرسالة ، وأديت الأمانة ، ونصحت الأمة ، وجاهدت في الله حق جهاده ، فلا بأس بذلك ، لأن ذلك كله من أوصافه عليه الصلاة والسلام.

ثم يتنحى إلى يمينه قليلاً فيسلم على أبي بكر رضي الله عنه قائلا : السلام عليك يا أبا بكر صفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وثانيه في الغار , جزاك الله عن أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، ثم يتنحى إلى يمينه أيضاً فيسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلا : السلام عليك يا عمر الذي أعز الله به الإسلام , جزاك الله عن أمة نبيه صلى الله عليه وسلم خيرا، ويدعو لهما ويترضى عنهما، وقد كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا سلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه لا يزيد على قوله : " السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه . ثم ينصرف " رواه البيهقي . وليس ما ذكرناه من صيغ السلام نصاً لازما، فلو سلم بأي صيغة فيها صفته أجزأه.

ويكره للزائر أن يرفع صوته رفعا فاحشا عند القبر بالسلام، لأن ذلك ينافي الأدب مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد قال تعالى : { يا أيها الذي آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون }( الحجرات : 2)، ولا يشرع للزائر استقبال القبر عند الدعاء فإن ذلك خلاف ما كان عليه السلف رضي الله عنهم ، وإنما يستقبل القبلة ويحمد الله تعالى ويمجده ويدعو لنفسه بما شاء ولوالديه , ومن شاء من أقاربه ومشايخه وإخوانه وسائر المسلمين.
ولا يجوز سؤال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قضاء الحوائج أو تفريج الكروب ، أو نحو ذلك مما لا يطلب إلا من الله سبحانه .

وينبغي للزائر أن يحرص على أداء الصلوات الخمس في مسجده – صلى الله عليه وسلم -، وأن يغتنم وقته بالإكثار من الذكر والدعاء وصلاة النافلة ، لما في ذلك من الأجر الجزيل .ويسن له زيارة مسجد قباء والصلاة فيه ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يزور مسجد قباء راكباً وماشياً ويصلي فيه ركعتين ، وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : ( من تطهر في بيته ، ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له أجر عمرة ) ، ويسن له أيضاً زيارة البقيع ، وقبور شهداء أحد ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يزورهم ويدعو لهم ، وليتذكر العبد الآخرة ، ويدعو بالدعاء المأثور : " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية " .

فهذه بعض آداب المسلم عند زيارته تلك البقاع الطاهرة ، نسأل الله عز وجل أن يمن علينا بحج بيته وزيارة تلك البقاع مرة بعد مرة إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين .

__________________

الرجاء التقييم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

تقرير / بحث :المسجد النبوي الشريف – تربية اسلامية – عاشر للصف العاشر

اتمنى الكل يستفيد ويوجد في المرفقات مع الصور
ثاني مسجد بناه رسول الله (r) في السنة الأولى من الهجرة هو المسجد النبوي ـ والأول هو مسجد قباء ـ وكانت أرض المسجد عند مقدم الرسول(ص) من قباء إلى المدينة مربداً (مكاناً لتجفيف التمر) لغلامين يتيمين اسمهما "سهيل وسهل" كانا في حجر أسعد بن زرارة، ولما نزل الواحة التي في المدينة، كان الصحابة كل يريد أن يأخذ بزمام ناقته (القصواء) ليكون ضيفه ونزيله، ولكن الرسول(r) كان يقول: "خلوا سبيلها فإنها مأمورة"، ولما بركت عند موضع مسجده وهو يومئذٍ يصلي فيه رجال من المسلمين قال (r): "هنا المنـزل إن شاء الله تعالى" ثم دعا بالغلامين وابتاع المربد منهما بعشرة دنانير وأبى أن يقبله هبة منهما، وهمّ ببنيانه ليكون مسجداً ومصلّى وكان(r) يحمل بنفسه اللبن مع الصحابة، وقد استغرق بناء المسجد 7 أشهر، وقيل عاماً، وقيل شهراً واحداًمعالم المسجد النبوي

يقع المسجد النبوي في المدينة المنورة موقع القلب من الجسد، ويرتفع عن مستوى سطح البحر 597 م وعلى خط طول 39درجة و36دقيقة، وخط عرض 24 درجة و28دقيقة. يحده من الشمال ميدان الباب المجيدي وشارع السحيمي، ومن الجنوب حارة دروان، وشارع درب الجنائز ومن الشرق حارة الأغوات، ومن الغرب ميدان باب السلام المؤدي إلى شارع الحسينية وشارع العيينة وشارع السوق.
منبر النبي ( r) : قال النبي ( r) : ((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي)).(1). قوله (r) على حوضي: أي أنه يعاد هذا المنبر على حاله وينصب على حوضه .
وكان النبي (r) يخطب أولاً إلى جذع نخلة ثم صنع له المنبر فصار يخطب عليه، عن جابر ((أن النبي (r) كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل: يا رسول الله ألا نجعل لك منبراً؟ قال: إن شئتم. فجعلوا له منبراً، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي (ص) فضمَّه إليه يئِنُّ أنين الصبي الذي يُسَكَّن قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها)) . (2) وأقيم بعد الجذع ماكنه أسطوانة تعرف بالإسطوانة المخلقة أي: المطيبة. ولحرمة هذا المنبر جعل النبي (r) إثم من حلف عنده -كاذباً- عظيماً، فعن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: ((لا يحلف عند هذا المنبر عبد ولا أمة على يمين آثمة ولو على سواك رطب إلا وجب له النار)) (3).
الروضة : هي موضع في المسجد النبوي واقع بين المنبر وحجرة النبي (r) . ومن فضلها ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي (r) قال : ((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي)) . وذرعها من المنبر إلى الحجرة 53 ذراعاً، أي حوالي 26 متراً ونصف متر وهي الآن محددة سجاد اخضر اللون مختلف عن بقية سجــاد الحرم

1- صحيح البخاري ومسلم
2- روى البخاري في صحيحه (6/601 فتح الباري)
3- حديث صحيح
الصفة : وتعرف بدكة الاغوات بعدما حُوِّلت القبلة إلى الكعبة أمرالنبي محمد بن عبد الله (r) بعمل سقف على الحائط الشمالي الذي صار مؤخر المسجد، وقد أعد هذا المكان لنزول الغرباء فيه ممن لا مأوى له ولا أهل وإليه ينسب أهل الصفة من الصحابة ومن أشهرهم أبو هريرة رضي الله عنه.وكان الصحابة رضي الله عنهم يأخذ الواحد منهم الاثنين والثلاثة من أهل الصفة فيطعمهم في بيته، كما كانوا يأتون بأقناء الرطب ويعلقونها في السقف لأهل الصفة حتى يأكلوا منها، فذهب المنافقون ليفعلوا مثل فعلهم رياء فصاروا يأتون بأقناء الحشف والرطب الرديء، فأنزل الله فيهم قوله: "وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ.." (4) وفيهم نزل قول القرآن الكريم: "لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ" (5). وكان جُل عمل أهل الصفة تعلم القرآن الكريم والأحكام الشرعية من رسول الله (r) أو ممن يأمره رسول الله (r) بذلك، فإذا جاءت غزوة خرج القادر منهم للجهاد فيها. واتفقت معظم الأقوال على أن ما يقرب من أربعمائة صحابي تواردوا على الصفة، في قرابة تسعة أعوام إلى أن جاء الله سبحانه و تعالى بالغنى، وذلك قبيل وفاة النبي (r). يقول أبو هريرة رضي الله عنه: "لقد رأيت معي في الصفة ما يزيد على ثلاثمائة، ثم رأيت بعد ذلك كل واحد منهم والياً أو أميراً، والنبي (r) قال لهم ذلك حين مر بهم يوماً ورأى ما هم عليه.
الحجرة الشريفة :هي حجرة عائشة رضي الله عنها والتي دُفِن فيها النبي (r) بعد وفاته. ثم دفن فيها بعد ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه سنة 13 هـ وكان قد أوصى عائشة رضي الله عنها أن يدفن إلى جانب رسول الله (r) فلما توفي حفر لهُ وجعل رأسه عند كتفي رسول الله (r).ودفن فيها بعدهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 24 هـ إلى جانب الصديق، وكان قد استأذن عائشة رضي الله عنها في ذلك فأذنت له (6)
و صفة القبور وترتيبها كالآتي قبر النبي (r) في جهة القبلة مقدماً. ويليه خلفه قبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه ورأسه عند منكب النبي (r). ويليه من خلفه قبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورأسه عند منكب الصديق. وكانت الحجرة من جريد مستورة بمسوح الشعر، ثم بنى عمر بن الخطاب حائطاً قصيراً، ثم زاد فيه عمر بن عبد العزيز وفي عهد الوليد بن عبد الملك أعاد عمر بن عبد العزيز بناء الحجرة بأحجار سوداء بعدما سقط عليهم الحائط، فبدت لهم قدم عمر بن الخطاب . ثم جُدد جدار الحجرة في عهد قايتباي (881هـ).
الحائط المخمس :هو جدار مرتفع عن الأرض بنحو 13 ذراعاً أي ستة أمتار ونصف، بناه عمر بن عبد العزيز سنة 91 هـ حول الحجرة ، وسمّي مُخَمساً لأنه مكون من خمسة جدران وليس له باب، وجعله مخمساً حتى لا يشبه بالكعبة.ومن أهم معالم المسجد القبة الخضراء التي أمر السلطان المملوكي المنصور قلاون الصالحي بعمارتها فوق الحجرة النبوية الشريفة التي يقع فيها قبر النبى محمد بن عبد الله (r) وصاحبيهِ أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

4- سورة البقرة آية: 267
5- سورة البقرة آية 273
6- قصة الاستئذان البخاري في صحيحه (3/256 فتح الباري).

ومن المعالم الموجودة بالمسجد النبوي مكتبة الحرم النبوي والتي تحتوي على مخطوطات وكتب قيمة وكان مؤذني المسجد على عهد النبي (r) هم بلال بن رباح وسعد بن أبي وقاص، وابن أم مكتوم ، وأبو محذورة
اسـطوانات المسـجد النبوي الشريف: كانت أعمدة المسجد النبوي الشريف في عهدالنبي صلى الله عليه وسلم من الخشب وقد ارتبط كثير من اسطوانات الروضة الشريفة بمناسبات في عهد النبي صلى اللهعليه وسلم حيث أطلق إسم خاص يشير لتلك المناسبة.
و لقد كان الكثير منالصحابة ومَن بعدهم يتحرى الصلاة عند تلك الاسطوانات، وأن أمكنة جلوسه صلى اللهعليه وسلم عند هذه الاسطوانات وغيرها من أماكن المسجد النبوي كانت محلا لنزولالكثير من الآيات القرآنية وورود الأحاديث النبوية ونزول جبريل عليه السلام علىالنبي صلى الله عليه وسلم
للمسجد النبوي الشريف ثمانية اسطوانات معلومة ولها تاريخ وهذه الاسطواناتالنبوية المباركة يستحب الدعاء والصلاة عندها ، مع العلم أن جميع المسجد النبوي
مبارك والصلاة فيه بألف صلاة ولكن هذه الاسطوانات لها ميزتها الخاصة لأن الرسول صلىالله عليه وسلم كان يصلى عندها وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتحرون الصلاةعندها .
الاسـطوانة المخلقة: سبب تسميتها أن النبيصلى الله عليه وسلم رأى عليها نخامة فساءه ذلك فقام احد الصحابة وحك النخامة وطيّبمكانها بطيب يسمى الخلوق فسر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك
ويعتبر ذلك اولتطييب للمسجد النبويوهي المطيبة المعطرة وتقع خلف مصلى الرسولصلى الله عليه وسلم وأن الجذع الذي كان يخطب إليه صلى الله عليه وسلم ويتكئ عليهكان امامها وكان سلمة بن الاكوع رضي الله عنه يتحري الصلاة عندها فسئل عن ذلك فقالاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها . وقال مالك : أحب مواضعالتنفل حيث العمود المخلق ، واما الفريضة ففى أول الصفوف . وقد جرى تقديم هذهالاسطوانة لجهة القبلة قليلا بعضها في المحراب النبوي الشريف وكتب عليهاالاسطوانة المخلقةوهذهالاسطوانة اليوم يرتكز عليها المحراب النبوي الشريف . وكان سلمة بن الاكوع يصلي عندها سبحةالضحى وقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى هذا المقام وهذا مروي فيالصحيحين.
اسـطوانة السـيدة عائـشـة : سببتسميتها أن بعضا من الصحابة رضي الله عنهم كانوا جلوسا عند السيدة عائشة رضي اللهعنها ومعهم ابن اختها عروة بن الزبير، فقالت السيدة عائشة: إن في المسجد اسطوانةلو عرفها الناس لاضطربوا على الصلاة عندها بالاسهم.
وتسمى اسطوانة المهاجرين أواسطوانة القرعة ، وهي الاسطوانة الثالثة من المنبر والثالثة من القبر الشريفوالثالثة من القبلة وهي التي تلي اسطوانة التوبة، وتتوسط الروضة المطهرة .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلمقد صلى الصلاة المكتوبة بالمسلمين إليها بضعة عشر يوماً بعد تحويل القبلة ، ثم تقدمإلى مصلاه فى المحراب. وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتحرون الصلاة عندها. وكان سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر وأفاضل الصحابة رضي اللهم عنهم يفضلون الصلاة عندها وكذلك أفاضل أبناء المهاجرين يعتادون الجلوس عندها.
اسـطوانـة التوبـة : وتعرف باسطوانة أبي لبابه ، وذلك لأنه رضي الله عنهربط نفسه فيها بضع عشرة ليلة حتى أنزل الله توبته، وقد أنزل الله توبته وهو في بيت أم سلمة رضي الله عنها ، فتقول أم سلمة لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم السحر يضحك فقلت مما تضحك يارسول الله أضحك الله سنك، قال: تيب على أبي لبابة، فلما مر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الفجر أطلقه من الأسر.
وتقع في الروضة الشريفة وهيالرابعة من المنبر والثانية من القبر والثالثة من القبلة ، وتقع إلى الشرق من اسطوانة السيدة عائشة، وكان عليه الصلاةوالسلام يصلى نوافله إلى إسطوانة التوبة
وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلىالصبح انصرف إليها وقد سبقه إليها الضعفاء والمساكين والمؤلفة قلوبهم ، فينصرفإليهم صلى الله عليه وسلم فيحدثهم حتى اذا طلعت الشمس.
إنحكمة الأسر في المسجد النبوي تمكّن الاسير من معرفة الاسلام وهذا ماحصل لـ ثمامة بنأثال سيد اليمامة حين تم أسره في أحد السرايا فأكرمه النبي صلى الله عليه وسلم وكانيبعث صلى الله عليه وسلم يبعث إليه بلبن، وكان يراقب تصرفات المسلمين وأفعالهمفدخل في قلبه حب الاسلام.
اسـطوانة السـرير: وهي الأسـطوانة الملاصقة بالشـباك والتي تلي اسطوانة التوبة من جهة الشرق . وقدكان للنبي صلى الله عليه وسلم سرير من جريد فيه سـعفة يوضع قرب هذه الاسطوانة يضطجععليه ، وكان أحياناً يوضع عند اسطوانة التوبةوهيالاسطوانه التي تقع في مكان إعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم.
اسـطوانة المحرس : وتسمىاسطوانة علي رضي الله عنه ، وتقع خلف اسطوانة التوبة من جهة الشمال ، وقد كان عليبن أبي طالب رضي الله عنه يجلس في صفحتها التي تلي القبر الشريف مما يلي باب بيتالرسول صلى الله عليه وسلم يحرس النبي صلى الله عليه وسلم . وكان أمراء المدينةيصلون عندها .
ونشر حراسة صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ يوم بدر ومحمد بن مسلمة يوماحد بلال بن رباح في وادي القرى.
اسـطوانة الـوفـود : تقع خلف اسطوانة المحرس من جهة الشمالوكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس إليها وفود العرب اذا جاءته ، وكانت تعرفبمجلس القلادة يجلس إليها سراة الصحابة وأفاضلهم رضي الله عنهم أجمعينوهيالتي وقع عندها نداء بني تميم من وراء الحجرات. وعند هذه الاسطوانة قدم على النبيصلى الله عليه وسلم ضمام بن ثعلبة وافدا من بني سعد بن بكر حيث قال للرسول: أنشدكالله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبدهوحده لانشرك به شيئا
اسـطوانة مربعة القبر : وتسـمى مقام جبريل عليه السلام ، وكان باب فاطمةرضي الله عنها عندها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه حتى يأخذ بعضادتيهويقول السلام عليكم أهل البيت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركمتطهيرا
اسـطوانـة التـهـجد : تقع هذه الاسطوانة وراء بيت السيدة فاطمةرضي الله عنها من الجهة الشمالية للمسجد النبوي وفيها محراب ، كان رسول الله صلىالله عليه وسلم يخرج حصيراً كل ليلة اذا انكفت الناس فيصلى صلاة الليل وكانت خارجالمسجد النبوي الشريف، فرأه رجل فصلى بصلاته ثم آخر فصلى بصلاته ، حتى كثروا ،والتفت فإذا بهم فأمر بالحصير فطوي ثم دخل ، فلما أصبح جاؤوه فقالوا يارسول اللهكنت تصلى فـنصلى بصلاتك فقال): اني خشـيت أن تنزل عليكم صلاة ثم لا تقدرونعليها(جاء في الصحيح أن مسجد النبيِّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ كان مسقوفًا على جذوع من نخل، وكان النبيّ إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلمّا صُنِع له المنبر فكان عليه سمعنا لذلك الجِذع صوتًا كصوت العشار، وللنسائيّ: اضطربتْ تلك السّارية فحنتْ كحَنين الناقة الخَلوج، أي التي انتُزِعَ ولدُها، ولأحمد وابن ماجه: فلمّا جاوز الجِذع خار حتى تصدّع وانشقّ، وفيه: فأخذ أبي بن كعب ذلك الجِذع لما هُدم المسجد، فلم يزل عنده حتى بَلِيَ وعاد رفاتًا. وعند الدارمي: فأمر به صلّى الله عليه وسلّم أن يُحفَر له ويُدْفَن. ولابن زبالة: تحت المنبر، وقيل عن يساره وقيل شرقيّه، وقيل في موضعه الذي كان فيه.
وجاء في مسند الدارمي أن النبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ كان إذا خطب فطال القيام عليه استند فاتّكأ على الجِذع، فبصر به رجل ورد المدينة فقال: لو أعلم أن محمدًا يخمدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلسًا يقوم عليه، فإن شاء جلس ما شاء، وإن شاء قام . فبلغ النبيَّ، صلّى الله عليه وسلّم، فقال:" ائتوني به " فأتوه فأمره أن يصنع له المَراقيَ الثلاث والأربع، وهي الآن في مسجد المدينة، فوجد النبي صلّى الله عليه وسلم في ذلك راحة.
وبعد أن ذكر السمهودي هذا الكلام في كتابه خلاصة الوفا " وما بعدها، قال في : وأشهر الأقوال أن الذي صنع المنبر" باقوم" الذي بنى الكعبة لقريش، وقيل غيره، وذكر بعض أهل السير أنه كان يخطب على منبر من طين، وأن الصحابة صنعوا له مقعدًا من طين يجلس عليه ليعرفه الناس الوافدون إليه، وكان يخطب عليه، وكان ذلك في أول الهجرة، وفي قصة الإفك عبارة:" ورسول الله قائم على المنبر". وذكر ابن سعد أن المنبر كان سنة سبع وأن ابن النّجار جزَم أنه كان سنة ثمانٍ، كما ذكر آراء في أنه كان درجتين أو ثلاثة، يجلس الرسول على الثالثة ويضع رجله على الثانية، فلما وَلِيَ أبو بكر كان يَجلس على الثانية ويضع رجله على الدّرجة السُّفلَى وجاء عمر فجلس على الأولى ووضع رجله على الأرض، ولما جاء عثمان فعل ذلك ستّ سنوات ثم علا إلى موضع النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فلمّا وَلِيَ معاوية جعل للمنبر ستَّ درجات زيادة على الثلاثة، ولما قدِم المهدي الخليفة العباسي إلى المدينة استشار الإمام مالِكًا أن يعيده إلى ما كان عليه أيّام الرسول فلم يوافق. وكان ذلك سنة 160 واحترق المسجد سنة 654هـ واشتركت مصر في تعميره. وفي عهد الملك الظاهر بيبرس البندقداري كملت عمارة المسجد، ومن بعده الناصر قَلاوون. وأرسل الظاهر منبرًا عدد درجاته تسعٌ، كما أرسل من بعده منابر أخرى. " انظر الزرقاني على المواهب اللدنية
كما بنى أهل المدينة من الآجر والنورة بسبب حريق بالمسجد حتّى سنة 688هـ فبنى الأشرف قايتباي منبرًا من الرخام، وتَوالي التّغيير على مدى الأزمان، ولم يعد للمنبر النبوي ذي الدرجات الثلاث أثر، واستمر الناس يخطُبون على المنابر الجديدة ولم ينكر عليهم أحد.
إن أصل اتِّخاذ المنبر كان لظهور الخطيب أمام الناس، وكلما ارتفع أمكن أن يسمع صوته بوضوح، وظهرت في مصر وغيرها منابر عالية في مساجدَ واسعةٍ يجتمع فيها الآلاف الذين لا يكاد البعيد منهم عن المنبر يسمع من يتحدّث، وكان يخطب عليها كِبار الشيوخ والعلماء، ومنبر المسجد الأزهر نفسه له درجات كثيرة، وما سمعنا مثل الصيحة في السنوات الأخيرة التي ترمي المنابر العالية بأنّها بدعة، وبالتالي ضلالة، مع أنه لم يرد نهي عنها وليست من العبادات التي يُتقرَّب بها إلى الله.
وأرى أن رفع المنابر إذا كان لإبلاغ الصوت هو الوسيلة الوحيدة في الماضي فإن مكبِّرات الصوت أغنتْ عن ذلك، وليس أثر المنبر في السامعين وفي تبليغ الدعوة مرتبطًا بعدد درجاته بقدر ارتباطه بصحة المعلومات والحكمة في إيصالها للسامعين.
وإذا كان ارتفاع المنابر لإسماع الناس بدعة فلماذا لا يكون استعمال مكبِّر الصوت بدعة أيضًا وهو لم يكن على عهد النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ والسلف الصالح ؟ "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام" مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام هي حقاً دار الإيمان كما قال (صلى الله عليه وسلم)"إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها" صدق رسول الله (صلى الله عليه السلام)، وأحب البقاع إلى الله عز وجل.. لا يدخلها الدجال والطاعون.. وهى آخر الدنيا خرابا.. يشتاق كل مسلم إلى زيارتها.. وهى العاصمة الإسلامية الأولى.. منها شع النور وانتشر حتى بلغ أرجاء المعمورة منذ أن هاجر إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم.. ومن المدينة المنورة حكمت الأرض كلها.. فشهدت الدنيا أعدل الخلفاء.. وبها قبر رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم سيدنا إبراهيم مكة المكرمة فقال عليه الصلاة والسلام "إن إبراهيم حرم مكة، ودعا لأهلها , وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة..وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا إبراهيم لأهل مكة" فهي حرم. وللمدينة المنورة شخصية جغرافية متميزة عن سائر مدن العالم، ومن الطبيعي أن تجذب المدينة المنورة انتباه العالم الجغرافي بما يميزها من تفرد، بين نظيراتها في العالم الإسلامي بصفة عامة والمملكة العربية السعودية بصفة خاصـة.. فهي درة العالم الإسلامي، اختارها الله تعالى لتكون مُهاجَر الرسول (صلى الله عليه وسلم) حيث أمره الله بالهجرة إليها كما قال عليه السلام (أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب وهى المدينة..) فكانت المدينة المنورة قبل هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام تعرف(بيثرب) وقد ورد اسمها بهذه التسمية في القرآن الكريم في قوله تعالى "وإذا قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا" وكانت يثرب من بين مدن الحجاز المتحضرة..
وتقع المدينة المنورة في إقليم الحجاز (غرب المملكة العربية السعودية) على خط طول 39 درجة شرقاً، وتلتقي عندها طرق المواصلات التي تربطها بجميع المدن السعودية.. وتقع المدينة المنورة إلى شمال مكة المكرمة بحوالي 450 كم، وترتفع عن منسوب سطح البحر حوالي 600 متر تقريباً، يحدها من الشمال جبل أحد "وهو جبل يحبنا ونحبه" كما قال الرسول ـ عليه السلام ـ، وتمتاز معظم أراضيها بخصوبة التربة، ولموقع المدينة المنورة الطبيعي خصائصه الجغرافية المتعددة، فهو من حيث الشكل العام واحة صحراوية محاطة بالجبال وبالجبيلات، وتتخللها وتدور حولها الوديان والسيول.
كانت هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة علاجاً مؤقتاً بسب الإيذاء الذي تعرض له المسلمون في مكة المكرمة، واستلزمت الهجرة أن يتحول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من داعية لدين الله فحسب، إلى داعية ومنظم سياسي، فقد كانت المدينة المنورة أحزاباً كثيرة منهم المهاجرون والأنصار واليهود، وكان على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يجانس بين هذه الأحزاب … وعندما خرج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة مهاجراً قال : (اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إلى فأنزلني إلى أحب أرضك إليك …) فكانت المدينة التي أصبحت خير وأطهر بقاع الأرض.. وإليها تشد الرحال زيارة وتبركاً. وتحمل المدينة المنورة فوق أرضها قبر سيد الخلق محمد بن عبد الله رسول الله ( r ) وأطهر وأفضل المساجد فوق الأرض بعد المسجد الحرام وهو المسجد النبوي الشريف..
المسجد النبوي في عهد الرسول : الصلاة فيه تعدل ألف صلاة فيما سواه المسجد الحرام.. وإليه تشد الرحال.. ويعتبر مسجد الرسول (عليه الصلاة والسلام) أول مسجد ثابت المعالم والتاريخ.. وكان المسجد أرضاً بها نخل وقبور للمشركين، وكانت أرضاً خربة في البداية ومملوكة لغلامين يتيمين من الأنصار هما (سهل وسهيل).. وكانت هذه الأرض على موعد مع القدر حيث اشترى الرسول (عليه الصلاة والسلام) الأرض من الغلامين بعشرة دنانير، وأمر النبي (عليه الصلاة والسلام) بالنخل فقطع، وبقبور المشركين فنبشت وسويت الأرض تمهيدا لبناء أطهر مساجد الإسلام، وقد استغرقت عمارة المسجد سبعة شهور قضاها الرسول (صلى الله عليه وسلم) في ضيافة (أبي خالد الأنصاري) ثم أذن لفقراء المسلمين الذين ليس لهم منازل ولا عشائر أن يناموا في المسجد وقد عرف ذلك الفريق من المسلمين بأهل الصفة لإقامتهم بالمسجد على هيئة صفوف. أما مساحة المسجد الأولى فكانت سبعين ذراعا في ستين ذراعا أو يزيد (الذراع = ستة وستين سم) وهذا المسجد الذي عمل بنائه النبي عليه الصلاة والسلام وعاونه في ذلك أهل المدينة من المسلمين، كان بناءً بسيطاً يترجم في بساطته عن يسر الإسلام، حيث اعتمد على بعض الصحابة ممن لهم خبرة في مجال البناء، وكان المسجد علي هيئة فناء مربع متساوي الأضلاع، وتحف به أربعة جدران، ارتفاعها 7 أذرع، ويتجه أحد جوانبه نحو المسجد الأقصى بالقدس الشريف، والجدار المقابل نحو الكعبة المشرفة في الجنوب، وكانت الجدران مبنية في بدايتها من الطوب اللبن، وسقف جزء منه بسعف النخيل والطين، وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل وكان للمسجد ثلاثة أبواب هي باب جبريل، وباب النساء وباب الرحمة، وما زالت هذه الأبواب تعرف باسمها حتى الآن.. وأمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بأن يبني خارج الطرف الجنوبي من الجانب الشرقي مسكنان لزوجتيه السيدة عائشة بنت أبي بكر والسيدة سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنهما ـ، ثم أضيف إلي هذين المسكنين بيوت أخرى لباقي زوجات الرسول عليه السلام ولم تكن هذه البيوت ملتصقة بالمسجد بل كان يفصل بينها وبين المسجد طريق عرضه 10 أذرع ويبدوا أن المسجد لم يكن في أول الأمر، سوى ظلة واحدة وكانت ترتكز على سوار من جذوع النخل حفت على أبعاد متساوية وفي السنة الثانية من الهجرة أمر الله سبحانه وتعالي رسوله ـ عليه السلام ـ أن يولى وجهه شطر المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد أن كانت القبلة أول الأمر تجاه بيت المقدس، فنقلت القبلة من الجدار الشمالي إلى الجدار الجنوبي من المسجد النبوي الشريف … ودخل المسجد في طور جديد حيث أضاف الرسول (صلى الله عليه وسلم) ظلة ثانية وجعل في وسطها علامة تعين موضع القبلة وهي تعتبر الأساس الأول لفكرة المحراب، وأصبح بوسط المسجد مكان مكشوف عرف باسم صحن المسجد وبقيت السقيفة القديمة علي حالها يستظل بها الناس من حرارة الشمس وعرفت بالصفة.. ولم يكن المسجد في ذلك الوقت يشتمل علي مئذنة إذ كان المؤذن ينادى للصلاة من فوق سطح أعلى منزل مجاور للمسجد … وفى السنة السابعة من الهجرة النبوية الشريفة بعد غزوة خيبر قام الرسول (صلى الله عليه وسلم)، بتوسيع المسجد وبيوت زوجاته الشريفة، وأصبحت هذه البيوت تفتح علي المسجد مباشرة، وكان بعضها من جريد النخل والبعض الآخر من الحجارة … وأدى ازدياد أعداد المسلمين، واتقاء لحرارة الشمس قام المسلمون ما بين السقيفتين الجنوبية والشمالية بسقيفتين أخريين إلي جهة الشرق والغرب من المسجد، وظل المسجد بهذه الحال حتى وفاة الرسول (صلي الله عليه وسلم) عام 11 هـ ودفن (عليه السلام) في أرض حجرة السيدة عائشة (رضي الله عنها). وصار تخطيط المسجد النبوي بالمدينة المنورة نموذجا للمساجد الجامعة التي أسسها المسلمون في المدن الجديدة التي أنشأوها عقب الفتوح الإسلامية مثل مسجد البصرة ومسجد الكوفة بالعراق ومسجد عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر، ومسجد عقبة بن نافع بالقيروان.
المسجد النبوي الشريف.. في عهد الراشدين: بقي مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في خلافة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) دون تغيير أو زيادة وذلك بسب انشغاله بحروب الردة وترتيب الدولة بعد موت الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وفي عام 17 هـ قام الخليفة عمربن الخطاب بزيادة مساحة المسجد النبوي الشريف من ناحيته الشمال والغرب كما أنه عمّق ظلة القبلة من ناحية الجنوب ونتج عن ذلك أنه لم يعد باقياً من الجدران الأصلية للمسجد النبوي الشريف سوي الجدار الشرقي وذلك بسب وجود حجرات زوجات الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقبره الشريف أسفل حجرة السيدة عائشة (رضي الله عنها) وفي عام 24 هـ جدد الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) المسجد النبوي وذلك بتوسيعه من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية وزاد من عمق ظلة القبلة ولم يقترب من الناحية الشريفة لوجود قبة الرسول (صلى الله عليه وسلم)
وقد أصبح هذا المسجد نموذجاً يحتذي به في كافة الأقطار التي فتحها المسلمون مع تغييرات بسيطة في النسب والاتساع بحسب الحاجة وكذلك في مادة البناء والتسقيف ولكن مع الاحتفاظ بالفكرة الأساسية في التخطيط، وهي صحن أوسط مكشوف يحيط به أربع ظلات أكبرها وأعمقها ظلة القبلة..
وقد يستغني أحياناً عن الظلة المعاكسة لظلة القبلة أو الظلتين الجانبيتين ويكتفي بظلة واحدة مثلما حدث بمسجد الكوفة والبصرة، كما قام عثمان بن عفان ببناء جدران المسجد بالحجارة المنقوشة، وسقفه بخشب الساج، وجعل طول المسجد مائة وستين ذراعاً وعرضه خمسين ذراعاً، وجعل له ستة أبواب وبنى علي قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) جدراناً مرتفعة من حوله لئلا يظهر في المسجد فيصلي إليه الناس..وكان ذلك هو نواة المسجد الإسلامي المبكر، وإن كانت سنة التغيير قد أدخلت علي المسجد إضافات كثيرة لم تكن موجودة مثل المئذنة والمحراب المجوف والمشكاوات الزجاجية وكرسي المبلغ وكرسي المصحف وغير ذلك مما يتماشى مع التطور العمراني والزمني.

الحرم النبوي الشريف في عهد الوليد بن عبد الملك : ظل المسجد النبوي الشريف على حاله من بعد سيدنا عثمان بن عفان إلي أن تولي الوليد بن عبد الملك الخلافة عام 88هـ فأمر بإعادة بنائه وتجديده تجديداً شاملاً، وكانت الدولة الإسلامية قد بلغت في عهد الوليد درجة من القوة والثراء والتحضر بحيث صارت أعظم دول العالم علي الإطلاق حيث امتدت رقعتها من حدود الهند شرقاً إلي أسبانيا غربا وشملت فيما شملت إيران والعراق ومصر وبلاد الشام وشمال أفريقيا، واحتكت بالحضارات السابقة عليها والمعاصرة لها وتعرفت علي مدي ما وصلت إليه هذه الحضارات في مجال العمارة..وكان العهد الأموي عصر تشييد العمائر الإسلامية الفخمة
ولقد ورث الوليد من أبيه عبد الملك بن مروان حب البناء والعمارة.. وعمل علي تحقيق خطة معمارية ضخمة تليق بعظمة الدولة الإسلامية وكان من الطبيعي أن يكون علي رأس هذه الخطة المعمارية إعادة تشييد الحرم النبوي الشريف بطراز يليق بمكانته في نفوس المسلمين.. وبأسلوب يناسب ثراء الدولة الإسلامية، وألقي بهذه المهمة إلي واليه علي المدينة المنورة آنذاك (عمر بن عبد العزيز).. الذي أعاد سيرة الخلفاء الراشدين بعد ذلك رضوان الله عليهم.. وزود الوليد واليه عمر بن عبد العزيز بما يلزمه لبناء الحرم النبوي الشريف من مال ومواد بناء كالمرمر والأخشاب والرخام، كما استقدم العمال من البلاد المختلفة..
الحرم النبوي الشريف بين يدي الخليفة العباسي ـ المهدي : ظل الحرم النبوي الشريف بعد عمارة الوليد بن عبد الملك دون تغيير يذكر، حتى تولي الخلافة المهدي العباسي، فأمر بعمارته من جديد عام 160 هـ وتعتبر عمارة المهدي للحرم النبوي الشريف ذات أهمية خاصة لأنها وضعت للمسجد حدوده التي ظل محتفظاً بها رغم ما جري عليه بعد ذلك من تجديد وتعمير علي مر العصور.
ويبدوا أن العزم كان قد انعقد منذ بداية الخلافة العباسية علي إجراء عمارة في الحرم النبوي الشريف، غير أن ظروف الدولة الجديدة في عهد السفاح، الخليفة العباسي الأول لم تكن تسمح بتوجيه جهد كبير نحو البناء والتعمير، إذ كان مشغولا بطبيعة الحال بإقرار الأمور والقضاء علي الدولة الأموية، كما أن مدة خلافته كانت من القصر بحيث لم تتح له فرصة القيام بالأعمال المعمارية. أما الخليفة العباسي المنصور، فقد ساد في عهده نوع من الاستقرار النسبي، فعقد العزم علي تجديد المسجد النبوي الشريف ولكنه توفي قبل أن يتمكن من ذلك وما إن استقرت الأمور للخليفة العباسي (المهدي) عام 158هـ حتى شرع في عمارة الحرم النبوي الشريف، فأصدر أوامره بذلك عام 160 هـ واستغرقت العمارة سنتين، وقد عهد الخليفة المهدي العباسي إلي عبد الله بن عاصم بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الملك بن شبيب، ولم يتعرض المشرفون علي عمارة المسجد لرواق القبلة ولا الرواقين الجانبيين إذ أبقوها علي حالها كما كانت في عهد الوليد بن عبد الملك كما أبقوا علي منبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ومحراب سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) والأبواب التي فتحها سيدنا عمر بن الخطاب، واقتصرت العمارة علي توسعة المسجد نحو الشمال مما أدى إلي هدم الرواق الشمالي وإضافة رقعه من الأرض في شمال المسجد طولها ثلاثين مترا تقريبا، وقد أدت هذه العمارة إلي إعادة بناء الرواق الشمالي من جديد، وتكملة أعمدة الرواقين الجانبيين، وإعادة بناء المئذنتين الشماليتين، وفتح بابين جديدين في الجدار الشمالي وأصبح المسجد النبوي الشريف بعد عمارة المهدي يتألف من صحن أوسط تحف به أربعة أروقة، ويحتوي رواق القبلة علي خمسة صفوف من الأعمدة موازية لجدار القبلة.. ولقد تمت في عمارة المهدي زخرفة الرواق الشمالي الجديد بالفيسفساء، أما صحن المسجد فظل يحف به أربعة أروقة وبذلك لم تغير عمارة المهدي من طراز المسجد النبوي الشريف، وقد ظل المسجد النبوي منذ عهد المهدي محتفظاً بحدوده ومعالمه دون تغيير إلي أن اجتاحه حريق مروع عام 654 هـ (1256م) وقد حدث هذا الحريق ليلة الجمعة أول رمضان حيث امتدت النار إلي أنحاء المسجد كله، ولم ينج من النار سوي القبة التي كان قد أقامها الناصر لدين الله بصحن المسجد وكان بها المصحف العثماني. وما إن بلغ الحريق الخليفة العباسي المستعصم بالله حتى أمر بتعمير المسجد وشرع في ذلك عام 656هـ غير أن القدر لم يمهله لإتمام عمارته حيث قتله هولاكو في 14 صفر 656 هـ وبموته انتهت الدولة العباسية نفسها علي يد المغول الذين اجتاحوا شرق العالم الإسلامي..
الحرم النبوي.. بين يدي السلطان قايتباي : أجري بالحرم النبوي الشريف عمارتان كبيرتان بعد الحريق المدمر الذي اجتاحه في عصر المماليك إحداهما تمت في عهد السلطان الملك الأشرف قايتباي سلطان مصر الذي حدث الحريق في عهده والثانية تمت في عهد السلطان عبد المجيد سلطان آل عثمان، بالإضافة إلي أعمال معمارية متفرقة أنجزت علي يد عدد من الولاة المسلمين الذين كانوا يتقربون إلي الله (سبحانه وتعالي) بعمارة المسجد النبوي الشريف.. وهذا الحريق هو الحريق الثاني بعد حريق عام 655 هـ وقد بدأ هذا الحريق في ليلة الثالث عشر من رمضان عام 886 هـ، وذلك على إثر صاعقة انقضت من السماء ونزلت علي المئذنة الرئيسية في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد..
ثم انتقلت إلي سقف المسجد ثم مختلف أجزائه، وكان نتيجة ذلك أن تصدعت جدران المسجد وبعض مآذنه وتحطمت معظم أعمدته واحترقت المقصورة والمنبر، وكان فضل الله تعالى أن سلمت الحجرة النبوية الشريفة من هذا الحريق، وما أن وصل خبر هذا الحريق إلي مصر حتى سارع السلطان قايتباي حامي الحرمين الشريفين إلي تدبير أمر عمارة الحرم النبوي من جديد، وكان قايتباي محباً للبناء والتشييد ولا سيما بيوت وأضرحة أهل البيت، والصالحين،والمؤسسات الدينية الأخرى.
واعتني قايتباي بصفة خاصة بعمارة المساجد الثلاثة التي يشد إليها الرحال كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم).. فأرسل السلطان قايتباي بعض المهندسين والبنائين والعمال والنجارين، وأمر بإعادة بناء المسجد كله من جديد فأصبح في غاية الحسن ومن أعظم الأبنية في ذلك الزمان، حتى قيل إن السلطان قايتباي : أنفق علي بنائه نحو مائة ألف دينار ؛ كما أنشأ مدرسة مطلة علي الحرم النبوي الشريف، ولم يكتف قايتباي بعمارة الحرم النبوي وتزويده بالأثاث اللازم من سجاد ومشكاوات زجاجية للإضاءة، بل ورتب لأهل المدينة المنورة والواردين عليها ما يكفيهم من القمح والخبز يستوي في ذلك الجميع من كبير وصغير وغني وفقير.
وظل الحرم النبوي الشريف موضع عناية سلاطين مصر من المماليك إلي أن حكم العثمانيون الدولة الإسلامية وانتقلت رعاية الحرمين الشريفين إلي سلاطين آل عثمان، غير أن الحرم النبوي الشريف بقي بعد قايتباي قرابة أربعة قرون دون أن تجري به عمارة كبيرة إلي أن كان عهد السلطان عبد المجيد العثماني فأمر بتعميره عام 1265 هـ / 1848 م..
الحرم النبوي الشريف.. في عهد العثمانيين : مر علي الحرم النبوي الشريف منذ إنشائه علي يد النبي (صلى الله عليه وسلم) مراحل من التجديدات والتعمير كان القائمون بالعمارة يحاولون المحافظة علي المعالم التقليدية التي ترجع إلي أيام النبي (صلى الله عليه وسلم) وعهود الخلفاء الراشدين وعدم تغييرها تمسكا بالسنة النبوية الشريفة وتبركاً بالأشياء التي تحوطها ذكريات ترجع هذا العصر الكريم وفي نفس الوقت كانوا حريصين علي تزويد المسجد بأحدث ما وصل إليه فن العمارة في عصورهم رغبة منهم في إضفاء أكثر ما يمكن من مظاهر الجمال المعماري والإبداع الفني علي المسجد فظل المسجد النبوي رغم العمارة الكبيرة التي أجريت عليه محتفظا بطرازه المعماري القديم الذي يمثل النوع الأول، والأساسي لعمارة المساجد في العالم الإسلامي ؛ ومنذ أن ظهر العثمانيون الأتراك علي مسرح التاريخ أخذوا يعملون علي السيطرة علي الحجاز، وانتقلت رعاية الحرمين الشريفين إليهم ؛ ولقد اعتني بعض السلاطين العثمانيين بعمارة المسجد النبوي الشريف وتجديده ، ومن أوائل سلاطين آل عثمان الذين أقبلوا علي تعمير الحرم النبوي الشريف، السلطان سليم الثاني إذا جدده عام 980 هـ / 1572 م حيث اعتنى بزخرفة جدران المسجد وأمر بكسوته بالفيسفساء المنقوشة بماء الذهب، وبعد ذلك اعتنى السلطان محمود العثماني بعمارة قبة الحجرة النبوية الشريفة، ولم يكن لهذه الحجرة أول الأمر قبة وإنما كانت مغطاة بسقف مسطح، وفي عام 678 هـ في عهد المنصور قلاوون أقيم فوق الحجرة الشريفة قبة من الخشب المصفح بالرصاص ثم جددت هذه القبة في عهد السلطان الناصر حسن؛ وبعد حريق عام 886 هـ جدد السلطان قايتباي القبة وبناها بالحجر الأسود المنحوت وكملها بالحجر الأبيض، وقد بلغ ارتفاعها في عهد قايتباي 14 مترا.. وفي عهد السلطان محمود بن عبد الحميد العثماني، حدث بالقبة الخضراء شقوق فأمر السلطان عام 1233هـ بتجديدها وعمارتها ثم أمر عام 1255 هـ /1839 م بطلائها باللون الأخضر ومن ثم سميت بالقبة الخضراء. غير أن العمارة الكبيرة التي تمت في عهد العثمانيين للمسجد النبوي الشريف كانت في عهد السلطان عبد المجيد، وهي من الشمول بحيث تعادل العمارات الكبيرة التي تمت في عهد الوليد والمهدي وقايتباي وقد اختار مجموعة من المهندسين والعمال المتمرسين وكلفهم ببناء الحرم النبوي كأحسن ما يكون البناء، وأمرهم بأن يزودوه بالفخامة المعمارية والفنية التي تليق بمقام المسجد العظيم.. وقد أخذ العمال الأحجار والأعمدة من هضاب وادي العقيق ونقلوها علي عربات إلي الحرم النبوي بعد أن مهدوا لذلك طريقا للعربات يمتد من المحاجر إلي المسجد ؛ وحتى لا تتعطل الصلاة في المسجد أخذوا يعمرون المسجد جزءاً بعد جزء حتى تمت عمارة المسجد كله وقد بدأت عمارة السلطان عبد المجيد عام 1265هـ وانتهت عام 1277هـ أي أنها امتدت حوالي 12 عاما وتكلفت العمارة سبعمائة وخمسين ألف جنيه مجيدي. وظل المسجد محتفظا بحدوده القديمة تقريباً ؛ وأضيف إلى المسجد عند حده الشمالي مساحة من الأرض بني فيها مكان للوضوء وفتح فيها باب جديد صار يعرف باسم الباب المجيدي نسبة إلى السلطان عبد المجيد ؛ كما تضخمت العمارة بتغيير جميع الأعمدة ؛ فيما عدا بعض الأعمدة بالروضة الشريفة كانت مرخمة بالرخام الأبيض والأحمر، أما باقي الأعمدة فقد استبدل بها أعمدة جديدة كما أعيد بناء المئذنة في الطرف الشمالي الغربي وصارت تعرف بالمئذنة المجيدية، كما أعيد بناء باب السلام بشكل فخم، وجعل خلفه قبة عظيمة وكذلك هدمت قبة في صحن المسجد كانت تستخدم مخزنا للزيت، وامتدت أعمال العمارة إلي الزخرفة فتمت تسوية أرض المسجد وكسوتها بالرخام وتخفيض أرض صحن المسجد عن أرض الأروقة وترخيم بعض الجدران، وطلاء المسجد وزخرفة باطن القباب برسوم المناظر الطبيعية من أشجار وزهور فاكتسى المسجد بحلة من الفنون والزخارف ذات الطابع التركي، كما زاد من جمال المسجد، تحلية جدرانه بخطوط جميلة أبدعها مشاهير الخطاطين المسلمين ومنهم الخطاط (عبد الله زهدي) الذي قضي ثلاثة سنوات يزخرف سقف المسجد وجدرانه وأعمدته بخط جميل يتضمن الآيات القرآنية الكريمة وعبارات الأدعية المختلفة..
المسجد النبوي حالياً : مساحة المسجد الحالية عبارة عن مستطيل غير متساوي الأضلاع طول ضلعه من الشمال إلي الجنوب 116 متراً وعرضه من الشمال 66 متراً، يتوسطه صحن مكشوف سماوي طوله أربع ظلات أكبرها ظلة القبلة التي تتكون من اثني عشر رواقا والغربية من ثلاث أروقة أقيمت ظلاته علي عقود محمولة علي عمد من الرخام أو الجرانيت وسقفه مجدد في العصر العثماني علي هيئة قباب ضحلة محمولة علي مثلثات كروية ؛ وقد ازدادت أبواب المسجد حتى وصلت إلي أربع وعشرين باباً منها أربعة أبواب خاصة في جهة القبلة وعشرون باباً عاماً، وقد سدت هذه الأبواب كلها ما عدا خمسة أبواب هي التي يمكن حسابها من الناحية الأثرية.
وللمسجد النبوي الشريف ثلاثة محاريب أقدمها المحراب النبوي وموقعه حالياً في الرواق الثالث من ظلة القبلة وهو الموضع القديم الذي عينه الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند تحول القبلة في شعبان من السنة الثانية من الهجرة، والمحراب الثاني إلى اليمين من محراب الرسول (صلى الله عليه وسلم) ويعرف بالمحراب السليماني، والمحراب الثالث ويقع في صدر المسجد وهو الذي أضافه الخليفة عثمان بن عفان عند توسيع ظلة القبلة.

مآذن المسجد النبوي الشريف : لم يكن للمسجد النبوي الشريف علي عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) مآذن وإنما كان يؤذن من علي سطح دار عبد الله بن عمر التي كانت بظهر القبلة وكان سيدنا بلال بن رباح يرتقي ظهر هذا الدار ليؤذن من عليها، ولما جدد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك المسجد النبوي أمر عامله عمر بن عبد العزيز أن يبني أربع مآذن بزوايا المسجد الأربعة ولا يوجد بقايا لهذه المآذن حاليا والموجود بالمسجد حاليا عشر مآذن منها خمس أثرية والباقي من تجديدات الحكومة السعودية.
المآذن الأثرية :
مئذنة باب السلام : وتقع إلي جوار باب السلام بالجهة الجنوبية الشرقية من المسجد، وكانت تطل علي دار مروان فلما حج الخليفة سليمان بن عبد الملك ارتقاها المؤذن فكشفت داره فأمر بهدمها ثم أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها عام 706 هـ ولا تزال هذه المئذنة باقية دون تغيير في هيئتها.
مئذنة باب الرحمة: وقد أنشأ هذه المئذنة السلطان قايتباي المحمودي في العصر المملوكي، وكانت قمتها محدودة علي النسق العثماني ثم قامت الحكومة السعودية بترميمها علي النسق المملوكي.
أما المئذنة الجنوبية: وهي المئذنة الرئيسية للمسجد النبوي تقع بالزاوية الجنوبية من المسجد خلف الحجرة النبوية ولا تزال هذه المئذنة بهيئتها المملوكية من عصر الناصر محمد بن قلاوون.
المئذنة السليمانية: وتقع بالزاوية الشمالية من المسجد وكانت مبنية علي الطراز العثماني ثم قامت الحكومة السعودية بتجديدها علي الطراز المملوكي.
أما المئذنة المجيدية: وتقع بالزاوية الغربية من المسجد، وكانت علي الطراز العثماني ثم جددتها الحكومة السعودية علي الطراز المملوكي.. وقد أضافت الحكومة السعودية خمس مآذن أخري ليصبح عدد المآذن عشرة.
المقصورة النبوية الشريفة: كان للرسول (صلى الله عليه وسلم) بيت في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد يعرف ببيت عائشة (رضى الله عنها) وإلي الجنوب منه بيت السيدة حفصة (رضي الله عنها)، وكان يفصل بين هذه البيوت والمسجد طريق ضيق وكانت هذه البيوت مبنية بالطوب اللبن والجريد، ولم تكن سقوفها مرتفعة بل كانت قصيرة ولما توفي الرسول (صلى الله عليه وسلم) عام 11هـ دفن بأرض حجرة السيدة عائشة (رضي الله عنها) ورأسه الشريفة إلي الغرب ووجهه الشريف نحو القبلة.. ولما توفي أبو بكر الصديق في 22جمادي الأولي عام 13 هـ دفن إلي جانب الرسول (عليه السلام) من جهة الشمال ورأسه خلف منكب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعندما طعن الخليفة عمر بن الخطاب استأذن السيدة عائشة (رضي الله عنها) أن يدفن مع صاحبيه فلما مات 27 ذي الحجة عام 23 هـ دفن إلي جوارهما شمالي أبي بكر الصديق.
كما يوجد مقصورة صغيرة دفنت أسفلها السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول (عليه الصلاة والسلام) وحينما تولي الوليد بن عبد الملك أدخل واليه عمر بن عبد العزيز هذه البيوت في مساحة المسجد وأقام حولها بناء مخمساً لا يطوف الناس من حوله كما يطوفون حول الكعبة وكانت هذه الغرف مسقفة بالخشب..
وكان ارتفاع جدرانها ستة أمتار وظلت الغرفة علي حالها إلي أن قام نور الدين محمود ببناء حجرة مربعة حول الغرفة القديمة بناها من الحجر وحفر حول قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) خندقاً عميقاً أفرغ فيه مصهور الرصاص حتى لا تصل إليه يد لأنه كان يخشى من هجوم الصليبيين علي المدينة المنورة …

ثم قام السلطان المنصور قلاوون عام 678هـ ببناء حجرة مربعة غطيت من أعلاها بقبة من ضلوع خشبية مغلفة بألواح من الرصاص خوفاً عليها من الأمطار وجددت هذه القبة عند احتراقها عام 754 هـ علي يد الناصر محمد بن قلاوون، ثم جددها السلطان شعبان بن حسين عام 765 هـ ثم السلطان الأشرف قايتباي من عام 886 هـ حينما احترق سقف المسجد النبوي فقام ببناء قبة صغيرة من الأحجار السوداء في مكان القبة الخشبية، ثم بني فوقها قبة عظيمة مقامة علي دعائم وكسيت من أعلاها بالجص الأبيض ثم قام السلطان محمود بن السلطان عبد المجيد العثماني بتجديدها كلها عام 1233هـ وصبغها باللون الأخضر فسميت بالقبة الخضراء
المسجد في العهد السعودي الحالي : قامت الحكومة السعودية بمضاعفة مساحة المسجد عدة مرات وأضافت إلي ساحة المسجد ساحات محيطة بالمسجد وأصبح المسجد حالياً يتسع لأكثر من مليون مصلي في أوقات الذروة كما قامت بزيادة عدد المآذن من أربع إلي عشر مآذن ارتفاع كل من الست مآذن الجديدة 104 متراً، وزادت عدد مداخل المسجد إلي ستة عشر مدخلاً رئيسياً وأربعة عشر مدخلاً فرعياً، وأنشأت مبنيين للسلالم المتحركة لتأمين حركة المصلين في أوقات الذروة أيام الجمع والعيدين وشهر رمضان المبارك ومواسم الحج للصعود إلي سطح المسجد كما تم تركيب 36 سقفاً متحركاً وهو نوع جديد من الإنجازات الهندسية لم يسبق تنفيذه من قبل في أي مسجد وتعمل هذه الأسقف آليا بحيث تفتح وتغلق حسب حالة الجو وتم إنشاء منظومة متكاملة للمياه والصرف الصحي لتصريف مياه الأمطار وتأمين مياه زمزم علي مدار العام، وتم إنشاء مجموعات متكاملة من معدات الإضاءة الفنية الحديثة من النجف والمصابيح وأنشئت مجموعة متكاملة من الميضات وصنابير الشرب بما يكفي حاجة زوار المسجد النبوي الشريف،
واستخدام الرخام البارد المقاوم للحرارة في كافة أعمال الرخام التي استخدمت في التوسعة، وأعيد تخطيط المدينة المنورة وتنظيم شوارعها بما يتناسب وجلال مكانتها وقدسيتها لتصبح درة البلدان وجوهرة المدائن.

الخاتمــــــــــــــة
ثاني المساجد التي تشد إليها الرحال في الإسلام بعد المسجد الحرام . ويقع المسجد النبوي الشريف شرق المدينة المنورة . وكان له دور بارز في تاريخ الإسلام ومكانة عظيمة في نفس كل مسلم؛فهو المسجد الذي أسسه النبي صلى الله عليه وسلم على التقوى من أول يوم؛ليكون منارة تنير طريق البشرية جميعها ومدرسة تربى فيها وتخرج منها أعظم الرجال في تاريخ الإنسانية كلها ومركزا عظيما لانطلاق الدعوة وانتشار الإسلام. وقد مجده الله تعالى في كتابه العزيز في سورة التوبة: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه. فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين). والصلاة في المسجد النبوي لها ثواب كبير. قال صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام" [البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة". [البخاري]

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده