-
المقــــــــدمـــة.doc (70.0 كيلوبايت, 182 مشاهدات)
للبحوث الشعريه بحور الشعر العربي . بحث كامل
(بحور الشعر وأوزانه)
•بحر الشعر : إن وزن البيت وما يقع فيه من زحاف في حشوه أو علّة في عروضه وضربه يؤلف ما يعرف ب ( بحر الشعر) وقد سمي بذلك لاستيعابه جميع أبيات القصيدة مهما بلغ عدد أبياتها…
وقد وضع ( الخليل بن أحمد الفراهيدي ) خمسة عشر بحراً حينما وضع هذا العلم أول مرة في تاريخ الشعر العربي ثم جاء تلميذه الأخفش الأوسط فتدارك الأمر وأضاف إليها بحراً آخراً .. سُـمي : – ( المتدارك) .. وأطلق عليه المحدث أو الخبب ..
ويلاحظ أن المتتبع لبحور الشعر العربي _ قديمه وحديثه أن البحور : – ( الطويل ، الكامل ، الوافر ، المديد ) تستخدم غالباً للقصائد الرصينة ذات المواضيع الهامة و المواقف الجادة .
بينما البحور : – ( السريع ، المنسرح ، الهزج ، المتقارب ، المتدارك ) واضرابها يُـلجأ إليها عادةً للمعاني الخفيفه …
أما (الرجز) فيستخدم غالباً في أراجيز الحروب وكذلك في(الشعر التعليمي) … وإذا ما طالت الأرجوزه الواحدة وبلغت ألف بيت سُميّت ( ألفيّه) مثل ألفية ابن مالك ونحوه ..
•مفاتيح البحور : نظمها صفي الدين الحلي تسهيلا لرجوع الأذن الموسيقية للبحر الذي تنتمي إليه القصيدة حيث أنه كتب عن كل بحر بيتاً يحوي شطره الأول مسمى البيت … وهي :
1_ بحر الطويل :
تفعيلته :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
مثاله :
طويلٌ له دون البحور فضائلُ
2_ بحر المديد :
تفعيلته :
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
مثاله :
لمديد الشعر عندي صفاتُ
3_ بحر البسيط :
تفعيلته :
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
مثاله :
إن البسيط لديه يُبسط الأمل
4_ بحر الوافر :
تفعيلته :
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
مثاله :
بحور الشعر وافرها جميل
5_ بحر الكامل :
تفعيلته :
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
مثاله :
كَمُلَ الجمال من البحور الكامل
6_ بحر الهزج :
تفعيلته :
مفاعيلن مفاعيلن
مثاله :
على الأهزاج تسهيل
7_بحر الرجز :
تفعيلته :
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
مثاله :
في أبحر الأرجاز بحرٌ يُسْهلُ
8_ بحر الرمل :
تفعيلته :
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
مثاله :
رمل الأبحر تًرويه الثقات
9_ بحر السريع :
تفعيلته :
مستفعلن مستفعلن فاعلن
مثاله :
بحرٌ سريعٌ مالهُ ساحلُ
10_ بحر المنسرح :
تفعيلته :
مستفعلن مفعولاتُ مفتعلن
مثاله :
منسرحٌ فيه يُضرب المثلُ
11_ بحر الخفيف :
تفعيلته :
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
مثاله :
يا خفيفاُ خفت به الحركات
12 _ بحر المضارع :
تفعيلته :
مفاعيلُ فاعلاتن
مثاله :
تعدّ المضارعات
13_ بحر المقتضب
تفعيلته :
فاعلاتُ مفتعل
مثاله :
اقتضب كما سألوا
14_ بحر المجتث :
تفعيلته :
مستفعلن فاعلاتن
مثاله :
إن جـثـّت الحركات
15_ بحر المتقارب
تفعيلته :
فعولن فعولن فعولن فعولن
مثاله :
عن المتقارب قال الخليل
16_ بحر المتدارك أو المحدث :
تفعيلته :
فعلن فعلن فعلن فعلن
مثاله :
حركات المحدث تنتقل
17_ البحور والتفاعيل العروضيه :
تختلف البحور في عدد تفعيلاتها ، فمنها ما يتألف من :-
•أربع تفعيلات وهي : (الهزج ، المضارع ، المجتث ، المقتضب)
•ست تفعيلات وهي : ( الرمل ، الرجز ، المديد ، الخفيف ، السريع ، المنسرح ، الوافر ، الكامل)
•ثمان تفعلات وهي : ( الطويل ، البسيط ، المتدارك ، المتقارب)
ويلاحظ أن بعض البحور تتألف من تفعيلتين مختلفتين تتكرر إحداهما في كل شطر من البيت ولا تتكرر الأخرى وهي : ( الوافر ، المديد ، الخفيف ، المنسرح )
ويلاحظ أن بعض البحور تتألف من تفعيلة واحدة مكرّره في شطري البيت وهي : ( الهزج ، الرجز، الرمل ، الكامل ، المتدارك ، المتقارب)
وهناك بحران يتكونان من تفعيلتين مختلفتين تتعاقبان في التكرار وهي : ( الطويل ، البسيط )
وأخيراً هناك بحران يتألف كل منهما من تفعيلتين لا تتكرر أي منهما وهما : (المضارع ، المقتضب )
كيف تكتب قصيدة
*الحالة النفسية أثناء الكتابة أو الحاله التي تكتب بها لابد أن تأخذ طابعاً … إما حزن وإما شوق أو وله أو حنان … فمنها تنبثق الأبيات ..
ولكي تستقيم الكتابة وتكتمل الصورة المطلوبة من القصيدة قلباً و قالباً …تتبع هذه الأشياء وراعها : –
أولاً : –
جو المكان : – وأن يكون ملائماً للحالة التي أردت أن تكتب بها والجو الهادئ هو الجو المثالي للكتابة وأفضل الأوقات المساء ..
ثانياً : –
موضوع القصيدة : – قبل الشروع في كتابة القصيدة يجب أن تكون لديك فكرة معيّنه وتريد الوصول إليها أو التعبير عنها والأفضل أن تكتب هذه الفكرة على ورقة خارجية وكذلك تكتب بعض النقاط التي تود أن تثيرها وتنقلها من الفكرة إلى النص ..
ثالثاً : –
حاول أن تعيش الفكرة التي تكتبها : – بأن تكون مسترخياً مثلاً وأطلق العنان لروحك وخيالك لكي تعيش تلك الفكرة ..
رابعاً : –
لا تحمل هم الوزن أبداً : – وابدأ بالبيت الأول وتخيل نفسك وكأنك تلقي بإنشودة أمام أي شخص تحبه بدون رهبه أو خوفٍ وارتباك ..
خامساً : –
الوزن : – اخترع لحناً معيّناً مهما كانت نبرة اللحن لا تهتم ولكن يجب أن يكون اللحن قريباً للقلب مستساغاً وسهلاً وكأنه أنشودة ..في البدايه .. ولا تتخيل أي شيء إسمه بحور الشعر او غيره .. لأن هذا التخيّل قد يقتل الإحساس والإلهام بداخلك ويكسر روحك ..وتذكر أن البحور أشياء اخترعتها الألحان والقصائد ولم تخترع القصائد من البحور ..
سادساً : –
القافية : – حاول أن تتناسب القافية مع نفس اللحن … أي أن تكون حروفها سهلة وأنت في أول الطريق وأن تستعمل الألفاظ الخفيفة حسب المناسبة وحسب الفهم الدارج إلى أن تتمكن من الكتابة شيئاً فشيئاً بالكلمات الصعبة أو باللهجة البدوية أو بأي لهجة تتقنها …
سابعاً : –
التنقل بين صور القصيدة : – أن تكون حذراً بالتنقل بين صور القصيدة وأن تكون الصور تدريجية ومتناغمة لكي لا يتبيّن الخلل بينهما وتنقل المستمع من صورة إلى صورة بشكل مزعج وهذه العملية بسيطة وسهلة وكل ما عليك هو التركيز على الفكرة الأساسية التي كتبت بنودها في ورقة خارجية ومن ثم تربط الصورة وتنتقل من صورةٍ إلى صورة ..
ثامناً : –
التنويع باللحن : – أن لا تلتزم بلحن معيّن تحبه ..لأن هذا سوف يلزمك الكتابة والمتابعة على نفس اللحن ..ويحد من كتاباتك ويعيبها لأنه لا يوجد لديك سوى لحن واحد أحببته فحاول أن تنوع اللحن من قصيدة لأخرى …
تاسعاً : –
تطبيق اللحن على جميع الأبيات : – نفس اللحن الذي لحنت به البيت الأول طبقه على الثاني وهكذا حتى آخر بيت فإن إختل معك اللحن أو وجدت نشازاً فمعناه أن هذا الموقع فيه كسر ..وإن تمت فهي سليمة
تعريفات
•الشعر : – هو الكلام الموزون المقفى المطرز بإسلوب وعاطفة ومعنى..
•القصيدة : – هي مجموعة أبيات من بحر واحد مستوية في الحرف الأخير وما قبله بحرف أو حرفين أو يزيد وفي عدد التفعيلات أي الأجزاء التي يتكون منها البيت الشعري و أقلها ست أبيات وقيل سبعة وما دون ذلك يسمى قطعة ..
•القافية : – هي قفل البيت وهي آخر ما يعلق بالذهن من بيت الشعر ..
•البحر : – هو النظام الإيقاعي للتفاعيل الممررة بوجه شعري ويعرف لدى العوام بالطرق ..
وأما الطاروق فيعني اللحن لديهم ويطلق تجاوزاً على البيت الكامل معناه وبحره ولحنه ..
والفرق بين البحر و الوزن هو :-
أن البحر يتجزء من عدة أجزاء من الوزن الشعري كل جزء يمثل وزناً مستقلاً بذاته حيث التام وهو ما استوفى تفعيلات بحره و المجزوء وهو ما نقص عن التام بالتفعيلة الأخيرة من الشطر ..
والمشطور وهو ما سقط نصفه وبقي نصفه الآخر والمنهوك وهو ما حذف ثلثاه وبقي ثلثه أي لا يستعمل إلا على تفعيلتين ..
•البيت : – كل موزون مقفى … وينقسم إلى ثلاثة أقسام وهي : –
1_ العروض : – ويطلق هذا المصطلح على التفعيلة الواردة في نهاية صدر البيت ..
2_ الضرب :- ويطلق هذا المصطلح على التفعيلة الواردة في نهاية عجز البيت..
3_ الحشو : – ويطلق هذا المصطلح على بقيّة التفاعيل في صدر البيت وعجزه ..[/align]
أجزاء البيت الشعري : –
•الصدر : – وهو النصف الأول من البيت ويسمى أيضا : – ( المصراع الأول) .. ويصطلح عليه عامياً بــ…المشد..
•العجز : – وهو النصف الثاني من البيت ويسمى أيضاً ( المصراع الثاني ) ويعبّر عنه العوام بــ..القفل..وتطلق كلمة القفل تجاوزا على البيت كله إلا إنها تعني بالظبط العجز ..
الضرورات الشعرية
1_ صرف الممنوع من الصرف : –
نحو : – معاهدٌ ، مقاييسٌ.. بدلاً من.. معاهدُ ، مقاييسُ ..
2_ قصر المدود : –
نحو :- الرجا ، السما .. بدلاً من .. الرجاء ، السماء ..
3_ جعل همزة القطع همزة وصل : –
نحو : – وادرك ، فاكرم .. بدلاً من..وأدرك ، فأكرم ..
4_ جعل همزة الوصل همزة قطع : –
نحو :- إبن ، إمرأة .. بدلاً من.. ابن ، امرأة ..
5 _ تسهيل الهمزة : –
نحو : – القاري ، الناشي .. بدلاً من.. القارئ ، الناشئ..
6_ تخفيف الحرف المشدد في روي القافية :-
نحو :- يمتدْ ، يحتدْ .. بدلاً من.. يمتدّ ، يحتدّ ..
7_ تسكين الحرف المتحرك وتحريك الحرف الساكن : –
نحو : – القلْم ، الخُـلـَـق .. بدلاً من.. القَـلَـم ، الخُـلْـق ..
8_ تسكين الياء في الاسم المنقوص : –
نحو : – سألت الهاديْ .. بدلاً من.. سألت الهاديَ ..
9_ تسكين الواو والياء في الفعل المضارع المنصوب : –
نحو : – أن أمضيْ ، ولن أرجوْ .. بدلاً من.. أن أمضيَ ، ولن أرجوَ ..
10_ إشباع حركة الضمير الغائب _ أحياناً _ في الحشو : –
نحو : – همُ ، بهِ … تصبح … همو ، بهي ..
11 _ مد القصور : –
نحو : – الرضاء ، الكراء .. بدلاً من.. الرضا ، الكرى .
هناك طريقتان لوزن القصيدة ومعرفة الكسور فيها وهما : –
1_ الأولى : – تلحينها وغنائها ، أي تقويم الأبيات على لحن معيّن تسحب عليه الأبيات كاملة حتى تكون جميع الأبيات على سياق اللحن ولا تشط عنه في نشاز لحني … وإلا كان هذا هو الكسر ..
2 _ الثانيه : – وهي الأضمن والأفضل ولكنها ليست الأسهل وهي التفاعيل ..
•والتفاعيل : – لها حروف خاصة تسمى حروف التقطيع ولها مقاطع صوتية وبعضها سمي أسباباً وبعضها سمي أوتادا وبعضها خماسي وبعضها سباعي ..
والقصيدة عبارة عن أبيات .. والأبيات عبارة عن كلمات والكلمات عبارة عن حروف ..
والحروف في التفاعيل تنقسم إلى نوعان : – إما متحرك أو ساكن ,,, أي فتحة أو سكون
وسنستعيض عن الفتحة بعلامة :- /
وسنستعيض عن السكون بعلامة :- O
وسنقوم بضرب مثالٍ مع الخطوات عن كيفية وزن البيت بطريقة التفاعيل …
مثلاً : –
البيت التالي : –
حبيبي لا تظن إنّـي لتركك ماني بْـقاوي
…………………………. أنا بتـْرك ثرى أرضٍ تزلزل بالخطا ساسي [/align]
الخطوة الأولى : –
كتابة الشطر مستقلاً ( الصدر والعجز ) : –
نبدأ مع شطر البيت الأول ( الصدر )
حبيبي لا تظن انّـي لتركك ماني بْـقاوي
الخطوة الثانيه : –
التجزيء:-
نقوم بتجزيء الشطر حسب النطق أي نقوم بكتابة الحروف التي ننطقها فقط من الشطر حيث سنبدأ من مطلع الشطر والذي يجب أن يكون حرفا متحركا ونقف مع : –
1_ أي حرف ساكن
2_ حروف الرفع والمد والكسر ( ـــا ، ــــي ، ـــــو )
3_ أي حرف مُنوّن يُكتب عليه التنوين حيث يستعاض بالتجزيء عن التنوين بحرف النون … مثلا
كلمة ( أرض ٍ ) تُجزّء بالشكل التالي (لاحظ على التنوين بماذا يستبدل بالتجزيء ) : –
أرْض ٍ = أرْ _ ضِـنْ
4_ تقسيم أي حرف مشدد إلى حرفين مره بالسكون (ونقف معه ونبدأ بالتجزيء من جديد ) بنفس الحرف ولكن بالحركه
مثل إنّــهم تصبح كالتالي و(لاحظ على حرف النون المشدد) :-
إنّـــهُــمْ = إنـْــ _ نـَــهُـمْ
تذكر هذه النقاط الأربعه جيدا عند التجزيء حيث تقف عندهم وتبدأ بالتجزيء من جديد وسنقوم الآن بتطبيق التجزيء على الشطر الأول من البيت : –
حبيبي لا تِـظِـنْ إنـّـي لِـتَـرْكِـكْ مـانِـيِ بْـقـاوي
التجزيء : –
حبي _ بي _ لا _ تِـظِـنْ _ إنْ _ ني _ لِـتَرْ _ كِـكْ _ ما _ نِـيِـبْ _ قا_ وي
الخطوة الثالثه : –
التقطيع : –
نقوم بوضع علامة / للحرف المتحرك وعلامة O للحرف الساكن .. وهو ما يسمّى بالتقطيع
التقطيع : –
حبي _ بي _ لا _ تِـظِـنْ _ إنْ _ ني _ لِـتَرْ _ كِـكْ _ ما _ نِـيِـبْ _ قا_ وي
/ / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5
ونلاحظ بأن الحرف المتحرك هو ما يبدأ به دائما وأن السكون يكون هو آخر حرف دائما وبعده تكون تفعيلة اخرى بحرف متحرك جديد وهذا هو الصواب بأن يكون السكون مرحلة الانتقال للتفعيلة الثانية ..
إذن .. الشطر الأول يكون : –
الخطوة الاولى :-
كتابة الشطر الأول (الصدر ) : –
حبيبي لا تِـظِـنْ إنـّـي لِـتَـرْكِـكْ مـانِـيِ بْـقـاوي
الخطوة الثانيه : –
التجزيء : –
حبي _ بي _ لا _ تِـظِـنْ _ إنْ _ ني _ لِـتَرْ _ كِـكْ _ ما _ نِـيِـبْ _ قا_ وي
الخطوة الثالثه : –
التقطيع : –
حبي _ بي _ لا _ تِـظِـنْ _ إنْ _ ني _ لِـتَرْ _ كِـكْ _ ما _ نِـيِـبْ _ قا_ وي
/ / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5
نقوم بتطبيق نفس الخطوات على الشطر الثاني : –
الخطوة الأولى :-
الشطر الثاني ( العجز) : –
أنا بَـتْـرِكْ ثرى أرْضٍ تِزِلْزِلْ بالْــخَـطَـا ساسي
الخطوة الثانيه : –
التجزيء : –
أنا_ بَـتْ _رِكْ _ ثرى _ أرْ _ ضن _ تِـزِلْ _ زِلْ _ بلْ_ خَـطـا _ سا _ سي
الخطوة الثالثه : –
التقطيع : –
أنا_ بَـتْ _رِكْ _ ثرى _ أرْ _ ضن _ تِـزِلْ _ زِلْ _ بلْ_ خَـطـا _ سا _ سي
/ / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5
نلاحظ إن الشطر الأول ( الصدر ) : –
حبي _ بي _ لا _ تِـظِـنْ _ إنْ _ ني _ لِـتَرْ _ كِـكْ _ ما _ نِـيِـبْ _ قا_ وي
/ / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5
يتطابق مع الشطر الثاني ( العجز) : –
أنا_ بَـتْ _رِكْ _ ثرى _ أرْ _ ضن _ تِـزِلْ _ زِلْ _ بلْ_ خَـطـا _ سا _ سي
/ / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5
وهذا التقطيع : –
/ / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5
هو تقطيع بحر الهزج : –
مَــفــاعــيــلِــنْ مَــفــاعــيــلِــنْ مَــفــاعــيــلِــنْ مَــفــاعــيــلِــنْ
التقطيع العروضي : –
مَـفـا ، عـي ، لـِنْ ، مَـفـا ، عـي ، لِـنْ ، مَـفـا ، عـي ، لِـنْ ، مَـفـا ، عي ، لِـنْ
/ / 5 ،،، / 5 ،،، / 5 ،،، / / 5 ،،، / 5 ،،، / 5 ،،، / / 5 ،،، / 5 ،،، / 5 ،،، / / 5 ،،، / 5 ،،، / 5
وتطبق هذه العملية كاملةً على جميع أبيات القصيدة فإذا جائت جميع الأبيات متطابقةً لبعضها البعض بالتقطيع العروضي فذلك يدل على أن القصيدة سليمه ولا توجد بها كسور ..وهي ما تسمى بطريقة التفاعيل..
•نصائح مفيدة : –
هذه بعض النصائح المفيدة قبل البدء في انشاء أي نص و قصيدة ..
1_ الفكرة : – قبل الشروع في كتابة القصيدة .. يستحب أن تكون لديك فكرة معينّة تريد الوصول إليها أو التعبير عنها .. والأفضل أن تكتب هذه الفكرة على ورقة وكذلك تكتب بعض النقاط التي تود أن تثيرها وتنقلها من الفكرة إلى النص ..
2_ الجو : – حاول ان تهيّء الجو المناسب الذي تعودت على الكتابة فيه
3_ الخيال : – تأمل في الفكرة جيدا قبل الكتابة واطلق العنان لخيالك ليصيغ فكرة القصيدة فهو بذلك يبرز لك بعض الارتباطات بين الفكرة والخيال
4 _ أول بيت : –
•لا تفكر في الوزن بل تجاهله مؤقتا ..فكر في المعنى الذي تريد ان تقوله .. أعد التفكير عدة مرات وكانك تشرح لشخص يجلس أمامك
•ابدأ بوضع لحن معيّن تعتقد بأنه يتوافق مع ما كتبت … بمعنى آخر :- القصيدة نفسها تحدد بحرها … فلا تقل أريد أن اكتب على بحر الرجز مثلا بل تغنى بالكلمات التي تحس إنها تبحث مافي نفسك على أي بحر كانت
•ابحث عن القافية التي تحس أنها تتناغم مع البحر الذي تريده
5_ بعد الإنتهاء : – حاول اقامتها مرة أخرى على ( التفاعيل) حتى تتأكد من سلامتها ..
6_ تذكر أن :-
•الحرف الذي لا ينطق لا يكتب بالتجزيء ولا يوزن بالتقطيع
•حروف العلة ( ــا ، ــــو ، ــــي ) سواكن
•الحرف المُــنَــوّن يستعاض عنه بالتجزيء بحرف النون ويكون ساكناً
•الحرف المشدّد يكتب بالتجزيء مرتين .. مرة ساكنا ومرة متحركا
م/ن
~> فآلمرفق <~
الصعلكة ظاهرة وحركة من حركات التمرد على الواقع الحياتي والمعاشي الذي يعيش الانسان في كنفه . فالانسان لا يملك كفاف عيشه وطعامه لتدفعه الحياة لكي يواجه مخاطرها ويسيح في عرض البلاد وطولها طالباً الحصول على رزقه بكافة السبل ليبقى وهو يسعى في مناكب الارض كريماً عزيزاً لا يتذلل لأحد .
وفي الارض منأى للكريم عن الاذى وفيها لمن خاف القلى متعزل
ويعد شعر الصعاليك في ادبنا العربي دعوة لنبذ الواقع المحبط واخذ مال الاغنياء والموسرين وتوزيعه على اصحاب الحاجة لسد رمق معيشتهم .
ومن يك مثلي ذا عيال ومقتراً من المال يطرح نفسه كل مطرح
والصعاليك طوائف متعددة فمنهم الخليع الذي تبرأت عنه عشيرته واهدرت دمه ومنهم الغرباء ابناء السبايا الذين تنكر لهم اباؤهم ولم يعترفوا بهم ، والفقراء الذين تمردوا على الواقع نتيجة للظروف التي كانوا يعيشونها ليحترفوا الصعلكة وينضموا الى من تصعلك قبلهم فهو يدعوا للحصول على طعامه ولو ادى ذلك الى امتشاق السيف
ذريني اطوف في البلاد لعلني اخليك أو اغنيك عن سوء محضري
وفي هذا الشعر نجد رفضاً واقعياً للمعيشة المرة والفقر المحدق ونداء يطلب المساواة بين الجميع ودعوة الى رابطة اجتماعية يسودها العز والكرامة .
إذا المرء لم يبعث سواماً ولم يرح سوماً ولم تعطف عليه اقاربه
فللموت خير للفتى من حياته فقيراً ومن مولى تدب عقاربه
ثم يمضي الشاعر في فضاء رحب فسيح ساعياً للحصول على ما يسد به رمقه دون سؤال الناس و استجدائهم :
متى تطلب المال المقنع بالقنا تعش ماجداً أو تحترمك المخارم
ثم اننا نجد ان هناك ظاهرة اخرى في اشعارهم و هي التشرد و النأي عن الاهل و بعدهم عنهم لتثور فيهم ظاهرة الشجاعة و الغزو لاعدائهم و مهاجمتهم للقوافل التجارية :
مطلاً على اعدائه يزجرونه بساحتهم زجر المنيع المشهر
اما شعرهم فهو مليء بالواقعية الصادقة و الصور الحقيقية حيث انه المتنفس الوحيد لما كانت تضيق به الصدور و تجيش به قرائحهم و تعبر عنه خباياهم حيث تصبح و بشكل دائم دعوة لاخوانهم للانضمام اليهم:
و ما نلتها حتى تصعلكت حقبة و كدت لاسباب المنية اعرف
و شعرهم ذو مزية رتيبة عالية مصبوغة بوحدة موضوعية متناغمة لتعبر عن واقعهم و افعالهم من غزوات و سرعة و مهاجمة القوافل ونهبها
و حتى رأيت الجوع بالضيف ضرني إذا قمت تغشاني ظلال فاسدف
حتى ان بعضهم كان يطلب من زوجاته الصبر و الاناة لان الظروف والحياة القاسية هي التي دفعته الى ذلك :
أقيموا بني آمي صدور مطيكم فإني الى قوم سواكم لأميل
لعمرك ما في الارض ضيق على امرى سرى راغباً أو راهباً و هو يغفل
و نجده من الواضح الجلي في هذه الظاهرة الفنية الشعرية ابتعادهم عن القصيدة الطويلة .
يقول د. يوسف خليف: تلك هي الحياة القلقة المشغولة بالكفاح في سبيل العيش و تلك الطائفة الارستقراطية المستقرة التي فرّغت للفن تراثاً هيأته لها .
قبائل لا من أجل الفن و لكن من أجلها هي و هذا ما يؤكده قول الشاعر
تقول سليمى لا تعرضن لتلعة و ليلك عن ليل الصعاليك نائم
ألم تعلمي ان الصعاليك نومهم قليل إذا نام الخلي المسالم
و في شعرهم نجد فلسفتهم في الحياة و لذتها ، و ذلك من خلال تجاربهم اليومية .. و خاصة ظاهرة العدل الاجتماعي و نظرتهم تلك النظرة المزرية الى الفوارق الطبقية
ذريني للغنى اسعى فإني رأيت الناس شرهم الفقير
ثم انه لا يبقى ساكتاً على الظلم و القهر ليجد لنفسه متسعاً يثور من خلاله و مكاناً في الارض يبتعد به عن الذل و الاذى
و في الارض منأى للكريم عن الاذى و فيها لمن خاف القلى متعزل
ان شعر الصعاليك هو امتداد ذو صبغة شعرية تدل على القدرة الفنية و الاحساس المرهف الجمالي حيث تمكن الشاعر ان ينطلق من خلاله للتأسيس و التجديد ، و يمتاز بأشعاره بخاصة فنية خاصة يتفرد بها الشعر الجاهلي .
الموضوع:
*مصطلح الشعر الحر:
هو شعر موزون متحرر من القافية وحر من نظام البحر العروضي , فلا يلتزم فيه الشاعر بعدد معين من التفعيلات في كل سطر, ولا يراعي نظام البيت الشعري أو الشطر, ولا يبني القصيدة على نسق واحد ثابت من أول بيت إلى آخر بيت في القصيدة.
* نشأته :-
خلاف حاد بين الباحثين وبين الشعراء , كذلك هناك عدد من الشعراء يحاول أن ينسب إلى نفسه الريادة وسبق التأليف في هذا الشعر ..وخاصة عندما قدر لهذا الشعر الجديد أن يكتسب أنصارا كثيرين ..
فتقول نازك الملائكة " كانت بداية حركة الشعر الحر سنة 1947 م في العراق ، ومن العراق ، بل من بغداد نفسها ، وزحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله ، وكادت بسبب الذين استجابوا لها ، تجرف أساليب شعرنا الأخرى جميعا ، وكانت أولى قصيدة حرة الوزن تنشر قصيدتي المعنونة " الكوليرا " ، ثم قصيدة " هل كان حبا " لبدر شاكر السيَاب من ديوانه أزهار ذابلة ن وكلا القصيدتين نشرتا في عام 1947 م ".
* وهناك من يقول أن محاولات الشعر الحر كانت سابقة ويمكن أن ترجع إلى عبد القادر المازني التي نشرها عام 1916م .. في صحف العراق ..
"*هناك باحثين يرون الريادة ترجع إلى شعراء فترة الثلاثيناث وأوائل الأربعينات مثل ((علي أحمد )) و ((أبو حديد (( ."
*مسمياته:
"لقد اتخذ الشعر الحر قبل البدايات الفعلية له في الخمسينيات مسميات وأنماطا مختلفة نظراً لوجهات النظر المتعددة في هذا المجال, فمنهم من رأى تسميته "بالحديث" تضعه في مقارنة مع الشعر القديم أو التراث وتسميته ب" الحر" تشير أو توحي بوجود "المستعبد والمطلق" و"شعر التفعيلة" يجعل علم العروض أساساً لهذا الشعر ,ومن أغرب المسميات التي اقترحها بعض النقاد ما اقترحه الدكتور إحسان عباس بأن يسمى " بالغصن " مستوحيا هذه التسمية من عالم الطبيعة وليس من عالم الفن ، لأن هذا الشعر يحوي في حد ذاته تفاوتا في الطول طبيعيا كما هي الحال في أغصان الشجرة وأن للشجرة دورا هاما في الرموز والطقوس والمواقف الإنسانية ".
*من أبرز رواده:
صلاح عبد الصبور- أحمد عبد المعطي حجازي- محمد الفيتوري – نازك الملائكة- بدر شاكر السياب وفدوى طوقان ومحمود درويش.
*من الأقوال التي وردت على الشعر الحر:
# قول نازك الملائكة (الشعر الحر هو شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وإنما يصح أن يتغير عدد التفعيلات من شطر إلى شطر ويكون هذا التغيير وفق قانون عروضي يتحكم فيه وأساس الوزن في الشعر الحر أنه يقوم على وحدة التفعيلة والمعنى البسيط الواضح لهذا الحكم أن الحرية في تنويع عدد التفعيلات أو أطوال الأشطر تشترط بدءا أن تكون التفعيلات في الأسطر متشابهة تمام التشابه).
# وقول الدكتور محمد مصطفى هدارة(إن الشكل الجديد ( أي الشعر الحر ) يقوم على وحدة التفعيلة دون التزام الموسيقى للبحور المعروفة ، كما أن شعراء القصيدة الحرة يرون أن موسيقى الشعر ينبغي أن تكون انعكاسا للحالات الانفعالية عند الشاعر ).
#وقول الدكتور عز الدين إسماعيل(فالقافية في الشعر الجديد ـ بباسطة ـ نهاية موسيقية للسطر الشعري هي أنسب نهاية لهذا السطر من الناحية الإيقاعية ومن هنا كانت صعوبة القافية في الشعر الجديد وكانت قيمتها الفنية كذلك…..)
جوهر الشعر الحر :
أما جوهره فهو التعبير عن معاناة الشاعر الحقيقية للواقع التي تعيشه الإنسانية المعذبة .فالقصيدة الشعرية إنما هي تجربة إنسانية مستقلة في حد ذاتها ، ولم يكن الشعر مجرد مجموعة من العواطف ، والمشاعر ، والأخيلة ، والتراكيب اللغوية فحسب ، وإنما هو إلى جانب ذلك طاقة تعبيرية تشارك في خلقها كل القدرات والإمكانيات الإنسانية مجتمعة ـ كما أن موضوعاته هي موضوعات الحياة عامة ، تلك الموضوعات التي تعبر عن لقطات عادية تتطور بالحتمية الطبيعية لتصبح كائنا عضويا يقوم بوظيفة حيوية في المجتمع . ومن أهم تلك الموضوعات ما يكشف عما في الواقع من الزيف والضلال ، ومواطن التخلف والجوع والمرض ، ودفع الناس على فعل التغيير إلى الأفضل.
من ملامح الشعر الحر:-
1- الإنسان فيها جوهر التجربة،ويظهر فيها الإنسان بمعاناته وحياته اليومية وقضاياه النفسية والاجتماعية والسياسية.
2- الجنوح إلى الأسطورة، والرمز والتراث الشعبي والإشارات التاريخية.
3- تأثره بروافد مسيحية وصوفيه ووثنيه وابتداعيه.
4- تعرية الزيف الاجتماعي والثورة على التخلف.
5- الوحدة العضوية مكتملة، فالقصيدة بناء شعوري متكامل يبدأ من نقطة بعينها ثم يأخذ بالنمو العضوي حتى تكتمل.
6- شعر واضح. ففيه يتحدث الشاعر بعفويه ولغة متقاربة من لغة التخاطب اليومي.
* دوافعه ومميزاته:
لقد أكدت الأبحاث الأدبية والنقدية التي دارت حول مفهوم الشعر وجوهره أن هذا اللون من الشعر لم ينشأ من فراغ ، وتلك قاعدة ثابتة في كل الأشياء التي ينطبق عليها قانون الوجود والعدم تقريبا . فما من عملية خلق أو إيجاد إلا ولها مكونات ودوافع تمهد لوجودها وتبشر بولادتها كما أنه لا بد من وجود المناخ الملائم والبيئة الصحية التي ينمو فيها هذا الكائن . وقد رأى كثير من الباحثين والنقاد أن من أهم العوامل التي ساعدت على نشأة الشعر الحر وهيأت له, إنما تعود في جوهرها إلى دوافع اجتماعية وأخرى نفسية بالدرجة الأولى إلى جانب بعض العوامل الأخرى المنبثقة عن سابقتها . فالدوافع الاجتماعية تتمثل فيما يطرأ على المجتمع من مظاهر التغيير والتبديل لأنماط الحياة ومكوناتها وللبنية الاجتماعية والتكوين الحضاري والأيدلوجي ، والشاعر المبدع كغيره من أفراد المجتمع ـ وإن كان يمثل شريحة مثقفة ـ يتأثر ويؤثر في الوسط الذي يعايشه. أما الدوافع النفسية فهي انعكاس لما يعانيه الشاعر من واقع مؤلم نتج عن الكبت الروحي والمادي الذي خلقه الاستعمار على عالمنا العربي. وهناك عوامل أخرى أدت إلى ظهوره مثل الاتصال بالغرب والتأثر بشعرهم وظهور حركات تحررية . فقد تميز هذا الشعر في تحقيق الوحدة العضوية المبنية على التناسق العضوي بين موسيقى اللفظ أو الصورة وحركة الحدث أو الانفعال الذي يتوقف عليه,وتميز أيضاً بخصائص أسلوبية متعددة فقد اعتمدوا على الوحدة العضوية ، فلم يعد البيت هو الوحدة وإنما صارت القصيدة تشكل كلاماً متماسكاً ، وتزاوج الشكل والمضمون ، فالبحر والقافية والتفعيلة والصياغة وضعت كلها في خدمة الموضوع وصار الشاعر يعتمد على " التفعيلة " وعلى الموسيقى الداخلية المناسبة بين الألفاظ.
( أوجه المقارنة بين الشعر العمودي والشعر الحر )
1- الشعر العمودي ( التقليدي ) :-
• الوزن و القافية : تلتزم القصيدة بالوزن ( عدد التفعيلات ) والقافية .
• ضبط القافية ( الحركة ) : غالباً تكون مضبوطة الحركة ونادراً جداً تكون ( ساكنة ) .
• البحر العروضي : تأخذ القصيدة بحراً شعرياً واحداً ولابد من ترتيب التفاعيل المحددة في كل بيت شعري .
• الرمـــــز : لا يكثر فيها استخدام الرمز لذلك فهي تميل إلى الوضوح .
• الأســطـورة : لا تستخدم الأسطورة ( الحكاية الخيالية ) في النصوص .
• الصـور الشعرية : الاهتمام بالخيال الجزئي .
• المحسنات البديعية : توظـّف في النصوص الشعرية كالجناس والطباق
وبشكل مكثف ومائل إلى الوضوح المباشر .
2- الشعر الحر ( التفعيلة ) :-
• الوزن و القافية : لا تلتزم القصيدة بالوزن ( عدد التفعيلات ) والقافية .
• ضبط القافية ( الحركة ) : أواخر الجمل فقط تكون ساكنة أما كلمات البيت ومجمل
القصيدة فتكون غير ساكنة .
• البحر العروضي : تأخذ القصيدة بحراً شعريا واحداً ولكن لا تلتزم بعدد محدد من التفعيلات
وترتيبها في بيت شعري .
• الرمـــــز : يكثر فيها استخدام الرمز لذلك فهي غير تامة الوضوح .
• الأســطـورة : شيوع استخدام الأسطورة في النصوص .
• الصـور الشعرية : الاهتمام بالصور الشعرية من استعارة وكناية وتشبيه وغيره
بالإضافة إلى الاهتمام بالخيال الجزئي .
• المحسنات البديعية : يقل فيها توظيف المحسنات البديعية سواء اللفظية أو المعنوية .
الخاتمة والتوصيات:-
في النهاية فالشعر الحر شعر ممتع وفيه حرية في كتابته, وفيه تعبير عن إحساس الشعر ومشاعره الجياشة ,وأجمل أمر أعجبني فيه هو عدم التقيد بالوزن والقافية (أي فيه حرية في الكتابة من دون قيود) . و في آخر مقتطف لي من هذا التقرير, لا يسعني إلا أن أشجعك أخي القارئ لملأ عواطفك بهذا الشعر، فألفاظه سهلة، وموسيقاه هادئة، ومواضيعه هادفة كما أنها عامة فأوصيك أخي بمتابعة هذا اللون من الشعر. فهذا اللون من الشعر يحبب الآخرين بقصائده، املأ فراغك بمحاولة كتابة أبيات قليلة منه فهو سهل لا يحتاج عناءٌ منك سوى أن تعبر عن عواطفك وتجربتك الصادقة.فالشعر الحر في تطور مستمر.
المصادر:
1- النقد المعاصر,أحلام حلوم, ج1,ط1,دمشق,دار الشجرة,2017م.
2- الصراع بين القديم والجديد في الأدب العربي الحديث, الكتاني ( محمد),ج2,ط1.
3- http://www.geocities.com/dr_mosad/index131.htm
المقدمة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ,وجعلنا منهم .. وبعد :
مما لا ريب فيه أن الأدب العربي الحديث اتصل بالأدب الغربي قديمه وحديثه اتصالاً وثيقاً، وتأثر به تأثراً بالغاً قد يفوق تأثره بالأدب العربي القديم، كل ذلك عن طريق الاقتباس والتعريب والترجمة، واطلاع الأدباء العرب على الأدب الغربي في لغاته الأصلية، ويظهر ذلك من استحداث فنون أدبية جديدة في أدبنا العربي الحديث، أخذناها من الأدب الغربي كالملاحم والمسرحيات الشعرية، والمسرحيات التراجيدية والكوميدية.. وتقليد المذاهب الأدبية، كالكلاسيكية، والرومانتيكية، والرمزية.. لابد من الإشارة إلى أن النهضة الأدبية الأوروبية سعت منذ بزوغها إلى استلهام الأدب الإغريقي واللاتيني، وترسم منهجه وخطاه، واستغرقت في دراسته واستظهاره آثار أفلاطون.. وأرسطو، وهوميروس، وسوفوكليس، وشيشرون وغيرهم، وفي ظل هذه العناية الفائقة بآثار اليونان والرومان نشأ في أوروبا أول مذهب أدبي هو "الكلاسيكية"، ولكن هذا المذهب لم يكتب له الذيوع والانتشار إلا مدة محدودة، إذ قامت في إيطاليا وألمانيا وإنجلترا انتفاضات على هذا التقليد، وتمرد على تلك التبعية لآثار الإغريق والرومان، وبخاصة إذا عرفنا أن هذه الأقطار وأقطاراً أخرى كانت تسعى نحو الاستقلال والوحدة، وتنشد أدباً ذاتيا يعبر عن آمالها وآلامها وأفراحها وأحزانها، أن هذه المذاهب نشأت نتيجة لحالات نفسية وأوضاع اجتماعية سادت أوروبا.
وبعد هذه التوطئة التاريخية سوف نتحدث عن مذهب من المذاهب الأدبية وهو المذهب الكلاسيكي .
الباحث
الفصل الأول
الباب الأول – مفهوم الكلاسيكية ونشأتها:
الكلاسيكية أول مذهب أدبي، نشأ في أوروبا بعد الحركة العلمية والنهضة الأدبية التي سادت أوروبا إبان القرن الخامس عشر من الميلاد، وتعد فرنسا الموطن الأول الذي نشأت فيه الكلاسيكية، ونمت وترعرت، ويحدد "لانسون" فترة وجودها في الأدب الفرنسي من عام 1549م حتى عام 1615م، ووضعت أصولها وقواعدها وأسسها حوالي عام 1630م، وذلك بظهور طائفة من زعماء هذه المدرسة من أمثال: شابلان، وأسكديري، والناقد بوالو.
والكلاسيكية في معناها اللغوي مشتقة من الكلمة اللاتينية: "كلاسيس Classis، وتطلق في الأصل على مجموعة من السفن الحربية أو التجارية،أي : "وحدة في الأسطول" ، كما تطلق ـ أيضاً ـ على: "الفصل الدراسي"، ويترجمها الأستاذ أحمد حسن الزيات بـ: "الاتباعية"، ولعل في ترجمته لها شيئاً من التجوز، وبخاصة إذا عرفنا اشتقاقها اللغوي، ولكنها ـ على أية حال ـ أدق معنى وأصدق دلالة من تفسيرها بالقديم أو التليد. أو ما رادف هذين من ألفاظ لسبب بسيط، وهو أن الاتباعية فيها إلماع إلى المنهج الذي تقيدت به الكلاسيكية.
وعندما ظهرت الحركة العلمية في أوروبا، وذلك بعد نزوح علماء بيزنطة وأدبائها إلى إيطاليا، حاملين معهم المخطوطات الإغريقية واللاتينية القديمة، أخذ الأوروبيون يعملون على نشر تلك المخطوطات ودراستها، واستنباط خصائصها وقواعدها تلك التي أكسبتها الخلود والبقاء، مستضيئين في ذلك بكتابي أرسطو المشهورين: "الخطابة" و"الشعر"، وبقصيدة هوراس الشاعر الروماني الطويلة المسماة: "فن الشعر".
فالتراث اليوناني والروماني في الأدب والفن بصفة عامة هو التكئة التي اتكأت عليها الكلاسيكية منذ نشأتها، ومنه استمدت أصولها ومبادئها. ولكن يجب أن لا يغرب عن البال أن الأصول النظرية التي وضعها أرسطو هي التي تعد في نظر الكثيرين أصل الكلاسيكية، ومن المعروف أن أرسطو لم يتطرق في كتابه: "الشعر"، إلا إلى الملاحم والدراما، واهتم بالأدب التمثيلي بفرعيه: التراجيديا، والكوميديا.
وبذهب بعض الباحثين بناء على هذا إلى أن أغلب الأصول الفنية التي تعصبت لها الكلاسيكية كانت في الواقع الأصول الخاصة بالدراما والتراجيديا، بحيث نستطيع أن نقول: إن أصول الكلاسيكية تنحصر في الأدب التمثيلي، وهو الأدب الذي انصرفت إليه جهود الكلاسيكيين، وتميزوا به. ومن الخير أن نشير إلى تلك الجهود اللغوية، ومن ثم الجهود الفلسفية التي ساعدت على تأصيل هذا المذهب واكتماله.
في القرن السادس عشر من الميلاد تألفت جماعة من شعراء فرنسا بزعامة الشاعر: "روتسار 1524 ـ 1585م"، أطلقت على نفسها جماعة: "الثريا"، وعملت على إحياء اللغة وتجديد أساليبها، ومحاكاة النماذج العالية من أدب اليونان والرومان، وأصدر الشاعر "دي بللي" أحد أعضائها كتابه "دفاع عن اللغة الفرنسية" عام 1549م، هاجم فيه أولئك الذين يكتبون إلى الشعب الفرنسي باللاتينية، ويتجاهلون لغته التي تميزت معالمها، ونادى بالانصراف عن الموضوعات الشعرية التافهة، كالأدب الكنسي وأدب الفرسان، وضرورة الإقبال على الموضوعات الشعرية الجليلة التي أقبل عليها الإغريق والرومان.
ثم أتى بعده الشاعر الكبير "ماليرب 1555 ـ 1628م"، وكان له أثر بعيد في تهذيب اللغة وتطويرها، وامتاز شعره بالفخامة، والجزالة والرصانة، وإحكام النسج، واختار لشعره موضوعات جليلة ذات طابع إنساني، ولم يسمح لعاطفته الجياشة الفياضة أن تطغى على شعره، بل لاءم بينها وبين عقله، واستخف بما عمله "رونسان" وجماعته من الدعوة للأخذ باللغة الشعبية، وإغنائها بألفاظ جديدة، مبتكرة، أو مقتبسة. والأدب عند "ماليرب" إلهام وصنعة وموهبة ومعاناة، وهو يرى ـ أيضاً ـ أن لكل انفعال عاطفي أو نفسي وزنه ونبرته. وقد أعجب بهذه المعاني ورددها الشاعر والناقد الفرنسي الكبير "بوالو ـ 1636 ـ 1711مـ، في قصيدته الطويلة: "فن الشعر"، التي حاكى فيها هوراس في مطولته: "فن الشعر، أو خطاب إلى آل بيزون" ، وعلى هذا الأساس يمكن لنا أن نعد الشاعر "ماليرب" من رواد المذهب الكلاسيكي، في حين أن ما عمله رونسار وجماعته يعد في صميمه انشقاقاً على هذا المذهب.. ولو أن "رونسار" حاول أن يحيي فن الملاحم ـ وهو جزء من تراث الإغريق الأدبي ـ وذلك بإنشاء ملحمته المسامة "الفرنسياد"، التي يقص فيها البطولات وأعمال التضحيات التي أتى بها "فرانسوا" الأول في غزوه لإيطاليا، بسبب أن محاولته الملحمية تلك فشلت، بحيث لم تجد رواجاً بين الناس، حيث إن عصر الملاحم ـ فيما يبدو ـ كان قد ولى، الأمر الذي صرفه وصرف جماعته إلى الشعر الغنائي، والمناداة بأخذ لغة فرنسية جديدة مستقلة عن اللاتينية، ولا شك أن هذا بعيد كل البعد عن روح الكلاسيكية ومبادئها، لما سبق أن ذكرنا أنها تنحصر غالباً في الأدب التمثيلي.
وفي سنة 1634م أنشأ الكاردينال "دي ريشيليو" وزير الملك لويس الثالث عشر المجمع اللغوي الفرنسي، وقام هذا المجمع بوضع قاموس لغوي ترسم فيه خطوات الشاعر "ماليرب".
هذا عن الجهود اللغوية. أما الجهود الفلسفية، فتتمثل في جهد فيلسوفين عظيمين، رسما للأدب بفلسفتهما اتجاهاته الفكرية ، بعده فنّا له في الحياة الإنسانية رسالة سامية ، وآراء هذين الفيلسوفين تعد الوجه الحقيقي للكلاسيكية، وصنعت فلسفتهما وعاءً فكرياً نظرياً مجرداً لتحديد مسار هذا المذهب، والفيلسوفان هما "ديكارت 1596 ـ 1650م"، و"باسكال 1623 ـ 1662م".
ففي سنة 1637م أصدر "ديكارت" كتاباً في الفلسفة بعنوان: "خطاب في المنهج"، وفيه يقرر عدم التسليم بشيء ما لم يوضع تحت مجهر العقل، فيفحصه ويتحقق من وجوده، وذهب أيضاً إلى أن العقل هو الموصل الوحيد إلى الخير والمعرفة، وما يرفضه العقل يجب علينا أن نرفضه، وهو في هذا يذهب مذهب المعتزلة، الذين يحكمون عقولهم فيما يعرض لهم، وهو صاحب المبدأ المشهور "أنا أفكر، فأنا إذا موجود"، ومبدأ "الشك أساس اليقين". وإنصافاً للحقيقة التاريخية لابد من أن أشير إلى أن مبدأ "الشك أساس اليقين"، كان أحد المبادئ التي بنى عليها المعتزلة مذهبهم، وعنه صدرت ما أثر عنهم من مناظرات ومجادلات ـ كما هو معروف ـ في "علم الكلام"، وقد طبق الجاحظ هذا المبدأ تطبيقاً عمليا في كتابه المشهور "الحيوان"، وبه أخذ الدكتور طه حسين في دراسته للشعر الجاهلي.
فالعقل عند ديكارت يكبح أهواء النفوس، والنزعات الضارة، والإرادة تدفع إلى العمل الخير النافع. ولقد تأثر كثير من الأدباء في إنتاجهم الأدبي بفلسفة ديكارت، ويرى النقاد أن ذلك ماثل بصفة خاصة في مآسي كورني.
وكما اعتمد ديكارت على العقل، فإن باسكال اعتمد عليه أيضاً، فالعقل عنده نقطة البداية، كما أنه نقطة النهاية، ويبدو ذلك واضحاً في كتابيه "الريفيات" ، و"الأفكار"، وقد امتاز بأسلوب منطقي ساحر جذاب ـ وبخاصة في كتابه الريفيات ـ وهذا ماجعل فولتير "1694 ـ 1778م"، يثني على هذا الكتاب، ويصفه بأنه نموذج حي من سطوة المنطق، وحرارة العاطفة، وكان موضوعياً في كتاباته، يسعى إلى تمثيل الحق والخير والجمال، وهذا المذهب هو الذي قامت عليه الكلاسيكية، وباسكال في أدبه ينحو منحى أرسطو اليوناني، وهوراس الروماني، في حين أن الأدب يجب أن تتوافر فيه الفائدة واللذة الفنية.
الباب الثاني -الأصول الفنية للكلاسيكية:
يمكن إجمال الأصول الفنية للمدرسة الكلاسيكية في النقاط التالية :
1 ـ محاكاة الأقدمين، وأول من أخذ بها الشاعر الفرنسي رونسار.
2 ـ الاعتماد على الصنعة والإلهام معاً في الأدب والفن، لأن اعتماد الأديب على الموهبة وحدها يحرمه من الأصالة الفنية التي لا تتوافر إلا بالبحث المضني في أغوار النفس.
3 ـ الاعتراف بسلطان العقل الواعي، الهادئ المتزن الذي يكبح الغرائز والعواطف الثائرة.
4 ـ إلتزام الحيدة في محاكاة الطبيعة، وإنطاق أبطال المسرحيات بما يدور في خواطرهم وعقولهم.
5 ـ الاتجاه إلى الأدب الجماعي الإنساني، وعدم اشتغال الأديب بأحاسيسه الخاصة ومشاعره الذاتية.
6 ـ جودة الصياغة اللغوية، والحرص على فخامة الأسلوب وجزالته من غير تكلف، ولا زخرفة.
الباب الثالث-الكلاسيكية والفنون الأدبية:
أن الكلاسيكية اتجهت نحو الأدب الموضوعي، وهذا يشمل فيما يشمل القصة والمسرحية، ولكن لما كان اليونان والرومان لم يتركوا قصصاً، بل تركوا مسرحيات، فقد توافر الكلاسيكيون على الفن المسرحي يكتبونه شعراً، والتزموا بالاتجاه اليوناني والروماني القديم، من حيث الأصول العامة، والموضوعات وطريقة المعالجة، واختيار الشخصيات، بل لقد جمدوا من حيث بقاء مسرحياتهم على ما سموه "مشاكلة الحياة" ؛ لأن المسرح عندهم لا يعدو أن يكون مجهراً للحياة أو مرآة لها، وقد اقتضاهم ذلك أن يتوافر لمسرحياتهم ما سموه بالوحدات الثلاث: وحدة المكان، ووحدة الزمان، ووحدة الموضوع. ولهذا فإن مسرحياتهم لا تتناول حياة شخصية بأكملها، بل تتناول أزمة محددة في حياة تلك الشخصية، وورثوا أيضاً عن الإغريق والرومان تقسيماً دقيقاً لفنون المسرح تقيدوا به والتزموه، ففنون المسرح عندهم تنقسم قسمين:
1 ـ التراجيديا: وهي المسرحية الجادة النبيلة التي تثير الشفقة والخوف، وأسلوبها سام رفيع، وشخصياتها من الملوك والأمراء، وعند اليونانيين القدامى كانت شخصياتها من الآلهة، وأنصاف الآلهة كما يزعمون.
2 ـ الكوميديا: وهي مسرحية هزلية تثير الضحك توضع للتسلية، أو للنقد السياسي والاجتماعي، أو لتصوير العيوب النفسية والاجتماعية ومحاولة إصلاحها، وشخصياتها تؤخذ ـ غالباً ـ من عامة الشعب.
ولكن هذا التقسيم الكلاسيكي، والتقيد به لم يدم طويلاً، بل أخذ في التضعضع، ثم في الانهيار بفعل تقدم الإنسانية، ونمو ثقافتها، وتغير أوضاعها الاجتماعية، وأنكر الأدباء والمفكرون على الكلاسيكية أن تلتزم في الفن المسرحي المأساة والملهاة فقط، واحتجوا بأن الحياة في صميمها ليست مأساة، وليست ملهاة، وإنما يبكي الناس ويضحكون في أزمات أو فترات طارئة، لذلك ربما وجدت مسرحيات لا تبلغ حد المأساة كما لا تبلغ حد الملهاة، لذلك نشأت ما أطلقوا عليه الدراما الدامعة، وهي بالطبع غير مفجعة، ولا محزنة، وما سموه أيضا بالماريغودية، وهي تقوم على الدعابة المهذبة والنكتة اللطيفة.
وإن كان الأدباء لم يحطموا الكلاسيكية تحطيماً كاملاً، فإنهم توسعوا في موضوعاتها، ولم يتقيدوا بجميع أصولها، أما انهيارها وتحطمها وسقوطها، فحصل بعد ظهور الرومانسية، وذلك في القرن التاسع عشر الميلادي. وقد ترددت في أدبنا العربي لفظة الكلاسيكية وكلاسيكي فيقال: هذا أدب كلاسيكي، أو هذا أديب أو شاعر كلاسيكي النزعة بمعنى أنه قديم، أو يسير على نهج القدماء ويترسم خطواتهم، وبذلك تنطبق لفظة الاتباعية على ما نعنيه في هذا المقام.
وإذا أخذنا بهذا التفسير، فيمكن لنا أن نعد جميع الشعراء العرب القدامى كلاسيكيين، ولكن في هذا الاعتبار شيء من عدم الدقة، إذ لا ينطبق هذا الحكم على أولئك الشعراء الذين حاولوا استحداث أوزان جديدة، أو لم يتقيدوا بما تقيد به العرب من مطالع القصائد، أو لم يحكموا عقولهم الهادئة المتزنة فيما ينظمونه من شعر، إذن فالقدم أو الحداثة لا يصلحان أبداً مقياساً نحكم بهما على هذا الشاعر بأنه كلاسيكي، أو غير كلاسيكي. وفي رأيي أن شاعراً مثل ابن زيدون أو مثل أبي نواس، أو مثل ابن دراج، أو أبي العتاهية، لا يمكن أن نطلق عليهم كلاسيكيين لاعتبارات فنية، فشعر الشعراء الثلاثة الأول أقرب إلى الرومانتيكية، والرابع لم يتقيد بأوزان العروض في بعض الأحيان.
على أن أدبنا العربي الحديث ظفر بمجموعة طيبة من الشعراء الكلاسيكيين، ويأتي في مقدمة هؤلاء من مصر: محمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، وإسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وعزيز أباظة، ومن العراق: محمد مهدي الجواهري، ومحمد رضا الشبيبي، ومعروف الرُّصافي، وعبدالمحسن الكاظمي. ومن سورية: شفيق جبري، وخير الدين الزركلي، ومن بلادنا: محمد بن عثيمين، وأحمد بن إبراهيم الغزاوي، وعبدالله بن خميس.
وتعد مسرحيات شوقي الشعرية، ومن بعدها مسرحيات عزيز أباظة، تقليداً أصيلاً للكلاسيكيين الأوائل، إلا أن تلك المسرحيات الشعرية إنما تكتب الآن للقراءة فقط دون التمثيل على خشبة المسرح، نظراً لسمو لغة الشعر عن أذهان الكثير من المشاهدين، ونظراً لما يقيد به الشعر المسرحية من قيود يمنعها من الحركة والتنويع والاتساع في عرض المشاهد.
الباب الرابع -بعض النصوص الأدبية لشعراء الكلاسيكية في الأدب العربي:
1- محمود سامي البارودي:
أَبَابِلُ رَأْيَ العَيْنِ أَمْ هَذِهِ مِصْـرُ فَإِنِّي أَرَى فِيهَا عُيُونَاً هِيَ السِّحْـرُ
نَوَاعِسَ أَيْقَظْنَ الهَـوْى بِلَوَاحِـظٍ تَدِينُ لَهَا بِالفَتْكَةِ البِيضُ وَالسُّمْـرُ
فَلَيْسَ لِعَقْلٍ دُونَ سُلْطَانِـهَا حِمَىً وَلاَ لِفُؤَادٍ دُونَ غِشْيَانِـهَا سِتْـرُ
فَإِنْ يَكُ مُوسَى أَبْطَلَ السِّحْرَ مَرَّةً فَذَلِكَ عَصْرُ المُعْجِزَاتِ ، وَذَا عَصْرُ
فَأَيُّ فُـؤَادٍ لاَ يَذُوبُ صَبَابَـةً وَمُزْنَةِ عَيْنٍ لاَ يَصُوبُ لَهَـا قَطْـرُ؟
2- أحمد شوقي :
قُــمْ للمعـلّـمِ وَفِّـــهِ iiالتبـجـيـلا كـادَ المعـلّـمُ أن يـكـونَ iiرســولا
لأعلمـتَ أشـرفَ أو أجـلَّ مـن iiالـذي يبنـي وينـشـئُ أنفـسـاً iiوعـقـولا؟
سبـحـانـكَ اللهمَّ خـيــرُ iiمـعـلّـمٍ علَّمـتَ بالقـلـمِ الـقـرونَ iiالأولــى
أخرجـتَ هـذا العقـلَ مـن iiظلمـاتـهِ وهديـتَـهُ الـنـورَ المبـيـنَ iiسبـيـلا
أرسلـتَ بالتـوراةِ مـوسـى iiمـرشـداً وابــنَ البـتـولِ فعـلّـمَ iiالإنجـيـلا
وفجّـرتَ ينـبـوعَ البـيـانِ iiمحـمّـداً فسقـى الحـديـثَ ونــاولَ iiالتنـزيـلا
إنَّ الـذي خـلـقَ الحقيـقـةَ iiعلقـمـاً لـم يُخـلِ مـن أهـلِ الحقيقـةِ iiجيـلا
الخاتمة
أن الكلاسيكية مذهب أدبي يقول عنه أتباعه إنه يبلور المثل الإنسانية الثابتة كالحق والخير والجمال، ويهدف إلى العناية بأسلوب الكتابة وفصاحة اللغة وربط الأدب بالمبادىء الأخلاقية .
ويقوم المذهب الكلاسيكي الحديث على أفكار هامة منها، تقليد الأدب اليوناني والروماني من بعض الاتجاهات، واعتبار العقل(*) هو الأساس والمعيار لفلسفة الجمال في الأدب، فضلاً عن جعل الأدب للصفوة المثقفة الموسرة وليس لسواد الشعب مع الاهتمام بالشكل والأسلوب وما يستتبع ذلك من جمال التعبير، على نحو تتحقق معه فكرة تحليل النفس البشرية والكشف عن أسرارها بأسلوب بارع ودقيق وموضوعي.
وفي الختام نرجو من الله تعالى أن وفقنا في إعطاء نبذة عن المدرسة الكلاسيكية .
وصلى الله وسلم على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الباحث
المراجع
1- هلال, د. محمد غنيمي: المدخل إلى النقد الحديث ،– دار العودة – بيروت.
2- راغب د. نبيل المذاهب :الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية،– مكتبة مصر – القاهرة.
3- الشنقيطي ,د.محمد صالح: في النقد الأدبي الحديث , ,دار الأندلس ,حائل,2017م.
4- مجلة الموقف الأدبي :
م/ن
إذا كان لا بد من كلمة تقال في شعر التفعيلة أو الشعر الحديث كما يحلو للبعض تسميته تكون مفتاحه أو تلخص مساره أو مضمونه فلن تكون تلك الكلمة غير كلمة الرفض، إنه شعر استهل مشواره الإبداعي بالتمرد على عمود الشعر الكلاسيكي، ولئن حاول بعض الشعراء المحدثين التجديد في الشعر باطراح التقليد والتكلف اللغوي بانتقاء اللفظ البراق والحرص على الصدق الفني والتأكيد على التجربة الوجدانية شأن الرابطة القلمية وجماعة الديوان وجماعة أبولو فإن رواد الشعر الحديث رفضوا هذا الموقف مصرين على الثورة حريصين على سلوك مسلك في الشعر فريد من نوعه لا يكتفي من التجديد بما سلف ذكره، بل يرفض عمود الشعر ويتمرد على القافية لأنها تخنق روح الإبداع وتؤكد تبعية الشاعر للغة فضلا على الإصرار على روح التقليد و رتابة الماضي.
وهكذا فالشعر الحديث استهل رفضه بالثورة على القالب الشعري زاعما أن القالب التقليدي لا ينسجم مع روح العصر و لا يلبي الاحتياجات الفكرية و الجمالية المستجدة خاصة و عصرنا هو عصر العلم والديموقراطية والحرية الإنسانية – حرية الفكر و المعتقد – وعصر حصلت فيه المرأة على حقوقها ناهيك عن تأثير الإحتكاك بالثقافة الأوروبية التي تدمر روح الجمود لحساب روح الإبتكار وتؤكد على المضمون الإنساني و تحرص على احترام فردية الإنسان وتميز كيانه الفكري و الإيديولوجي والتي هي في النهاية خلاصة التجربة الديموقراطية المنبثقة عن الثورة الفرنسية و إعلان حقوق الإنسان هذه القيم التي تمثلها شعراؤنا المحدثون وتبنوها كقناعات فكرية ومن ثمة تبلور الرفض وتحتمت الثورة كصرخة عميقة تزلزل الروح موقظة إياها من سبات عميق وخدر فكري زين للإنسان العربي أوهام الماضي على أنها حقائق وفي مقدمتها فكرة تاريخية عميقة تداولتها الأجيال على أنها مسلمة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها وهي فكرة المركزية ونعني بها اعتقاد العربي أنه مركز التاريخ ودرة الوجود وحامل لواء الحقيقة وما عداه فذيل أو هو على الهامش، لا هو في العير و لا هو في النفير وقد انتهت تلك الأفكار بالعربي إلى إدانة العقل و تبني التقليد وانتشار الثقافة الفقهية على حساب الثقافة العلمية ووئدت الحرية و أجهز على الروح الإنسانية في المرأة وهمشت أحقابا طويلة كما استبد الحاكم وعبث بالإنسان وبالمال العام فعمت الجهالة وانتشرت الفوضى وترسخت الطبقية و أصبحت الحياة العربية إلى تاريخ الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 حياة عبثية مجردة من القصدية انتهت بالعالم العربي إلى الوقوع فريسة سهلة بين مخالب القوى الاستعمارية الفرنسية و الإنجليزية خاصة كنتيجة حتمية لتراكمات العصور السابقة بظلالها القاتمة.
فهذه الأفكار شكلت القناعة الراسخة لدى شعراء الرفض في شعرنا الحديث وحركت في نفوسهم وضمائرهم مشاعر السخط والتمرد بحثا عن حرية افتقدوها في رحاب مجتمع غارق في دياجير الجهالة والعماء، وكانت أولى بوادر هذا الرفض و إرهاصاته هي رفض القالب الشعري القديم لأنه اهتم بالقشور على حساب اللباب و بالزيف على حساب الحقيقة و بالمصلحة الفردية على حساب المصلحة الجماعية والتي تنأى بالشاعرعن دروب الحرية و تلقي به في قرار العبودية حارمة خلاياه من التجدد في رحاب الطبيعة والزمان فرواد الشعر الحديث إذا أخرجوا الشعر من القمقم الذي وضعه فيه الخليل منذ القرن الثاني الهجري واضعا عنه أغلال القافية هادما حيطان البيت ذي الشطرين المتساويين واضعا هندسة جديدة وتصميما آخر هو صنو الحرية و ابن التلقائية لا ابن التكلف يتمشى وحدة الانفعال و زخم الأفكار و فردانية الـتأمل، إنه شعر هو الذي يضبط الموسيقى و يتحكم فيها و ليست هي بالمتحكمة فيه فالسطر يطول أو يقصر حسب حدةالشعور و أهمية اللحظة وموقف الشاعر منها وفي الصميم يحتفي هذا الشعر بالموسيقى الداخلية لا بالموسيقى الخارجية و يكون النص الشعري في النهاية رؤيا وموقفا فردانيا للشاعر من الوجود في تداخل مظاهره وتفاعل عناصره وذلك ما يجعل من الشعر موقفا من العالم و إعادة صياغة له تتجاوز واقعه الموضوعي إلى علاقته الجدلية بالذات الشاعرة و اندغام تلك الذات في هذا الواقع وفق صيغة إنسانية وليست ميكانيكية و في المحصلة أنسنة الوجود لا وصفه خارجيا وهذا هو الإنجاز الأول الذي حققه الشعر الحديث في رفضه لكل ما غدا دوغمائيا جاهزا أثر الماضي فيه أطغى من أثر الحاضر ولا عجب أن يبدأ الرفض من القالب الشعري ذاته وفي رفض النموذج الخليلي باعتباره مرحلة من مراحل التاريخ الثقافي والجمالي للأمة العربية.
بالمرفق
موفقين
=)