بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
المملكة العربية السعودية
تمتد المملكة العربية السُّعُودِيَّة على مساحة تبلغ نحو 2,250.000 كيلو متر مربع في جنوب غرب قارة آسيَا، وذلك بين دائرتي عرض 46ً 22َ 16ْ و00ً 14َ 32ْ شمالا،ً وبين خطي طول 30ً 29َ 34ْ و 00ً 40َ 55ْ شرقاً ويحدها من الشرق: الخليج العربي، ودولة الإمَارَات العَرَبِيَّة المُتَّحِدَة، ودولة قَطَر، ومملكة البَحْرَيْن، ومن الشمال: دولة الكُوَيْت، والجمهورية العِرَاقِيَّة، والمملكة الأُرْدُنِّيَّةُ الهاشِمِيَّة، ومن الغرب: البحر الأحْمَر، ومن الجنوب: الجمهورية اليَمَنِيَّة، وسلطنة عُمَان. وتمثل المملكة العربية السُّعُودِيَّة نحو ثلثي مساحة شبه الجزيرة العربية, التي تعد إقليماً جغرافياً حيوياً مهماً لوقوعها كجسر اتصال أرضي وبحري بين ثلاث كتل من اليابس هي قارات العالم القديم آسيَا وأفْرِيقِيَا وأُورُبَا، فهي جزء من قارة آسيَا، ولا يفصلها عن قارة أفْرِيقِيَا سوى البحر الأحْمَر وهو مسطح مائي ضيق، كما أنها على مقربة من قارة أُورُبَا التي يفصلها عنها البحر المُتَوَسِّط والأراضي المجاورة له.
التضاريس:
تتميز المملكة العربية السُّعُودِيَّة بتضاريس متنوعة نتيجة لمساحتها الشاسعة، وما مرت به من تطورات جيولوجية متتابعة، وتغيرات مناخية كبيرة. لذلك كله توجد في المملكة المرتفعات الجبلية والهضاب والسهول والأودية والكثبان الرملية ومن أهم الملامح التضاريسية للمملكة ما يأتي:
أ- السهول الساحلية:
يمتد في المملكة العربية السُّعُودِيَّة سهلان ساحليان الأول في غربها بمحاذاة البحر الأحْمَر من الشرق، والآخر في شرقها بمحاذاة الخليج العربي من الغرب وتبلغ المساحة التي يغطيها هذان الساحلان نحو 15765 كيلو متر مربع أي نحو 0.8٪ من مساحة المملكة.
1- السهل الساحلي للبحر الأحْمَر:
يمتد السهل الساحلي للبحر الأحْمَر الذي يعرف باسم سهل تِهَامَة على طول البحر الأحْمَر من الشمال إلى الجنوب، وذلك من خليج العَقَبَة والحدود مع المملكة الأُرْدُنِّيَّةُ الهاشِمِيَّة شمالاً، حتى الحدود مع الجمهورية اليَمَنِيَّة جنوباً. ويبلغ طول هذا السهل بتعاريجه نحو 2400كيلو متراً تقريباً. أما اتساعه فيختلف من مكان إلى آخر، فهو يتلاشى حينما تصل المرتفعات الجبلية إلى البحر كما هي الحال في شمال الوَجْه عند مركز زُبيَْدَة تقريباً جنوب دائرة عرض 27ْ شمالاً، وقد يتسع أحياناً ليبلغ 45 إلى 50 كيلو متر عرضاً كما هي الحال في منطقة جَازَان.
وتعود صخور هذا السهل إلى حقب الحياة الحديثة ( السينوزوي ). وهي تتألف من الإرسابات والمفتتات القارية والبحرية، وبعض المسكوبات البركانية. وتنتشر على سطحه السباخ الملحية، والكثبان الرملية الصغيرة، كما تقطعه مجاري الأودية القصيرة، التي تنحدر من المرتفعات الغربية نحو البحر الأحْمَر. وخط الساحل عموماً قليل التعاريج ولكنه يحتوي على عديد من الرؤوس والخلجان أو الشروم والشعاب المرجانية. كما تتناثر على مقربة من الساحل عديد من الجزر المحدودة المساحة التي من أهمها جزر فَرَسَان.
2- السهل الساحلي للخليج العربي:
يمتد السهل الساحلي للخليج العربي في المملكة العربية السُّعُودِيَّة من حدودها مع دولة الكُوَيْت شمالاً، شمال رأس الخَفْجِي، حتى حدودها مع دولة قَطَر في أسفل دوحة سَلْوَى. ثم يمتد هذا السهل مرة أخرى لمسافة قصيرة بعد شبه جزيرة قَطَر وذلك حول دوحة دُوَيْهِن جنوب خَوْر العُدَيْد. ويبلغ طول هذا السهل مع تعاريجه أكثر من 1000 كيلو متر. وهو محصور في معظمه بين هضبة الصَّمَّان غرباً والخليج العربي شرقاً. ويختلف اتساعه من مكان إلى آخر، حيث يتراوح بين 60 كيلومتر في شمال الخَفْجِي ، إلى 130 كيلو متر غرب مدينة الدَّمَّام.
ومثل السهل الساحلي الغربي تعود صخور هذا السهل إلى حقب الحياة الحديثة ( السينوزوي ). وهي تتألف من الإرسابات البحرية والمفتتات القارية. وهو يمتاز إجمالاً بانبساطه وقلة ارتفاعه عن مستوى سطح البحر، حيث يرتفع ببطئ نحو الغرب بمعدل متر واحد لكل كيلو متر. لذلك تنتشر عليه السباخ الملحية الواسعة خاصة بالقرب من مياه الخليج، وهي تتكون من خليط من الأملاح والغرين والطين والرمال. كما تغطي سطحه المتموج الفرشات الرملية الثابتة إلى الشمال من مدينة الجُبَيْل، وإلى الجنوب منها تمتد رمال البَيْضَاء التي تتكون من رمال وكثبان رملية متحركة تتسع باتجاه الجنوب حتى تتصل جنوب واحة الهُفُوف برمال الجَافُورَة. وتتكون الأماكن التي لا تغطيها الرمال والسباخ من صخور جيرية جرداء تعود لعصور الأيوسين Eocene والمايوسين Miocene والبلايوسين Pliocene من الزمن الجيولوجي الثالث. وخط الساحل كثير التعاريج عموماً بسبب ضحالة مياه الخليج، لذلك تكثر فيه الرؤوس والخلجان (الدوحات) الصغيرة والشعاب المرجانية . كما تتناثر على مقربة منه الجزر الصغيرة التي قد تغمر معظمها المياه أحياناً.
ب- المرتفعات الغربية:
من أهم المظاهر التضاريسية في المملكة العربية السُّعُودِيَّة المرتفعات الجبلية الغربية التي تمتد بمحاذاة البحر الأحْمَر وذلك من الحدود مع المملكة الأُرْدُنِّيَّةُ الهاشِمِيَّة شمالاً حتى الحدود مع الجمهورية العربية اليَمَنِيَّة جنوباً، وذلك بطول 1550 كيلو متر تقريباً. ويتراوح عرضها بين بضعة كيلومترات إلى 140 كيلو متر. وهي إجمالاً أكثر ارتفاعاً في الجنوب والشمال عنها في الوسط. ويوجد فيها عدد من القمم الجبلية العالية التي يتجاوز ارتفاعها 2022م فوق مستوى سطح البحر، وتمثل قمة جبل السُّودَة في غرب أبْهَا أعلى قممها حيث يبلغ ارتفاعها 3015 متراً فوق مستوى سطح البحر.
والمرتفعات الغربية سلاسل جبلية متوازية تكونت نتيجة للحركات الأرضية الانكسارية العنيفة التي حدثت خلال الزمن الجيولوجي الثالث والتي أدت إلى انفصال الصفيحة العربية عن الدِّرْع الإفريقي، لذلك تنحدر هذه المرتفعات بشكل عمودي سلمي وفجائي نحو البحر الأحْمَر، وتدريجي نحو الداخل. وقد أدت الحركات الانكسارية إلى تكوين أودية طولية تتخلل هذه السلاسل من الشمال إلى الجنوب أو العكس، كما تمتد الأودية العرضية التي كونت بعضها الانكسارات كذلك من هذه المرتفعات إلى السهل الساحلي المحاذي للبحر الأحْمَر، أو إلى المناطق الداخلية حيث تضيع مياهها غالباً في البحار الرملية.
وتتكون صخور هذه المرتفعات التي يعود بعضها إلى ما قبل الكَامْبرِي من الصخور النارية كالجرانيت، والمتحولة كالنيس والشست، التي تمتاز بصلابتها ومقاومتها لعمليات التعرية، والتي تغطيها المسكوبات البركانية ( الحَرَّات ) التي تعود إلى أواخر الزمن الجيولوجي الثالث، والزمن الجيولوجي الرابع، كما تغطي بطون الأودية وبعض الأحواض الواسعة فيها بالصخور الرسوبية التي تكونت لاحقاً.
وتقسم المرتفعات الغربية طولياً من الجنوب إلى الشمال كما يأتي:
1- جبال السَّرَوَات: وهي تمثل القسم الجنوبي من هذه المرتفعات وتمتد من حدود المملكة مع الجمهورية اليَمَنِيَّة جنوباً، إلى قبيل مدينة الطَّائِف شمالاً، وهي الأكثر ارتفاعاً بين هذه الأقسام، حيث يتراوح ارتفاعها بين 800 إلى 3000م فوق مستوى سطح البحر.
2- جبال الحِجَاز: وهي تمثل القسم الأوسط من هذه المرتفعات، وتمتد من شمال مَكَّة المُكَرمَة حتى دائرة عرض 28ْ شمالاً، وهي أقل ارتفاعاً وتكتلاً من جبال السَّرَوَات وجبال مَدْيَن ويسود فيها الحَرَّات والمخاريط البركانية، ويبلغ متوسط ارتفاعها 1200م فوق مستوى سطح البحر.
3- جبال مَدْيَن: وهي تمثل القسم الشمالي من هذه المرتفعات، وتمتد إلى الشمال من دائرة عرض 28ْ شمالاً، وتحتوي على بعض السلاسل الجبلية المعقدة والقمم الجبلية العالية التي يزيد ارتفاع بعضها عن 2022 و 2500م فوق مستوى سطح البحر.
ويقسم القسم الجنوبي من المرتفعات الغربية ( السَّرَوَات ) على وجه الخصوص إجمالاً من الغرب إلى الشرق إلى ثلاثة نطاقات رئيسة هي:
1- نطاق التلال الساحلية: وتعرف محلياً في _ بعض أجزائها _ بالعِرْضِيَّة و في أجزاء أخرى بالحَقُو، وهذه المرتفعات تبدأ من السهل على شكل تلال منخفضة ما تلبث أن يزيد ارتفاعها تدريجيَّاً كلمّا تقدمت نحو الشرق حتى تلتقي مع المرتفعات العالية، ومنطقة الالتقاء هذه تسمى في بعض الأجزاء "الحُبَاطَة". و على الرغم من الانخفاض النسبي لهذا النطاق إلا أنه يضم جبالاً منعزلة عالية قد يبلغ ارتفاعها _ في بعض الجهات _ ارتفاع المرتفعات العالية إلى الشرق منها.
2- نطاق الأَصْدَار: ( جمع صَدْر ) وهي السفوح الغربيَّة للمرتفعات العالية والتي تنحدر انحداراً سحيقاً نحو الغرب ومع شئ من التجاوز يضاف إلى هذا النطاق الجبال المنعزلة العالية في النطاق السابق. و تمتد الأَصْدَار ما بين خط تقسيم المياه ونطاق التلال الساحلية. ويبدأ منها عدد لا حصر له من الأودية العرضية التي تصب مياهها غرباً نحو البحر الأحمر وهي في هذا النطاق تكون ضيقة وذات جوانب حادة مرتفعة.
3- نطاق المرتفعات العالية: ويبدأ من خط تقسيم المياه حيث تتجه الأودية غرباً باتجاه تِهَامَة أو شرقاً باتجاه المناطق السهلية الداخلية حيث ينتهي هذا النطاق في الأجزاء الغربية من هذه السهول. و يتراوح ارتفاع هذا النطاق مابين 1800- 2400متر فوق مستوى سطح البحر و قد يتجاوز ارتفاع بعض القمم 3000م فوق مستوى سطح البحر.
ج- الحَرَّات:
تغطي الحَرَّات الرئيسة في المملكة نحو 69870 كيلو متر مربع أي حوالي 3.4 ٪ من مساحتها. وهي تشغل مناطق واسعة إلى الشرق من المرتفعات الغربية وفيما بين الهضاب الغربية، وذلك حول خط طول 40ْ شرقاً تقريباً من الشمال إلى الجنوب. وهي فيض من البازلت والمصهورات البركانية التي تعود إلى أواخر الزمن الجيولوجي الثالث ، والزمن الجيولوجي الرابع، ويتراوح ارتفاعها بين1100- 1300م فوق مستوى سطح البحر.
وأهمها من الشمال إلى الجنوب الحَرَّة، والرَّحَا، وعُوَيْرِض، وحرة جبل ريْشَة، ولنُيِّر، وخَيْبَر، وهُتَيْم، وهُرْمَة، ورُهَاط، وكُشُب، وحَضَن، والنُّوَاصِف، والبُقُوم. كما تمتد حرة الهُْتَيْمَة وهي الوحيدة التي لا تقع على مقربة من خط طول 40ْ شرقاً إلى الشرق من جبل سَلْمَى في منطقة حَائِل.
كما تتناثر حرات محدودة المساحة في السهل الساحلي للبحر الأحْمَر من أهمها البِْرك والقَحْمَة إلى الجنوب من القُنْفُذَة. وحرة الشَّاقَة إلى الشرق من مدينة أُمْلُج.
د- الهضاب:
تغطي الهضاب أكثر من نصف مساحة المملكة العربية السُّعُودِيَّة حيث تمتد الهضاب الغربية إلى الشرق من المرتفعات الغربية. أما هضبة نَجْد فتشغل مساحات واسعة من وسط المملكة، بينما تمتد هضبتا الحَمَاد والحَجْرَة في أقصى شمالها كما تمتد هضبة الصَّمَّان في شرقها. وإجمالاً تنحدر هذه الهضاب تدريجياً من الغرب إلى الشرق أو الشمال وتبرز فيها السهول والقمم الصخرية المعزولة. وتقطع هذه الهضاب مئات الأودية الجافة التي تمتد مع الاتجاه العام للانحدار والتي تكونت في فترات سابقة، وهذه الهضاب كما يأتي:
1- الهضاب الغربية:
تمتد الهضاب الغربية إلى الشرق من المرتفعات الغربية، وهي جزء من الدِّرْع العربي ذي الصخور الأركية القديمة النارية والمتحولة التي تعود للعصر ما قبل الكَامْبرِي. وهي تتكون من الهضاب الآتية:
1- 1 هضبة حِسْمَى: تمتد هضبة حِسْمَى في شمال غرب المملكة، من حدود المملكة الأُرْدُنِّيَّةُ الهاشِمِيَّة شمالاً، حتى حَرَّة الرَّحَا جنوباً، ومن منخفض تَبُوك شرقاً حتى جبال مَدْيَن غرباً. وهي تنحدر إجمالاً نحو الشرق والشمال. ويتراوح ارتفاعها بين 800 إلى 1000م فوق مستوى سطح البحر.
1-2 هضبة الحِجَاز: تقع هضبة الحِجَاز إلى الجنوب الشرقي من هضبة حِسْمَى. وهي تمتد من جبال الطٌّبَيق شمالاً حتى حرة خَيْبَر جنوباً ومن النُّفُود الكَبِير شرقاً حتى المرتفعات الغربية غرباً. وهي تنحدر بصفة عامة نحو حوض تَبُوك في الوسط ونحو الشمال والشرق. ويتراوح ارتفاعها 900 إلى 1100م فوق مستوى سطح البحر.
1-3 هضبة عَسِير: تمتد هضبة عَسِير من حرتي النُّوَاصِف والبُقُوم شمالاً حتى هضبة نَجْرَان وجبال السَّرَوَات جنوباً،ومن هضبة نَجْد شرقاً حتى جبال السَّرَوَات غرباً. وهي تنحدر بصفة عامة نحو الشمال والشرق، ويتراوح ارتفاعها بين 1200 – 1600م فوق مستوى سطح البحر.
1-4 هضبة نَجْرَان: تمتد هضبة نَجْرَان من هضبتي نَجْد وعَسِير شمالاً حتى وادي نَجْرَان جنوباً، ومن رمال الرُّبْع الخَالِي شرقاً حتى مرتفعات السَّرَوَات غرباً. وهي تنحدر بصفة عامة نحو الشرق. ويتراوح ارتفاعها بين 1100- 1500م فوق مستوى سطح البحر.
2- هضبة نَجْد: هضبة نَجْد أكبر هضاب المملكة. وهي تشغل مساحات واسعة في وسطها وذلك من النُّفُود الكَبِير شمالاً حتى الرُّبْع الخَالِي جنوباً، ومن الدَّهْنَاء شرقاً حتى الهضاب الغربية غرباً. وهي تقسم إلى قسمين مختلفين من حيث التركيب الجيولوجي، الأول الغربي وهو يعرف باسم عالية نَجْد، وهي تمتد من جبال شَمَّر شمالاً حتى جنوب وادي الدَّوَاسِر جنوباً، ومن نفودي السِّر والدِّحِي شرقاً حتى الحَرَّات والهضاب الغربية غرباً. وهي تعد جزءاً من الدِّرْع العربي ذي الصخور الأركية القديمة النارية والمتحولة التي تعود للعصر ما قبل الكَامْبرِي والتي تمتاز بصلابتها ومقاومتها لعمليات التعرية، وتبرز على شكل هضاب وقمم صخرية وذلك مثل جبال النِّير وجبال دَهْلاَن وجبال العَلَم. وهي تنحدر بصفة عامة نحو الجنوب والشرق. ويتراوح ارتفاعها بين 800 – 1200م فوق مستوى سطح البحر.
ويقطع سطح هذا القسم من هضبة نَجْد عدد كبير من الأودية ومسارب المياه التي تمتد مع الاتجاه العام للانحدار مثل أودية الرُّمة وبَيْشة وتَثْلِيث ورَنْيِة وتُرَبَة وغيرها.
أما القسم الثاني وهو الشرقي فيعرف باسم نَجْد السفلى، وهو يمتد من النُّفُود الكَبِير شمالاً حتى الرُّبْع الخَالِي جنوباً، ومن نفودي السِّر والدِّحِي غرباً حتى الدَّهْنَاء شرقاً. وتنحدر نَجْد السفلى بصفة عامة نحو الشرق. ويتراوح ارتفاعها بين 600 – 1100م فوق مستوى سطح البحر. وهي جزء من الرَّف العربي، لذلك تتكون من صخور رسوبية تتوالى طبقاتها متتابعة من الغرب إلى الشرق وذلك من العصر الكَامْبرِيحتى عصر الأيوسين. ويبرز في هذا القسم الحافات الصخرية التي تكونت نتيجة لاختلاف صلابة صخوره، والتي تمتد على شكل أقواس من الشمال إلى الجنوب، وأهمها حافة طُوَيْق التي تمتد لما يقارب من 1200 كيلو متر وذلك من شمال مدينة الزُّلْفِي شمالاً حتى رمال الرُّبْع الخَالِي جنوباً ويقطع سطح هذا القسم من هضبة نَجْد عدد كبير من الأودية ومسارب المياه التي تمتد مع الاتجاه العام للانحدار مثل أودية الرُّمَّة والدَّوَاسِر ونَجْرَان وحَنِيفَة والسُّلَي ونِسَاح وغيرها.
3- هضبتا الحَمَاد و الحَجْرَة:
تمتد هضبتا الحَمَاد والحَجْرَة في أقصى شمال المملكة وذلك فيما بين الحدود مع المملكة الأُرْدُنِّيَّةُ الهاشِمِيَّة شمالاً والنُّفُود الكَبِير جنوباً، والحدود مع الجمهورية العِرَاقِيَّة شرقاً وحرة الَحَّرة ووادي السِّرْحَان غرباً. ويتراوح ارتفاع هضبة الحَمَاد بين 650 إلى 900م فوق مستوى سطح البحر أما هضبة الحَجْرَة فيتراوح ارتفاعها بين 400 إلى 560م فوق مستوى سطح البحر. وتقطع سطح هاتين الهضبتين الأودية ومسارب المياه، وهي تتجه إجمالاً نحو الشمال الشرقي.
4- هضبة الصَّمَّان:
تمتد هضبة الصَّمَّان من الحدود مع دولة الكُوَيْت والجمهورية العِرَاقِيَّة شمالاً حتى صحراء الرُّبْع الخَالِي جنوباً وذلك بطول 1000 كيلو متر تقريباً، ومن السهل الساحلي للخليج العربي شرقاً حتى رمال الدَّهْنَاء غرباً. ويتراوح عرضها بين 80 إلى 250 كيلو متر تقريباً. وهي تنحدر بالتدريج من الغرب إلى الشرق حيث يتراوح ارتفاعها بين 25 متر عند حافتها الشرقية و 400 متر عند حافتها الغربية. وتأخذ بعض أجزائها أسماء مختلفة مثل الدِّبْدَبَه والصُّلْب ورُبَيْدَاء وشَدْقَم وصَمَاء يَبْرِين.
ويوجد في هضبة الصَّمَّان بعض السهول الحصوية مثل سهل الدِّبْدَبَه الذي تغطي سطحه الحصى والحصباء كما يتميز سطح هضبة الصَّمَّان خاصة في أجزائها الوسطى والشمالية بوجود الدُّحُول التي يزيد عمق بعضها عن 50 متراً، وهي فجوات تنتج من ذوبان صخورها الجيرية، كما تكثر في هضبة الصَّمَّان الأراضي المنخفضة وكذلك الخباري والروضات وغيرها كما يقطع سطح الهضبة عديد من الشعاب والأودية التي من أهمها البَاطِن والصَّرَار ووادي المياه والسَّهْبَاء.
يتبع ..