التصنيفات
الصف العاشر

السيرة الذاتية , احمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء للصف العاشر

السلام عليكم
اخواني وخواتي
انا دورت بحث او تقرير او حتى مقال عن احمد زويل وحنينه للوطن او حتى غربته
بس ما لقيت اي شي

فالوسمحتوا اريد مساعده اريد اي شي يخص غربته او شوقه لمصر

بليييييييييييييز بسرعه موعد العرض قرب عن الغربه والحنين والشوق للوطن بس

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

الذاتية و الألم في الشعر الرومانتيكي -التعليم الاماراتي

المعارف الأدبية : الشعر الحديث
مقدمة نظرية ( الذاتية و الألم في الشعر الرومانتيكي )
1- ما سمات المدرسة الابتداعية ( الرومانتيكية ) ؟
• أدب عاطفي تكثر فيه الشكوى والحزن والألم والحنين والحرمان
• تهتم بالخيال أكثر من اهتمامها بالعقل والواقع
• يلجأ الشعراء إلى الطبيعة
• تظهر فيها الذاتية وعمق المعاناة في التجربة الشعورية
• صدق التصوير وإتقان التعبير مع شيء من التساهل عند شعراء المهجر وهم جزء من هذه المدرسة
• التحرر من أي قيد ( القافية – الأوزان ) كما يتضح في كثير من قصائدهم ولذلك أطلقوا عليها المدرسة الابتداعية التي لم تتبع طريقة القدماء .
2- ما المقصود بالذاتية ؟
تعني الذاتية أن ينقل الشاعر أفكاره وعواطفه وخياله المستوحي من تجربته الذاتية في الحياة بما فيها من آمال وآلام وتفاؤل وتشاؤم .
3- ما عناصر التجربة الشعورية ؟
• الوجدان أو العاطفة
• الفكرة
• الصور التعبيرية ( الألفاظ والخيال والموسيقا (
4- كيف يتحقق الصدق الفني عند شعراء المدرسة الرومانتيكية ؟
أن يصوغ الشاعر أفكاره وصوره من خلال ما يثير مشاعره الذاتية ، وليس شرطا أن يعيش التجربة بصورة فعلية وإنما ينفعل معها وجدانيا بحيث يمتزج معها بشعوره وإحساسه ، فيعبر عنها بصدق .
5- لماذا يلجأ الشعراء الرومانسيون إلى الخيال ؟
للتعبير عن أساهم وألمهم وضيقهم بهذا الواقع ولذلك راحوا يتغنون بماضي الإنسانية الفطرية السعيدة ، وبمظاهر الطبيعة الجميلة ، وهربوا إلى مشاعرهم الدفينة ودخيلة نفوسهم ، ونسجوا في خيالهم عالم آخر يتصف بالعدل والخير والجمال والمثل العليا .
6- هل تخلى الشعراء الرومانسيون عن البعد الإنساني في قصائدهم ؟
بالرغم من استغراقهم في ذاتيتهم واهتمامهم بالخيال إلا أنهم لم يهملوا البعد الإنساني فتعاطفوا مع المظلومين وثاروا ضد الظالمين متجاوبين مع آمال الناس وقضاياهم ومثلهم في زمانهم ، وحركوا مجتمعاتهم في سبيل مستقبل أفضل يدعون إليه ؛ ولذلك جاء شعرهم يفيض بإحساسهم الحاد بأنفسهم وذواتهم وبما تنبض به مجتمعاتهم ؛ ولذلك تحس عندهم بخفايا نفوسهم ومكنونات عصورهم .
7- وضح العلاقة بين الإحساس بالألم والذاتية الفردية عند شعراء المدرسة الرومانتيكية ؟
الإحساس بالألم وأثره العميق هو مظهر من مظاهر الذاتية الفردية التي يتألف منها الوجدان بمشاعره المتناقضة ، ويأخذ مظهرين : التفاؤل والتشاؤم وذلك بحسب الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر لحظة الإبداع فهو متفاؤل عند شعوره بالقوة والقدرة على مواجهة الأزمات وتحدي الصعاب ، وعندما يكون محبطا يائسا ضعيفا قانطا يصبغ التشاؤم عمله الأدبي ؛ ولذلك كان شعرهم يفيض باللذة والفرح والسرور تارة ويفيض تارة أخرى بالحزن والألم والهم الدافق العميق .

منقول للافادة ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

السيرة الذاتية للصف الثاني عشر

السيرة الذاتية في اللغة

هي بيان أو تقرير شخصي موجز يستعرض بعض المعلومات الشخصية عن تاريخ عمل ومؤهلات شخص يرغب في الحصول على عمل أو وظيفة معينة. أما من الناحية الوظيفية فيمكن تعريفها بأنها عبارة عن صفحة تسويقية تعرض مهارات وإنجازات وخبرات طالب الوظيفة بصورة واقعية مشوقة وبشكل علمي منظم وجذاب.

اعتبر سيرتك الذاتية بمثابة كتيب للدعاية لك. يتعين عليك أن تظهر لصاحب العمل المرتقب إنجازاتك ومجال خبراتك. واستراتيجيتك يجب أن تكون إبراز الخبرات والمهارات التى يبحث عنها صاحب العمل هذا بالذات.

وسيرتك الذاتية هي أيضا مثال لمهاراتك في التنظيم والتواصل مع الآخرين، فالسيرة الذاتية المكتوبة بإتقان وحرفية تعطى فكرة لصاحب العمل أنك ستصبح موظفا يحوز التقدير. وبالمثل فإن السيرة الذاتية المكتوبة بإهمال هي وسيلة سريعة لكي تحرم نفسك من المشاركة في السباق حتى قبل أن يبدأ.

الهدف من كتابة السيرة الذاتية

السيرة الذاتية الجيدة هي بمثابة أداة تسويقية لمؤهلاتك وخبراتك وما سوف تضيفه للشركة المتقدم لها . الغرض الرئيسي للسيرة الذاتية هو محاولة الحصول على فرص عمل فالسيرة الذاتية الجيدة تؤهلك للحصول على موعد للمقابلة الشخصية التى هي فرصتك للحصول على فرصة عمل.

الأجزاء الهامة في السيرة الذاتية وطريقة العرض
الإسم ، العنوان ، التليفون .
الهدف الوظيفي .
المؤهلات العلمية .
الخبرة المهنية .
معلومات إضافية
أشخاص يمكن الرجوع إليهم للإستعلام عنك .
وظائف السيرة الذاتيةإن الهدف الأساس للسيرة الذاتية هو مساعدتك في الحصول على مقابلة شخصية مع متخذ قرار التوظيف في الشركة التي ترغب في العمل معها.

والسيرة الذاتية تعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال مجموعة من الوظائف أهمها:
1) تعريف عن نفسك:
تقوم السيرة الذاتية برسم صورة واضحة عنك لرب العمل بطريقة منطقية ومختصرة عن الجوانب الشخصية وأهم المعلومات عن مؤهلاتك ومستوى تعليمك وخبرتك وحتى هواياتك.

2) دعوة للمقابلة الشخصية:
إن صاحب العمل لديه متطلبات ومعايير أداء خاصة يشترط توافرها في شاغر الوظيفة والسيرة الذاتية من خلال إظهار قدراتك ومؤهلاتك وخبراتك لصاحب العمل تعمل على مساعدتك في الحصول على دعوة لمقابلة صاحب العمل أو المسؤولين عن التوظيف في جهة العمل التي تتقدم إليها.

3) أداة تسويقية:
لأن السيرة الذاتية تسبقك في معظم الأحوال لمقابلة أرباب الأعمال فهي أداة مهمة لتسويقك ، لذا فإنه ينبغي أن تؤدي إلى جذب الانتباه إليك وإلى مواهبك وقدراتك.

http://www.kenanaonline.com/page/4225

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

الذاتية و الألم في الشعر الرومانتيكي -تعليم الامارات

المعارف الأدبية : الشعر الحديث
مقدمة نظرية ( الذاتية و الألم في الشعر الرومانتيكي )
1- ما سمات المدرسة الابتداعية ( الرومانتيكية ) ؟
• أدب عاطفي تكثر فيه الشكوى والحزن والألم والحنين والحرمان
• تهتم بالخيال أكثر من اهتمامها بالعقل والواقع
• يلجأ الشعراء إلى الطبيعة
• تظهر فيها الذاتية وعمق المعاناة في التجربة الشعورية
• صدق التصوير وإتقان التعبير مع شيء من التساهل عند شعراء المهجر وهم جزء من هذه المدرسة
• التحرر من أي قيد ( القافية – الأوزان ) كما يتضح في كثير من قصائدهم ولذلك أطلقوا عليها المدرسة الابتداعية التي لم تتبع طريقة القدماء .
2- ما المقصود بالذاتية ؟
تعني الذاتية أن ينقل الشاعر أفكاره وعواطفه وخياله المستوحي من تجربته الذاتية في الحياة بما فيها من آمال وآلام وتفاؤل وتشاؤم .
3- ما عناصر التجربة الشعورية ؟
• الوجدان أو العاطفة
• الفكرة
• الصور التعبيرية ( الألفاظ والخيال والموسيقا (
4- كيف يتحقق الصدق الفني عند شعراء المدرسة الرومانتيكية ؟
أن يصوغ الشاعر أفكاره وصوره من خلال ما يثير مشاعره الذاتية ، وليس شرطا أن يعيش التجربة بصورة فعلية وإنما ينفعل معها وجدانيا بحيث يمتزج معها بشعوره وإحساسه ، فيعبر عنها بصدق .
5- لماذا يلجأ الشعراء الرومانسيون إلى الخيال ؟
للتعبير عن أساهم وألمهم وضيقهم بهذا الواقع ولذلك راحوا يتغنون بماضي الإنسانية الفطرية السعيدة ، وبمظاهر الطبيعة الجميلة ، وهربوا إلى مشاعرهم الدفينة ودخيلة نفوسهم ، ونسجوا في خيالهم عالم آخر يتصف بالعدل والخير والجمال والمثل العليا .
6- هل تخلى الشعراء الرومانسيون عن البعد الإنساني في قصائدهم ؟
بالرغم من استغراقهم في ذاتيتهم واهتمامهم بالخيال إلا أنهم لم يهملوا البعد الإنساني فتعاطفوا مع المظلومين وثاروا ضد الظالمين متجاوبين مع آمال الناس وقضاياهم ومثلهم في زمانهم ، وحركوا مجتمعاتهم في سبيل مستقبل أفضل يدعون إليه ؛ ولذلك جاء شعرهم يفيض بإحساسهم الحاد بأنفسهم وذواتهم وبما تنبض به مجتمعاتهم ؛ ولذلك تحس عندهم بخفايا نفوسهم ومكنونات عصورهم .
7- وضح العلاقة بين الإحساس بالألم والذاتية الفردية عند شعراء المدرسة الرومانتيكية ؟
الإحساس بالألم وأثره العميق هو مظهر من مظاهر الذاتية الفردية التي يتألف منها الوجدان بمشاعره المتناقضة ، ويأخذ مظهرين : التفاؤل والتشاؤم وذلك بحسب الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر لحظة الإبداع فهو متفاؤل عند شعوره بالقوة والقدرة على مواجهة الأزمات وتحدي الصعاب ، وعندما يكون محبطا يائسا ضعيفا قانطا يصبغ التشاؤم عمله الأدبي ؛ ولذلك كان شعرهم يفيض باللذة والفرح والسرور تارة ويفيض تارة أخرى بالحزن والألم والهم الدافق العميق .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

السيرة الذاتية وترجمة الحياة للصف الثاني عشر

المقدمه:

تمثل السيرة الذاتية شكلاً من أشكال من الكتابة الأدبية التوثيقية ولا تزال تمثل منجزاً أدبياً لدى مختلف الثقافات فكل شخص في هذه الحياة لا بد له من ذكريات في أي ناحية من نواحيها العلمية والاجتماعية أو الفكرية أو السياسية.. هي حصيلة تجربة في الحياة التي لا تخلو من تجارب وعطاءات وعبر، وخاصة من بلغوا مرحلة الشيخوخة وتوقفوا عن العطاء وكان لهم دور مؤثر ومتميز..

" السيرة " في اللغة : هي الطريقة ، أو السنة والهيئة. و" سار" الوالي في الرعية " سيرة" حسنة، وأحسن " السّيـْر". وهذا في " سِيَــر " الأولين.

وقال خالد بن زهير:

فلا تغضبن من سنة أنت سرتها فأول راضي سنة من يسيرها

الترجمة الذاتية في مفهومها الحديث

( لن يحدد دارس الترجمة الذاتية الطريق أمامه ممهداً للوقوف على مفهوم لهذا المصطلح المستحدث. إذ أن القليل من الدراسات التي تتناولها. لا تفي بالحاجة التي يتطلبها البحث. هناك نماذج عديدة من التراجم الذاتية التي كتبها أعلام هذا الفن، غير أن ما بينها من الاختلاف أكثر ما بينها من الاتفاق.
على نحو ما يظهر عند الذين عرضوا لها بالنقد والتحليل والتفسير، كاختلافهم في معالمها الفنية ، وفي مدى دلالة الترجمة الذاتية على شخصية كاتبها وميوله وأفكاره وإرادته، ولا يتسع المقام هنا للإشارة إلى اختلافات النقاد حول"مفهوم الترجمة الذاتية".

ويكفي أن نصل إلى نتائج عامة توضح لنا هذا المفهوم، و يجدر التنبيه إلى أن وضع الصور المختلفة للإنتاج الأدبي في إطار واحد يطلق عليه ترجمة ذاتية مما يتنافى مع وطبيعة الأشياء، لأنها تتباين فيما بينها تبايناً غير قليل يؤيد ذلك القول بفردية العمل الأدبي ، على أن لكل عمل أدبي فرديته على ما نتوخاه "نظرية الأدب الحديث" التي تنظر إلى الدلالة الكلية للعمل الأدبي وترى لكل كاتب أسلوبه ، ولكن وأن كنا لا ننكر أن للكاتب أسلوبه الذي يجري فيه على تقاليد معينة، فإن هذه التقاليد ، لا تغض من الفردية الني يتسم بها كل عمل أدبي.

وعلى هذا يمكن أن ننتهي بشأن المفهوم الحديث للترجمة الذاتية إلى استخلاصه من السمات والملامح العامة التي تشترك في التراجم الذاتية. والترجمة الذاتية الفنية الفنية، ليست هي تلك التي يكتبها صاحبها على شكل "مذكرات" يعني بتصوير الأحداث التاريخية، أكثر من عنايته بتصوير واقعي الذاتي، وليست هي التي تكتب على صورة "ذكريات" يعني فيها صاحبها بتصوير البيئة والمجتمع والمشاهدات أكثر من عنايته بتصوير ذاته ، وليست هي المكتوبة على شكل"يوميات" تبدو فيها الأحداث على نحو متقطع غير رتيب، وليست في آخر الأمر"اعترافات" يخرج فيها صاحبها على نهج الاعتراف الصحيح، وليست هي الرواية الفنية التي تعتمد في أحداثها ومواقفها على الحياة الخاصة لكاتبها ، فكل هذه الأشكال فيها ملامح من الترجمة الذاتية ، وليست هي لأنها تفتقر إلى كثير من الأسس التي تعتمد عليها الترجمة الذاتية الفنية.

والترجمة الذاتية كجنس أدبي ، يمكن أن ننتهي إلى نتائج بشأنها، تصلح أسساً فنية لهذا الجنس ، وتمنحنا مفهوماً ، له خصائصه المميزة. وأخص ملامح الترجمة الذاتية التي تجعلها تنتمي إلى الفنون الأدبية أن يكون لها بناء مرسوم واضح ، يستطيع كاتبها من خلاله أن يرتب الأحداث والمواقف والشخصيات التي مرت به ، ويصوغها صياغة أدبية محكمة، بعد أن ينحى جانباً ، كثيراً من التفصيلات والدقائق التي استعادتها ذاكرته، وأفادها من رجوعه إلى ما قد يكون لديه من يوميات ووسائل ومدونات تعينه على تمثل الحقيقة الماضية. )

( فإذا كانت السيرة الإنسانية في تعريفها الشائع هي ذلك النوع الأدبي الذي يتناول بالتعريف حياة إنسان ما، تعريفاً يقصر أو يطول ، فإن جانباً كبيراً من جوانب "الحياة" في هذه السيرة يقوم على التفكير والتأمل من جهة، والسلوك والعمل من جهة أخرى. ولكنها – إلى جانب هذا وذاك- فن أدبي جوهره " التواصل اللغوي ". )

السيرة الذاتية:

( تصور لنا أبعاد كاتبها الثلاثة من خلال رؤياه هو : الداخل ، والخارج ، والأعلى. والسيرة الذاتية تنبع من القاموس الإنساني ، الذي يحوي في معظم لغات البشر كلمات تعبر عن الوحدة ، والعزلة، والانطواء ، والتأمل، والاستبطان، والتفكير العقلي ، والضمير والوعي الفردي ، ومهما كان من أمر انشغال الإنسان بالعالم والآخرين، فإنه لا بد من أن تجيء عليه لحظه يجد نفسه فيها " حوار مع نفسه ". وإذا كنا نقول إن الإنسان" شخص " وليس مجرد "فرد" فذلك لانه يملك حياة " باطنية " تحول بينه وبين الاستغراق في المجموع إلى أقصى حد. )

أقسام السيرة الذاتية:

( يمكن تقسيم التراجم الذاتية في التراث العربي – تبعاً لحوافزها – إلى الأنواع التالية:

التبريرية:وهي التي كتبت للدفاع أو الاعتذار ، ومن أمثلتها ترجمة حنين بن إسحاق ، التي عبر فيها عما أصابه به حساده من نكبات وبرر أسباب كبدهم له ، مدافعاً عن نفسه.

الرغبة في اتخاذ موقف ذاتي من الحياة:
كأن يصل إلى مذهب خاص أو سلوك بعينه ، ومن أصدق الأمثلة في أدبنا العربي لهذا اللون الذي يصور الموقف الشخصي الذي اهتدى إليه صاحبه بعد طول بحث وتحري. ما كتبه عن نفسه كل من محمد بن زكريا الرازي في " السيرة الفلسفية " والغزالي في " المنقذ من الضلال وابن الهيثم في سيرته التي احتفظ لنا بها ابن أبي أصبيعة في كتاب " عيون الأنباء في طبقات الأطباء "

التخفف من ثورة أو انفعال:وممن أفصح عن ثورة نفسية على بيئته ومجتمعه، وصور صراعه الهادر ، أبو حيان في مثالب الوزيرين وفي رسالته في الصداقة والصديق، وفي كتابه الإمتاع والمؤانسة، رغم أنه لم يترك ترجمة ذاتية مستقلة ، وكذلك أبو العلاء المعري في بعض رسائله.

تصوير الحياة المثالية:وهي أشبه بنجوى الذات رغم أنها كتبت لكي يحتذيها الناس والأتباع ، وهي تفصح لذلك عن حياة صاحبها وما أتيح له من خبرات روحية وخلقية وفكرية. ومن أمثلتها ما كتبه عن نفسه كل من عبد الرحمن بن الجوزي في كتابه " لفتة الكبد في نصيحة الولد" و" العلم الصوفي " عبد الوهاب الشعراني في " لطائف المنن " وما كتبه عن نفسه كل من الحلاج وابن عربي والسهروردي.

تصوير الحياة الفكرية:وهذا النوع يعمد فيه الكاتب إلى تسجيل كل ما أثر في تكوينه العقلي وتطوره الفكري، وأدبنا القديم والوسيط يحفل كثيراً بهذا النوع . وعى الكثيرون من الكتاب به، منهم البيروني وابن الهيثم والرازي والسيوطي وابن طولون الذي أفرد لهذه الغاية كتابه الفلك المشحون في أحوال محمد بن طواون ، وترجمات هؤلاء الذاتية ، تشبه ترجمات جيبون وجون ستيوارت ميل وهربرت سبنسر.

الرغبة في استرجاع الذكريات:من أمثلتها في الأدب العربي كتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ الذي قدم لنا فيه تصويراً حياً لشخصية الفارس الجسور، وللفروسية العربية، من خلال تصويره لحياته وشخصيته ومنها كتاب " طوق الحمامة في الألفة والآلاف" لابن حزم الذي يجري فيه مجرى الاعتراف حين يبوح بذكريات شبابه العاطفية ومنها كتاب النكت العصرية لعمارة اليمني الذي يتحدث فيه عن ذكرياته مع الوزراء والكبراء في أواخر العهد الفاطمي. )

لمحة عن الترجمة الذاتية في التراث العربي :

( لكي نقف على تطور الترجمة الذاتية في الأدب العربي ، منذ عصوره القديمة، يخلق بنا أن نشير إشارة موجزة إلى مدى معرفة القدماء لهذا اللون الأدبي وهي فيما يبدو إشارة لا غني عنها تضيء أمامنا السبيل لدراسة نماذجه في أدبنا الحديث.
حتى نلم بمدى تطور الترجمة الذاتية في أدبنا العربي في عصوره المختلفة، ونتعرف موقف كل من القدماء والمحدثين من إدراكهم لهذا الفن ، ونحصل بذلك على رصد أقرب إلى الدقة والوضوح لظاهرة من ظواهرنا الأدبية قد عرفناها منذ عصور بعيدة.
وإذا نحن تتبعنا تطور الترجمة الذاتية في الأدب العربي في عصوره القديمة والوسطى ، وجدنا أن لفظة " ترجمة " و " سيرة " كانتا تدوران على معنى " تاريخ الحياة " ، وقد اتخذ التاريخ للفرد ، صوراً مختلفة لدى العرب ، وكانت السيرة أولى هذه الصور ، وقصد بها حياة الرسول الكريم ومغازيه وإن لم يمنع ذلك وجود سيرة معاوية وبني أمية، لعوانة الكلبي ( المتوفى سنة 147هـ ) كما يذكر " ابن النديم " وقد ظهرت فيما يبدو في وقت ظهور " سيرة ابن إسحاق " ( المتوفى سنة 151 ) ، ثم تعددت أنواع التاريخ للأفراد بعد ذلك ، فكان " الجرح والتعديل " و " الطبقات " ثم " التراجم " في العصور المتأخرة التي تلت عصر الرواية والتدوين .

وكل هذه الأنواع هي الأقسام التي ينحل إليها التاريخ للأفراد عند العرب، وظلت السيرة عصوراً يقتصر استعمالها على بيان حياة الرسول ، ثم تطور الاستعمال في عصور تالية، فاستعملت بمعنى حياة الشخص بصفة عامة، بليل ما يذكره صاحب " كشف الظنون " من ظهور سير كثيرة منذ القرن الرابع الهجري، كسيرة " أحمد بن طولون " للابن الداية ( المتوفى سنة 334هـ ) و " سيرة صلاح الدين " لابن شداد ( المتوفى سنة 622هـ ).

أما كلمة " الترجمة " فهي دخلت إلى العربية عن اللغة الآرمية، ولم يكن الاصطلاح قد جرى على استعمالها، فيما يبدو إلى في أوائل القرن السابع الهجري ، حين استخدمها "ياقوت " في معجمه بمعنى حياة شخص ، ويرجح هذا الظن أن أبا الفرج في كتاب الأغاني لم يستعمل لفظة " ترجمة " عند كلامه على حياة الشعراء وغيرهم ، وكان يسبق كلامه بمثل قوله: خبر أبي قطيفة ونسبه أو أخبار بشار بن برد ونسبه.

وعلى مر العصور ، نرى كلمة " ترجمة " يجري الاصطلاح على استعمالها لتدل على " تاريخ الحياة الموجزة للفرد " وكلمة " سيرة " يصطلح على استعمالها لتدل على التاريخ المسبب للحياة. وإذا كان السابقون على ما نرى يفرقون في الاستعمال بين اللفظتين فإن الاصطلاح الحديث لا يفرق بينهما كثراً، بل يستخدم إحداهما مرادفة للأخرى، ومن ثم جاء الاصطلاح المعاصر " الترجمة أو السيرة الذاتية ". )

الوظيفة الثقافية للسيرة الذاتية:

( وتتمثل هذه الوظيفة فيما تساعد عليه السيرة من خلال النشر الجماهيري من تطبيع وتنشئة اجتماعية، وتوحيد للمفاهيم وتقريب وجهات النظر ، بتوفير قاعدة عريضة مشتركة للاساليب أو الأنماط والقيم والخبرات المشتركة التي يتقاسمها أعضاء المجتمع.
ويظهرنا النموذج الثقافي وظيفياً على تأثير السيرة الذاتية على أخلاق الشباب ، بما تقدمه من نماذج للقدوة تتفق أو تختلف مع الأخلاق العامة والسيرة الذاتية في ضوء التفسير الإعلامي تقوم بدور هام في التنشئة الاجتماعية المعقدة، قصداً أو بدون قصد.)

العناصر الفنية للسيرة الذاتية :

( وإذا تساءلنا عن مدى حظ التراجم الذاتية في تلك العصور ، من العناصر الفنية التي تقربها من الترجمة الذاتية الحديثة، كان الجواب أ، كثيراً من هذه العناصر الأدبية، قد توافرت في بعضها ، وأن كثيراً مما كتبه العرب عن أنفسهم، صاغوه في أسلوب واضح سهل قائم على الإيجاز المحكم ، والعبارة العذبة وحسن العرض ، وسلاسة السرد القصصي ، والقدرة على إعادة الماضي وبعث الحياة والحركة والحرارة في تصوير الأحداث والتجارب والشخصيات.

وقد راعى كثير من هذه الترجمات الذاتية، الصراحة والصدق والتجرد في كثير من النظرات والآراء والتجارب المتصلة بالذات وبالشخصيات ، وبعضها صور أصحابها ما عانوه من صراع داخلي وخارجي ، تصويراً داففاً بالحيوية والنمو، يكشف عن مدى ما أصاب شخصية أحدهم من تحول وتغير وتطور.

وعنى كثير من هذه التراجم الذاتية ، بإثبات عنصري الزمان والمكان ، والكشف عن أسماء الشخصيات والأماكن ، وتعزيز الوقائع بإثبات التاريخ وبعض الوسائل والمدونات ، مع محافظة الاسترسال وعلى السرد الأدبي الجالب للمتعة المرادة من العمل الأدبي ، مما جعل الترجمة الذاتية تحظى بعناية عظيمة من جانب الأدباء ويقابلها الجمهور بإقبال شديد ، لأنها أرضت حاجة العرب إذ نقلت لهم الواقع الملموس في صورة قصصية سهلة ، عذبة ، وكانت تقوم إلى جانب السير والتراجم الغيرية، بهذا الدور الأدبي على مدى أجيال طويلة.

على أن أقرب التراجم الذاتية إلى الترجمة الذاتية الأدبية بمعناها الحديث ، هي تلك التي كتبها كل من المؤيد والأمير عبدالله وابن الهيثم والرازي وأسامة بن منقذ وابن خلدون والشعراني لأنها توافر فيها أكبر قدر من المتعة ، إلى جانب تصوير كل منها ، ما نستدل منه على السمات المميزة لشخصية صاحبها، وعلى مدى التطور الذي طرأ عليها ، وما دار في نفسه من ألوان مختلفة من الصراع ، مع مهارة السرد الأدبي الذي يعتمد على كثير من عناصر الفن ، وعلى الدقة والوضوح والسهولة والعذوبة ، ويعتمد أيضاً على قدر من الترابط في أجزاء كل ترجمة ذاتية، مما يجعلها عملاً يقوم على وحدة البناء في أكثر أجزائه.

وكلها من العوامل التي تحقق المتعة الأدبية، وتثير التعاطف الوجداني بين كاتب الترجمة الذاتية ، وبين متلقيها ، ويدعوه إلى المشاركة القوية في عديد من تجاربه وخواطره ومشاعره وانفعالاته. على أنه مما يقلل من هذه المتعة في السيرة الذاتية ، التي كتبها المؤيد ، ما كان يعمد إليه من محسنات لفظية وأسجاع ومجانسة، وصنعة وتكلف ، تجهد الذهن ، وتثقل حركته. )

( ويذهب أنصار السيرة إلى أنها تصلح للتدريس للأسباب التالية:

أولاً : أن الإنسان الفرد أبسط كموضوع للدراسة من القبيلة أو المدينة ، أو الأمة التي ينتمي إليها.

ثانياً : أن للأطفال ميلاً طبيعياً مفيداً نحو الشخصيات ، فهم يعيشون مع أبطالهم ويقاسمونهم، وبذلك تتسع دائرة خبراتهم بصورة لاتكاد تعقل في حالة دراسة الجماعات.

ثالثاً : أن تعرف الشخصيات العظيمة النبيلة في التاريخ يخلق رغبة في التشبه بهم ويبعث على بغض سلوك الشخصيات الشريرة.

رابعاً : أن من الممكن أن نجعل الأفراد يمثلون الجماعات، بحيث تكون دراسة لخصائص الأفراد وخبراتهم ، وبالتالي دراسة لخصائص الجماعات وخبراتها أيضاً. )

التقاء الثقافتين

( عثر طه حسين على قالب الترجمة الذاتية الروائية لتكون له أداة فنية ، يصور عبرها ذكرياته الماضية، وليصبح المجال أمامه متفسحاً رحيباً، يجول فيه بما تختزنه ذاكرته من تلك الذكريات المتوارية المنزوية في بعد عميق من أبعاد هذه الذاكرة، وقد وجد في هذا القالب، متنفساً طليقاً يزيج به عن صدره ما أكتظ به من شعور ممض بالألم والسخط ، كان مبعثه بيئته التي عاش فيها حياة غاصة بالجهل والقسوة والحرمان والصراع سواء في قريته أو في القاهرة حين وفد إليها يطلب العلم بالأزهر.

تلك البيئة قد سلبته نعمة الإبصار صغيراً، فقتلت فيه حاسة من الحواس الضرورية للإنسان، وحرمته منها لما يشيع فيها من تخلف وظلمة وسذاجة وتواكل، وهي عينها البيئة الجاهلية الجامدة المتزمتة التي لم تتح له ثقافة مستنيرة كتلك التي أتاحتها له الثقافة الأوروبية، بل إن هذه البيئة نفسها ، هي التي تريد أن تنقض عليه ثانية لتحول بينه وبين ثمرة تثقيفه الذاتي، وتسلبه عصارة نضجه الفكري، وتريق ذوب تكوينه الروحي ، فتوئد فيه الرغبة في الحرية وفي الحياة الأدبية وفي الحياة الأدبية والفكرية كما يبتغيها لنفسه ، وكما يبتغيها لأبناء بيئته هذه التي أفضى إليهم بها. )

( ثم يعود ليستكمل ذكريات حياته عن الفترة التي قضاها في الدراسة بين الأزهر والجامعة الأهلية، إلى أن أحرز إجازة الدكتوراه عن ذكرى أبي العلاء في 15 من مايو سنة 1914 ثم سافر إلى فرنسا في 14من نوفمبر من السنة نفسها، رغم العقبات التي ألقتها هذه الجامعة في طريقه، ورغم ملابسات الحرب العالمية الأولى ، إذ تقدم للحصول على بعثة لدراسة التاريخ بجامعات فرنسا مرت ثلاثا دون أن تتاح له الفرصة، واستطاع أن ينتصر على ما أقامته الجامعة أمامه من صعوبات، فألم بقدر من الفرنسية، يسمح له بمتابعة المحاضرات ، وتقدم برسالة الدكتوراه، ليتفادى عقبة شهادة البكالوريا التي كان لا يستطيع الحصول عليها بسبب علته ، ثم سافر إلى فرنسا وخاض تجارب طويلة مضنية في سبيل تكوينه الثقافي هناك ، حتى حقق طموحه العلمي في الحصول على تثقيف ذاتي ، يمثل التقاء الثقافتين أصدق تمثيل، وقد أفضى بكل تلك الذكريات في مذكرات طه حسين التي نشرت في عام 1967 وكان قدر نشر فصولها العشرين، في مقالات متتابعة في مجلة آخر ساعة عام 1954. )

( ولذلك نرى أن الأيام في السيرة الذاتية الحديثة مكانة لا تتطاول إليها أي سيرة ذاتية أخرى، في أدبنا العربي وخاصة في الجزء الأول منه ، لمزايا كثيرة منها : تلك الطريقة البارعة في القص ، والأسلوب الجميل ، والعاطفة الكامنة في ثناياه المستعلنة أحياناً حتى تطغى على السطح، وتلك اللمسات الفنية في رسم بعض الصور الكاملة للأشخاص، والقدرة على السخرية اللاذعة في ثوب جاد حتى تظهر وكأنها غير مقصودة. )

( لكن طه حسين أغفل تعزيز الحقيقة ، بما عمد إليه من إنكار للأسماء وإفال للتاريخ ، على نحو قلل معه الصراحة، ومن الصدق التاريخي. فأضعف بذلك عنصر الحقيقة في سيرتة حياته الشخصية ، ومن ثم فقد أخل أيضأً بشرط أساسي من شروط الترجمة الذاتية.

وكذلك أخل بشروط الترجمة الذاتية الفنية، حين عمد إلى ضمير الغائب في سرد حياته الشخصية ، لأنه أخفى بذلك شخصيته التاريخية، وقلل من عنصر الذاتية في سيرة حياته، وكان يتخفى وراء صيغة الغائب فيشير إلى نفسه على أنه " صبينا " أو " الصبي " أو " الغلام " أو " الفتى " أو " صاحبنا" . )

حياتي لأحمد أمين:

( تأثر الأستاذ أحمد أمين بكتاب الأيام حين كتب سيرته في كتاب أسماه " حياتي " وليس سبب هذه التأثر ما أحرزه كتاب الأيام من شهرة أدبية فحسب، بل هو في تلك النشأة الأزعرية المشابهة لنشأة صاحب الأيام ، وفي العلاقة بين الأديبين في حياتي يصف أحمد أمين صورة أزهرية أخرى ، ويقف عند بعض العناصر التي وقف عندها طه حسين، ولكن إسهاب طه في تحليل شخصيات الطلبة بالربع، والأساتذة في حلقات الدرس، صرف أحمد أمين عن الاستقصاء في هذه الناحية، وجعله يتجه إلى وصف الشخصيات التي عرفها في الحي ، ويحاول أن يرسم لها صوراً متنوعة، كالتي رسمها زميله وصديقه من قبل. وكما أطنب طه في وصف فقده أخيه، وتأثره العميق لفقده ، عرج أحمد أمين على حاثة مشابهة، فوصفها بتأثر شديد، وربما كان هذا من قبيل المصادفة والاتفاق.

وانفرد صاحب " حياتي " بالإطناب في الحديث عن الشخصيات التي أثرت في نفسه حتى اكتملت له شخصية " الفتى المثقف " ، فجمع إلى صورة أبيه -في هذه الناحية – صور كبار الأساتذة وخاصة سيدتين انجليزيتين ، كان لكل واحدة منهما أثر في نفسيته وشخصيته، وكما مضى الدكتور طه يصف الصدمات التي كانت تدفع به الثورة، مضى أحمد أمين يصف الخطوات الايجابية التي أدت به إلى الوصول، وغايته أن يصف كيف وصل " وكنت وصرت، وكنت وصرت، مما يطول شرحه، فما أكثر ما يفعل الزمان " . وإدراكه لهذا الفرق بين " كان " و " صار " هو الذي دفعه بقوة لكتابة سيرته الذاتية.

الأيام وحياتي :

ومن يقرأ سيرة أحمد أمين يجدأن الكاتب يتصور نتيجة التغير وينص عليها، دون أن يجعل من أحداث حياته مكايفسر هذه التغير فهو أشبه بمن يقول لك " هكذا جرت الأقدار " أما من يقرأ الأيام فيجد فيه أن كاتبه كتبه وهو يريد أن يقرن بين الوصول والثورة، فأحمد أمين يمثل دور المستفيد الذي يسمع ويقرأ ويلتقي الناس ، وتتكيف حياته من نفسها دون دوافع ذاتية قوية ، أما طه فيصطدم بالناس ، ويقلق وينزعج ويسوء ظنه فيهم. وهو يحس أن كل المنغصات الخارجية ترسب في ذاكرته، فتظل تبتعد به عنهم، وتحفزه إلى الهجوم عليهم حين تحين الفرصة. )

الخاتمه:وفي الختام يمكننا القول إن كتابة المذكرات قد باتت تحتل في عصرنا الراهن حيزاً مهماً في حياتنا الثقافية، وصارت فناً من الفنون الأدبية المهمة. فبواسطتها يسعى السلف إلى نقل تجاربه الشخصية إلى الخلف وذلك بغرض الاستفادة منها في استخلاص الدروس والعبر. وبما المذكرات تعد أحد المصادر الرئيسة للمؤرخين والباحثين، وتقرأ في كثير الأحيان كوثائق تاريخية، فهي تحتاج إلى نزاهة وصدق مع الذات ومع الآخرين.

المصادر والمراجع :

كتاب فن السيرة
د \ إحسان عباس
دار الشروق للنشر والتوزيع – عمـّـان
الطبعة الخامسة

كتاب أدب السيرة الذاتية
د \ عبد العزيز شرف
الشركة المصرية العالمية للنشر
الطبعة الأولى

كتاب الترجمة الذاتية في الأدب العربي
د \ يحيى إبراهيم عبد الدايم
دار النهضة العربية للطباعة والنشر
الطبعة الأولى

والثمووووووووووووحه منكم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

جاهز تقرير عن السيرة الذاتية للصف الثاني عشر

السيرة الذاتية فن، يغري الكثيرمن الكتاب لتوثيقه، وبخاصة بعد أن يكون لهم باع طويل في الكتابة الروائية أوالفكرية، وقد تطورت في عصرنا الحالي، فلم تعد حكراً على الكتاب أو الشعراءفقط.
بل أصبح يكتبها الرؤساء والملوك والسياسيون ليوثقوا فيها تجاربهم الذاتيةفي الحياة السياسية والأحداث التي واكبت حياتهم والأشخاص الذين قابلوهم واصطدموامعهم، كما يحاول كتابتها ناس عاديين ليصبحوا معروفين.

فالسيرة الذاتية تأريخللأحداث الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية للمكان والزمان؛ توثيق للتاريخ،وتوثيق للخبرات. فكاتب السيرة يتناول فيها أحداثا من مراحل حياته المختلفة، ربماتكون حروبا أو أحداثا تاريخية مهمة شاركوا في تتبعها، أو تشابكت تفاصيلها مع تفاصيلحياتهم.

لكن، الخوف وثقافة المجتمع المحكوم بالعادات والتقاليد، وأسباب أخرىتدفع الكثير من الكتاب الأردنيين –والعرب بالعموم- إلى الابتعاد عن كتابة سيرهمالذاتية، ليجنح أكثرهم إلى كتابتها في أعمالهم الروائية بأسلوب غير مباشر، ليُقرأكاتبها بين سطورها.

"نحن كأشخاص عاديين وليس كتاب، لا نتجرأ على قولالمستور"، تقول الروائية جميلة عمايرة "بثقافتنا قد نؤذي آخرين، وقد نمس مشاعرهموهم لا زالوا أحياءً".

كتب السير الذاتية في الأردن محدودة جداً، كما ترىالقاصة ورئيس تحرير مجلة تايكي الثقافية، بسمة النسور، وتقول "يمكن أن أعتبرهاظاهرة تخص المجتمع الأردني، فالكتابة بهذا النوع محدود جداً".

لو كانالرزاز حياً
(السيرة الجوانية) تجربة للروائي الأردني الراحل مؤنس الرزاز،لكنها لم تكتمل بعد، بسبب وفاته، وتقول النسور "أتصور أن مؤنس لو كتبها لكانت سيرةصادمة، باستثناء ذلك لا أذكر كاتب أردني كتب سيرته الذاتية واستعرض فيها حياتهومعاناته أو الكشف الجواني له".

لكن هناك كتاب للأكاديمي الأردني خالدالكركي "سنوات الصبر والرضا" وفيه ضمن بعضاً من حياته ونشأته في قريته ومراحلتعليمه حتى وصوله إلى مناصب عليا في الدولة، لكنها ذهبت للحديث عن علاقاته الأسريةوببعض من تركوا بصمة في حياته.

وإذا جنحنا إلى الأدب العربي فالقائمة تطوللعل أبرزهم: فدوى طوقان، جبرا إبراهيم جبرا، إدوارد سعيد وإحسان عباس، وتتحدث بسمةالنسور "من الصدفة أننا في العدد القادم من مجلة تايكي نشتغل على هذاالموضوع تحديداً، وخصوصاً السيرة الذاتية لدى المرأة، ووجدنا أن بصعوبةكتبت امرأة سيرتها، باستثناء الراحلة فدوى طوقان، السؤال مطروح والجواب عليه يحملأكثر من اجتهاد".
"تركيبة المجتمع العربي بالعموم محافظ، وهناك الكثير منالتابوهات ولا توجد الجرأة لاقتحامها، وإن تحدثنا عن المجتمع الأردني، فطبيعته لايعبر عن نفسه بسهولة، وهذا ينطبق على المبدع باعتباره ابن البيئة، ودائما نتحفظبالتعبير عن ذواتنا، وحوارنا دائما يكون في المعظم جواني والمرأة خصوصا عليهاالكثير من القيود"، تقول بسمة النسور لبرنامج برائحة القهوة.

وتعلق الروائيةجميلة عمايرة "لا يوجد أي عمل أدبي؛ قصصي أو روائي، إلا ويحمل بذرة ولو صغيرة جداًمن الكاتب، حياته هواجسه أحلامه وانكساراته، ولأنني أتحدث معك وبين يدي رواية إلياسفركوح مقامات الزبد فيها جزء كبير من الذات، ومن السيرة الشخصية للكاتب، وكذلكرواية شجرة الفهود لسميحة خريس فيها جزء كبير من السيرة الذاتية".

وتعودوتقول عمايرة "الكاتب العربي تربى على التابوهات والممنوعات التي تحد من القولالمباشر، وكل ذلك عكس الآخر والذي هو الأدب الغربي والاعترافات والجرأة العالية،لكن الأدب العربي ومن ضمنه الأديب الأردني لم يحدث، وإن كان هناك محاولات لكتاباتفيها من الجرأة الكثير وتسمى الأسماء فيها كما هي".

حياة عادية وغيابالأحداث.. أم خوف من البوح
خليل السواحري، كاتب وقاص وصاحب دار الكرمل للنشر،حدثنا عن السير الأدبية، ولماذا لا يكتب الأديب الأردني سيرته الذاتية، يقول "ليسهناك سيرة ذاتية مائة بالمائة سواء كتبها كتاب أردنيين أو عرب أو أجانب، وأعتقد أناعترافات جان جاك روسو التي صدرت في أواخر أيام حياته في بدايات القرن العشرين،كانت أصدق كتابات السير الذاتية. هنا، لا يتطرق الكاتب إلى كتابة سيرته الذاتية،لعدة أسباب أولها أن الروائي والقاص عادة ما يكتب بعض من جوانب سيرته الذاتية منخلال إبداعه القصصي أو الروائي، فيغطي هذا الجانب من جوانب حياته".

ويتابع.."أو عدم وجود أحداث مفصلية ذات أهمية في حياته، فالسيرة الذاتيةتحتاج لأحداث كبيرة، فإذا كانت حياة الكاتب عادية يقرأ ويكتب فقط، أي ليس لديهتجربة اجتماعية أساسية كبيرة، هذا يجعله يعزف عن كتابة السيرة الذاتية، وهناك وجهآخر لعزوفهم عن الكتابة، وهو تجنب البوح بأحداث لا يريد البوح بها، فتكون بحياتهأحداث سياسية أو جنسية أو اجتماعية لا يريد أن يعرض لها صراحة، وبالتالي لا يكتبسيرته الذاتية".

هل تمنع الأعراف والتقاليد الكاتب من كتابة سيرتهالذاتية؟
"نعم"، يؤكد السواحري ويتابع "فحسان أبو غنيمة الراحل بدأ بكتابة سيرتهالذاتية، فاكتشف أنه سيقع في مطبات كثيرة فعزف عن كتابتها، وأنا أكتب بعض فصول منسيرتي، فهناك نوع من السيرة الذاتية وهي عبارة عن مختارات من حياة الكاتب، فيختارمفاصل سياسية أو ثقافية أو لقاءات مع كتاب آخرين. فأنا أكتب مقاطع من السيرةالذاتية وليس السيرة الذاتية كاملة مثلما فعل طه حسين، وإنما يختار الكاتب الأحداثالتي يحس أنها ذات أهمية ليطلع القارئ عليها".

في حين أن كتاب آخرين مثلفيصل الحوراني كتب خماسية عن النكبة في حدود 1200 صفحة كما يشير السواحري، "هيعبارة عن سيرة ذاتية مخلوطة بالوقائع الفلسطينية، والوقائع الفلسطينية غنية وسريعةومتلاحقة، فهو كتب ابتداءً من خروجه من المسمية وانتهاءً بوجوده في غزة بعد أوسلو،وتناول فيها القضية الفلسطينية بشكل عام؛ أرخ لأحداث القضية الفلسطينية من خلالاشتباكه فيها ومع الأشخاص القياديين والأحزاب".

لما العزوف !
الروائيةسميحة خريس، ورئيسة القسم الثقافي في جريدة الرأي، ترى أن هناك كٌتُابا أردنيينكتبوا سيرهم الذاتية، "مثلاً إحسان عباس كتب وغيره الكثير، ولا يمكن تسمية ذلكبعزوف الكاتب، لأن المعظم الموجود بالساحة لم يصل إلى السن الذي يلح عليهم بضرورةكتابة السيرة الذاتية، ولأن مخاوف عديدة تحد من قدرتهم على التعبير عن تجاربهمالشخصية، والرقابة الاجتماعية التي قد تطالها بالتحديد".

إذا هي جرأةبالنهاية؟
"فيها جرأة ولا يخفى عليك ما كتبه الروائي الراحل مؤنس الرزاز فيالسيرة الجوانية، وفيها الكثير من السيرة الذاتية النفسية لحياته؛ وهي جرأة غيرمعهودة أصلا في الأدب العربي".

ورغم الخوف والرقابة الاجتماعية على الكاتب،فأنه يبقى عاشقا لأن يعبر عن ذاته في أي عمل يكتبه لذلك يظل متحفزاً لكتابتها، "ولدينا إحساس بضرورة أن نكتب شيء من داخلنا ونسرب بعضها في داخل نصوصناالروائية".

وهو ما يمكن قراءته في روايتك شجرة الفهود؟
"لا، ليس تماماأنا أستفيد من تجاربي في العمل والحياة العامة وأسخرها، لكني لم أكتب السيرةالذاتية داخل النص".

وهل هناك نية لكتابة سيرة ذاتية بالمستقبل؟
"قديكون. ولكن ليس بمعنى السيرة الذاتية، فقد يكون اجتزاء جزء وأعبرعنه".

البيئة تحكم على الكلمة
البوح للآخر والكتابة بواقعية، ليست منعادات المبدع العربي، وهو حال أي إنسان عادي، وكما يقول الناقد فخري صالح ورئيسالقسم الثقافي في الدستور أنه "ليس لدي جواب قاطع بهذا الشأن لكن أظن أن المشكلةالأساسية تنطبق ليست على الكاتب أو المثقف فقط وإنما على كافة العاملين في المجالالعام في الحياة الأردنية. وهنا أقصد رجال السياسية والعاملين في الحقول التيتجعلهم معروفين أمام الناس".

"علينا الاعتراف بأننا نعيش في بيئة تقليديةُيحكم على الشخص من كلمة يقولها، ولهذا السبب ربما يتجنب الكتاب والمثقفون، أنيكتبوا بصراحة، وأن يفتحوا سجلاتهم بطريقة تضيء في المستقبل الأعمال الأدبية التييكتبونها" يقول فخري صالح.

ومع هذا، فهناك خوف يتملك المبدع، فإذا كتبيتسبب بالأذى لأولاده وأقرباءه، وهنا يتجاوز الخوف الذاتي إلى الخوف والحرص على منحوله، ويقول الناقد صالح حول ذلك ، "هي مشكلة أساسية، ونجيب محفوظ مثلا حاول ذلك،فعندما قام رجائي نقاش بكتابة سيرة نجيب محفوظ رُفعت على محفوظ قضايا من قبلأقرباءه حتى من ابن أخته، وذلك بسبب ما قاله عن العائلة، وحتى أصدقاء لمحفوظ كانيعرفهم فقد كتب أبناؤهم ضده بسبب ما قاله في هذه المذكرات".

ومن هنا لايستطيع المبدع أن يبوح، كما في الغرب، "وعندها يُفضل أن يكتب أعماله الإبداعية،ونحن علينا أن نستنتج فيما إذا كانت هذه الأعمال لها علاقة بحياته الشخصية أم لا".

سير ذاتية بدون أقنعة
"الكتابة العارية"، وصف يطلقه الأدباء على السيرالذاتية، وذلك لأن نقل الواقع كما هو سيترتب عليه نقل لأحداث لم تجد طريقها للنشر،وتسليط الضوء على علاقات بين أشخاص تطال شخصيات أدبية وسياسية واجتماعية معروفة فيالغالب، وهنا تأتي السيرة الذاتية للمؤرخ المصري عبد الرحمن بدوي التي وصفهاالكتٌاب بأنها "مدفوعة برغبة في الانتقام وتصفية حسابات شخصية وأحقاد لم يدفنهاالزمن" بالمقابل هناك سيرة باتت من الأساسيات في التراث الأدبي ونشير بهذا الصددإلى سيرة الشاعرة الفلسطينية الراحلة فدوى طوقان (سيرة جبلية، سيرة صعبة) وفيهاتناولت حياتها كامرأة وكيف ساعدها أخيها الشاعر الراحل إبراهيم طوقان على التعلموالخروج من عباءة مجتمع تحكمه العادات والتقاليد.

هل بالضرورة أن تتحدثالسيرة عن فضيحة؟ ليست بالضرورة أن تكون كذلك، لكن يذهب الكثيرون إلى قراءة السيرلأجل "الفضيحة والتطرق إلى المحرمات وتحديدا الجنس"، فالحديث على الورق هو طريقةلتفريغ الكبت الذي يعانيه القارئ في مجتمعه ومن هنا يربط البعض بين السيرةوالمذكرات الشخصية وكأنها قراءة داخلية حميمة تستدعي الاهتمام والفضول فيما كتبهالكاتب.

لا ينكر أحد الأهمية التي تميز السير الذاتية للأدباء والشخصياتالمختلفة، فهي تذكي التاريخ والثقافة بكم كبير من الأحداث التي توثق وتؤرخ فيها. فالسيرة الذاتية تنافس الروايات في عصرنا الحاضر في نسب القراءة، لفضول القارئالمتعطش دائما لمعرفة أسرار كتابهم أو شخصياتهم المفضلة، أو لمعرفة حياة هؤلاء وماعاصروه في فتراتهم من أحداث وأزمات.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

ورقة عمل الذاتية والألم في الشعر الرومانتيكي للصف الثاني عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في المرفقات

م/ن

بالتوفيق

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

بحث عن السيرة الذاتية الصف الثاني عشر


السيرة الذاتية

السيرة الذاتية فن، يغري الكثير من الكتاب لتوثيقه، وبخاصة بعد أن يكون لهم باع طويل في الكتابة الروائية أو الفكرية، وقد تطورت في عصرنا الحالي، فلم تعد حكراً على الكتاب أو الشعراء فقط.
بل أصبح يكتبها الرؤساء والملوك والسياسيون ليوثقوا فيها تجاربهم الذاتية في الحياة السياسية والأحداث التي واكبت حياتهم والأشخاص الذين قابلوهم واصطدموا معهم، كما يحاول كتابتها ناس عاديين ليصبحوا معروفين.

فالسيرة الذاتية تأريخ للأحداث الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية للمكان والزمان؛ توثيق للتاريخ، وتوثيق للخبرات. فكاتب السيرة يتناول فيها أحداثا من مراحل حياته المختلفة، ربما تكون حروبا أو أحداثا تاريخية مهمة شاركوا في تتبعها، أو تشابكت تفاصيلها مع تفاصيل حياتهم.

لكن، الخوف وثقافة المجتمع المحكوم بالعادات والتقاليد، وأسباب أخرى تدفع الكثير من الكتاب الأردنيين –والعرب بالعموم- إلى الابتعاد عن كتابة سيرهم الذاتية، ليجنح أكثرهم إلى كتابتها في أعمالهم الروائية بأسلوب غير مباشر، ليُقرأ كاتبها بين سطورها.

"نحن كأشخاص عاديين وليس كتاب، لا نتجرأ على قول المستور"، تقول الروائية جميلة عمايرة "بثقافتنا قد نؤذي آخرين، وقد نمس مشاعرهم وهم لا زالوا أحياءً".

كتب السير الذاتية في الأردن محدودة جداً، كما ترى القاصة ورئيس تحرير مجلة تايكي الثقافية، بسمة النسور، وتقول "يمكن أن أعتبرها ظاهرة تخص المجتمع الأردني، فالكتابة بهذا النوع محدود جداً".

لو كان الرزاز حياً
(السيرة الجوانية) تجربة للروائي الأردني الراحل مؤنس الرزاز، لكنها لم تكتمل بعد، بسبب وفاته، وتقول النسور "أتصور أن مؤنس لو كتبها لكانت سيرة صادمة، باستثناء ذلك لا أذكر كاتب أردني كتب سيرته الذاتية واستعرض فيها حياته ومعاناته أو الكشف الجواني له".

لكن هناك كتاب للأكاديمي الأردني خالد الكركي "سنوات الصبر والرضا" وفيه ضمن بعضاً من حياته ونشأته في قريته ومراحل تعليمه حتى وصوله إلى مناصب عليا في الدولة، لكنها ذهبت للحديث عن علاقاته الأسرية وببعض من تركوا بصمة في حياته.

وإذا جنحنا إلى الأدب العربي فالقائمة تطول لعل أبرزهم: فدوى طوقان، جبرا إبراهيم جبرا، إدوارد سعيد وإحسان عباس، وتتحدث بسمة النسور "من الصدفة أننا في العدد القادم من مجلة تايكي نشتغل على هذا

الموضوع تحديداً، وخصوصاً السيرة الذاتية لدى المرأة، ووجدنا أن بصعوبة كتبت امرأة سيرتها، باستثناء الراحلة فدوى طوقان، السؤال مطروح والجواب عليه يحمل أكثر من اجتهاد".
"تركيبة المجتمع العربي بالعموم محافظ، وهناك الكثير من التابوهات ولا توجد الجرأة لاقتحامها، وإن تحدثنا عن المجتمع الأردني، فطبيعته لا يعبر عن نفسه بسهولة، وهذا ينطبق على المبدع باعتباره ابن البيئة، ودائما نتحفظ بالتعبير عن ذواتنا، وحوارنا دائما يكون في المعظم جواني والمرأة خصوصا عليها الكثير من القيود"، تقول بسمة النسور لبرنامج برائحة القهوة.

وتعلق الروائية جميلة عمايرة "لا يوجد أي عمل أدبي؛ قصصي أو روائي، إلا ويحمل بذرة ولو صغيرة جداً من الكاتب، حياته هواجسه أحلامه وانكساراته، ولأنني أتحدث معك وبين يدي رواية إلياس فركوح مقامات الزبد فيها جزء كبير من الذات، ومن السيرة الشخصية للكاتب، وكذلك رواية شجرة الفهود لسميحة خريس فيها جزء كبير من السيرة الذاتية".

وتعود وتقول عمايرة "الكاتب العربي تربى على التابوهات والممنوعات التي تحد من القول المباشر، وكل ذلك عكس الآخر والذي هو الأدب الغربي والاعترافات والجرأة العالية، لكن الأدب العربي ومن ضمنه الأديب الأردني لم يحدث، وإن كان هناك محاولات لكتابات فيها من الجرأة الكثير وتسمى الأسماء فيها كما هي".

حياة عادية وغياب الأحداث.. أم خوف من البوح
خليل السواحري، كاتب وقاص وصاحب دار الكرمل للنشر، حدثنا عن السير الأدبية، ولماذا لا يكتب الأديب الأردني سيرته الذاتية، يقول "ليس هناك سيرة ذاتية مائة بالمائة سواء كتبها كتاب أردنيين أو عرب أو أجانب، وأعتقد أن اعترافات جان جاك روسو التي صدرت في أواخر أيام حياته في بدايات القرن العشرين، كانت أصدق كتابات السير الذاتية. هنا، لا يتطرق الكاتب إلى كتابة سيرته الذاتية، لعدة أسباب أولها أن الروائي والقاص عادة ما يكتب بعض من جوانب سيرته الذاتية من خلال إبداعه القصصي أو الروائي، فيغطي هذا الجانب من جوانب حياته".

ويتابع.."أو عدم وجود أحداث مفصلية ذات أهمية في حياته، فالسيرة الذاتية تحتاج لأحداث كبيرة، فإذا كانت حياة الكاتب عادية يقرأ ويكتب فقط، أي ليس لديه تجربة اجتماعية أساسية كبيرة، هذا يجعله يعزف عن كتابة السيرة الذاتية، وهناك وجه آخر لعزوفهم عن الكتابة، وهو تجنب البوح بأحداث لا يريد البوح بها، فتكون بحياته أحداث سياسية أو جنسية أو اجتماعية لا يريد أن يعرض لها صراحة، وبالتالي لا يكتب سيرته الذاتية".

هل تمنع الأعراف والتقاليد الكاتب من كتابة سيرته الذاتية؟
"نعم"، يؤكد السواحري ويتابع "فحسان أبو غنيمة الراحل بدأ بكتابة سيرته الذاتية، فاكتشف أنه سيقع في مطبات كثيرة فعزف عن كتابتها، وأنا أكتب بعض فصول من سيرتي، فهناك نوع من السيرة الذاتية وهي عبارة عن مختارات من حياة الكاتب، فيختار مفاصل سياسية أو ثقافية أو لقاءات مع كتاب آخرين. فأنا أكتب مقاطع من السيرة الذاتية وليس السيرة الذاتية كاملة مثلما فعل طه حسين، وإنما يختار الكاتب الأحداث التي يحس أنها ذات أهمية ليطلع القارئ عليها".

في حين أن كتاب آخرين مثل فيصل الحوراني كتب خماسية عن النكبة في حدود 1200 صفحة كما يشير السواحري، "هي عبارة عن سيرة ذاتية مخلوطة بالوقائع الفلسطينية، والوقائع الفلسطينية غنية وسريعة ومتلاحقة، فهو كتب ابتداءً من خروجه من المسمية وانتهاءً بوجوده في غزة بعد أوسلو، وتناول فيها القضية الفلسطينية بشكل عام؛ أرخ لأحداث القضية الفلسطينية من خلال اشتباكه فيها ومع الأشخاص القياديين والأحزاب".

لما العزوف !
الروائية سميحة خريس، ورئيسة القسم الثقافي في جريدة الرأي، ترى أن هناك كٌتُابا أردنيين كتبوا سيرهم الذاتية، "مثلاً إحسان عباس كتب وغيره الكثير، ولا يمكن تسمية ذلك بعزوف الكاتب، لأن المعظم الموجود بالساحة لم يصل إلى السن الذي يلح عليهم بضرورة كتابة السيرة الذاتية، ولأن مخاوف عديدة تحد من قدرتهم على التعبير عن تجاربهم الشخصية، والرقابة الاجتماعية التي قد تطالها بالتحديد".

إذا هي جرأة بالنهاية؟
"فيها جرأة ولا يخفى عليك ما كتبه الروائي الراحل مؤنس الرزاز في السيرة الجوانية، وفيها الكثير من السيرة الذاتية النفسية لحياته؛ وهي جرأة غير معهودة أصلا في الأدب العربي".

ورغم الخوف والرقابة الاجتماعية على الكاتب، فأنه يبقى عاشقا لأن يعبر عن ذاته في أي عمل يكتبه لذلك يظل متحفزاً لكتابتها، "ولدينا إحساس بضرورة أن نكتب شيء من داخلنا ونسرب بعضها في داخل نصوصنا الروائية".

وهو ما يمكن قراءته في روايتك شجرة الفهود؟
"لا، ليس تماما أنا أستفيد من تجاربي في العمل والحياة العامة وأسخرها، لكني لم أكتب السيرة الذاتية داخل النص".

وهل هناك نية لكتابة سيرة ذاتية بالمستقبل؟
"قد يكون. ولكن ليس بمعنى السيرة الذاتية، فقد يكون اجتزاء جزء وأعبر عنه".

البيئة تحكم على الكلمة
البوح للآخر والكتابة بواقعية، ليست من عادات المبدع العربي، وهو حال أي إنسان عادي، وكما يقول الناقد فخري صالح ورئيس القسم الثقافي في الدستور أنه "ليس لدي جواب قاطع بهذا الشأن لكن أظن أن المشكلة الأساسية تنطبق ليست على الكاتب أو المثقف فقط وإنما على كافة العاملين في المجال العام في الحياة الأردنية. وهنا أقصد رجال السياسية والعاملين في الحقول التي تجعلهم معروفين أمام الناس".

"علينا الاعتراف بأننا نعيش في بيئة تقليدية ُيحكم على الشخص من كلمة يقولها، ولهذا السبب ربما يتجنب الكتاب والمثقفون، أن يكتبوا بصراحة، وأن يفتحوا سجلاتهم بطريقة تضيء في المستقبل الأعمال الأدبية التي يكتبونها" يقول فخري صالح.

ومع هذا، فهناك خوف يتملك المبدع، فإذا كتب يتسبب بالأذى لأولاده وأقرباءه، وهنا يتجاوز الخوف الذاتي إلى الخوف والحرص على من حوله، ويقول الناقد صالح حول ذلك ، "هي مشكلة أساسية، ونجيب محفوظ مثلا حاول ذلك، فعندما قام رجائي نقاش بكتابة سيرة نجيب محفوظ رُفعت على محفوظ قضايا من قبل أقرباءه حتى من ابن أخته، وذلك بسبب ما قاله عن العائلة، وحتى أصدقاء لمحفوظ كان يعرفهم فقد كتب أبناؤهم ضده بسبب ما قاله في هذه المذكرات".

ومن هنا لا يستطيع المبدع أن يبوح، كما في الغرب، "وعندها يُفضل أن يكتب أعماله الإبداعية، ونحن علينا أن نستنتج فيما إذا كانت هذه الأعمال لها علاقة بحياته الشخصية أم لا".

سير ذاتية بدون أقنعة
"الكتابة العارية"، وصف يطلقه الأدباء على السير الذاتية، وذلك لأن نقل الواقع كما هو سيترتب عليه نقل لأحداث لم تجد طريقها للنشر، وتسليط الضوء على علاقات بين أشخاص تطال شخصيات أدبية وسياسية واجتماعية معروفة في الغالب، وهنا تأتي السيرة الذاتية للمؤرخ المصري عبد الرحمن بدوي التي وصفها الكتٌاب بأنها "مدفوعة برغبة في الانتقام وتصفية حسابات شخصية وأحقاد لم يدفنها الزمن" بالمقابل هناك سيرة باتت من الأساسيات في التراث الأدبي ونشير بهذا الصدد إلى سيرة الشاعرة الفلسطينية الراحلة فدوى طوقان (سيرة جبلية، سيرة صعبة) وفيها تناولت حياتها كامرأة وكيف ساعدها أخيها الشاعر الراحل إبراهيم طوقان على التعلم والخروج من عباءة مجتمع تحكمه العادات والتقاليد.

هل بالضرورة أن تتحدث السيرة عن فضيحة؟ ليست بالضرورة أن تكون كذلك، لكن يذهب الكثيرون إلى قراءة السير لأجل "الفضيحة والتطرق إلى المحرمات وتحديدا الجنس"، فالحديث على الورق هو طريقة لتفريغ الكبت الذي يعانيه القارئ في مجتمعه ومن هنا يربط البعض بين السيرة والمذكرات الشخصية وكأنها قراءة داخلية حميمة تستدعي الاهتمام والفضول فيما كتبه الكاتب.

لا ينكر أحد الأهمية التي تميز السير الذاتية للأدباء والشخصيات المختلفة، فهي تذكي التاريخ والثقافة بكم كبير من الأحداث التي توثق وتؤرخ فيها. فالسيرة الذاتية تنافس الروايات في عصرنا الحاضر في نسب القراءة، لفضول القارئ المتعطش دائما لمعرفة أسرار كتابهم أو شخصياتهم المفضلة، أو لمعرفة حياة هؤلاء وما عاصروه في فتراتهم من أحداث وأزمات.
للمزيد حول الموضوع زيارة صفحة برنامج "برائحة القهوة".

عمل ( م.م . ن مدونة تعليمي آخر
__________________

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده