التصنيفات
القسم العام

الذكاء الانفعالي -التعليم الاماراتي

السسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الذكاءالانفعالي(Emotional Intelligence )إن موضوع الذكاءالانفعالي وتسميته بهذا الاسم جديدعلى الساحةالتربوية والنفسية الاجتماعية . لقد بدأ التفكيربهذا الموضوع منقبل مايروسالوفي وكاروسو (Mayer , Salovy and Caruso لأول مرة في الثمانينات من القرن الماضي . على أنها نتشرعلى يد دانيال كولمان (Danial Golman ) الذي عمل جاهدا بفضل نشاطه عبرالتليفزيون ونشرمقالات عديدة متناولا هذا الموضوع في مجلات واسعةالانتشار ، مما أثار اهتمام الناس من مختلف القطاعات لهذاالجانب الذي له مساسب جوانب حياتهم العملية المختلفة . يدخل موضوع الذكاء الانفعالي في جميع الاختصاصات منها النفسية والاجتماعية والطبية والاقتصاديةالخ.
*تعريف الذكاء الانفعالي :لقدعرف مايروسالوفي ( 1997 ) الذكاء الانفعالي على انه قدرة الفردعلى إدراك انفعالاته النفسية للوصول إلى تعميم ذلك الانفعال ليساعده على التفكير وفهم ومعرفة انفعال الآخربحيث يؤدي إلى تنظيم وتطويرالنموالذهني المتعلق بتلك الانفعالات. وقد حدد االذكاء الانفعالي بأربعة جوانب هي :1ـتعريف الانفعال . 2ـ استعمال الانفعالات في تسهيل التفكير .3ـ فهم الانفعالات. 4ـإدارة الانفعالات .
يمكننا أن نعرف الذكاء الانفعالي بجملة مختصره وهي : معرفة الفرد لنفسه وللآخرين الذين يتعامل معهم الفرد.
*أثرالذكاءالانفعالي في الحياة العملية:
يمكن للفرد أن يتعلم كيفية تطويرذكائه الانفعالي عنطريق التعلم والتعليم . يلعب الآباء والمربوندورافعالا في تنمية وتطويرهذا النوع من الذكاء لدى أبنائهم وطلابهم . وللذكاء الانفعالي دورمهم فيدفع الفرد نحوالوصول إلى الهدف والأخذ بيده لتحقيق النجاح في حياته العملية والاجتماعية . كما أن تفاعل البيئة والوراثة يؤثرتأثيركبيرفي تنمية . قديكون دورالبيئة في هذا المجال أقوى وأكثر فعالية مماهي عليه في حالةالذكاءالعام.
تشيرالدراسات المختلفة إلى أن الذكاء العام وحده لايضمن تحقيق نجاح الفرد في المجالات العملية ، وإنم ايحتاج الفرد إلى مزيج من التعقل والتفكر والتأمل والتحسس بحيث يؤدي هذا المزيج والذي نطلق عليه بالذكاء الانفعاليـ إلى تحقيق النجاح في مجالات الحياة المختلفة .
تلعب ميكانزمات الجهازالعصبي وتفاعلاته دورا مهما في تشكيل الذكاء الانفعالي . وكلما كان الجهازالعصبي صحيا وقويا ومتطور اكلم اسلك الأفراد سلوك ايشير إلى انهم يتمتعون بمميزات جيدة منجميع الوجوه التربوية والنفسية والبدنية .
ومن خصائص الذكاء الانفعالي أنه يعنى بطبيعةالأفراد والجماعات والمجتمع برمته . ويمكن للفرد أن يضع علاقة بين انفعالاته وتفكيره من ناحية وبين تفكيروانفعالات الآخرين الذين يتعامل معهم من ناحية أخرى ، بحيث يجعل تلك العلاقة بمثابة الجسرالذي يؤدي به إلى الوصول إلى النجاح في المجالات المختلفة من الحياة ، ويؤدي بالتالي من ناحية أخرى إلى تقوية الذكاء الانفعالي لدى ذلك الفرد .
عرف دانيال جولمان الذكاء العاطفي(او الانفعالي) بأنه القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعورالآخرين.. وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكل سليم في علاقتنا مع الآخرين.*القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي:
وذلك بالتعرف على ما يسبب هدوءناأو توترنا.. أو ما يشكل دافع السلوك الذاتي (نعرف على وجه الدقة ما الذي دفعنا داخليالهذا السلوك).. ونتعرف على حقيقة ما نريد بالضبط من المواقف الإتصالية.. ونتعرفتماما على قدراتنا الإستجابية (قدرتنا على التفكير بصمت قبل الرد.. ثقتنا الصادقةعلى قدرتنا على حل المشكلة وعلى إيجاد الرد المناسب.. قدرتنا على إتخاذ موقف وقراروحكم ودفع الثمن إذا تتطلب الأمر).. وتعرفنا على شعورنا الشخصي يأتي بالممارسةاليومية والمستمرة على تقويم مشاعرنا والتعامل معها بجدية وتلقائية وتطوير وتلافيالأخطاء وذلك عبر التغذية الراجعة.*القدرة على التعرف على شعور الآخرين:وذلك بالتعرف على دوافع سلوكهم.. ومحاولة معرفة ما وراء سلوكهم.. حتى لو كان ذلكعلى حساب الرد والإستجابة السريعة عليهم.. أن تصمت ثم تفكر بدوافع سلوكهم وتفصلهكليا وبشكل خالص عن تقييمك لذاتك أو تتوقع أن شعور الآخر نابع تماما من ردة فعلهعليك.. فالمهم هو البلاغ الذي توصله أنت والبلاغ المتبادل.. وكذلك التواصل النسبيوالمرن مع الآخرين وذلك بالطريقة التي عبر عنها أرسطو بالغضب المناسب من الشخصالمناسب, وبالدرجة المناسبة, وفي الوقت المناسب, وللغرض المناسب, وبالطريقةالمناسبة. وهذا قانون إتصالي عظيم يكمن في التفاعل مع الآخرين وفق الطريقة التييفهمها الآخرون وليس الطريقة التي نحاول أن نفرضها على الآخرين دون جدوى.. وردةالفعل هذه يجب أن تكون تلقائية كأي ردة فعل أي نابعة من الذات ووفق المشاعرالذاتية.. ويمكن تطبيقها على كافة أنواع ردات الفعل الأخرى من قبل الآخرين.. *كيفية تحفيز أنفسنا:
وذلك بتوليد الحالة النفسية المطلوبة في أيموقف.. ويكون ذلك بالتحكم برسائل الجهاز العصبي فإذا كانت تعبر عن اليأس أو التعبأو القصور وغيره.. فنقوم بتحويلها ذاتيا لمعنى الطموح والعمل والنشاط والقوة.. وذلكعبر الإشارات أو الرسائل الإيجابية التي نتعود عليها ونقوم بترسيخها في العقلالباطن باستمرار ويوميا.. حتى نصبح قادرين على إستعادة التحفيز مباشرة.. ويكون ذلكبحيل كثيرة.. منها تذكر موقف سابق بكافة تفاصيله تم النجاح فيه بكفاءة ونجاح.. أوبتخيل نتائج الهدف من الإتصال أو الموقف مع الآخرين.. أو توقع النجاح في الموقفالإتصالي مع الآخرين عبر المشاعر وليس بالتفكير المنطقي..*كيفية إدارةعاطفتنا بشكل سليم في علاقتنا مع الآخرين:
إدارة العاطفة بشكل سليم وإيجابيحقيقة هي السيادة الكاملة على الذات.. وإدارة العاطفة هي خلاصة معرفتنا بذواتناولحقيقة ما نريد في أي شيء ولثقتنا في القدرة على حل المشاكل مع الذات ومع الآخرين..وإمتلاك الحيل المتعددة والمختلفة لحلها.. والمرونة الكاملة في التعامل معالأحداث.. وتفهم دوافعنا الذاتية ودوافع الآخرين.. وتوليد الحالات النفسية وتحفيزهاعلى النجاح في الأشياء والقيام بها بتوقع وتسلسل وتدرج ونجاح..

*الخاتمة:
درجةالذكاء تزيد وتنقص، عند الإنسان، وليس هناك ذكاء أو تفكير كامل، وهي مثل أي عاطفةكاملة لدى الإنسان، مثل الطموح (الطموح يزيد وينقص) أو الحب، أو تقدير الذات، أوالذاكرة.
ويتميز الإنسان بالمزاوجة بين العقل والعاطفة بتوازن وواقعية..فالشمبانزي يصطدم عاطفيا ونفسيا إذا فقد أحد والديه، أو عاش يتيما أو تم إصطياد أحدأفراد عائلته، أما الإنسان هو الذي يمكن أن يعلم العقل كيف يتجاوز الصدمات ويتعاملمعها مثلا كدافع للإستمرار في الحياة والتغيير.
ويمكننا تملك مهارات الذكاءالعاطفي.. عبر التفكير الإيجابي بالمشاعر مع الآخرين ومع الذات.. وهناك فرق بينالذكاء العاطفي وبين العاطفة الساذجة.. فالأول يستخدم العاطفة لصالح الفرد.. فيالتحكم بسلوكه.. وبسلوك الآخرين.. أما الثانية فتدفع الطبيعة السلبية السائدةللتفكير في البروز..
حاول أن تكون إيجابيا بالفطرة.. وأقنع عقلك الباطنباستمرار بهذه الإيجابية في مشاعرك.. وستجد أن تطوير الذكاء العاطفي أسهل وأكثرتملكا من تطوير الذكاء العقلي.. فالأول يتطور بالإيجابية أما الثاني فيتطوربالمصطلحات وأدواتها…


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده