answr-book8-2017-2017.zip (1.34 ميجابايت,
answr-book8-2017-2017.zip (1.34 ميجابايت,
هذا تقرير عن مظاهر الحضارة الاسلامية (( اتمنى ان يعجبكم )) … ^_^
المقدمة
الموضوع
* تعريف الحضآرة الإسلآمية
الحضآرة الإسلآمية هي جملة ما قدمه المسلمون من إبداع في شتى المجالات ( الفن , التاريخ , الأدب ، السياسة ، الإدارة , و العلم … إلخ ) .
و هي العطاء و الغطاء ، عطاء الأمة الإسلامية عبر العصور التاريخية في شتى المجالات ، و هي غطاء للأمة الإسلامية لتحفظ تاريخها و أحداثها و حضارتها و يصون قيمها و يضمن استمرارها في العطاء و التجديد و لا ينتهي عند حد معين فباب الحضارة الإسلامية باب مفتوح لا يغلق على مدى الأيام ، و تتنوع البحوث في الحضارة الإسلامية ، و على الرغم من تنوع بحوثها و مصادرها و مراجعها فهي تحتاج إلى الكتابة المتجددة .
و الإسلام كرَّم الإنسانوأعلى من شأنه ، فقد جاء بحضارة سامية ، تسهم في تيسير حياةالإنسان .
ويجب علينا أن نتعرف عليها لترفع من شأننا وتيسر لنا جوانبالحياة ، و إن التقدم في الغرب لا يعد حضارة بل يسمى بالمدنية لأنه ؛ لأن الغرب اهتمبالتقدم المادي على حساب القيم والمبادئ والأخلاق .
* مظآهر الحضآرة الإسلآمية
للحضارة الإسلامية أسس قامت عليها ، وخصائص تميزت بها عن الحضارات الأخرى ،أهمها : المظهر السيآسي ، المظهر الإدآري ، المظهر الاجتمآعي ، المظهر الفني ، المظهر العلمي .
أولاً : المظهر السيآسي
المظهر السياسي يتعلق بهيكل الحكم و أهم مؤسساته الخلافة و الوزارة في الدولة الإسلامية و سنسلط الضوء كنموذج للمظهر السياسي
كما قال الله تعالى : (( إني جاعل في الأرض خليفة))
فلقد أنزل الله تعالى الانسان لكي يخلف في الأرض و يدير شؤونها و يبنيها .
و المظهر السياسي في الحضارة الإسلامية مبني على مبدأ الشورى و لكن عندما بدأت الخلافة الإسلامية في الضعف بدأ الحكم بالتغير .
و أكبر مثال على ذلك : عندما تم اختيار الخليفة بعد الرسول – صلى الله عليه و سلم – على مبدأ الشورى ، فقد اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة نقاش حتى يتم اختيار الخليفة فتمت مبايعة أبو بكر الصديق في تلك الجلسة ، و بعد ذلك انتقل نظام الشورى إلى النظام الوراثي على يد معاوية بن أبي سفيان ، أما في العهد العباسي الثاني فاخذت الخلافة تفقد هيبتها بسبب ضعف الخلفاء في تلك الفترة .
ثآنياً : المظهر الإدآري
يختص هذا المظهر بالجانب التنظيمي للدولة الإسلامية و يتجلى في كل من القضاء ، و الشرطة ، و الدواوين ، و النظام المالي و أخيرا في الحسبة التي سنركز عليها كمظهر إداري .
و الحسبة هي : الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .و هي من أوائل النظم الإسلامية لذلك كانت له صفة دينية فهي أساسه الأول .
و الرسول – صلى الله عليه و سلم – أول من قام بدور المحتسب ، و استمر هذا الأمر بعد وفاة الرسول فقد كان عمر بن الخطاب يقوم هذا الدور بنفسه و بعد ذلك أصبحت من دور القاضي و بعدها اختص بها موظف عرف بالمحتسب و كان له أعوان يساعدونه في الاشراف و المرور في الطرقات .
و من أهم مهام المحتسب :
1- مراقبة الأسواق و الطرقات .
2- الإشراف على إقامة صلاة الحمعة .
3- منع البيوع الفاسدة ( الخمر ، الميتة ، لحم الخنزير ) اتباعا لكلام الله – عز و جل – {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِير}
4- منع معلمي الكتاتيب من نضرب الصبيان .
5- مراقبة الآداب العامة ( مثل : منع الرجال من مخالطة النساء .. التصدي لمن يسوء للآخرين )
6- تكليم ارباب الببهائم بإطعامها و عدم تحميلها فوق طاقتها ، لأن الله أمرنا بالرحمة بالحيوان
ثآلثاً : المظهر الاجتماعي
و هو يقسم إلى مظهرين أساسين ، هما
أ- المرأة في الإسلام:
قبل الإسلام كانت المرأة تعامل كالعبد المذلول و كانت تعتبر كالخادمة و تعامل بسوء و ظلم واضح ففي الصين كانت المرأة تعمل في أحقر الأعمال .و في الهند كان المرأة تخاطب زوجها بخشوع و تأكل من بقايا طعامه .أما في فرنسا فقد خلقت المرأة للذل و خدمة الرجل .و غيرها من البلدان التي كانت تتتعامل بها المرأة كالخادمة التي تنجب و لوالدها الحق في بيعها !و لكن عندما جاء الإسلام كرمها و أعلى من شأنها و أصبحت ذا مرتبة عالية في الدولة الإسلامية ، و هكذا تمتعت المرأة بمكانة مرموقة في الإسلام .
ب- المساواة و التسامح في الإسلام
إن من أسس الإسلام في التعامل مع الغير التسامح و المساواة و هذا يعود للأسباب التالية
أ- كرامة الإسلام مهما كان لونه و جنسه أو حتى دينه .
ب- اتباعا لأمر الله تعالى بالعدل و الإحسان
رآبعاً : المظهر الفني
أ- العمارة
بدأ ارتقاء العمارة يتضح في عهد عمر بن الخطاب حينما ابتكر المسلمون العناصر المعمارية التي تجلت في المساجد و القصور .. على سبيل المثال ابتكر المسلمون المآذ و القباب و المقرنصات في المساجد ، أما في القصور فلدينا العديد من الأمثلة عليها كقصر عبدالعزيز بن مروان في الفسفاط ، و قصر الحمراء في الأندلس و العديد العديد من القصور .
ب- فن الزخرفة و الخط العربي
اهتم المهندسون بالزخرفة النباية و الهندسية و الخط العربي الذي تنوع في أشكاله حتى أصبح يستخدم في العمارة ، من أمثلة الخطوط العربية : الكوفي ، الفارسي ، الديواني ، و خط الثلث و غيرهم
جـ – المدينة الإسلامية
بعد اتساع الفتح الإسلامي كان لابد من إقامة المعسكرات ليستقر فيها الجنود فعمدوا إلى إنشاء المدن و منها : البصرة ، الكوفة ، بغداد ، الفسفاط ، القيروان ) .
خآمساً : المظهر العلمي
اشتهرت الحضارة الإسلامية بالدراسات العلمية و أثرت في العالم الغربي المسيحي تأثيراً كبيراً ، و لم تبدأ الحضارة الأوروبية إلا باستنادها إلى الدراسات الإسلامية .
و من العوامل التي ساعدت العلماء المسلمين على التفوق العلمي :
* حرية الرأي العلمي
* رعاية الخلفاء و الحكام و الولاة للعلم و العلماء
* الصبر و المثابرة في طلب العلم
* دعم المجتمع للحركة العلمية و الثقافية
الخاتمة:
*إن حضارتنا الإسلامية تراث مثالي،وواقع تعيشه الأمةالإسلامية بقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف ،وهي بهذا المنهج والأسلوب توجد بينالمسلمين في جميع أنحاء الدنيا،أمماً كانوا أم أقليات أم أفراد مهاجرين في أوطانغير أوطانهم ،لأنها تتسم بخصوصيات وقيم مشتركة مميزة تبرز في الأعراف والعاداتوالتقاليد،وهذه الخصائص تبرز الانسجام و التكامل في حضارة الأمة الإسلامية دون استثناء .
وفي الختام أرجو أن يكون هذا التقرير قد نجح في إلقاء بعض الضوء على الحضارة الإسلامية .
ياريت حد يجيبلي نماذج من امتحانات التربية الاسلامية للفصل الدراسي الثاني (المنهج الجديد )
ومشكورين على جهودكم
فييي المممممرررررففففقاااااات
يبت لكم ملخص التربية الاسلامية فصل 2 بس في بعض الدروس من فصل 3 بس بتستفيدون ..
بشكل مرتب في المرفقات
س1 عرف التفسير بالرأي
ج1 هو إعمال العقل والاجتهاد في تفسير القرآن الكريم
س2ما حكم التفسير بالرأي عند العلماء؟
ج2 اختلف العلماء في حكم التفسير بالرأي إلى مذهبين
المذهب الأول
قالوا بعدم جواز التفسير بالرأي واستدلوا على ذلك بما يلي:
1- إن التفسير بالرأي قول على الله بغير علم لأنه يقوم على الظن
2- إن الله قد أضاف بيان القرآن وتفسيره إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وليس لأحد غيره فقد
قال تعالى : أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم
المذهب الثاني ذهب أصحاب هذا المذهب إلى جواز التفسير بالرأي لأنه تفسير يقوم على الحجة والدليل وحجتهم في ذلك
القرآن الكريم: حيث وردت آيات كثيرة تحث على التدبر وإعمال الرأي
كقوله تعالى: أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها
س3 ما أشهر كتب التفسير بالرأي
ج3 من المفسرين بالرأى الإمام الفخر الرازي تفسيره مفاتيح الغيب
أنوار التنزيل وأسرار التأويل البيضاوي / مدارك التنزيل للنسفي(ت:701) / غرائب القرآن للنيسابوري(ت:728) روح المعاني للألوسي
درس القرآن ومنهجية التفكير
س1 ما هو العقل؟
ج1 العقل غريزة وضعها الله في خلقه وهي ضد الحمق والجنون.
وهي قوة غريزية للنفس تتمكن بها من إدراك الحقائق والتمييز بين الامور.
س2كيف يستدل على وجود العقل؟
ويستدل على وجود العقل بمعرفة آثاره أو بظاهرة فعل الجوارح.
س3 كيف يقوى العقل وينمو؟.
ج3العقل لا يقوى ولا ينمو إلا عن طريق المشاهدات والتجارب.
س4ما علاقة الإسلام و القرآن بالعقل؟
ج4 لم يبطل الإسلام نشاطه أو يلغ وظيفته بلع وضع له ضوابط منهجية تحكم مساره أوضح له حقول المعرفة و القضايا التي يتمكن من النظر فيها منها :- (( قضية الخلق الكوني))
(( قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الاخرة ))
وأدرك أن وراء هذا الكون المادي ,عالما آخر هو عالم الروح
فالعقل له مجال محدود يستطيع العمل فيه وإدراك الأشياء من خلاله أما إذا تجاوزت ذلك الحد التبست عليه الامور فيقع في الخطأ
ولكن لابد من وضع منهج رشيد له يتبعه حتى لا يندفع فيما لا طائل من ورائه.
س5علل ا كلما تعاظمت قوة العقل الانساني وذكاؤه يبقى محدود الطاقة؟
ج5 لأنه لا يستطيع أن يعمل إلا بما تزوده به حواسه وحواس الانسان محدودة القدرة
إذا فالعقل لا يستطيع إدراك أي شي إلا إذا حصره في حدود الزمان والمكان
س6حدد سمات العقل المادي
ج6 1 ) الرؤية المادية للكون
فهو ينظر للكون على أنه عالم مادي مكتف بذاته توجد داخله مقومات حياته وتحكمه قوانين حتمية لا غاية لها ولا هدف.
2)الرؤية المادية للإنسان
فالإنسان في نظر العقل المادي كائن تحركه غرائز حب البقاء وقوانين الصراع والسيطرة لتحقيق منافعه الشخصية.
3)الرؤية المادية للعقل الإنساني
بأنه عقل مستقل بذاته قادر على التفاعل مع الطبيعة والوصول إلى معرفة قوانينها وبالتالي تطوير أنظمة معرفية وأخلاقية توجهه في حياته ويستغنى بها عن غيره.
4)النظرة الفنائية لكل شي بعد الموت حيث لا خلود للمادة.
5)العجز عن إدراك الكليات والقيم و الغايات الإنسانية
قارن بين العقل المادي والعقل المسلم
أوجه التشابه لا يوجد أي وجه تشابه بينهما.
وجه المقارنة | العقل المادي | العقل المسلم |
نظرته للكون | *ينظر للكون على أنه عالم مادي مكتف بذاته | *ينظر للأمور من كلا الجوانب. فالكون محتاج لخالقه |
نظرته للإنسان | والانسان كائن تحركه غرائز حب البقاء. | يعقد تواصل بينه وبين القرآن لتعرف على الحقائق. |
نظرته للعقل | *العقل الانساني بأنه عقل مستقل بذاته. | *يفهم أحاديث الرسول و يقوم بها. |
نظرته للمادة | *النظرة الفنائية لكل شيء. | الجنة والنار لا تفنيان |
نظرته للمعرفة | العجز عن إدراك الكليات | إدراك الكليات. |
درس القرآن والعقل الجاهلي
س1 كيف كان أهل مكة يعيشون
س2 بيئة جغرافيه قاسيه تكثر فيها الجبال وتقل المياه
س3 ماذا طغى علي حياتهم
ج4ما أسباب تكذيب مشركي العرب لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم
ج4 التكوين المادي للعقل العربي في الجاهلية
حالة الجعل والأمية التي كان عليها العرب
الخوف على مصالحهم التجارية
نفورهم عما يخالف دينهم ودين آبائهم
س5 موقف القرآن من تحديات المشركين
ج5 أقام الدلائل القاهرة على أن نزول القرآن في حد ذاته يعد معجزة
س6 علل لم يستجب الله للكافرين بإنزال آية إعجازية مادية غير القرآن
ج6 لأنه لا حاجة إليها في إثبات نبوته علية السلام
س7 لماذا التحدي بالقرآن
ج7 ادعاء المشركين أنه بإمكانهم الإتيان بكتاب مثل القرآن الكريم،حيث قالوا(( لو تشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين))
درس التفكير
ألم تروا أن الله سخر ما فى السموات وما فى الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنه ومن الناس من يجدل فى الله بغير علم ولا هدى ولا كتب منير * وإذا قيل لهم اتبعوا مآأنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ءابآءنآ أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير* ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عقبة الأمور* ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عمل و إن الله عليم بذات الصدور*نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ * ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون* لله ما في السموات والأرض إن الله هو الغنى الحميد * ولو أنما فى الأرض من شجرة أقلم والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمت الله إن الله عزيز حكيم* ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس وحدة إن الله سميع بصير*
س1 ماذا يقصد بالرؤية العلمية والبصرية؟
ج1 الرؤية العلمية تكون بالعقل والبصيرة والبصرية تكون بالبصر
وإذا قيل لهم اتبعوا مآأنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ءابآءنآ أولو ا كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير*
ما خطورة التقليد الأعمى كما فهمت من الآيات
علل : يعد التقليد من أكبر العوائق التى تحول دون الوصول إلى الحقائق
تعطل القدرات العقلية التى وهبها الله للإنسان وتفقد ه القدرة على البحث والتأمل
قال تعالى:
ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير
ما الحقائق التى تشير إليها الآية الكريمة؟
ما وجه الترابط بين هذه الآية وبين
قوله تعالى ومآ أمرنا إلا واحد كلمح بالبصر
قال تعالى: فإنما هى زجرة واحدة* فإذا هم بالساهرة*
أقسام الحديث
أقسام الحديث الشريف من حيث القبول و الرفضالصحيح
الصحيح – الحسن – الضعيف
من حيث كثرة الرواة أو قلّتهم ينقسم إلى الآحاد – المتواتر
أولاً : الحديث الصحيح
الحديث الصحيح :
هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله من أول السند إلى منتهاه من غير شذوذ و لا علة.
@شروط الحديث الصحيح :
سنده متصل
رواته عُدولٌ ضابطون
غير شاذ
غير معلّلٍ
انظري إلى الحديث الشريف ثم احكمي عليه من خلال الشروط السابقة :
روى الإمام مالك عن نافع عن عبدالله بن عمر y أن رسول الله r قـــــــال : ( أنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة إنْ عاهد عليها أمسكها و إن أطلقها ذهبت)
uسنده متصل : إذ أن كلَّ راوٍ سمعه من شيخِهِ.
رواته عُدولٌ ضابطون : و إليكن أوصافهم من كتب الرجال :
مالك بن أنس : إمام حافظ ، أمير المؤمنين في الحديث صاحب الذهب المنشور.
نافع : أبو عبدالله المدني ، مولى ابن عمر إمام حافظ ، متفق على عدالته و إتقانه .
عبدالله بن عمر بن الخطاب t : صحابي جليل .
غير شاذ : إذ لم يعارضه ما هو أقوى منه.
غير معلل : إذ ليس فيه عِلـّة من عللٍ.
و من ذلك نستنتج أن هذا الحديث ( حديث صحيح )
حكم العمل بالحديث الصحيح :
قال الإمام الشافعي : (( إذا صح الحديث فهو مذهبي ))
قال الإمام ابن خزيمة : (( ليس لأحد قولٌ مع رسول الله r إذا صحَّ الخبر))
ثانياً : الحديث الحسن
الحديث الحسن :
هو ما اتصل سنده برواية العدل غير تام الضبط من غير شذوذ و لا علـّة.
حكم العمل بالحديث الحسن :
يحتج بالحديث الحسن و يعمل به لأنه مقبول ، و إن كان دون الصحيح في القوة.
*ما الحكم عند تعارض الحديث الصحيح مع الحديث الحسن ؟؟
– يعمل بالحديث الصحيح لأنه الأقوى.
ثالثاً : الحديث الضعيف
هو كل حديث لم تجمع فيه صفات القبول.
@حكم العمل بالحديث الضعيف :
إذا كان في فضائل الأعمال و المواعظ و القصص و الترغيب و الترهيب و نحوها فإنه يجوز العمل به.
أما إذا كان في العقائد كصفات الله أو في الأحكام الشرعية من الحلال أو الحرام و غيرها فإنه لا يجوز الأخذ به.
و قد وضع العلماء شروطاً للعمل بالحديث الضعيف ، منها :
* أن يكون الضعف في الحديث غير شديد.
* أن يندرج تحت أصل معمول به.
* أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته ، بل يعتقد الاحتياط.
الخبر الموضوع :
هو ما نسب إلى رسول الله r اختلاقـاً و كذباً مما لم يقله أو يفعله أو يقرُّه
#حكم الوضع في الحديث الشريف :
قال r : (( من كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار)) رواه البخاري
قال r : (( من حدَّث عنـّي حديثا ً يرى أنه كذبٌ فهو أحد الكاذبين)) رواه مسلم
أسباب حدوث الوضع :
* الأحزاب السياسية التي بدأت عند وقوع الخلاف زمن عثمان t.
* أعداء الإسلام من الزنادقة و الملحدين.
* التفرقة العنصرية و التعصب للقبيلة و البلد و الإمام.
* القصّاصون.
* الرغبة في نشر الخير مع الجهل فيه.
علامات الوضع و دلائله :
* ركاكة لفظه و سماجة أسلوبه.
* فساد المعنى و مخالفته لبدهيّات العقول السليمة.
* أن يخالف صريح القرآن و السنة أو الإجماع.
* أن يخالف المعلوم من الدين بالضرورة.
* أن يخالف حقائق التاريخ المعروفة في عصر النبي r.
* أن يكون فيه استهزاء و طعن بالأنبياء و الرسل.
الرسول- صلى الله عليه وسلم ــ زوجا
حياة رسول الله صلــ الله عليه وسلم ـــــــى واضحة المعالم ، دقيقة التفاصيل ، ليس فيها جانب خفي ، انما هي معلومة لكل امته بما في ذلك دائرته الاسرية الخاصة ، التي قدم من خلالها نموذجا بشريا رائدا ، واقعي التطبيق ومثالي
المبادئ ، أرشدنا الله – عز وجل – لاتخاذه منهجا نتأسى به ونقتدي فقال :
” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ”
والرسول صلــ الله عليه وسلم ـــــــى كان زوجا لامرأة واحدة لسنوات طويلة ، ثم صار بعد ذلك لعدد من النسوة ، فمن أراد أن يتأسى به وله زوجة واحدة أو عدة زوجات وجد فيه مثالا صالحا وزوجا عادلا.
مقومات حياة الرسول صلـ الله عليه وسلم ــ الزوجية
أولا : أداء الحقوق المادية :
ثانيا : العشرة بالمعروف
ثالثا العدالة والانصاف :
3- رفق المعاملة ورعاية المشاعر :
4- المشاورة واحترام الرأي :
5- الصبر والحكمة في ادارة الخلافات الزوجية :
6 – الترويح عن النفس :
7 – الثقة وعدم الشك ..
8 – الوفاء
1- المشاركة والتعاون : كان الرسول صلـ الله عليه و سلم ــ يعاون اهله ، ويضع يده الشريفة للمساعدة في شؤون بيته ، قالت عائشة – رضي الله عنها – ” كان في بيته في مهنة اهله ” رواه البخاري ، وعددت بعض المظاهر هذه الخدمة فقالت : ” يحلب شاته ، ويخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويخدم نفسه ، ويرقع دلوه ” .
2- التلطف والتدليل : كان صلـ الله عليه و سلم ــى حريصا على ملاطفة اهله واظهار المودة لهن ، لما في ذلك من تطييب لقلوبهن واسعاد لها ، حيث كان نداؤه لهن . بما هو محبب للنفس ، كما ثبت من مناداته للسيدة عائشة – رضي الله عنها – ب(( عائش )) و (( يا حميراء )) . وكذلك تصريحه بحبه لزوجاته والجهر بذلك ، كما قال عن خديجة رضي الله عنها : (( اني قد رزقت حبها )) رواه مسلم ، وقد ذكر انس بن مالك – رضي الله عنه – جانبا من هذا التلطف مع زوجته صفية بنت حيي بن اخطب – رضي الله عنها – فقال : (( رايت رسول الله صلـ الله عليه و سلم ــ يحوي لها وراء عباءة ثم يجلس عند بعيره فيعض ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب )) رواه البخاري . وقد كان يدعوا الازواج الى التلطف مع زوجاتهم بالشكل الذي يشعرهن بالمحبة والمودة ، حيث قال صلـ الله عليه و سلم ــى : (( وانك مهما انفقت من نفقة فانها صدقة ، حتى اللقمة التي ترفعها الى في امرأتك )) رواه البخاري .
حزنت السيدة عائشة – رضي الله عنها – لانها حجت ولم تتمكن من اداء العمرة بسبب الحيض ، فقالت :يا رسول الله ، أيرجع الناس بنسكين ، وارجع بنسك واحد ؟! فبعث بها النبي صلـ الله عليه و سلم ــى مع اخيها عبد الرحمن الى التنعيم ، فاعتمرت بعد الحج .
كانت صفية – رضي الله عنها – مع رسول الله صلـ الله عليه و سلم ــى في سفر فتاخرت في المسير عنهم ، فاستقبلها رسول الله صلـ الله عليه و سلم ــى وهي تبكي وتقول : ” حملتني على بعير بطيء ” فجعل رسول الله صلـ الله عليه و سلم ــ يمسح بيده عينيها ويسمتها فأبت الا البكاء )) رواه النسائي .
قالت عائشة – رضي الله عنها – : (( ما ضرب رسول الله صلـ الله عليه و سلم ــى شيئا قط بيده ولا امراة ولا خادما ….)) رواه مسلم .
* قال انس بن مالك – رضي الله عنه – : بلغ صبية – رضي الله عنها – ان حفصة – رضي الله عنها – قالت لها : ابنة يهودي . فبكت فدخل عليها النبي صلـ الله عليه و سلم ــى وهي تبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ قالت : قالت لي حفصة : ابنة يهودي ، فقال النبي صلـ الله عليه و سلم ــى : انك لابنة نبي وان عمك نبي وانك لتحت نبي فبم تفخر عليك ؟ ثم قال : اتقي الله يا حفصة ” . رواه النسائي
في المشاورة اشعار بالقيمة واظهار المودة ، وقد كان الرسول صلـ الله عليه و سلم ــى يشاور نساءه ويجد منهن صوابا في الراي وسدادا في المشورة ، فهذه ام سلمة – رضي الله عنها – يدخل عليها الرسول صلـ الله عليه و سلم ــى في صلح الحديبية مهموما مشاورا في امر اصحابه الذين شق عليهم ان يرجعوا ولم يدخلوا مكة ، فقالت له : اخرج يا رسول الله فاحلق وانحر ، فاستجابة لمشورتها ، فحلق ونحر ، واذا باصحابه كلهم يقومون قومة رجل واحد فيحلقوا وينحروا .
السيدة خديجة – رضي الله عنها – اشارت على الرسول صلـ الله عليه و سلم ــى حينما رجع من الغار بعد نزول الملك عليه بمشورة فما هي ؟ وهل اخذ بها صلـ الله عليه و سلم ــى ؟
انطلقت به خديجة حتى اتت به ورقة ابن نوفل بن اسد بن عبد العزى ابن عم خديجة – وكان امرءا تنصر في الجاهلية ، وكا ن يكتب الكتاب العبراني ، فكتب من الانجيل بالعبرانية ما شاء الله ان يكتب ، فقال له ورقة : يا ابن اخي ماذا ترى ؟فأخبره رسول الله صلـ الله عليه وسلم ـــى خبرما ارى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي انزله الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعا ،ليتني اكون حيا اذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلـ الله عليه وسلم ـــ أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يات رجل قط بمثل ما جئت به الا عودى ، وان يدركني يومك انصرك نصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة ان توفى وقتر الوحي
قال الله تعالى : ” وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون ” ، وقال صلـ الله عليه وسلم ـــى : (( لا يفرك مؤمن مؤمنة ، ان كره منها خلقا رضي منها آخر )) رواه مسلم ، فالحياة الزوجية لا تخلوا من الخلافات الاسرية ، وتتطلب الصبر والحكمة في مواجهتها ، فقد كان الرسول صلـ الله عليه وسلم ـــى يواجه غضب نساءه برفق وعفو فربما غاضبته الواحدة منهن فهجرته الى الليل ، فلا يهتاج ولا يحتد ، بل يقابل المر بسكينة ولطف ، ويدير المشكلة بحكمة وصبر .
كان النبي صلـ الله عليه وسلم ـــى عند بعض نسائه فأرسلت احدى امهات المؤمنين بصفحة فيها طعام ، فضربت التي كان النبي صلـ الله عليه وسلم في بيتها يد الخادمة ، فسقطت الصفحة ، فانفلقت ، فجمع النبي صلـ الله عليه وسلم ــى فلق الصفحة ، ثم جعل فيها الطعام الذي كان في الصفحة ، ويقول : غارت امكم ، ثم ابقى الخادمة حتى اتى بصحفة من عند التي هو في بيتها ، فدفع الصحفة الصحيحة الى التي كسرت صحفتها ، وامسك المكسورة في بيت التي كسرت . رواه البخاري
كان صلـ الله عليه وسلم ـــــــى يحرص على ايجاد مساحة ترويحية في حياة نسائه – رضوان الله عليهن – سواء في حله او ترحاله ، فقد كان يسمح لهن بمشاهدة اللهو المباح ، كما قالت عائشة – رضي الله عنها : (( لقد رايت رسول الله صلـ الله عليه وسلم ــــــى يوما على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه أنظر إلى لعبهم )) رواه البخاري .. وكان يسمر مع أهله بعد صلاة العشاء وقبل أن ينام يؤانسهم بذلك , وكان إذا اصطحب نساءه في سفر يخصص لهن وقتا ترفيهيا في الصحراء بعيداً عن النظر .. كما فعل مع السيدة عائشة –رضي الله عنها- التي كان يسابقها , فسبقته في الأولى .. و سبقها في الثانية وقال لها حينئذ ((هذه بتلك )) رواه أحمد ..
كان جميع نساء النبي صلى الله عليه وسلّم موضع ثقته واحترامه ، فحينما وقعت حادثة الافك للسيدة عائشة – رضي الله عنها – لم يذكر لها الرسول صلـ الله عليه وسلم ما كان يخوضه الناس في قول اصحاب الافك حتى انها لم تشعر بذلك ، تقول عائشة – رضي الله عنها – : ( فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرا والناس يفيضون في قول اصحاب الافك لا اشعر بشيء من ذلك )) رواه البخاري ، ثم شهد لها بالخير وهو على المنبر ، وأبعد عنها كل شبهة ، وهو يقول : (( والله ما علمت على اهلي إلا خيرا )) رواه البخاري .
الوفاء خلق ايماني تحقق في وفاء الرسول صلـ الله عليه وسلم ــى لزوجته خديجة – رضي الله عنها – التي كان يكثر من ذكرها ، ويكرم اقاربها ، ويحسن الى صديقاتها ، حتى غارت عائشة – رضي الله عنها – منها ، وقالت له : (( ما اكثر ما تذكرها ، قد ابدلك الله – عز وجل – بها خيرا )) فغضب صلـ الله عليه وسلم ــى وقال : (( ابدلني الله – عزوجل – خيرا منها ،قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله – عز وجل – ولدها إذ حرمني أولاد النساء ..)) رواه احمد ، حتى قالت عائشة : ((والذي بعثك بالحق لا اذكرها بعد ذلك الا بالخير )) رواه الطبراني
وعدل الرسول صلــ الله عليه وسلم ـــى بين زوجاته لم يكن يتغير تبعا لتغير احواله في سفر أو حضر ، بل كان يعدل في سفره كما يعدل في حضره ،تقول السيدة عائشة – رضي الله عنها – : (( كان رسول الله صلـ الله عليه وسلم ــى اذا أراد سفرا اقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه )) . رواه البخاري
درس عبد الله بن المبارك
هو أبو عبد الرحمن بن المبارك بن واضح ، والده تركي وأمه خوارزمية ولد سنة ثماني عشرة ومائة، نشأ في مدينة مرو
– أ درك ابن المبارك ما للقراءة من قيمة في الافادة من علوم المتقدمين والمتأخرين فاعتنى بها اعتناء خاصا الزمه بيته دون خروج الى مجالس الأصحاب مما أثار تساؤلهم ، فقالوا : ألا تستوحش – من كثرة الجلوس في البيت- ؟ فقال : كيف أستوحش وأنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه رضي الله عنهم – .
كان ابن مبارك يجل العلماء وينزلهم منازلهم ، فمن أقواله في ذلك : (( لا نكذب الله في أنفسنا ، امامنا في الفقه أبو حنيفة ، وفي الحديث سفيان فإذا اتفقا لا ابالي بمن خالفهما )) ، وكان يحذر من الاساءة للعلماء والتقليل من شأنهم فيقول (( من استخف بالعلماء ذهبت آخرته .
لم يكن ابن المبارك يهتم بالجانب الكمي في جمع العلم فحسب وانم اهتمامه توجه ايضا الى الانتقاء النوعي له ، دافعه في ذلك امانة العلم والاستبراء
التثبت العلمي هو المنهج الذي التزم به ابن المبارك وأخضع له كل ما كان يصل اليه من أحاديث ، حيث كان يتحرى ما يقبل منها وما يرد من خلال اسنادها. (( لنا في صحيح الحديث شغل عن سقيمه ))
الورع والخشية :
كان في منزل ابن مبارك حمام طيارة ، فقال لصاحبه : قد كنا ننتفع بهذه الحمام فليس ننتفع بها اليوم ، قال : ولم ذلك ؟ قال : اختلطت بها حمام غيرها فتزاوجت بها فنحن نكره أن ننتفع بشيء منه من أجل ذلك .
نشر العلم :
كانت دار ابن مبارك في مرو كبيرة الصحن وكان يفدها جموع من طلبة العلم والعلماء فيجتمعون فيها كل ليلة يتذاكرون العلم ، حتى اذا خرج ابن مبارك انضموا اليه .
للكتابة أهمية كبرى عند ابن مبارك فحينما سؤل عن كتابة العلم قال : ( لولا الكتاب ما حفظنا ). ظل – رحمه الله – عاكفا على الكتابة حتى عجب الناس منه فسألوه : الى متى تكتب العلم؟ قال : لعل الكلمة التي انتفع بها لم أكتبها بعد!
كان ابن مبارك مع انشغاله بالعلم يعمل بالتجارة حتى أصبح بها وافر الثراء،فأنكر عليه بعضهم كيف يأمر بالزهد ويتاجر بالمال !!ظنا أنهما ضدان لا يجتمعان فأجابهم : ( انما أفعل ذا لأصون وجهي وأكرم عرضي وأستعين به على طاعة ربي ).
كان ابن المبارك سخيا كريما في انفاقه ، لا يرى لله حقا في مجال إلا سارع اليه وكان يفضل الانفاق على أهل العلم خاصة ، وعندما سئل عن ذلك قال : ((فان تركناهم ( أي المنشغلين بالعلم ) ضاع علمهم وان اعناهم بثوا العلم لأمة محمد- صلى الله عليه وسلم – ولا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم )).
درس سكينة بنت الحسين
هي آمنة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب – y – ولدت في العقد الرابع من الهجرة النبوية ، وأمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس سيد بني كلب ، وقد سميت باسم جدتها أم النبي e آمنة بنت وهب ، لكن أمها لقبتها بعد ذلك بسكينة ، لعلها رأت أن نفوس الناس تسكن إليها وتألفها لسماحة نفسها وخفة ظلها.
C نشأت سكينة – رضي الله عنها – في بيت سبط رسول الله e الحسين بن علي – رضي الله عنهما – سيد شباب أهل الجنة ، وقد كانت مقربة من أبيها يسكن إليها فتفرغ عن قلبه وتسري عن نفسه ، وهو في هذا القول :
لعمرك إنني لأحب داراً تحل بها سكينة والرباب
أحبها وأبذل جل مالي وليس للائمي فيها عتاب
A وبعد استشهاد أبيها انتقلت للعيش في أحضان عمتها زينب بنت علي – رضي الله عنهما -، ثم احتضنها أخوها زين العابدين العابد الزاهد فكانت تحت رعايته ، حتى تزوجها مصعب بن عمير بن الزبير بن العوام – رضي الله عنه ..
B فامتازت على أثر ذلك بشخصية فريدة ، لعل أبرز العوامل الأسرية المؤثرة فيها والتي أسهمت في تكوين شخصيتها وتميزها ما يلي :
z نشأت في بيت يملؤه العلم عملاً به وتبليغاً ، فهذا والدها لا يكاد يستقر بأرض حتى يجتمع إليه الناس لينهلوا من علمه ، ويسمعوا منه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال معاوية بن أبي سفيان – t – لأحد رجاله وهو قاصد أرض الحجار : ( إذا دخلت مسجد رسول الله e فرأيت حلقةً فيها كأن على رؤوسهم الطير، فتلك حلقة أبي عبدالله الحسين – t )
z نشأت في بيت محن وابتلاءٍ ، فما كادت تبصر الدنيا وتعي أحداثها حتى نكبت بنكبة كربلاء التي ألمت بآل بيت رسول الله e فاستشهد فيها أبوها – رضي الله عنه – وشقيقها عبدالله وأخوها علي الأكبر وجملة من
عمومتها وأبنائهم – رضي الله عنهم جميعاً – في موقف أليم – وبعد عام توفيت أمها حزناً على أبيها ، ثم تبيعها عمتها السيدة زينب رضي الله عنها – ولم تنته سلسلة المحن هذا بدل ما أن استقرت في حياتها الزوجية مع زوجها مصعب بن عمير حتى لحق بركب الشهداء في محنة أخرى شبيهةٍ بمحنة كربلاء .
ï نشأت في بيت عبادة وجهاد وترفع عن الدنيا ، فوالدها هو سيد شباب أهل الجنة ، والذي تعجب الناس لقلة ولده فكان جواب أحد بنيه ( العجب أن يكون له ولد وهو الذي ما رئي إلا عاكفاً على العبادة والجهاد ) ، وكذلك أخوها زين العابدين – رضي الله عنه – الذي اشتهر بالعبادة والصلاح حتى سمي ( بالسجاد)
@ يروي لنا التاريخ كثيراً من صفاتها وسجاياها الحسنة نذكر منها :
{ إقبالها على العبادة والتقرب إلى الله بالصالحات في خضوع وخشوع وتذلل ، فكانت ذات عبادةٍ وزهدٍ حافظةً لكتاب الله – عزوجل-، تقضي وقتها حاجةً ومعتمرةً ومنشغلةً بالعبادة ، وقد لحظ والدها ذلك منذ صغرها فقال عنها ” أما سكينة عليها الاستغراق في الله…“
{ اعتنائها بالعلم تعلماً وتعليماً ، فكان طلاب العلم يقصدونها لأجل الرواية عنها ، ومنهم فائد المدني وسكينة أخت اسماعيل بن أبي خالد ، وكذلك روى عنها أهل الكوفة .
{ روت السيدة سكينة بن علي عن أبيها عن رسول الله e أنه قال: ” حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة ” المعجم الكبير.
{ فماذا تستنج من روايتها لحديث رسول الله e ؟؟
كانت شهية مهيبة الشخصية ذات جلد وصبر في مواجهة الأزمات والمحن لا تعرف لليأس طريقاً ولا للجزع مدخلاً وتؤمن بأن النافع والضار هو الله وأن الله لا يضيع أجر الصابرين .
ھ أضف إلى الصفات السابقة أنها كانت بديعة الجمال ، متميزة في حسنها ، فجمعت بين جمال الخلق والخُلُق ، فلم تتعادل على مثيلاتها بل اشتهرت بظرافة طبعها ولطف دعابتها واحترامها وتوقيرها لمن حولها .
كانت السيدة سكينة شاعرة نبيلة ورثت الفصاحة والبيان من جدها علي بن أبي طالب – t – حيث كانت تقرض الشعِر وترويه وتوازن بينه وتنقده ، ولها ندوات نسائية في العلم والأدب.
¥ وكان كبراء شعراء عصرها تحكيمها في الشعر لما يعرفونه من عقلها وبصرها ، وروي أنهم كانوا يستأذنونها بالإجتماع في دارها فتأذن لهم ، وكانت تجلس حيث تراهم ولا يرونها ، وقد اتخذت لها وصيفةً لهم نقدها.
كانت السيدة سكينة شاعرة نبيلة ورثت الفصاحة والبيان من جدها علي بن أبي طالب – t – حيث كانت تقرض الشعِر وترويه وتوازن بينه وتنقده ، ولها ندوات نسائية في العلم والأدب.
¥ وكان كبراء شعراء عصرها تحكيمها في الشعر لما يعرفونه من عقلها وبصرها ، وروي أنهم كانوا يستأذنونها بالإجتماع في دارها فتأذن لهم ، وكانت تجلس حيث تراهم ولا يرونها ، وقد اتخذت لها وصيفةً لهم نقدها.
% توفيت السيدة سكينة سنة 117هـ ، بعد أن تجاوزت السبعين من عمرها ، ودفنت في المدينة المنورة وقد صلى عليها جمع من المسلمين yوأرضاها
درس حقـوق أهـل الكتاب
الكرامة الإنسانية توجب لكل إنسان حق الإحترام دون النظر إلى عرقه أو عقيدتـه.
الإسـلام يدعـو إلى التعايش السلمي مع الديانات الأخــرى .
بيـن المسلم وغـيـر المسلميـن عـلاقــة تعـارف وتـعـاون .
أهل الكتاب هم أصحاب الشرائع الذين أنزلت عليهم كتب سماوية كاليهود والنصارى .
حقوق أهل الكتاب :-
لا إكراه في الدين
حق الأمن و الحماية
حق الضمان الاجتماعي عند العجز و الفقر
حق العدل في المعاملة
حق العمل و الكسب
1 – لا إكراه في الدين :-
كفل الإسلام لأهل الكتاب حريّةَ الاعتقاد ، انطلاقاً من قولِهِ تعالى :
{ لاَ إِكْرَاَهَ فِيِ الدِّيِنِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَاَغُوُتِ وَ يُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَاَمَ لَهَاَ و اللهُ سمِيِعٌ عَلِيِمٌ ( 256 ) }
الآية : ( 256 ) / سورة : البقرة
فقد منع الله اكراه غير المسلمين على اعتناق الإسلام ، بلْ أباحَ لهمْ ممارسةَ شعائرِهم التعبّديّةِ و صانَ لهم معابِدَهم
درس أهم كتب رواية الحديث
) موطأ الأمام مالك
أول كتاب في الحديث الشريف وصل إلينا كاملا و مرتبا على أبواب العلم هو (( موطأ الإمام مالك )) رحمه الله ,
الذي جمع فيه ما صح عنده من أحاديث و تفسير و تاريخ و ذكر فيه أقوال الصحابه و التابعين و الأئمة قبله .
2) صحيــح البخــاري .
1- جمع فيه 7000 حديث صحيح مع المكرر اختارها من ستمائة ألف حديث
2- جمعها خلال 15 سنة
3- ما وضع فيه حديث إلا بعد أن يصلي ركعتين
أشتهر صحيح البخاري بهذا الاسم اختصارا مع أن الاسم الكامل للكتاب يخالف ذلك .
3) صحيح مسلم :
– صنفه خلال 15 سنة
2- تأسى بالبخاري ولم يضع فيه إلا ما صح عنده
3- جمع 7275 حديث مع المكرر
منهجه :
1- اشترط اتصال السند بنقل العدل الضابط عن مثله من أوله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة
2- اكتفى بالمعاصرة لقبول الرواية
الموازنة بين الصحيحين :
# كلا الكتابين يعد مصنفا علميا دقيقا يقوم على شروط الصحة.
صحيح البخاري يقدم على صحيح مسلم من حيث الصحة و صحيح مسلم على صحيح البخاري من حيث حسن الصياغة و الترتيب .
4)سنن النسائي ((المجتبى))
1- رتب أحاديثه على الأبواب
2- وضع لها عناوين دقيقة
3- جمع أسانيد الحديث الواحد في موطن واحد
4- تميز بشدة تحريه في الحديث والرجال
5- شرطه في التوثيق شديد
5)سنن الترمذي :
-سنن الترمذي من أميز كتب الحديث في الترتيب وقد اشتمل على الأحاديث الصحيحة و الحسنة و الضعيفة مع بيان درجتها و التنبيه عليها,
2- وهو يعد من أهم مصادر الحديث الحسن , وقد أضيف إلى الأحاديث أقوال الصحابه و التابعين و العلماء إكمالا للفائدة .
6) سنن ابو داوود :
1- اشتمل على الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة مع بيان درجاتها والتنبيه عليها .
2- أصناف أقوال الصحابة والتابعين والعلماء
7) سنن ابن ماجة :
اكتسبت سنن ابن ماجة أهميه كبيرة عند العلماء حيث تفردت بتخريج أحاديث كثيرة غير موجودة في الكتب السابقة .
8) مسند الإمام أحمد :
1- رتبه أسماء الصحابة ووضع تحت اسم كل صحابي الأحاديث التي رواها
2- وضع فيه 40000حديث
3- خرج الحديث الصحيح والحسن والضعيف
4- يعتبر من المجامع المهمة لكثرة الفوائد
درس التفسير بالرأي والعلم الحديث
يذهب بعض المفسرين إلى القول بأن القرآن قد جمع علوم الأولين و الآخرين, وقامت كل طائفة بفن من فنونه
* أهل اللغة اعتنوا بعلوم اللغة في القرآن.
* المؤرخون اهتموا بما ورد فيه من قصص القرون السابقة والأمم الخالية.
* الفلكيون نظروا إلى ما فيه من الآيات الدالة على تعاقب الليل والنهار, والشمس والقمر ومنازلهما, والبروج وغير ذلك.
* الأطباء نظروا إلى ما فيه الدعوة إلى حفظ نظام الصحة, وحدوث الشفاء للأبدان بعد العلل.
قال تعالى:”شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس“ ( الـنـحــل 69 )
* الصناعيون نظروا إلى الإشارات القرآنية العديدة التي تنبه لأصول الصنائع,و أسماء الآلات.
منهج الإمام محمد عبده في التفسير
1849 – 1905 مـ
ولد معمد عبده في إقليم البحيرة بمصر وترقى في مختلف المواقع العلمية والمهمة حتى صار مفتياً للديار المصرية, وهو رائد مدرسة الإصلاح والتجديد في العصر الحديث, حيث كان منهجه العلمي يقوم على التجديد ورفض التقليد وتنقية الإسلام مما ألصقت به من الشوائب والبدع ..
كان الإمام يلقي تفسيره للقرآن على شكل دروسٍ دينية يستمع إليها الكثير من الناس على اختلاف طبقاتهم ثم قام تلميذه الشيخ رشيد رضا بترتيبها وطبعها تحت عنوان :” تفسير المنار ” ..
وقد كان منهجه في التفسير يقوم على : الاعتماد على أساليب اللغة العربية, وسنن الله في الكون, ثم على ما كتبه قدماء المفسرين, ولكنه لم يكن مقلداً وإنما كان ينظر في كل هذه المصادر فيختار بعضها ويعرض عن بعضها الآخر ..
درس النجاة في القص
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((نعم المال الصالح للمرء الصالح))
قال تعالى:
ألم يجدك يتيماً فآوى(6)ووجدك ضالاً فهدى(7)ووجدك عائلاً فأغنى(8)
صدق الله العظيم
قال رسول الله صلى الله ليه وسلم…
((ان الله نهى عن ثلاث:قيل قال,وكثرة السؤال,وإضاعة المال))…متفق عليه
يعتبر المال من الضرورات الخمس وهي:
الدين والنفس والعقل والعرض والمال,,..
ماواجبنا إتجاه نعمةالمال
– المحافظة عليها
– شكر الله عزوجل من خلال :
– الإنفاق في سبيل الله
– إنفاقها في المباح .
-عدم إضاعتها
ضوابط الاستهلاك
1.إباحة الاستهلاك في الطيبات والمتع والزينة بلا ترف ول خيلاء
2.المال مال الله والانسان مستخلف فيه.
3.تحريم استهلاك الخبائث.
4.لزوم الاعتدال والتوسط في الاستهلاك والتوازن بينه وبين القدرة المالية.
5.مراعاة الأولوية عند الاستهلاك.
6.تجنب التقليد الاعمى في الاستهلاك
الاسراف؟…
هو تجاوز الحد في انفاق المال في المباحات.
( طعام – شراب – مسكن – ملبس – زينة – متعة – مراكب )
التبذير؟…
هو إنفاق المال في معصية الله وفي غيروجه حق.
صنف العبارات التالية إلى إسراف أو تبذير
اشترى شاب مقبل على الزواج بيتاً كبيراً يحتوي قاعات كثيرة لا يحتاجها.
– اشترى رجل لوحة فنية لبيته بمليون درهم.
– .أنفقت فتاة مبلغاً من المال للإحتفال بعيد الحب.
– تحرص سيدة على اقتناء أحدث وأغلى
– الحقائب النسائية لتنافس صديقاتها.
– انفق رجل مبلغاً من ماله في مسابقة يانصيب.
نهى الله عز وجل عن الاسراف وبين انهلايحب المسرفين وذلك لأنهم,,…؟؟
1.يظلمون انفسهم ويؤذون أبدانهم
2- يضيعون اموالهم.
3.يخسرون آخرتهم
التبذير من الرذائل اللاأخلاقية التي نهى الله عنها وجعل اصحابها قرناء للشياطين ؟؟….
1.لأن الانفاق في الفساد من طرق الشيطان التي يعطل بها طرق الإنفاق في الخير.
2.التبذير كفر بنعمة الله تعالى والمبذر مثل الشيطان في ذلك بوضع النعم في غير طاعة الله .
آثار الإسراف والتبذير
1.الحرمان من التوفيق والهداية الالهية والتعرض للعقوبة.
.المساءلة بين يد الله تعالى
3.إهدار الأموال وإضاعتها فيما لايحقق مصلحة
.حرمان المستحقين من المال الفائض الذي يبذر ويسرف في غير حاجة.
.الفقر والعيلة على الآخرين.
درس النجاة في القصد
الاعتدال في الإنفاق من صفات الرحمن الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا .
القصد: هو التوسط في الأمر بحيث لا يكون فيه إفراط أو تفريط ( وسط بين الشح والتبذير )
الفضيلة : وسط بين رذيلتين
القصد في استهلاك الماء
عن أنس – رضي الله عنه – قال؛ ” كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يغتسل بالصاع (أربعة أمداد إلى خمسة أمداد ) ويتوضأ بالمد (مقدار
حفنة كبيرة ) فمن زاد عن ذلك فقد أساء وظلم ”
آثار القصد في الاستهلاك
– المحافظة على موارد البيئة من الاستنزاف بلا ضرورة ، وتأمين الحياة السليمة للأجيال التي تأتي بعده.
2- توفير حياة كريمة للإنسان تغنيه عن السؤال .
3- أن الإنسان مستخلف في الأرض لا سيماإذا كان مالكاً لها ، وهي داخلة في دائرة مسؤوليته .
4- في القصد شكر لله على النعم ، للمحافظة عليه من الزوال ، إذا ما قوبلت بالكفران .
5- أن موارد البيئة أمانة ، ائتمن عليها الإنسان ، في التفريط خيانة للأمانة .
6- موارد البيئة حق عام يتعلق بالإنسانية كلها ، والإفراط في استهلاكها إيذاء للفرد والبيئة على حد سواء .
درس الإسلام وحماية البيئة
الأبعاد التي تمثلت فيها موقف الاسلام من البيئة
-حمايتها من دواعي الافساد
-الأمر باعمار البيئة من خلال استثمار كل مسخرا تها
-الأمر بإصلاح ما قد يطرأ عليها من فساد بفعل الانسان
المبادئ الاسلامية التي تقوم عليها حماية البيئة
* مبدأ الخلافة ..
* مبدأ العلم ..
* مبدأ لا ضرر ولا ضرار ..
* مبدأ الرقابة الذاتية ..
* مبدأ المسؤولية الشخصية ..
مظاهر حماية الاسلام لعناصر البيئة
حماية الماء ) المحافظة على الماء من خلال بيان دوره الرئيس في وجود الحياة واستمرارها كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : ( وجعلنا من الماء كل شي حي )
1- عدم الاسراف .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا تسرف ولو كنت على نهر ٍ جار ٍ ”
2- عدم الاضرار .. قال تعالى : ” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ” ..
3- تحديد الشرع لضوابط الانتفاع بالثروة المائية :
4 ) التحذير من الملوثات التي تضر بسلامة المياه :
حماية الأرض
1 ) التكليف الالهي للانسان باعمار الأرض
2 ) الدعوة إلى تطهير الأرض من المدنسات لأنها موضع عام للصلاة والطهارة
3 ) الأمر بنظافة الأرض وإزالة كل ما يقع عليها من ضرر
4 ) الأمر باستصلاح الأراضي المهملة ..
5 ) التحذير من ملوثات البيئة
حماية النبات
1- الحث على تشجير البيئة .
2- الأمر بالإحياء الزراعي للأراضي المهملة
3- الأمر بالتنمية الزراعية المستديمة .
4- النهي عن إفساد البيئة النباتية بالقطع أو الحرق.
حماية الحيوان
حث الإسلام على العناية بالحيوانات و الرفق بها و حذر من الإساءة لها
– النهي عن تعريض حياة الحيوان للموت دون مبرر شرعي
الحفاظ على البيئة الحيوانية من مخاطر الانقراض بتحريم صيدها لهواً أو تفاخراً .
4- الأمر بالحفاظ على الثروات الحيوانية المنتجة .
الحفاظ على جنس الحيوان و نوعه
– أوجب الحفاظ على البيئة الحيوانية و حمايتها في أقدس البقاع و هما مكة المكرمة و المدينة المنورة .
7- النهي عن التحريش بين الحيوانات حتى يقتل أو يؤذي بعضها بعضاً .
: التحذير من الملوثات التي تضر بسلامة المياه :
الدليل1: قال ( صلى الله عليه وسلم ) : (( لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه ) ) رواه بخاري
الدليل 2: قال ( صلى الله عليه وسلم ) : (( اذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء )) رواه بخاري
الدليل 3: قال ( صلى الله عليه وسلم ) : (( أغلقوا الباب و أوكئوا السقاء أكفئوا الإناء )) رواه الترمذي
الدليل 4: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : ((نهى النبي( صلى الله عليه وسلم)
أن يشرب من في السقاء )) رواه بخاري
لو سمحتوا يمكن تسااعدووني في حل درس الدولة الاسلامية وحضاارتهاااا..
اذا ما عليكم كلااافة
الله يخليكم اللي عنده الأجوبة يخليهم لي والله راح أدعيلكم من كل قلبي .. بس انتو سااعدووني.
أتمنى أن يتنفذ الطلب.. باذن الله تعالى….
السلام عليكم
بوربوينت
<<< بالمرفقات
باسبورد :
uae.ii5ii.com
اقدم لكم نموذج امتحان تجريبي لمادة التربية الاسلامية ..
للصف الحادي عشر , الفصل الثاني..
منطقة الفجيرة التعليمية
نفع الله بها العباد..
موفقين ان شاء الله..
المقدمة
لقد كان الإسلام منذ نشأته على صلة مباشرة بأربع مدنيات كبيرة هي البيزنطية، والساسانية الفارسية، والهندية، والصينية، كذلك فإن الشعب الذين فتحوا مساحات شاسعة شملت ما بين جبل طارق والصين كانوا يتسلحون بثلاث عوامل هامة هي: الذكاء، والنشاط، والروح العالية، وبالنسبة للعامل الأول وهو الذكاء الحاد الذي يهدف إلى الوسائل البناءة، والعامل الثاني وهو الدافع الروحي القوي الذي بعثه الحماس الديني، وكان العامل الثالث هو تلك الهبة غير العادية لفهم الجمال والخلق والقوة المعبرة والذي كان بلا شك منشأ تلك الدرجة العالية من تقدير الفكر والميزات الروحية.
وكنتيجة لكل ذلك أصبح للإسلام واحدة من أعظم وأهم المدنيات والحضارات، وبعد أن امتدت الدولة الإسلامية واستقرت أحوالها فإن الحماس الجماعي القوي للعرب قد دفعهم إلى القيام بتجميع الإنجازات الفنية والعلمية والصناعية و الاقتصادية والصحية والأدبية والفنون والفلسفة.
الموضوع
اعتمدت الدولة الإسلامية على شعوب البلاد المفتوحة. وكانت هذه الشعوب عريقة في حضارتها، فهناك الحضارة الساسانية التي سادت العراق وفارس، وكانت تحتفظ بتراث أسيوي خاص ساهمت في تكوينه الحضارتان الصينية والهندية بنصيب وافر. وهناك الحضارة البيزنطية التي سادت في الأقطار المطلة على حوض البحر المتوسط، وهي حضارة ذات أصول يونانية شرقية، لأن البيزنطيين والرومان من قبلهم، كانوا تلاميذ لليونان، وكانت الإسكندرية وحران والرها ونصيبين وإنطاكية من أهم مراكز الثقافة اليونانية الرومانية.
فالعرب، رغم تراثهم العريق القديم الذي تمثل، في حضارات معين وسبأ وحمير في بلاد اليمن، وحضارة الحجاز التي اشتهرت بنشاطها التجاري والديني، إلا أنهم وجدوا في البلاد التي فتحوها حضارات متطورة راقية، لها إدارات حكومية منظمة، ونظم اقتصادية متفوقة في الزراعة وأعمال الري والصناعة، وفي ميادين العلوم العقلية والتجريبية كالرياضيات والفلك والفيزياء، فاغترفوا منها بما يتفق مع تقاليدهم وعقيدتهم.
الدولة الإسلامية باعتمادها على هذه الشعوب، عملت على مزجها وصهرها في البوتقة الإسلامية. وهذا الاتحاد هو السر في تلك النهضة العلمية العجيبة التي امتدت من قيام الدولة العباسية إلى نهاية القرن الرابع الهجري. فان كان للدولة العربية الإسلامية في صدر الإسلام، فضل الفتوح والانتشار والاتصال بالحضارات القديمة مما أدى إلى ظهور المنابت الأولى للحضارة الإسلامية في أواخر عهدها، فإن للدولة العباسية فضل رعاية هذه المنابت الحضارية والعمل على تنميتها وازدهارها. فالمسلمون نقلوا وترجموا وعربوا هذا التراث القديم إلى لغتهم العربية حتى إذا ما استوعبوا ما نقلوه، أخذوا ينتجون ويبدعون ويضيفون، حتى قدموا للعالم ما عرف بالحضارة العربية الإسلامية، وهي الحضارة التي توفرت لها تلك المزايا الثلاث التي لا تتوفر إلا في الحضارات الكبرى وهي:
الامتياز، والأصالة، والإسهام في تطور البشرية.
لهذا أجمع العلماء على أن الحضارة الإسلامية تحتل مكانة رفيعة بين الحضارات الكبرى التي ظهرت في تاريخ البشرية، كما أنها من أطول الحضارات العالمية عمراً، وأعظمها أثراً في الحضارة العالمية.
وتبدأ هذه النهضة الحضارية في العراق بعد أن أسس الخليفة العباسي "أبو جعفر المنصور" مدينة بغداد (145- 149 هـ) وجعلها عاصمة لدولته، ومقراً للخلافة فصارت مدينة دولية واكتسبت صفة عالمية، وسكنتها عناصر من مختلف الأجناس، والملل والنحل، إسلامية وغير إسلامية، فهناك الفرس والهنود والسريان والروم والصينيون وغيرهم. وكل هذه العناصر لم تسكن بغداد بأشخاصها فقط، بل بثقافاتها وتجارتها وعلمها وفنها، فعربت ألفاظ يونانية وفارسية وهندية كثيرة. وترجمت عن اليونانية "حكم سقراط وأفلاطون وأرسطو"، وظهرت كتب الأدب العربي مثل عيون الأخبار لابن قتيبة، والبيان والتبيين للجاحظ.
وفي خلافة أبي جعفر المنصور (136- 158 هـ) ترجمت بعض أعمال العالم السكندري القديم بطليموس القلوذي (ت 17 م)، ومن أهمها كتابه المعروف، باسم "المجسطي ". أي الكتاب الأعظم في الحساب، والكتاب عبارة عن دائرة معارف في علم الفلك والرياضيات. وقد أفاد منه علماء المسلمين وصححوا بعض معلوماته وأضافوا إليه.
وعن الهندية، ترجمت أعمال كثيرة مثل الكتاب الهندي المشهور في علم الفلك والرياضيات، "براهمسبهطسدهانت " وتختصر بسد هانتا أي " المعرفة والعلم والمذهـب ". وقد ظهرت الترجمة العربية في عهد أبي جعفر المنصور بعنوان "السند هند" وهو تحريف للعنوان الأصلي. ومع كتاب "السند هند" دخل علم الحساب الهندي بأرقامه المعروفة في العربية بالأرقام الهندية فقد تطور على أثرها علم العدد عند العرب، وأضاف إليها المسلمون نظام الصفر، والذي لولاه لما فاقت الأرقام العربية غيرها من الأرقام،ولما كان لها أية ميزة، ولما استطعنا أيضاً أن نحل كثيراً من المعادلات الرياضية من مختلف الدرجات، فقد سهل استعماله لجميع أعمال الحساب، وخلص نظام الترقيم من التعقيد، ولقد أدى استعمال الصفر في العمليات الحسابية إلى اكتشاف الكسر العشري الذي ورد في كتاب مفتاح الحساب للعالم الرياضي المسلم جمشيد بن محمود غياث الدين الكاشي(ت 840 هـ1436 م)، وكان هذا الكشف المقدمة الحقيقية للدراسات والعمليات الحسابية المتناهية في الصغر، لقد كانت الأرقام العربية بصفرها وكسورها العشرية بحق هدية الإسلام إلى أوروبا. ومن هذا الكتاب أيضاً استخرج العالم "إبراهيم الفزاري "- الذي أشرف على ترجمته- جدولاً حسابياً فلكياً يبين مواقع النجوم ويحسب حركاتها وهو ما يعرف باسم "الزيج ". أما الآلة الفلكية التي تستخدم لرصد الكواكب، فكانت تسمى "بالاصطرلاب ". ويعتبر إبراهيم الفزاري أول من صنع الاصطرلاب من المسلمين.
وعن الفارسية، ترجم كتاب "كليلة ودمنة" الذي كان هندياً في الأصل ثم ترجم إلى الفارسية وعنها نقله "عبد الله بن المقفع " إلى العربية في خلافة المنصور أيضاً. هذا إلى جانب ترجمته لعدة كتب أخرى في تاريخ وأدب الفرس ونظمهم وتقاليدهم. ومن المعروف أن الخليفة العباسي المأمون قد أوكل إلى سهل بن هارون، ترجمة الكتب الفارسية. كذلك نذكر كتاب "هزار افسانه " ومعناه ألف خرافة، إذ أن الخرافة بالفارسية يقال لها افسانه، والناس يسمون هذا الكتاب ألف ليلة وليلة وهو خبر الملك والوزير وابنته وجاريتيها وهما شيرازاد ودينازاد، ويبدو أن هذه القصص وصلت إلى المسلمين عن طريق الفرس، ويظهر في بعضها أثر أفكار الهنود في الأرواح وتناسخها، وقد وضعت هذه القصص في قالب عربي إسلامي في العصر العباسي الأول ثم زيد فيها في العصر الفاطمي بحيث لم يتبق من التأثير الفارسي سوى بعض الأسماء الفارسية. والشاهنامة للفردوس التي ترجمها نثرا الفتح بن علي البنداري سنة 697 هـ/1297 م، وهناك أيضا لعبة الشطرنج الهندية الأصل والتي انتقلت عن طريق الفرس إلى المسلمين، وألفت فيها كتب بالعربية وصار لها انتشار كبير في عالم الإسلام.
وفي خلافة هارون الرشيد (170 هـ/ 786،ـ 193هـ / 808 م) أسس في بغداد في بيت الحكمة" لأعمال النقل والترجمة، الذي ازدهر في عهد ولده عبد الله المأمون (198هـ/813م- 218 هـ/833 م)، فترجمت فيه أمهات الكتب اليونانية القديمة، وأقيمت فيه المراصد، ورسمت فيه الرسوم (الخرائط) الجغرافية على أحدث ما توصل إليه العلم في الأرصاد وأعمال المساحة. كما تخرج منه مشاهير العلماء أمثال " محمد بن موسى الخوارزمي (ت 232 هـ – 846 م) " الذي عهد إليه المأمون بوضع كتاب في علم الجبر، فوضع كتابه " المختصر في حساب الجبر والمقابلة"، وهذا الكتاب هو الذي أدى إلى وضع لفظ الجبر وإعطائه مدلوله الحالي. فالجبر إذن، علم عربي سماه العرب بلفظ من لغتهم، والخوارزمي هو الذي خلع عليه هذا الاسم الذي انتقل إلى اللغات الأوروبية بلفظه العربي ولقد ترجم كتاب الخوارزمي إلى اللغة اللاتينية في سنة 1135 م بواسطة مستعرب إنجليزي اسمه " روبرت أوف تشستر درس وعاش في أسبانيا حيث كان أسقف بامبلونه ، ومن هناك انتقلت ترجمته إلى أوربا حيث ظلت تدرس في جامعاتها حتى القرن السادس عشر الميلادي. كما انتقلت الأرقام العربية إلى أوربا عن طريق مؤلفات "الخوارزمي ".
هذا وتظهر عبقرية "الخوارزمي " في " الزيج " أو الجدول الفلكي الذي صنعه وأطلق عليه اسم "السند هند الصغير،،وقد جامع فيه بين مذهب الهند، ومذهب الفرس، ومذهب بطليموس (اليونان)، فاستحسن أهل زمانه ذلك وانتفعوا به مدة طويلة فذاعت شهرته وصار لهذا الزيج أثر كبير في الشرق والغرب.
وللخوارزمي مأثرة أخرى، وهي أنه رسم للمأمون خريطة كبيرة للعالم المعمور على أيامه، كما وضع كتاباً جغرافياً بعنوان "صورة الأرض " اعتمد فيه على كتاب المجسطي لبطليموس مع إضافات وشروح وتعليقات. وقد نشر هذا الكتاب وترجم إلى الألمانية سنة 1926 م.
وفيما يتعلق بمجال الطب فقد احتل الإسلام مكان الصدارة بين الدول وأرسى قاعد قوية ووضع الأساسات لحضارتنا ومدنيتنا.
وقد كان في بغداد ستة آلاف دارس للطب وحوالي ألف ممارس طبي، ثم بعد مضى مائة عام أخرى وجد في دمشق مستشفى مركزي تتبعه كلية كبيرة للطب. وفي ذلك الوقت أيضاً أقيم أيضاً المستشفى الكبير في القاهرة والذي ضم عدة أبنية وأربعة حدائق واسعة وقد زود بالموسيقى لراحة المرضى، كما كان يدفع للمريض الذي يشفى خمس قطع ذهبية لتمكنه من مراعاة صحته خلال فترة النقاهة. ويتضح من هذا أن المستشفيات كانت ابتكاراً إسلامياً.
وقد توصل الأطباء المسلمون إلى آراء جديدة في الطب تخالف آراء القدماء في معالجة كثير من الأمراض، واستخدموا في مستشفياتهم الكاويات في الجراحة، ووصفوا صب الماء البارد لقطع النزف أو معالجة الحميات، وعالجوا الأورام الأنفية وخياطة الجروح، وقطع اللوزتين، وشق أوراق الحلق، وقطع الأثداء السرطانية، وإخراج الحصاة من المثانة، وجراحة الفتق وجراحة العيون، وإخراج الجنين بالآلة، وإخراج العظام المكسورة، واستخدام المرقد (البنج) (ويدخل في تركيبه الأفيون والحشيش وست الحسن) كما فرقوا بين الحصبة والجدري… الخ.
وكان العرب أول من اهتدى إلى القول بأن الأوبئة تنشأ عن تعفن ينتقل عن طريق الهواء والمخالطة وسمو الأمراض المعدية بالسارية ، ودليلها عندهم أن من خالط مريضًا بها أو لبس ثيابه انتقلت إليه عدواه.
وعالج العرب الجنون علاج الأمراض الطبيعية، وكان يسمى عند الإفرنج بالمرض الالهي أو الشيطاني لأنهم حسبوه من إصابات الأرواح أو الشياطين . ولقد أورد صاحب عيون الأنباء في طبقات الأطباء ، من أسماء الأطباء العرب ، مانيف عن الثلاثمائة ، هذا عدا كثير من الذين لم يتح لهم حظ الشهرة وذيوع الصيت ، ويعترف الفيلسوف الألماني "هومبولد" بأن العرب قد أبدعوا شيئًا كثيرًا في الطب ، وأوجدوا علم الصيدلة الكيماوية ، وعرفوا كثيرًا من النباتات الطبية ، والتي أضيفت إلى ما كان يعرفه الأغريقيون جاءت في كتب ابن سينا وابن داود وابن البيطار وغيرهم .
وحرص الخلفاء وأهل اليسار على إقامة المستشفيات والمعاهد لتعليم الطب ودور لعلاج المرضى ، وكان أول من أقامها في الإسلام هو الوليد بن عبد الملك (عام 88هـ / 706م) وقد قرر بها الأطباء وأجرى عليها الأرزاق . ثم عرفت حواضر الإسلام المستشفيات الثابتة والمتنقلة مه انتشار الأوبئة والأمراض ، أو تنقل الخلفاء والأمراء؛ وقد زودت بصنوف الأدوية وأنواع الطعام والشراب والملابس والصيادلة والأطباء – وكان في كل مستشفى جناح للذكور وآخر للإناث؛ وخُصِّصَ لكل نوع من الأمراض جناح خاص بمرضاه ، وألحقت بكل مستشفى صيدلية تضم أنواع الشراب والمعاجين والأدوية ، ويشرف عليها رئيس يتبعه معاونون ، ويقيم المريض بالمستشفى أو يأخذ معه الدواء إلى بيته إذا لم يقتض مرضه الإقامة. ويتفقد الأطباء مرضاهم في الأقسام التي يقيمون بها؛ وكانت تحبس الأوقاف على المستشفيات ، وترصد لها الأموال وينفق عليها في سخاء ؛ وإذا فرغ الأطباء من أعمالهم مضوا إلى خزائن الكتب في مشتشفياتهم أو دورهم وأكبوا على القراءة لتكون عونًا لهم في ممارسة مهنتهم ؛ وإذا دخل المريض المستشفى نزعت عنه ثيابه وحفظت مع نقوده عند أمين المستشفى ثم ألبس ثياب المستشفى وقدم له العلاج والغذاء والدواء بالمجان حتى يبرأ من مرضه . وعلامة ذلك أن يقوى على أكل فروج ورغيف ؛ وعندئذ يعطى له مال وثياب ويؤذن له في الخروج ، كما كان يحدث في مستشفى البيمارستان العتيق الذي أنشأه أحمد بن طولون عام 259هـ / 872م .
ومن أمثلة دور العلم الطبية (دار ابن سينا)، فكان يجتمع فيها طلبة العلم، منهم من يقرأ في كتاب القانون، وآخر يقرأ في طرق الشفاء، وكان التدريس يتم ليلاً لعدم وجود فراغ خلال النهار بسبب خدمة السلطان والأمراء، ومن أهم المدارس الطبية أيضًا المدرسة الدخوارية بالشام، التي أنشأها أبو محمد بن علي بن حامد المعروف بالدخوار، وكان كحالاً (أي طبيبًا للعيون)، وتتلمذ على يديه كثير من أطباء دمشق، وكان أستاذًا ببيمارستان النوري الكبير، ثم بعد وفاته أوقفت داره وجعلت مدرسة للطب، وكذلك المدرسة الدينسرية التي أنشأها عماد الدين الدينسري، ولكن دور العلم والمدارس الطبية لم تف بالغرض المطلوب؛ لأن الطب من العلوم التجريبية التي لا تصلح لها هذه المعاهد، فكان لابد من الدراسة العملية، ولذلك ظلت البيمارستانات هي كليات الطب المفضلة لتدريس المقررات للطالب، حيث إنها مكان تتوافر فيه الحالات المرضية وطرق العلاج.
والبيمارستان هي كلمة فارسية تتكون من شقين "بيمار" بمعنى المرض، و"ستان" بمعنى مكان، أي أن معناها مجتمعة "مكان المرض" ثم حورت في العصور الحديثة إلى كلمة مارستان، أصبحت لفترة طويلة تطلق على دور العلاج العقلي، حتى صارت التعبير العامي لهذا النوع من المستشفيات.
بذلك أنشئت المدارس الطبية العلمية، أو البيمارستانات التعليمية، وأهمها البيمارستان المقتدري في القرن الرابع الهجري في بغداد، وقد هدمه المغول، والبيمارستان النوري الكبير في دمشق (في القرن السادس الهجري) ، والبيمارستان العضدي في بغداد، والمنصوري بالقاهرة، الذي أنشأه المنصور سيف الدين قلاوون، (في القرن السابع الهجري)، وكان يشرف على البيمارستان ويدرس الطب فيه علماء شهد لهم التاريخ؛ ففي البيمارستان العضدي كان ابن بطلان، وابن التلميذ، وسنان بن قرة ، وفي المقتدري كان الواسطي. وفي النوري: ابن الدخوار، وابن النفيس، وابن أبي أصيبعة.
أما بيمارستان قلاوون في القاهرة فكان أعظم مستشفى، وكلية طبية في تاريخ مصر خلال العصور الوسطى، وكان يشرف على رئاسته كبير أطباء، وهو ما يقابل اليوم عندنا "عميد كلية الطب"، وكان يتم اختياره من كبار الأطباء، وأحسنهم سمعة وعلمًا، وكان الإشراف على البيمارستان يعتبر من وظائف الدولة المهمة ولرئيسه حق مقابلة السلطان في أي وقت، كما كان للبيمارستان قسمان: قسم للرجال، وآخر للنساء، وكل قسم من الأقسام الداخلية يشمل تخصصات عدة مثل: طب العيون – الجراحة – الإسهال والحمى – الأمراض العقلية والنفسية…إلخ.
كما كان قسم خارجي يتردد عليه حوالي 4000 مريض يوميًا يصرف لهم أصناف جيدة من العلاج، وكان كل قسم يشرف عليه رئيس، وكان لرئيس الأطباء ورؤساء الفروع فقط الإذن بمزاولة فنون الطب لمن يرونه صالحًا من الطلاب الدارسين بالبيمارستان، وكان يعاون المدرسين أو الأساتذة طوائف المعيدين، فنظام المعيدين هو أصلاً من ابتكار التعليم الإسلامي، وكان للمعيد واجبات منها ما ذكره القلقشندي (إذا ألقى المدرس الدرس وانصرف أعاد الطلبة ما ألقاه المدرس ليفهموه ويحسنوه).
كان الالتحاق بالمدرسة الطبية أو البيمارستان سهلاً، إذ يذهب الطالب إلى حيث يجلس الأستاذ، ويستمع إليه، والطالب حر في اختيار مقررات الدراسة، بل ودراسة ما يرغب فيه وحرية التنقل من أستاذ إلى آخر، حتى تكون الدراسة على هواه، ولا تفرض عليه في هيئة برامج أو مقررات إجبارية، ولم يكن الأمر فوضى كما قد يتبادر إلى الذهن، ولكن كانت هناك كتب أساسية يجب أن يدرسها الطالب، ولا يمكنه الحصول على إجازته إذا لم يتقن هذه الكتب.
ومن مشاهير الأطباء الذين برزوا في العصر العباسي الأول نذكر الطبيب "جورجيوس ابن بختيشوع " الذي استدعاه الخليفة المنصور من "جنديسابور" (شرقي البصرة) لعلاج معدته التي كان يشكو منها. وبعد معالجة قصيرة شفي على يديه، فجعله طبيبه الخاص فكان ذلك أول صلة بين بلاط بغداد وبين أسرة "بختيشوع " التي لعبت بعد ذلك دوراً هاماً في البلاط العباسي وفي الحضارة الإسلامية.
وفي أيام المعتصم وولديه الواثق والمتوكل، برز الطبيب "يحيى بن ماسويه(ت 243 هـ) " الذي تنسب إليه مؤلفات طبية عديدة من أهمها: "كتاب دغل العين" أي ما يضر العين ويؤذيها، وهو أول كتاب عربي في علم الرمد. كذلك يؤثر عن هذا الطبيب أنه كان يدرس التشريح عن طريق تقطيع أجسام القردة، وكان الخليفة المعتصم يعتمد على مشورته، ولهذا كان يحتفظ ببنية قوية. ويعرف " ابن ماسويه " في الغرب باسم "ماسو الكبير" .
كذلك نذكر الطبيب اللامع "حنين بن إسحاق (ت 260 هـ ) الذي عرف عند علماء الغرب باسم "يوهانيتس" درس "حنين " الطب على أستاذه "يحيى بن ماسويه" ثم واصل دراسته في بلاد الروم والإسكندرية وفارس، والف كتباً كثيرة أهمها كتاب في الرمد باسم "العشر مقالات في الـعين "، وكتاب " السموم والترياق "، وكتاب في أوجاع المعدة، وكتاب في الحميات، وكتاب في الفم والأسنان. وهذا الكتاب الأخير أعجب به الخليفة الواثق لأنه يصف الفم والأسنان وصفاً دقيقاً. وقد نقل المسعودى في كتابه "مروج الذهب (ج 4 ص 80- 81) " قسماً منه، ذكر فيه أن عدد الأسنان في الفم اثنتان وثلاثون سناً، منها في اللحى (الفك) الأعلى " ستة عشر سناً، وفي اللحى الأسفل كذلك.
يقول البيروني(ت 1050م) إن الصيدلي أو الصيدلاني يراد به : المحترف بجمع الأدوية على إحدى صورها ، واختيار الأجود من أنواعها مفردة أو مركبة ، على أفضل التراكيب التي خلدها أهل الطب ، فهو الذي يجمع الأعشاب التي تستخدم في العلاج ، والدواء وهو العقار في الصيدلية ، ويراد بالأقرباذين تركيب الأدوية المفردة وقوانينها.
وقد صح عند الباحثين من الغربيين أن العرب هم الذين ابتدعوا فن الصيدلة ، وأنهم أول من اشتغل بتحضير الأدوية الطبية ، وقد جدوا في البحث عن العقاقير في مظانها المختلفة ، وابتكروا الكثير جدًا من أنواعها ؛ وعنهم أخذت أوربا هذا الفن ، ولا يزال الكثير من العقاقير يحتفظ في اللغات الأوربية بأسمائه العربية ، وكان العرب أول من ألف الأقرباذين على النحو الذي يعرف به في أيامنا الحاضرة .
والعرب هم الذين ارتقوا بالصيدلة من مستوى مجرد تجارة العقاقير والتوابل إلى إنشاء مدارس للصيدلة وحوانيت للصيدلة (الأجزاخانات) وكان أول من وضع الأقرباذين سابور بن سهل المتوفي عام 255هـ ، وأمين الدولة ابن التلميذ المتوفى عام 560هـ . كما وضعوا الكتب الصيدلية الخاصة بالتراكيب أي الأقرباذين . وللدلالة على طول باعهم في هذا المجال هو تأليف دساتير الأدوية ، ونذكر نخبة من أشهرها : الحاوي للرازي ، قانون ابن سينا ، وتذكرة داود الانطاكي ، والجامع المفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار ، وكتاب الصيدلة للبيروني ، وكتاب العقاقير للبيروني .
وكان العرب أول من أدخل التقييم المهنى للصيدلة فعينوا لكل مدينة عميدًا للصيادلة ، كما أدخلوا الوصفة الطبية وعلى الطبيب أن يحررها ويكتب الأدوية عليها ؛ كما أدخلوا نظام إجازة الممارسة أسوة بما هو معمول بالطب بحيث لا يسمح للصيدلي بممارسة المهنة إلا بعد اجتيازه الامتحان أمام المحتسب ، وتقييد اسمه في جدول الصيادلة الخاص لذلك .
وهم أول من منع تدخل الصيدلي بأمور الطبيب ومنعوا الطبيب من امتلاك صيدلية أو التعاطى بالأدوية. وهم أول من وضع نظاماً لمراقبة الأدوية وفرضوا تسعيرة الأدوية كما حذروا الصيادلة من بيع السموم الضارة ، وكان يقوم بالتفتيش على الصيدليات المحتسب بشكل دوري ، وربما أسبوعي وأحيانا برفقة الشرطة لمنع الغش والتدليس .
ومن الأعمال التي قام بها الصيادلة العرب تحسين ذوبان وطعم الأدوية ، وأدخلوا تحضيرات جديدة كالمربيات والأشربة الحلوة والمستحلبات . وهم أول من استعمل الوسائل المعطرة بماء الورد والبرتقال والياسمين والليمون واليانسون ؛ وقد حسن العرب المراهم والأدهان والمعاجين واللدائن في معالجة الأمراض الجلدية ، وكانوا أول من غلف الأقراص بالسكر والفضة، حتى يصير طعمها مقبولاً ، كما حضروا الأقماع والتحاميل .
اتجه جمهرة القدماء إلى البحث في خصائص الأشياء ، وتحويل المعادن الخسيسة – من رصاص وحديد وقصدير – إلى ذهب أو فضة . ولهذا اقترنت بحوثهم بالسرية والرمزية والغموض . وسرى هذا التيار عند بعض مفكري العرب في عصورهم الوسطى، ولكن الكثيرين منهم قد انصرفوا عن ذلك إلى الاتجاه ببحوثهم الكيميائية اتجاهًا تجريبيًا واضحًا .
ويكاد ينعقد الرأى اليوم عند الباحثين من الغربيين على أن العرب هم مؤسسو الكيمياء علمًا تجريبيًا شأن غيره من العلوم الطبيعية ؛ فهم الذين خلصوا دراساتهم من السرية والغموض والرمزية التي لازمتها عند أسلافهم – من علماء الإسكندرية بوجه أخص – واصطنعوا فيها منهجاً استقرائيًا يعتمد على الملاحظة الحسية والتجربة العلمية . وقد استخدموا الموازين والمكاييل وغيرها من الآلات تحقيقًا للدقة والضبط ؛ وكانت هذه وثبة جريئة واعية في التمكين لمنهج البحث العلمي الصحيح .
في دراسات العرب في علم الطبيعة تتمثل خصائص المنهج العلمي التجريبي السليم . ومن أعلام هذا الاتجاه الحسن بن الهيثم (ت 1029م) وأبو الريحان البيروني (ت 1048م) فأما أولهما فقد كان عالماً رياضيًا قدر له أن يكون منشىء علم الضوء غير منازع ، إذ ميزت دراساته دقة أوصافه للعين وإدراك الرؤية وتفسير الانكسار الجوي والرؤية المزدوجة .
وقد درس بمنهجه العلمي الدقيق انعكاس الضوء ووضع نظرية كانت إجابة على هذا السؤال: إذا كانت لدينا مرآة اسطوانية وشيء آخر يشبه النقطة ، فكيف نحدد الوضع الذي تتخذه العين لترى هذا الشيء في المرآة ؟ وكانت إجابة ابن الهيثم في صورة معادلة من الدرجة الرابعة حلها عن طريق خط تقاطع دائرة وقطاع زائد . وهكذا بدت نزعة العلمية الدقيقة في نظريته في انعكاس الضوء .
وكان من رأيه أن الضوء ينشأ من المرئيات ولا ينبعث من العين ليلمسها كما ظن – خطأ – أسلافه من القدماء. وأعظم كتبه في هذا المجال هو "المناظر"، وقد ترجم "فردريك رستر" هذا الكتاب إلى اللاتينية ونشر في مدينة بازل بسويسرا عام 1572م بعنوان "كنز البصريات "وأثر تأثيرًا بالغًا في وايتلو (1207م) وروجر بيكون ( 1292م) وليونارد دافنشي(1519م) وكلير(1630م) وغيرهم من علماء أوربا المعروفين.
أما البيروني فقد كان بدوره من أشهر علماء الطبيعة والرياضة . وقد توصل في ضوء منهجه العلمي إلى تقديرات للثقل النوعي وأبعاد الأرض ، وظواهر الشفق وكسوف الشمس ونحوها من ظواهر ، في دقة أثارت الباحثين من الغربيين ، حتى قال عنه المستشرق أدور سخاو: إنه أعظم عقلية عرفها التاريخ. واستخدم البيروني في تقديراته للثقل النوعي جهازه المخروطي الذي يعد أقدم مقياس للكثافة .
والخازن وهو أحد علماء النصف الأول من القرن الثاني عشر – وصف الموازين ، وله كتاب ميزان الحكمة وبه وصف دقيق للموازين التي كان يستعملها المسلمون في تجاربهم ، ومنها ميزان توزن فيه الأجسام في الهواء والماء . ويشتمل الكتاب كذلك على الكثير من الأوزان النوعية للمعادن والسوائل وسائر المواد الأخرى .
وللخازن أيضًا نظريات في الضوء . وقد لاحظ من ألف سنة انكسار الأجسام عند انغماسها في الماء ، وقد ترجمت كتب الخازن إلى اللاتينية ثم إلى الايطالية في وقت مبكر واستعان بها رجال العلم في أوربا . واستقى روبرت جروستست (1175-1253م) أسقف لنكولن الذي يعتبر أول مثل بارز لعلماء الطبيعة في غرب أوربا في أوائل القرن الثالث عشر معلوماته من ترجمة لاتينية لكتاب الخازن. كذلك أخذ روجر بيكون .
ولقد ساعدت أفكار البيروني وابن سينا في الجاذبية الأرضية نيوتن ، ومهدت له سبيل الكشف لقانون الجاذبية وتعليل الثقل على الأساس العلمي الحديث.
كما وجه العرب جانبًا كبيرًا من اهتمامهم بالعلوم إلى الرياضيات . فذاعت دراستها لديهم ونبغوا فيها، وتقدموا في أبحاثها تقدمًا سريعًا جوهريًا ، وأضافوا إلى ما نقلوه عن اليونان والهنود الكثير مما لم يكن معروفًا من قبل .
ترجم العرب رسائل هندية في الفلك وعنها عرف العرب الأرقام الهندية التي هذبوها وسلموها إلى أوربا فعرفت باسم الأرقام العربية . وقد استخدم محمد بن موسى الخوارزمي هذه الأرقام في جداوله الرياضية وقد أطلق اسمه على الطريقة الحسابية التي تقوم على النظام العشري، كما أنه أسهم في تقدم الحساب والجبر بكتابه المنظم المبتكر "حساب الجبر والمقابلة" وقد نقله إلى اللاتينية في النصف الأول من القرن الثاني عشر "ادلار أوف بات" الذي درس العربية في مدارس الأندلس ، ونشره تحت عنوان الفورتمي نسبة إلى اسم صاحبه العربي .
وفي عام 976م رأى محمد بن أحمد الخوارزمي (ت 387هـ/997م) في كتابه مفاتيح العلوم أن العمليات الحسابية إذا خلت من رقم في مكان العشرات ، تعين وضع دائرة صغيرة حتى تساوى الصفوف ، وأطلق على هذه الدائرة اسم الصفر، والصفر يعتبر من أخطر النظريات التي اهتدى إليها العقل البشري في الرياضيات ، وفضل العرب فيه عظيم.
وقد استعمل العرب (الصفر) للدلالة على (لاشيء) كما يبدو من بيت الشعر الذي جاء في قصيدة لحاتم :
ترى أن ما أهلكت لم يك ضرنى وأن يدى ما بخلت بــــه صفر
وكما ساعدهم نظام الأعداد العربية على إدراك الكمال في الطرق الأولية للحساب فإن معرفتهم خصائص الأعداد الفردية والزوجية ، وما بينهما من العلاقات ساعد على استخراج الجذور التربيعية والتكميلية.
وقد برع العرب في علم الفلك وتقدموا فيه تقدمًا كبيرًا ، وكان علم الفلك يدرس في حماس في مدارس بغداد ، ودمشق ، وسمرقند ، والقاهرة ، وفاس ، وطليطلة ، وقرطبة ، وغيرها وأقاموا له المراصد العديدة التي انتشرت في مختلف البلاد الإسلامية من أواسط أسيا إلى المحيط الأطلسي وكان من أهمها مرصد بغداد الذي دام ازدهاره سبعة قرون من سنة 750 إلى سنة 1450م . وقد توصلوا عن طريق هذه المدارس ، وتلك المراصد إلى معلومات واكتشافات هامة، منها :
إدخال خطوط التماس في الحساب الفلكي منذ القرن العاشر الميلادي ، ووضع جداول لحركة الكواكب ، وتحديد سمت الشمس تحديدًا دقيقاً ، وتدرجه في النقص ، وتقدير تقدم الاعتدالين تقديرًا صحيحًا ، ووضع أول تحديد صحيح لمدة السنة ، وإثبات مافي أكبر حظ عرض للقمر من ضروب عدم الانتظام ، واستكشاف عدم التساوى القمر الثالث المعبر عنه اليوم بالتغيير.
والتوصل إلى نظرية دوران الأرض ، والاسطرلاب ، وكان أنواعاً من التام والمسطح والهلالى والمطبح واختراع آلة الرصد التلسكوب والآلة المعروفة بالمثقال التي يعرف بها الأوقات على غير رسم ومثال ، وحددوا في جميع أنحاء الدولة اتجاه القبلة في المساجد تحديدًا دقيقاً ، إِلى كثير من المعلومات الفلكية الهامة .وبذلك أضافوا إلى الفكر الإنساني معلومات فلكية جديدة لم تكن معروفة من قبل ، وإلى جانب هذه الاكتشافات العظيمة العديدة صححوا كثيرًا من الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها الإغريق وبهذا وذاك استفادت أوربا والحضارات الحديثة فوائد ذات بال في علم الفلك ، مما نشاهد آثارها اليوم ، وما زال علم الفلك إلى الآن ملئ بالاصطلاحات العربية . ومما يجب ملاحظته بهذا الصدد ما تميز به علماء الإسلام من الجمع بين العلوم الفقهية والعلوم الطبيعية، فالكندي مثلاً ت 260 هـ/873 م جمع بين الفلسفة والمنطق والحساب والفلك والهندسة والسياسة والطب والفقه وأصول العقيدة، وابن سينا (ت 428 هـ 1036 م ) جمع بين الطب والفلسفة والرياضيات والعلوم الطبيعية والموسيقى والفلك والحدود والشعر واثبات التنبؤات والقدر، ومثلهما الفارابي والرازي وعمر الخيام وابن النفيس وعبد اللطيف البغدادي وابن رشد وابن الطفيل والسمعاني وغيرهم.
لقد عرض هؤلاء العلماء لكبريات المشكلات المنطقية فعالجوها بأصالة المنهج في الملاحظة والتشخيص والكشف عن الأسباب والعلامات، فإن الشيء لا يعلم العلم اليقين إلا من جهة أسباب، ولذلك كان علم الأسباب واجباً، لم يقع العلماء المسلمون فريسة التفريق بين الإلهام الإلهي والنظر الاستنباطي، وإنما جعلوهما يلتقيان على نحو من التكامل.
إن أعظم نشاط فكري قام به العلماء المسلمون، يبدو جليا في حقل المعرفة التجريبية ضمن دائرة ملاحظاتهم واختباراتهم، فإنهم كانوا يبدون نشاطاً واجتهاداً عجيبين حين يلاحظون ويمحصون، وحين يجمعون ويرتبون ما تعلموه من التجربة أو أخذوه من الرواية والتقليد، لقد كانت الشمولية المدعمة بالبحث والتفحص أهم ظاهرة تميز بها العلماء المسلمون، حيث أن العالم هو العالم الشامل ولا خطر على العلم من الدين ولا خوف من تأثير العلوم الدنيوية على تعاليم الدين. فجاءت مصنفاتهم وثيقة العرى بالشريعة، موصولة بالعلوم الفقهية.
وإلى جانب هذا الازدهار العلمي التجريبي والعقلاني، اشتهرت بغداد أيضاً بالعلوم النقلية أو الشرعية التي تتصل بالقرآن الكريم والسنة النبوية مثل التفسير. والقراءات والحديث والفقه واللغة والأدب والتاريخ والجغرافيا… الخ. وقد حرص خلفاء بني العباس منذ بداية دولتهم على الاهتمام بهذه العلوم الإسلامية وتشجيع العلماء المشتغلين بها ولا سيما علماء أهل الحجاز الذين كانوا على دراية واختصاص بعلوم القرآن والحديث والسنة. فمثلاً: صنف ابن إسحاق كتابه "المغازي والسير وأخبار المبتدأ ". على أن هذا الكتاب للأسف لم يصل إلينا إلا في رواية مختصرة له كتبها"عبد الملك بن هشام (ت 218 هـ) " وتعرف عموما بسيرة ابن هشام. وعلى أية حال، فإن هذه النقلة التي أقدم عليها ابن إسحاق من رواية الحديث إلى الاشتغال برواية الأخبار، تعتبر بداية انفصال التاريخ عن الحديث، على اعتبار أن التاريخ كان نوعاً من أنواع الحديث.
وهكذا صار التاريخ علماً مستقلاً، وأخذ يتطور تدريجياً حتى أخذ مظهره الرائع كعلم من أجل علوم المسلمين، وأخذ المؤرخون مكانتهم بين علماء الدولة الإسلامية كرجال لهم خطرهم في الحياة العامة، سياسية كانت أو علمية، بينما تضاءل مدلول لفظ إخباري حتى صار يطلق فقط على من يروي الحكايات والقصص.
ولقد كانت بغداد مركزا لتطور الدراسات التاريخية والحضارية على مستوى عالمي، فلم يعد إنتاجها في هذا الصدد قاصراً على العراق فحسب، بل شمل العالم الإسلامي والحياة الإسلامية. ومثال ذلك تاريخ الرسل والأمم والملوك للطبري (ت 310 هـ)، وكتابا "مروج الذهب "- "والتنبيه والأشراف " للمسعودى (ت 346 هـ)، وكتب المسالك والممالك، وكتاب " الأغاني"لأبي الفرج الأصفهاني(ت 355هـ) "، وقصص "ألف ليلة وليلة" كلها صور عامة للحياة الإسلامية بمختلف مظاهرها التاريخية والحضارية.
وما يقال عن التاريخ يقال أيضاً عن علم الفقه الذي يقوم على البحث في الأحكام الشرعية، ومعرفة حكم الدين في القضايا التي تحدث للمسلمين سواء في قضايا دينهم (العبادات) أو في قضايا دنياهم (المعاملات). ومع قيام الدولة العباسية كان المسلمون قد بدأوا في تدوين فقههم واستنبطوا الأحكام والشرائع في القرون الأولى للهجرة، وهو ما لم يتفق لدولة من الدول السابقة، فالقانون الروماني مثلاً لم يستقر أمره إلا زمن الإمبراطور "جستنيان " أي بعد تأسيس الدولة الرومانية بأكثر من عشرة قرون.
وهكذا ظهرت المذاهب الفقهية في عصر الدولة العباسية، واحتلت بغداد مكان الصدارة لهذه الدراسات الفقهية، إذ ظهر فيها الإمام " أبو حنيفة النعمان (ت 150 هـ) " في "خلافة أبي جعفر المنصور، وكان مذهبه يعتمد على الرأي والقياس والاجتهاد، بسبب تعقد الحياة وتطور المدنية في البيئة العراقية لكونها مجمعاً لمختلف الأجناس والملل والنحل مما أدى إلى ظهور قضايا ومشاكل جديدة لا تنطبق عليها نصوص القرآن والسنة، وتحتاج إلى وضعها محل الاجتهاد، والحكم فيها عن طريق الاستنباط العقلي القائم على المنطق الدقيق وهو القياس أو الرأي.
وقد عاصر الإمام أبو حنيفة كلاً من الأئمة "مالك بن أنس في المدينة (ت 79 ا هـ) "، و "الليث بن سعد في الفسطاط (ت 175 هـ) "، وهم جميعاً من أهل الحديث، أي أنهم يتمسكون عند إصدار أحكامهم بنصوص القرآن والحديث، ولا يرضون عما استحدثه الأحناف من أقيسه ذات طابع فلسفي.
وفي السنة التي توفى فيها الإمام أبو حنيفة (150 هـ)، ولد الإمام "محمد بن إدريس الشافعي " في غزة، وعاش في الحجاز حيث حفظ موطأ الإمام مالك بن أنس " بالمدينة المنورة وقرأه عليه وهو صبي في العاشرة من عمره، ثم رحل إلى العراق حيث تعلم في بغداد فقه "أبي حنيفة" قبل رحيله واستقراره قي مصر. ومن ثم جاء مذهبه وسطاً بين مذهب " أبي حنيفة" المتوسع في الرأي، ومذهب "مالك بن أنس " المعتمد على الحديث. وتوفي "الشافعي " قي الفسطاط سنة (204 هـ) ومقامه معروف هناك، ومن أشهر مؤلفاته "كتاب الأم " في الفقه، و "رسالة في أصول الفقه "، تعتبر الأولى من نوعها، إذ وضع فيها لأول مرة قواعد الاستنباط في الأحكام الشرعية وهو ما يسمى بأصول الفقه.
وجاء بعده تلميذه الإمام "أحمد بن حنبل الشيباني "، الذي ولد وعاش ومات في بغداد (164- 241 هـ) وكان يرى أن يقوم الفقه على النص من الكتاب أو الحديث، وأنكر على أستاذه " الشافعي " أخذه بالرأي، واعتبر الحديث أفضل من الرأي، فعاد بذلك إلى رأي الإمام مالك. ومن أشهر كتبه "المسند" الذي يعتبر موسوعة لأحاديث الرسولr.
وأخيراً يعتبر الشيعة "الإمامة" ضرورية ومن أساس الدين، والإمام عندهم هو الذي يسير بالأمة إلى الهدف الأعلى ويدفعها إلى السير في الطريق المستقيم، والفقه من اختصاص الإمام وحده فهو المجتهد المطلق، ومن كتبهم كتاب الكافي للكليبي ت 328 هـ/939 م والنهاية في الفقه لمحمد بن الحسن الطوسي ت 460 هـ/1067 م.
أما دراسات العلوم اللغوية والنحوية، فقد شهدت العراق فيها ثورة واسعة ضخمة على أيدي علماء البصرة والكوفة الذين حققوا إنجازات وابتكارات علمية في هذا المجال للحفاظ على كلام العرب وتقويم اللسان العربي، بعد أن فشا اللحن في كلام المسلمين، نتيجة لاختلاطهم بالأعاجم في البلاد المفتوحة. لهذا قام هؤلاء العلماء بجمع وتدوين ألفاظ اللغة العربية وأشعارها من منابعها الصافية في نجد بقلب الجزيرة العربية. كذلك وضعوا قواعد نحوية للغة العربية، وابتكروا النقط والشكل على الحروف لمعرفة نطق الكلمات نطقاً سليماً، ولا سيما القرآن الكريم، حتى لا يتعرض للتحريف. هذا إلى جانب تصنيف المعاجم اللغوية، ووضع علم العروض لمعرفة أوزان الشعر وأحكامه وبحوره. ومن أشهر الرواد الذين حققوا هذه الابتكارات العلمية مع بداية العصر العباسي العالم البصري العربي، الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 هـ/ا 79 م) "، وتلميذه وشيخ البصريين بعده العالم الفارسي "أبو بشر عمرو بن عثمان الملقب بسييويه (ت 177 هـ/793 م) ". ولم تلبث العاصمة بغداد أن شاركت في هذه النهضة العلمية، حيث انتقل إليها عدد من علماء الكوفة والبصرة أمثال " أبي حنيفة" و"، المفضل الضبي " و "الكسائي "الفراء "، و "ابن السكيت "، بحيث صارت بغداد مسرحاً لمناظرات علمية حامية الوطيس بين أشهر علماء العصر.
أما الأدب، فقد تطور هو الآخر في العصر العباسي تطوراً كبيراً، ونهج الشعراء فيـه مناهج جديدة في المعاني والموضوعات والأساليب والأخيلة، وغير ذلك من فنون الشعر المختلفة. ومن أشهر هؤلاء الشعراء،، أبو نواس " الذي ذاعت قصائده في الخمر والغزل والصيد.. الخ، و" أبو تمام الطائي " المشهور بنزعته العقلية والفلسفية في الشعر، وتلميذه "أبو عبادة البحتري " صاحب المدائح الخالدة، و "ابن الرومي " المعروف بطول نفسه وغزارة شعره، و" أبو العتاهية" الذي اشتهر بالحكمة والغزل الرقيق، والمتنبي، الذي اشتهر بالفخر ، وأبو العلاء المعري، شاعر الحكمة، وغيرهم كثيرون. هذا إلى جانب الشاعرات والأديبات من النساء اللائى لعبن دوراً هاماً في الحياة الأدبية وفي الأحداث المهمة في المجتمع الإسلامي مثل "رابعة بنت إسماعيل العدوية" التي سلكت طريق الزهد والتصوف والأميرة، "علية بنت المهدي " التي وصفها "الحصري " بأنها تعدل الكثير من أفاضل الرجال في فضل العقل وحسن المقال، ولها شعر رائق وغناء رائع. ومثل الأميرة "العباسة بنت المهدي " التي لعب الخيال دوراً كبيراً في القصص التي أحاطت بها، إذ تروى لها أشعار تدل على ذكاء وحسن تأت للموضوع الذي تقصد إليه.
وإذا انتقلنا إلى عالم الفنون والعمـارة، نجد أن العباسيين لم يكونوا أقل اهتماماً من الأمويين في مجال التشييد والتعمير، ففي العمارة بنى "أبو جعفر المنصور" على نهر دجلة عاصمته بغداد (145- 149 هـ) على شكل دائري، وهو اتجاه جديد في بناء المدن الإسلامية، لأن مـعظم المدن الإسلامية، كانت إما مستطيلة كالفسطاط، أو مربعة كالقاهرة، أو بيضاوية كصنعاء. هذا إلى جانب المدن الأخرى التي شيدها العباسيون مثل مدينة سامراء وما حوته من مساجد وقصور خلافية فخمة.
وإلى جانب العمارة وجدت الزخرفة التي وصفت بأنهما لغة الفن الإسلامي، وتقوم على زخرفة المساجد والقصور والقباب بأشكال هندسية أو نباتية جميلة تبعث في النفس الراحة والهدوء والانشراح. وسمي هذا الفن الزخرفي الإسلامي في أوروبا باسم أرابسك بالفرنسية وبالأسبانية التوريق. وقد عرف الفنان المسلم ما يسمى الآن بالفن التجريدي لأنه كثيراً ما كان يأخذ الوحدة الزخرفية النباتية كالورقة أو الزهرة، ويجردها من شكلها الطبيعي حتى لا تعطى إحساسا بالذبول والفناء، فيجردها ويحورها في أشكال هندسية حتى تعطي الشعور بالدوام والبقاء والخلود .
كذلك وجد الفنانون المسلمون فى الحروف العربية أساسا لزخارف جميلة، ومن ثم صار الخط العربي فناً رائعاً، على يد خطاطين مشهورين. فهناك الخط الكوفي الذي يستعمل في الشؤون الهامة مثل كتابة المصاحف والنقش على العملة، وعلى المساجد، وشواهد القبور. ومن أبرز من اشتهر بكتابة الـخط الكوفي، مبارك المكي " في القرن الثالث الهجري في خلافة "المتوكل على الله العباسي "، وهناك خط النسخ الذي استعمله الناس في التراسل والتدوين وفي نسخ الكتب، ولهذا عرف بهذا الاسم.
الخاتمة
ولعل أرقي القيم الأخلاقية التي حملها العرب المسلمون إلى أوربا القرون الوسطى هي التسامح الديني والمجتمعات المتعددة الديانات فقد تعرف الغرب لأول مرة على المجتمعات المختلطة بوساطة إسلام أسبانيا وصقلية والمشرق حيث أعطى المسلمون في تلك البلاد أمثولة للانفتاح والتعايش مع المخالفين لهم بالعقيدة وأقاموا دولا وممالك عاشت قرونا عديدة تعايشت فيها مجموعات متنافرة وطوائف مختلفة وتعاونت على خلق مجتمعات سادها العدل واحترام الحق مما لم يكن له وجود في البلدان المسيحية الغربية، فالإسلام كما يقول الباحث سيسيل موريسون يعترف بوجود مجتمعات وطوائف مخالفة له ضمن كيان دولته ويخص أهل الكتاب من المسيحيين واليهود بنوع من الضيافة والحماية شريطة اعترافهم بالسلطة )
كما يقول المؤرخ اليهودي كلودكاهين : كان العالم الإسلامي حتى نهاية القرن الحادي عشر صورة رائعة لمجتمع متعدد الديانات حيث يسيطر الإسلام سياسيا ويسود في نفس الوقت تعايش قل وجوده في مجتمعات أخرى (71) . إن هذه الأفعال والأقوال أوسمة على صدر الإسلام ولقد حاول ملك فرنسا هنري الرابع تقليد الأنموذج الإسلامي بعد انتهاء الحروب الدينية في القرن السادس عشر فمنح البروتستانت في مملكته بموجب مرسوم نانت بعض الحقوق ما لبث أن ألغاها لويس الرابع عشر بعد قرن من الزمن فعاد الاضطهاد الديني إلى ما كان عليه وبقي حتى قيام الثورة الفرنسية.
إن هذا النوع من التطور الاجتماعي الذي حمله المسلمون وطبقوه منذ إقامة ملكهم في أسبانيا وصقلية في القرنين الثامن والتاسع لم تطبقه أوربا إلا بعد قيام الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر أي بعد المسلمين بألف عام.