أخوات المعاقين الأكثر تأثراً بإعاقاتهم
دراسة : أخوات المعاق يتحمّلن تقلّص فرص الزواج.. ويقمن بدور أساسي في خدمته .
الدراسة دعت آباء المعاقين إلى عدم تجاهل أبنائهم الآخرين.
أظهرت دراسة عرضتها وزارة الشؤون الاجتماعية، أخيراً، أن أخوات أصحاب الاعاقة، هن الأكثر تضرراً من وجود أخ معاق في المنزل، بسبب التبعات الاجتماعية التي يتحمّلنها في المجتمع، ومنها تقلص فرص زواجهن.
وأضافت أن هذا الأثر لا يقلل من أهمية الدور الذي يؤدينه تجاهه، فهن الأشد حرصاً على رعايته، وخدمته، على الرغم من الآثار النفسية السيئة المترتبة عن ذلك، ومنها ضعف قدرتهن على التواصل الاجتماعي.
ولم تغفل الدراسة تأثر إخوة الطفل المعاق بشكل عام جرّاء وجوده في الأسرة، وما يفرضه عليهم من تواصل مختلف مع المجتمع، ومن مسؤوليات ترافقهم، فضلاً عما يصيبهم به وجوده بينهم من خجل اجتماعي. وطالبت الدراسة التي قدمها الباحث الاجتماعي روحي عبدات، الاهالي بتقديم المعلومات اللازمة لإخوة الطفل المعاق عن طبيعة الاعاقة، ومراعاة احتياجاته النفسية والاجتماعية، وعدم الانشغال به عنهم.
وعزا الباحث الاضطرابات التي تصيب إخـوة المـعاقين إلى تكـليف الأسـرة لهـم بتحمل مسؤولية رعاية أخيهم المعاق، ما ينتج عنه هدر لوقتهم وحرمان لهم من ممارسة كثير من الأنشطة، وهو ما يشعرهم بالامتعاض والقلق. ويؤكد أنه في حال التعامل السليم مع إخوة المعاق، فإن التأثيرات السابقة تنعكس على احترام الذات، والاستقلال، والإحساس بالإنجاز والانتماء. ولفتت الدراسة الميدانية التي شارك فيها 119 مشاركا من إخوة معاقين في الدولة، إلى أن الاخوات أكثر خوفا وقلقا من آثار الاعاقة في صحتهن الجسمية، ومستقبلهن الاجتماعي، الأمر الذي عزاه الباحث إلى كون الانثى ضحية النظرة الاجتماعية، إذ تقلّ فرص زواجها، في مثل هذه الحال. وشرحت أن أخوات الاطفال المعاقين أكثر غضبا من الإخوة، وميلا لإلقاء اللوم على الأهل، ما يجعلهن عرضة، بدرجة أكبر، لزيادة الضغوط عليهن، وعلى الرغم من ذلك، فأخت المعاق أكثر حرصا على رعايته، وتتحمل مسؤولية أكبر تجاهه، بوصفها «أمّا بديلة له». وقالت الدراسة إن إخوة الاطفال المعاقين في عمر الـ18 عاما وما دون، أكثر خوفا من أخيهم المعاق، بينما تكون مشاعر الخوف متدنية عند الاخوة في عمر الـ19 عاما، بسبب عدم النضج الانفعالي الذي يتسم به الاخوة الأصغر سنا، وتعبيرهم عن مشاعرهم بصراحة، وتدني مستوى وعيهم بالاعاقة، وقدرتهم على التحكم بنوبات الغضب. كما بينت تدني وابتعاد علاقة اخوة المعاقين في عمر دون الـ18 عاما عن والديهم، بينما كان التأثير أقل بالنسبة للاعمار الاكبر، بسبب حاجة الاخوة الأصغر سنا إلى عاطفة وحنان أكثر من والديهم، وانشغال الأهل عنهم بالطفل المعاق. وكذلك الأمر بالنسبة لعلاقة الإخوة الصغار بالمجتمع، وخجلهم الاجتماعي، بينما يمتلك الإخوة الأكبر قدرة على مناقشة قضية الاعاقة، وبالتالي فإن تأثير وجود طفل معاق في الأسرة ينخفض كلما زاد عمر إخوته، بسبب الخبرات الاجتماعية، والنضج النفسي للكبار. ووفقا للباحث، لم تظهر الدراسة اختلافا نفسيا واجتماعيا بين إخوة المعاقين، وفقا لطبيعة الاعاقة، إلا في حدود اختلاف بين إخوة الأطفال المعاقين بالشلل الدماغي، والإعاقة الذهنية، وما تفرضه الأخيرة من سلوكات، وكذلك الأمر بالنسبة للاعاقة السمعية وطبيعة التواصل غير اللفظي.
وتظهر الدراسة انخفاض نسبة الخوف التدريجي، كلما ازداد عمر المعاق في الأسرة، بسبب اعتياد إخوته الاعاقة وطبيعتها، واكتسابهم سلوكات التعامل مع الأخ المعاق.
ودعا الباحث إلى تنظيم برامج التدخل الإرشادي والنفسي لإخوة المعاق، خصوصا الإناث، للتخفيف من مستوى الخوف، وتزويدهم بطرق تفريغ شحنات غضبهم، فضلا عن توعية الأهالي بتأثيرات الإعاقة في إخوة المعاق، ومساعدتهم على التخلص من الخجل الاجتماعي الخاص بإعاقة أخيهم.