http://file15.9q9q.net/Download/8634…—–.rar.html
– أولى الناس بالصدقة
– الصدقة الجارية
– صدقة المرأة من مال زوجها
– الصدقة على الذمي والحربي
– التصدق بكل المال
– التصدق من حرام
– الصدقة على الحيوانات
– إبطال الصدقة
وأسأل الله التوفيق
أولى الناس بالصدقة
أولى الناس بالصدقة أولاد المتصدق وأهله وأقاربه . ولا يجوز التصدق على أجنبي وهو محتاج إلى ما يتصدق به لنفقته ونفقة عياله .
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال :
(( إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه فإن كان فيها فضل فعلى عياله فإن كان فيها فضل فعلى ذي قرابته أو قال على ذي رحمه فإن كان فضلا فهاهنا وهاهنا ))
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
((تصدقوا. فقال رجل: يا رسول الله، عندي دينار. قال: تصدق به على نفسك. قال: عندي آخر. قال: تصدق به على ولدك. قال: عندي آخر. قال: تصدق به على زوجتك. قال: عندي آخر. قال: تصدق به على خادمك. قال: عندي آخر. قال: أنت أبصر ))
الصدقة الجارية
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
(( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له ))
صدقة المرأة من مال زجها
يجوز للمرأة أن تتصدق من مال بيت زوجها إذا علمت رضاه ، ويحرم عليها إذا لم تعلم .
عن عائشة قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
(( إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة، كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها بما اكتسب، وللخادم مثل ذلك لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئا ))
جواز الصدقة على الذمي والحربي
تجوز الصدقة على الذمي والحربي ويثاب المسلم على ذلك وقد أثنى الله على قوم فقال
" ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا "
"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "
التصدق بكل المال
يجوز للقوي المكتسب التصدق بكل ماله
قال عمر " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك قلت مثله قال وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله قلت لا أسابقك إلى شيء أبدا "
وقد اشترط العلماء عند التصدق بجميع المال أن يكون المتصدق قويًا مكتسبًا غير مدين ، ليس عنده من يجب الإنفاق عليه . فإذا لم تتوفر هذه الشروط فإنه حينئذ يكره .
التصدق من حرام
لا يقبل الله الصدقة إذا كانت من حرام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً "
الصدقة على الحيوان
إن الصدقة لا تقتصر على الإنسان فقط بل أيضا تشمل الحيوان
قال صلى الله عليه وسلم:
(( بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فشرب ثم خرج فإذا بكلب يلهث الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني، فنزل البئر فملأ خُفه ماء، ثم أمسكه بفمه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له، فغُفر له. قالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم أجراً؟ قال: ”في كل كبد رطبة أجر))
إبطال الصدقة
يحرم أن يمن المتصدق على من تصدق عليه , أو يؤذيه , أو يرائي بصدقته
قال تعال :
" يأَيُّهَا الَّذِينَ امنوا لاتُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِى يُنفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ النّاسِ وَلَايُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْأَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانِ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لَّايَقْدِرُونَ عَلَى شَىْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَايَهْدِى الْقَوْمَ الْكفِرِينَ "
وقال رسول الله
– صلى الله عليه وسلم – : هذا هو ذا بحثي المتواضع أضعه بين أيديكم متمنيًا أن ينال رضاكم وأرجوا أن تعم منه الفائدة
وقد كان لهذا التقرير وقع كبير في نفسي فأنا كنت المستفيد الأول منه وكم هو جميل أن يبحث الإنسان ويسأل في شؤون دينه .
لقد تعلمت من خلال كتابتي لتقريري هذا الكثير متى تجوز الصدقة ومتى لا؟ وعلى من تجوز الصدقة ؟ وغيرها الكثير
وأختم تقريري بهذه العبارة
وما من كاتب إلا سيفنى. ويبقي الدهر ما كتبت يداه. فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك يوم القيامة أن تراه……
من هنا قررت أن أكتب عن الصدقة لعظمها وعظم ما سيناله العامل به وأرجوا من الله التوفيق في كتابة هذا التقرير
وسأتناول بإذن الله في تقريري هذا
– أولى الناس بالصدقة
– الصدقة الجارية
– صدقة المرأة من مال زوجها
– الصدقة على الذمي والحربي
– التصدق بكل المال
– التصدق من حرام
– الصدقة على الحيوانات
– إبطال الصدقة
وأسأل الله التوفيق في تقرير هذا
أولى الناس بالصدقة
أولى الناس بالصدقة أولاد المتصدق وأهله وأقاربه . ولا يجوز التصدق على أجنبي وهو محتاج إلى ما يتصدق به لنفقته ونفقة عياله .
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال :
(( إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه فإن كان فيها فضل فعلى عياله فإن كان فيها فضل فعلى ذي قرابته أو قال على ذي رحمه فإن كان فضلا فهاهنا وهاهنا ))
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
((تصدقوا. فقال رجل: يا رسول الله، عندي دينار. قال: تصدق به على نفسك. قال: عندي آخر. قال: تصدق به على ولدك. قال: عندي آخر. قال: تصدق به على زوجتك. قال: عندي آخر. قال: تصدق به على خادمك. قال: عندي آخر. قال: أنت أبصر ))
الصدقة الجارية
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
(( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له ))
صدقة المرأة من مال زجها
يجوز للمرأة أن تتصدق من مال بيت زوجها إذا علمت رضاه ، ويحرم عليها إذا لم تعلم .
عن عائشة قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
(( إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة، كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها بما اكتسب، وللخادم مثل ذلك لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئا ))
جواز الصدقة على الذمي والحربي
تجوز الصدقة على الذمي والحربي ويثاب المسلم على ذلك وقد أثنى الله على قوم فقال
" ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا "
"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "
التصدق بكل المال
يجوز للقوي المكتسب التصدق بكل ماله
قال عمر " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك قلت مثله قال وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله قلت لا أسابقك إلى شيء أبدا "
وقد اشترط العلماء عند التصدق بجميع المال أن يكون المتصدق قويًا مكتسبًا غير مدين ، ليس عنده من يجب الإنفاق عليه . فإذا لم تتوفر هذه الشروط فإنه حينئذ يكره .
التصدق من حرام
لا يقبل الله الصدقة إذا كانت من حرام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً "
الصدقة على الحيوان
إن الصدقة لا تقتصر على الانسان فقط بل ايضا تشمل الحيوان
قال صلى الله عليه وسلم:
(( بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فشرب ثم خرج فإذا بكلب يلهث الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني، فنزل البئر فملأ خُفه ماء، ثم أمسكه بفمه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له، فغُفر له. قالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم أجراً؟ قال: ”في كل كبد رطبة أجر))
إبطال الصدقة
يحرم أن يمن المتصدق على من تصدق عليه , أو يؤذيه , أو يرائي بصدقته
قال تعال :
" يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَاتُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِى يُنفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ النّاسِ وَلَايُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْأَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانِ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لَّايَقْدِرُونَ عَلَى شَىْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَايَهْدِى الْقَوْمَ الْكفِرِينَ "
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قال أبو ذر رضي الله عنه : خابوا وخسروا من هم يارسول الله ؟ قال : المسبل إزاره، والمنان الذي لا يعطي شيئاً إلا مِنّة، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب "
الخاتمة
أخي الكريم .. أختي الكريمة
إن جمع المال لا يزيد من عمر الإنسان ولا إنفاقه ينقص من أجله ونحن محاسبون على مالنا هذا فاتقوا الله في مالكم .
هذا هو ذا تقريري المتواضع أضعه بين أيديكم متمنية أن ينال رضاكم وأرجوا أن تعم منه الفائدة
وقد كان لهذا التقرير وقع كبير في نفسي فأنا كنت المستفيدة الأولى منه وكم هو جميل أن يبحث الإنسان ويسأل في شؤون دينه .
لقد تعلمت من خلال كتابتي لتقريري هذا الكثير متى تجوز الصدقة ومتى لا؟ وعلى من تجوز الصدقة ؟ وغيرها الكثير
وأختم تقريري بهذه العبارة
وما من كاتب إلا سيفنى. ويبقي الدهر ما كتبت يداه. فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك يوم القيامة أن تراه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصدقة وفضائلها
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الله- تعالى- آمراً نبيه- صلى الله عليه وسلم: { قُل لعبادي الذين آمنوا يُقيموا الصَّلاة ويُنفقوا ممَّا رزقناهم سراً وعلانية من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ } [إبراهيم: 31]، ويقول جلّ وعلا : { وأنفقوا في سبيل الله… } [البقرة: 195]، وقال سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم } [البقرة: 254]، وقال- سبحانه وتعالى-: { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيِّبات ما كسبتُم } [البقرة: 267].
وقال- سبحانه-: { فاتَّقوا الله ما استطعتُم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يُوق شُحَّ نفسه فأُولئك هُمُ المفلحون } [التغابن: 16]، ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلاَّ ما قدّم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلاَّ ما قدَّم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النَّار تلقاء وجهه، فاتَّقوا النَّار ولو بشق تمرة » [في الصحيحين]، والمتأمِّل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبةً فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر- رضي الله عنه- : " ذكر لي أنَّ الأعمال تباهى، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم " [صحيح الترغيب .
………………………………………….. ………………………………………….. ………….
فضائل وفوائد الصدقة
أولاً: أنَّها تطفئ غضب الله- سبحانه وتعالى- كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « إن صدقة السِّر تطفئ غضب الرب- تبارك وتعالى- » . [صحيح الترغيب].
ثانياً: أنَّها تمحو الخطيئة، وتُذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « والصَّدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النَّار » [صحيح الترغيب].
ثالثاً: أنَّها وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « فاتقوا النَّار، ولو بشق تمرة » .
رابعاً: أنَّ المتصدق في ظلِّ صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « كلُّ امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس » .
قال يزيد: »« فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدَّق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة »« [صحيح الترغيب]، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ من السبعة الذين يظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظله: « رجلٌ تصدَّق بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه » [في الصحيحين].
خامساً: أنَّ في الصدقة دواءً للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « داووا مرضاكم بالصدقة » [صحيح الجامع]. يقول ابن شقيق: « سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فاحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء؛ فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ » [صحيح الترغيب].
سادساً: أنَّ فيها دواءً للأمراض القلبية كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكى إليه قسوة قلبه: « إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم » [رواه أحمد].
سابعاً: أن الله تعالى يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى- عليه لسلام- لبني إسرائيل: « وآمركم بالصدقة، فإنَّ مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدَّموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم » [صحيح الجامع]. فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر فإنَّ الله- تعالى- يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرُّون به؛ لأنَّهم قد جربوه. [الوابل الصيّب].
ثامناً: أنَّ العبد إنَّما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله- تعالى- { لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقوا ممَّا تُحبُّون } [آل عمران:92].
تاسعاً: أنَّ المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: « ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً » [في الصحيحين].
عاشراً: أنَّ صاحب الصدقة يُبارك له في ماله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: « ما نقصت صدقة من مال » [في صحيح مسلم].
الحادي عشر: أنَّه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلاَّ ما تصدق به كما في قوله تعالى : { وما تُنفقوا من خيرٍ فلأنفسكم… } [البقرة: 272]، ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عائشة- رضي الله عنها- عن الشاة التي ذبحوها ما بقي منها: قالت: ما بقي منها إلا كتفها. قال: « بقي كلها غير كتفها » [في صحيح مسلم].
الثاني عشر: أن الله تبارك وتعالى يُضاعف للمتصدق أجره كما في قوله- عزّ وجلّ- : { إنَّ المصَّدقين والمُصَّدِّقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً يُضاعَفُ لهم ولهم أجرٌ كريم } [الحديد: 18]، وقوله- سبحانه-: { من ذا الذي يُقرض الله قرضاً حسناً فيُضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسُطُ وإليه تُرجعون } [البقرة: 245].
الثالث عشر: أن صاحبها يُدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان » قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: « نعم، وأرجو أن تكون منهم » . [في الصحيحين].
الرابع عشر: أنّها متى اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من أصبح منكم اليوم صائماً؟ » قال أبو بكر: أنا. قال: « فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ » قال أبو بكر: أنا. قال: « فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ » قال أبو بكر: أنا. قال: « فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ » قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة » . [رواه مسلم].
الخامس عشر: أنّ فيها انشراح الصدر، وراحة القلب، وطمأنينته، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأمّا المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأمّا البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع. [في الصحيحين] فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمّا تصدق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبد حقيقاً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال- تعالى-: { ومن يُوق شُحَّ نفسه فأولئك هُمُ المفلحون } [الحشر: 9].
السادس عشر: أن المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله تبارك وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. الحديث » .
السابع عشر: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: « لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار » ، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله.
الثامن عشر: أن العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله- جلّ وعلا- { إنَّ وأموالهم بأنَّ لهم الجنَّة يُقاتلون في سبيل اللهالله اشْترى من المؤمنين أنفسهم فيَقْتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التَّوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الَّذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم } [التوبة: 111].
التاسع عشر: أن الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « والصدقة برهان » . [رواه مسلم].
العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي التجار بقوله: « يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة » ، [رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع].
أفضل الصدقات
الأول: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول- جلَّ وعلا: { إن تبدوا الصَّدقات فنِعِمَّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خيرٌ لكم } [البقرة: 271]، فأخبر أن إعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهارها وإعلانها، وتأمّل تقييده- تعالى- الإخفاء بإتيان الفقراء خاصة ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة ما لا يمكن إخفاؤه كتجهيز جيش، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأمّا إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد، والستر عليه، وعدم تخجيله بين الناس وإقامته مقام الفضيحة، وأن يرى الناس، أن يده هي اليد السفلى، وأنه لا شيء له، فيزهدون في معاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائد من الإحسان إليه بمجرد الصدقة مع تضمنه الإخلاص، وعدم المراءاة، وطلبهم المحمدة من الناس. وكان إخفاؤها للفقير خيراً من إظهارها بين الناس، ومن هذا مدح النبي صلى الله عليه وسلم صدقة السِّر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة، ولهذا جعله- سبحانه- خيراً للمنفق وأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته. [طريق الهجرتين].
الثانية: الصدقة في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا » [في الصحيحين].
الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله- عزّ وجلّ-: { ويسألونك ماذا يُنفقون قُل العفو } [البقرة: 219]، وقوله صلى الله عليه وسلم: « لا صدقة إلا عن ظهر غنى… » وفي رواية: « وخير الصدقة ظهر غنى » [كلا الروايتين في البخاري].
الرابعة: بَذْل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ لقوله صلى الله عيه وسلم: « أفضل الصدقة جهد المقل، وابدأ بمن تعول » [رواه أبو داود]، وقال صلى الله عليه وسلم: « سبق درهم مائة ألف درهم » قالوا: وكيف؟! قال: « كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها » [رواه النسائي، صحيح الجامع].
قال البغوي رحمه الله: »« والاختيار للرجل أن يتصدق بالفضل من ماله، ويستبقي لنفسه قوتاً لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وربّما يلحقه الندم على ما فعل، فيبطل به أجره، ويبقى كلاً على الناس، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أبو بكر خروجه من ماله أجمع، لمَّا علم من قوة يقينه وصحة توكله، فلم يخف عليه الفتنة، كما خافها على غيره، أما من تصدق وأهله محتاجون إليه أو عليه دين فليس له ذلك، وأداء الدين والإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون معروفاً بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة كفعل أبو بكر، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، فأثنى الله تعالى عليهم بقوله { ويُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } [الحشر: 9] وهي الحاجة والفقر. [شرح السنة].
الخامسة: الإنفاق على الأولاد كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة » [في الصحيحين]، وقوله صلى الله عليه وسلم: « أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبة، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أتفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك » [رواه مسلم].
السادسة: الصدقة على القريب. كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّب. قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: { لن تنالوا البرَّ حتَّى تُنفقوا ممَّا تُحبُّون } [آل عمران: 92]. قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنَّ الله يقول في كتابه { لن تنالوا البِرَّ حتَّى تُنفقوا ممَّا تُحبُّون } وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « بخٍ بخٍ مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين ». فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. [في الصحيحين].
وقال صلى الله عليه وسلم: « الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة » [رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]، وأخصُّ الأقارب- بعد من تلزمه نفقتهم- اثنان:
الأول: اليتيم؛ لقوله- جلّ وعلا-: { فلا اقتحم العقبة . وما أدراك ما العقبة . فكُّ رقبة . أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبة . يتيماً ذا مقربة . أو مسكيناً ذا متربة } [البلد: 11- 16] والمسغبة: الجوع والشدّة.
الثاني: القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: « أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح » [رواه أحمد وأبو داود والترمذي صحيح الجامع].
السابعة: الصَّدقة على الجار؛ فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله: { والجار ذي القربى والجار الْجُنُب } [النساء: 36] وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر بقوله: « وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها » [رواه مسلم].
الثامنة: الصدقة على الصَّاحب والصَّديق في سبيل الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: « أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله- عزّ وجلّ- » [رواه مسلم].
التَّاسعة: النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهاداً للكفار أو المنافقين، فإنه من أعظم ما بذلت فيه الأموال؛ فإنَّ الله تعالى أمر بذلك في غير ما موضع من كتابه، وقدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قوله- سبحانه-: { انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون } [التوبة: 41]، وقال- سبحانه- مبيناً صفات المؤمنين الكُمَّل الذين وصفهم بالصِّدق { إنَّما المؤمنون الَّذين آمنوا بالله ورسوله ثُمَّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصَّادقون } [الحجرات: 15]، وأثنى – سبحانه وتعالى- على رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه- رضوان الله عليهم- بذلك في قوله: { لكن الرَّسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون . أعدَّ الله لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم } [التوبة: 88- 89]، ويقول صلى الله عليه وسلم : « أفضل الصدقات ظلُّ فسطاطٍ في سبيل الله- عزّ وجلّ- أو منحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله » [واه أحمد والترمذي، صحيح الجامع]، وقال صلى الله عليه وسلم: « من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا » [في الصحيحين]، ولكن ليعلم أنَّ أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما كان في وقت الحاجة والقلة في المسلمين كما هو في وقتنا هذا، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصار للمسلمين فلا شك أن في ذلك خيراً ولكن لا يعدل الأجر في الحالة الأولى: { وما لكم ألاَّ تُنفقوا في سبيل الله ولله ميراثُ السَّماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الَّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكُلاً وعَدَ الله الحُسنى والله بما تعملون خبيرٌ . من ذا الذي يُقرض الله قرضاً حسناً فيُضاعفه له وله أجرٌ كريم } [الحديد: 10- 11]. إنَّ الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة، والأنصار قلة، وليس في الأفق ظلُّ منفعة، ولا سلطان، ولا رخاء غير الذي ينفق، ويقاتل، والعقيدة آمنة والأنصار كثرة والنصر والغلبة والفوز قريبة المنازل، ذلك متعلقٌ مباشرة لله متجردٌ تجرداً كاملاً لا شبهة فيه، عميق الثقة والطمأنينة بالله وحده، بعيدٌ عن كل سبب ظاهر، وكل واقع قريب لا يجد على الخير أعواناً إلا ما يستمده مباشرة من عقيدته، وهذا له على الخير أنصار حتى حين تصح نيته ويتجرد تجرد الأولين. [في ظلال القرآن].
العاشرة: الصدقة الجارية: وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له » [رواه مسلم].
وإليك بعضاً من مجالات الصدقة الجارية التي جاء النص بها:
مجالات الصدقة الجارية
1- سقي الماء وحفر الآبار؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « أفضل الصدقة سقي الماء » [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة صحيح الجامع].
2- إطعام الطعام؛ فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل: أي الإسلام خير؟ قال: « تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف » [في الصحيحين].
3- بناء المساجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة » [في الصحيحين]، وعن جابر- رضي الله عنه- أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جنَّ ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة » [صحيح الترغيب].
4- الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كان في حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنَّ مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته » [رواه ابن ماجة صحيح الترغيب].
ولتعلم أخي أن الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان كما قال ابن عباس- رضي الله عنه-: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة » [في الصحيحين]، وكذلك الصدقة في أيام العشر من ذي الحجة، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام » يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: « ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثمَّ لم يرجع من ذلك بشيء » [رواه البخاري]، وقد علمت أنَّ الصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرّب بها إلى الله تعالى.
ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون النَّاس في شدة وحاجة ماسة وفقر بيِّن كما في قوله- سبحانه-: { فلا اقْتحم العَقَبَة . وما أدراك ما العَقَبَة . فكُّ رقبة . أو إطْعَامٌ في يومٍ ذي مسغبة } [البلد: 11- 14].
………………………………………….. ………………………………………….. ……………………
فمن نعمة الله- عزّ وجلّ- على العبد أن يكون ذا مالٍ وجدةٍ، ومن تمام نعمته عليه فيه أن يكون عوناً له على طاعة الله « فنعم المال الصالح للمرء الصالح » [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: « إن المكثرين هم المقلُّون يوم القيامة، إلا من أعطاه الله خيراً فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيراً » [رواه البخاري].
وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم
——————————————————————————————————-
مصادر :
الانترنت
و(كتاب العبر في بعض قصار السور) .للدكتور:عايض القرني
معهد الامارات التعليمي
www.uae.ii5ii.com
قوقل
www.go
إلى جميع احبتي واخواني واخواتي
اقدم لكم بحث عن الصداقة
اتمنى الاستفادة منه والدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف وخير خلقه أبي القاسم سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم-وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين..
بحثي يحمل موضوع الــــصدقة…
فالصدقة بابها واسع جدا ، وطرقها كثيرة أيضا ،
ومجالاتها متعددة ، وكذلك لها مراتب عدة ومن أفضل تلك المراتب : أن يتصدق الإنسان من أطيب ماله في وقت هو محتاج إليه .. ففي الصدقة خير عظيم عند الله عزوجل، ،فمن ذلك أن الله تعالى يقبل الصدقة ،ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم ،كما يربي أحدكم مهره ،حتى إن اللقمة لتصير مثل جبل أحد..فأي فضل أعظم من هذا ،اللقمة البسيطة من صدقة تخرج بإخلاص ،تلقاها يوم القيامة مثل جبل أحد في ميزان أعمالك..
وسنبحث في هذا البحث عن فضائل الصدقة و أنواعها وبعض من مواقف أمهات المؤمنين والصالحات مع الصدقة بإذن الله..
اسأل الله أن يوفقني في بحثـــي ..
}فضـــــــائل الصــــــــدقة {
للصدقة شأن عظيم في الإسلام ؛ فهي من أوضح الدلالات وأصدق العلامات على صدق إيمان المتصدق ، وذلك لما جبلت عليه النفوس من حب المال والسعي إلى كنزه ، فمن أنفق ماله وخالف ما جُبِل عليه، كان ذلك برهان إيمانه وصحة يقينه ، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والصدقة برهان ) أي برهان على صحة إيمان العبد ، هذا إذا نوى بها وجه الله ولم يقصد بها رياء ولا سمعة .
لأجل هذا جاءت النصوص الكثيرة التي تبين فضائل الصدقة والإنفاق في سبيل الله ، وتحث المسلم على البذل والعطاء ابتغاء الأجر من الله عز وجل .
فقد جعل الله الإنفاق على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين ، فقال عنهم : { إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } ( الذاريات 16-19) ، ووعد سبحانه – وهو الجواد الكريم الذي لا يخلف الميعاد – بالإخلاف على من أنفق في سبيله ، فقال سبحانه : { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } ( سبأ 39) ، ووعد بمضاعفة العطية للمنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافاً كثيرة، فقال سبحانه : { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة } ( البقرة 245) .
والصدقة بالأموال من أنواع الجهاد المتعددة ، بل إن الجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس في جميع الآيات التي ورد فيها ذكر الجهاد إلا في موضع واحد ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) رواه أبو داود .
وفي السنة من الأحاديث المرغبة في الصدقة ، والمبينة لثوابها وأجرها ، ما تقرّ به أعين المؤمنين ، وتهنّأ به نفوس المتصدقين ، ومن ذلك أنها من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله عز وجل ، ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ) ، رواه البيهقي ، وحسنه الألباني .
والصدقة ترفع صاحبها ، حتى توصله أعلى المنازل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل… ) رواه الترمذي .
وهي تدفع عن صاحبها المصائب والبلايا ، وتنجيه من الكروب والشدائد ، قال صلى الله عليه وسلم : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات ، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) رواه الحاكم وصححه الألباني .
وجاء في السنة عظم أجر الصدقة ، ومضاعفة ثوابها ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ما تصدق أحد بصدقة من طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كان تمرة ، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل ، كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله ) رواه مسلم .
والصدقة تطفئ الخطايا ، وتكفر الذنوب والسيئات ، قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) رواه الترمذي .
وهي من أعظم أسباب بركة المال ، وزيادة الرزق ، وإخلاف الله على صاحبها بما هو أحسن، قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك ) رواه مسلم .
كما أنها وقاية من عذاب الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) رواه البخاري .
وهي دليل على صدق الإيمان ، وقوة اليقين ، وحسن الظن برب العالمين ، إلى غير ذلك من الفضائل الكثيرة ، التي تجعل المؤمن يتطلع إلى الأجر والثواب من الله ، ويستعلي على نزع الشيطان الذي يخوفه الفقر ، ويزين له الشحّ والبخل ، وصدق الله إذ يقول : { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم } (البقرة 268) ، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المنفقين في سبيله وألا يجعلنا من الأشحاء والبخلاء في طاعته، إنه على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير ، والحمد لله رب العالمين .
} أنـــــواع الصــــــــدقة {
الكلمة الطيبة
عون الرجل أخاه على الشيء
الشربة من الماء يسقيها
إماطة الأذى عن الطريق
الإنفاق على الأهل وهو يحتسبها
كل قرض صدقة، القرض يجري مجرى شطر الصدقة
المنفق على الخيل في سبيل الله
ما أطعم زوجته، ما أطعم ولده
تسليمه على من لقيه
التهليلة، التكبيرة، التحميدة، التسبيحة، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر
إتيان شهوته بالحلال
التبسم في وجه أخيه المسلم
إرشاد الرجل في أرض الضلال إذا تاه رجل وضل الطريق
ما أطعم خادمه، ما أطعم نفسه
إفراغه من دلوه في دلو أخيه
الضيافة فوق ثلاثة أيام
إعانة ذي الحاجة الملهوف
الإمساك عن الشر
قول: أستغفر الله
هداية الأعمى، إسماع الأصم والأبكم حتى يفقه،
ما أعطيته امرأتك
الزرع الذي يأكل منه الطير أو الإنسان أو الدابة
ما سرق منه فهو صدقة
وما أكله السبع فهو صدقة
إنظار المعسر بكل يومٍ له صدقة
} مواقف أمهات اـلمؤمنين والصالــحـات مع الصدقة {
عن عروة أن عائشه رضي الله عنها باعت مالها بمائه ألف,فقسّمته كلّه, ثم أفطرت على خبز الشعير!
فقالت مولاة لها: ألا كنت أبقيت لنا من هذا المال درهماً نشتري به لحماً , فتأكلين ونأكل معك ؟
فقالت عائشه: لا تعنفيني.. لو ذكرتيني لفعلت..
إنها همم عاليه..
ونفوس شامخه ..
أمّ المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها,
كانت من أعظم أمهات المؤمنين صدقة وحبًّا للإنفاق في وجوه الخير..
تقول عائشه رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه:
" اولكن تتبعني أطولكن يداً" فكنا إذا اجتمعنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمدُّ أيدينا
في الحائط نتطاول, فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش , وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا ,
فعرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بطول اليد "الصدقه" وكانت امرأة صناعا, تعمل بيديها
وتتصدق به في سبيل الله عزّ وجلّ..
فقد بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه إليها بعطائها فأُتيت به وعندها نسوه ..
فقالت : ماهذا؟.. قالوا : أرسل به إليك عمر..
فقالت : غفر الله له..والله لغيري من أخواتي كانت أقوى على قسم هذا مني..
قالوا : إن هذا لكِ كلّه..
قالت : سبحان الله!
فجعلت تستتر بينها وبينه بجلبابها..
وتقول: ضعوه, واطرحوا عليه ثوباً ..
ثم قالت لإحدى الحاضرات: أدخلي يدك وأقبضي منه قبضة, فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان..
من أهل رحمها وأيتامها.. وفعلت ذلك حتى بقيت منه بقية تحت الثوب.. فقالت لها برّة غفر الله لك يا أم المؤمنين ..
لقد كانت لنا في هذا الحق..
قالت: فوجدنـا ما تحته خمسة وثمانين درهماً .. ثم رفعت يدها إلى السماء
فقالت: اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا فماتت.
ذات النطاقين
إنها أسماء بنت ابي بكر, كانت مثل أختها عائشه رضي الله عنها في محبة الإنفاق والصدقه.
قال ابنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه:
ما رأيت امرأة أجود من عائشه وأسماء , وجودهما مختلف؛ أما عائشه فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعتْه مواضعه, وأما أسماء فكانت لا تدّخر شيئاً لغدٍ..
إنها شجرة طيبه لا ينتج عنها إلا كل جميل طيب..
إنها شجرة الجود والإحسان والصدقه التي سقاها أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم كان يعتق الضعفاء وينفق على الفقراء.
ويتصدق على ذوي الحاجات , فأثمرت هذه الشجرة ثماراً طيبه أمثال عائشه وأسماء وذريتها رضي الله عنهم أجمعين
السيدة ربيعة خاتون أخت السلطان صلاح الدين الأيوبي
ذكـر المؤرخون أنها كانت من أكثر النساء صدقة وإحساناً إلى الفقراء والمحاويج وقد لُقبت " بست الشام "
وكانت تعمل في كل سنة في دارها بألوف الذهب أشربة وأدوية وعقاقير.
! ماذا فعلت الصدقة لهم في هذا الزمن !
لنعمل على الصدقه
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن مما يلحق الميت من عمله وحسناته بعد موته : علما علمه ونشره ، وولدا صالحا تركه ، أو مصحفا ورثه ، أو مسجدا بناه ، أو بيتا لابن السبيل بناه ، أو نهرا أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته) رواه ابن ماجة.
} الـخـــــــــــاتمة {
وفي نهاية بحثي .. فأوصي كل من قرأ بحثـــي بالصدقة لما لها نفعــاً وأجراً عظيماً .. فلا تتهاونوا في الصدقة أيها الأخوة، تصدقوا ولو بالقليل ،فإنها تطفئ الخطيئة ،كما يطفئ الماء النار. فنسأل الله سبحانه وتعالى ،بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من المتصدقين في كل أحوالنا ،في غنانا وفقرنا ،في صحتنا ومرضنا ،في حضرنا وسفرنا ،وفي سائر أحوالنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم إنا نسألك أن تقبل صدقاتنا ،وتأخذها منا بيمينك ،وتنميها عندك ،حتى نأتي يوم القيامة ،وإذا هي كجبل أحد في ميزاننا.
اللهم ادفع عنا الغلا والوبا. .
} الـمصــــــــــــــادر {
http://www.islamweb.net/ver2/aramada…l602&id=135184
http://www.alminbar.net/alkhutab/khu…?mediaURL=2792 (من خطبة ناصر بن محمد الأحمد)
كتاب الصدقه من كتب صلاح محمد زكريا _ وكتاب التربيه الاسلاميه
التوفيق للجميع ^^
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الله- تعالى- آمراً نبيه- صلى الله عليه وسلم: { قُل لعبادي الذين آمنوا يُقيموا الصَّلاة ويُنفقوا ممَّا رزقناهم سراً وعلانية من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ } [إبراهيم: 31]، ويقول جلّ وعلا : { وأنفقوا في سبيل الله… } [البقرة: 195]، وقال سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم } [البقرة: 254]، وقال- سبحانه وتعالى-: { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيِّبات ما كسبتُم } [البقرة: 267].
وقال- سبحانه-: { فاتَّقوا الله ما استطعتُم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يُوق شُحَّ نفسه فأُولئك هُمُ المفلحون } [التغابن: 16]، ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلاَّ ما قدّم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلاَّ ما قدَّم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النَّار تلقاء وجهه، فاتَّقوا النَّار ولو بشق تمرة » [في الصحيحين]، والمتأمِّل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبةً فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر- رضي الله عنه- : " ذكر لي أنَّ الأعمال تباهى، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم " [صحيح الترغيب].
فضائل وفوائد الصدقة
أولاً: أنَّها تطفئ غضب الله- سبحانه وتعالى- كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « إن صدقة السِّر تطفئ غضب الرب- تبارك وتعالى- » . [صحيح الترغيب].
ثانياً: أنَّها تمحو الخطيئة، وتُذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « والصَّدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النَّار » [صحيح الترغيب].
ثالثاً: أنَّها وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « فاتقوا النَّار، ولو بشق تمرة » .
رابعاً: أنَّ المتصدق في ظلِّ صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « كلُّ امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس » .
قال يزيد: »« فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدَّق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة »« [صحيح الترغيب]، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ من السبعة الذين يظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظله: « رجلٌ تصدَّق بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه » [في الصحيحين].
خامساً: أنَّ في الصدقة دواءً للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « داووا مرضاكم بالصدقة » [صحيح الجامع]. يقول ابن شقيق: « سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فاحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء؛ فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ » [صحيح الترغيب].
سادساً: أنَّ فيها دواءً للأمراض القلبية كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكى إليه قسوة قلبه: « إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم » [رواه أحمد].
سابعاً: أن الله تعالى يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى- عليه لسلام- لبني إسرائيل: « وآمركم بالصدقة، فإنَّ مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدَّموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم » [صحيح الجامع]. فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر فإنَّ الله- تعالى- يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرُّون به؛ لأنَّهم قد جربوه. [الوابل الصيّب].
ثامناً: أنَّ العبد إنَّما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله- تعالى- { لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقوا ممَّا تُحبُّون } [آل عمران:92].
تاسعاً: أنَّ المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: « ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً » [في الصحيحين].
عاشراً: أنَّ صاحب الصدقة يُبارك له في ماله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: « ما نقصت صدقة من مال » [في صحيح مسلم].
الحادي عشر: أنَّه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلاَّ ما تصدق به كما في قوله تعالى : { وما تُنفقوا من خيرٍ فلأنفسكم… } [البقرة: 272]، ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عائشة- رضي الله عنها- عن الشاة التي ذبحوها ما بقي منها: قالت: ما بقي منها إلا كتفها. قال: « بقي كلها غير كتفها » [في صحيح مسلم].
الثاني عشر: أن الله تبارك وتعالى يُضاعف للمتصدق أجره كما في قوله- عزّ وجلّ- : { إنَّ المصَّدقين والمُصَّدِّقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً يُضاعَفُ لهم ولهم أجرٌ كريم } [الحديد: 18]، وقوله- سبحانه-: { من ذا الذي يُقرض الله قرضاً حسناً فيُضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسُطُ وإليه تُرجعون } [البقرة: 245].
الثالث عشر: أن صاحبها يُدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان » قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: « نعم، وأرجو أن تكون منهم » . [في الصحيحين].
الرابع عشر: أنّها متى اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من أصبح منكم اليوم صائماً؟ » قال أبو بكر: أنا. قال: « فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ » قال أبو بكر: أنا. قال: « فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ » قال أبو بكر: أنا. قال: « فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ » قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة » . [رواه مسلم].
الخامس عشر: أنّ فيها انشراح الصدر، وراحة القلب، وطمأنينته، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأمّا المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأمّا البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع. [في الصحيحين] فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمّا تصدق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبد حقيقاً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال- تعالى-: { ومن يُوق شُحَّ نفسه فأولئك هُمُ المفلحون } [الحشر: 9].
السادس عشر: أن المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله تبارك وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. الحديث » .
السابع عشر: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: « لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار » ، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله.
الثامن عشر: أن العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله- جلّ وعلا- { إنَّ الله اشْترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنَّ لهم الجنَّة يُقاتلون في سبيل الله فيَقْتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التَّوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الَّذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم } [التوبة: 111].
التاسع عشر: أن الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « والصدقة برهان » . [رواه مسلم].
العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي التجار بقوله: « يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة » ، [رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع].
أفضل الصدقات
الأول: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول- جلَّ وعلا: { إن تبدوا الصَّدقات فنِعِمَّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خيرٌ لكم } [البقرة: 271]، فأخبر أن إعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهارها وإعلانها، وتأمّل تقييده- تعالى- الإخفاء بإتيان الفقراء خاصة ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة ما لا يمكن إخفاؤه كتجهيز جيش، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأمّا إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد، والستر عليه، وعدم تخجيله بين الناس وإقامته مقام الفضيحة، وأن يرى الناس، أن يده هي اليد السفلى، وأنه لا شيء له، فيزهدون في معاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائد من الإحسان إليه بمجرد الصدقة مع تضمنه الإخلاص، وعدم المراءاة، وطلبهم المحمدة من الناس. وكان إخفاؤها للفقير خيراً من إظهارها بين الناس، ومن هذا مدح النبي صلى الله عليه وسلم صدقة السِّر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة، ولهذا جعله- سبحانه- خيراً للمنفق وأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته. [طريق الهجرتين].
الثانية: الصدقة في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا » [في الصحيحين].
الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله- عزّ وجلّ-: { ويسألونك ماذا يُنفقون قُل العفو } [البقرة: 219]، وقوله صلى الله عليه وسلم: « لا صدقة إلا عن ظهر غنى… » وفي رواية: « وخير الصدقة ظهر غنى » [كلا الروايتين في البخاري].
الرابعة: بَذْل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ لقوله صلى الله عيه وسلم: « أفضل الصدقة جهد المقل، وابدأ بمن تعول » [رواه أبو داود]، وقال صلى الله عليه وسلم: « سبق درهم مائة ألف درهم » قالوا: وكيف؟! قال: « كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها » [رواه النسائي، صحيح الجامع].
قال البغوي رحمه الله: »« والاختيار للرجل أن يتصدق بالفضل من ماله، ويستبقي لنفسه قوتاً لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وربّما يلحقه الندم على ما فعل، فيبطل به أجره، ويبقى كلاً على الناس، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أبو بكر خروجه من ماله أجمع، لمَّا علم من قوة يقينه وصحة توكله، فلم يخف عليه الفتنة، كما خافها على غيره، أما من تصدق وأهله محتاجون إليه أو عليه دين فليس له ذلك، وأداء الدين والإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون معروفاً بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة كفعل أبو بكر، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، فأثنى الله تعالى عليهم بقوله { ويُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } [الحشر: 9] وهي الحاجة والفقر. [شرح السنة].
الخامسة: الإنفاق على الأولاد كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة » [في الصحيحين]، وقوله صلى الله عليه وسلم: « أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبة، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أتفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك » [رواه مسلم].
السادسة: الصدقة على القريب. كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّب. قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: { لن تنالوا البرَّ حتَّى تُنفقوا ممَّا تُحبُّون } [آل عمران: 92]. قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنَّ الله يقول في كتابه { لن تنالوا البِرَّ حتَّى تُنفقوا ممَّا تُحبُّون } وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « بخٍ بخٍ مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين ». فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. [في الصحيحين].
وقال صلى الله عليه وسلم: « الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة » [رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]، وأخصُّ الأقارب- بعد من تلزمه نفقتهم- اثنان:
الأول: اليتيم؛ لقوله- جلّ وعلا-: { فلا اقتحم العقبة . وما أدراك ما العقبة . فكُّ رقبة . أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبة . يتيماً ذا مقربة . أو مسكيناً ذا متربة } [البلد: 11- 16] والمسغبة: الجوع والشدّة.
الثاني: القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: « أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح » [رواه أحمد وأبو داود والترمذي صحيح الجامع].
السابعة: الصَّدقة على الجار؛ فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله: { والجار ذي القربى والجار الْجُنُب } [النساء: 36] وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر بقوله: « وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها » [رواه مسلم].
الثامنة: الصدقة على الصَّاحب والصَّديق في سبيل الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: « أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله- عزّ وجلّ- » [رواه مسلم].
التَّاسعة: النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهاداً للكفار أو المنافقين، فإنه من أعظم ما بذلت فيه الأموال؛ فإنَّ الله تعالى أمر بذلك في غير ما موضع من كتابه، وقدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قوله- سبحانه-: { انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون } [التوبة: 41]، وقال- سبحانه- مبيناً صفات المؤمنين الكُمَّل الذين وصفهم بالصِّدق { إنَّما المؤمنون الَّذين آمنوا بالله ورسوله ثُمَّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصَّادقون } [الحجرات: 15]، وأثنى – سبحانه وتعالى- على رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه- رضوان الله عليهم- بذلك في قوله: { لكن الرَّسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون . أعدَّ الله لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم } [التوبة: 88- 89]، ويقول صلى الله عليه وسلم : « أفضل الصدقات ظلُّ فسطاطٍ في سبيل الله- عزّ وجلّ- أو منحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله » [واه أحمد والترمذي، صحيح الجامع]، وقال صلى الله عليه وسلم: « من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا » [في الصحيحين]، ولكن ليعلم أنَّ أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما كان في وقت الحاجة والقلة في المسلمين كما هو في وقتنا هذا، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصار للمسلمين فلا شك أن في ذلك خيراً ولكن لا يعدل الأجر في الحالة الأولى: { وما لكم ألاَّ تُنفقوا في سبيل الله ولله ميراثُ السَّماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الَّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكُلاً وعَدَ الله الحُسنى والله بما تعملون خبيرٌ . من ذا الذي يُقرض الله قرضاً حسناً فيُضاعفه له وله أجرٌ كريم } [الحديد: 10- 11]. إنَّ الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة، والأنصار قلة، وليس في الأفق ظلُّ منفعة، ولا سلطان، ولا رخاء غير الذي ينفق، ويقاتل، والعقيدة آمنة والأنصار كثرة والنصر والغلبة والفوز قريبة المنازل، ذلك متعلقٌ مباشرة لله متجردٌ تجرداً كاملاً لا شبهة فيه، عميق الثقة والطمأنينة بالله وحده، بعيدٌ عن كل سبب ظاهر، وكل واقع قريب لا يجد على الخير أعواناً إلا ما يستمده مباشرة من عقيدته، وهذا له على الخير أنصار حتى حين تصح نيته ويتجرد تجرد الأولين. [في ظلال القرآن].
العاشرة: الصدقة الجارية: وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له » [رواه مسلم].
وإليك بعضاً من مجالات الصدقة الجارية التي جاء النص بها:
مجالات الصدقة الجارية
1- سقي الماء وحفر الآبار؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « أفضل الصدقة سقي الماء » [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة صحيح الجامع].
2- إطعام الطعام؛ فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل: أي الإسلام خير؟ قال: « تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف » [في الصحيحين].
3- بناء المساجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة » [في الصحيحين]، وعن جابر- رضي الله عنه- أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جنَّ ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة » [صحيح الترغيب].
4- الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كان في حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنَّ مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته » [رواه ابن ماجة صحيح الترغيب].
ولتعلم أخي أن الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان كما قال ابن عباس- رضي الله عنه-: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة » [في الصحيحين]، وكذلك الصدقة في أيام العشر من ذي الحجة، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام » يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: « ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثمَّ لم يرجع من ذلك بشيء » [رواه البخاري]، وقد علمت أنَّ الصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرّب بها إلى الله تعالى.
ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون النَّاس في شدة وحاجة ماسة وفقر بيِّن كما في قوله- سبحانه-: { فلا اقْتحم العَقَبَة . وما أدراك ما العَقَبَة . فكُّ رقبة . أو إطْعَامٌ في يومٍ ذي مسغبة } [البلد: 11- 14].
فمن نعمة الله- عزّ وجلّ- على العبد أن يكون ذا مالٍ وجدةٍ، ومن تمام نعمته عليه فيه أن يكون عوناً له على طاعة الله « فنعم المال الصالح للمرء الصالح » [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: « إن المكثرين هم المقلُّون يوم القيامة، إلا من أعطاه الله خيراً فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيراً » [رواه البخاري].
وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.
++++++++++++++++++++++++++++++
هذا البحث للصف الثالث ثانوي
عن الصدقة
مع تحياتي
بنفسجة فلسطين
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع هديه إلى يوم الدين ، الحمد لله الذي أمرنا في كتابه بالصدقة ودعانا إليها وحثنا عليها، فقال:
{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } [البقرة2
وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي أمرنا بالصدقة وحثنا عليها، فقال : " : تصدقوا قبل أن تصدقوا؛ تصدق رجل من ديناره، تصدق رجل من درهمه، تصدق رجل من بره، تصدق من تمره، من شعيره، لا تحقرن شيئاً من الصدقة ولو بشق تمرة " رواه مسلم.
ما هي الصدقة ؟
الصدقة هي النفقة التي يطلب بها الأجر وتطلق على الفرض والنفل
إلا أن عرف الاستعمال في الشرع جرى في الفرض بلفظ الزكاة، وفي النفل بلفظ الصدقة.
معنى تسميتها صدقة : وذلك مأخوذ من الصدق في مساواة الفعل للقول والاعتقاد.
الصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار، وقد حث الشرع على الصدقة وجعل لها آداباً وشروطا
قال تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة2
وقال تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)
فكيف لا نتصدق إذا كان ما نتصدقه قرض نقرضه للغني والوفي والمحسن
كيف لا وربما توعدنا أنه سينميها ويربيها لنا حتى تصير أضعافا مضاعفة
فيالها من بشارة!!
حكم الصدقة
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { على كل مسلم صدقة قيل : أرأيت إن لم يجد ؟ قال : يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : يعين ذا الحاجة الملهوف قال : قيل له : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : يأمر بالمعروف أو الخير قال : أرأيت ؟ إن لم يفعل قال : يمسك عن الشر فإنها صدقة }
وفي الصحيحين { عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : الإيمان بالله والجهاد في سبيله قال : قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا قال : قلت : فإن لم أفعل قال : تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال : قلت : يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك}
ففي هذا الحديث أنه أوجب الصدقة على كل مسلم وجعلها خمس مراتب على البدل:
الأولى الصدقة بماله فإن لم يجد اكتسب المال فنفع وتصدق . وفيه دليل وجوب الكسب ; فإن لم يستطع فيعين المحتاج ببدنه فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يفعل فيكف عن الشر . فالأوليان تقع بمال إما بموجود أو بمكسوب والأخريان تقع ببدن إما بيد وإما بلسان.
وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى } ففي هذا الحديث أنه جعل الصدقة الكلمات الأربع . والأمر والنهي وركعتا الضحى كافيتان.
ومن أنواع الصدقات:
الكلمة الطيبة *
*عون الرجل أخاه على الشيء
*الشربة من الماء يسقيها
*إماطة الأذى عن الطريق
*الإنفاق على الأهل وهو يحتسبها
*كل قرض صدقة، القرض يجري مجرى شطر الصدقة
*المنفق على الخيل في سبيل الله
*ما أطعم زوجته، ما أطعم ولده
*تسليمه على من لقيه
*التهليلة، التكبيرة، التحميدة، التسبيحة، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر
*إتيان شهوته بالحلال
*التبسم في وجه أخيه المسلم
*إرشاد الرجل في أرض الضلال إذا تاه رجل وضل الطريق
*ما أطعم خادمه، ما أطعم نفسه
*إفراغه من دلوه في دلو أخيه
*الضيافة فوق ثلاثة أيام
*إعانة ذي الحاجة الملهوف
*الإمساك عن الشر
*قول: أستغفر الله
*هداية الأعمى، إسماع الأصم والأبكم حتى يفقه،
فضائل وفوائد الصدقة
أولاً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها.
ثانياً: أنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى.
ثالثاً: أنها وقاية من النار.
رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة.
خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية.
سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية.
سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء.
ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة.
تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك.
عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله.
الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به.
الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره.
لنعمل على الصدقه
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن مما يلحق الميت من عمله وحسناته بعد موته : علما علمه ونشره ، وولدا صالحا تركه ، أو مصحفا ورثه ، أو مسجدا بناه ، أو بيتا لابن السبيل بناه ، أو نهرا أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته) رواه ابن ماجة.
* وضع صندوق على باب المنزل ويكون مخصص للصدقات بحيث يساهم فيه الأطفال من
مصروفهم اليومي وبذلك يتعود الأطفال منذ صغرهم على الصدقه كذلك يساهم فيه كل من في
ومن ياتى من الضيوف والأقارب والأصدقاء
* إرسال ظرف يحتوي على رسالة تحمل كل معاني الحب والتقدير للمرسل إليه وتذكره بحق الله في ماله بأسلوب طيب وقريب للنفس.
* المساهمة في تعليم القرآن ، ودعم جمعيات التحفيظ
* المساهمة في الدعوة وتعليم الناس أمور دينهم بجهدي أو بمالي
* توزيع الكتب والنشرات للمسلمين وغير المسلمين
* المشاركة في الإنترنت
* المساهمة في حفر الآبار
* المساهمة في بناء المساجد
* المساهمة في بناء المدارس والمراكز الإسلامية
الضمان على أن الصدقة تغير حياتك إلى الأفضل
برهان على صحة الإيمان: قال صلى الله عليه وسلم " … والصدقة برهان"
سبب في شفاء الأمراض: قال صلى الله عليه وسلم " داووا مرضاكم بالصدقة "
تظل صاحبها يوم القيامة: قال صلى الله عليه وسلم "كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس"
تطفىء غضب الرب: قال صلى الله عليه وسلم " صدقة السر تطفىء غضب الرب"
محبة الله عز وجل: وقال عليه الصلاة والسلام "أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم،
أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولئن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهر…. "
البر والتقوى: قال الله تعالى " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم "
تفتح لك أبواب الرحمة: قال صلى الله عليه وسلم " الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "
يأتيك الثواب وأنت في قبرك: قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له"
توفيتها نقص الزكاة الواجبة: حديث تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً قال: "أول ما يحاسـب بـه العبد يـوم القيامـة الصلاة؛ فإن كان أكملها كتبت له كاملة، وإن كان لم يكملها قال الله ـتبـارك وتعـالى ـ لملائكته: هل تجدون لعبدي تطوعاً تكملوا به ما ضيع من فريضته؟ ثم الزكاة مثل ذلك، ثم سائر الأعمال على حسب ذلك"
إطفاء خطاياك وتكفير ذنوبك: قال صلى الله عليه وسلم "الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار "
تقي مصارع السوء: قال صلى الله عليه وسلم "صنائع المعروف تقي مصارع السوء "
أنها تطهر النفس وتزكيها: قال الله تعالى " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها "
وغيره من الفضائل:
قال صلـــى اللــه عليــه وسلــــم: (( يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار )) ، فقالت امرأة منهن جزلة (أي ذات عقل ورأي.) : وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار ؟ قال : (( تكثرن اللعن وتكفرن العشير ))
و قال صلـــى اللــه عليــه وسلــــم: "ما نقص مال من صدقة "
و قال صلـــى اللــه عليــه وسلــــم: " اتقوا النار ولو بشق تمرة "
فلو أن للصدقة إحدى هذه الفضائل لكان حري بنا أن نتصدق ، فما بالك بكل هذه الفضائل جميعا من الصدقة ولو بدولار فقط ، لا تحقرن من المعروف شيئا . فاحصد الأجور وأدفع عن نفسك البلاء.
لنتصدق ونحث غيرنا على الصدقة فهذه الفضائل العظيمة جمعت في الصدقة فلا نخسرها فنندم يوم لا ينفع مال ولا بنون.