قسم خاص بكل ما يتعلق بتعليم الصف السابع في الامارات
ادخلوا الرابط وبينزلكم الملف ..
Free File Sharing Made Simple – MediaFire
س 1 : مالمقصود بالتربية الوطنية ؟
ج 1 : هو شعور واحساس وانتماء واخلاص وحب ووفاء لهذه الأرض .
س2 : لماذا علينا دراسة التربية الوطنية ؟
ج2 : لتحقيق المواقف السلوكية المبنية عل القناعات الداخلية الوطنية الأجتماعية الأخلاقية .
س 3 : ما دور التربية الوطنية في حياتنا ؟
ج 3 : 1- تبصير المتعلمين بالواجبات المطلوبة منهم تجاه وطنهم ومجتمعهم .
2 – أن يشعرهم بالمسؤولية التي تنتظرهم في مستقبلهم القريب .
ج 4 : بالفخر والأعتزاز والأطمئنان .
س 5 : صف احساسك عندما تسأل عن جنسيتك فتجيب : الأمارات ؟
ج 5 : الفخر والأعتزاز بجنسيتي .
س 6 : هل فكرت يوما بالصفات التي يجب توافرها فيك لتكون مواطنا صالحا ؟
ج 6 : الرجولة والأخلاص والوفاء .
* الوطن : هو مساحة من الأرض نشأ فيها الآباء والأجداد ، له حدود ، نتخذه سكننا
ومستقرا ، ونعيش عليه .
ج 7 : الوطن العربي .
س 8 : يقع في أقصى جناحه (————-)
ج 8 : الــــــــشـــــــــــر قـــــــــــي .
س 9 : له موقع متميز على (———–) وخليج (————)
ج 9 : الخليج العربي ، خليج عمان .
س 10 : كيف تحولت فكرة الأتحاد إلى واقع ملموس ؟
ج 10 : اتفاقية الشيخ زايد – رحمه الله – والشيخ راشد-رحمه الله – .
س 11 : مادورك كطالب في المحافظة على هذا الأتحاد ؟
ج 11 : الجد والأجتهاد في الدراسة لأصبح عنصر في المجتمع .
2 – توجيه دعوة لحكام الظامارات الأخرى ولحاكمي قطر والبحرين بشأن ال،ضمام للأتحاد
2 – اجتماع دبي الأول 25 -27 / فبراير / 1968 م ، و أعلن فيه
1 – توقيع اتفاقية اتحاد بين هذه الامارات التسع وهيئة تعرف بأسم ( مجلس
الأتحاد ) ، وبعد حوالي عامين ونصف لم يتحقق هذا الأتحاد بين الإمارات التسع .
3 – اجتماع دبي الثاني 18 / يوليو / 1971 م
عقد حكام الأمارات الست اجتماعهم في دبي في 18 يوليو 1971 م ، وأبدى الجميع
رغبتهم في إقامة دولة إتحادية بأسم ( دولة الأمارات العربية المتحدة ) ، ثم صدر دستور
مؤقت لتنظيم شؤون هذه الدولة ، وأصبح الدستور دائما بعد إقراره عام 1996 م .
4- قيام دولة الإمارات العربية المتحدة 2 / ديسمبر / 1971 م .
الإعلان رسميا عن قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة ، المكون من ست إمارات .
5 – اكتمال عقد الأتحاد 10 /
فبراير / 1972 م
س 12 : لخّص خطوات قيام الأتحاد :
ج 12 : 1 – قيام اتحاد ثنائي .
2 – توقيع اتفاقية قيام اتحاد بين الأمارات التسع .
3 – قيام الأتحاد وصدور الدستور المؤقت .
4 – قيام اتحاد بين ست إمارات واعتراف المنظمات بالدولة .
5 – انضمام رأس الخيمة واكتمال عقد الأتحاد .
* العلم : رمز هيبة الوطن ، وعنوان عزة الوطن ، وشعار قوتها واستقلالها .
س 13 : ما هي رسالة الجيش ومهمتهالمقدسة ؟
ج 13 : حماية الدولة والحفاظ على الأستقلال .
أحمد الزعابي
أستاذ التاريخ والآثار
الدستور
◘ نشاط صفحة 45
● تعاون مع زملائك في الإجابة عن هذه الأسئلة
1ـ املأ الجدول التالي :
ما أعرفه عن الدستور ما أريد معرفته عن الدستور
ـ عبارة عن قوانين
ـ يجب على الجميع احترام الدستور
ـ يفيدنا في تنظيم حياة الأفراد – هل قوانين الدستور ثابتة أم متغيرة
– من يقوم بوضع قوانين الدستور
◘ نشاط صفحة 46
2ـ ماذا تفعل لحماية نفسك إذا كان الطقس ماطرا في الخارج
أحمل مظلة لتحميني من المطر
● الدستور : مجموعة القواعد والقوانين التي تحدد نظام الحكم في الدولة و تنظم السلطات العامة في الدولة وتحدد مهامها وتبين ما للمواطنين من حريات وحقوق وواجبات
3ـ ما أهمية وجود الدستور بالنسبة للدولة وللمواطنين
الدولة : يحدد نظام الحكم وينظم السلطات العامة في
المواطنون : يحمي حقوق وحريات المواطنين
◘ ـ الاتجاهات الإسلامية والعربية في الدستور
1ـ الإسلام الدين الرسمي للدولة
2ـ عروبة شعب الإمارات
3ـ اللغة العربية هي اللغة الرسمية
4ـ تأييد القضايا العربية والإسلامية
◘ نشاط صفحة 48
ناقش مع مجموعتك الأسئلة التالية
1ـ لماذا اعتبرت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة
لأنها لغة القرآن و ولغة الآباء والأجداد ، وهي لغة التخاطب
2ـ حدد بعضا من القضايا التي تساندها دولة الإمارات العربية المتحدة كونك مواطنا عربيا مسلما تعي أهمية الانتماء لوطنك العربي والإسلامي ووطنك الإمارات حسب الجدول
القضايا الإسلامية القضايا العربية
البوسنة والهرسك
أفغانستان
الشيشان
كوسوفو قضية فلسطين
قضية العراق
قضية الصومال
جنوب لبنان
◘ ـ الاتجاهات الوطنية في الدستور
1ـ الإمارات دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة
2ـ للاتحاد السيادة على جميع الأراضي والمياه الإقليمية للدولة
3ـ عدم جواز التنازل عن سيادة الاتحاد أو التخلي عن أي جزء من أراضيه أو مياهه
◘ نشاط صفحة 49
اقرأ المادة العاشرة من الدستور ولخص أهداف الاتحاد
1ـ الحفاظ على استقلاليته وسيادته
2ـ تحقيق التعاون بين الإمارات
3ـ حماية حقوق وحريات شعب الاتحاد
4ـ توفير الحياة الأفضل لجميع المواطنين
◘ الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية في الدستور
1ـ المساواة وتوفير الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين
2ـ حماية كيان الأسرة وصونها من الانحراف
3ـ رعاية الطفولة والأمومة وحماية القصر والعاجزين
4ـ ضمان حق التعليم لكل مواطن
5ـ توفير الرعاية الصحية للمواطنين
6ـ تقدير العمل وتوفيره للمواطنين وتأهيلهم له
◘ ـ التعليم عامل أساسي لتقدم المجتمع حيث أنه
1ـ إلزامي في مرحلته الابتدائية
2ـ مجاني في كل مراحله داخل الاتحاد
3ـ يضع القانون الخطط اللازمة لنشره
◘ ـ نشاط صفحة 50
ضع أهدافا مستقبلية خاصة بك كمواطن مشتقة من الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية لدستور بلادك
1ـ تحقيق الأمن الغذائي
2ـ توفير الأمن والاستقرار
-3توفير الحياة الكريمة للمواطنين
-4 تحقيق التكافل الاجتماعي
◘ أولى الدستور أهمية واسعة لحريات المواطنين وحقوقهم ومنها
1ـ المساواة أمام القانون والتأكيد على استقلال القضاء
2ـ كفالة الحرية الشخصية
3ـ ضمان الحرية السياسية
◘ ما هي الحريات السياسية التي ضمنها الدستور
1ـ حرية الدستور 2ـ حرية الصحافة 3ـ حرية الاجتماع وتكوين الجمعيات
◘ ـ نشاط صفحة 51
◘ ـ ما انعكاس المساواة بين المواطنين أمام القانون على حياتهم ، وعلى علاقاتهم ببعضهم؟
1ـ التعاون بين أفراد المجتمع
2ـ تحقيق التكافل الاجتماعي
3ـ انتشار الحب والمودة بين الناس
◘ الواجبات العامة في الدستور
1ـ احترام الدستور والأوامر والقوانين
2ـ أداء الضرائب والتكاليف والعامة المقررة على كل مواطن
3ـ الدفاع عن الاتحاد
◘ نشاط صفحة 52
وضح الأسباب التي تدفعك للقيام بواجباتك تجاه وطنك
1ـ الوطن يقدم لنا خدمات كثيرة
2ـ ولدنا فيه وتربينا على أرضه
3ـ أكلنا من خيراته
4ـ لأن حب الوطن من الإسلام
الدولة ووظائفها
مفاهيم :
◘ ـ الدولة : هي جماعة منظمة من الأفراد يعيشون بصفة منتظمة على بقعة محددة من الأرض ، تجمعهم سلطة حاكمة واحدة
◘ ـ الأفراد : أساس الدولة وعمادها والشرط الرئيس لوجودها
◘ ـ الأرض : هي المساحة التي تشغلها الدولة وتقوم عليها
◘ السلطة والسيادة : هي الجهة التي تقع عليها مسؤولية إدارة شؤون الحكم وتنظم شؤون الحياة
◘ الحكومة : هي السلطة التي تتولى إدارة شؤون الدولة في الداخل والخارج
◘ الأمة : مجموعة كبيرة من الناس تجمعهم لغة واحدة وتاريخ ومصالح مشتركة وتقاليد وعادات وأماني وأهداف واحدة
◘ ـ نشاط صفحة 56
من خلال ما سبق ، أكمل المخطط التالي :
◘ ـ نشاط صفحة 57
ترتبط الأمة العربية بمجموعة من العناصر هي
◘ ـ نشاط صفحة 58
ما أهم الأماني والأهداف التي تتطلع إليها الأمة العربية ؟
1ـ تحقيق التكامل الاقتصادي
2ـ النهضة العلمية
خدمات الدولة
◘ ـ نشاط صفحة 59
اذكر بعض الخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنها
التعليم ـ الاتصالات ـ الإعلام ـ الثقافة ـ الخدمات الأمنية ـ الصحة
◘ ـ نشاط صفحة 60
◘ ـ بين المزايا الرئيسة التي وفرتها الدولة لأبنائها المواطنين لتشجيعهم على الالتحاق بالتعليم
1ـ مجانية التعليم
2ـ الأجهزة والمختبرات العلمية الحديثة
3ـ بناء المدارس والجامعات ورياض الأطفال
◘ ـ مظاهر اهتمام الدولة في مجال التعليم :
1ـ مجانية التعليم في كافة المراحل
2ـ بناء المدارس المجهزة بأحدث الوسائل
3ـ تطوير وتحديث المناهج
4ـ التوسع في برامج القضاء على الأمية
5ـ إرسال البعثات التعليمية للخارج
6ـ إتاحة فرص التعليم الجامعي داخل الدولة
7ـ تنوع مجالات التعليم الفني والمهني
◘ نشاط صفحة 63
● بين الفوائد التي تعود على الوطن إذا ما تم توفير نظام تعليمي جيد ومتطور
1ـ تحقيق اكتفاء ذاتي والاستغناء عن العمالة الوافدة
2ـ النهضة الصناعية
تابع نشاط صفحة 63
● علل اهتمام الدول وبخاصة المتقدمة منها بتوفير نظم تعليمية وتطبيقية متطورة
1ـ تحقيق النهضة الصناعية
2ـ لاختراع الأجهزة اللازمة وتوفير الاكتفاء الذاتي
3ـ للمنافسة وخاصة في المجالات العسكرية
● ما مقترحاتك لدفع الطلاب للإقبال على التعليم الفني
◘ من الخدمات الصحية التي تقدمها الدولة :
1ـ بناء المستشفيات الحديثة
2ـ توفير الممرضين والممرضات وإنشاء مدارس التمريض
3ـ تنفيذ برامج الوقاية ومكافحة الأمراض 4ـ رعاية الأمومة والطفولة
◘ نشاط صفحة 65
ناقش شفويا ما يمكن أن يحدث إذا لم تتوفر إحدى الخدمات الصحية التالية:
ـ تطعيم الأطفال ضد الأمراض (انتشار الأمراض)
ـ خدمة متابعة النساء الحوامل خلال فترة الحمل (يؤدي إلى تشوه أو موت الجنين)
ـ توفير الأدوية اللازمة للأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم (تعرض المرضى لخطر الموت)
ـ خدمات الولادة (التوليد) (التعرض لخطر الموت)
والتكملة في المرفق
مما يستحب أن يدعو بها المرء صباحاً ومساءً وبعقب كل صلاة
دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ركعتى الفجر
قال ابن عباس رضى الله عنهما: بعثنى العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتيته ممسياً وهو فى بيت خالتى ميمونة فقام يصلى من الليل، فلما صلى ركعتى الفجر قبل صلاة الصبح قال: "اللهم إنى أسألك رحمة من عندك تهدى بها قلبى، وتجمع بها شملى، وتلم بها شعثى، وترد بها الفتن عنى، وتصلح بها دينى، وتحفظ بها غائبى، وترفع بها شاهدى، وتزكى بها عملى، وتبيض بها وجهى، وتلهمنى بها رشدى، وتعصمنى بها من كل سوء، اللهم اعطنى إيماناً صادقاً ويقيناً ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك فى الدنيا والآخرة، اللهم إنى أسألك الفوز عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنصر على الأعداء ومرافقة الأنبياء، اللهم إنى أنزل بك حاجتى وإن ضعف رأيى وقلت حيلتى وقصر عملى وافتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا كافى الأمور ويا شافى الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرنى من عذاب السعير ومن دعوة الثبور ومن فتنة القبور، اللهم ما قصر عنه رأيى وضعف عنه عملى ولم تبلغه نيتى وأمنيتى من خير وعدته أحداً من عبادك أو خير أنت معطيه أحداً من خلقك فإنى أرغب إليك فيه وأسألكه يارب العالمين، اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين حرباً لأعدائك وسلماً لأوليائك نحبب بحبك من أطاعك من خلقك ونعادى بعداوتك من خالفك من خلقك، اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ذى الحبل الشديد والأمر الرشيد أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود والركع السجود الموفين بالعهود إنك رحيم ودود وأنت تفعل ما تريد، سبحان الذى لبس العز وقال به، سبحان الذى تعطف بالمجد وتكرم به، سبحان الذى لا ينبغى التسبيح إلا له، سبحان ذى الفضل والنعم، سبحان ذى العزة والكرم، سبحان الذى أحصى كل شئ بعلمه، اللهم اجعل لى نوراً فى قلبى ونوراً فى قبرى، ونوراً فى سمعى، ونوراً فى بصرى، ونوراً فى شعرى، ونوراً فى بشرى، ونوراً فى لحمى، ونوراً فى دمى، ونوراً فى عظامى، ونوراً من بين يدى، ونوراً من خلفى، ونوراً عن يمينى، ونوراً عن شمالى، ونوراً من فوقى، ونوراً من تحتى، اللهم زدنى نوراً وأعطنى نوراً واجعل لى نوراً"
——————————————————————————–
دعاء عائشة رضى الله عنها
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة رضى الله عنها: "عليك بالجوامع الكوامل، قولى اللهم إنى أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت به وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأستعيذك مما استاعذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأسألك ما قضيت لى من أمر أن تجعل عاقبته رشداً برحمتك يا أرحم الراحمين"
——————————————————————————–
دعاء فاطمة رضى الله عنها
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا فاطمة ما يمنعك أن تسمعى ما أوصيك به؟ أن تقولى: يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث لاتكلنى إلى نفسى طرفة عين وأصلح لى شأنى كله"
——————————————————————————–
دعاء أبى بكر الصديق رضى الله عنه
علَّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر الصديق رضى الله عنه أن يقول: "اللهم إنى أسألك بمحمد نبيك وإبراهيم خليلك وموسى نجيك وعيسى كلمتك وروحك وتوراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وفرقان محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين، وبكل وحى أوحيته أو قضاء قضيته أو سائل أعطيته أو غنى أفقرته أو فقير أغنيته أو ضال هديته، وأسألك باسمك الذى أنزلته على موسى صلى الله عليه وسلم، وأسألك باسمك الذى بثثت به أرزاق العباد، وأسألك باسمك الذى وضعته على الأرض فاستقرت، وأسألك باسمك الذى وضعته على السموات فاستقلت، وأسألك باسمك الذى وضعته على الجبال فرست، وأسألك باسمك الذى استقل به عرشك، وأسألك باسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر المنزل فى كتابك من لدنك من النور المبين، وأسألك باسمك الذى وضعته على النهار فاستنار وعلى الليل فأظلم وبعظمتك وكبريائك وبنور وجهك الكريم أن ترزقنى القرآن والعلم به، وتخلطه بلحمى ودمى وسمعى وبصرى، وتستعمل به جسدى بحولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك يا أرحم الراحمين"
——————————————————————————–
دعاء بريدة الأسلمى رضى الله عنه
وروى أنه قال له صلى الله عليه وآله وسلم: "يا بريدة ألا أعلمك كلمات من أراد الله به خيراً علمهن إياه ثم لم ينسهن أبداً قال: فقلت بلى يا رسول الله قال: قل: اللهم إنى ضعيف فقو فى رضاك ضعفى وخذ إلى الخير بناصيتى واجعل الإسلام منتهى رضاى، اللهم إنى ضعيف فقونى وإنى ذليل فأعزنى وإنى فقير فأغننى يا أرحم الراحمين"
——————————————————————————–
دعاء قبيصة بن المخارق
إذ قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علمنى كلمات ينفعنى الله عز وجل بها فقد كبر سنى وعجزت عن أشياء كثيرة كنت أعملها فقال عليه السلام: "أما لدنياك فإذا صليت الغداة فقل ثلاث مرات سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم فإنك إذا قلتهن أمنت من الغم والجزام والبرص والفالج، وأما لآخرتك فقل: اللهم اهدنى من عندك وأفضل علىّ من فضلك وانشر علىّ من رحمتك وأنزل علىّ من بركاتك، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: أما إنه إذا وافى بهن عبد يوم القيامة لم يدعهن فتح الله له أربعة أبواب من الجنة يدخل من أيها شاء
——————————————————————————–
دعاء أبى الدرداء رضى الله عنه
قيل لأبى الدرداء رضى الله عنه: قد احترقت دارك- وكانت النار قد وقعت فى محلته- فقال: ما كان الله ليفعل ذلك، فقيل له ذلك ثلاثاً وهو يقول: ما كان الله ليفعل ذلك، ثم أتاه آت فقال: يا أبا الدرداء إن النار حين دنت من دارك طفئت، وقال: قد علمت ذلك، فقيل له: ما ندرى أى قوليك أعجب؟ قال: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من يقول هؤلاء الكلمات فى ليل أو نهار لم يضره شئ وقد قلتهن وهى: "اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شئ قدير وأن الله أحاط كل شئ علماً وأحصى كل شئ عدداً، أللهم أنى أعوذ بك من شر نفسى ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربى على صراط مستقيم"
——————————————————————————–
دعاء الخليل إبراهيم عليه الصلاة السلام
كان يقول إذا أصبح: اللهم إن هذا خلق جديد فافتحه علىّ بطاعتك واختمه لى بمغفرتك ورضوانك وارزقنى فيه حسنة تقبلها منى وزكها وضاعفها لى، وما عملت فيه من سيئة فاغفرها لى إنك رحيم ودود كريم
قال: ومن دعا بهذا الدعاء إذا أصبح فقد أدى شكر يومه
——————————————————————————–
دعاء عيسى عليه الصلاة والسلام
كان يقول: اللهم إنى أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره ولا أملك نفع ما أرجو وأصبح الأمر بيد غيرى وأصبحت مرتهناً بعملى فلا فقير أفقر منى، أللهم لا تشمت بى عدوى ولا تسؤ بى صديقى ولا تجعل مصيبتى فى دينى ولا تجعل الدنيا أكبر همى ولا تسلط علىّ من لا يرحمنى يا حى يا قيوم
——————————————————————————–
دعاء الخضر عليه السلام
يقال: إن الخضر وإلياس عليهما السلام إذا التقيا فى كل موسم لم يفترقا إلا عن هذه الكلمات: "بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كل نعمة من الله، ما شاء الله الخير كله بيد الله، ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله"
فمن قالها ثلاثاً حين أصبح أمن من الحرق والغرق والسرق إن شاء الله تعالى
——————————————————————————–
دعاء معروف الكرخى رضى الله عنه
قال محمد بن حسان: قال لى معروف الكرخى رحمه الله: ألا أعلمك عشر كلمات خمس للدنيا وخمس للآخرة من دعا الله عز وجل بهن وجد الله تعالى عندهن، قلت اكتبها لى، قال: لا ولكن أرددها عليك كما رددها علىّ بكر بن خنيس رحمه الله: حسبى الله لدينى، حسبى الله لدنياى، حسبى الله الكريم لما أهمنى، حسبى الله الحليم القوى لمن بغى علىّ، حسبى الله الشديد لمن كادنى بسوء، حسبى الله الرحيم عند الموت، حسبى الله الرؤوف عند المسألة فى القبر، حسبى الله الكريم عند الحساب، حسبى الله اللطيف عند الميزان، حسبى الله القدير عند الصراط، حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"، وقد روى عن أبى الدرداء أنه قال: "من قال فى كل يوم سبع مرات "فإن تولوا فقل حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" كفاه الله عز وجل ما أهمه من أمر آخرته صادقاً كان أو كاذباً
——————————————————————————–
دعاء عتبة الغلام
وقد رؤى فى المنام بعد موته فقال: دخلت الجنة بهذه الكلمات "اللهم يا هادى المضلين ويا راحم المذنبين ويا مقيل عثرات العاثرين إرحم عبدك ذا الخطر العظيم والمسلمين كلهم أجمعين، واجعلنا مع الأخيار المرزوقين الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين آمين يا رب العالمين
——————————————————————————–
دعاء آدم عليه الصلاة والسلام
قالت عائشة رضى الله عنها: لما أراد الله عز وجل أن يتوب على آدم صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت سبعاً وهو يومئذ ليس بمبنى ربوة حمراء، ثم قام فصلى ركعتين ثم قال: "أللهم إنك تعلم سرى وعلانيتى فاقبل معذرتى، وتعلم حاجتى فاعطنى سؤلى، وتعلم ما فى نفسى فاغفر لى ذنوبى، أللهم إنى أسألك إيماناً يباشر قلبى ويقيناً صادقاً حتى أعلم أنه لن يصيبنى إلا ما كتبته علىّ والرضا بما قسمته لى يا ذا الجلال والإكرام"
فأوحى الله عز وجل إليه أنى قد غفرت لك، ولم يأتنى أحد من ذريتك فيدعونى بمثل الذى دعوتنى به إلا غفرت له وكشفت غمومه وهمومه ونزعت الفقر من بين عينيه وأتجرت له من وراء كل تاجر وجاءته الدنيا وهى راغمة وإن كان لا يريدها
——————————————————————————–
دعاء على بن أبى طالب رضى الله عنه
رواه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إن الله يمجد نفسه كل يوم ويقول: إنى أنا الله رب العالمين، إنى أنا الله لا إله إلا أنا الحى القيوم، إنى أنا الله لا إله إلا أنا العلى العظيم، إنى أنا الله لا إله إلا أنا لم ألد ولم أولد، إنى أنا الله لا إله إلا أنا العفو الغفور، إنى أنا الله لا إله إلا أنا مبدئ كل شئ وإلىّ يعود العزيز الحكيم الرحمن الرحيم مالك يوم الدين خالق الخير والشر خالق الجنة والنار الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، الفرد الوتر عالم الغيب والشهادة الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الكبير المتعال المقتدر القهار الحليم الكريم، أهل الثناء والمجد أعلم السر وأخفى القادر الرزاق فوق الخلق والخليقة" وذكر قبل كل كلمة: "إنى أنا الله لا إله إلا أنا" كما أوردناه فى الأول فمن دعا بهذه الأسماء فليقل: "إنك أنت الله لا إله إلا أنت كذا وكذا" فمن دعا بهن كتب مع الساجدين والمخبتين الذين يجاورون محمداً وإبراهيم وموسى وعيسى والنبيين صلوات الله عليهم فى دار الجلال، وله ثواب العابدين فى السموات والأرضين
وصلى الله على محمد وعلى كل عبدٍ مصطفى
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر، قدم علينا إجازة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الفارسي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي الهاشمي بالكوفة، أخبرنا جعفر بن محمد الأحمسي، أخبرنا نصر بن مزاحم، أخبرنا جعفر بن زياد الأحمر، عن غالب بن مقلاص، عن عبد الله بن أسد بن زرارة الأنصاري، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما عرج بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ، فراشه من ذهب يتلألأ، فأوحى إلي، أو قال: فأخبرني في علي بثلاث خلال: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين".
قال الحاكم أبو عبد الله: هذا حديث غريب المتن والإسناد، لا أعلم لأسد بن زرارة في الوحدان حديثاً مسنداً غير هذا.
قال أبو موسى: وقد وهم الحاكم أبو عبد الله في روايته، وفي كلامه عليه، وإنما هو أسعد بن زرارة الأنصاري، وليس في الصحابة من يسمى أسداً إلا أسد بن خالد، قال أبو موسى: أخبرنا به أبو سعد بن أبي عبد الله، أخبرنا أبو يعلى الطهراني، حدثنا أحمد بن موسى، أخبرنا إسحاق هو ابن محمد بن علي بن خالد المقري بإسناده مثله؛ إلا أنه قال: عن هلال بن مقلاص بدل غالب وقال: عبد الله بن أسعد بن زرارة، وهو الصواب.
ب س أسلم الحبشي الأسود، ذكره أبو عمر، فقال: أسلم الحبشي الأسود كان راعياً ليهودي، يرعى غنماً له، وكان من حديثه ما أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين بإسناده إلى ابن إسحاق قال: حدثني إسحاق بن يسار أن راعياً أسود أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محاصر لبعض حصون خيبر، ومعه غنم كان فيها أجيراً لرجل من يعود، فقال: يا رسول الله، أعرض علي الإسلام، فعرضه عليه فأسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقر أحداً يدعوه إلى الإسلام، فعرضه عليه، فقال الأسود: كنت أجيراً لصاحب هذا الغنم، وهي أمانة عندي، فكيف أصنع بها؟ فقال رسول الله: اضرب في وجوهها؛ فإنها سترجع إلى ربها، فقام الأسود فأخذ حفنة من التراب، فرمى بها في وجوهها، وقال: ارجعي إلى صاحبك فوالله لا أصحبك، فرجعت مجتمعة كأن سائقاً يسوقها، حتى دخلت الحصن، ثم تقدم الأسود إلى ذلك الحصن ليقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتله، وما صلى صلاة قط، فأتى به رسول الله، فوضع خلفه، وسجي بشملة كانت عليه، والتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه، ثم أعرض إعراضاً سريعاً، فقالوا: يا رسول الله، أعرضت عنه. قال: إن معه لزوجته من الحور العين".
وقد استدرك أبو موسى الراعي الأسود على أبي عبد الله، قال: وذكر عبدان الأسود، وأعاده في أسلم، والأسود صفة له، وأسلم اسمه. وذكر إسناد عبدان إلى محمد بن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسار أن راعياً أسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محاصر لبعض حصون خيبر. وذكر نحوه ما تقدم.
فأما استدراك أبي موسى على ابن منده، فلا وجه له، فإن ابن منده قد ذكره، وأنه قتل بخيبر، وإن كان قد وهم في أن كناه أبا سلمى، وروي عنه الحديث، فقد أتى بذكره وترجم عليه، والذي أظنه أن أبا موسى حيث رأى أبا نعيم قد نسب ابن منده إلى الوهم، ظن أن الترجمة كلها خطأ، وليس كذلك، وإنما أخطأ في البعض، وأصاب في الباقي، على ما نذكر في الترجمة التي بعد هذه، والله أعلم.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
مرتبة حسب ترتيب المصحف الشريف
الرقم الأول هو رقم السورة، والرقم الثانى هو رقم الآية
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (2/127)
وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (2/128)
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (2/156)
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (2/201)
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (2/250)
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا (2/286)
رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا (2/286)
رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (2/286)
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (3/8)
رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (3/9)
رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (3/16)
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (3/27)
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (3/27)
رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء (3/38)
رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (3/53)
ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (3/147)
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (3/191)
رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (3/192)
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ِ (3/193)
رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَار (3/193)
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (3/194)
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً (4/75)
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (7/23)
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (7/89)
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (7/126)
أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (7/155)
رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (10/85 و 10/86)
رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (11/47)
أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (12/101)
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء (14/38)
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (14/40)
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (14/41)
وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً (17/80)
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً (18/10)
رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً (19/4)
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي (20/ 25 و 20/26 و20/27)
رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً (20/114)
أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (21/87)
رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (21/89)
رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (23/29)
رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (23/97و 23/98)
رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (23/109)
رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (25/65و 25/66)
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (25/74)
رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (26/83 و 26/84و 26/85و 26/86و 26/87و 26/88و26/89)
رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (26/169)
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (27/19)
رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي (28/16)
رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (29/30)
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (40/7)
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (40/8و 40/9)
رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (44/12)
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (46/15)
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (59/10)
رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {4} رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60/4و60/5)
رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (66/8)
رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (66/11)
رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً (71/26 و71 /27و 71/28)
المدينة المنورة والهجرة
ينقل لنا التاريخ بأن المدينة على الرغم من توفر شيء من النضج الفكري فيها، وما يلازم ذلك عادة من المرونة العقيدية، مضافاً إلى بعض الإيجابيات الأخرى إلا أنه كانت توجد فيها مقابل ذلك بعض السلبيات أيضاً، مثل: الصراعات الدموية الطويلة القائمة بين أهم قبيلتين فيها وهما قبيلتي (الأوس) و (الخزرج)[9] وكذلك بعض العادات الجاهلية المتفشية في تفكير الغالبية من أهالي المدينة مثل التعصب والثأر بأسلوبه الجاهلي، وتفشي الربا إذ كان اليهود في ذلك الوقت يمسكون بعصب الحياة في المدينة عن طريق المال والخداع، حيث كانوا يستغلون الأهالي، وينشرون الربا والفساد.. وكل واحد من هذه السلبيات كان كفيلاً بالقضاء على الأفكار والتيارات الجديدة التي تدخل المدينة، فكيف إذا كانت هذه السلبيات مجتمعة؟ ولكن على الرغم من ذلك كله، استطاع الإسلام أن يشق طريقه ويزرع بذرته الأولى في المدينة، ولكن هذه البذرة الطيبة كانت تحتاج إلى عناية كبيرة لكي تصبح شجرة وتعطي ثمارها.
وعلى هذا الأساس كان عمل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في تلك الفترة يتمثل بمرحلتين:
المرحلة الأولى: مرحلة التثبيت والبناء.
المرحلة الثانية: مرحلة الانتشار.
مرحلة التثبيت والبناء
بدأت هذه المرحلة منذ اللحظات الأولى لقدوم النبي (صلّى الله عليه وآله) المدينة، وشملت مجموعة من المشاريع والأعمال من أهمها:
أولاً: بناء المسجد.
من أهم ما قام به رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في بداية دخوله للمدينة المنورة هو بناء المسجد؛ وذلك لحاجة الناس في ذلك الوقت إلى مركز يجتمعون فيه لأداء الصلوات وتبادل الآراء، وإعداد الخطط، وتعليم وتعلّم القرآن، وكذلك حل الخصومات والمشاكل، وغيرها من الأعمال، ولهذا أمر (صلّى الله عليه وآله) ببنائه وتشييده، فأصبح ذلك المسجد كالجامعة في مفهوم اليوم، بل أعظم وأشمل منها فالجامعة اليوم تحتوي على مجموعة من الكليات والأقسام فكذلك المسجد كان يحتوي على كثير من الأقسام والفروع، جهة للقضاء وأخرى للاجتماعات، وثالثة لتعليم القرآن، وهكذا.
ثانياً: المؤاخاة بين المسلمين.
لقد كانت هذه الخطوة ضرورية؛ كأحد أسباب العلاج للنعرات والعداوات والضغائن التي ألمعنا إليها آنفاً، لاسيما فيما بين الأوس والخزرج، أضف إلى ذلك الأزمات المتجددة التي خلقتها قوافل المهاجرين اللاجئين الذين كانوا بأمس الحاجة إلى المسكن والمأكل، وغيرها من الأمور. ومن هنا كان نداء الرسول (صلّى الله عليه وآله): «تآخوا في الله.. »[10].
روي عن ابن عباس ـ وغيره ـ قال: لما نزل قوله تعالى ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اخْوَةٌ))[11] آخى رسول الله بين الأشكال والأمثال، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن، وبين سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد، وبين طلحة والزبير، وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب الأنصاري، وبين أبي ذر وابن مسعود، وبين سلمان وحذيفة، وبين حمزة وزيد بن حارثة، وبين أبي الدرداء وبلال، وبين جعفر الطيار ومعاذ بن جبل، وبين المقداد وعمار، وبين عايشة وحفصة، وبين زينب بنت جحش وميمونة، وبين أم سلمة وصفية، حتى آخى بين أصحابه بأجمعهم على قدر منازلهم، ثم قال (صلّى الله عليه وآله): «أنت أخي وأنا أخوك يا علي».[12]
ولقد كانت هذه الخطوة أعظم أساس قامت عليه الأمة الإسلامية، وأحسن دواء أزيل به ما تبقى في النفوس من ضغينة وعداوة، وفي نفس الوقت كانت مفتاحاً لحل الأزمات الأخرى.
ثالثاً: الصحيفة.
الصحيفة[13] عبارة عن نظام تدار بواسطته الأمور العامة للمسلمين وغيرهم ممن جاورهم، فالمجتمع المدني في ذلك الوقت كان خليطاً من القبائل العربية وغير العربية، وكذلك كانت تتعايش معه مجموعة من الديانات اليهودية والمسيحية..، وإن مجتمعاً كهذا لهو بحاجة إلى نظام يدير شؤون الناس، فأوجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الصحيفة.
فقد روي عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: «قرأت في كتاب لعلي (عليه السلام) أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار ومن لحق بهم من أهل يثرب: أن كل غازية غزت بما يعقِّب بعضها بعضا بالمعروف والقسط بين المسلمين، فإنه لا يجوز حرب إلا بإذن أهلها، وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وحرمة الجار على الجار كحرمة أمه وأبيه، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على عدل وسواء»[14].
في بادئ الأمر أراد اليهود استمالة الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى جانبهم، بمعنى آخر: حاولوا ضم النبي (صلّى الله عليه وآله) تحت السيادة اليهودية بزعمهم، وذلك نظراً للنفوذ الاقتصادي القوي الذي كان اليهود يتمتعون به، ولكن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعمله هذا ـ إعلان الصحيفة ـ جعل اليهود وغيرهم من الأقليات تحت السيادة الإسلامية، وبعد أن وفر لهم الحماية أعطاهم كامل الحرية الدينية، سواء أرادوا البقاء على عقيدتهم، أم الدخول في الإسلام.
وهكذا استطاع (صلّى الله عليه وآله) أن يبني مجتمعاً متماسكاً تسوده المحبّة والأمان، وزرع لدى الإنسان المسلم شخصية فريدة من نوعها بين المجتمعات الأخرى.
وبالإضافة إلى كل هذه الأعمال، ركز (صلّى الله عليه وآله) على سد الثغرات، وتحصين المدينة المنورة بوجه الأعداء، وكذلك حث المسلمين على التدريب على الرماية وصناعة السيوف والرماح والدروع.. استعداداً للدفاع في قبال مخطط المشركين لمحاربة المسلمين والقضاء عليهم.
مرحلة نشر الدين الإسلامي
بعد أن اطمأن الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى الحالة العامة التي وصل إليها المسلمون من إيمان وتقوى واستعداد دائم للجهاد في سبيل الله وما إلى ذلك، شرع في المرحلة الثانية من مهمته، وهي نشر الدين الإسلامي في أرجاء المعمورة، وهذه المرحلة هي هدف الرسالة. فالإسلام لا يقتصر على أهل المدينة فقط، أو أهل الطائف فقط، وإنما هو دين البشرية جمعاء، وأن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) هو مرسل إلى الناس كافة لينقذهم من الظلمات إلى النور.
[1] بحار الأنوار: ج19 ص24 ب5 ضمن ح11.
[2] المصدر السابق.
[3] بحار الأنوار: ج19 ص24 ب5 ضمن ح11.
[4] وفي نسخة (ولينسل) انظر بحار الأنوار: ج19 ص47 ب6 ضمن ح8..
[5] انظر إعلام الورى بأعلام الهدى: ص59- 61 ب3 ف7.
[6] سورة الأنفال: 30.
[7] دار الندوة بمكة، أحدثها قصي بن كلاب بن مرة لما تملك مكة، وهي دار كانوا يجتمعون فيها للمشاورة، وجعلها بعد وفاته لابنه عبد الدار بن قصي، ولفظه مأخوذ من لفظ الندي والنادي والمدونة، وهو مجلس القوم الذين يندون حوله، أي: يذهبون قريبا منه ثم يرجعون، صارت هذه الدار إلى حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، فباعها من معاوية بمائة ألف درهم، فلامه معاوية على ذلك وقال: بعت مكرمة آبائك وشرفهم؟!، فقال حكيم: ذهبت المكارم إلا التقوى، والله لقد اشتريتها في الجاهلية بزق خمر وقد بعتها بمائة ألف درهم وأشهدكم أن ثمنها في سبيل الله تعالى، فأينا المغبون؟ وقيل: دار الندوة أول دار بنت قريش بمكة وانتقلت بعد موت قصي إلى ولده الأكبر عبد الدار، ثم لم تزل في أيدي بنيه حتى باعها عكرمة بن عامر ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار من معاوية بن أبي سفيان فجعلها دار الإمارة. انظر معجم البلدان: ج2 ص423 دار الندوة.
[8] مجمع البيان: ج4 ص458 سورة الأنفال.
[9] وقد عرفت لحروبهم أيام مشهودة من أشهرها: يوم الصفينة، وهو أول يوم جرت الحرب فيه، ويوم السرارة، ويوم وفاق بني خطمة، ويوم حاطب بن قيس، ويوم حضير الكتائب، ويوم أطم بني سالم، ويوم أبتروة، ويوم البقيع، ويوم مضرس ومعبس، ويوم الدار، ويوم بعاث الاخر، ويوم فجار الأنصار. وكانوا ينتقلون في هذه المواضع التي تعرف أيامهم بها ويقتتلون قتالاً شديداً. انظر موسوعة العتبات المقدسة، لجعفر الخليلي: ص45.
[10] انظر الغدير: ج3 ص116، وفيه: قال محمد بن إسحاق: وآخى رسول الله بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال فيما بلغنا ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل: «تآخوا في الله أخوين أخوين». ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: «هذا أخي». فكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أخوين.
[11] سورة الحجرات: 10.
[12] المناقب: ج2 ص185 فصل في الأخوة.
[13] نظراَ لأهمية هذه الوثيقة التاريخية وتوخياً للفائدة نورد نصها هنا، ليتسنى لنا الاطلاع ـ ولو بجزء بسيط ـ على الحنكة السياسية والقدرة الإدارية العظيمة التي كان عليها الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) وعلى الأخص في مراحل بناء اللبنات الأولى لهذا الدين العظيم، وقد تضمنت الصحيفة ما يلي:
« بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي (صلّى الله عليه وآله) بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب، ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم، إنهم أمة واحدة من دون الناس، المهاجرون من قريش على ربعتهم، يتعاقلون بينهم وهم يَفْدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو عوف على رِبْعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو الحارث على رِبْعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو ساعدة على ربْعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو جشم على رِبعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو النجار على رِبعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو عمرو بن عوف على رِبعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو النبيّت على رِبعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو الأوس على رِبْعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وإن المؤمنين لا يتركون مُفْرَحاً ـ المفرح المثقل بالدين ـ بينهم أن يُعطوه بالمعروف في فداء أو عَقْل.
وأن لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه، وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم، أو ابتغى دسيعة ظلم، أو إثم، أو عِدوان، أو فساد بين المؤمنين، وإن أيديهم عليه جميعاً، ولو كان ولدَ أحدهم، ولا يَقْتل مؤمنٌ مؤمناً في كافر، ولا ينصر كافراً على مؤمن، وإن ذمة الله واحدة، يُجير عليهم أدناهم، وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس؛ وإنه من تبعنا من يهود، فإنه له النصر والأسوة، غير مظلومين ولا متناصر عليهم؛ وإن سِلْم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله، إلا على سواء وعدل بينهم، وإن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضاً، وإن المؤمنين يبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله، وإن المؤمنين المتقين على أحسن هَدْي وأقومه، وإنه لا يجبر مشرك مالاً لقريش ولا نفساً، ولا يحول دونه على مؤمن؛ وإنه مَنْ اعتبط مؤمناً قتلاً عن بيّنة، فإنه قودٌ به إلا أن يرضى وليُّ المقتول، وإن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلا قيامٌ عليه.
وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة، وآمن بالله واليوم الآخر، أن ينصر مُحْدِثاً ولا يؤويه؛ وإنه من نصره أو آواه، فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل، وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء، فإنه مردَّه إلى الله عزّ وجلّ، وإلى محمد (صلّى الله عليه وآله)، وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم، إلا من ظلم وأثم، فإنه لا يوتغَ إلا نفسه، وأهل بيته، وإن ليهود بني النجّار مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف، إلا من ظلم وأثم، فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته، وإن جفنة بطنٍ من ثعلبة كأنفسهم، وإن لبني الشُطيبة مثل ما ليهود بني عوف، وإن البر دون الإثم، وإن موالي ثعلبة كأنفسهم، وإن بطانة يهود كأنفسهم، وإنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد (صلّى الله عليه وآله)، وإنه لاينحجز على ثأر جُرْح، وأنه من فتك فبنفسه )) فتك ((، وأهل بيته، إلا من ظلم، وإن الله على أبرّ هذا، وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم؛ وأنه لم يأثم امرؤ بحليفه، وإن النصر للمظلوم، وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة، وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وإنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها، وإن ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حَدَثٍ أو اشتجار يخاف فساده، فإن مردَّه إلى الله عزّ وجلّ، وإلى محمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبرّه، وإنه لا تُجار قريش ولا من نصرها، وإن بينهم النصر على من دهم يثرب، وإذا دُعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وإنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين، إلا من حارب في الدين، على كل أُناس حصتهم من جانبهم الذي قِبلَهم، وإن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم، على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة، وإن البر دون الإثم، لا يكسب كاسبٌ إلا على نفسه، وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.
وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وإن من خرج آمنٌ ومن قعد آمنٌ بالمدينة، إلا من ظلم وأثم، وإن الله جارٌ لمن برّ وأتقى ومحمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ». انظر سيرة ابن هشام: ج2 ص348، وانظر كتاب (أول حكومة إسلامية في المدينة المنورة) للإمام الراحل (أعلى الله درجاته)، ط مركز الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) للتحقيق والنشر.
[14] الكافي: ج5 ص31 باب إعطاء الأمان ح5.
* ابتدأت السورة الكريمة ببيان أهوال القيامة والمكذبين بها، وما عاقب تعالى به أهل الكفر والعناد {الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة كذبت ثمودُ وعادٌ بالقارعة فأمَّا ثمود فأُهلكوا بالطاغية وأمَّا عادٌ فأهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتية ..} الآيات.
* ثم تناولت الوقائع والفجائع التي تكون عند النفخ في الصور، من خراب العالم، واندكاك الجبال، وانشقاق السماوات الخ {فإِذا نُفخ في الصُّور نفخةٌ واحدةٌ وحُملت الأرضُ والجبال فدُكَّتا دكةً واحدة ..} الآيات.
* ثم ذكرت حال السعداء والأشقياء في ذلك اليوم المفزع، حيث يعطى المؤمن كتابه بيمينه، ويلقى الإِكرام والإِنعام، ويعطى الكافر كتابه بشماله، ويلقى الذل والهوان {فأمَّا من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه … وأما من أوتي كتابه بشماله ..} الآيات.
* وبعد هذا العرض لأحوال الأبرار والفجار، جاء القسم البليغ بصدق الرسول، وصدق ما جاء به من الله، وردّ افتراءات المشركين الذين زعموا أن القرآن سحر أو كهانة {فلا أُقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم}.
* ثم ذكرت البرهان القاطع على صدق القرآن، وأمانة الرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغه الوحي كما نزل عليه، بذلك التصوير الذي يهز القلب هزاً، ويثير في النفس الخوف والفزع من هول الموضوع {ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ..} الآيات.
* وختمت السورة بتمجيد القرآن وبيان أنه رحمة للمؤمنين وحسرة على الكافرين {وإنه لتذكرة للمتقين وإِنه لحسرة على الكافرين وإِنه لحق اليقين فسبح باسم ربك العظيم}.
تعظيم يوم القيامة وإهلاك المكذبين به
{الْحَاقَّةُ(1)مَا الْحَاقَّةُ(2)وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ(3)كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ(4)فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ(5)وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ(6)سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ(7)فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ(8)وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ(9)فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً(10)إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ(11)لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ(12)}
{الْحَاقَّةُ} اسم للقيامة سميت بذلك لتحقق وقوعها، فهي حقٌ قاطع، وأمر واقع، لا شك فيه ولا جدال {مَا الْحَاقَّةُ}؟ التكرار لتفخيم شأنها، وتعظيم أمرها، وكان الأصل أن يقال: ما هي؟ ولكنه وضع الظاهر موضع الضمير زيادة في التعظيم والتهويل {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ}؟ وما أعلمك يا محمد ما هي القيامة؟ إِنك لا تعلمها إِذ لم تعاينها، ولم تر ما فيها من الأهوال، فإِنها من العظم والشدة بحيث لا يحيط بها وصف ولا خيال، وهذا على طريقة العرب فإنهم إِذا أرادوا تشويق المخاطب لأمرٍ أتوا بصيغة الاستفهام يقولون: أتدري ماذا حدث؟ والآية من هذا القبيل زيادة في التعظيم والتهويل كأنه قال: إِنها شيء مريع وخطب فظيع .. ثم بعد أن عظَّم أمرها وفخّم شأنها، ذكر من كذَّب بها وما حلَّ بهم بسبب التكذيب، تذكيراً لكفار مكة وتخويفاً لهم فقال {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ} أي كذب قوم صالح، وقوم هود بالقيامة، التي تقرع القلوب بأهوالها {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} أي فأمَّا ثمود – قوم صالح – فأُهلكوا بالصيحة المدمرة، التي جاوزت الحدَّ في الشدة، قال قتادة: هي الصيحة التي خرجت عن حدِّ كل صيحة {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} أي وأما عاد – قوم هود – فأُهلكوا بالريح العاصفة ذات الصوت الشديد وهي الدَّبور وفي الحديث (نصرتُ بالصبا، وأُهلكت عادٌ بالدَّبور) (عاتية) أي متجاوزة الحدَّ في الهبوب والبرودة، كأنها عتت على خزانها فلم يتمكنوا من ضبطها، قال ابن عباس: ما أرسل الله من ريح قط إِلا بمكيال، ولا أنزل قطرة قطُّ إِلا بمكيال، إِلا يوم نوحٍ ويوم عاد، فإِن الماء يوم نوح طغى على الخزان فلم يكن لهم عليه سبيل ثم قرأ {إِنَّا لما طغى الماء حملناكم في الجارية} وإِن الريح عتت على خزانها فلم يكن لهم عليها سبيل ثم قرأ {بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} أي سلطها الله عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام متتابعة لا تفتر ولا تنقطع {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى} أي فترى أيها المخاطب القوم في منازلهم موتى، لا حراك بهم {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} أي كأنهم أصول نخلٍ متآكلة الأجواف، قال المفسرون: كانت الريح تقطع رؤوسهم كما تقطع رءوس النخل، وتدخل من أفواههم وتخرج من أدبارهم حتى تصرعهم، فيصبحوا كالنخلة الخاوية الجوف {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ}؟ أي فهل ترى أحداً من بقاياهم؟ أو تجد لهم أثراً؟ لقد هلكوا عن آخرهم كقوله تعالى {فأصبحوا لا يُرى إِلا مساكنهم} {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ} أي وجاء فرعون الجبار، ومن تقدَّمه من الأمم الطاغية التي كفرت برسلها {وَالْمُؤْتَفِكَاتُ} أي والأمم الذين انقلبت بهم ديارهم – قرى قوم لوط – حيث جعل الله عاليها سافلها، قال الصاوي: {وَالْمُؤْتَفِكَاتُ} أي المنقلبات وهي قرى قوم لوط، التي اقتلعها جبريل ورفعها على جناحه قرب السماء ثم قلبها، وكانت خمس قرى {بِالْخَاطِئَةِ} أي بالفعلة الخاطئة المنكرة، وهي الكفر والعصيان {فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ} أي فعصى فرعون رسول الله موسى، وعصى قوم لوطٍ رسولهم لوطاً {فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً} أي فأخذهم الله أخذةً زائدةً في الشدة، على عقوبات من سبقهم، كما أن جرائمهم زادت في القبح والشناعة على سائر الكفار {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} أي لما تجاوز الماء حدَّه حتى علا كل شيء وارتفع فوقه حملناكم في السفينة {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً} أي لنجعل تلك الحادثة عظةً للناس وعبرة، تدل على انتقام الله ممن كذَّب رسله {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} أي وتحفظها وتذكرها أذن واعية للمواعظ، تنتفع بما تسمع، قال القرطبي: والمقصود من قصص هذه الأمم وذكر ما حلَّ بهم من العذاب، زجر هذه الأمة عن الاقتداء بهم في معصية الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا ختم الآية بقوله {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} قال قتادة: الواعية هي التي عقلت عن الله وانتفعت بما سمعت من كتاب الله عزّ وجّل.
أهوال يوم القيامة
{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ(13)وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً(14)فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ(15)وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ(16)وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ(17)يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ(18)}
ولما ذكر قصص المكذبين، أتبعه بذكر أهوال القيامة وشدائدها فقال {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ} أي فإِذا نفخ إِسرافيل في الصور نفخةً واحدة لخراب العالم، قال ابن عباس: هي النفخة الأولى التي يحصل عنها خراب الدنيا {وَحُملَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} أي ورفعت الأرض والجبال عن أماكنها، فضرب بعضها ببعضٍ حتى تندق وتتفتَّت وتصير كثيباً مهيلاً {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} أي ففي ذلك الحين قامت القيامة الكبرى، وحدثت الداهية العظمى {وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} أي وانصدعت السماء فهي يومئذٍ ضعيفة مسترخية، ليس فيها تماسك ولا صلابة {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} أي والملائكة على أطرافها وجوانبها، قال المفسرون: وذلك لأن السماء مسكن الملائكة، فإذا انشقت السماء وقفوا على أطرافها فزعاً مما داخلهم من هول ذلك اليوم، ومن عظمة ذي الجلال، الكبير المتعال {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} أي ويحمل عرش الرحمن ثمانية من الملائكة العظام فوق رءوسهم، وقال ابن عباس: ثمانية صفوفٍ من الملائكة لا يعلم عددهم إِلا الله {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} أي في ذلك اليوم الرهيب، تعرضون على ملك الملوك ذي الجلال للحساب والجزاء، لا يخفى عليه منكم أحدٌ، ولا يغيب عنه سرٌّ من أسراركم، لأنه العالم بالظواهر والسرائر والضمائر.
جزاء الأبرار بعد الحساب
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ(19)إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ(20)فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ(21)فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ(22)قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ(23)كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ(24)}
ثم بيَّن تعالى حال السعداء والأشقياء في ذلك اليوم فقال {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} أي فأما من أعطي كتاب أعماله بيمينه لأنه من السعداء { فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيه} أي فيقول ابتهاجاً وسروراً: خذوا اقرءوا كتابي، والهاء في {كِتَابيه} هاء السكت وكذلك في {حِسَابِيه} و{ماليه} و{سلطانيه} قال الرازي: ويدل قوله {هاؤم اقرءوا كتابيه} على أنه بلغ الغاية في السرور، لأنه لما أُعطي كتابه بيمينه، علم أنه من الناجين ومن الفائزين بالنعيم، فأحب أن يظهر ذلك لغيره حتى يفرحوا بما ناله {إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيه} أي إِني أيقنت وتحققت بأني سألقى حسابي وجزائي يوم القيامة، فأعددت له العدة من الإِيمان، والعمل الصالح، قال الحسن: إِن المؤمن أحسن الظنَّ بربه فأحسن العمل، وإِنَّ المنافق أساء الظن بربه فأساء الظن بربه فأساء العمل، وقال الضحاك: كل ظنٍ في القرآن من المؤمن فهو يقين، ومن الكافر فهو شك .. قال تعالى مبيناً جزاءه {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} أي فهو في عيشة هنيئة مرضية، يرضى بها صاحبها، لما ورد في الصحيح أنهم يعيشون فلا يموتون أبداً، ويصحون فلا يمرضون أبداً، وينعمون فلا يرون بؤساً أبداً {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} أي في جنةٍ رفيعة القدر، وقصور عالية شاهقة {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} أي ثمارها قريبة، يتناولها القائم، والقاعد، والمضطجع، قال ابن جزي: القطوف جمع قطف وهو ما يجتنى من الثمار ويقطف كالعنقود، روي أن العبد يأخذها بفمه من شجرها وهو قائم أو قاعد أو مضطجع {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا} أي يقال لهم تفضلاً وإِنعاماً: كلوا واشربوا أكلاً وشرباً هنيئاً، بعيداً عن كل أذى، سالماً من كل مكروه {بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} أي بسبب ما قدمتم من الأعمال الصالحة في الأيام الماضية يعني أيام الدنيا.
حال الأشقياء يوم القيامة
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ(25)وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ(26)يَا لَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ(27)مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ(28)هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ(29)خُذُوهُ فَغُلُّوهُ(30)ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ(31)ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ(32)إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ(33)وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ(34)فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ(35)وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ(36)لا يَأْكُلُهُ إِلا الْخَاطِئُونَ(37)}
ولما ذكر حال السعداء أعقبه بذكر حال الأشقياء فقال {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} أي وأما من أعطي كتابه بشماله وهذه علامة الشقاوة والخسران {فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيه} أي فيقول اذا رأى قبائح أعماله: يا ليتني لم أعط كتابي، قال المفسرون: وذلك لِما يحصل له من الخجل والافتضاح فيتمنى عندئذٍ أنه لم يعط كتاب أعماله، ويندم أشد الندم {وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيه} أي ولم عرف عظم حسابي وشدته، والاستفهام للتعظيم والتهويل {يَا لَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ} أي يا ليت الموتة الأولى التي متُّها في الدنيا، كانت القاطعة لحياتي، فلم أبعث بعدها ولم أُعذب، قال قتادة: تمنى الموت ولم يكن شيء عنده أكره من الموت، لأنه رأى تلك الحالة أشنع وأمرَّ ممَّا ذاقه من الموت {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيه} أي ما نفعني مالي الذي جمعته ولا دفع عني من عذاب الله شيئاً {هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيه} أي زال عني ملكي وسلطاني، ونسبي وجاهي، فلا معين لي ولا مجير، ولا صديق ولا نصير {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} أي يقول تعالى لزبانية جهنم: خذوا هذا المجرم الأثيم فشدوه بالأغلال، قال القرطبي: فيبتدره مائة ألف ملك، ثم تجمع يده الى عنقه، فذلك قوله تعالى {فَغُلُّوهُ} {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} أي ثم أدخلوه النار العظيمة المتأججة، ليصلى حرَّها {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} أي ثم أدخلوه في سلسلةٍ حديدية طولها سبعون ذراعاً، قال ابن عباس: بذراع الملك، تدخل السلسلة من دبره، وتخرج من حلقه، ثم يجمع بين ناصيته وقدميه والسلسلة هي حلق منتظمة، كل حلقة منها في حلقة، يلف بها حتى لا يستطيع حراكاً .. لمّا بيَّن العذاب الشديد بيَّن سببه فقال {إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ} أي كان لا يصدق بوحدانية الله وعظمته، قال أبو حيّان: بدأ بأقوى أسباب تعذيبه وهو كفره بالله، وهو تعليلٌ مستأنف كأن قائلاً قال: لم يعذِّب هذا العذاب البليغ؟ فأجيب إِنه كان لا يؤمن بالله {وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} أي ولا يُحثُّ نفسه ولا غيره على إِطعام المسكين، قال المفسرون: ذكر الحضَّ دون الفعل للتنبيه على أن تارك الحضّ بهذه المنزلة، فكيف بتارك الإِحسان والصدقة؟ {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ} أي فليس له في الآخرة صديق يدفع عنه العذاب، لأن الأصدقاء يتحاشونه، ويفرُّون منه {وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ} أي وليس له طعام إِلا صديد أهل النار، الذي يسيل من جراحاتهم {لا يَأْكُلُهُ إِلا الْخَاطِئُونَ} أي لا يأكله إِلا الآثمون المجرمون المرتكبون للخطايا والآثام، قال المفسرون: {الْخَاطِئُونَ} جمع خاطئ وهو الذي يتعمد الذنب، والمخطئ الذي يفعل الشيء خطأ دون قصد، ولهذا قال {الْخَاطِئُونَ} ولم يقل المخطئون.
تعظيم القرآن وتأكيد نزوله من عند الله
{فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ(38)وَمَا لا تُبْصِرُونَ(39)إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(40)وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ(41)وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ(42)تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(43)وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ(44)لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ(46)فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ(47)وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ(48)وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ(49)وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ(50)وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ(51)فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ(52)}
سبب النزول:
نزول الآيات (38 – 40):
{فلا أقسم}: قال مقاتل: سبب ذلك أن الوليد بن المغيرة قال: إن محمداً ساحر، وقال أبو جهل: شاعر، وقال عقبة: كاهن، فقال الله عز وجل: {فلا أقسم ..} أي أقسم.
ولما ذكر أحوال السعداء من أهل الجنة، ثم أحوال الأشقياء من أهل النار، ختم الكلام بتعظيم القرآن فقال {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لا تُبْصِرُونَ} أي فأقسم بالمشاهدات والمغيبات، أُقسم بما ترونه ولا ترونه، مما هو واقعٌ تحت الأبصار، وما غاب وخفي عن الأنظار، و {لا} في قوله {فَلا أُقْسِمُ} لتأكيد القسم وليست نافية، قال الإِمام الفخر الرازي: والآية تدل على العموم والشمول، لأنها لا تخرج عن قسمي: مبصرٍ وغير مبصر، فشملت الخالق والخلق، والدنيا والآخرة، والأجسام والأرواح، والإِنس والجن، والنعم الظاهرة والباطنة، قال قتادة: هو عام في جميع مخلوقاته جلَّ وعلا، وقال عطاء: ما تبصرون من آثار القدرة، وما لا تبصرون من أسرار القدرة {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} أي إِن هذا القرآن لكلام الرحمن، يتلوه ويقرؤه رسولٌ كريم، هو محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، قال القرطبي: والرسول ههنا محمد صلى الله عليه وسلم ونسب القول إِليه لأنه تاليه ومبلغه عن الله تعالى {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ} أي وليس القرآن كلام شاعر كما تزعمون، لأنه مباين لأوزان الشعر كلها، فليس شعراً ولا نثراً {قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ} أي قلَّما تؤمنون بهذا القرآن، قال مقاتل: يعني بالقليل أنهم لا يصدقون بأن القرآن من الله، بمعنى لا يؤمنون به أصلاً، والعرب تقول: قلَّما يأتينا يريدون لا يأتينا {وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ} أي وليس هو بقول كاهنٍ يدعي معرفة الغيب، لأن القرآن يغاير بأسلوبه سجع الكهان {قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} أي قلَّما تتذكرون وتتعظون {تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي هو تنزيلٌ من ربِّ العزة جل وعلا كقوله تعالى {وإِنه لتنزيل ربِّ العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسانٍ عربي مبين} والغرض من الآية تبرئه الرسول صلى الله عليه وسلم مما نسبه إِليه المشركون من دعوى السحر والكهانة، ثم أكَّد ذلك بأعظم برهان على أن القرآن من عند الله فقال {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ} أي لو اختلق محمد بعض الأقوال، ونسب إِلينا ما لم نقله {لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} أي لانتقمنا منه بقوتنا وقدرتنا {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} أي ثم لقطعنا نياط قلبه حتى يموت، قال القرطبي: والوتينُ عرق يتعلق به القلب، إِذا انقطع مات صاحبه والغرض أنه تعالى يعاجله بالعقوبة ولا يمهله، لو نسب إِلى الله شيئاً ولو قليلاً، فإِن تسمية الأقوال بالأقاويل للتصغير والتحقير {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} أي فما يقدر أحد منكم أن يحجز بيننا وبينه، لو أردنا حينئذٍ عقوبته، ولا أن يدفع عنه عذابنا، قال الخازن: المعنى إِن محمداً لا يتكلم الكذب علينا لأجلكم، مع علمه أنه لو تكلم لعاقبناه، ولا يقدر أحدٌ على دفع عقوبتنا عنه {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} أي وإِن هذا القرآن لعظةٌ للمؤمنين المتقين الذين يخشون الله، وخصَّ المتقين بالذكر لأنهم المنتفعون به {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ} أي ونحن نعلم أن منكم من يكذب بهذا القرآن مع وضوح آياته، ويزعم أنه أساطير الأولين، وفي الآية وعيدٌ لمن كذب بالقرآن {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ} أي وإِنه لحسرة عليهم في الآخرة، لأنهم يتأسفون إِذا رأوا ثواب من آمن به {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ} أي وإِنه لحقٌ يقينيٌ لا يحوم حوله ريبٌ، ولا يشك عاقل أنه كلام رب العالمين {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} أي فنزّه ربك العظيم عن السوء والنقائص، واشكره على ما أعطاك من النعم العظيمة، التي من أعظمها نعمة القرآن.