التصنيفات
الصف السابع

ملخص للدرس السابع و الثامن من كتاب الاجتماعيات للصف السابع

هذا ملخص للدرس السابع و الثامن من كتاب الاجتماعيات

بسم الله الرحمن الرحيم
التعاريف

الحضارة: هي كل جهد قام به الانسان لتحسين ضروف حياته على الارض.
الامبراطورية : دولة كبيرة مترامية الاطراف يحكمخت حاكم يتميز بالظلم و السيطرة .
الدكتاتورية : هو حاكم يقوم على الظلم و التصلط و القهر .
القبيلة : جماعه من الناس ينتمون إلى أصل واحد مشترك تجمعهم رابطة العصبية للأهل و العشيرة .
حرب الفجار: هو حرب بين قريش وخلافائها من كنانة وهوازل سمية بلفجار لانها حدثت بلاشهر الحرم.
التجارة الدولية : هي التجارة بين دولة واخرى.
الرعي المختلط : هو نوع من الرعي يتم في مناطق كثييرة من العالم الاسلامي يجمع بين انتاج المحاصيل وتربيت المواشي.
الرعي التقليدي : هو القائم على الانتقال بالحيوانات من مكان الى اخر.
صناعة تجميعية : هو استيراد اجزاء السلع من الخارج وتجميعها داخل الدولة بالتعاون مع شركتات عالمية.
التعدين : هو استخراج المعادن واعدادها للتصنيع .
العرب :هم سكان شبه الجزيرة العربية التي ارتبط بها اسمهم منذ القدم .
علم لانساب : علم يتعرف منه انساب الناس , ويعتمد على دراسة سلالات العائلات واصولها
علم النجوم : هو معرفة مواقيت الكواكب وسيرها

من أنماط الأنشطة الاقتصادية :
التعدين – الزراعة – الصناعة -الثروة الحيوانية -الثروة النباتية
من مقومات الزراعة:
المناخ – تعدد انواع التربة – توفر موارد المياه -توفر مقومات البشرية
من مقومات البشرية :
الايدي العاملة – راس المال -الاسواق – الادرة – الخبرة الفنية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
أهم المحاصيل الزراعية في العالم الاسلامي :
القمح :أهم الدول المنتجة هي : تركيا ، باكستان ، إيران و النسبة : 15%
الأرز:أهم الدول المنتجة هي : أندونيسيا ، باكستان ، بنجلادش و النسبة : 22%
القطن : أهم الدول المنتجة : مصر ، سوريا ، إيران ، تركيا و النسبة : 72%
قصب السكر : أهم الدول المنتجة : مصر ،باكستان ، بنجلادش و النسبة :10%
البنجر : أهم الدول المنتجة : إيران ، سوريا ، مغرب و النسبة : 11%
الزيتون : أهم الدول المنتجة : تركيا ، تونس ، المغرب ، سوريا : 38 %
الانتاج الحيواني :-
تعتبر حرفة الرعي من الحرف القديمة في العالم الاسلامي نظرا لتوافر مساحات شاسعه من المراعي ، لذا فإن بعض الدول العالم الاسلامي تحقق فائضا في الانتاج الحيواني كما في السودان و الصومال والمغرب وتشاد , ودول الاخرى تستورد الحيوانات الحية واللحوم كما في دول الخليج العربي وليبيا ومصر .
__________________________________________________ _________
الثورة المائية :-
يصل انتاجها حوالي : 15%من الانتاج العالمي , وااهم الدول الاسلامية في انتاج الاسماك بنجلادش وماليزيا وأندونيسيا والمغرب .
__________________________________________________ _________
أهم المعادن:
الحديد : 48% والدول المنتجة موريتانيا و تركيا وإيران ومصر والجزائر.
النحاس : 9% والدول المنتجة أندويسيا وكازاخستان وإيران .
المنجنيز :165% والدول المنتجة الجابان وكازاخستان وإيران .
الكروم :36% والدول المنتجة تركيا وإيران وباكستان .
الفوسفات :28% والدول المنتجة المغرب وتونس ومصر والاردن وكازاخستان .
__________________________________________________ _________
مصادر الطاقة :
النفط :44%
الغاز الطبيعي :16 %
الفحم :4%
مصادر اخرى : 36%

مقومات الصناعه :-

مواد الخام :
*الزراعية
*الزراعية
*المعدنية
– مصادر الطاقة :
*النفط
*الغاز
– رؤؤس الأموال
-الأيدي العاملة
-الأسواق
-طرق النقل والمواصلات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أهم الصناعات :-
الصناعات التجميعيه مثل : السيارات و الأجهزة الكهربائية .
الصناعات المعدنية مثل : الطائرة و الأواني .
الصناعات الكيماوية مثل : العطور و المكياج .
صناعة الغزل و النسيج مثل : الملابس و السجاد .
الصناعات الغذائية مثل : الزيوت و الألبان و المعلبات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــأهمية المنتج الوطني :-
رخيص الثمن
يلبى حاجة السوق
يعزز الاقتصاد الوطني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الامبراطورية الفارسية :-
الناحية السياسية :-
العاصمة المدائن .
الحكم ملكي وراثي لقب الحاكم كسرى
كان الحاكم يعتبرونه من نسل الآلهه
عانى الشعب من البؤس و الشقاء
الناحية الدينية :-
عبدوا قوى الطبيعه ك: السمش و الأرض
المجوسية و هم عبدة النار
الزرادشتية و هم يرون أن للوجود الهين (( آلهة الخير و آلهة الشر ))
الناحية الاجتماعية :-
طبقة الأغنياء و أصحاب الثروات
طبقة عامة من التجار و الصناع
طبقة الفلاحين و كانوا يتبعون الأرض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الحضارة الهندية :-
الناحية السياسية :-
كانت عبارة عن مئات الإمارات المتصارعه
اعتبر الحاكم انفسهم اصحاب السيادة
كثرت الحروب و النزاعات على السلطة
عانى الشعب من الظلم و القهر
الناحية الاجتماعية :-
الكهنة و رجال الدين
المحاربين و الجنود
الفلاحين و التجار الخدم
الناحية الدينية :-
الديانة البراهيمية
الديانة البوذية الوثنية
عبادة الأجرام و الأبقار و النار و ……..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الامبراطورية الصينية :-
الناحية السياسية :-
العاصمة بكين
الحكم امبراطوري
كثرت الحروب بين الممالك
عانى الشعب من الفساد و الحروب
الناحية الاجتماعية :-
الكهنة و رجال الدين
المحاربين و الجنود
الفلاحين و التجار الخدم
الاحوال الاجتماعية :-
الامبراطور
المحاربين
العلماء و الكهنة
الصناع و التجار
الخدم
الاحوال الدينية :-
عبد الصينيون ارواح الآباء و الاجداد
الديانة الكونفوشيوسية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الامبراطورية الرومانية :-
الناحية السياسية :-
العاصمة القصطنطينية
الحكم الامبراطوري دكتاتوري متسلط
كان الحاكم يعتبر نفسه وسيطا بين الشعب و الآلهة
عانى الشعب من الظلم
الناحية الاجتماعية :-
طبقة النبلاء و الأشراف
طبقة الاتباع
الطبقة العامة
طبقة العبيد
الناحية الدينية :-
كانوا يدينون بالمسيحية التي التي خرفت كثيرا بالخرافات و الوثينة
عبد الرومانو خلدوا ابطالهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
– الرومان:-
*اشراف نبلاء اتباع
*عامة
*عبيد
– الهند :-
*كهنة
*محاربين
*فلاحين
*خدم
– فارس
*اغنياء
*تجار
*فلاحين
__________________________________________________ _________

بائدة
العرب : باقية : عدنان:شمال شبه الجزيرة العربية
قحطان: جنوب شبه الجزية العربية
__________________________________________________ _________
الحالة الاقتصادية :
كانت لقريش رحلتان عظيمتان : في الشتاء اليمن والصيف الى الشام , كانت القوافل التي تذهب الى اليمن تحمل معها الطيب والبخور والصمغ واللبان والتوابل والتمور والروائح العطرية والعاج والاخشاب وغيرها .. ثم تذهب بها الى بلاد الشام وتعود محملتا بلقمح والحبوب والزبيب والزيتون والمنسوجات الاشامية .
__________________________________________________ _________
الحالة الاجتماعية :
1-الاعتزاز بالقبيلة والانساب والتفاخر بهم .
2- معاملة المرأة كجزء من المتاع , فقد كانت تورث وينظر اليها على انها اقل شانا من الرجل, لا تعمل وتتعرض بستمرار للسبي
3- تحلى العرب بكثير من مكارم الاخلاق كالكرم والشجاعة والمروئة والوفاء وكانت لديهم بعض العادات السيئة كشرب الخمر والقمار و….

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

تقرير وبحث جاهز عن الاستعمار

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

1 – الاستعمار لغةً هو طلب التعمير والسعي لتحقيق العمران[1] قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[2].
2- الاستعمار اصطلاحاً يطلق على استيلاء شعب بالقوة العسكرية على شعب آخر لنهب ثرواته واستغلال أرضه، وتسخير طاقات أفراده لمصالح المستعمرين.
ويرافق ذلك اتخاذ مخططات تحول هذا الشعب عن دينه ومفاهيمه ومبادئه إلى ما عليه دولة الشعب الغالب المستعمر من مبادئ ونظم وعادات إذا كان بين الغالب والمغلوب تباين في ذلك[3].

أهداف الاستعمار:
1- هدف ديني يكمن في هدم الإسلام هدماً كلياً وإضعاف وتفريق المسلمين.
2- هدف اقتصادي يكمن في استغلال ثروات المسلمين من حيث التوسع في الأراضي الإسلامية للاستغلال أو الاستيطان، وحينما لا يرضى أصحاب الأرض الشرعيين فإن المستعمر يقوم بمصادرة الأرزاق وسلب الأرض.
3- هدف سياسي يكمن في الهيمنة والسيطرة على المسلمين وتسخيرهم في الأعمال الاستثمارية والحربية إذ يجندون الشعوب المغلوبة ويدفعون بها إلى معارك حربية ضد شعوب أخرى [4].

الوسائل المتبعة لتحقيق الاستعمار:
1- نشر الدعوات والتنظيمات السياسية التي تسعى إلى تحقيق الاستعمار الأوربي؛ إذ شجعوا ظهور بعض الطوائف والمذاهب الدينية التي تدّعي الإسلام ظاهراً كالبهائية، والتي تعرف بجذورها اليهودية.
2- عملت الدول الأوربية على إدخال فكرة العلمانية في العالم الإسلامي بهدف إيجاد أجيال مسلمة تؤمن بعقائد غريبة على مجتمعاتنا الإسلامية التي تعيش فيها من خلال المؤسسات العلمية.
3- إثارة القوميات والشعوبيات المختلفة بين المسلمين.
4- إن المستعمر لا يختار موظفي الدولة من المسلمين؛ فالمسلمون يجب أن يكونوا أقلية في جهاز البلد الخاضع للاستعمار. ثم إن المسلمين القليلين في جهاز الدولة لا تلقَى إليهم مقاليدُ المناصب الرئيسة أبداً.
5- حرص المستعمر على إفساد الأجيال الناشئة باعتبارهم صحائف بيضاء لها قابلية التأثر لأنها أمه الغد، فيفسدون أخلاقهم ويجعلونهم غرباء في أوطانهم.
6- القضاء على حركة الجهاد الإسلامي ودس الدسائس لإثارة الحروب بين المسلمين بغية تعميق العداوة والبغضاء فيما بينها وإضعاف قواها جميعاً.
7- إن المستعمر إذا نزل بلداً اتخذ أعوانه من الأقليات المستوطنة أو الطارئة [5].

العلاقة بين الاستعمار والتنصير:
نجد أن العلاقة بين الاستعمار والتنصير علاقة وثيقة؛ فالتنصير والاستعمار وجهان لعملة واحدة، فالمنصّرون هم الواجهة الدينية للمستعمر، والاستعمار هو الحقيقة الاقتصادية والسياسية للمنصرين.
كما دعا المنصرون الاستعمار إلى احتلال البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وعندما احتلت البلاد ذلل المحتلون العقبات أمام المنصرين، واستطاعوا أن يقيموا مؤسساتهم في بلاد المسلمين بكل سهولة.
كما أن الحركة التنصيرية هي وليدة لأطماع استعمارية صليبية أسسها الملك لويس التاسع.

والهدف من مساعدة المستعمرين للمنصرين إنما هو تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية؛ فعلى سبيل المثال لو تأملنا العالم الغربي لوجدناه عالماً ملحداً لا يؤمن بدين، وعالمًا مادياً لا يعرف لروح معنى، فأمريكا التي تعبد الحديد والذهب والبترول قد غطت نصف الأرض بمبشرين يزعمون أنهم يدعون إلى حياة روحية وسلام ديني، وفي حين نرى فرنسا دولة علمانية في بلادها نجدها الدولة التي تحمي رجال الدين في الخارج! وكذلك إيطاليا التي ناصبت الكنيسة العداء وحجزت الباب في الفاتيكان كانت تبني جميع سياستها الاستعمارية على جهود الرهبان، والمبشرين.

والمستعمرون أصدروا المراسيم والقوانين التي تسهل عمل المنصرين؛ إذ أمر الاستعمار البريطاني لكينيا أن يكون التعليم في مدينة (ممباسا) إجبارياً، وتولت البعثات التنصيرية تعليم الطلاب في (ممباسا).

ولم تتوقف العلاقة بين حركتي التنصير والاستعمار عند نقطة المصالح المشتركة، بل نجد أن الأخلاقيات السيئة للاستعمار من قتل وبطش قد حصلت بمشاركة رجال الكنيسة.

فالاستعمار ما هو إلا حماية للتنصير، والتنصير ما هو إلا غزو فكري وثقافي حتى يتسنى للدولة الإسرائيلية السيطرة على العالم الإسلامي.

كما أن الاستعمار اليوم لم يحقق الجلاء العسكري إلا وقد حقق أكبر أهدافه بفرض نفوذ مستمر لن ينقطع مع هذه الوحدات التي استعمرها طويلا، والمتمثل في النفوذ الفكري والثقافي[6].

وللاستعمار مؤسسات أساسية ضخمة تقوم بالعمل في سبيل تثبيت وجودها وتأكيد بقائها، وأهمها التبشير والاستشراق، وهذه المؤسسات تحمل دعوات مختلفة إلى التغريب والشعوبية وتظهر بأسماء مختلفة كأسماء ثقافية أو حضارية، وهي تسعى إلى إخراج المسلمين من القيم والمبادئ الإسلامية وصهرهم في الثقافات الغربية، ومن الأدلة على ذلك وثيقة استعمارية لنصارى وطنيين وجدت في أحد أديرة لبنان مكتوبة بالفرنسية قيل فيها: إن هذا الوطن لم يخلق إلا لكم؛ حتى تجمعوا شملكم وتباشروا حريتكم بعد الحروب الخيرة التاريخية، فاعلموا جيدًا أن كلمة لبناني معناها مسيحي، أما العرب الذين جاءوا من الصحراء فيعودون إليها.

فهذا يدل على العلاقة الوثيقة بين الاستعمار والتنصير[7]تجمع عقيدة التوحيد الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض وهي العقيدة التي شيدت حضارة إنسانية آلفت بين القيم الروحية والأخلاقية ومصالح البشر وقواعد المعارف ومناهج العلوم التي نهض بها الغرب الأوروبي في عصر نهضة تزامن معه الوهن الحضاري والسياسي في الأمة الإسلامية، بسبب تراخي السلطة وكثير من الجماعات في الالتزام بثوابت شريعة التوحيد مما تسبب في الضعف والتشرذم السياسي الذي هيّأ للاستعمار الأوروبي أن يفتت الأمة لتدفع ثمن وهنها من رصيد حرياتها وثرواتها ومستقبلها المهدد دائما بالسرطان الإسرائيلي الذي ترعاه الصهيونية الأميركية. ولا حاجة لسوْق الأدلة والبراهين على حرص قوى الغرب الأميركي الأوروبي على استمرار تقزيم الأمة الإسلامية بوسائل مستحدثة بعد أن نالت حريتها السياسية من الاستعمار الأوروبي. ولم تسر قوى البغي السياسي والاقتصادي الغربي على نهج السيطرة العسكرية فقط بل ابتكرت وسائل اختراق فكرية ومعنوية وثقافية لإذابة المناعة والحصانة الإيمانية التي تتميز بها العقيدة الإسلامية لدرء الأخطار والصمود ضد الكراهية والعدوان، ساعدها على ذلك التقدم الذي حققته في فنون أوتقنيات الإعلام والدعاية التي جابت الآفاق بالفضائيات وثورة المعلومات
والأمة الإسلامية رغم اتساع رقعتها الجغرافية والسكانية فإن قلبها ومحرك وجدانها كان دائما في وسطها العربي والتركي ?العثماني? والإيراني، ومن ثم كان التوجه الإستراتيجي للهيمنة الغربية وتملّك زمام رؤوس هذا المثلث الكبير بل، إذا أردنا دقة وتركيزا أكثر، كانت مصر والشام والعراق وشمال إفريقيا هي مفاتيح السيطرة على الأمة الإسلامية. وكان قلب ذلك كلّه مصر المستهدفة دائما على مدار التاريخ فهي كََبد المناعة والحصانة والدفاع عن الأمة الإسلامية. وما زالت تعتبر الموقع الاستراتيجي المفضل لبوابة الشرق والإسلام، يشهد على ذلك قديم التاريخ ووسطه وحديثه. إن قوة مصر والعالم العربي ليست بنظم الحكم التي غلب على سمتها القهر والاستبداد بل في قوة الشعوب التي إن تحررت من قيود بغي احتكارات السلطات الاستبدادية لفعلت، ما يتصوره البعض مستحيلا، في تجاوز التخلف واللحاق بركب التقدم والحرية والديموقراطية والعدالة.
إن تاريخ العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب له وجهان، الأول مشرق أطلّ على البشرية بحضارة إنسانية تحفّها الرحمة والتسامح والدعوة الى الهداية والتوحيد من دون إكراه في الدين، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وكما هو شائع ومعلوم لدى مفكري وعلماء ومستشرقي الغرب فإن النهضة الأوروبية لم تقم على أساس المنهج العلمي إلا بفضل علماء المسلمين وفقهائهم وفي مقدمتهم الإمام الشافعي الذي أرسى قواعد أصول الفقه التي أسست قواعد التفكير العلمي الموضوعي وذلك بالشهادة التأريخية العلمية لمؤرّخ المنطق برنتال (Prantl) الذي دحض زعم روجيه باكون (Bacon,R) بأنه مؤسس المنهج العلمي التجريبي، إذ إنه أخذ كل النتائج المنسوبة إليه من العرب. فعلا استثمر الغرب ما أفاده في دفع وانطلاق المدنية الغربية الحديثة متحررا من ميزان القيم الإنسانية في علاقته مع العالم الإسلامي صاحب الفضل عليه ضاربا بقيم التسامح والمودة عرض الحائط فهو لا يبغي الا تحقيق تفوقه ومصالحه على حساب حقوق الشعوب الأخرى فكان المد الاستعماري التقليدي الذي أصاب العالم الإسلامي في مقتل، فسخّرها كإحدى أدواته للسيطرة على العالم الإسلامي الذي مازال يَئنّ من استمرار سطوته باستعمار مستحدث جعل من العالم الإسلامي دولا ودويلات مستقلة شكلا لا مضمونا، أي أنها ما زالت تسير نظمها السياسية في فلك التبعية له.
أما الوجه الآخر الأشد ظلمة من سواد الليالي فهو ردود أفعال العالم الغربي ازاء انتصارات المسلمين منذ انطلاق الحضارة الإسلامية، وتنامي الشعور بالكراهية نحو المسلمين على مدى عدة مراحل أو محطّات حسب تعبير الدكتورة نادية مصطفى في أحد الحوارات التي شاركت فيها.
حيث أفادت أن المحطة الأولى كانت بعد ظهور الإسلام مباشرة وانتشاره في شبه الجزيرة العربية والثانية كانت منذ وصول الإسلام إلى الأندلس جنوبي أوروبا في عهد الخلافة الأموية، واستقر فيها الإسلام نحو ست مائة عام، أما المحطة الثالثة فجاءت في الحروب الصليبية الحاقدة التي رفعت الصليب واستمرت لأكثر من مائتي عام، أما الرابعة فكانت في فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية المسيحية وما أعقب ذلك من قيام الدولة العثمانية التي امتدت إلى حدود النمسا في وسط أوروبا، وكانت الخامسة في حركة الاستعمار الأوروبي للعالم العربي والإسلامي التي جاءت في أعقاب عصر النهضة والكشوف الجغرافية، أما السادسة فكانت في حركات التحرر التي قامت في العالم العربي والإسلامي للتخلص من الاستعمار ثم كانت المحطة السابعة في إنشاء الغرب الأوروبي والأميركي لإسرائيل كرأس حربة في قلب العالم العربي والإسلامي وأخيرا الثامنة وهي معركة مكافحة ما يسمى بالإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية ومعها أوروبا ضد العالم العربي والإسلامي في أعقاب تفجيرات سبتمبر 2022، وما سيأتي بعد ذلك من نتائج مضادة تجاه الإسلام والعالم الإسلامي، إثر التفجيرات التي توالت بعد ذلك في لندن ومدريد.
أما بالنسبة لمحطة الكراهية الأخيرة عقب تفجيرات 11 سبتمبر 2022 فيضيف الدكتور محمد الصادق أنه مما يزيد الأمر تعقيدا أن المحطة الأخيرة في الاحتكاك والعداء بين الغرب والإسلام وهي ما يسمى بمكافحة الإرهاب، قد فاقت كل المحطات واستوعبتها، ففيها من مذابح الصليبيين في القدس كما نرى في الدعم اللامتناهي لليهود في فلسطين لتنفيذ مذابح مخيم جنين وغيره، وفيها من الاستعمار الاستيطاني في القرن الثامن عشر ومن الكراهية والحقد ضد الاسلام في العصور الوسطى وعصر النهضة، وفيها من الإمبريالية في بداية القرن العشرين، ويزيد من خطورة الهجمة الحالية أن الهجمات السابقة كانت هناك مقاومة لها متعددة الأشكال والدرجات، وكنا نكسب الكثير منها أو كسبنا معظمها، أما الآن فلا توجد مقاومة، وإذا وجدت ففينا من يسعى لوأدها، وانتشر مفهوم التطبيع في مواجهة المقاومة.
لكن نوعية الحياة في الغرب ارتبطت أساليبها بوحشية النظام الانتاجي الرأسمالي، وضرورة ضمان أسواق له في شتى بقاع العالم، وابتداع نظام الشركات المتعددة الجنسية وحمايتها بكل السبل، إلى درجة تبرير التدخل العسكري السافر، وأخيرا قهر الدول للانضمام إلى اتفاقية "الجات" التي ستؤول فوائدها بشكل جوهري إلى الدول الأكثر تقدما على حساب الأخرى المتخلفة والأقل نموا، أهم من ذلك أن الغرب يتصور واهما أن حضارته ومدنيته أسبق وأفضل الحضارات والمدنيات، ولها الحق في قيادة غيرها من سائر البشر، يساعده على ذلك تمكنه بسيطرة القوة والإرهاب بالتهديد والوعيد لمن لا يكون معه أو في صفه كما في تداعيات 11 سبتمبر 2022 والأزمة الأفغانية والصمت القاتل عن جرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين.
وهكذا فإن الشقة بين الحضارتين الغربية والإسلامية بعيدة، وأسباب ابتعادها تكمن في تضارب المصالح أولا، وفي الصورة الذهنية المشوهة عن الإسلام بفعل كثير من المفكرين والمستشرقين، الشعور بالعداوة التاريخية الصليبية التي ما زالت تفرز سمومها في أشكال إعلامية وفنية مزعومة للإساءة للرسول ? كما حدث في الدنمارك وهولندا، وتصريحات بابا الفاتيكان وتصريحات بوش الصارخة بصليبية النزاع الراهن بين المقاومة والنفوذ الصهيوني والأميركي، رغم تراجعه باعتبارها زلة لسان، ولا يمكن إغفال ما ضاعف تشويه صورة الإسلام من تلك السلوكيات المخالفة للإسلام وروحه التي يمارسها الغافلون في المجتمعات الإسلامية ودولها وحكامها.
وبالتالي تأتي أهمية تصحيح الصورة الذهنية لدى الغرب عن الإسلام، ولكن يسبق ذلك ضرورة تصحيح المفاهيم الأساسية في العالم العربي والإسلامي، وتنقية التراث من شوائب البدع والغلو، والاتجاه نحو الوسطية والاعتدال، والسير قدما نحو تحقيق دعائم الاستخلاف وتنمية المجتمعات العربية والإسلامية والأخذ بأسباب القوة بالتقدم المعرفي والعلمي والتقني، وتطوير المنظومة التربوية والتعليمية في إطارها الإيماني.
خلاصة القول ان الإسلام بقيمه الإنسانية في العدل والحرية والمساواة يجب أن ينعكس في ضروب السلوك الاجتماعي والسياسي لدى الشعوب والحكام، وهذا هو السبيل الموضوعي لقناعة الآخر بإنسانية وعالمية الإسلام وجدوى حضارته، وحتى يتحقق ذلك فلا يخلو الأمر من أهمية الدراسة والبحث والتخطيط المحكم لتنشيط الحركات السياسية والاجتماعية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني على المستويات الإقليمية والدولية، وتوثيق الروابط والخبرات بين الشخصيات والمنظمات الثقافية والجامعية في الغرب والشرق، وهذا كله وغيره لا يغني عن جهود مستمرة لتطوير السياسة الإعلامية الفضائية، ووضع منهجية ملائمة للخطاب الإسلامي الموجه للشعوب الغربية والآسيوية والإفريقية وغيرها.إلا أن نقطة البداية في خضم ترهلات وانبطاح الأنظمة السياسية والاقتصادية المتسلطة المستبدة، هي حتمية التغيير باجتثاث جذور الفساد والافساد التي استنبتتها الأنظمة التسلطية، وتحرير الشعب من عقال القهر والظلم بتركيز ثروات النهب والاستغلال، يواكب ذلك أو يسبقه بسط الديموقراطية الحقيقية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

من المفيد ومن المناسب أن أتحدث من فوق منبر هذه الجامعة ذات السمعة الواسعة والتأثير الأكاديمي في الشيلي(1)، وفي المحيط العام في قارة أمريكا اللاتينية، حول قضايا تشغل اهتمامات النخب الفكرية والثقافية وصانعي القرار في العالم الإسلامي الذي جئتكم أمثله في هذه الأمسية، بصفتي مديراً عاماً للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ وأميناً عاماً لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، وأستاذاً جامعياً، وعضواً في العديد من المؤسسات الأكاديمية والعلمية العربية الإسلامية، حرصاً على تقديم صورة حقيقية لعلاقة العالم الإسلامي بالغرب والتأثيرات الناجمة عنها سلباً وإيجاباً.

أما لماذا اخترت هذا الموضوع تحديداً؟، فلأن العالم الإسلامي أصبح اليوم يشغل حيّزاً واسعاً من اهتمامات الرأي الدولي، وأن نسبة تزيد عن الخمسين في المائة من الأخبار التي تذيعها أو تنشرها وسائل الإعلام العالمية، يكون العالم الإسلامي مسرحاً لها. وهو الأمر الذي يشكل ظاهرة إقليمية تستحق الدراسة المعمقة.

ويمكن للباحث أن يطرح في هذا السياق مجموعة أسئلة، منها :

ــ لماذا العالم الإسلامي يعيش اليوم أوضاعاً غير مستقرة ؟.

ــ لماذا يوجد أكثر من سبعين في المائة من اللاَّجئين في العالم ينتمون إلى بلدان العالم الإسلامي ؟.

ــ لماذا تنخفض مستويات التنمية في العالم الإسلامي ؟.

ــ لماذا تشوب العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب بعض التوترات على مدى عقود متواصلة من السنين ؟.

ولقد رأيت أن أمهّـد للإجابـة عن هـذه الأسئلـة، بالعـودة قليلاً إلـى التاريـخ المعاصـر، للوقوف على الخلفيات السياسية التي كانت من الأسباب الرئيسَة التي أثّرت في مجموع دول العالم الإسلامي، والتي يمتدّ تأثيرها إلى اليوم.

البدايات الأولى للاستعمار الغربي للعالم الإسلامي :

لقد بدأ الاستعمار الأوروبي للعالم الإسلامي في القرن السادس عشر حينما احتلت هولندا الجزر الأندونيسية في سنة 1552، واستمر احتلالها لها لمدة ثلاثة قرون ونصف القرن، حيث استمر الاحتلال الهولندي لأندونيسيا إلى سنة 1945. ثم احتلت روسيا القيصرية قازان عاصمة تتارستان في سنة 1602. ثم وصلت الأساطيل البريطانية إلى شبه القارة الهندية في سنة 1757، فاحتلت إنجلترا الهند التي كانت عهدئذ تحت حكم دولة إسلامية، واستمر احتلالها لها مائة وتسعين سنة، إلى أن استقلت الهند في سنة 1947.

وفي سنة 1798 غزت فرنسا مصر بقيادة نابليون بونابرت، واستمر الغزو الفرنسي لها ثلاث سنوات. وفي سنة 1830 احتلت فرنسا الجزائر، واستمر الاحتلال مائة واثنتين وثلاثين سنة إلى سنة 1962. وفي سنة 1882 احتلت بريطانيا مصر، واستمر الاحتلال إلى سنة 1923، وفي سنة 1881 احتلت فرنسا تونس. وفي السنة ذاتها احتلت بريطانيا قبرص. وفي سنة 1829 احتلت بريطانيا جنوب اليمن واستمر احتلالها لها إلى سنة 1967، وفي سنة 1857 احتلت فرنسا السنغال واستمر الاحتلال إلى سنة 1960، وفي سنة 1903 احتلت بريطانيا نيجيريا.

واحتلت إسبانيا في سنة 1884 الصحراء المغربية، في جنوب المغرب، وأطلقت عليها اسم (الصحراء الإسبانية)، واستمر احتلالها لها إلى سنة 1976. وفي سنة 1912 احتلت فرنسا ثم إسبانيا في آخر السنة نفسها، المغربَ تحت غطـــاء الحماية. وفي سنة 1911 غزت الجيوش الإيطالية ليبيا (بنغازي وطرابلس)، فاندلعت الحرب الإيطالية ــ العثمانية على مدى السنتين (1912 – 1911)، باعتبار أن ليبيا كانت في تلك الفتـرة، جزءاً من الإمبراطورية العثمانيـة. وفي أثنـاء الحرب العالميـة الثانيـة (1945 – 1939) احتلت فرنسا إقليم فزان الليبي، واحتلت إنجلترا بنغازي وطرابلس، واستمر هذا الاحتلال الفرنسي والبريطاني لليبيا إلى سنة 1952.

ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، بدأت الأطماع الأوروبية تتجه نحو الإمبراطورية العثمانية التي عُرفت في تلك الفترة بالرجل المريض، فعمدت الدول الأوروبية إلى تحريض روسيا القيصرية ضد الأقاليم الإسلامية المجاورة لها، فقامت بغزو منطقة القرم، وقادت حروباً طويلة للاستيلاء على الأراضي شمالي القوقاز. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بسطت روسيا نفوذها على آسيا الوسطى، فاحتلت آذربيجان في سنة 1828.

وتفجّر الصراع بين العالم الإسلامي والغرب من جديد مع أواخر القرن التاسع عشر، في شكل الحرب الروسية العثمانية التي اندلعت في الفترة ما بين (1871 و 1878) بتواطؤ من الدول الأوروبية أيضاً. وأثناء فترة الحرب العالمية الأولى(1918 – 1914) انهزمت الإمبراطورية العثمانية، وتمّ تمزيقها إلى مجموعة أقاليم ما لبثت أن أصبحت دولاً قائمة الذات؛ فاستولت فرنسا وإنجلترا على الولايات العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية، والتي تشمل أقاليم الشام أو سورية الكبرى (سورية ولبنان وفلسطين والأردن اليوم)، والعراق. ثم امتد الاحتلال لهذه الأقاليم تحت غطاء الانتداب إلى سنة1943 ، بالنسبة لسورية ولبنان بموجب قرار عصبة الأمم. وتأسست إمارة شرق الأردن (نواة المملكة الأردنية الهاشمية اليوم) في سنة 1921.

واستمر الاحتلال البريطاني لفلسطين تحت مسمى الانتداب، وتحت غطاء دولي، إلى سنة 1948، عندما استغل اليهود الوضع فأعلنوا عن تأسيس دولة إسرائيل في 15 مايو من سنة 1948 في مخالفة واضحة للقانون الدولي، حيث أقيمت هذه الدولة في إقليم له سكانه الأصليون هم الشعب الفلسطيني الذي تم تهجيره والاستيلاء على وطنه. ولا يزال هذا الوضع المأساوي غير القانوني الذي نتج عن احتلال فلسطين وتهجير شعبها، هو السبب الرئيس في تدهور الأحوال وفي تهديد الأمن والسلم الدوليين، ليس في منطقة الشرق الأوسط، وإنما في العالم أجمع. وهو أخطر أزمة تتهدد العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب في الحاضر والمستقبل، مما يضعنا أمام مفتاح الأزمة الدولية المتمثلة في انسداد الأبواب أمام تسوية عادلة لها في إطار الشرعية الدولية، تردّ الحقوق الوطنية المشروعة إلى الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة بعاصمتها القدس.

هكذا دخل العالم الإسلامي القرن العشرين وأقطاره محتلة، وأجزاؤه ممزقة، وأوضاع شعوبه متدنية اقتصادياً واجتماعياً بصورة بالغة السوء. ولقد امتدت تداعيات هذه الأوضاع وآثارها السلبية إلى مرحلة ما بعد تأسيس الدول العربية الحديثة في العالم العربي الإسلامي، مما تسبّب في اندلاع أزمات سياسية متلاحقة، وفي نشوء ظروف اقتصادية صعبة.

الوقوف في وجه طموح الشعوب الإسلامية :

لقد كانت الأنظمة السياسية في العديد من دول الغرب طوال ما يزيد على قرنين من الزمن، تقف في الصف المعادي لإرادة الشعوب الإسلامية والمناهض لحقها في الحياة الحرة الكريمة، والمعاكس لتوجّهاتها نحو بناء المجتمع القوي المستقر الذي تزدهر فيه الحياة السياسية والاقتصادية، ويتمتع فيه الإنسان بحقوقه المشروعة. وقد ترتب على هذه السياسة التي اتبعتها الأنظمة السياسية في تلك الدول الغربية تجاه شعوب العالم الإسلامي لعقود متطاولة، أن نشأ رأي عام يحمّل الغربَ مسؤولية هذه الأوضاع، وتوتّرت العلاقات على مستويات عديدة بين الطرفين، ولا تزال إلى اليوم.

إنَّ هذه الخلفيات التاريخية الحديثة والمعاصرة، إذا أضفنا إليها خلفيات العصور الوسطى، نجد أنفسنا أمام ركام هائل من الخصومات التاريخية الناتجة عن سوء الظن وعدم الثقة واحتدام الصراع الذي يتخذ أشكالاً تتفاوت بين الخفاء والظهور من عصر إلى آخر.

شهادة أرنولد توينبي :

يصوّر المؤرخ البريطاني الشهير (أرنولد توينبي) أحوال العالم الإسلامي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تصويراً دقيقاً، في محاضرة له في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، حيث قال في لحظة صدق ومكاشفة : "إننا ظللنا نطارد الرجل التركي (يقصد الرجل المريض، وهو كناية عن الإمبراطورية العثمانية) ونهاجمه لكي يترك دينه، لأنه كان ينظر إلينا من علٍ كأننا خنازير برية، فلما ترك دينه وتبعنا احتقرناه، لأنه لم يعد عنده ما يعطيه"(2).

وهذا تلخيصٌ للأزمة الحضارية التي نكب بها العالم الإسلامي. وتلك حقيقة من حقائق التاريخ المعاصر، تظهر لنا جوانب من الخطة التي دبرتها مجموعة من الدول الأوروبية في القرنين التاسع عشر والعشرين، لتمزيق العالم الإسلامي، ولإضعافه، ولاستغلال موارده الطبيعية من أجل بنـاء الاقتصاديات الأوروبية المزدهرة في تلك المرحلة، مما كان له مضاعفات سياسية ونفسية وثقافية على مجمل العلاقات التي تربط دول العالم الإسلامي بالدول الأوروبية، وبالولايات المتحدة الأمريكية التي تقف بكل إمكاناتها مع إسرائيل وتدعمها في جميع المجالات.

وللأمانة التاريخية وللموضوعية المنهجية، نؤكد هنا أن هذه الخلفيات جميعاً، ساهمت في تشكيل العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب على مستوى اللاوعي الجمعي، وعلى مستوى الواقع. ولا سبيل اليوم إلى فهم طبيعة هذه العلاقات وإدراك أبعادها، إلاّ من خلال الوقوف على تلك الظروف التاريخية الآنفة الذكر، والتي لا تزال تعمل عملها في الحاضر، ولربما في المستقبل.

إنَّ الأوضاع التي نشأت عن الاستعمار الأوروبي للعالم الإسلامي، تسبّبت في ظروف لم تكن مواتية على الدوام للنموّ والتقدم والازدهار. فقد وجدت الدول العربية والإسلامية نفسها بعد الاستقلال، أمام أزمات كبيرة نتيجة لشيوع الفقر والجهل والمرض وسوء الإدارة والفساد، ولانعدام الشروط الموضوعية لإقامة هياكل جديدة للدولة المستقلة. وقد ترتبت على تلك الأوضاع مشاكل كثيرة ظلت تتفاقم، فتعطّـلت عملية النمو في مناطق، وتعثرت في مناطق أخرى، وتباطأت في جل الأقطار. وعلى الرغم من أن قلة من الدول العربية الإسلامية، قد عرفت كيف تستثمر مواردها وإمكاناتها وتحقق معدلات معينة من النموّ والتقدم وتحسّن من مستويات مواطنيها، فإن غالبية دول العالم الإسلامي تعاني اليوم من مخلفات عهود ما قبل الاستقلال. وإن كانت العوامل المتسببة في بطء النمو لا تعود دائماً إلى ظروف الاستعمار، فكثير منها ينبع من الداخل، لأسباب كثيرة لا يسمح المجال بالخوض فيها.

إنَّ تأزم الأوضاع الاقتصادية وتدهور الخدمات التي تقدمها بعض الحكومات لمواطنيها في جل دول العالم الإسلامي، سواء بسبب شح الموارد وقلة الإمكانات، أو بسبب سوء التسيير وانعدام الخبرة، قد أدّى إلى نشوء مشاكل اجتماعية كثيرة، منها تنامي الشعور بالظلم والحرمان، وتصاعد نبرة الغضب والاحتجاج بين فئات غير قليلة من المواطنين، مما كان له الأثر القوي في ظهور تيارات العنف والتطرف وانتشار الأفكار الرافضة والتيارات الساخطة، وفي ردّ أسباب الأزمات إلى الدول الاستعمارية سابقاً، واتهامها بالمسؤولية عن فساد الأوضاع وسوء الأحوال، الأمر الذي ينعكس سلبياً على العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب.

ولاشكّ أن الدول الغربية الواسعة النفوذ سياسياً واقتصادياً، تتحمّل اليوم قسطاً من المسؤولية إزاء ما تعاني منه الشعوب الإسلامية من أوضاع اقتصادية صعبة، وحيال اضطراب حبل الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، وفي فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها.

دور الغرب في صنع مأساة فلسطين :

ومعلوم أن تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية إلى هذه الدرجة الخطيرة التي وصلت إليها، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لها، وممارسة سلطات الاحتلال لسياسة القمع والقتل والتهجير والمطاردة في حق الشعب الفلسطيني، ووجود الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كل ذلك يخلق حالات من التذمر والسخط والكراهية في أوساط الشعوب الإسلامية عموماً، وليس لدى الشعب الفلسطيني فحسب، ويتسبّب في تحميل الغرب المسؤولية المشتركة مع إسرائيل في استمرار هذا الظلم. وتلك هي المسألة التي على الغرب أن يتفهمها ويعمل على معالجتها بما يردّ الحقوق إلى أصحابها الشرعيين، ويؤدي إلى استتباب الأمن والسلم في هذه المنطقة من العالم. ولن تستقر العلاقات بين شعوب العالم الإسلامي والغرب بصفة عامة، إلاّ إذا عولجت هذه المسألة معالجة عادلة تردّ الأمورَ إلى نصابها، وتقضي نهائياً على أسباب الأزمة.

وحتى تتبيّن معالم الصورة بالوضوح الكامل، أريد أن أسوق ثلاثة أمثلة عن بعض المواقف غير المسؤولة التي تتخذ والآراء المتطرّفة التي يُعبر عنها في الغرب، والتي يكون لها نتائج سيئة للغاية لدى الرأي العام الإسلامي، والتي تنعكس آثارها السلبية على مجمل العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب.

اعتراف صريح من الرئيس ريتشارد نيكسون :

يقول الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في كتابه (الفرصة السانحة) : »إن الإسلام والغرب متضادان، وإن نظرة الإسلام للعالم تقسمه إلى قسمين : (دار الإسلام) و(دار الحرب) حيث يجب أن تتغلب الأولى على الثانية، وأن المسلمين يوحدون صفوفهم للقيام بثورة ضدّ الغرب، وعلى الغرب أن يتحد مع الاتحاد السوفييتي (قبل أن يسقط ويتمزق) ليواجه هذا الخطر الداهم بسياسة واحدة«(3).

وهذا الرأي الذي نشر في كتاب ترجم إلى عدة لغات عالمية، ومنها اللغة العربية، يساهم في تأجيج روح العداء، وفي تأليب قطاعات واسعة من أبناء العالم الإسلامي ضد الغرب. والرئيس نيكسون في القسم الأول من هذا الرأي يجانب الحقيقة تماماً. أما في القسم الثاني، فيعبر نيكسون عن رأي يتبناه قطاع عريض من صانعي القرار والنخب الفكرية والثقافية وأوساط واسعة من بين الشعوب في الغرب. وهذا موقف غير سليم لا ينمّ عن الحكمة وبعد النظر، ويعكس في الوقت ذاته نوايا ليست بريئة.

وفي هذا السياق أيضاً، يقول الكاردينال (بول بوبار) مساعد بابا الفاتيكان السابق، ومسؤول المجلس الفاتيكاني للثقافة، في تصريح إلى صحيفة (الفيجارو) الفرنسية : (إن الإسلام يشكل تحدياً بالنسبة لأوروبا وللغرب عموماً، وإن المرء لا يحتاج إلى أن يكون خبيراً ضليعاً لكي يلاحظ تفاوتاً متزايداً بين معدّلات النموّ السكاني في أنحاء معينة من العالم؛ ففي البلدان ذات الثقافة المسيحية يتراجع النموّ السكاني بشكل تدريجي، بينما يحدث العكس في البلدان الإسلامية النامية، وفي مهد المسيح ــ هكذا يقول الكاردينال بول بوبار وهو يقصد الشرق الأوسط، وتحديداً البلدان العربية ــ يتساءل المسيحيون بقلق عما سيحمله لهم الغد، وعما إذا لم يكن موتهم مبرمجاً بشكل ما ؟ .. إنّ التحدّي الذي يشكله الإسلام يكمن في أنه دين وثقافة ومجتمع وأسلوب حياة وتفكير وتصرف، في حين أن المسيحيين في أوروبا يميلون إلى تهميش الكنيسة أمام المجتمع(4).

الإسلام لا يشكّل خطراً على أمة أو شعب أو دين :

أما كون الإسلام دينَ ثقافة ومجتمع وأسلوب حياة وتفكير وتصرف، فهذا صحيح لا شكّ فيه، وحقيقة من حقائق هذا الدين. وأما القول بأنه يشكّل تحدّياً للمسيحيين باعتباره ذاك، فهو قول باطل لا أساس له من الصحة إطلاقاً. وهو قول يزيد في تأزيم العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب، وتتبنّاه قطاعات واسعة من أبناء الغرب.

إنَّ الإسلام لا يشكّل تحدّياً ضدّ أمة أو شعب أو دين، أو ضدّ قانون من القوانين الدولية، وإنما العداء للإسلام وكراهية المسلمين وممارسة سياسة التمييز ضدهم، وانتهاك القوانين الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إن ذلك هو الذي يشكّل تحدياً حقيقياً، لا للغرب فحسب، ولكن للعالم أجمع، ويهدّد استقرار العلاقات الدولية، وخصوصاً علاقات العالم الإسلامي بالغرب.

ويعزّز هذا التوجّه غير السليم الذي يذكي نار الكراهية والتمييز والصراع، ما قاله (جياني ديميكليس) رئيس المجلس الوزاري الأوروبي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي في حديث إلى مجلة (النيوزويك)، إذ سئل : "ما مبررات بقاء حلف الأطلنطي ــ الناتو ــ بعد زوال المواجهة بين الغرب الليبرالي والمعسكر الذي كان اشتراكياً ؟". فأجاب بقوله : »صحيح أن المواجهة مـع الشيوعية لم تعـد قائمـة، إلاَّ أن ثمة مواجهة أخرى يمكن أن تحلّ محلها بين العالم الغربي والعالم الإسلامي". فلما عاد مراسل (النيوزويك) ليسأل : "وكيف يمكن تجنّب تلك المواجهة المحتملة؟". قال (جياني ديميكليس) : "ينبغي أن تحلّ أوروبا مشاكلها، ليصبح النموذجُ الغربيُّ أكثر جاذبية وقبولاً من جانب الآخرين في مختلف أنحاء العالم. وإذا فشلنا في تعميم ذلك النموذج الغربي، فإن العالم سيصبح مكاناً في منتهى الخطورة"(5).

وهذا الكلام من مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، ينطوي على تهديد سافر للعالم الإسلامي. وهو رأي يتعارض كلياً مع قواعد القانون الدولي، ومع الحق في الحفاظ على الخصوصيات الثقافية للشعوب.

إنَّ هناك شعوراً متزايداً يسود الشعوب الإسلامية بأن الإسلام مستهدفٌ من جهات متعددة. والعقلاء في العالم الإسلامي يبذلون جهوداً في إبعاد الناس عن سوء الظن، وفي القضاء على (فكرة التآمر) الذي يستهدف الإسلام والمسلمين، من منطلق أن سوء الظن هو نقيصة من النقائص التي تنهى عنها التعاليم الإسلامية. ولي شخصياً في هذا المجال، نشاطٌ فكريّ منذ أكثر من ربع قرن في ساحة العمل الثقافي والأكاديمي والإعلامي. ولكننا أحياناً نجد أنفسنا أمام ما يعزز سوء الظن هذا بالأدلة والحجج.

اختراق الإسلام إعلانٌ للعداء ضدّه :

وعلى سبيل المثال، أُورد هنا ما جاء في وثائق (مؤتمر كولورادو) الذي انعقد في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1978، تقول إحدى هذه الوثائق عن الإسلام ما يلي : »إنه الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية .. والنظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعياً وسياسياً .. ونحن بحاجة إلى مئات المراكز لفهم الإسلام، ولاختراقه في صدق ودهاء. ولذلك لا يوجد لدينا أمر أكثر أهمية وأولوية من موضوع تنصير المسلمين«(6).

إنَّ مثل هذه الخطط المريبة التي تُعدُّ لغزو العالم الإسلامي، يكون لها أسوأ النتائج وأخطر المضاعفات، إذ تساهم في تأليب الشعوب الإسلامية ضد الغرب بصورة عامة، وتؤدي بصورة تلقائية إلى إذكاء نوازع النفور بدلاً من تقوية مشاعر التفاهم والتسامح. ففكرة (اختراق الإسلام) من الأفكار الخطيرة التي تروج في أوساط عديدة، وهي شبيهة بفكرة (صدام الحضارات) التي تكاد أن تسيطر اليوم على صانعي السياسات في الساحة الدولية، والتي تُفسَّر على أساسها كثيرٌ من الأحداث التي تجري في هذه المرحلة من التاريخ، وتُفهم كثيرٌ من المواقف المتعصبة المتحيزة غير الملتزمة بالقانون الدولي.

وتقتضي مني الأمانة العلمية والنزاهة الموضوعية في هذا السياق، أن أشير باختصار شديد، إلى ردود الفعل التي أحدثتها أقوال نيافة البابا بينيدكت السادس عشر، الواردة في محاضرته بجامعة ريغينسبورغ الألمانية، يوم 12 سبتمبر من السنة الماضية، حول موضوع العقل في الإسلام، أو العقل والقرآن، أو العقل في الحضارة الإسلامية. وقد قمت بكتابة ردّ علمي موضوعي هادئ على نيافة البابا، ترجم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتجدونه في الموقع الإلكتروني للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. وصدر هذا الرد مع ردود أخرى شارك فيها شيخ الأزهر الدكتور محمد سيّد طنطاوي، في العدد الرابع والعشرين من مجلة (الإسلام اليوم) الأكاديمية التي تنشرها الإيسيسكو سنوياً باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

ومع الاحترام الذي نكنّه لنيافة البابا، فإنه لابد من القول إن ما ورد في محاضرته تلك بخصوص الإسلام ورسوله الكريم محمد بن عبد اللَّه [، يخالف حقائق التاريخ. وقد أصيب العالم الإسلامي بصدمة شديدة من جراء هذه الأقوال غير الصحيحة، على الرغم من أن صفوة من المفكرين والأكاديميين، ويشرفني أنني كنت واحداً منهم، قد ردّوا عليها بنزاهة وحكمة وفندوها، في إطار احترام المكانة الدينية والعلمية والأكاديمية لصاحبها.

والواقع أن ما ورد في محاضرة نيافة البابا، يرد كثيراً في الكتابات الغربية منذ أن ظهرت الطباعة وإلى اليوم. ولكن ما أثار الضجة الهائلة أن الأمر يتعلق هذه المرة بشخصية ذات اعتبار عظيم ومكانة سامية. وأعتقد أن المسألة انتهت. وطويت الصفحة. وإن كنا في العالم الإسلامي نتطلع إلى مبادرات عملية لإثبات حسن الظن، ولوضع حـدّ لازدراء الإسلام، بل لازدراء الأديان السماوية عموماً، وللتطاول على مقدسات المؤمنين في سائر أنحاء العالم.

رؤية غربية مستنيرة :

إنَّ شعوب العالم الإسلامي تتطلع نحو المستقبل، لبناء علاقات إنسانية جديدة على أساس المبادئ الدينية السماوية، والمثل الإنسانية السامية، وما انتهت إليه البشرية من قوانين تحكم علاقات الدول والشعوب بعضها ببعض. ولكن ظواهر الأمور في هذا العالم، تؤكد لنا أن الغرب -والمقصود هنا الدول الكبرى المتحكمة في زمام السياسة الدولية ــ يسير في الاتجاه المعاكس.

تقـول الباحثة (سوزان نيكول) مساعدة المؤرخ اليهودي الدكتور ألفريد ليلينثال(7) (Dr. Alfred M. Lilienthal) المعادي للصهيونية، في موضوع لها وزعتـه على الإنترنيت بتاريخ 2022/7/13 : »الأمريكيون يساعدون بلادهم ضدّ الإرهاب، لو عرفوا الجواب الحقيقي عن السؤال (لماذا يكرهوننا ؟). إنَّ العرب والمسلمين يقولون للغرب باستمرار السبب الحقيقي، إلاّ أن الغرب لا يسمع. يجب علينا الاعتراف بتحيّزنا على امتداد نصف قرن ضد العرب والشعوب المسلمة الأخرى. لقد أوجدنا سببَ عدائهم لنا، فنحن، ولسنا هم، الذين بدأنا صراع الحضارات المريع الذي سنواجهه في الجيل القادم أو أكثر«.

هذه رؤية غربية مستنيرة إلى عمق الأشياء. نقلتها هنا على سبيل المثال، لأثبت لكم أن الغرب ليس كتلة واحدة، فهناك عقلاء يفهمون الأمور على حقيقتها، وحكماء يعملون من أجل السلام والتعايش والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان.

إنَّ فكرة حوار الحضارات انطلقت من العالم الإسلامي. وقد تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدعوة التي وجهها الرئيس الإيراني السابق السيد محمد خاتمي من فوق منبرها، لتعزيز الحوار بين الحضارات. وكان للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ دورٌ تفخر به، في تفعيل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بجعل سنة 2022 (سنة الأمم المتحدة للحوار بين الحضارات)، فقد عقدت عدة مؤتمرات وندوات دولية حول هذا الموضوع، بعضها بالتعاون والشراكة مع منظمات دولية وإقليمية، اليونسكو، ومجلس أوروبا، ومؤسسة أناليند الأورو ــ متوسطية للحوار بين الثقافات، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ــ ألكسو ــ التابعة لجامعة الدول العربية، وغيرها. وأصدرنا في الإيسيسكو (الكتاب الأبيض حول حوار الحضارات) باللغات الثلاث : العربية والإنجليزية والفرنسية في طبعتين. وهو الكتاب الذي يضم الوثائق والقرارات والبيانات والإعلانات الخاصة بحوار الحضارات. وعلى المستوى الشخصي نشرت لي مجموعة من المؤلفات والدراسات حول قضايا حوار الحضارات والثقافات وتعزيز التعايش والتفاهم بين الشعوب، جلّها مترجم إلى الإنجليزية والفرنسية. وينصُّ ميثاق الإيسيسكو على هدفين رئيسَيْن من ضمن أهدافها الأخرى، هما : تدعيم التفاهم بين الشعوب في الدول الأعضاء وخارجها والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل ولاسيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، والعمل على نشر ثقافة العدل والسلام ومبادئ الحرية وحقوق الإنسان وفقاً للمنظور الحضاري الإسلامي.

ولعلّ من المناسب أن أذكر بالمناسبة، أن (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) الصادر عن الأمم المتحدة في ديسمبر سنة 1948، يعبر تماماً عن المنظور الحضاري الإسلامي، ما عدا المادتين السادسة عشرة والثامنة عشرة منه اللتين لنا عليهما تحفظات.

إنَّ العالم الإسلامي تمثله اليوم (منظمة المؤتمر الإسلامي) التي تضمّ في عضويتها سبعاً وخمسين دولة، إضافة إلى أربع دول أعضاء مراقبين، وهي : جمهورية روسيا الاتحادية، ومملكة التايلاند، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والبوسنة والهرسك، إضافة إلى طائفة القبارصة الأتراك المسلمين. وتوجد أكثر من عشر منظمات إسلامية تعمل في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، منها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ ، والبنك الإسلامي للتنمية.

ولكن لابد من الملاحظة هنا أن أكثر من ثلث المسلمين في العالم الذين يبلغ تعدادهم ملياراً ونصف المليار نسمة، غير ممثلين في دولٍ في منظمة المؤتمر الإسلامي. مثال ذلك المسلمون في الهند، وفي الصين، وفي جنوب أفريقيا، وفي دول الاتحاد الأوروبي، وفي الأمريكتين، وفي غيرها. ولذلك فإننا في الإيسيسكو نولي عناية مركزة بالجاليات والأقليات المسلمة في سائر أقطار العالم، من حيث تقديم الدعم لمؤسساتها التربوية والتعليمية والثقافية والإسلامية، وتقوية الصلات الثقافية والحضارية بين المجتمعات الإسلامية في هذه الأقطار وبين إخوانهم في الدين في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.

ولعلّ من المناسب أن أشير إلى أن الإيسيسكو أشرفت في آخر شهر يونيو 2022، على عقد الاجتماع الخامس لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في جنوب شرقي آسيا ومنطقة الباسفيك في سنغافورة.

كما تشرف الإيسيسكو في هذا الوقت، على عقد الاجتماع السادس لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في سانتياغو. وقد وضعنا في الإيسيسكو (استراتيجية العمل الثقافي في الغرب) التي اعتمـدها مؤتمر القمـة الإسلامي العاشـر المنعقــد في ماليــزيا في سنة 2022. وهو أعلى سلطة دستورية في منظومة العمل الإسلامي المشترك. وأنشأنا في إطار هذه الاستراتيجية (المجلس الأعلى للتربية والثقافة في الغرب) الذي يضطلع بمهامّ التنسيق بين المؤسسات التربوية والثقافية الإسلامية في الأقطار التي توجد بها جاليات وأقليات مسلمة.

وأريد أن أغتنم هذه المناسبة الأكاديمية، لأشير إلى أن مصطلح (العالم الإسلامي) هو من وضع الغرب أصلاً. ذلك أن المستشرقين هم الذين نحتوا هذا المصطلح. وقد صدرت مجلة بهذا الإسم(THE MUSLIM WORLD) باللغة الإنجليزية في 1911م(8). ولكن هذا المصطلح ينطوي الآن على مضمون يتجاوز الرقعة الجغرافية التقليدية، والتي تشمل البلدان الإسلامية، إلى المسلمين عامة حيثما وجدوا. ولذلك فإن المسلمين في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي ــ مثلاً ــ هم جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي، بهذا المفهوم الحضاري الثقافي، لا بالمفهوم السياسي والجغرافي. فالمسلمون أينما كانوا، هم حملة رسالة الحضارة الإسلامية، ودعاة سلام وتعايش وتفاهم بين الشعوب والحضارات والأديان.

كتلة إسلامية حضارية :

إنَّ هذه الكتلة الإسلامية الحضارية هي قوةٌ للسلام وللأمن في العالم، ومصدر إشعاع ثقافي إلى مختلف الآفاق، وعنصر دفع لجهود المجتمع الدولي من أجل تعزيز قيم التعايش والتفاهم والحوار بين الثقافات والحضارات والأديان.

وإذا كانت صورة العالم الإسلامي اليوم في الغرب يشوبها كثير من الظلال، ربما بسبب ما ترتكبه فئة قليلة معزولة متطرفة من أبناء المسلمين، من جرائم إرهابية هنا وهناك، ندينها بشدة ونرفضها لأنها تخالف تعاليم الإسلام، فإن ما يجب الإشارة إليه في هذا المقام، هو أن دولاً كثيرة من العالم الإسلامي مستهدفة بهذه الجرائم في المقام الأول وضحية لها. ولذلك فإن الرأي العام الإسلامي يقف ضد التطرف بكل أنواعه، ويرفض الإرهاب بجميع أشكاله رفضاً قاطعاً، لأنه يسيء إساءة بالغة إلى الإسلام والمسلمين أولاً وقبل كل شيء. وفي القرآن الكريم تقول الآية 32 من السورة الخامسة (المائدة) : {من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}. فهذه الآية القرآنية تعبّر أصدق التعبير وأقواه وأبلغه، عن الرؤية الإسلامية إلى الإرهاب أياً كان، وعـن الموقف الإسلامـي الثابت من مرتكبي الإرهاب مهما تكن دوافعهم وأهدافهم. فهؤلاء المرتكبون للجرائم الإرهابية، قَتَلَةٌ لا يمثلون إلاّ أنفسهم. ولذلك فليس من الإنصاف ولا من العدل في شيء، أن يؤخذ المسلمون عموماً بجريرة هذه الفئة المنحرفة عن جادة الإسلام والخارجة على القانون.

العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب على أساس المصالح المشتركة :

إنَّ العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب يجب أن تقوم على أساس المصالح المشتركة، والالتزام بقواعد القانون الدولي، وخدمة قضايا الإنسان في كل مكان. وإن الأحداث التي تقع في البلدان الإسلامية والتطورات المتأزمة التي تشهدها مناطق إسلامية عديدة، تدعونا جميعاً إلى تضافر الجهود للتغلب على الأزمات وتسويتها، وفي المقدمة منها أزمة الشعب الفلسطيني ، التي تعدّ بكل المقاييس أخطر تحدّ يواجه هذه العلاقات.

إن آفاق المستقبل تنفتح أمام العالم الإسلامي الذي يغالب مشاكله المتراكمة الناتجة عن سياسات استعمارية قديمة وجديدة، ويعمل على تحسين أوضاعه، ويواجه التحديات الحضارية التي يتفاقم خطرها كلما أمعن قادة القوى العظمى في الغرب، في ممارسة سياسة الضغط والسعي من أجل فرض نمطٍ حضاري واحد على حساب الخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب.

وأعتقد أننا جميعاً، سواء في العالم الإسلامي، أو في أمريكا اللاتينية، نواجه هذا التحديَّ الحضاريَّ القاهر لإرادة الشعوب في الحرية والتنمية والتقدم والحفاظ على الخصوصيات. ولذلك فإنني أدعو من فوق هذا المنبر الأكاديمي، إلى تعزيز علاقات التعاون بين شعوب أمريكا اللاتينية التي نحمل لها كلَّ التقدير والاحترام، وبين شعوب العالم الإسلامي، وبينها وبين بقية شعوب العالم. فتلك هي السبيل إلى بناء المستقبل الإنساني الآمن(*).

——————————————————————————–

(1) ألقيت هذه المحاضرة في جامعة الشيلي (مركز الدراسات العربية) بسانتياجو، يوم 26 يوليو 2022 م.

(2) أرنولد توينبي "الإسلام والغرب والمستقبل"، ترجمة نبيل صبحي، الدار العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1969 م.

(3) ريتشارد نيكسون (الفرصة السانحة)، ص : 135، 138، 139، ترجمة أحمد صدقي مراد، طبعـة دار الهلال، القاهرة، 1992 م.

(4) نقلاً عن صحيفة (الشرق الأوسط)، لندن، في 1999/10/1 م.

(5) (النيوزويك) 2 يوليو 1990 م.

(6) "التنصير : خطة لغزو العالم الإسلامي" ــ الترجمة العربية لوثائق مؤتمر كولورادو، ص 452، طبعة مركز دراسات العالم الإسلامي، مالطا، 1991 م .

(7) ولـد سنة 1913 في نيويورك، مـؤرخ وصحافـي، كتب في سنة 1949 مقالاً بعنوان "عَلَمُ إسرائيل ليس عَلَمـي" (Israel’s Flag is not Mine) أثار ردود فعل واسعة في الأوساط اليهودية الأمريكية بسبب موقفه المناهض للصهيونية، أهم كتبه "الشبكة الصهيونية" (The Zionist Connection).

(8) هذه المجلة لا تزال تصدر، ولكن بإدارة جديدة وبسياسة تختلف عن التوجّهات التي هيمنت عليها طوال عقود من السنين. وكان القس صموئيل م. زويمر أول رئيس تحرير لها. وتلخص العبارة التي كانت تنشر تحت اسم المجلة، الأهدافَ من وراء إصدارها : "مجلة فصلية أدبية وفكرية تعرض نجاح المبشرين المسيحيين في العالم الإسلامي وحوادث وأخبار المحمديين". وقد أزيلت هذه العبارة من غلاف المجلة.

(*) أثناء إعداد هذه المحاضرة للنشر في كتاب، تناقلت الأنباء خبر إقدام مائتي جامعة في الولايات المتحدة الأمريكية، على إقامة ما يسمى بــ (أسبوع الوعي بالفاشية الإسلامية) خلال الفترة من 22 إلى 26 أكتوبر 2022 م . وقد بادرتُ في بيان أصدرته بالمناسبة، إلى إدانة هذه الحملة العنصرية التي قادها منظمو أسبوع الكراهية والتحريض ضدّ الإسلام والمسلمين. وقلت إنَّ هذه الحملة تؤكد خروج هذه الجامعات عن التقاليد الأكاديمية المعتمدة في التعليم الجامعي، التي منها الحيادية والموضوعية والنظرة العلمية إلى الأمور والترفع عن ارتكاب الأعمال المنافية للقيم الإنسانية. ولاشك أن مثل هذه الحملة العنصرية تشكّل خطراً على مستقبل العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب. والغريب أن هذا الموضوع لم تلتفت إليه وسائل الإعلام العالمية، ومرَّ كأنه لم يكن، مع أنه بادرة تنطوي على دلالات خطيرة، تزيد في تأجيج نار الكراهية والعنصرية، وتعدُّ شكلاً من أشكال الإرهاب الفكري الذي يمارس داخل الجامعات الأمريكية

م/ن

بالتوفيق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

حل درس قيام الدولة العثمانيه -التعليم الاماراتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ

يسعدلي صباحكممساكم بكل خير

شحالكم رواد الصف السابع اجتماعيات ان شاء الله بخير

انزين ادري اني مقصره في القسم فالسسموحه منكم وان شاء الله تجوفون كل اللي يسعدكم

هذا حل درس قيام الدولة العثمانيه وان شاء الله تستفيدون

الدرس الاول : قيام الدولة العثمانية –
ص 67 :
إلى أي قبيلة ينتمي العثمانيين ؟
ينتسب الأتراك العثمانيون الى إحدى القبائل الغز و منشؤها بلاد التركستان
فسر هجرة القبائل التركية إلى الأناضول ؟
نتيجة تعرضهم للغزو المغولي .
ص68 :
مثل مراحل قيام الدولة العثمانية على الخط الزمني الآتي :

ص69 :
استنتج أهم ما جاء في وصية عثمان لابنه .
1- الإعزاز لمن أطاعه
2- الإنعام على الجنود –الجهاد يعم نور ديننا
3- عدم الابتعاد عن أهل الشريعة – نحيا بالإسلام و للإسلام نموت
أذكر الهدف الذي تسعى إليه الدولة العثمانية من خلال وصية المؤسس.
-قيام دولة اسلامية قوية هدفها الجهاد حتى يعم كل الآفاق ((نشر الاسلام ))
أي العبارات شدت إهتمامك في الوصية ؟ ولماذا ؟
نحيا بالاسلام و للإسلام نموت ,لأننا ولدنا من أجل ديننا الاسلام و في سبيل ديننا نموت و نجاهد
ص71
ابحث مع زملائك في المصادر التاريخية عن محاولات المسلمين في العصر الأموي و العباسي لفتح القسطنطينية وسجلها فيما يأتي :
1- في عهد الدولة الأموية وأيام الخليفة معاوية بن أبي سفيان سنة 44 هـ ولكنها لم تنجح .
2- في عهد الدولة الأموية وأيام الخليفة سليمان بن عبد الملك سنة 98 هـ وتعد هذه الحملة من أقوى الحملات الأموية ولكنها أيضاً لم تنجح .
3- وفي عهد الدولة العباسية استمرت المحاولات المكثفة ضد الدولة البيزنطية ،
ولكنها لم تتمكن من هز القسطنطينية ، وخاصة تلك الحملة التي تمت في أيام هارون الرشيد سنة 190 هـ .
4-وفي عهد دولة السلاجقة كانت هناك محاولات ناجحة في هز الدولة البيزينطية وكان زعيمها ألب أرسلان . ولكنها أيضاً لم تجرأ على القسطنطينية .
5- وفي مطلع القرن الثامن الهجري جاء العثمانيون ،
وتجددت المحاولات الإسلامية لفتح القسطنطينية وكانت البداية حين جرت محاولة لفتحها
في أيام السلطان بايزيد الملقب بـ ( الصاعقة ) الذي تمكنت قواته من محاصرتها بقوة سنة 796 هـ وأخذ السلطان يفاوض الإمبراطور البيزنطي لفتحها صلحاً ، وفي الوقت نفسه هجمت قوات المغول الأراضي العثمانية فاضطر السلطان بايزيد بالإنسحاب لحماية أراضيه ، ولكنه خسر في معركة أنقرة الشهيرة وأسر وتوفي في الأسر ،
6- وفي أيام السلطان مراد الثاني جرت محاولات لفتحها وتمكنت الجيوش العثمانية في أيامه من محاصرتها أكثر من مرة .
ولكن الإمبراطور البيزنطي الخبيث عمل على إيقاع الفتنة في صفوف العثمانيين وبهذه الطريقة نجح في هدفه الذي حرص عليه .
مراجعة الدرس :
وضح بأسلوبك ما يلي :
العثمانيون : ينتسبون إلى قبائل الغز التركية ويعتبر نسبه عثمان بن أرطغرول مؤسس الدولة العثمانية .
الأناضول : شبه جزيرة تقع في غرب اسيا بين البحر المتوسط و بحر ايجه و مرمرة و البحر الاسود .. استكمل المخطط الذهني الآتي :
مهارات التفكير :
بين سببا واحدا لكل مما يأتي :
1. هجرة القبائل التركية من أواسط آسيا الى الأناضول .
نتيجة تعرضهم للغزو المغولي
2. منح بايزيد الاول لقب سلطان من قبل الخليفة المتوكل في مصر

ومع السلامة ^^

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

تقرير عن أعمال الرسول في المدينة المنورة للصف السابع

المقدمة :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

قررت اليوم أن يكون تقريري بعنوان أعمال الرسول في المدينة .لأهمية هذا الموضوع.و فيه سأتحدث عن أعمال الرسول في المدينة ،أهميته للشباب، المعوقات التي تعترض مشاركة الشباب الاجتماعية و أخيرا التوصيات…

الموضوع :
اتجه نظر الرسول صلى الله عليه وسلم حين وصل المدينة إلى العمل على إقامة شعائر دينه الجديد فبنى مسجده الذي دفن فيه. وكان المسلمون يجتمعون في المسجد للصلاة لا ينادي بها أحد فيهم فتكلموا يوماً في ذلك فقال بعضهم:

اتخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم: اتخذوا قرناً بوقاً مثل قرن اليهود، فقال عمر: أو لا تتبعون رجلاً ينادي بالصلاة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: يا بلال قم فنادي بالصلاة وإذا جاء وقت الصلاة يقول بلال: الصلاة جامعة. وكان من المنادين عبد الله بن زيد بن ثعلبة الأنصاري فبينما هو بين اليقظان والنائم، يرى شخصاً يلقنه الأذان، فحضر إلى الرسول وقص عليه ما رأى، فقال له: إنها لرؤيا حق لقن ذلك بلالاً فإنه أندى صوتا ولما أذن بلال حسر عمر بحر ردائه فقال: والله لقد رأيت يا رسول الله.

وقد سمي هذا الدين “الإسلام” لما فيه من الانقياد والخضوع المطلق لإرادة الله تعالى. والذين يدينون به يسمون المسلمين أي الذين يخضعون لأمر الله ورسوله. وأمر الرسول بإقامة الصلاة خمس مرات في اليوم، كما أمر بصوم شهر رمضان، وحمى حقوق الملكية، وجعل للمرأة مركزاً محترماً لم يكن لها في الجاهلية.
وكان من أظهر آثار الإسلام انه آخى بين المسلمين على اختلاف قبائلهم ومراتبهم، وأحل الوحدة الدينية محل الوحدة القومية، فأصبحوا متساوين جميعاً. لا فرق بين السيد والعبد، وغدوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً. وقد من الله على المسلمين بقوله: “وإن يريدوا إن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين”.
وقد ساعد الرسول على توحيد كلمة العرب تلك المساواة التي جاء بها الإسلام وتلاشت أمامها هذه الفوارق الجنسية التي مزقت شمل العرب. وليس أدل على تلك الديمقراطية من قوله تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”. وقوله عليه الصلاة والسلام: “ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى”. نشأة النظم الإسلامية بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في تنظيم الحياة الاجتماعية منذ أول عهده بالمدينة وهذه النظم كانت نتيجة الوحي القرآني ووقائع السيرة النبوية، فنظريات الفقهاء في الأحوال الشخصية
وتنظيم الأسرة، والتنظيمات السياسية، والعسكرية، والمعاهدات الدولية، وكل ما يتعلق بالأمور المالية والاقتصادية، ليست إلا امتداداً لبعض الوقائع التي حدثت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وكان له فيها قول، أو تنبيه، أو إرشاد، أو تقرير. فعصر النبي صلى الله عليه وسلم كان منطلق خير لكل ما عرف في
الإسلام من نظم وقوانين. إن كل ما نلمسه في حياتنا العامة والخاصة من مواضيع نتوهم إنها جديدة على الحياة الإنسانية المعاصرة، له أصل بشكل أو بآخر في القرآن الكريم أو في السنة الشريفة. لقد وضعت في المدينة أسس المجتمع الجديد من توحيد الله، إلى المجاهرة بالحق، إلى العمل الصالح، إلى المكارم الأخلاقية
إلى البناء العلمي في كل شؤون الحياة. أصبحت المدينة بفضل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ناصره في موطن الإسلام، المقر الصالح للدعوة الإسلامية ومركز
التحول والتغيير في تنظيم المجتمع السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والتربوي، والعلمي كانت الهجرة تجسيداً لهذه التنظيمات بمعناها الشامل الواسع الذي زادته
ممارسة الوقائع تفصيلاً وتوضيحاً. وبذلك تمكن المسلمون الأولون من تحويل المرحلة النظرية إلى مرحلة علمية تطبيقية. من هنا نعلم إن الحياة الجديدة والتنظيم الجديد، بكل ما ورد فيه من تشريع لم يكن إلا امتداداً لما بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم وجماعته في مكة المكرمة ومما يبدو إن جو المدينة المنورة كان أكثر ملائمة للتشريع وأكثر مناسبة لإظهار الحركة السياسية، والاجتماعية، والعسكرية والتنظيمية بشكل جديد. فلقد قام في يثرب مجتمع جديد من حيث الشكل والمضمون، مبني على قواعد أساسية مستمدة من العناية الإلهية، تحت قيادة رئيس واحد، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن المدينة المنورة بدأ عهد جديد يرسم للإنسان منهجاً جديداً سليماً في الحياة، ينير له الطريق من غبار الجهل وأدران الجاهلية، بدأ منهج في التغيير نحو الأفضل والأكمل والأسلم. قال تعالى: “يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً”. وقد ترتب على قيام الحكومة النبوية في المدينة المنورة آثار بعيدة المدى في جميع الحقول والميادين. فقد قضى الإسلام على الوثنية والشرك بالله ودعا إلى
عبادة إله واحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، هو رب العالمين، فأنكر العصبية القبلية ورفض مبدأ الشعوب المختارة، وبنى أركانه على أعمال إنسانية نبيلة تشعر الإنسان بعاطفة صادقة مخلصة فرض بأمر من الله جل وعلا الصلاة في تدبر وخشوع
وإيتاء الزكاة لرعاية التكافل الاجتماعي والحج إلى بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً، والصوم بمعناه الروحي والاجتماعي. وإقامة الصلاة دعت إلى بناء المساجد، فكان “مسجد قباء” بناه الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى المدينة، وفي المدينة بنى مسجداً جديداً آخر ولم يعرف الأذان إلا بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حيث وجد المسلمون متنفساً لأداء أل شعائر الدينية، وكان قد أمر بلالاً صاحب الصوت الندي الجميل ليؤذن بالناس للصلاة.
الخـــــــاتمة:•

النهاية أتمنى أنهقد أعجبكم تقريري المبسط الذي يتناول موضوعات عن أعمال الرسول ف المدينة المنورة وكذلك أتمنى لوأنني قد حققت مرادي وهو التشجيع للتعرف على الرسول ،و السلام عليكم ورحمه اللهو بركاته….

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

حل درس منظمات العالم الاسلامي للصف السابع

السسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حل درس منظمات العالم الاسلامي
استنادا اخبراتك …؟
مجموعة الدول التي تزيد نسبة المسلمين فيها عن 50 0/0 (بالمئة) من عدد سكانها
استنتاج السبب …؟
بسبب تعرض المسجد الاقصى لحربه على اليهود عام 1969 م
توضيح المكانة …؟
انه مكان عظيم فيه حدثت معجزة الرسول ولهذا المسجد مكانة عظيمة و الدليل ذكر في القران
ناقش شفويا …؟
مرجعيتها التي تتمسك بالكتاب والسنة – طاقة الامة البشرية
ابحث:-
ابحث في …؟
1970
اضرب بعض ..؟
الداخلية : الصحية – وضعها الراهن – تدخله وبقائه
الخارجية : الصراع العربي الصهيوني – الخطر الاسلامي
دور الامانة …؟
تتولى تنفيذ القرارات عن مؤتمر الملوك والرؤساء ومؤتمر وزارة الخارجية
بعض التوصيات …؟
حل الخلافات بين الدول الاسلامية – حل قضايا الارهاب
ناقش شفويا مع …؟
مراعاة المساواة التامة بين الدول الاعضاء – احترام حق تقدير المصير وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاعضاء
لخص ابرز …؟
الدعوة الى تطبيق احكام الشريعة الاسلامية على مستوى الافراد والجامعات والدول – تنسيق جهود القائمين بالعمل الاسلامي في العالم وافادة بعضهم من بعض – تطوير اساليب نشر الدعوة بما يتفق مع الكتاب والسنة وما لا يخالفها .
ناقش شفويا مع زملائك …؟
منظمة اسلامية عالمية جامعة مقرها مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية
اربط بالتربية الاسلامية :-
يقول الله تعالى ..؟
التعاون
التفكير الابداعي :-
كيف تستطيع ..؟

بتقريب اصحابالفكر وقادة الرأي من بعضهم وتوثيق عمري
وضح العلاقة …؟
خدمة الاسلام والمسلمين – حل مشكلات الدول الاسلامية – مساعدة الدول الاسلامية المنكوبة
المراجعة :- ( ما كلها )
منظمة المؤتمر الاسلامي:
تجمع على مستوى 57 حكومة لمحاولة دمج الجهود والتكلم بصوت واحد لحماية وضمان مواطنيهم وجميع مسلمي العالم
رابطة العالم الاسلامي:
منظمة اسلامية شعبية عالمية جامعة مقرها مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية تقوم بالدعة للاسلام وشرح مبادئه وتعاليمه
اربط بين النتيجة والسبب :-
السبب :
الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبة الصخرة وذلك كمحاولة لايجاد قسم مشترك بين جميع فئات المسلمين
موفقين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

الاجتماعيات صــ 104 و 105 و 106 و 107 و 108و 109 للصف السابع

بليييييييييز ممكن الصفحات بكتاب

الاجتماعيات صــ 104 و 105 و 106 و 107 و 108و 109

بليييييز والله ضروري

الصفحات كتاار بس بكل صفحة يوجد سؤال واحد بلييييز

ضرورري اليوم
يلااا سلااام

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

بحث عن الموقع الجغرافي للعالم الاسلامي -تعليم اماراتي

بلييييييييييييييز انا بحاجة لبحث عن الموقع الجغرافي للعالم الاسلامي للصف السابعععععع معاية مهلة من الاستاذ ليوم الاحد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

حل درس الخلفاء الامويين للصف السابع

حل الدرس
النشاط ص 141الحل :كان حريص على حب قومه له
النشاط 2 الاداريه : انشاء الدواوين و توريث الاكفاءلاداره الدول
الاقتصاديه:حفر مياه للشرب على الطرقات
العسكريه:بناء اسطول بحري و التصدي للثورات مثل ثورات الخوارج
النشاط 3 لانه دعم الحكم الاموي فقد حارب جميع الفئات المناوئه و امسك بزمام الامور
الباقي لسه ما خلصناه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

ابغي حلول درس الدولة الاسلامية من زمن الرسول -تعليم الامارات

ابغي حلول درس الدولة الاسلامية من زمن الرسول صلى الله علية وسلم من صفحة 115 الى119

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

طلب حل درس موقع العالم الإسلامي وأهميته سابع -مناهج الامارات

بدي لو سمحتو حل درس موقع العالم الاسلامي واهميته كل الدرس لووووو سمحتوا كتير ضروري بلز..
ثنكس عال help…
ثانكيو مرة تانيي…

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده