– موقف الأدب الإسلامي من النصوص الأدبية لأدباء مسلمين لا توافقالتصور الإسلامي
– موقف الأدب الإسلامي من النصوص الأدبية لأدباء غير مسلمينموافقة للتصور الإسلامي . – موقف الأدب الإسلامي من المذاهب الأدبية الغربية .
– تحديد أسس تقويم النصوص الأدبية من منظور إسلامي .
لقد نجمت هذه القضايا وغيرهافي رأيي نتيجة فهم البعض للأدب الإسلامي فهما قاصرا خاطئا ، إذ قصره البعض على أنهأدب الحكم والمواعظ ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا مفهوم قاصر للأدبالإسلامي، لأن هذا الجانب يمثل جزئية في الأدب الإسلامي ولا تمثله كله حتى نقصرهعليه فقط ، صحيح أنه جانب جد هام ولكن الأدب الإسلامي أشمل وأوسع ..
وهو في منأهم وسائل الدعوة لأنه ملتزم بالتصور الإسلامي للخالق جل شأنه والإنسان والكونوالحياتين الدنيوية والأخروية مخاطبا العقول والقلوب والأحاسيس والمشاعر وكل عرقينبض في جسد الإنسان أما البعض الآخر فلقد جنح عن الأدب الإسلامي وهاجم مسانديهبدعوى أن الأدب الإسلامي يقابله أدب غير إسلامي وبالتالي يكفر الأديب الذي لم يلتزمبالأدب الإسلامي وليبرر صحة اعتراضه على مصطلح الأدب الإسلامي ينسب إلى الإسلامإقراره لمذهبي الفن للفن والمذهب السريالي "اللاوعي " والشعر الإباحي مدعيا أنالعلماء رددوه في المساجد وأن المفسرين دونوه في كتب التفسير وبعضهم دعا إلى الأخذبالمذاهب الغربية ظنا منه أنه بهذا يوسع دائرة الفكر الإسلامي ويكسبه رضا خصومهويدفعه إلى العالمية وبعضهم اعتبر الأدب الإسلامي كل ما يكتبه الأديب المسلم أياكان مضمونه وهو بهذا أقر باسم الإسلام الواقعية الاشتراكية والوجودية الملحدة وجميعالمذاهب الأدبية الغربية التي غلبت على أدب الأمة الإسلامية ..
وأتساءل هنا : علام الاختلاف حول مفهوم الأدب الاسلامي مع أن القرآنالكريم والسنة النبوية أوضحا لنا هذا المفهوم وحددا معالمه وموقفهما من الأدبالماجن والأدب الذي يخاف نظرة الإسلام للخالق جل شأنه والإنسان والكون والحياة؟؟
تعريف الأدب الإسلامي :
" الأدب الإسلامي هو التعبير الفني الهادف بالكلمةعما يحسبه الأديب بما يوافق التصور الإسلامي للخالق جل شأنه والإنسان والكونوالحياة ""
والمراد بفنية التعبير جماله وروعته ولا غرور فإشراق العبارة وجمالهاشرطان أساسيان لازمان لكل أدب فكيف إذا كان إسلاميا نابعا من كتاب الله متأسيابحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟أما الاشتراط في هذا الأدب أن يكون هادفالأن أفعال المسلم وأقواله مصونة عن اللغو والعبث بعيدة عما لا طائل تحته . وعلى هذافالأدب الإسلامي لا يكتفي بجمال التعبير وإبداع التصوير وإنما اشترط أن يجمع بينالمتعة والفائدة معا.
ثم إن موضوع هذا الأدب رحب الآفاق متعدد الجوانب فهو يشملالانسان بعواطفه وأشواقه وآماله وآلامه وحسناته وسيئاته ودنياه وآخرته كما يشملالحياة بكل ما فيها من سعادة وشقاء ومقومات وقيم وهو يشتمل على الكون بره وبحرهوأرضه وسمائه كما يشتمل على الطبيعة بطيرها السابح وحيوانها السارح وربيعها الجميلوشتائها العاصف وما إلى ذلك …
وهكذا نجد الأدب الإسلامي ليس مقصورا علىالموضوعات الدينية كما يعتقد الكثيرون وإنما هو أعم من ذلك وأشمل ..
فهذاالتعريف للأدب الإسلامي يحسم جميع نقاط الخلاف في المفاهيم لأن به تحددت معالم هذاالأدب وموضوعاته وخصائصه ومكوناته مضمونا وشكلا كما تحددت أسس تقويمه وحدد هذاالتعريف أيضا موقف الأدب الإسلامي من المذاهب الأدبية الغربية وكذلك من أدب الأدباءالمسلمين الذي يخالف التصور الإسلامي وأدب الأدباء غير المسلمين والذي يوافق التصورالإسلامي فنطلق على الأول مخالفا للتصور الإسلامي دون تفكير صاحبه لأن التعريف لميتطرق إلى عقيدة الأديب ودينه بينما نطلق على الثاني موافقا للتصور الإسلامي ..
للأدب الإسلامي خصائص تميزه عن سائر الآدابالأخرى يمكن إيجازها في الآتي :
1-أنه ادب شامل يمثل نظرة الإسلام الشاملة للهسبحانه و تعالى ،و الإنسان و الكون و الحياة .
2- أنه أدب هادف .
3- أنه أدبملتزم .
3- أنه أدب أصيل .
4- أنه أدب مستقلموقف الإسلام منالشعر:
تصنيف القرآن للشعراء :
صنف القرآن الكريم الشعراء إلى صنفين :
1- الظالمون :
هم الذين يتبعون الأهواء ووصف جل شأنه من يتبعهم ب ( الغاوون ) الهائمون مع الهوى لا منهج لهم ولا هدف وكل من الشعراء وأتباعهم يهيمون في كل وادمن وديان الشعور والتصور والقول دون أن يلتزموا بتصور ثابت يخضعون لضوابطه وبماأنهم يعيشون في عوالم من صنع خيالهم ومشاعر يفضلونها على واقع الحياة الذي يعيشونفهم يقولون ما لا يفعلون لأنهم يعيشون في عوالم موهومة وهم بهذا خرجوا عن منهجالإسلام ،لأن الإسلام يحب للناس أن يواجهوا حقائق الواقع ولا يهربوا منها إلىالخيال الموهوم فإذا هذه الحقائق تعجبهم ، ولا تتفق مع منهجه دفعهم إلى تغييرهاوتحقيق المنهج الذي يريد ومن ثم لا يبقى في الطاقة البشرية بقية للأحلام الموهومةالطائرة فالإسلام يستغرق هذه الطاقة في تحقيق الأحلام الرفيعة وفق منهجه الضخمالعظيم ..
والصنف الثاني هم المؤمنون الذين استثناهم جلشأنه من هذا الوصف العام للشعراء إذ قال في شأنهم "" الذين آمنوا و عملوا الصالحاتوذكروا الله كثيرا "" نلاحظ هنا أنه وصفهم بالإيمان وهي نفس الصفة التي وصفهالأصحاب الكلمة الطيبة الذين أمتلأت قلوبهم بالإيمان وصاروا على منهج الإسلام وعملواالخير وكافحوا من أجل نصرة الحق الذي اعتنقوه ونجده أيضا وصف الشعراء الغاوين بأنهمظالمون وهي نفس صفة أصحاب الكلمة الخبيثة..
إذا فإن موقف الإسلام ثابت فهناكمؤمنون هم أصحاب الكلمة الطيبة وهناك ظالمون أصحاب الكلمة الخبيثة…
وقد حددت السنة النبوية أيضاالموقف من الشعر الصالح والشعر الماجن فاعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم الشاعرالذي يقول ماجنا أو يخالف النهج الإسلامي بأنه شيطان واعتبر قوله الفاحش أسوأ منالقيحموقف السنة النبوية من الشعر :
ننتقل الآن إلى موقف السنة النبويةالمطهرة من الصنف الثاني من الشعراء وهم المؤمنون فقد قال الإمام أحمد حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال للنبيصلى الله عليه وسلم "" إن الله عز وجل قد أنزل في الشعراء ما أنزل، فقال الني صلىالله عليه وسلم " إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم بهنفح النبل ""
أماالذين نسبوا إلى الإسلام إقراره لعالم ( اللاوعي ) وللأدب الماجن فما هذا إلا لكسبرضا وود العلمانيين لأن هذا يخالف التصور الإسلامي بل يسيء إلى الإسلام فالإسلام لايقر عالم اللاوعي لأن هذا العالم يسقط العقل مناط التكليف ، فإذا ما أسقطناه أسقطناعن الإنسان التكليف وبالتالي أسقطنا جميع النظم والتكاليف وأصبح الإنسان والحيوانسواء يعيش في إباحية مطلقة وهذا يخالف نظرة الإسلام للإنسان الذي استخلفه الله علىالأرض وحمله أمانة الاستخلاف القائمة على التكليف القائم على عبادة الله والسير علىنهجه والابتعاد عن المحرمات قولا وعملا ……
كتاب التيار الإسلامي في شعرعبد الرحمن العشماوي
- ادب الإتجاه الإسلامي.zip (6.3 كيلوبايت, 47 مشاهدات)