التصنيفات
الصف الثاني عشر

معلومات عن العلامة محمد إقبال الصف الثاني عشر

السلام عليكم

العلامة محمد إقبال …
شاعر وطني باكستاني
ومفكّر إسلامي عظيم
د. عبدالرزاق صابر
الجامعة الاردنية
إنه شرف عظيم لجنوب شرق اسيا بأن هذا الجزء من العالم فد انتج عددا من الشخصيات البارزة رفيعة المستوى لعبت دورا مهما في نشر الاسلام في المنطقة وخدمت المسلمين بامكانات مختلفة.

والعلامة محمد إقبال واحد ضمن أولئك الذين أسهموا بعمل لإحراز الحرية والكفاح من اجل ولاية مستقلة في شبة القارة الهندية.الى جانب القائد البارز للحركة الباكستانية الذي خدم المسلمين في جنوب آسيا من خلال شعره الثوري، فإن إقبال يعرف أيضاً كشاعر مسلم عظيم، وفيلسوف، وسياسي، اعتبر شعره في الاوردية والفارسية من ضمن الاعظم في العصور الحديثة، وهو مشهور ايضا بإسهاماته في فلسفة الاسلام الدينية والسياسية.
وقبل مناقشة الافكار الدينية والسياسية لإقبال، فإن من الضروري أن نرسم صورة مختصره لبدايات حياته وإنجازاته لأولئك الذين لايعرفون الكثير عن هذا الدارس المسلم في الشرق. ولد العلامة محمد إقبال في التاسع من شهر تشرين الثاني عام 1877 في سيالكوت في الباكستان. ومعروف بشكل واسع ومدرك رسميا أنه شاعر وطني باكستاني. وهو معروف أيضاً بأنه الاول الذي نادى بقيام ولاية إسلامية مستقلة في شبة القارة. إنه مشهور باسم العلامة إقبال. كلمة علامة في اللغة العربية والفارسية تعني العالم. وبسبب شعره الثوري والمعنوي فقد شهر باسم مفكّر باكستان، وشاعر المشرق، وحكيم الأمة كذلك.
وبعد انهاء تعليمه في المدرسة والكلية في سيالكوت ولاهور، سافر إقبال الى اوروبا عام 1905 لمتابعة دراساته العليا. وبقي هناك ثلاث سنوات. وفي أثناء إقامته في أوروبا لم يقرأ باهتمام كبير فقط، ثم أنه كتب واوصل إلقاءه محاضرات عن موضوعات إسلامية عززت شهرته في الدوائر الاكاديمية والأدبية في الغرب. وخصوصاً إنجازاته التعليمية والسياسية، يقول كوثوبودين عزيز عالم بارز وهو على قاهد أعظم: والعلامة إقبال :
«بين القادة المسلمين في ذلك الوقت في الهند، امتلك العلامة إقبال سمعة اكاديمية واسعة. حصل على شهادة الماجستير من جامعة بونجابل، وشهادة البكالوريوس من جامعة كامبردج في القانون من المملكة المتحدة، وشهادة دكتوراة من جامعة ميونخ في المانيا. وكرم من قبل الحكومة البريطانية لخدماته في التعليم في الهند، ومنحته العديد من الدول شرفاً عظيماً. وخصصت جامعة كامبردج له كرسياً خاصاً لتدريس أفكاره، وكتاباته، وشعره».وعندما نذهب في السيرة الغيرية لهذا المفكر نرى بأن حرب البلقان ومعارك تديبولي عام 1910 قد هزته بعنف؛ إذ أثرت هذه الأحداث في أفكار إقبال ومزاجه الغاضب واحبطته، ولذلك كتب عددا من قصائد الإيحاء في اللغتين الفارسية والأوردية وصف فيها بالتفصيل معاناة المسلمين في جميع أرجاء العالم. وأيضاً اهتز إقبال للأحداث المأساوية للحرب العالمية الأولى والكارثة التي واجهها المسلمون في أثناء الحرب.
وكما أن حياة إقبال السياسية مهمة بالنسبة لنا، فإننا نرى أنه في عام 1927 تم انتخابه عضواً في جمعية بونجاب الشرعية. وفيما بعد عام 1930 تم انتخابه ليترأس الجلسة السنوية لاتحاد المسلمين في الحباد. وفي خطابه التاريخي الخالد في الحباد، قدم إقبال ولاول مرة فكرة ولاية اسلامية منفصلة في شبة القارة التي قبلت كمسودة قرار باكستانية في 23 من شهر آذار عام 1940 في جلسة اتحاد المسلمين الهنود في لاهور. وفيما بعد اصبحت حقيقة على شكل ولاية اسلامية مستقلة (الباكستان) على خريطة العالم في 14 من شهر آب عام 1947.
وفي عام 1930-1931 التحق إقبال بمؤتمرات الدائرة المستديرة وقابل العلامة قاهد اعظم محمد علي جناح الذي كان يعيش في بريطانيا، كان إقبال يعتقد بحزم بأن جناح هو القائد السياسي الوحيد القادر على ضمّ المسلمين الهنود إلى الاتحاد الاسلامي وصيانة وحدة الحزب امام البريطانيين والكونجرس. ولذلك قام العلامة إقبال بإقناع محمد علي جناح بالعودة الى الهند والالتحاق باتحاد المسلمين المضطهدين في شبه القارة، واخذا بنصيحة محمد إقبال، جاء قاهد اعظم الى الهند عام 1934 وبدأ العمل من أجل تحقيق حلم العلامة إقبال الذي كان قد عبر عنه في خطابه الرئاسي في مناسبة اتحاد رابطة المسلمين الهنود في الاحباد لاعلان ولاية مسلمة مستقلة في شبة القارة.
وقاهد اعظم محمد علي جناح يكن احتراماً عظيماً للعلامة الدكتور محمد إقبال، وكان نصيرا ملتزما لشعره الايحائي باللغتين الاوردية والفارسية، ولذلك فإنه وفي يوم وفاة إقبال في شهر ابريل عام 1938، قام جاهد محمد علي جناح وقّدم كلمة تعزية فيه، وقال « كان إقبال شاعرا رائعا يتمتع بشهرة عالمية، واعماله سوف تبقى للأبد، وخدماته لبلده والمسلمين كانت متعددة وسجل حياته يمكن مقارنته بأولئك الهنود العظماء الذين عاشوا. لقد كان الاكثر وفاء والبطل الأكثر ولاءً لسياسته وبرنامج اتحاد المسلمين الهنود. بالنسبة لي كان محمد إقبال صديقا، قائدا وفيلسوفا وفي أصعب اللحظات التي مرّت باتحاد المسلمين وكادت تعصف به وقف إقبال مثل الصخرة ولم يضيع لحظة واحدة «
عندما ندرس وجهات نظر وأفكار إقبال من خلال شعره وكتاباته سنجد أن إقبال بدأ بعمق دراسة الاسلام، التاريخ، الثقافة، الحضارة الاسلامية ومستقبلها السياسي. لقد قبل إقبال مولانا رومي كقائد له، في العديد من قصائده واعماله. ركّز إقبال على تذكير قرائه بخصوص الأمجاد القديمة للحضارة الاسلامية. وهو دائما يركز علي الجانب الروحي والنقي بالإسلام، وفي أغلب قصائده وكتاباته انتقد إقبال الانقسامات السياسية داخل الامة الاسلامية ودعا إلى وحدتها.
لقد قام طلابه بشرح أفكاره في المجالين المحلي والعالمي. زياد فالي رضا ناصر احد تلاميذ إقبال المشهورين يقول «كان إقبال بدون شك الاكثر ابداعا وأصالة، لجمع الأمة الاسلامية والأفكار لاصلاح المسلمين. لقد اوصل الفكر الاسلامي الى الفلسفة الغربية، وربط الخلاص الروحي بالتغيير الفكري والتطور الاجتماعي، وقد أوصل هذه الافكار عن طريق شعره الى جمهوره بقوة.
عندما ندرس إقبال،نعرف انه مدرك بشكل جيد للقضية الفلسطينية وقد نظم القضية في قصائد مختلفة في شعره. وكذلك فإنه مدرك لقدرات العرب الفلسطينيين، وكنتيجة لذلك، فهو يدعوهم نحو تطوير احترام النفس والشعور بالزهو ويسعى لتذكيرهم بسموهم الروحي. ولذة الايمان والاعتقاد، والطاقات الروحية والعزم الثابت كلها وحدها كانت المكونات الاساسية لدعوة العرب الى الاستقلال، وبعد تسلحهم بكل هذه الاسلحة قال إقبال انه الى جانب الايمان بالله وتلك الاسلحة فإن اي ثقة باوروبا وعصبة الامم او الامم المتحدة ليس الا خيال عقيم وخداع نفس.
تلاميذ إقبال البارزون، والمدير السابق قاهداعظم اكاديمية كاراتشي – الباكستان، الدكتور شريف المجاهد في مقال نشر في مخبر كراتشي كتبوا فيه : «الى جانب كونه شاعرا ذو استحقاقات استثنائية، كان إقبال يفكر بإيجاد نظام إنساني أسمى. واقترح كل من سيد احمد خان، مولانا محمد علي، و جناح قيادة سياسة للمسلمين، أخذ إقبال على عاتقه مهمه انشاء نهضة فكرية للمسلمين وانتدب نفسه لهذه المهمة، وأسهم ايضاً بدعوتهم للثبات على ايدولوجيتهم النظيفة وتراثهم التاريخي.
الدكتور جاويد إقبال ابن العلامة محمد إقبال في كتابه «ايدولوجية باكستان» يقول: «إقبال هو البطل الداعي إلى حرية المسلمين الدينية، القومية، السياسية، الاقتصادية، والثقافية. لذلك فهو يدعو الشباب المسلم إلى التمسك بالتعاليم القرآنية والمحافظة على الثقافة الإسلامية، كما يدعوهم إلى إيجاد وسائل جديدة للدفاع عن سلامة الاراضي الاقليمية لبلادهم ورفاهية شعوبهم».
خدم العلامة إقبال الناس من خلال نماذجه المتعددة في القيادة. سيبقى في ذاكرة الامة من أجل خدماته المجيدة لايجاد الباكستان بشكل خاص، ودعوته بشكل عام إلى القضاء على الطائفية، شعره في الاوردية والفارسية وكتاباته المهمة ترجمت الى معظم اللغات المهمة في العالم ولاقت اعترافا واسعا في انحاء مختلفة من العالم.
في عام 1933 وبعد العودة من رحلة الى إسبانيا وأفغانستان، ساءت صحة إقبال وتوقف عن ممارسته القانون في عام 1934. وبعد معاناة شهور من سلسلة أمراض مطوّلة، توفي في 21 من شهر إبريل 1938 في لاهور تاركا وراءه حشوداً من النادبين في جميع أنحاء العالم الإسلامي وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ابتسامة ضعيفة على شفتيه، كما كان قد ذكر في حياته في بيتي الشعر الآتيين عن المسلم الحق :
لقد أخبرتك/ علامة المؤمن
عندما يأتي الموت هناك ابتسامة على شفتيه.
يقع قبر إقبال في طليعة مسجد بادشاهي الملكي في لاهور، باكستان، وأحيت ذكراه بشكل واسع في الباكستان، وهو يعتبر الموجد الآيدولوجي للولاية وميلاده في 9 من شهر تشرين الثاني يحتفل به سنويا كيوم إقبال، وهو يوم عطلة في الباكستان، وهناك العديد من المنظمات الحكومية والعامة والمؤسسات التعليمية المكرسة لإقبال، أكاديمية إقبال من لاهور مؤسسة معترف بها بتنفيذ ابحاث وصيانة أعمال، أدب وفلسفة إقبال.

وبالتوفيق
=)

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *