التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحث عن اداب التعامل مع غير المسلمين في السلم للصف الحادي عشر

السلام عليكم
يبتلكم بحث عن اداب التعامل مع غير المسلمين في السلم
اتريا ردودكم
المقدمة
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد :
فإن دين الإسلام قد أوجب الإحسان إلى جميع الناس , بل إلى جميع الكائنات الحية , قال تعالى : { وَأَحْسنُوا إن الله يحب المحسنين } ( البقرة :195 )(2)، و روى المسلم في صحيحه عن النبي أنه قال : ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء) (1) ، وسأتكلم في هذا البحث عن – إن شاء الله تعالى – عما يتعلق بالتعامل مع غير المسلمين ، وذلك من خلال استعراض مواقف وأقوال نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم ) ، كما سأتكلم عن أحكام التعامل نع غير المسلمين فيما يجب لهم من حقوق ، وفيما يجوز التعامل معهم ،وذلك لـ (بيان محاسن الدين في المعاملة غير المسلمين ) .
وسيكون الكلام على هذه المسائل – إن شاء الله – في المبحثين :
# المبحث الأول : سماحة النبي في التعامل مع غير المسلمين .
# المبحث الثاني : ما يجوز أو يجب التعامل به مع غير المسلمين .
ولكل مبحث ثلاثة مطالب .




التمهيد
تعني كلمة "آداب" في اصطلاح فقهاء الإسلام وغيرهم ما نعبر عنه نحن اليوم بـ "أخلاقيات". والمقصود بها بيان الوجه الأفضل في كل سلوك والحث عليه.
فللأكل آداب ، و للسفر آداب ، و للوضوء والصلاة و الصيام و الزكاة الخ آداب ( زيادة على فرائضها وسننها ومستحباتها…)
وتعني كلمة " السلم " :




# المبحث الأول :
– سماحة النبي في التعامل مع غير المسلمين .
إليك أختي القارئة نماذج تطبيقية من سيرة و أقوال محمد (صلى الله عليه وسلم ) في التعامل مع غير المسلمين ، يظهر فيها جلياً سماحته في التعامل معهم ، وذلك برحمته بهم ، وعفوه وصفحه عن ما يحصل منهم في حقه ، ودعائه لهم ، ونحو ذلك .


وسأذكر هذه النماذج – إن شاء الله – في المطالب الآتية :


المطلب الأول :
– نهيه عن أذى وظلم غير المسلمين من المعاهدين ، ومستأمنين ، وذميين (1 ) :


1- روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو العاص – رضي الله عنهما – إن النبي قال : ( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً ) (2 ) .


2- روى أبو داود وغيره – وهو حديث صحيح – عن النبي أنه قال : ( ألا من ظلم معاهداً أو انتقضه ، أو كلفه فوق طاقته ، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس ، فأنا حجيجه يوم القيامة )(3) .




المطلب الثاني :


دعاؤه لغير المسلمين , وأمره أمته بالإحسان إليهم والرفق بهم :

1- عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : كانت اليهود يتعاطسون عند النبي ، رجاء أن يقول لهم يرحمكم الله ، فكان يقول لهم : ( يهديكم الله ، ويصلح بالكم ) ( 1 ) .




2- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : ( جاء طفيل بن عمرو الدوسي إلى النبي فقال : إن دوساً هلكت ، عصت وأبت ، فاده الله عليهم ، فقال النبي : ( اللهم أهد دوساً آت بهم )(2 ) .




3- عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : إن رهطاً من اليهود دخلوا على رسول الله فقالوا : السام عليكم (3 )، قالت عائشة : ففهمتها ، وقلت : وعليكم السام واللعنة ، فقال النبي : ( مهلاً يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله ) ، فقلت : ألم تسمع ما قالوا ؟ ، فقال النبي : ( قد قلتُ : وعليكم ) . (4)




المطلب الثالث :
البر بهم والإحسان إليهم .


يرشدنا الإسلام إلى أن الأصل في معاملة الناس جميعاً مسلمهم وكافرهم البر بهم ، والإحسان إليهم ، قال تعالى :{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين . إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم إن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون } (1) .
فلم ترغب الآيات في العدل والإحسان إلي غير المسلمين فحسب، بل رغبت في البر إليهم أيضا. وإذا كان الإسلام لا ينهي عن البر والإقساط إلى المخالفين من أي دين ولو كانوا وثنيين أو مشركين ، فإنه ينظر نظره خاصه لأهل الكتاب من اليهود والنصارى ، فقد قدم القرآن الكريم نموذجاً في أدب الحوار معهم فلا يناديهم إلا بقوله تعالى : { يا أهل الكتاب ، يا أيها الذين أوتوا الكتاب } وذلك إشاره إلى أنهم في الأصل أهل دين سماوي ، وبينهم وبين المسلمين رحمه وقربه ، يتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث به الله سبحانه تعالى – أنبياء جميعاً قال تعال : { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } (2) .
وقد مات ودرعه مرهونةً عند يهودي في نفقة عياله . ودخل وفد نجران على النبي ( مسجده بعد العصر ، وكانت صلاتهم ، فقاموا يصلون في مسجده ، فأراد الناس منعهم ، فقال : ( دعوهم )! فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم .
وقد أوصى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وهو على فراش الموت الخليفة من بعده بأهل الذمة خيراً ، وأن يفي بعدهم ، ولا يكلفهم فوق طاقتهم . والذمة معناها العهد ، الذي يشمل عنصري التأمين والحماية ، وهذا سبق وريادة يعرف في عصرنا بالحقوق المدنية والجنسية . (3)




# المبحث الثاني :
– ما يجوز أو يجب التعامل مع غير المسلمين .
وردت نصوص شرعية كثيرة تبين ما يجب أو يجوز التعامل به مع غير المسلمين ، وتبين ما يجب لهم على المسلمين من حقوق ، وقد سبق و أن ذكرتها في البحث السابق ، وقبل بيان الأحكام المستنبطة من هذه الأدلة في هذا الجانب ، يحسن بيان أصناف غير المسلمين .




المطلب الأول :
– فغير المسلمين ينقسمون إلى أربعة أقسام :


القسم الأول :
المعاهدون : هم الذين يسكنون في بلاد المسلمين ، وبينهم وبين المسلمين عهد أو صلح أو هدنه .
وذلك كمشركي قريش وقت صلح الحديبية (1 ) ، وكغير المسلمين في عصرنا هذا الذين يسكنون في الدول فير الإسلامية التي بينها وبين الحاكم المسلم عهود وسفارات ، فيجوز أن يصالح المسلمون غيرهم على السلم وترك الحرب إذا كان ذلك فيه مصلحه للمسلمين ، قال تعالى : { إن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه السميع العليم } (2 ) .


القسم الثاني :
الذميون : هم غير المسلمين ، الذين يسكنون بلاد المسلمين وصالحهم المسلمون على أن يدفعوا للمسلمين الجزية (3) .
فيجوز السماح لغير المسلم الموجود أصل في بلاد المسلمين أو في بلاد يحكمها المسلمين بالاستمرار في سكنى بلاد المسلمين – سوى جزيرة العرب- وذلك في حال دفعهم الجزية للمسلمين .
القسم الثالث :
المستأمنون : هم الذين يدخلون بلاد المسلمين بأمان من ولي الأمر أو من أحد من المسلمين .
فيجوز السماح لغير المسلم بدخول بلاد المسلمين والإقامة فيها لفترة مؤقتة للتجارة أو للعمل ونحوهما إذا أمن ضرره على المسلمين ، وهذا الأمان يعرف الآن بـ ( تأشيرة الدخول ) .






القسم الرابع :
الحربيون : هم من عدا الأصناف الثلاثة السابقة من غير المسلمين .


المطلب الثاني :
– إلقاء السلام على المسلمين وغير المسلمين .
أما إلقاء السلام على غير المسلمين فإن كانوا في مجلس يجمع بينهم وبين المسلمين خلاف في جواز من إلقاء السلام عليهم ، وقد روى البخاري في صحيحه أن " رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ركب حماراً حتى مر على مجلس فيه أخلاط المسلمين والمشركين وعبدة الأوثان واليهود ، وفيهم عبد الله بن أبي بن سلول ، وفي المجلس ابن رواحه ، فسلم عليهم النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم وقف فنزل …)
وقد بوب البخاري لهذا الحديث بعنوان : " باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين و المشركين " .
وقال النووي: من السنة إذا مر بمجلس فيه مسلم وكافر أن يسلم بلفظ التعميم ويقصد به المسلم.
ابتدائهم بسلام إذا كانوا وحدهم:
أما ابتدائهم السلام إذا كانوا وحدهم فذهب جمع من السلف إلى جواز إلقاء السلام عليهم ، واستدلوا بأدلة منها :
1- قوله تعالى : { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم (1) وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } (2) .
2- وقول على لسان إبراهيم لأبيه : {سلام عليك سأستغفر لك ربي } (3) .
3- وقوله تعالى آمراً نبيه : { فاصفح عنهم وقل سلام }.
وذكر القرطبي إن عدداً من السلف فعل ذلك ، ومنهم ابن مسعود ، الحسن ، النخعي وعملا بن عبد العزيز . كما ذكر ابن حجر في الفتح أن أبا أمامه ، وابن عيينة فعلاً ذلك أيضاً .
ومما ورد أن ابن مسعود فعله مع دهقان صحبه في طريقه ، فلما سأل : أليس يكره أن يبدؤوا بالسلام ؟ قال : بلى، ولكن حق الصحبة.




وكان أبو أمامه إذا انصرف إلى بيته لا مر بسلم ولا نصرني ، ولا صغير ولا كبير إلا سلم عليه ، فقيل له في ذلك ، فقال : أمرنا أن نفشي السلام .
وسأل الأوزاعي عن مسلم مر بكافر فسلم عليه فقال : إن سلمت فقد سلم الصالحون ، وإن تركت فقد ترم الصالحون قبلك .
وأخرج ابن أبي شيبة من طريق عون بن عبد الله عن محمد بن كعب : أنه سأل عمر بن عبد العزيز عن ابتداء أهل الذمة بالسلام فقال : نرد عليهم ولا نبدأهم ، قال عون : فقلت له : فكيف تقول أنت ؟ قال : ما أرى بأساً أن نبدأهم .
ويمكن القول بتأكيد الجواز إن كان هناك سبب يستدعي السلام كقرابة أو صحبة ، أو جوار ، أو سفر ، أو حاجة ، وقد ذكر القرطبي ذلك عن النخعي فقال مؤولاً حديث أبي هريرة " لا تبدؤوهم السلام " : إذا كان بغير سبب يدعوكم إلى أن تبدؤوهم بالسلام من قضاء ذمام أو حاجة تعرض لكم قبلهم ، أو حق أو جوار ، أو سفر .
أما إذا كانت التحية بغير السلام فلا مانع منها , كأن يقول له ( صباح الخير أو مرحبا أو مساء الخير ) فذلك لا يضر .




الخاتمة
هذه النقاط التي رأيتها جامعة وكافية لكل من سأل عن الضوابط الشاملة للتعامل مع غير المسلمين ولقد كنت في حيرة من أمري كيف لي أن أتعامل مع غير المسلمين. هل هي معاملتهم بالحسنى أم العكس! و قد غفلت عن سماحة الإسلام و أنه حثنا بما هو طيب و ما هو في قمت الأخلاق. و من قراءتي لمواضيع كثيرة متعلق في الموضوع وجدت أن الإسلام بتعاليمه يريدنا مثل الماس الخالص و أنقى , أعني من تعبيري أن الإسلام حثنا على المعاملة الطيبة أياً كان من تعامله. حتى مع من أساء إليك. فكاظم الغيض له أجره, و المسامح له أجره, و من جازى الإساءة بالحسنى له أجره.




المراجع
# كتاب : التعامل مع غير المسلمين في السنة النبوية . الكاتب عبد الله بن عبد العزيز الجبرين .
# كتاب : فقه التعامل مع غير المسلمين . الكاتب : دكتور يوسف القرضاوي .
#olamaashareah.net
# تعلم لأجل الإمارات
# http://islam.qlbe.com/encyclopedia/13-23.html




الفهرس
المقدمة 2
التمهيد 3
المبحث الأول : سماحة النبي في التعامل مع غير المسلمين . 4
المطلب الأول : نهيه عن أذى وظلم غير المسلمين من المعاهدين ومستأمنين وذميين . 4
المطلب الثاني : دهاؤه لغير المسلمين ، وأمر أمته بالإحسان إليهم والرفق بهم . 5
المطلب الثالث : البر بهم والإحسان إليهم . 6
المبحث الثاني : ما يجوز أو يجب التعامل به مع غير المسلمين . 7
المطلب الأول : أقسام غير المسلمين . 7 – 8
المطلب الثاني : إلقاء السلام على المسلمين وغير المسلمين . 8 – 9
الخاتمة . 10
المراجع . 11
الفهرس . 12

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *