التصنيفات
الصف الثالث الابتدائي

فلاش تفسير سورة الليل . -تعليم الامارات

وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)

سورة الليل

التعريف بسورة الليل

في إطار من مشاهد الكون وطبيعة الإنسان تقرر السورة حقيقة العمل والجزاء . ولما كانت هذه الحقيقة منوعة المظاهر: (إن سعيكم لشتى . فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى . وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى). . وكانت العاقبة كذلك في الآخرة مختلفة وفق العمل والوجهة: (فأنذرتكم نارا تلظى . لا يصلاها إلا الأشقى . الذي كذب وتولى . وسيجنبها الأتقى , الذي يؤتي ماله يتزكى . .).

لما كانت مظاهر هذه الحقيقة ذات لونين , وذات اتجاهين . . كذلك كان الإطار المختار لها في مطلع السورة ذا لونين في الكون وفي النفس سواء: (والليل إذا يغشى . والنهار إذا تجلى). .(وما خلق الذكر والأنثى). . وهذا من بدائع التناسق في التعبير القرآني .

الدرس الأول:1 – 3 القسم بالليل والنهار والذكر والأنثى

(والليل إذا يغشى . والنهار إذا تجلى . . وما خلق الذكر والأنثى). . .
من الاية 2 الى الاية 3

وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (3)
يقسم الله – سبحانه – بهاتين الآيتين:الليل والنهار . مع صفة كل منهما الصفة المصورة للمشهد . (والليل إذا يغشى). .(والنهار إذا تجلى). . الليل حين يغشى البسيطة , ويغمرها ويخفيها . والنهار حين يتجلى ويظهر , فيظهر في تجليه كل شيء ويسفر . وهما آنان متقابلان في دورة الفلك , ومتقابلان في الصورة , ومتقابلان في الخصائص , ومتقابلان في الآثار . . كذلك يقسم بخلقه الأنواع جنسين متقابلين: (وما خلق الذكر والأنثى). . تكملة لظواهر التقابل في جو السورة وحقائقها جميعا .

والليل والنهار ظاهرتان شاملتان لهما دلالة توحيان بها إيحاء للقلب البشري ; ولهما دلالة كذلك أخرى عند التدبر والتفكر فيهما وفيما وراءهما . والنفس تتأثر تأثرا تلقائيا بتقلب الليل والنهار . الليل إذا يغشى ويعم , والنهار إذا تجلى وأسفر . ولهذا التقلب حديث وإيحاء . حديث عن هذا الكون المجهول الأسرار , وعن هذه الظواهر التي لا يملك البشر من أمرها شيئا . وإيحاء بما وراء هذا التقلب من قدرة تدير الآونة في الكون كما تدار العجلة اليسيرة ! وبما هنالك من تغير وتحول لا يثبت أبدا على حال .

ودلالتهما عند التدبر والتفكر قاطعة في أن هنالك يدا أخرى تدير هذا الفلك , وتبدل الليل والنهار . بهذا الانتظام وهذا الاطراد وهذه الدقة . وأن الذي يدير الفلك هكذا يدير حياة البشر أيضا . ولا يتركهم سدى , كما أنه لا يخلقهم عبثا .

ومهما حاول المنكرون والمضلون أن يلغوا في هذه الحقيقة , وأن يحولوا الأنظار عنها , فإن القلب البشري سيظل موصولا بهذا الكون , يتلقى إيقاعاته , وينظر تقلباته , ويدرك تلقائيا كما يدرك بعد التدبر والتفكر , أن هنالك مدبرا لا محيد من الشعور به , والاعتراف بوجوده من وراء اللغو والهذر , ومن وراء الجحود والنكران !

وكذلك خلقة الذكر والأنثى . . إنها في الأنسان والثدييات الحيوانية نطفة تستقر في رحم . وخلية تتحد ببويضة . ففيم هذا الاختلاف في نهاية المطاف ? ما الذي يقول لهذه:كوني ذكرا . ويقول لهذه:كوني أنثى ? . . إن كشف هذه العوامل التي تجعل هذه النطفة تصبح ذكرا , وهذه تصبح أنثى لا يغير من واقع الأمر شيئا . . فإنه لماذا تتوفر هذه العوامل هنا وهذه العوامل هناك ? وكيف يتفق أن تكون صيرورة هذه ذكرا , وصيرورة هذه أنثى هو الحدث الذي يتناسق مع خط سير الحياة كلها , ويكفل امتدادها بالتناسل مرة أخرى ?

مصادفة ?! إن للمصادفة كذلك قانونا يستحيل معه أن تتوافر هذه الموافقات كلها من قبيل المصادفة . . فلا يبقى إلا أن هنالك مدبرا يخلق الذكر والأنثى لحكمة مرسومة وغاية معلومة . فلا مجال للمصادفة , ولا مكان للتلقائية في نظام هذا الوجود أصلا .

والذكر والأنثى شاملان بعد ذلك للأنواع كلها غير الثدييات . فهي مطردة في سائر الأحياء ومنها النبات . . قاعدة واحدة في الخلق لا تختلف . لا يتفرد ولا يتوحد إلا الخالق سبحانه الذي ليس كمثله شيء . .

هذه بعض إيحاءات تلك المشاهد الكونية , وهذه الحقيقة الإنسانية التي يقسم الله – سبحانه – بها , لعظيم دلالتها وعميق إيقاعها . والتي يجعلها السياق القرآني إطارا لحقيقة العمل والجزاء في الحياة الدنيا وفي الحياة الأخرى . .

الدرس الثاني:4 – 21 سعي الناس شتى مختلف وصفات المؤمنين الإيجابية وصفات الكفار السلبية

يقسم الله بهذه الظواهر والحقائق المتقابلة في الكون وفي الناس , على أن سعي الناس مختلف وطرقهم مختلفة , ومن ثم فجزاؤهم مختلف كذلك ; فليس الخير كالشر , وليس الهدى كالضلال , وليس الصلاح كالفساد ,
من الاية 4 الى الاية 11

إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)
وليس من أعطى واتقى كمن بخل واستغنى , وليس من صدق وآمن كمن كذب وتولى . وأن لكل طريقا , ولكل مصيرا , ولكل جزاء وفاقا:

(إن سعيكم لشتى . فأما من أعطى واتقى , وصدق بالحسنى , فسنيسره لليسرى . وأما من بخل واستغنى , وكذب بالحسنى , فسنيسره للعسرى , وما يغني عنه ماله إذا تردى). .

إن سعيكم لشتى . . مختلف في حقيقته . مختلف في بواعثه . مختلف في اتجاهه . مختلف في نتائجه . . والناس في هذه الأرض تختلف طبائعهم , وتختلف مشاربهم , وتختلف تصوراتهم , وتختلف اهتماماتهم , حتى لكأن كل واحد منهم عالم خاص يعيش في كوكب خاص .

هذه حقيقة . ولكن هناك حقيقة أخرى . حقيقة إجمالية تضم أشتات البشر جميعا . وتضم هذه العوالم المتباينة كلها . تضمها في حزمتين اثنتين . وفي صفين متقابلين . تحت رايتين عامتين: (من أعطى واتقى وصدق بالحسنى). . و (من بخل واستغنى وكذب بالحسنى). .

من أعطى نفسه وماله . واتقى غضب الله وعذابه . وصدق بهذه العقيدة التي إذا قيل(الحسنى)كانت اسما لها وعلما عليها .

ومن بخل بنفسه وماله . واستغنى عن الله وهداه . وكذب بهذه الحسنى . .

هذان هما الصفان اللذان يلتقي فيهما شتات النفوس , وشتات السعي , وشتات المناهج , وشتات الغايات . ولكل منهما في هذه الحياة طريق . . ولكل منهما في طريقه توفيق !

(فأما من أعطى واتقى , وصدق بالحسنى . . فسنيسره لليسرى). .

والذي يعطي ويتقي ويصدق بالحسنى يكون قد بذل أقصى ما في وسعه ليزكي نفسه ويهديها . عندئذ يستحق عون الله وتوفيقه الذي أوجبه – سبحانه – على نفسه بإرادته ومشيئته . والذي بدونه لا يكون شيء , ولا يقدر الإنسان على شيء .

ومن يسره الله لليسرى فقد وصل . . وصل في يسر وفي رفق وفي هوادة . . وصل وهو بعد في هذه الأرض . وعاش في يسر . يفيض اليسر من نفسه على كل ما حوله وعلى كل من حوله . اليسر في خطوه . واليسر في طريقه . واليسر في تناوله للأمور كلها . والتوفيق الهادئ المطمئن في كلياتها وجزئياتها . وهي درجة تتضمن كل شيء في طياتها . حيث تسلك صاحبها مع رسول الله [ ص ] في وعد ربه له: ونيسرك لليسرى . .

(وأما من بخل واستغنى . وكذب بالحسنى . . فسنيسره للعسرى . وما يغني عنه ماله إذا تردى .). .

والذي يبخل بنفسه وماله , ويستغني عن ربه وهداه , ويكذب بدعوته ودينه . . يبلغ أقصى ما يبلغه إنسان بنفسه من تعريضها للفساد . ويستحق أن يعسر الله عليه كل شيء , فييسره للعسرى ! ويوفقه إلى كل وعورة ! ويحرمه كل تيسير ! ويجعل في كل خطوة من خطاه مشقة وحرجا , ينحرف به عن طريق الرشاد . ويصعد به في طريق الشقاوة . وإن حسب أنه سائر في طريق الفلاح . وإنما هو يعثر فيتقي العثار بعثرة أخرى تبعده عن طريق الله , وتنأى به عن رضاه . . فإذا تردى وسقط في نهاية العثرات والانحرافات لم يغن عنه ماله الذي بخل به , والذي استغنى به كذلك عن الله وهداه . .(وما يغني عنه ماله إذا تردى). . والتيسير للشر والمعصية من

من الاية 12 الى الاية 20

إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)
التيسير للعسرى , وإن أفلح صاحبها في هذه الأرض ونجا . . وهل أعسر من جهنم ? وإنها لهي العسرى ! .

هكذا ينتهي المقطع الأول في السورة . وقد تبين طريقان ونهجان للجموع البشرية في كل زمان ومكان . وقد تبين أنهما حزبان ورايتان مهما تنوعت وتعددت الأشكال والألوان . وأن كل إنسان يفعل بنفسه ما يختار لها ! فييسر الله له طريقه:إما إلى اليسرى وإما إلى العسرى .

فأما المقطع الثاني فيتحدث عن مصير كل فريق . ويكشف عن نهاية المطاف لمن يسره لليسرى , ومن يسره للعسرى . وقبل كل شيء يقرر أن ما يلاقيه كل فريق من عاقبة ومن جزاء هو عدل وحق , كما أنه واقع وحتم . فقد بين الله للناس الهدى , وأنذرهم نارا تلظى:

(إن علينا للهدى وإن لنا للآخرة والأولى . فأنذرتكم نارا تلظى , لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى . وسيجنبها الأتقى , الذي يؤتي ماله يتزكى , وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى , ولسوف يرضى). .

لقد كتب الله على نفسه – فضلا منه بعباده ورحمة – أن يبين الهدى لفطرة الناس ووعيهم . وأن يبينه لهم كذلك بالرسل والرسالات والآيات , فلا تكون هناك حجة لأحد , ولا يكون هناك ظلم لأحد: (إن علينا للهدى). .

واللمسة الثانية هي التقرير الجازم لحقيقة السيطرة التي تحيط بالناس , فلا يجدون من دونها موئلا: (وإن لنا للآخرة والأولى). . فأين يذهب من يريد أن يذهب عن الله بعيدا ?!

وتفريعا على أن الله كتب على نفسه بيان الهدى للعباد , وأن له الآخرة والأولى داري الجزاء والعمل . تفريعا على هذا يذكرهم أنه أنذرهم وحذرهم وبين لهم: (فأنذرتكم نارا تلظى). . وتتسعر . . هذه النار المتسعرة(لا يصلاها إلا الأشقى). . أشقى العباد جميعا . وهل بعد الصلي في النار شقوة ? ثم يبين من هو الأشقى . إنه: (الذي كذب وتولى). . كذب بالدعوة وتولى عنها . تولى عن الهدى وعن دعوة ربه له ليهديه كما وعد كل من يأتي إليه راغبا .

(وسيجنبها الأتقى). . وهو الأسعد في مقابل الأشقى . . ثم يبين من هو الأتقى: (الذي يؤتي ماله يتزكى). . الذي ينفق ماله ليتطهر بإنفاقه , لا ليرائي به ويستعلي . ينفقه تطوعا لا ردا لجميل أحد , ولا طلبا لشكران أحد , وإنما ابتغاء وجه ربه خالصا . . ربه الأعلى . .

(وما لأحد عنده من نعمة تجزى . إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى). .

ثم ماذا ? ماذا ينتظر هذا الأتقى , الذي يؤتي ماله تطهرا , وابتغاء وجه ربه الأعلى ? إن الجزاء الذي يطالع القرآن به الأرواح المؤمنة هنا عجيب . ومفاجئ . وعلى غير المألوف .

(ولسوف يرضى).

إنه الرضى ينسكب في قلب هذا الأتقى . إنه الرضى يغمر روحه . إنه الرضى يفيض على جوارحه . إنه الرضى يشيع في كيانه . إنه الرضى يندي حياته . .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السادس

معلومات عن الليل والنهار من درس الليل والنهار الصف السادس

أتمنى ان تنال اعجابكم

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثالث الابتدائي

تفسير سورة الليل للصف الثالث

تفسير سورة الليل عدد آياتها 21 ( آية 1-21)>>
وهي مكية>>
{ 1 – 21 } بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى * فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * >>
لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى>>
هذا قسم من الله بالزمان الذي تقع فيه أفعال العباد على تفاوت أحوالهم، فقال: { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى } [أي: يعم] الخلق بظلامه، فيسكن كل إلى مأواه ومسكنه، ويستريح العباد من الكد والتعب.>>
(وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ) للخلق، فاستضاءوا بنوره، وانتشروا في مصالحهم.>>
(وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) إن كانت " ما " موصولة، كان إقسامًا بنفسه الكريمة الموصوفة، بأنه خالق الذكور والإناث، وإن كانت مصدرية، كان قسمًا بخلقه للذكر والأنثى، وكمال حكمته في ذلك أن خلق من كل صنف من الحيوانات التي يريد بقاءها ذكرًا وأنثى، ليبقى النوع ولا يضمحل، وقاد كلا منهما إلى الآخر بسلسلة الشهوة، وجعل كلًا منهما مناسبًا للآخر، فتبارك الله أحسن الخالقين.>>
وقوله: { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى } هذا [هو] المقسم عليه أي: إن سعيكم أيها المكلفون لمتفاوت تفاوتا كثيًرا، وذلك بحسب تفاوت نفس الأعمال ومقدارها والنشاط فيها، وبحسب الغاية المقصودة بتلك الأعمال، هل هو وجه الله الأعلى الباقي؟ فيبقى السعي له ببقائه، وينتفع به صاحبه، أم هي غاية مضمحلة فانية، فيبطل السعي ببطلانها، ويضمحل باضمحلالها؟>>
وهذا كل عمل يقصد به غير وجه الله تعالى، بهذا الوصف، ولهذا فصل الله تعالى العاملين، ووصف أعمالهم، فقال: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى } [أي] ما أمر به من العبادات المالية، كالزكوات، والكفارات والنفقات، والصدقات، والإنفاق في وجوه الخير، والعبادات البدنية كالصلاة، والصوم ونحوهما. >>
والمركبة منهما، كالحج والعمرة [ونحوهما] { وَاتَّقَى } ما نهي عنه، من المحرمات والمعاصي، على اختلاف أجناسها.>>
(وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ) أي: صدق بـ " لا إله إلا الله " وما دلت عليه، من جميع العقائد الدينية، وما ترتب عليها من الجزاء الأخروي.>>
(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ) أي: نسهل عليه أمره، ونجعله ميسرا له كل خير، ميسرًا له ترك كل شر، لأنه أتى بأسباب التيسير، فيسر الله له ذلك.>>
(وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ ) بما أمر به، فترك الإنفاق الواجب والمستحب، ولم تسمح نفسه بأداء ما وجب لله، { وَاسْتَغْنَى } عن الله، فترك عبوديته جانبًا، ولم ير نفسه مفتقرة غاية الافتقار إلى ربها، الذي لا نجاة لها ولا فوز ولا فلاح، إلا بأن يكون هو محبوبها ومعبودها، الذي تقصده وتتوجه إليه.>>
(وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ) أي: بما أوجب الله على العباد التصديق به من العقائد الحسنة.>>
(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) أي: للحالة العسرة، والخصال الذميمة، بأن يكون ميسرًا للشر أينما كان، ومقيضًا له أفعال المعاصي، نسأل الله العافية.>>
(وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ ) الذي أطغاه واستغنى به، وبخل به إذا هلك ومات، فإنه لا يصحبه إلا عمله الصالح .>>
وأما ماله [الذي لم يخرج منه الواجب] فإنه يكون وبالًا عليه، إذ لم يقدم منه لآخرته شيئًا.>>
(إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ) أي: إن الهدى المستقيم طريقه، يوصل إلى الله، ويدني من رضاه، وأما الضلال، فطرق مسدودة عن الله، لا توصل صاحبها إلا للعذاب الشديد.>>
(وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ) ملكًا وتصرفًا، ليس له فيهما مشارك، فليرغب الراغبون إليه في الطلب، ولينقطع رجاؤهم عن المخلوقين.>>
(فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ) أي: تستعر وتتوقد.>>
(لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ ) بالخبر { وَتَوَلَّى } عن الأمر.>>
(وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ) بأن يكون قصده به تزكية نفسه، وتطهيرها من الذنوب والعيوب ، قاصدًا به وجه الله تعالى، فدل هذا على أنه إذا تضمن الإنفاق المستحب ترك واجب، كدين ونفقة ونحوهما، فإنه غير مشروع، بل تكون عطيته مردودة عند كثير من العلماء، لأنه لا يتزكى بفعل مستحب يفوت عليه الواجب.>>
(وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ) أي: ليس لأحد من الخلق على هذا الأتقى نعمة تجزى إلا وقد كافأه بها، وربما بقي له الفضل والمنة على الناس، فتمحض عبدًا لله، لأنه رقيق إحسانه وحده، وأما من بقي عليه نعمة للناس لم يجزها ويكافئها، فإنه لا بد أن يترك للناس، ويفعل لهم ما ينقص [إخلاصه].>>
وهذه الآية، وإن كانت متناولة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، بل قد قيل إنها نزلت في سببه، فإنه -رضي الله عنه- ما لأحد عنده من نعمة تجزى، حتى ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا نعمة الرسول التي لا يمكن جزاؤها، وهي [نعمة] الدعوة إلى دين الإسلام، وتعليم الهدى ودين الحق، فإن لله ورسوله المنة على كل أحد، منة لا يمكن لها جزاء ولا مقابلة، فإنها متناولة لكل من اتصف بهذا الوصف الفاضل، فلم يبق لأحد عليه من الخلق نعمة تجزى، فبقيت أعماله خالصة لوجه الله تعالى.>>
ولهذا قال: { إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى } هذا الأتقى بما يعطيه الله من أنواع الكرامات والمثوبات، والحمد لله رب العالمين.>>

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السادس

معلومات عن الليل والنهار للصف السادس

اتمنى ان يعجبكم من رورو من تراب الاردن

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السادس

صلاة الليل و التراويح -مناهج الامارات

السلام عليكم…
شو أخباركم..
أنشاءالله بخير.
أبغي حل صفحة 132أرجووووووووووووووكم ضروووووري.
و شكرا .
و التشجيع … و السموحة …

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

بحث عن صلاة الضحي وصلاة الليل.. -للتعليم الاماراتي

يلا يا حلوين شيلو البحث من عمكم <<< اونه عشنه كبير خخخخخخخ

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السادس

حل درس ,السنن الرواتب وصلاة الليل , حكم الادغام , وعد حق , اداب المسجد.. للصف السادس

ممكن طلب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كتاب المعلم
ارجواء الردووود

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

تقرير عن قيام الليل للصف السابع

اقدم لكم تقرير عن قيام الليل

انشاء الله يعجبكم

المـــقدمــــــة

قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
ففي الليل تُسْكَب العَبَرات، وفي الليل يُتَقَرَّب إلى الله بأحسن الطاعات، الليل للمُذنبين وللذين هم لِما عند ربِّهم طامعين، فهو أنيسُ الطائعين، وأمَلُ المُذنبين، وبالليل يتمُّ لقاء المُحبِّين، الليل يَعشقه الراكعون والساجدون والذاكرون، والذين هم لربِّهم مُستغفرون، الليل فيه آيات للذين هم يَسمعون، الليل للذين هم بالخيرات مُسارعون، وهو خلوة التائبين، في الليل أقربُ ما يكون الله من عباده المؤمنين، بهذا نطَقَ سيِّد المُرسلين، وفي الليل يَغفر الله للمُسيئين، ويُعطي المحتاجين والسائلين من خزائن السموَات والأرَضين، ويُجيب المُضطرين، الليل فقط يَعرفه المُتيقِّظون، ويَغفل عنه أصحاب المُجون اللاهون، ولا يَستطيعه إلاَّ عباد الله المُخلصون، هو كَنز المُدَّخرين إلى يوم الدين، وبالليل يُحصَّل الآمانُ للخائفين، في الليل تَجري العيون، ويَتسابق فيه المُتسابقون؛ ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26].
قيام اللّيل شريعة ربانية، سنة نبوية، خصلة حميدة سلفية، مدرسة تربوية، دموع وعبرات قلبية، وآهات وزفرات شجية، خلوة برب البرية، روضة ندية، سعادة روحية، قوة جسمانية، تعلق بالجنان العلية
قيام الليل هو مدرسة المُخلصين، كيف لا وهو امر من رب العالمين الى سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن الكريم حيث يقول رب العباد تبارك وتعالى ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ) المزمل: 1- 4 وهو صفة لعباد الرحمن المؤمنين ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاما )ًالفرقان 64
أصحاب هذا الليل وصفاتهم وأحوالهم، فهي كما قال تعالى في سورة الذاريات، وغيرها من السور والآيات، مُبَيِّنًا سببَ دخولهم الجنات، فقال – عزَّ شأنه -: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 16 – 18].
فنالُوا بذلك جنات وعيونًا، وما كلُّ هذا إلاَّ لأنهم باتُوا لربِّهم سُجَّدًا يتضرَّعون، فالليل هو من سمات الصالحين؛ قال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عليكم بقيام الليل؛ فإنه دَأْبُ الصالحين قبلكم، وقُربة إلى ربِّكم، ومكفرة للسيِّئات، ومَنهاةٌ عن الإثم))؛ أخرَجه الحاكم وصححه، ووافَقه الذهبي.
************************************************** *************************
المــــوضــــوع

وقت صلاة قيام الليل وحكمها
يبدأ وقت قيام الليل من بعد صلاة العشاء وحتى قبيل صلاة الفجر فمتى قام العبد للصلاة في هذا الوقت ليصلي غير الفريضة فقد حقق نافلة قيام الليل ,
وهي سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم ( أفضلُ الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاةُ في جوف الليل وأفضلُ الصيام بعد شهر رمضان صيامُ شهر الله المحرم أخرجه مسلم في كتاب : الصيام ، باب : فضل صوم المحرم (1163/202-3). )
عدد ركعاتها وصفتها
فليس فيها حد محدود، فإذا صلـى ثنتين وأوتر بواحدة، أو صلـى تسليمتين وأوتر بالخامسة، أو صلـى ثلاث تسليمات وأوتر بالسابعة، أو صلـى أربع تسليمات، وأوتر بالتاسعة، كل ذلك لا حرج والحمد لله، وأفضل ذلك أن يصلى إحدى عشرة، يسلم من كل ثنتين بالطمأنينة، والقراءة المرتلة، والتدبر، والركود في سجوده كله في سجوده وركوعه، ثم يوتر بواحدة، هذا هو أفضل وإن زاد أو نقص فلا حرج.
وتصلى ركعتين ركعتين لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (صلاة الليل مثنى مثنى )

الكيفيات التي تصلى بها صلاة الليل
ثلاثة عشر ركعة, يفتتحها بركعتين, خفيفتين, وهما على الأرجح سنة العشاء البعدية, أو ركعتان مخصوصتان يفتتح بهما صلاة الليل كما تقدم, ثم يصلي ركعتين طويلتين جداً, ثم يصلي ركعتين دونهما, ثم يصلي ركعتين دون اللتين قبلهما, ثم يصلي ركعتين دونهما, ثم يصلي ركعتين دونهما, ثم يوتر بركعة.
ثلاثة عشر ركعة منها ثمانية يُسلم بين كل ركعتين, ثم يوتر بخمس لا يجلس ولا يسلم الا في الخامسة
إحدى عشرة ركعة يسلم بين كل ركعتين, ويوتر بواحدة.
إحدى عشرة ركعة يصلي منها أربعاً بتسليمة واحدة, ثم أربعاً كذلك, ثم ثلاثا
هذه هي الكيفيات التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم نصاً عنه, ويمكن أن يزاد عليها أنواعاً أخرى, وذلك بأن ينقص من كل نوع منها ما شاء من الركعات حتى يقتصر على ركعة واحدةٍ عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم المتقدم:
"فمن شاء فليوتر بخمس, ومن شاء فليوتر بثلاث, ومن شاء فليوتر بواحدة"
فــضل القـــيام

ما فُضِّلت صلاةُ الليل على غيرها من العبادات بعد الفرائض، إلاَّ لشرفها ولشَرف وقْتها، فأقرب ما يكون الله من عباده في الليل؛ قال أبو هريرة – رضي الله عنه -: إنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((يَنزل ربُّنا – تبارَك وتعالى – كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثُلُث الليل الآخر، فيقول: مَن يدعوني فأستَجِيب له، مَن يَسألني فأُعطيه، مَن يَستغفرني فأَغفِر له)).
وهي أيضًا وصيَّة سيِّد المُرسلين؛ قال: ((عليكم بقيام الليل؛ فإنه دَأْبُ الصالحين قبلكم، وقُربة لكم إلى ربِّكم، ومكْفرة للسيِّئات، ومَنهاةٌ عن الإثم)).
ومن فضائل الليل أيضًا أنه سببٌ في محبَّة الله لعبده؛ فعن أبي الدرداء عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((ثلاثة يحبُّهم الله، ويَضحك إليهم، ويَستبشر بهم))، ذكَر منهم: ((الذي له امرأة حَسناء وفراشٌ حسنٌ، فيقوم من الليل، فيقول الله: يَذَر شَهوته، فيَذكرني ولو شاء رَقَد، والذي إذا كان في سفرٍ وكان معه رَكْبٌ، فسَهِروا ثم هجَعوا، فقام من السَّحر في ضرَّاءَ وسرَّاءَ))؛ السلسلة الصحيحة؛ للألباني (3478).

وفي مسند إمام أهل السُّنة عن ابن مسعود عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((عَجِبَ ربُّنا من رجلٍ ثار عن وِطَائه ولِحافه من بين أهله وحِبِّه إلى صلاته، فيقول ربُّنا – تبارك وتعالى -: يا ملائكتي، انظُروا إلى عبدي ثارَ من فراشه ووِطَائه من بين أهله وحَبِّه إلى الصلاة؛ رغبةً فيما عندي، وشفَقةً مما عندي))؛ حديث حسن في صحيح الترغيب والترهيب؛ للألباني (630).
وقيام الليل من أعظم ما يُكفِّر الذنوب؛ كما قال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – لمعاذ بن جبل: ((وقيام العبد في جَوْف الليل، يُكفِّر الخطيئة))، ثم تلا: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16]؛ صحَّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2866).

فوائد قيام الليل
صلاة الليل – أنَّها من الأمور التي تُعين العبدَ على دينه وتُثَبِّته عليه، فهي التي تُثَبِّت الإيمان في قلوب المؤمنين، وتُعين الدُّعاة على تبليغ هذا الدين؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾المزمل 12.

وصلاةُ الليل هي سببٌ للوقاية من الفِتَن التي لا يَنجو منها إلاَّ عابدٌ؛ فقيام الليل عِصمة المؤمنين، وعندي على هذا القول دليلٌ؛ ففي صحيح البخاري عن أُمِّ سَلَمَة – رضي الله عنها – أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – استَيْقَظ ليلةً، فقال: ((سبحان الله، ماذا أُنْزِل الليلة من الفتنة؟ ماذا أُنْزِل الليلة من الخزائن؟ مَن يُوقِظ صواحبَ الحُجُرات؟)).
وصلاة الليل وسيلة مُعينة على تَثبيت القرآن، فبالقيام يَثبُت حِفْظُه، ومَن غَرِق في نومه، نَسِيَه، قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وإذا قام صاحبُ القرآن، فقرَأه بالليل والنهار، ذكَره، وإن لَم يَقُم به، نَسِيَه)).

قرب الرب من عبده القائم
عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الأخير فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن» رواه الترمذي بسند صحيح. وقربه تبارك وتعالى من عبده الذاكر في جوف الليل هو غاية الأماني، ونهاية الآمال، وقرة العيون، وحياة القلوب، وسعادة العبد كلها.
طرد الغفلة عن القلب
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين» رواه أبو داود بسند صحيح.
شهود لنزول الرحمن
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟» متفق عليه.

قيام الليل سبب لمباهاة الملائكة
عن ابن مسعود رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عجب ربنا تبارك وتعالى من رجلين: من رجل ثار من لحافه وفراشه من بين حبه وأهله إلى صلاته فيقول الله لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي هذا قام من بين فراشه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيها عندي وشفقة مما عندي» رواه أبويعلي بسند حسن.
الفوز بمحبة الله تعالى
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم – وذكر من بينهم – والذي له امرأة حسناء وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول: يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد» رواه الطبراني بسند حسن.

الوسائل التي تُعين على قيام الليل

· الإخلاص لله تعالى
فهو أهمُّ وسيلة للقيام، وبدونه لن يُوفَّق العبد للقيام، ودليل الإخلاص هو المُواظبة عليه، وهذا الأمر يُحتاج إلى المُجاهدة؛ لهذا لا يَستطيعه إلاَّ عبادُ الله المُخلصون؛ قال تعالى على لسان الشيطان الرجيم:
﴿ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [ص: 82 – 83].

· التوكُّل عــــلى الله
وعدم الاتِّكال على النفس، فالقيام من توفيق الله تعالى ومن مِنَحه لعباده؛ لهذا لا بدَّ أن يكون التوكُّل عليه وحْده، فمَن توكَّل على الله وُفِّق، ومَن توكَّل على نفسه خُذِل؛ قال ابن القيِّم في كتابه "مدارج السالكين بين منازل إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين": "مَن تفكَّر في التوفيق والخِذلان، وجَد أنه محتاجٌ إلى توفيق ربِّه في كلِّ نفَسٍ وكلِّ لحظة وطرْفة عينٍ، وأن إيمانه وتوحيده بيده تعالى، ولو تخلَّى عنه طَرْفة عينٍ، لثُلَّ عرشُ توحيده، ولخرَّت سماءُ إيمانه على الأرض، فحينئذٍ يَسأل الله توفيقَه مسألةَ المُضطرِّ، ويعوذ بالله من خِذلانه عياذَ المَلهوف، ويُلقي بنفسه بين يديه طريحًا ببابه، مُستسلمًا له، ناكسَ الرأس بين يديه، خاضعًا ذليلاً مُستكينًا، لا يَملِك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نُشورًا".
إيجاد النيَّة الصادقة
وعَزْم القلب على القيام، ونتيجة هذا العزم والدليل الصادق على صِدق النيَّة هو إعداد العُدة؛ لتثبت صِدْق الإرادة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ﴾ [التوبة: 46] الدعــــــــاء
تعوَّد طَرْقَ الباب، فمَن تعوَّد طرْق الباب، يُوشك أن يُفتَح له، ولا تَيْئَس إن تأخرالجواب؛ قال ابن القيِّم في كتابه "الفوائد": "لا تَسْأَم الوقوف على الباب ولو طُرِدتَ، ولا تَقطع الاعتذار ولو رُدِدْتَ، فإن فُتِح الباب للمَقبولين دونك، فاهْجم هجومَ الكذَّابين، وادْخُل دخول الطفيليَّة، وابْسُط كفَّ ﴿ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ﴾ [يوسف: 88]".
*******************************

المصادر والمراجع

القــــــــــــــــــرآن الكــــــــــــــــريم
صحيح مسلم للامام الحافظ مسلم بن الحجاج النيسابوري
(دار المعرفة)
كتاب البيان في مذهب الامام الشافعي المجلد الثاني
(دار المنهاج)
كتاب قيام رمضان محمد ناصر الالباني

الشبكة المعلوماتية (الانترنت)
موقع طريق الاسلام
موقع صيد الفوائد

********************************************

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده