لو سمحتو اريد شخص يكون فاهم في الرياضيات يفهمنى درس تزايد الدالة وتناقصها ودرس القيم القصوى المحلية والقيم القصوى المطلقة
اريدكم تشرحونى حقى بالتفصيل لانى مافاهمة فية شي ابدا
ارجوكم ساعدونى ضروري لان بالاحد علينا امتحان
دراسة بحثية متميزة بعنوان
القيم والمناهج الدراسية
من إعداد : مبارك محمد بن مظفر الشامسي
موضوع الدراسة :
التعليم حق مشروع لكل فرد في معظم أن لم نقل جميع دساتير الأنظمة السياسية في العالم ، وجاء هذا من منطلق أهمية التعليم في الحياة اليومية و ما للدولة من تأثيرات مدمرة في حالة عدم تمكن مواطنيها في الحصول على فرص التعليم.
ولقد أصبحت المدرسة الوسيلة الأبرز للتحصيل العلمي بعد تضآءل دور الأسرة في معظم بلدان العالم الحديث و تليها الجامعة ودور العبادة ووسائل الإعلام والأحزاب و النوادي الثقافية و الاجتماعية والرفاق، ولقد حاولت النظم السياسية استغلال تلك الوسائل لجعلها تصب في مصلحتها من خلال وضعها كأدوات للتنشئة السياسية وما تنتج عنها من ضمان استقرار الولاء لها ولتبرير سياساتها و خلق تواجهات داعمة لخططها.
وللمدرسة أدوات عدة يتم من خلالها القيام بعملية التنشئة السياسية ومن أبرزها المناهج الدراسية و هي إحدى الأدوات الفرعية للتنشئة ، لذا فأن المناهج الدراسية لها علاقة قوية بالنظام السياسي والاجتماعي السائد، وينعكس عملية وضعها على النظام القائم و أفكاره وأيدلوجيته السياسية . ومحاولة من الباحث للتعرف على القيم السياسية التي اهتمت بها المناهج الدراسية بدولة الإمارات العربية المتحدة جاءت هذه الدراسة ، والتي تتكون من شقين : الشق الأول:-
v الإطار النظري : ويعرض فيه الباحث التعريف بالتنشئة السياسية وأهميتها وأدواتها أبراز أهمية المناهج الدراسية في عملية التنشئة . كما يتضمن تعريف بالقيم و القيم السياسية.
v الإطار التطبيقي : قام الباحث بتحليل مضمون لبعض المناهج الدراسية في دولة الإمارات العربية المتحدة مسلطاً الضوء على القيم السياسية التي تضمنتها تلك المناهج .
الدراسات السابقة :
دراسة بعنوان (التنشئة السياسية في دولة الإمارات) للدكتور عبدالمنعم المشاط(1).ولقد قام بتحليل لمضمون مواد العلوم الاجتماعية في دولة الإمارات، وفي نهاية الدراسة عبر الكاتب عن رأيه بضرورة تطوير منهج الدراسات الاجتماعية و أن يعطي اهتماماً أكثر بالنظام السياسي والاجتماعي والثقافي بدولة الإمارات, والإحاطة بقضايا العالم العربي والإسلامي والتركيز على قضايا الوحدة والاندماج .
دراسة د. نادية حسن سالم بعنوان (التنشئة السياسية للطفل العربي : دراسة لتحليل مضمون الكتب المدرسية) (2) ، ولقد أجرت الباحثة دراستها على المناهج الدراسية للمرحلة الابتدائية في مصر والأردن وسوريا ولبنان .وأكدت في نهاية الدراسة على أن المناهج الدراسية ترتبط بالتغيرات التي تحدث في المجتمع خصوصاً التغيرات في الواقع السياسي والاقتصادي رغم وجود بعض التباينات في المناهج العربية بهذا الخصوص ، كما أنها تمثل تجسيداً لمدلول الاستقرار السياسي وتحمل(الكتب) مسؤولية المشاركة في الدفاع عن الوطن .
دراسة د. عبدالباسط عبدالمعطي بعنوان (التعليم تزيف الوعي الاجتماعي : دراسة في استطلاع مضمون بعض المفردات الدراسية) (3). ولقد قام الباحث بتحليل مضمون مناهج الصف السادس الابتدائي لمعرفة إذا كان للتعليم دور في تزيف الواقع السياسي والاجتماعي لدى الطلاب ، وكانت أبرز نتائج البحث: إن التعليم في مصر يعكس الخطاب السياسي والأيدلوجية الرسمية ويسعى إلى تدعيمها كما أن التعليم يسهم في إقامة حاجز بين التلاميذ وبين إدراك واقعهم كما هو عليه.
دراسة : د. كمال المنوفي بعنوان (التنشئة السياسية للطفل في مصر والكويت : تحليل مضمون المقررات الدراسية) (4) ، ولقد قام الباحث بإجراء دراسة مسحية كمية وكيفية لعدد من المقررات الدراسية من الدولتين ومن أبرز نتائج الدراسة :أن الطفل ينشأ في كلا الدولتين وهو واثقاً من حكومة بلاده ومعتمداً عليها وهي بدورها تسعى لتحقيق كل ما فيه مصلحة المجتمع . .كما أن التهوين من دور الجماعة والتسليم بدور الفرد وتمجيده ، تعميق الولاء والانتماء للوطن والاعتزاز بالانتماء إليه ، ولقد فاق التوجه القطري على التوجه العروبي .
دراسة: شهاب سليمان لطفي بعنوان(تحليل القيم في محتويات كتب الدراسات الاجتماعية للمرحلة الإعدادية في دولة الإمارات العربية المتحدة)(5),حلل الكاتب العديد القيم الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية ،وتبين في نهاية الدراسة أن القيم السياسية كانت من أكثر القيم التي احتوتها المناهج الدراسية بنسبة(86,8%) , ولقد جاءت القيم السياسية متسقة مع باقي القيم , وأن مؤلفي المنهج اهتموا بالمنحى السياسي في غرس القيم و تنميتها.
أهداف الدراسة:-
تهدف الدراسة إلى تحقيق الهدفين التاليين:
– تحليل القيم السياسة في المناهج الدراسية موضع الدراسة؟
– التعرف على أبرز القيم السياسة في المناهج الدراسية لدولة الإمارات العربية المتحدة؟
أسئلة الدراسة:-
من خلال هذه الدراسة يهدف الباحث للإجابة على بعض التساؤلات :
أ- ما هي أكثر القيم التي ركزت عليها المناهج محل الدراسة؟
منهجية الدراسة :
اعتمد الباحث على منهجين في دراسة :
– المنهج الوصفي : وكان استخدام هذه المنهج في الإطار النظري .
– منهج تحليل المضمون : استخدم الباحث هذا المنهج في تحليل مضامين مناهج الدراسية محل الدراسة, واتبع الأسلوب الكيفي في دارسته, مركزا على الدروس المقررة و الصور و الرسومات و الأسئلة.
القيم السياسية التي ارتكز عليها الباحث في الدراسة :
التعاون
العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
العمل.
الطاعة.
علاقة الفرد بمؤسسات الدولة.
قيم المشاركة.
التوجهات العالمية.
البعد العربي.
الهوية.
الولاء والانتماء .
الوحدة.
المسؤولية الجماعية.
وضع الباحث تلك القيم بعد مطالعة بعض الدراسات التي اهتمت بدراسة القيم في بعض المناهج الدراسية، وأيضاً بعد استشارة عدد من أساتذة قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات.
المقررات الدراسية محل الدراسة هي :
مقررات اللغة العربية وكتب المهارات اللغوية و التدريبة للصف الأول والثاني من التعليم الأساسي بجزئيهما الأول و الثاني ، والصف الثالث أيضاً لكن الجزء الأول فقط لعدم تمكني من الحصول على الجزء الثاني أثناء كتابة الدراسة. وكذلك مقررات التربية الوطنية للصف الأول والثاني والثالث من التعليم الأساسي.
وجميع تلك المناهج تعتبر أحدث ما أصدره مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية بوزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات .
ولقد وقع اختيار الباحث على منهج اللغة العربية والتربية الوطنية لأن الأول يحتوي على معلومات ودروس كثيرة ومتنوعة كما أن عدد الحصص الأسبوعية للغة العربية يفوق باقي المواد إذ تصل في الصفوف الدراسية الثلاث الأولى إلى 196 حصة في العام الدراسي(6).
أما التربية الوطنية ، فلقد وضعتها وزارات التعليم في مختلف دول العالم من أجل بث الوعي الوطني و القومي لدى الأجيال القادمة ، لذا فأنها تعتبر باعثة للعديد من القيم السياسية .
والدراسة التطبيقية التي سيتناولها الباحث ستقتصر على القيم السياسية التي وضعها ، ولن تتطرق لأي موضوعات أخرى .
أهمية الدراسة :-
تكمن أهمية الدراسة في كونها تسعى لمعرفة القيم التي تبثها المقررات الدراسية في الأجيال الصاعدة في الدولة, فما يتم تلقيه من قيم و مبادئ سيظل مؤثراً على توجهاتهم المستقبلية وأرائهم السياسية, كما أن وضع هذه القيم في المراحل الأساسية الأولى قد يتبعه تعمق فيها بالمراحل الدراسية القادمة, علماً أن المناهج للمراحل الثلاث الأساسية تعتبر ذات مناهج مستحدثة ضمن خطة وزارة التربية و التعليم لتطوير المناهج.
كما أن هذه الدراسة ستغطي بعض الفراغ الموجود في المكتبة العربية حيث أنها فقيرة بمثل هذا النوع من الدراسات.
الإطار النظري
التنشئة السياسية :
ظهر هذا المصطلح في عام 1959 ، في كتاب حمل عنوان (التنشئة السياسية) لمؤلفه هربوت هايمان . ولقد عرفها بأنها (اكتساب المواطن الاتجاهات والقيم السياسية التي يحملها معه حينما يجند في مختلف الأدوار الاجتماعية )( 7) .
ويعرفها جرينستين في دائرة المعارف الدولية للعلوم الاجتماعية بأنها (التلقين الرسمي وغير الرسمي . المخطط وغير المخطط للمعلومات والقيم والممارسات السياسية وخصائص الشخصية ذات الدلالة السياسية ، وذلك في كل مرحلة من مراحل الحياة عن طريق المؤسسات المختلفة في المجتمع ) (8) .
كما تُعرف التنشئة السياسية بأنها(محاولة لتدريب الناس على أن يفعلوا ما يتطلبه النظام : أي اكتساب المعايير والقيم والمهارات المرغوبة والمفيدة في هذا المجتمع) (9).
وهناك العديد من التعريفات للتنشئة السياسية ولكن أوردنا تلك الأمثلة لغرض التوضيح لا الحصر و يمكن لنا أن نستنتج أن التنشئة السياسية هي تنمية معايير وقيم محددة من قبل النظام السياسي في عقول مواطنيه وذلك باستخدام وسائل مختلفة ، وهذه الوسائل يلجأ إليها المواطن طوال فترة حياته وتعمل على ترسيخ تلك القيم والمعايير حتى يتقبل عمل النظام من جهة، ويستمر النظام بالبقاء والاستمرار من جهة أخرى .
ولتوضيح علاقة التنشئة السياسية بالثقافة السياسية ، فإن الثقافة السياسية هي مجموعة من القيم والأفكار والمعتقدات السياسية التي توجد في مجتمع ما ، وتميزه عن غيره من المجتمعات (10).
وترتبط الثقافة بالتنشئة ارتباطاً عضوياً فالأولى هي المحيط العام أو النسق الذي تتفاعل فيه التنشئة ، وتستمد منه مضمونها الاجتماعي والسياسي (11).
تتعدد الثقافات السياسية في المجتمعات ، فبعضها يقوم على المشاركة وبعضها الأخر يقوم على أساس الطاعة ، وكل النظم السياسية تعمل على تثبيت الثقافة التي تضمن له البقاء والاستمرارية وفي حال كان النظام يرغب في تغير الثقافة السائدة فبطبيعة الحال سيعمد إلى تغير التنشئة السياسية التي غذت تلك الثقافة.
أهمية التنشئة السياسية :-
تعتبر التنشئة السياسية من أهم وظائف النظام السياسي, و يجند موارده و خبراته و رموزه من أجل تحقيق تنشئة سياسية تضمن له الولاء و تمنحه الشرعية.
ورغم حداثة مصطلح التنشئة السياسية إلا أن الحضارات القديمة أولتها الكثير من الاهتمام، فيشير أفلاطون إلى ضرورة رعاية من سيتولى الحكم رعاية خاصة تهتم بتهذيبهم و زرع الصفات الحسنة فيهم و أبعادهم عم ما يزرع الخوف لديهم،(12)و أيضاً ركز كونفشيوس في فلسفته على أهمية أن يتمرن من سيئول إليه الحكم على حسن المعاملة للناس و قيادتهم وفقاً لمبادئ العادلة، و أن يبتدئ ذلك في أسرته، فإن نجح في ذلك ببيته استطاع أن يقود المجتمع و يحقق العدالة و الطمأنينة للجميع.(13)
ويعرض أرسطو في كتابه السياسة أهمية التربية السياسية مشيراً إلى أنه من ضمن واجبات الحاكم الاهتمام بتربية الأحداث ،و الدولة التي تهمل ذلك تضر بسياساتها ، ولكل نظام أخلاق معينة، فالأخلاق الشعبية تنشئ حكما شعبيا و الأخلاق الاوليجاركية تنشئ حكم الأقلية و تصونه.(14)
ولقد تسأل القادة السياسيون عن كيفية تنمية الحفاظ على الإحساس بالولاء للدولة بين المواطنين ، كما أنهم حاولوا ترسيخ شرعية نظمهم والحفاظ على ثقة الأفراد فيهم كقيادات سياسية لهذه النظم وفي سبيل ذلك قام القادة السياسيون استغلال وتوظيف الرموز والمناصب والسياسيات لضمان التأييد لهم
ولخلفائهم .(15) .
اهتمام العلماء السياسيون بإيجاد السبل من أجل تنشئة وتربية حكام يتميزون بالنزاهة والعدل ، واهتمام القادة السياسيون في وضع سياسيات تعمق من الولاء للنظام السياسي أدى إلى إبراز أهمية التنشئة السياسية رغم أنها لم تكن موجودة اصطلاحاً في المجتمعات القديمة التي اهتمت بها .
يشير كلاً من ايستون و روبرت هيس على أهميه التنشئة السياسية ، فلقد اعتبرا أن كل التدابير التي يستخدمها النظام لضمان استمرارية غير كافية ، أن لم يعمل على تعليم جيلة الناشئ سياسياً بكل ما تعنيه هذه المفاهيم من معاني ، وعلى النظام أن يسعى لنقل بعض تراثه السياسي إلى أعضاء المجتمع ، أو أن يعمل على خلق تراث جديد لهم حتى يتمكن النظام الذي يشهد مرحلة تحول جيد من توقع التأييد مستقبلها .(16)
فالتنشئة السياسية تكمن أهميتها في أنها وسيلة لدعم وتأييد النظام السياسي و تتم من خلالها خلق قيم ومعايير لدى المواطنين تجاه نظام سياسي معين ، حيث أن ذلك التأييد ضروري لضمان استمرار النظام, أضف إلى ذلك أن التنشئة السياسية تلعب دوراً في خلق ثقافة سياسية قد تزيد من قيم المشاركة والتعاون أو تعزز من الاعتزاز بالوطن وقد يخلق هذا نتائج ايجابية في المجتمع ، ولكن قد يرغب النظام في خلق قيم تعزز الولاء له ترفع من أهمية المواطن ولكن تزدرئ بقية الشعوب ، وهذا ما حدث في القرن الماضي في ألمانيا النازية ، فأدى إلى نتائج مدمرة لألمانيا والعالم .
أدوات التنشئة السياسية :
في كل المجتمعات البشرية على مر الزمن كانت لديها أدوات تعمل لتنشئة المجتمع سياسياً وفقا للقيم المرغوبة لدى النظام السياسي ، وكانت هذه الأدوات تزداد أهميتها في بعض الفترات وتقل في أحيانا أخرى .
ففي المجتمعات التقليدية لا زالت الأسرة والقبيلة والطائفة تلعب الدور الرئيسي في التنشئة السياسية ، وكلما تبلور النسق السياسي وتمايزت وظائفه وكلما برزت المؤسسات الوطنية ، أدى ذلك لفقد أن المؤسسات التقليدية دورها في عملية التنشئة ، وكان أبرز أدوات الحديثة ، وسائل الإعلام (17). ونعرض أهم أدوات التنشئة السياسية :
1) الأسرة :-
وتعتبر المجتمع الأول الذي يعيشه الإنسان ، ففيها يتعرف على البيئة من حوله ويتعلم منها ويتأثر بها ولقدً ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قوله : (كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو يمجسانه …) أخرجه البخاري ومسلم ، صحيح الجامع ، صحيح الترمذي 2237(18) وفي دلالة على أهمية دور الأسرة في تنشئة الفرد .
و تشير الدراسات المبكرة على أهمية الأسرة وعلى التنشئة السياسية مثل دراسة هايمان 1959 ، ودراسة ولفشتاين عن زعماء الأزمات التي ركزت على أن الخبرات الأسرية الأساسية لها تأثير تكويني على شخصية الزعماء قياديين مثل لينين وتشرشل وغاندي (19).
2-المدرسة :-
أن أهم ما يميز المدرسة كأداة من أدوات التنشئة السياسية عن غيرها من الأدوات أنها إلزامية ,وتعتبر المدرسة هي أول مؤسسة رسمية يرتبط بها الفرد في حياته لذا فهي الأداة الرسمية الأولى من أدوات التنشئة السياسية و تمهد المواطن لتقبل أدوار باقي أدوات التنشئة ، ولذلك فلقد اهتمت الدول والحكومات بإلزامية التعليم ومجانيته ليس فقط من أجل رفع المستوى العلمي بل من أجل تنشئة الأجيال سياسياً كما تتوافق مع النظام السياسي .
المدرسة تعتبر أداة مهمة من أدوات التنشئة السياسية وهي تقوم بذلك من عدة اتجاهات وهي : – المناخ المدرسي –أسلوب المعلم – المناهج والمقررات الدراسية –الطقوس المدرسية.
أ- المناخ المدرسي :
بما أن المدرسة هي المؤسسة الرسمية الأولى التي يلتحق بها الفرد ، فأنه يتأثر بداية من الجو السائد في المدرسة ، فقد يكون مشجعاً لسلوك الطفل ويزرع أمامه الأمل والتفاؤل ويحظى فيها بالرعاية ، وذلك ما يعزز الثقة بالنفس وحب التفوق والإبداع (وذلك من خلال دعم المدرسة لأنشطة الإبداعات الطلابية) وعلى العكس من ذلك فقد تزرع المدرسة الإحباط والخمول في نفس الطفل .
وقد تتضمن المناهج أحياناً أفكاراً ومبادئً قيمة ، ولكن يرى الطفل في مدرسته تطبيق ما يخالف ويناقض ما يدرسه ، فتكون فاعليتها ضعيفة .
وفي هذا السياق يشير التربويون إلى تصنيف المدرس حول ثلاثة أنماط :
أ- النمط الأوتوقراطي أو الفردي أو الديكتاتوري أو التسلطي والاستبدادي .
ب- النمط التراسلي أو التسيبي أو الحر .
ت- النمط الديمقراطي أو المشارك أو الإنساني أو التعاوني. (20)
فالنمط الأول وهو السائد في العالم الثالث ينتج عنه الخضوع والطاعة وقلة فرص الإبداع، والنمط الثاني يدفع إلى الإهمال والتقليل من أهمية العلم والوقت, والنمط الثالث وهو أفضلها حيث يشعر الطالب بأهميته في المدرسة مما يشعره بالمسؤولية .
ب – المناهج الدراسية وأثرها على التنشئة السياسية :
يهتم النظام التربوي و التعليمي على تلقين الفرد المقررات الدراسية التي تساعده على زيادة وعيه و تعليمه القراءة و الكتابة و الحساب، وتعويده على الفهم و الحفظ فتخلق منه شخصا متعلما يستطيع أثنا و بعد أنها دراسته التعرف على مدركات الأمور من حوله.و من خلال تلك المقررات والمناهج تتم تنشئة الطلاب سياسياً ، فمع تطور المراحل الدراسية تتطور المفاهيم والقيم والأحداث السياسية في تلك المناهج لتتماشى مع بعضها البعض في نسق تعليمي متكامل ، ولتواكب النمو العقلي والمعرفي للطالب مساعدة في ذلك .
وترتكز تنشئة الطلاب سياسياً على مقررات معينة أكثر من غيرها ، فمثلاً منهج التربية الوطنية ( أو التربية القومية) ومنهج التاريخ يكون غالباً أثرى عن غيرها في القيم والمعتقدات السياسية ، ويمكن أن نضيف أيضاً مناهج اللغة العربية والتربية الدينية ، وتحمل المقررات مضامين تستهدف خلق مواطناً صالحاً يهتم بقضايا وطنه ، أو تتضمن ما يساعد على الترويج لأيدولوجيا معينة أو مذهب معين و يخلع الشرعية على النظام السياسي ، وقد تجمع المقررات بين النوعين .(21)
لقد كانت ولا زالت المناهج الدراسية تلعب الدور الأساسي في المدرسة في عملية التنشئة و تخلق القيم التي سوف تحملها الأجيال الصاعدة ، وسوف تؤثر تلك القيم على سلوكيات ومعتقدات تلك الأجيال؛ فعلى سبيل المثال : أجرى عدد من الكتاب دراسات حول ظاهرة العنف ضد السود في جنوب أفريقيا ومنهم ماكورين1937 ودوبريز1938 وأظهرت دراستيهما أن ذلك يعود لما تتضمنه المناهج الدراسية من كراهية للسود وإبراز الفظائع التي ارتكبها السود بحق البيض، وأن البيض هم أفضل من السود (22) .
ليس مضمون المفردات له دور تأثير على التنشئة السياسية فحسب بل طريقة تدريس المناهج وأسلوبها تؤثر أيضاً على الطلاب ، ويشير الدكتور محمود أحمد مرسي في ذلك بقوله : أن التعليم الذي يعتمد على السرد والتلقين من شأنه خلق نسخ مكررة من الشخصيات ، ولكنه يعجز عن خلق إنسان مبدع قادر على التفكير الاستقلالي والمحاكاة الموضوعية (23).
ويصنف : التركيز على الامتحانات على اعتبار أن نتائجها المؤشر الوحيد لإعطاء التقادير عن عمل التلاميذ في المدرسة يؤدي إلى بروز النزعة الفردية لدى التلاميذ ، وتفشي ظاهرة الغش والمنافسة السلبية بدلاً من روج التعاون والروح الجامعية (24). وعند وضع المنهج الدراسي يدرس مؤلفوه الثقافة الاجتماعية والسياسية والحالة الاقتصادية السائدة ، لمعرفة القيم التي سوف يتم صياغتها عبر الصور والرسامات والمواضيع الدراسية والأسئلة كما أن رغبة النظام السياسي في تغير القيم السياسية السائدة { نتيجة تغير نظام الحكم مثلاً} سوف يدفعه إلى تغيير المناهج الدراسية لضمان بقائه واستمراره .
ج- الطقوس المدرسية :
تتمثل في تحية العلم ، ترديد النشيد الوطني ، الاحتفالات بالأعياد الوطنية والقومية، تعليق الصور والرموز الوطنية … الخ ، هذه الممارسات الطقوسية تساعد على بث القيم المرغوبة في نفوس النشء ، كما تكرس الطابع الجماعي لحب الوطن والانتماء إليه لكونها تمارس بطريقة جماعية في الأغلب الأعم .(25)
د- أسلوب المعلم في التدريس :
المدرس يملك التأثير على النشء من خلال شرح الدروس وتحليل القضايا وإبداء الرأي ، أضف إلى لذلك فأن طريقة المعلم وأسلوبه يؤثر على تنشئة سياسياً فالمعلم الذي يشجع الطلاب على المشاركة والتعاون وإبداء الرأي واحترام الأخر سيكون طلابه أكثر قدرة على أبدأ أرائهم واتخاذ المواقف تجاه القضايا المختلفة ، أما المعلم الذي يعتمد على الزجر والضرب وفرض سلطته بالقوة دون أعطاء أي فرصة لطلابه تعبير عن أرائهم سيكون طلابه أقل جرأه ويحملون شعوراً باللامبالاة .
3- المؤسسة الدينية :
لا يمكن تقليل أهمية دور المؤسسة الدينية (الكنيسة ، المسجد ، الهيئات والمعاهد الدينية) في عملية التنشئة السياسية في جميع البلدان ولا شك أن النظام السياسي يستفيد كثيراً كلما زاد التطابق بين القيم التي يدعو إليها ، والقيم التي تتبناها المؤسسة الدينية ، وتعرض لتحديات إذا ما تضاربت القيم التي يدعو إليها والقيم التي تتبناها المؤسسة الدينية (26).
4- وسائل الإعلام :-
لقد أصبحت وسائل الإعلام جزءاً أساسيا في البيوت وانتقلت إلى وسائل النقل المختلفة ، و نلحظ وجودها في المقاهي والنوادي والمكاتب و الجامعات، وبمعنى أخر فأنها لا تكاد تفارقنا في حياتنا اليومية،وأصبحنا لانستطيع العيش من دون أن نتابع ما يجري في العالم من أحداث.
و فيما يخص بالتنشئة السياسية فأن للأعلام تأثير بالغ، ولقد بدأت الدراسات بتأثيرها على عملية التنشئة في نهاية الستينيات و وبداية السبعينيات من القرن الماضي، وكان من أهمها دراسة هولاندر 1971 ، ودراسة جوزيف دومنيك 1972، ودراسة شافي ووارد و تيبتون1981، ودراسة جارمون وأتكين 1986.وتوصلت كل تلك الدراسات إلى أن استخدام وسائل الاتصال الجماهيري من شأنه إحداث تغيرات في إدراكات الأفراد وفي سلوكياتهم السياسية، وأن وسائل الاتصال تعتبر مصادر رئيسية في عملية التنشئة السياسية.(27)
5- مؤسسات أخرى :
– الجيش وخاصة في الدول النامية، و الأحزاب والنقابات والاتحادات وتختلف أهميتها تبعاً من دولة إلى أخرى . كما أن النوادي لها دور اجتماعي ترفيهي ، لكنها تلعب دوراً في التنشئة السياسية والتثقيف السياسي ، بتأكيد القيم والاتجاهات المأخوذة من الأسرة و الدين أو تزويد الفرد بقيم جديدة (28).
القيم و القيم السياسية:-
الاهتمام بدراسة القيم والتفكير فيها كان منذ بعيد زمن بعيد ، حيث نالت اهتماماً واسعاً من الفلاسفة والمفكرين القدامى ، وأن لم يعبروا عنها بأسماها إلا أنهم عبروا عنها بأسماء أخرى مثل : الخير والخير الاسمي والكمال .(29) ويعرفها كلاكون بقوله : القيمة تتضمن قانوناً أو مقياساً له شيء من الثبات على مر الزمن ، أو بعبارة أعم تتضمن دستوراً ينظم نسق الأفعال والسلوك .(30)وتعرفها فوزية دياب على أنها الحكم الذي يصدره والإنسان على شيء ما مهتدياً بمجموعة المبادئ والمعايير التي وضعها المجتمع الذي يعيش فيه ، والذي يحدد المرغوب فيه والمرغوب عنه من السلوك (31) .
أن الملاحظة في حياة الشعوب والمجتمعات أن هناك تباين في القيم بين الشعوب ، وقد يكون التباين عبر الزمن في مجتمع واحد ،و تعتبر أمراً نسبياً .
وتتعدد تصنيفات القيم من عدة أبعاد (32) ، و ما سوف نكتفي بتوضيحه هو مفهوم القيم السياسية .
تعرف القيم السياسية بأنها أطار فكري مثالي الأهداف المباشرة من الحركة السياسية ويضفي عليها سمواً معيناً وهو ما يسمى بأخلاقيات الحركة ، وهي تعبر عن خصائص حضارية ، ففي كل جماعة وخلال كل فترة زمنية هناك تصور عام من خلال نظام كامل للقيم كما هو مقبول أو مرفوض (33).
الإطار التطبيقي:-
1- التعاون :
حملت الكتب محل الدراسة قيم التعاون من خلال أيراد عدد من الدروس والصور والعبارات والتدريبات العملية ولقد ورد التعاون كأحدى العادات التي اكتسبها الفرد في الإمارات من الصحراء(34) ، كما تضمن منهج اللغة العربية عدداً من الدروس الدالة على التعاون وتخص عليه (35) .
و لقد جاءت صور التعاون متعددة : وتعاون في الأسرة ،و تعاون في المدرسة وتعاون في المجتمع العام ، وكل تلك الصور تشجع العمل ضمن روح الفريق الواحد . التعاون في الأسرة: حمل منهج التربية الوطنية للصف الأول ، غي درس (في عائلتي نتعاون)( 36) العديد من الصور والرسامات والعبارات التي تحض على التعاون في الأسرة ، ولكن تلك الصور تضمنت بعض القصور في تحقيق الهدف المراد تحقيقه من خلالها ، فصورة الأب يحمل لوحه ويريد أن يعلقها على الحائط وينظر إليه أبنائه لا تدل على أي تعاون في الأسرة ، وكذلك أن يقوم صبي بمداعبة أخته الصغرى (37) يدل على التعاطف في الأسرة أكثر من كونه تعاون ، وصورة فتى يقلم الشجر (38) وعدم وضوح باقي عمل أفراد الأسرة لا يعتبر تعاون ، إذا ما اعتبرنا إن التعاون هو قيام جميع الأفراد بمساعدة بعضهم البعض في تحقيق هدف معين .
التعاون في المدرسة:-ووردت العديد من الصور والرسامات التي تحث على التعاون في المدرسة والكشافة (39) ، وحملت المناهج عدد كبيرا من التدريبات العملية التي تتطلب تعاون الطلاب ، مثل التعاون في تمثيل مسرحية أو إكمال قصة غير مكتملة (40).
التعاون في المجتمع : تضمن وحدة الأمن في بلادي درس عن التعاون مع أجهزة الشرطة (41) في كتاب التربية الوطنية للصف الثاني بما يدل على التعاون من أجل الصالح العام، ولقد احتوت الكتب محل الدراسة على تدريبات تحث على التعاون في محيط المجتمع .( 42)
وبذلك يضح لدينا أن التعاون قد أسست قيمه في الأسرة وامتد إلى المدرسة ثم إلى المجتمع .
2- العلاقة بين الحاكم والمحكوم :
أظهرت المناهج محل الدراسة( وخصوصاً التربية الوطنية) إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) هو قائد ورئيس دولة الإمارات ولم يرد فيها ذكر للشيخ خليفه بن زايد آل نهيان – رئيس الدولة- ولا عن توليه الرئاسة وهذا يجعل الطالب بعيداً عن الواقع ، فمع وصول الطالب إلى الصف الثالث وعمره يقارب الثمانية أعوام دون وعي وإلمام برئيس بدولته يعد – من وجهة نظر الباحث – قصوراً في المنهج الوطني .
أورد مقررات للتربية الوطنية عدد من المعلومات عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) ، و تعددت الصور في مناهج التربية الوطنية للشيخ زايد وتعددت معانيها ودلالاتها ،فإحدى الصور يظهر فيها (رحمه الله) مع عدد من تلاميذ المدرسة ويحيهم بيده (43) وصورة أخرى مع أطفال يضحكون وتحتها عبارة (أحب زايد شعبه ووطنه حباً كبيراً) ،(44) وصورة لسموه في أحد فصول الدراسة وهو يحث الطلاب على الاجتهاد وصور له أيضاً وهو يصلي(45) ، كما احتوت المناهج على صور له لها طابع تقليدي تراثي(46) ، وله صورة أيضاً وهو يسقي النخيل (47).
هذه الصور تظهر قرب سموه (رحمه الله) من شعبه وتواضعه لهم ، واهتمامه بشؤونهم ، وتبرز الجانب الإيماني لصاحب السمو رحمه الله) وهو يؤدي الصلاة ، كما أنها تعبر عن اعتزازه بالتراث العربي الأصيل ودعمه له ، وإسهامه الكبير في النهضة الزراعية. فالمناهج الدراسية تصور للطالب إن الحاكم يتميز بأفضل الصفات وأسماها ، ولكن هذه النتيجة تعد قاصرة لأن المناهج كانت قاصرة في ذكر رئيس الدولة الحالي . كما ذكرنا سابقاً .
3- العمل :
حثت عدد من الأناشيد في المناهج محل الدراسة على العمل وكأنها بذلك تحاول بث روح الحماسة في نفوس قارئيها للعمل وبذل الجهد فنقرا في كتاب التربية الوطنية هذه الأبيات (48) من النشيد الوطني:-
أقسمنا أن نبني نعمل
نعمل تخلص
نعمل تخلص
مهما عشنا نخلص نخلص
فلقد حمل النشيد الوطني الذي ينشده الطلاب يومياً في ساحات مدارسهم قسم الإخلاص في العمل والبناء مهما طال العيش .
وفي درس النحلة في الكتاب المقرر للغة العربية للصف الأول هذه الأبيات (49).
أطير في الصباح لأجمع العسل
من عادتي الكفاح والجد والعمل
جناحي القصير لا يعرف الملل
وجسمي الصغير كم يكره الكسل
وفي هذه الأبيات تمجيد للعمل ونبذ للكسل.
وفي نشيدةٌُُ أخرى تروي صبر الأجداد على شظف الحياة ، وسعيهم لتحقيق غداً أفضل ، نجد قول الشاعر (50)
وكاد البحر يغرقهم
وشمس الصيف تحرقهم
وبعد الجهد والتعب
تحقق حلمنا الأكبر
ومن خلال تلك الأبيات يبرهن الشاعر أن نتيجة العمل والجهد تحقق الفرج والعيش الأفضل . وعند التعمق في المناهج محل الدراسة عن قيم العمل نجد أنها اتجهت في مسارين : الأول : تشجيع العمل اليدوي ، والثاني : تشجيع العمل الجماعي .
فحول موضوع العمل اليدوي نقرأ هذه الأسطر في كتاب معارف نقي للصف الثالث من التعليم الأساسي (51) :
(سأل المعلم تلاميذه : ما مهنة والد كل منكم ؟ قال حسان : أبي مزارع فلاح ، يعمل في مزرعته بنشاط ، وقال جاسم : يعمل والدي قلافاً يصنع السفن الكبيرة وأنا فخور بعمله ، وصاح خالد : أما أبي فهو حداد يعالج الحديد بالنار ، وقال المعلم : على كل منكم أن يكتب خمسة أسطر بخط جميل عن مهنة تعجبه) . وفي موضع أخر من الكتاب ، وتحت عنوان أنامل تصنع الفرح ، يرد مشهد مسرحي يحمل في بدايته خبر حصول أحد الطلبة على المركز الأول في مسابقة الكتابة ، وعندما أخبر والده بذلك ، قرأ عليه بعض ما كتب ، وكان مما قاله (… يعمل بصمت ، وتأنٍّ .. ومتعة .. الخيوط بين يديه تضحك فرحة وهي تصف في نظام عجيب وفنٍّ أخاذ .. خيوط من الحرير أو الصوف .. حين تراها في الأسواق .. تتحول إلى لوحة فنية ناطقة بالجمال والسحر .. هذا أبي النساج .. الذي عرفت منه قيمة العمل اليدوي الجميل)(52).
من خلال هذين المشهدين نجد أن العمل اليدوي باعثاً على الفخر والاعتزاز، وأن كل من يحافظ عليه لا ينقصه شيء عن غيره ، ولكن من الملاحظ ورود أغلب تلك المهن والحرف اليدوية التي تركها المواطن الإماراتي منذ ما يقارب من ثلاثة عقود مضت ، فمهنة الحداد و القلاف والنساج مهن صعبة احترفها الأجانب في وقتنا الحالي بعد أن اتجهت أنظار المواطنين للوظائف الحكومية ذات الدخل الأعلى والعمل الأسهل عن تلك المهن ، لذا فإن هناك تصوير الحالة المهنية في المجتمع للطالب على غير ما هي عليه بالواقع .
وتبرز المناهج عدداً من منتجات العمل اليدوي من خلال الصور كأعمال الزخرفة في البناء ،(53) وصور لبعض الأدوات المصنعة يدوياً مثل : القوارب وخشب النخيل المجهزة للبناء والأواني المصنعة من سعف النخيل (54). وهذا يدل على أن العمل اليدوي قد ارتبط بالصناعات التقليدية فلم يرد في المناهج رسامات أو عبارات توضح العمل اليدوي في الصناعات أو المهن الحديثة، باستثناء صور لرجال الدفاع المدني وأفراد الإنقاذ والإسعاف في مساعدة الناس(55) وأيضاً تمجيداً للعمل اليدوي نقرا هذه الأبيات (56).
عمي منصور نجار
يضحك في يده المنشار
يعمل يعمل وهو يغني
شيء حلو بين يديه
سواه عمي منصور
عمي منصور نجار
يبدع في يده المنشار
ومن جهة العمل الجماعي : فلقد تضمن كتاب التربية الوطنية للصف الأول عدداً من الصور والرسامات التي تحث على العمل الجماعي (57)، ولقد قرن بين العمل الجماعي والنجاح وذلك تحت عنوان( نعمل معاً ، ننجح معاً )(58)، و أوضح الدرس أن الأعمال الجماعية تكلل بالنجاح, كما تضمن الكتاب أيضاً عدداً من الرسامات ضمن التدريبات تتطلب انتقاء الصور التي تدل على الأعمال الجماعية والتعبير شفهياً عن العمل الجماعي (59).
ولتوضيح أسس العمل الجماعي وضمن التدريبات في كتاب التربية الوطنية للصف الثالث تم وضع عدداً من السلوكيات ويطلب من الطالب تحديد ما يعد سوكا مرغوباً منها في العمل الجماعي ، ومن تلك السلوكيات (المرغوبة) التعاون بين الزملاء – الالتزام بتنفيذ الأدوار – احترام الرفيق المنافس تقبل النتائج بروح رياضية (60). إضافة إلى ذلك فلقد احتوت مناهج التربية الوطنية عدداً من التدريبات تتطلب فريق عمل جماعي يعمل لتحقيق هدف معين ويتم توزيع الأدوار على أعضاء الفريق .(61)
التركيز على العمل الجماعي في المناهج الدراسية دافع للأجيال الصاعدة للتخفيف من النزعة الفردية ، ويعزز ذلك من العمل ضمن روح الفريق الواحد وهو ما تتطلبه الإدارات الحديثة .
4- قيم الطاعة :-
لم تركز المناهج محل الدراسة على قيم الطاعة ، فلقد ذكرت الطاعة بشكل سطحي وبسيط ، حيث وردت عبارة (احترم وأطيع والدي )(62) وذلك بعد إقرانها بالاحترام .
وورد قول الشاعر (63)
أما الكبار فحبهم حق على كل الشباب
وأطيعهم إن يأمروا وأجيبهم خير الجواب
فهم أبي ومعلمي أو بعض جيراني القراب
كما نجد تحت عنوان (الاختيار بمساعدة الآخرين) في كتاب التربية الوطنية للصف الثاني أن الطالب يقوم باختيار احتياجاته الشخصية ، وأن والديه (أو من هو أكبر منه) قد يرجع إليهم لأخذ رأيهم فقط فيما يريد أن يختاره (64).
ولقد اتضح لنا أن مقررات المناهج المدرسية لم تتعمق في قيم الطاعة ولم تمنحها مجالاً واسعاً كالقيم السابقة .
5- علاقة الفرد بمؤسسات الدولة :
من خلال الوحدة الأولى من كتاب التربية الوطنية لصف الثالث تبرز دروس هذه الوحدة إنجازات دولة الاتحاد في المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية والزراعية ، وتعتبر المؤسسات الحكومية التي تم تأسيسها في تلك المجالات هي في خدمة المواطن (65) .
ويعبر درس القاضي جحا(في كتاب اللغة العربية) للصف الأول من التعليم الأساسي عن لجوء الأفراد المتظلمين إلى مؤسسات الدولة للنظر في قضاياهم ، وإن مؤسسات الدولة تحقيق العدالة لمواطنيها .(66)
ومن ضمن التدريبات العملية المدرجة في المناهج المقررة مسابقات لمجلات عربية متنوعة تشجع على المشاركة والمراسلة (67) وهي بذلك تجعل من الفرد متعاملاً ايجابياً مع المؤسسات العامة ومتفاعلاً معها .
ولقد تطرقت وحدة الأمن في بلادي من كتاب التربية الوطنية للصف الثاني من التعليم الأساسي إلى كيفية التعاون مع رجال الشرطة وذلك بالتعاون معهم بإبلاغهم عن الحوادث ، والتعامل مع وحدات الشرطة المختلفة كلاً حسب اختصاصه ومن ضمن التدريبات كان مشروع زيارة أحد مراكز الشرطة للتعرف على المهام المقدمة (68).
يتضح من المناهج المقررة أن المؤسسات العامة تسعى إلى توفير الخدمات وتلبية احتياجات الفرد ، ولقد تضمنت أيضاً الحث على التعاون مع مختلف المؤسسات لتحقيق الصالح العام .
وكانت مؤسسات الشرطة قد استحوذت على الحيز الأكبر في مناهج محل الدراسة عن غيرها من المؤسسات ، وقد يرجع ذلك إلى أهمية الأمن (الداخلي) في حياتنا وضرورة تكاتف كافة أفراد المجتمع لتحقيقه .
6- قيم المشاركة :
يتضمن هذا العنوان بعض القيم المأخوذة من قيم المشاركة كتشجيع الحوار والنقاش والتعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر والتصويت والأخذ برأي الأغلبية . كما أضاف الباحث مبدأ الشورى تحت هذا العنوان .
يصور منهج الوطنية للصف الثاني من التعليم الأساسي أن الشورى ليس مستغرب أو مستحدث على مجتمع الإمارات ، حيث أنها إحدى مكتسبات الصحراء (69) . وفي مناهج اللغة العربية تظهر الدروس فيها أهمية الشورى وعاقبة من تركها فنقرأ في أحد الدروس مثلاً : (ومن شدة خوفي أن تضيع علينا فرصة الفوز أسرعت فقلت الجواب من غير أن استشير زملائي ، ويا لخيبتي الكبيرة ! .. كانت إجابتي خطأ .. ففازوا هم وخسرنا نحن .. كما كان حزني عظيماً ! لقد شعرت بالألم والندم ..).(70)
تضمنت المناهج محل الدراسة على توضيح نظري لقيم المشاركة في اتخاذ الآراء و المواقف وأيضاً ممارسات تطبيقية ، فيعرض كتاب التربية الوطنية للصف الثاني للتعليم الأساسي عدد من تعريفات بعض المفاهيم مثل : التصويت والأغلبية وتقويم المشروع (71) وأيضاً ومن ضمن التدريبات يطلب من الطالب كتابة عبارة (شعارنا التعاون واحترام الرأي الآخر والالتزام برأي الأغلبية) (72) .
ونقرأ في إحدى الأناشيد قول الشاعر (73).
فإذا اختلفنا في الحديث وجانب الرأي الصواب
أفضل الرأي المفيد من الرفاق بلا عتاب
لم تكتفي هذه المناهج بتوضيح مفاهيم وأهمية قيم المشاركة بل أنها ركزت على الجوانب التطبيقية أيضاً.
ففي أحد الدروس الذي يحمل عنوان أنا والآخر وذلك ضمن وحدة احترام ذاتي والآخرين ركز فيه المؤلفون على تقبل الاختلافات واحترامها وعدم التفريق بين الزملاء واللعب معهم جميعا ،ومن ضمن التدريبات حث الكتاب الطالب على إتباع رأي الأغلبية عند حدوث اختلاف (74).
كما تضمنت المناهج تدريبات للتعبير شفهياً وكتابيا عن رأي الطالب في تصرفات أو سلوكيات أو بعض القصص ، كما احتوت المناهج أيضاً أسئلة للنقاش المتبادل بين الطالب ومعلمه من جهة ومع زملائه من جهة أخرى . (75)
ومن ضمن التدريبات التي تحث على القيم المشاركة و الأخذ برأي الأغلبية نقرأ المثال التالي :-
(طلب المعلم منا أن نتشاور معاً لاختيار المكان الأفضل للقيام برحلة في الأسبوع القادم . شرح المعلم طريقة الاختيار ، وهي أن نصوت على كل مكان على حدة ، وبعدها يتم اختيار المكان الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات .ينبغي مناقشة كل مكان لنعرف مزاياه وعيوبه قبل عملية التصويت )(76).
حملت الأسطر السابقة روح المشاركة الحقيقية باختيار المكان بأغلبية المصوتين، و ذلك بعد التعرف على المزايا والعيوب والتي يمكن الوصول إليها من خلال المناقشة ,و في منهج التربية الوطنية يصور أنه من احترام الذات التعبير عن الرأي(77).
نستنتج مما سبق أن المناهج محل الدراسة احتوت على قيم المشاركة المستوحاة من النهج الديمقراطي وتضمنت تدريبات تطبيقيه عليها.
7- التوجهات العالمية:
تعددت الصور والرسومات والعبارات والكلمات التي تحمل في طياتها دلائل على الانفتاح على العالم ،و جعل الطالب يستشعر بأنه جزء من عالم كبير ومختلف الأعراق والأجناس والأذواق .
فتضمنت الوحدة الخامسة من كتاب التربية الوطنية للصف الثالث من التعليم الأساسي عدد من الدروس تحت عنوان الوحدة نحن والعالم ، وابتدأت الوحدة بصورة خارطة صماء عليها رسومات لأشخاص يرتدون الملابس الوطنية لبعض الدول المختلفة وفي صفحة أخرى صورة مماثلة وقد كتب أعلاها ، قوله تعالى : ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)و عبارة:" لكل شعب ملامح خاصة وزي خالص ولكننا جميعاً بشر" ، وصور لأطفال من جنسيات متعددة بمسكون بأيديهم ويقفون بابتسام(78).
وفي منهج اللغة العربية للصف الثاني للتعليم الأساسي تضمن نشيد بعنوان في العالم الكبير ، وفي الصفحة المقابلة صورة لقارات العالم ورسومات لأشخاص وعائلات بملامح وأزياء مختلفة ومتعددة ، ومما يقول الشاعر في تلك الأبيات(79).
في العالم الكبير معاً معاً نسير
نصادق الزهور ونرسم الطيور
ونقرأ الدروس والكل يلعبون
في العالم الكبير
أجناسنا كثيرة عادتنا أثيرة
ويحلم الأطفال والكل يحلمون
في العالم الكبير
وفي أحد مقررات اللغة العربية وضمن التدريبات تحت عنوان الملابس حول العالم يتمرن الطالب على معرفة الاختلافات في الأزياء الوطنية في العالم (80). لم تكتفي المناهج بعرض الاختلافات في الملامح والأزياء و العادات بل تضمنت ذكر لبعض المعالم المشهورة في العالم مثل :
تاج محل وشلالات نياجرا وسور الصين العظيم ودار الأوبرا في سيدني وبرج أيفل (81) وحديقة الحيوان في لندن (82).
كما احتوت على ذكر أعياد ومناسبات هامة لدى بعض شعوب العالم، فبالإضافة لأعياد المسلمين هناك عيد الربيع في السويد وعيد الورود في بلغاريا وعيد البصل في سويسرا ،ومهرجان الشنتو في اليابان ويمارسون فيه عادتهم (ناجاشي بينا)(83) . وغيرها من أعياد الشعوب المختلفة في العالم الكبير.
وأشتمل كتاب معارف لغتي على حكاية من التراث الإفريقي وتضمنت صور متنوعة عن القارة و الشعوب الإفريقية (84).
بما أن دولة الإمارات تعتبر من أكثر دول المنطقة انفتاحاً على العالم و مستقبلة لعدد كبير من الأجانب العمال و المستثمرين تحاول المناهج الدراسية جعل التلاميذ يتعرفون على بعض الملامح والثقافات لشعوب العالم , وفتح مداركهم للتعرف على العالم الكبير من حولهم ، و دفعهم إلى تقبل الاختلافات فيما بين البشر و احترامها ، وعدم التعصب لعرق أو لقومية فكل البشر متساوون .
8- البعد العربي :-
ارتكز الدرس الخامس في منهج التربية الوطنية بالصف الأول و الذي يحمل عنوان الإمارات دولة عربية على تعميق الانتماء العربي ، ففي رسمة لمخيم الكشافة من مختلف الدول العربية يصافح بعضهم بعضاً ويبتسمون وقد نصبوا خيامهم متقاربة ، وتحتها أبيات الشعر التالية :-
نحن أشبال العرب جيل علـم وأدب
وحدة نسعى لها لا نبالي بالـتعب
قد بنينا صرحها في إمارات العـرب
وفي الصفحة التالية صورة توضح أن الإمارات جزء من الوطن العربي الكبير ، ومن ضمن التدريبات يطلب من التلميذ أن يعبر عن اعتزازه بالانتماء للوطن العربي (85).
كما يوضح منهج التربية الوطنية ارتباط الدول العربية بمعالم مشهورة في العالم العربي : مثل الحرم المكي وقبة الصخرة وبرج العرب وأبراج التحرير الكويتية (86).
ولقد احتوت مناهج اللغة العربية دروساً عن بعض المدن العربية مثل : مدينة القاهرة (87) ومدينة صنعاء ومدينة البتراء(88) وموضوع عن زيارة لمدينة بيروت(89) ونشيد بغداد(90).
ومن الملاحظ أن المناهج المبحوثة قد أخذت على عاتقها تعزيز الانتماء العربي للطالب ، وجعله ملماً ببعض المعلومات عن عالمه العربي من خلال بعض الدروس والصور والخرائط . ولكن نستطيع القول أن المناهج قد ركزت على التوجيهات العالمية أكثر من تعزيز الانتماء القومي العربي .
9- الهوية :
ركزت المناهج محل الدراسة على أبراز هوية دولة الإمارات من خلال الصور والرسومات وبعض الدروس التي تبرز عراقة الماضي في الدولة ، إضافة إلى أبراز البعد العربي في الهوية الإماراتية .
في منهج التربية الوطنية ركزت الصور والرسومات على أبراز اللباس الوطني للعائلة الإماراتية ، كما تضمن أيضاً على صور لجواز السفر وبطاقات الهوية الإماراتية وبعض الوثائق الرسمية الأخرى .(91)
وأبرزت الوحدة الثالثة (وطني الإمارات) من منهج التربية الوطنية للصف الأول على اعتزاز الطالب بالهوية الإماراتية من خلال الحرص على ارتداء الزي الوطني ورفع الإعلام وتعلم رسمها ، والتعرف على الرقصات الشعبية (92).
ولقد تطرق كتاب مهارات لغتي للحديث عن بعض المناطق الأثرية كمدينة جلفار القديمة و متحف قصر العين ، واشتملت مناهج التربية الوطنية بعض الصور التي توضح ماضي الأجداد في دولة الإمارات (93).
ولقد جاءت أغلب المعالم على أغلفة كتب التربية الوطنية ذات طابع تراثي وتاريخي، مثل: صورة للجمل والألعاب الشعبية والرمال والنخيل وصور للقلاع والحصون والأزياء الشعبية والمساكن القديمة ، ولم تتجاهل المناهج المقررة بعض (الإنجازات العمرانية) والمعالم المعدنية والمعاصرة لدولة الإمارات والتي تبرز التطور العمراني والرخاء الاقتصادي .
ويمكن أن نستنتج أن هناك رابطاً بين الهوية الوطنية والجوانب التراثية.
10- الولاء والانتماء :
في الدرس الأول من كتاب التربية الوطنية للصف الأول يوجه الولاء والانتماء إلى العائلة الصغيرة ، ثم تزداد حلقة الولاء إلى العائلة الكبيرة والأقارب ويضع لهذا الولاء عدداً من السلوكيات الاجتماعية التي تعمق من الروابط الأسرية (94).
وتسع دائرة الانتماء لتصل إلى الحي الذي يعيش فيه الطالب ثم المدينةأو القرية ويستخدم مراكزها ومؤسساتها من أجل تحقيق أغراضه وسد احتياجاته.
وفي نفس الكتاب تتسع دائرة الولاء والانتماء إلى الدولة ، والاعتزاز بالولاء لها بالحصول على جنسيتها حيث بصور الكتاب صورة صبي يحمل جواز سفره ، ويقول: (أنا إماراتي اسمي سيف) ، ويركز الكتاب على تكرار صورة العلم الإماراتي مرفوعاً فوق المؤسسات العامة، كما يشمل الكتاب أيضاً النشيد الوطني (95).
وتركز مناهج التربية الوطنية على التعبير عن الولاء للشيخ زايد بن سلطان(رحمه الله) من خلال العديد من الصور في مختلف الأحداث والأماكن لسموه (96) ، وأبراز الإنجازات التي تحققت على يديه ، فتُظهر إحدى الصور سموه وقد كتب حولها من الأهداف التي سعى الشيخ زايد لتحقيقها : بناء دولة قوية حديثة – بناء جيل مسلح بالعلم والأيمان – تحقيق نمو اقتصادي كبير – تنوع مصادر الدخل.. (97)
وفي عبارة أخرى نقرأ ما يلي:( حققت حكومة الإمارات برئاسة الشيخ زايد (رحمه الله) إنجازات رائدة في مجالات التعليم والصحة والزراعة والخدمات الاجتماعية )(98) ، يتضح مما سبق أبرز ما تم تحقيقه في الإمارات في ظل رئاسة زايد لها وهذا يدعم من الولاء للنخبة الحاكمة .
و نشير إلى الخطأ الذي وقع فيه مؤلفي المنهج في العبارة السابقة, حيث اعتبرت أن الشيخ زايد قد ترأس حكومة الإمارات في حين أنه في الواقع لم يترأس الشيخ زايد الحكومة وإنما ترأس الدولة والاتحاد ، أما الحكومة قد ترأسها رئيس الوزراء بالدولة .
ومن ضمن التدريبات يطلب من الطالب التعبير شخصياً عن حبه وتقديره للشيخ زايد ، وفي تمرين أخر يخير الطالب بين صورتين وهما عبارة عن صورة مكتب بالحالة الأولى من دون صورة حائط ، وفي الحالة الثانية تظهر صورة حائط للشيخ زايد ويطلب من التلاميذ اختيار الصورة التي تعبر عن مواقفهم.(99)
لم تحظى القبيلة بذكر في مناهج الدراسية المبحوثة ، وهذا يدل على حرصها على أضعاف النزعة القبلية في ظل سيادة القانون ، ففي أحدى القصص في منهج اللغة العربية وردت قصة لعنترة بن شداد ، وتحكي أن الأعداء هجموا على أهله وأسروا ابنة عمه ، فهاجم الأعداء وأخرج عبلة من الأسر (100) .
والمعروف أن الحروب عن العرب في الجاهلية كانت على أسس قبيلة ، ولكن تعمد المؤلفون تجاهل ذكر القبيلة . وتعبر الأناشيد المقررة عن الولاء للوطن، خاصة النشيد الوطني (101):-
.
بلادي بلادي بلادي بلادي
حماك الله شرور الزمان
نعمل نخلص نعمل نخلص
مهما عشنا خلص نخلص
دام الأمان وعاش العلم يا لإماراتنا
رمز العروبة
كلنا نفديك بالدماء نرويك
نفديك بالأرواح يا وطن
وفي نشيد أخر نقرأ البيت الآتي : (102)
سكنت القلب ياوطني من البحر إلى الجبل
وجدنا فيك عزتنا أمانينا وفرحتنا
نلحظ أن المقررات الدراسية التي شملتها الدراسة قد اهتمت بدعم ولاء الطالب لمحيطه الصغير المتمثل في العائلة ثم بداء يتسع إلى المدينة (أو القرية) و الاستفادة من مراكزها الخدمية , ثم وصل إلى الولاء للدولة متجاهلا الولاء القبلي.
كما ركزت المقررات الدراسية على تعميق الولاء للحاكم متمثلاً في الشيخ زايد(رحمه الله) دون ذكر للشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة. .
11- الوحدة :
تركز المناهج الدراسية في الدول الاتحادية على تعميق مشاعر الوحدة في أبنائها ، وذلك لتقوية كيانها داخلياً ، ولحفظ وحدتها على مر الزمن .
ولأهمية الوحدة يعرض لنا أحد الدروس في مناهج اللغة العربية قصة الثيران الثلاثة والتي يسعى الذئب إلى افتراسها ، ولكن وحدتها وتضامنها تزيد من قوتها فيخشاها الذئب، وتسلم من الهلاك(103).
ولقـد سعت مناهج التربية الوطنية إلى توعية الطلاب بأهمية الاتحاد الذي كون دولتهم ، وأشارت إلى بعض النقاط الهامة في مسيرة قيام الاتحاد ، والدور الرئيسي الذي قام به الشيخ زايد (رحمه الله) في سبيل قيام اتحاد الإمارات العربية .
ففي درس زايد (رحمه الله) رائد الاتحاد للصف الأول صورة عدة للشيخ ومن ضمنها صورة رفع العلم الإماراتي لأول مرة(104) . ودرس زايد مؤسس الاتحاد في كتاب أخر يعبر عن التوجه الوحدوي باستشهاد الآية القرآنية ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وصور للشيخ زايد مع الشيخ راشد بن سعيد ال مكتوم( رحمهما الله) ، وصورة مع باقي الحكام بعد الإعلان عن تأسيس الإتحاد ، كما يتضمن ذكر اتفاق السميح ثم إعلان الاتحاد في 2 ديسمبر1971م(105).
كما لم يتم التطرق إلى ذكر أسماء الإمارات الداخلة ضمن الاتحاد باستثناء ذكر لقيام اتحاد بين ابوظبي ودبي باتفاق السميح ، أما باقي الإمارات فلقد ذكرت غالباً على أنها مدن الدولة (106) ولم تذكر كإمارات إلا في أحد التمارين (107).
وكما نلحظ فأن المواطنون قد تم تغيبهم عن مشروع الاتحاد، فلم يذكر أدوارهم أو رغباتهم أو مشاعرهم تجاهه ، واكتفي بذكر دور الشيخ زايد و الشيخ راشد فقط .
كما عرض منهج التربية الوطنية الإنجازات التي حققتها الدولة تحت عنوان من إنجازات اتحادنا ، وشملت تلك الإنجازات المجالات التعليمة والصحية والاجتماعية والزراعية (108) وهذا يدلل على حرص المناهج على جعل الطالب أن يتأمل خيراً في اتحاد الدولة, وعدم التفريط بهذا الاتحاد لأنه مكسب للمصالح والنفع العام .
نال موضوع الاتحاد حيزاً واسعاً في الأناشيد المقررة في المناهج محل الدراسة، وعلى رأسها النشيد الوطني والذي يبدأ (109).
عاش اتحاد إماراتنا
عاش اتحاد إماراتنا
وفي نشيد أخر (110).
هذه دولتي حرة لا تطـال
هذه وحدتي يفتديها الرجال
وفي نشيد يحمل عنوان الاتحاد قوة :
بلادنا جـميلة بالحب والأخوة
قلوبنا توحدت فـلاتحاد قـوة
نعـيش في صفاء
بالـخير والعطاء
نسير في ثبات فالاتحاد قوة . :(111)
12- المسؤولية الجماعية :-
عمدت المناهج الدراسية إلى بث روح المسؤولية الجماعية في نفوس الطلاب عبر قصص يستنبطون من خلالها قيم المسؤولية الجماعية وأيضاً عبر شعارات وتوجيهات وصور تشجيع على العمل الجماعي للصالح العام .
ففي كتاب معارف لغتي للصف الثاني نقرأ عن قصة أصدقاء أربعة وهم ظبي وسلحفاة وجرذ وغراب ، وقد وقع أحدهم في شباك الصياد وهموا جميعاً بمساعدته كل حسب دوره ، ثم وقع أخر في يد الصياد فهبوا ثانية لمساعدة صديقهم ,واستطاعوا بالخطة التي تعاونوا من أجل إنجاحها إنقاذ صديقهم والنجاة من الخطر (112).
وفي مناهج التربية الوطنية نجد أن هناك اهتماماً متزايداً بقيم المسؤولية الجماعية عبر الصور والرسومات والعبارات المتعددة ، فمثلاً : في كتاب للصف الثاني من التعليم الأساسي صورتين الأولى لشاطئ نظيف وجميل والثانية لشاطئ قد تم تلويثه بالقمامة يطلب من التلاميذ التعبير عن آرائهم حول تلك الصور ,و الاختيار أيهما يذهب إليه للنزهة ,ولقد كتب في أعلى الصورة عبارة: (واجبنا جميعاً أن نحافظ على نظافة شواطئ بلادنا) (113).
وفي درس أخر بعنوان (أحب بلادي وأحافظ عليها) يعلو صفحة الدرس عبارة بلادي جميلة وخيراتها كثيرة ومن واجبي أن أحافظ عليها) وصور لأطفال يجمعون القمامة وآخرين يزرعون الأشجار ، ومن ضمن التدريبات أكمال جملة(أحب بلادي، وأحافظ عليها)(114) .
وتعرف المناهج الدراسية المرافق العامة : بأنها ( خدمات وفرتها الدولة لكل أبناء الشعب كباراً وصغاراً لتسهيل معيشتهم) وتصور المدارس والمستشفيات وخدمات الاتصالات والكهرباء والطرق ودور العبادة على أنها مقدمة من الدولة وعلى الفرد الحفاظ عليها والحرص على سلامتها وقد كتب أسفل الصفحة (شعارنا) : "المحافظة على مرافق بلادي وأحب وطني ,لأنها محافظة على أموال بلادي" (115) ، وتربط تلك العبارة بين المحافظة على المرافق العامة وبين الحس الوطني . ومن ضمن التعاون مع المؤسسات الدولة لتحقيق الصالح العام تطرقنا سابقاً إلى علاقة الفرد ومؤسسات الدولة وذكرنا أن المناهج تضمنت قيم التعاون مع أجهزة الشرطة من أجل تحقيق المصلحة العامة (116).
وفي الأنشطة التي أهتم كتاب التربية الوطنية للصف الثالث تشجيع الطالب على المشاركة فيها جماعة خدمة المجتمع وأصدقاء البيئة كإحدى الأنشطة المدرسية ، وتضمن صور لطلاب يوزعون أوراق إرشاديه للناس على الطرق ، وآخرين يحاولون مساعدة رجال الشرطة في تأدية واجبهم (117).
نتائج الدراسة:-
v يتضح للباحث التأثير العالمي على وضع المناهج الدراسية بدولة الإمارات العربية المتحدة ، وذلك من خلال زيادة التوجهات العالمية فيها وهذا ما يعد أحد نتائج العولمة و الانفتاح الذي تعيشه الدولة, وأيضا قيم المشاركة والتي هي نتاج للدعوات المستمرة (الداخلية و الخارجية) للتوجه الديمقراطي.
v لقد سعت المناهج إلى تشجيع قيم الولاء و التعاون لدى الطالب بالتدرج, فبدءاً بالأسرة ثم أخذا يمتدا إلى المجتمع العام.
v حثت المناهج محل الدراسة على الولاء للدولة الاتحادية وتجاهلت الولاء للإمارة و الولاء القبلي.
v بما أن دولة الإمارات دول أبوية, فلقد ركزت المناهج على أظهار الولاء للنخبة الحاكمة,و قرب الحاكم من شعبه و حبهم له, ولكن اقتصرت على ذكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله- وتجاهلت ذكر رئيس الدولة الحالي الشيخ خليفة بن زايد .
v رفعت المنهاج المبحوثة من قيم العمل و الإخلاص فيه, كما دعت للعمل الجماعي و ضمن روح الفريق الواحد المتكامل, و أيضاً شجعت على العمل اليدوي ولكن ربطت بين العمل اليدوي و الحرف القديمة التي عزف عنها مواطني الإمارات.
v المناهج الدراسية بينت للطالب أن مؤسسات ومرافق الدولة هدفها تحقيق النفع العام للمجتمع, وله الحق في الاستفادة منها، ويجب عليه المحافظة على عليها من أجل تحقيق ذلك الهدف.
v بما أن دولة الإمارات دولة حديثة النشأة سعى مؤلفي المناهج للبحث في صور التراث لإبراز صور الهوية الإماراتية.
v تناولت المناهج مراحل الاتحاد و الدور الرئيسي للشيخ زايد في قيامه و أهمية تكوينه من أجل تحقيق الرخاء و الازدهار للمواطنين , ولكنها غيبت تماما أي ذكر لأسماء الإمارات المتحدة و جاء في الأغلبية العظمى ذكرها كمدن و ليست إمارت, كما تم تغيب دور المواطنين عن مراحل الاتحاد أو أرائهم أو مشاعرهم تجاه الوحدة..
إن الدراسة حول المناهج الدراسية واسعة و مهمة ,وهناك عدد من النقاط التي وضعها الباحث والتي يرى أن دراستها سوف تعطي المكتبة العربية إضافات هامة، ومنها:-
– دراسة للمناهج الدراسية الحديثة بالدولة في المراحل الدراسية اللاحقة للمراحل التي تم دراستها.
– المقارنة بين المناهج الدراسية الحديثة في دول مجلس التعاون الخليجي.
– دراسة ميدانية للمدارس بالدولة ,ومعرفة مدى تطبيق المبادئ المدروسة بالمناهج الدراسية في محيط المدرسة.
م/ن