ارجو التقييم
المقدمة:
الشعاب المرجانية
تمتاز الشعاب المرجانية بأنها من أفضل المناطق البحرية جمالا و ازدهارا بالتنوع الإحيائي ، إلا أن المكون الأساسي للمرجان هو حيوانات مجهرية دقيقة تنشأ من تكاثر الحيوان المستمر بواسطة التبرعم حيث يشكل مستعمرات كبيره جدا والناتج من الاتصال المستمر بين البرعم والأصل ، ويختلف لون المرجان من نوع لأخر ، ولا يرجع جمال المرجان إلى تنوع الأشكال فحسب فمنها الأحمر والأصفر والكريمى والأبيض والأخضر والبرتقالي ، كما وأن للمراجين الأشكال العديدة المختلفة فمنها المرجان الطري والصلب ومن أهم الأشكال المرجانية المكونة للشعاب المرجانية مراوح البحر- مرجان المخ- مرجان قرن الغزال- مرجان عش الغراب.
العرض:
ينتمي المرجان إلى شعبة الجوفمعويات ، والتي تمتاز أغلب حيواناتها بأنها حيوانات صغيرة الحجم إلا أن البعض يصل إلى طول مترين وجميع حيوانات الشعبة ذات تماثل شعاعي ليس لها فم مستقل فتعتبر فتحة التغذية المحاطة بالوامس هي فتحة الإخراج ، هذه الوامس مزودة بخلايا لاسعه (حويصلات خيطيه) تقوم بالتقاط العوالق الحيوانية الصغيرة التي تقترب من المرجان. ويعيش داخل جسم هذا النوع من المرجان طحلب وحيد الخلية له دور أساسي في إفراز الهيكل الكلسي للمرجان وتحتاج هذه الطحالب .إلى الضوء لتقوم بعملية التركيب الضوئي مما يحدد العمق الذي ينمو فيه هذا النوع من المرجان.
لما تمتاز به المراجين من نظام تكويني دقيق والذي يتراء للبعض بأن الكتل الضخمة للشعاب المرجانية ما هي إلا كتل صماء من الصخور من الصعوبة إذائها وفي حقيقتها ما هي إلا كائنات دقيقة ضعيفة لا تتحمل الضغوط المتزايدة عليها إلا أن هيكلها الكلسي والمكون للإطار الخارجي والهيكل للكائن المعروف بالبوليب ما هو إلا تجمعات من الكالسيوم كونها الكائن كملجأ له وكنتيجة طبيعية لنمو الكائن تزايد حجمه والذي يستغرق الكائن في بناء هذا الهيكل إلى مئات السنين ، ففي بعض المراجين الصلبة تنمو سنتيمتر واحد لكل سنة.
الأهمية:
إن التنوع الكبير للمرجان يؤمن بيئات ملائمة لنمو الكثير من الأحياء كالديدان المروحية وذوات المصراعين الثاقبة و السلَّج، وأنواع كثيرة من القشريات تكيفت للعيش بين الصخور المرجانية، وبشكل خاص الروبيان الرملي والذي يمكن سماع صوت أذرعه بشكل واضح تحت الماء. وتحتل الأسماك مكانة هامة في التنوع الأحياء ضمن مجتمع الشعاب المرجانية، كالأسماك العذراء التي تقوم بتحديد مناطق وجودها على الصخور وترعاها وتدافع عنها. أما السمك الجراح فيتغذى على الطحالب الرخوة، بينما يتغذى سمك الفراش على الزوائد اللحمية للمرجان أو على العوالق. يقوم السمك المنظف بالتقاط الطفيليات من أجسام الأسماك التي تزور مرتعه، وتقضم أسماك الببغاء أجزاء من المرجان الحي وتهضم ما تحويه من مواد عضوية. ويعيش السمك المهرج في حماية شقائق البحر وكذلك تبحث كثير من الأحياء الصغيرة عن الحماية من الأسماك المفترسة كأسماك الهامور والبراكودا وسمك دجاج البحر كثير الألوان والسمك النفاخ بأن تختبئ في الشقوق والفجوات الموجودة في الصخور المرجاني.
وتقوم الأسماك المفترسة الكبيرة أيضا بالبحث عن فرائسها بالقرب من التشكيلات المرجانية كما يفعل سمك القرش والشفنين البحري. أما أكبر هذه الأسماك المفترسة والمسمى بالقرش الحوتي فيُشاهد خلال فصل الصيف يطوف حول الجزر المرجانية فاتحا فمه الواسع باحثا عن الطعام وهو غير خطر حيث لا يتغذى إلا على العوالق.
علاوة على أهمية الشعاب المرجانية للكائنات الفطرية البحرية فأن البعض يعتبرها من أكثر الأنظمة البيئية البحرية إنتاجية لأنها تعتبر مأوى وملاذ لأعداد هائلة من مختلف شعب الحيوانات والنباتات البحرية والتي تعتبر مصدرا غذائيا هام للإنسان.
الحماية
ماذا يمكن لشخص واحد أن يعمل لأجل الحماية ؟
الشعاب المرجانية في العالم بشكل عام تحت ضغط بيئي وبشري ، لكن هناك أمل للمحافظة عليها في ضل أدراك الأشخاص من عامة المواطنين بأهمية المحافظة عليها ، وهناك بعض الطرق التي من الممكن لشخص واحد القيام بها للمساهمة في حماية الشعاب المرجاني:
إذا كنت في المناطق السكنية القاطنة حول التجمعات المرجانية عليك القيام بما هو واجبك منطلقاً من إدراكك بأهمية الحماية ويكون إسهامك في الحماية بالتالي:
1. لا تشتري الهدايا التذكارية التي يدخل في صناعتها المرجان.
2. أدعم المحميات البحرية بالتطوع للعمل معها لصالح الحياة الفطرية البحرية .
3. قم بنصح الأشخاص الذين لا يكترثون للحياة الفطرية وبيئتها وتوجيههم لما هو صالح لهم.
4. تجنب طلب أكلات بحرية من المطاعم والتي تتكون من كائنات محظور بيعها مثل حساء زعنفة سمك القرش.
5. تجنب شراء الأسماك الحية الموضوعة في أحواض مائية من المطاعم والتي من الممكن تم استخدام السيانيد في صيدها.
إذا كان لديك حوض سمك بحري أحرص على التالي:
1. لا تشتري سمك أصطاد باستعمال سيانيد أو سموم أخرى.
2. لا تشتري الشعاب المرجانية أو الصخور الحية للحوض البحري فبائع المحظورات يفكر دائماً كيف يكسب ليس كيف يحمي.
3. قم بنصح باعة الأحياء البحرية بالحد دون استخدام كائنات الحيد المرجاني الحساسة كسلع للبيع فباستمرار البيع وحصد كائنات الحيد المرجاني سوف تفقد المنطقة البحرية جمالها كذلك يؤثر ذلك في تجارتهم مستقبلا.
إذا كنت من أصحاب قوارب الصيد أو التنزه أو السياحة البحرية قم بالتالي:
1. أبحر بشكل حذر خاصة في منطقة الشعاب المرجانية وتجنب ملامسة القارب للشعاب المرجانية الضحلة
2. أستعمل الشواخص الخاصة لرسو القوارب في منطقة الشعاب المرجانية، وإن لم تتوفر تلك الشواخص في المنطقة أحرص على استخدام المرسى المعرف باسم ( صديق الحيد المرجاني ) والذي لا يسبب أضرار للشعاب المرجاني وأن حدث ذلك فأنه يكون بأقل ما يمكن.
3. تجنب تسرب الوقود والغازات من محركات القارب والتي تؤثر على المياه المحيطة بالتجمعات المرجانية وكائناتها وبالتالي على النظام البيئي بالمنطقة.
4. تجنب تصريف مياه الصرف الصحي من قاربك إلى المناطق ذات الحساسية البيئية كمنطقة الشعاب المرجانية .
5. تجنب رمي المخلفات خارج القارب وخاصة منها المواد البلاستيكية .
للمستهلك يجب أن يتجنب التالي:
1. لا تشتري بضاعة صنعة أو دخل في صنعها كائنات بحرية مهددة بالانقراض
2. لا تشتري مأكولات بحرية محظورة فبعض الدول تكثر فيها تجارة تلك المأكولات كالحيتان والقروش والسلاحف وبيض السلاحف
3. أبحث عن المنتجات الغذائية البحرية المنتجة في مزارع بحرية والتي تزيد على تشجيع الاستثمار والحد من الارتفاع العالي في نسب المصيد البحري والذي يؤثر سلباً على الحياة الفطرية البحرية وبالتالي الإنسان
إذا كنت تغوص أو تسبح في منطقة الشعاب المرجانية أحذر التالي:
1. لا تلمس أو تقف أو تجمع المرجان .
2. أحذر من تحركاتك بين الشعاب المرجانية حتى لا تتحطم بفعل زعانف الغوص .
3. أحترم التعليمات المحلية حول إطعام الكائنات البحرية أو اصطيادها أو استخدام أسلحة الصيد المحظورة .
4. على الغواص المبتدئ ممارسة الغوص في مناطق بعيدة عن التجمعات المرجانية حتى لا يؤذي نفسه وكذلك المرجان فعند الغوصات الأولى يصعب على المتدرب التحكم بتوازنه تحت الماء مما يؤدي عند غوصه بين الشعاب المرجانية لاصطدامه بالمرجان وتحطيمها.
5. تدرب عند مدربين أكفاء حتى يتسنى لك معرفة الكثير عن الحياة الفطرية وطرق التعامل مع الكائنات البحرية .
6. سجل ملاحظاتك حول الشعاب المرجانية أثناء الغوص وأخبر المسئولين عن حماية الشعاب المرجانية عن أضرار أو دمار تلاحظه بالمنطقة.
التطوع لأجل حماية الشعاب المرجانية :
يقصد هنا بالمتطوعين هم الأشخاص المهتمين بالبيئة البحرية والذين يساهمون في الحماية والذين يشاركون في نشاطات الحماية ومنها:
1. المشاركة في حملات تنظيف الشعاب المرجاني.
2. المشاركة في البحوث والدراسات .
3. تزويد المسئولين المحليين عن الشعاب المرجانية عن ملاحظتك حول الشعاب المرجانية أثناء رحلاتك البحرية أو أي تغير بيئي بحري يعتقد بأنه قد يؤثر على التجمعات المرجاني.
ليس من الضروري أن يكون المتطوع غواص ليشارك في حماية الشعاب المرجانية فبإمكان المتطوع أن يشارك في دور التوعية البيئة لصالح الحياة الفطرية البحرية كذلك يحث الأشخاص الآخرين للانخراط والمشاركة في حملات التطوع والحماية ويمكن للمتطوع المشاركة في تأمين المُؤن الذي يحتاجها الغوص كذلك جمع المعلومات الجوية والتي تعتبر ضرورية في عمليات الغوص والمشاركة في تحليل وأعداد العينات التي تم جمعها والكثير من الأعمال التي يمكن للمتطوع غير الغواص القيام بها لحماية الشعاب المرجانية.
فالمتطوعين ذوي المهارات الخاصة والحرفيين كالمصورين والرسامين والمصممين يمكن أن يساهموا في نشر أعمالهم الخاصة التي تمثل أهمية البيئة البحرية والمحافظة عليها كما يمكن للمتطوعين ذوي رؤوس الأموال أن يساهموا في تفعيل دور الحماية بمشاركتهم المادية بتبرعاتهم لصالح حماية الشعاب المرجانية.
التجارة والاستثمار و الضرر بالشعاب المرجانية:
تواجه الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم مشاكل بيئية متزايدة ناتجة عن النشاطات البشرية منها زيادة المصيد للكائنات الحية القاطنة في المنطقة المرجانية والتطور الساحلي على حساب البحر وكائناته وتصريف المخصبات والرواسب بفعل مياه الصرف الصحي كما تعتبر تجارة الكائنات الحية لمنطقة الشعاب المرجانية تهديد إلى حد كبير وعبء أخر يضاف إلى الضغوط المتزايدة على النظام البيئي البحري في منطقة الشعاب المرجانية.
على الرغم من أن تجارة الشعاب المرجانية وكائناتها الحساسة ممنوعة في الكثير من البلدان إلا أن هناك من التجار لا يزالوا يمارسون هذه المهنة باستيراد أو تصدير المرجان وكائناتها من الدول التي لا تمنع التجارة في تلك الكائنات( إندونيسيا – بابانيوجيني ) أو لم تكن ضمن أعضاء الدول المشاركة في الاتفاقيات الدولية لعدم التجارة بالكائنات المهددة بالانقراض , وعلى الرغم من تلك التجاوزات التي تحدث في بعض البلاد إلا أنه لابد من إيقاف عملية التجارة بكائنات الشعاب المرجانية ، ويبقى السؤال ماذا يمكن أن نفعل حيال المساهمة في إيقاف التجارة غير الشرعية للكائنات البحرية ؟
لا تشتري حلي أو تحف مرجانية ما لم تتأكد من أنها مستزرعه أو مصنعه معملياً ، كما هو الحال في اللؤلؤ الصناعي فالإقبال الملحوظ للمستهلكين على اللؤلؤ الصناعي ساهم في تخفيف الضغط المتزايد على اللؤلؤ الطبيعي والذي بدأ ينتعش ويرجع إلى مستواه الطبيعي بعد أن عدل المستهلك عن شرائه وتوجه إلى اللؤلؤ الصناعي.
اسأل موردين التحف والحلي البحرية عن مصادر التموين وقانونيتها وحاول إقناعهم بأهمية أخبار الجهات المسئولة في حالة معرفتهم بصفقات تجارية غير قانونية للكائنات البحرية حتى لا يكونوا عرضة للمسائلات القضائية حول مصادر التموين.
يجب أن يعرف الأفراد بأن استيراد الشعاب المرجانية وكائناتها للاستعمال الخاص غير قانوني حسب التشريعات المعمول بها في بعض البلدان والتي هي عضوا في اتفاقيات دولية لعدم التجارة بالكائنات المهددة بالانقراض.
يعتبر السيانيد واحد من أكثر السموم المعروفة والمستخدمة في تجارة الأسماك وتنتشر عمليات الصيد بالسيانيد في شمال شرق أسيا وجنوب المحيط الهادئ . يستخدم الصيادين مادة السيانيد في مناطق التجمعات المرجانية بغرض الحصول على الأسماك والكائنات البحرية حية فيؤثر السيانيد على الجهاز التنفسي للأسماك مما يسهل صيدها بعد أن تطفو على السطح والتي يتم بيعها على تجار الكائنات الحية البحرية.
وتكمن المشكلة الرئيسية في الشعاب المرجانية حيث يتكون المرجان أساساًَ من كائنات دقيقة جداً تسمى بالمرجاليات (زوائد لحمية مرجانية) والتي تتأثر وبشكل كبير جداً بمادة السيانيد وبالتالي إلى موت الكائنات الدقيقة والمكونة للمرجان بالإضافة إلى تأثير تلك المادة على طحلب الزوزنثلي والذي يكون متواجد بين خلايا المرجاليات في معيشة تكافلية فيما بينهم بالإضافة إلى نفوق العديد من الكائنات الصغيرة المتواجدة في منطقة الشعاب المرجانية والتي تعتبر بدايات السلسلة الغذائية في الشعاب المرجانية . لقد سبب استخدام السيانيد في عمليات الصيد إلى دمار مساحات شاسعة من التجمعات المرجانية في الفليبين وإندونيسيا والذي أثر ذلك سلباً على السياحة البيئة في بعض المناطق والتي كانت من أفضل المناطق وأشهرها ارتياداً للسياح.
استيراد وتصدير كائنات الشعاب المرجانية:
تم إدراج عدد من أنواع المراجين تحت الاتفاقية الدولية للأنواع المهددة بالانقراض وصنفت ضمن عدم التجارة بها دولياً والعديد من الدول تمنع استيراد أو تصدير المرجان لانضمامها عضواً في الاتفاقية الدولية لعدم التجارة بالكائنات المهددة بالانقراض إلا أن هناك بعض من دول المنظمة كأعضاء في الاتفاقية الدولية لعدم التجارة بالكائنات المهددة بالانقراض كالفليبين لا تتقيد بالقوانين القائمة في الاتفاقية بينما هناك العيد من الدول التي طبقت جميع القوانين الواردة في الاتفاقية من تصدير واستيراد.
هناك بعض الكائنات الحية القاطنة في منطقة الشعاب المرجانية والتي تندرج ضمن الاتفاقية الدولية لعدم التجارة بالكائنات المهددة بالانقراض والتي يستفيد منها التجار ببيعها كتذكار أو كائنات حية لأحواض مائية بحرية كصدفة البطلينوس العملاقة وحصان البحر ونجوم البحر وقنافذ البحر والاسفنجيات والصخور الحية , لحماية الشعاب المرجانية وكائناتها بشكل فعال يجب أن تطبق القوانين والتشريعات المحلية والدولية لنظام التجارة بالكائنات المهددة بالانقراض ويجب أن يحدد الاستيراد لتلك الأنواع الواردة في الاتفاقيات الدولية لمجالات البحث العلمي والأحواض البحرية العامة والتي تشرف عليها الجهات المسئولة لحماية الشعاب المرجانية في الدولة.
الشعاب المرجانية مصدر للعقاقير الطبية
من أين تأتى العقاقير
الإجابة على هذا السؤال قد تكون صعبه بل معقدة، إن الطبيعة هى المصدر الأساسي للعديد من العقاقير و قد أمدتنا بالعديد من الأدوية التي نستخدمها اليوم. يوجد ثلاثة من الأمثلة المعروفة مصدرها الطبيعة وهى البنيسلين و الاسبرين و المورفين. الاسبرين قد تم فصلة و الحصول علية من أشجارWillow و ذلك بعد أن استخدم جذع الشجرة كعلاج لآلم الأسنان. و المورفين مسكن الآلام الشائع الاستخدام قد تم فصلة من أشجار الخشخاش. و البنيسلسين قد تم اكتشافه من عفن الخبز.
يرجع استخدام المستخلصات النباتية للأغراض العلاجية لآلاف السنين. من خلال التجربة و الخطأ اكتشفت التجمعات الإنسانية المبكرة أن بعض المستخلصات النباتية لها تأثير علاجي، فقد أدرك العلماء تدريجيا فى المراحل المبكرة من القرن العشرين كيفية الحصول على المواد ألفعاله فى صورة نقية لاستخدامها فى الأدوية. عملية اكتشاف العقاقير.
بالرغم من انة فى بداية هذا القرن طورت العديد من العقاقير كنتيجة للتجربة و الخطاء فأن عملية اكتشاف العقاقير من الطبيعة الآن تتم بصورة منتظمة. و على الرغم من ذلك فأن عملية الاكتشاف هذه تشبه البحث المضني عن أبرة فى كومه قش.
تعتبر عملية الحصول على عينات لاستخلاصها صعبة جدا و التى من خلالها يتم تجميع عدد كبير من الكائنات الحية و تصنيفها و إعدادها للفحص. و بما انه لا توجد معرفة مسبقة عن التركيب الكيميائي لهذه الكائنات فانه من المهم تجميع العديد من أجزائها المختلفة كلما أمكن ذلك. ومجرد أن يتم تجميعها فان مستخلص من هذه الكائنات يتم أعداده. هذه العملية تشبه إعداد كوب شاي مع اختلاف أنة في عملية اكتشاف العقاقير يتم استخدام مذيب عضوي بدلا من الماء المغلي فى حالة الشاي. بعد ذلك يتم فحص و تقييم هذه المستخلصات عن طريق التقييم الحيوي. و من خلال عملية التقييم يمكن معرفة قدرة هذا المستخلص فى التأثير على بعض الأمراض مثل القدرة على قتل الخلايا السرطانية كخلايا سرطان الدم مثلا.
فى الحالات التى تظهر لهذه المستخلصات نتائج ايجابية، فان المكونات الفعالة فى المستخلص يمكن تنقيتها و التعرف على تركيبها الكيميائي.و إذا كانت المواد المستخلصة و المنقاة ذات تراكيب كيميائي جديد فانه يمكن تجربتها بعد ذلك على حيوانات التجارب، كمثال لذلك استخدام فئران مصابة بأورام (in Vivo) فان الفاعلية هنا تقيم و ترصد اى تأثيرات جانبية. عند اكتمال نجاح التجارب على الفئران، يصرح باستخدام هذه المواد الكيميائية من هيئه الأغذية و العقاقير الدولية لتجربتها على الإنسان. ثم إذا تأكد من فاعلية هذه المواد على الإنسان وعدم تسجيل أي تأثيرات جانبيه سامة فان هذا المركب يصرح باستخدامه كعقار جديد.
هذه العملية قد تستلزم وقت طويل و مبالغ باهظة فعقار جديد للسرطان يستلزم من عشره إلى عشرين عاما لتطويره تجاريا مع متوسط 40 مليون دولار تكلفة. و فرصه إعطاء مستخلص لعقار جديد ليكون متوافر على ارفف الصيدليات تكون 1: 250000.
عقاقير من البحر:
أن كل العقاقير ألمستخلصه من مصادر طبيعية حاليا يتم الحصول عليها من مصادر أرضية، على الرغم من ذلك فأن الاكتشافات العلمية خلال ال25 عام الماضية تشير الى أن المحيطات و البحار ربما تكون مصدر للعقاقير خلال العقود القادمة.والجهود المبذولة لاكتشاف العقاقير قد أوضحت ان ألافقاريات البحرية وخاصة الشعاب المرجانية الرخوة و الاسفنجيات قد تكون مصدرا كبيرا للعديد من من العقاقير المضادة السرطان و للفيروسات و للالتهابات أكثر من اى مجموعة من الكائنات الأرضية.
لكى نفهم لماذا تكون هذه الكائنات الحية ألبحريه كالإسفنج و الشعاب المرجانية تنتج كيماويات تستعمل لمكافحة أمراض الإنسان، فأننا لابد ان نفهم بيئتها الكيمائية فى اماكن تواجدها. ان كلا من الكائنات البحرية و الأرضية تنتج نوعا من المواد الكيمائية الطبيعية الغرض من إفراز هذه المواد هى الحماية من الأعداء كمثال العديد من النباتات تنتج مواد طاردة للحشرات للدفاع عن نفسها. هذا النوع من الحرب الكيمائية قد طور خلال آلاف السنن فى العديد من الكائنات الحية مثل ألافقاريات البحرية ( الإسفنج – الشعاب المرجانية – الجلد شوكيات) و أنتجت من خلالها مواد كيمائية شديدة السمية وهى مواد طبيعية تنتج لحمايتها من الأعداء فى بيئتها.
إن الإسفنج و العديد من ألافقاريات تتمتع دائما بألوان جذابة و تمثل جزء كبير من حيوانات الشعاب المرجانية، العديد من الأسماك و ألافقاريات تتغذى على هذه الكائنات. على الرغم من ذلك فان العديد من هذه ألافقاريات لا يقترب منها او يتغذى عليها حيوانات أخرى بالرغم من افتقارها للحماية. فالشعاب المرجانية الرخوة لابد وأن تحمى نفسها من خلال الدفاع الكيميائي عن طريق إنتاج مواد سامة. علاوة على ذلك فالعديد من ألافقاريات البحرية كالشعاب المرجانية و الإسفنج تتغذى عن طريق ترشيح كميات كبيرة من ماء البحر، بما أن مياه البحر تحتوى على تركيزات كبيرة من البكتريا تقوم هذه ألافقاريات بتركيز كميات كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة السامة فى أنسجتها لذلك فان هذه ألافقاريات التى تقوم بعملية الترشيح، لابد و أنها تنتج مضادات حيوية بالاضافه الى ذلك فان هناك منافسة شديدة للحصول على مكان للعيش و النمو. ألافقاريات البحرية تنمو وتنتج أنسجة رقيقة عندما تنمو بجانب بعضها الأخر فأنه لابد أن يتغلب أحدهم على الآخر. الكائن الحي الذي ينتج مواد سامة هو الزى يفوز فى النهاية. وهذا يعطينا صورة لأمثلة عن الحروب الكيمائية بين عدد كبير من ألافقاريات البحرية.
ماهى العلاقة بين صحة الإنسان و الدفاعات الكيمائية فى البيئة البحرية؟ ليست مفاجأ ه إن العديد من الكائنات ألبحريه تنتج مواد طبيعية كوسيلة دفاعية فى بيئة بحريه شديدة التعقيد. و العلاقة مابين العقاقير التى يمكن ان يستفيد بها الإنسان و البيئة المتواجدة بها هذه الكائنات.الحية غير واضحة فإنتاج مضادات البكتريا بواسطة الكائنات التى ترشح المياه كالإسفنج تعطى علاقة ممكنه بين وسائل الدفاع الكيمائية فى الإسفنج و المضادات الحيوية التى يمكن أن يستخدمها الإنسان.على الرغم من ذلك لماذا يجب ان ينتج الإسفنج مضادات السرطان و لماذا يجب ان ينتج الشعاب المرجانية مركبات مفيدة لعلاج التهاب المفاصل.
ففى سيناريو لنوعين من الشعاب ينموان احدهم بجانب الآخر فالذي يفوز ذلك الذي ينتج مواد كيمائية لها فاعلية فى قتل الخلايا المتضاعفة للشعب المجاورة. والعلامة المميزة للعلاج الكيميائي للخلايا السرطانية هى قابلية هذه المواد على قتل الخلايا السرطانية التي لها القدرة على الانقسام بسرعة كبيرة. العقاقير المضادة للسرطان لها القدرة على قتل الخلايا المتضاعفة بسرعة ( الخلايا السرطانية) و ترك الخلايا الطبيعية دون إيذائها.
هذه الأفكار تعطى تصور عن الحروب الكيمائية للكائنات البحرية بعضها البعض و تطبيق هذه النظرية على المركبات الطبيعية فى الطب فى حالات محدودة. اكتشاف عقاقير جديدة يعتمد على فحص لعدد كبير من المستخلصات للكائنات الحية أملا انه فى حالة فحص عدد كبير من هذه المواد المستخلصة قد ينتج عن أحداها نتائج جيدة.
لقد استخدم العلماء المعلومات التي يمدنا بها السكان الأصليين فى أماكن عديدة من بقاع العالم لتحديد أنواع كثيرة من المواد الكيمائية الجديدة. و فى مثال واضح لهذه نوع من المركبات الطبيعية التى تنتج من Palythoa toxica هو شعب مرجاني رخو يوجد فى هاواي… السكان الأصليين يعرفون ان هذا المرجان ينتج مواد سامة فهم يغرسون أسنة رماحهم به قبل المعارك. وقد أشارت التقارير ان هذا السم أدى الى فصل مجموعة من المركبات شديدة التعقيد تسمى Playtoxin و أتضح مؤخرا أنها من اشد المركبان سمية.
قصص نجاح:
1. Ecteinascidins
اكتيناسيين هو عقار مضاد للسرطان قد تم فصلة من البذاءات البحرية التى تعيش فى نبات القرم بفلوريدا و أماكن أخرى بالبحر الكاريبي. هذا العقار يجرب الان على الإنسان لعلاج سرطان الثدي و المبايض. و يعتبر واحد من العقاقير الواعدة لعلاج السرطان فى الوقت الحالي.
2. Bryostatin
بريوستاتين مركب طبيعي ينتج بواسطة حيوانات تسمى Bryozoa (لافقاريات جالسة تقوم بترشيح الماء) وتفوق قدرته العلاج الكيميائي. هذا العقار البحري يقوم بقتل خلايا السرطان دون قتل الخلايا العادية السليمة بينما كل أشكال العلاج الكيمائي تقوم بتثبيط إنتاج خلايا الدم الحمراء و هذا يستلزم عمليات نقل دم، على العكس من ذلك البريوستاتتين يقوم بتحفيز إنتاج هذه الخلايا. هذه الخصائص الفريدة لهذا المركب و العديد من التجارب التي أجريت على الإنسان تؤكد ان هذا العقار سوف يكون سلاح جديد فى ترسانة أسلحة الإنسان ضد مرض السرطان.
3. Pseudopterosins Pseudopterosins
هى عائلة من المركبات الطبيعية التى تنتج بواسطة اسواط البحر الموجودة فى فلوريدا و البهاما. هذه المركبات الكيمائية لها قدرة فائقة على التقليل من التورم و التهاب الجلد و الإسراع فى عملية التئام الجروح. و قد استخدمته أحدى شركات التجميل ا كمركب أساسي مسئول عن تقليل النمش الجلدي للإنسان، هذا بالإضافة الى استخدامه فى التجارب التي تجرى لعلاج الصدفية و التهاب المفاصل.
مشكلة الحصول على كميات كبيرة من المواد الفعالة:
على مدى العشرون عاما الماضية قد اكتشف العلماء العديد من المركبات الطبيعية الدوائية من الكائنات البحرية و يوجد عدد متزايد من المركبات ذات الأصل البحري فى مراحل تطويرها النهائية و خصوصا فى مجال العقاقير المضادة للسرطان و الفيروسات و الالتهابات.
احتمالية النجاح فى الحصول على مركب كيميائي جديد يعادل خمسمائة مرة و جودة فى البحر عنة فى المصادر الأرضية. و السؤال المهم هنا عن مصادر العقاقير البحرية هى مشكلة الإمداد بها و كيفية الحصول عليها بكميات كبيرة ، فكميات المواد الفعالة المكتشفة من مصادر بحرية توجد بكميات ضئيلة للغاية في الطبيعة و لذلك فأن الحصول على مصدر من الطبيعة للكائنات الحية و استخلاصها للحصول على المواد الفعالة ليس عمليا. لذلك قامت العديد من الجامعات و مراكز البحوث بعمل الكثير من الأبحاث العلمية لتطوير تقنيات الحصول على هذه المواد الفعالة بكميات مناسبة من المصادر البحرية.
يوجد الكثير من الطرق البيولوجية و البيوكيمائية لحل هذه المشكلة. و تتركز الفكرة الأساسية لهذا على حث البيئة المحيطة بالكائن الحي لإنتاج هذه المواد الفعالة…. فمثلا الاستزراع المائي يعد و احد من الطرق المستخدمة فى إنتاج الأطعمة البحرية كالأسماك و الأصداف و المحاريات بالمثل فانه يمكن استزراع الإسفنج و الشعاب المرجانية وغيرها من النباتات و الكائنات البحرية للحصول على المواد الفعالة دون تدمير للبيئة البحرية. كما انة يوجد الكثير من الطرق لتحفيز خلايا هذه الكائنات البحرية على إنتاج مواد كيمائية معينة يمكن حصدها و الحصول عليها بكميات مناسبة وذلك عن طريق استنساخ الإنزيمات المحفزة لإنتاج هذه المواد و زرعها فى أنواع من البكتريا.
حماية بيئتنا البحرية تعد من الأهمية القصوى للعديد من الأسباب أهمها:
فهى المصدر الأساسي للعديد من الموارد البحرية التي يستخدمها الإنسان كمثال الطعام وهى أيضا مصدر للتنوع البيولوجى الذى يمكن عن طريقة تطوير و تنمية العديد من المركبات و العقاقير لهذا لقرن.
هذا هو عام الشعاب المرجانية
بقلم دونّا جـ. نكرسن وجون بالدون وعبد الله ناسي
حول جزر المالديف يشكل حماية الشعاب
المرجانية أولوية لنشاط الصيد
وبالنسبة للعديد من سكان الشواطئ الاستوائية في العالم فإن الشعاب المرجانية تعني في المقام الأول الأسماك والفقاريات البحرية المستساغة كغذاء. وتسهم مصايد الشعاب بنسبة تتراوح بين 9 و 12 في المائة من حصيلة الصيد السنوية الإجمالية في العالم والتي تبلغ نحو 70 مليون طن متري. و تتضمن تلك الأرقام المصيد المسجل وحده، علماً بأن معظم مصايد الشعاب هي مصايد صغيرة، كما أن الجانب الأكبر من الأسماك المصطادة لا يُطرح في الأسواق. وفي حين أن تلك الأسماك لا يستفاد منها كسلعة تجارية فإنها تعد المصدر الخفي الذي يضمن للمجتمعات المحلية الساحلية الصحة والرخاء بفضل ما توفره من بروتينات وتكفله من أمن غذائي
ونتيجة الإدراك بأن الشعاب المرجانية في مختلف أنحاء العالم مهددة بطائفة واسعة من الأخطار فقد شرع تآلف من الحكومات والوكالات والمنظمات غير الحكومية، في العمل معاً منذ عام 1994 في إطار المبادرة الدولية للشعاب المرجانية. ويعتمد بقاء الشعاب المرجانية على اكتساب المجتمع الدولي للمعارف والقدرات اللازمة لصون هذه الشعاب وما يرافقها من نظم إيكولوجية واستخدامها على نحو مستدام. ولذا فإن المبادرة الدولية المذكورة ترمي إلى نشر هذه الرسالة في أرجاء العالم المختلفة عبر إقامة روابط إقليمية واتخاذ ما يلزم من تدابير لتنمية الطاقات اللازمة في كل إقليم لحل المشكلات المحلية ضمن إطار محلي
وفي ظل المبادرة الدولية المذكورة عقدت حلقة عمل لإقليم جنوب آسيا في عام1995 بجزر المالديف، خلصت إلى تحديد القضايا الإقليمية ذات الأولوية والتي تؤكد أهمية الأسماك كجزء من النظام الإيكولوجي للشعاب المرجانية. ومن بين التدابير التي حظيت بالأولوية مسألة تحديد عمليات استغلال الموارد الحية وتحديد حجمها وكبح جماحها
وثمة صلة وثيقة بين المصايد المستدامة في الشعاب المرجانية وصحة هذه الشعاب. إذ أن كل مخلوق حي من الشعاب يولّد عناصر مغذية تنتج بدورها الأشنيات التي تشكل مرتكز النظام الإيكولوجي المعقد للغاية للشعاب المرجانية
ويختبئ جراد البحر الشوكي في حفر الشعاب المرجانية حيث يتغذى على الكائنات البلانكتونية من العوالق التي تمر أمام "باب منزله". أما الأسماك الضخمة من نوع النهّاش والأخفس فتقتات على عضويات حية أكبر ولكنها تحتاج بدورها إلى الاتقاء بالشعاب للإفلات من أعدائها
ولا توفر الشعاب المأوى للأسماك الاستوائية فحسب، بل إنها تستخدم في كل من المالديف وسري لانكا في بناء المساكن البشرية. وقد أدرجت مسألة أنشطة التعدين في الشعاب المرجانية التي تخدم عمليات بناء المساكن وتوفير مواد البناء ضمن قائمة الأولويات الإقليمية في غضون حلقة العمل آنفة الذكر. كما أن أنشطة التعدين في الشعاب هي من بين خمسة موضوعات تعنى بأمرها المالديف في ظل برنامج الإدارة المتكاملة لموارد الشعاب
الخاتمة:
إن تكريس عامٍ للشعاب المرجانية هو فرصة للتفكّر قليلاً بهذا المورد البحري الهام والفريد والرائع. فبالنسبة للصيادين تمثل الشعاب المرجانية موطناً للأسماك التي يسهل صيدها. أمّا بالنسبة لهواة الغطس والغوص وسيّاح المراكب ذات القعور الشفافة، فإن هذه الشعاب هي من أبدع المتاحف الفنية في العالم بما تحتويه من ألوان ساطعة وأشكال مدهشة ومخلوقات عجيبة. وضمن هذا الحشد الغريب يندرج العديد من أنواع أسماك الشعاب المرجانية التي لا تغادر موطنها على الإطلاق حيث تشكل جزءاً أساسياً من النظام الإيكولوجي لتلك المخلوقات