وماعليكم غير انكم تغيرون الاسم و الصف
و الملف موجود ف المرفقات
- صلاح الدين الايوبي.doc (50.0 كيلوبايت, 2468 مشاهدات)
وماعليكم غير انكم تغيرون الاسم و الصف
و الملف موجود ف المرفقات
تفضلو حل كتاب الدين المنهج اليديد من (( صـــــــــــ 11 – 51 ــــــــــــــــــــ….
الحل :-
الدرس الأول ( طلب العلم فريضة )
صفحة 11
1) منزلة عظيمة من العلم بحيث أصبح يعرف بعالم مكة.
2) باستغنائه عن الدنيا وانقطاعه للعلم وحاجة الناس لعلمه.
3) إيمانه القوي وحبه للعلم.
4) " يا بني تعلم العلم، فبالعلم يشرف الوضيع، وينبه الخامل، . . . . . . . . . . . . . . . "
5) لقد حثّ الإسلام على العلم الشرعي وطلبه والعمل به، فهو السبب الذي تتقدم به حضارات الشعوب وتزدهر بمناهله الأوطان.
صفحة 12
1) القيمة التي اختارها الله تعالى للمفاضلة بين عباده هي العلم.
2) بالعلم يمكن بلوغ أعلى المنازل.
صفحة 13
3) العلم يورث التقوى
4) العلم يساوي الجهاد في المنزلة عند الله تعالى.
صفحة 14
1) لأن بالعلم يكتمل الإيمان وتحصل المعارف.
2) لأنه الطريق لمعرفة الحلال والحرام.
3) العلم الذي يؤدي بصاحبه إلى الجنة هو العلم النافع سواء كان شرعي أو دنيوي.
– العلم فريضة على كل مسلم
1) القرآن الكريم يعتبر أعظم حجة وأقوى بيان.
2) يكون الجهاد بالقرآن الكريم بإقامة الحجة
صفحة 15
1) علم الذرة ( أو أي علم آخر تراه مناسب )
2) العلم النافع سواء كان أخروي أو دنيوي
صفحة 16
3) العلماء يستغفر لهم كل شيء في السماوات والأرض
صفحة 17
4) العلماء أكثر الناس يخشون الله تعالى
1) – في الدنيا: الرفعة والمكانة المرموقة
– في الآخرة: الأجر والثواب
2) كفضل القمر على سائر الكواكب
3) أعظم عمل يمكن للمسلم القيام به هو تلقي العلم
4) المسلم يحتاج للعلم لعبادة الله تعالى حق عبادته
5) – العلوم الشرعية
– العلوم الدنيوية
الصفحة 18
1) لأن الإسلام يدعو إلى الاهتمام بالعلم بكافة أنواعه
2) برعوا بحيث ترجمت كتبهم وانتشرت في جميع أنحاء العالم
3) أ – تخلف المجتمعات الإسلامية عن ركب الحضارة واعتمادهم في علومهم على غيرهم
ب- العودة إلى الدين والاهتمام بالعلم
صفحة 20
1) إلى تخصص فئة من كل جماعة يهتمون بطلب العلم
2)
– فرض عين: ما يلزم المسلم معرفته عن أمور دينه مثل أحكام الحلال و الحرام.
– فرض كفاية: ما يكون واجباً على جمع من الأمة و يحصل بهم القيام بهذا الواجب.
صفحة 21
3)
– العلوم الشرعية: انتشار الأخلاق الحميدة والالتزام
– الصناعات بأنواعها: اكتفاء المجتمع ذاتياً
– الهندسة: تطور البنية التحتية والعمران
– الطب: سلامة المجتمع من الأمراض والآفات
– اللغات الأجنبية: انتشار العلوم المختلفة
1) الاختيار الثاني
2) الاختيار الأول
صفحة 22
3) الاختيار الثاني
4) الاختيار الأول
5) الاختيار الثالث
6) الاختيار الرابع
صفحة 23
أكمل المخطط التالي:
– فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب
– الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع
– العلماء ورثة الأنبياء
– الله تعالى يسهل طريق طالب العلم إلى الجنة
صفحة 24
أوجه الاختلاف:
العلم: يمتد تأثيره على الشخص لما بعد موته – لا يفنى ولا يزول – يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة
المال: ينتهي بموت الشخص – يزول ويفنى – يرفع صاحبه في الدنيا بفقط
النتيجة: العلم أفضل لأن نفعه يكون في الدنيا والآخرة بعكس المال الذي ينفع صاحبه في الدنيا فقط
صفحة 25
القاعده الأولى: بناء الرغبة في النجاح.
القاعدة الثانية: الطاقة والحماس
القاعدة الثالثة: العلم والمعرفة والمهارة
القاعدة الرابعة: التصور والخيال
القاعدة:الخامسة: التخطيط
القاعدة السادسة: ترتيب الأولويات
القاعدة السابعة: التنفيذ
القاعدة الثامنة: النظرة الإيجابية (التفاؤل وتوقع النجاح)
القاعدة التاسعة: التصميم والثبات أمام العقبات.
القاعدة العاشرة: المرونة ( أي إذا أغلق باب يطرق باب آخر )
القاعدة الحادية عشر: الصبروالتحمل والمجاهدة
القاعدة الثانية عشر: الإنضباط والإلتزام بالطريق
الدرس الثاني ( العلم والعمل )
صفحة 26
1) القرآن الكريم واللغة العربية.
2) اهتم بتفسير القرآن، وقدم العديد من الحلقات التلفزيونية والمحاضرات والمؤتمرات.
3) حرص منذ صغره على تلقي العلم ثم قام بتعليمه للناس.
صفحة 27
1)
أ – يأمرنا الله تعالى بالعمل
ب- العمل الدنيوي الذي يرضي الله تعالى
ج- ينهانا الله تعالى عن القول مع عدم العمل
2)
أ – أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالعودة إلى أهلهم وتعليمهم مما تعلموه منه صلى الله عليه وسلم.
ب- الغاية تكمن في نشر العلم وتعميم الفائدة.
صفحة 28
ج)
الثاني: في نقله إلى أهلهم.
3)
أ – تلقي العلم ونقله للآخرين.
ب) حرصه على نشر العلم.
ج) أن الله وملائكته وأهل السموات والأرض يدعون عليه.
صفحة 29
1) يشير إلى الإسلام
2) شبه الرسول صلى الله عليه وسلم العلم بالغيث
3)
– الأرض الأجادب: شبه الإنسان الذي يتلقى العلم فيستفيد منه ويفيد به غيره بالأرض الأجادب التي تمسك الماء وتنفع الناس به.
– الأرض القيعان: شبه الإنسان الذي لا يستفيد من العلم ولا يفيد به غيره بالأرض القيعان التي لا تمسك الماء ولا تنبت العشب.
4) واجب عليه أن يعلمه غيره.
5) العالم العامل يفيد مجتمعه ويستفيد منه أفراد المجتمع. أما العالم غير العامل يستفيد ولكنه لا يفيد غيره ولا مجتمعه.
صفحة 30
أوجه الاختلاف:
– العالم العامل: يحرص على نقل العلم للآخرين.
– العالم غير العامل: يكتفي بتلقى العلم ولا ينقله لغيره.
النتيجة: العالم العامل أفضل عند الله تعالى من العالم غير العامل لأن أثره يمتد إلى غيره.
1) يكون معرض للخطأ وبذلك يخسر الكثر من الأجر
2) تقتصر فائدته في الدنيا فقط لانه فرط في ركن من أركان الإسلام
3) يحرم نفسه من الخير الكثير بكتمه العلم الذي تعلمه
صفحة 32
أنشطة الطالب
النشاط الأول:
1) الفقر لا يقف حاجز أمام طلب العلم.
2) بالجد والإصرار يمكن أن نجمع بين طلب العلم والعمل.
3) بالطفلة المثابرة
صفحة 33
النشاط الثاني:
1) الاختيار الثاني
2)
-العلم الشرعي الذي يلزم المسلم معرفته مثل الحلال الحرام ( فرض عين )
– العلم الذي يكون واجب على الأمة وقيام البعض يسقط عن الباقين ( فرض كفاية )
– احترام العالم وتوفر المباني والوسائل التعليمية المختلفة التي تعينه على نشر العلم.
صفحة 34
النشاط الثالث:
1) يحصل على الحسنيين الوظيفة المرموقة في الدنيا والأجر في الآخرة.
2) يقتصر نفعه على نفسه ولا يتعداه إلى غيره.
3) يزيد احتمال وقوعه في الحرام بسبب جهله لأمور الدين
النشاط الرابع:
– أن يكون مخلصاً لله تعالى في طلب العلم.
– أن يغار على حرمات الله ويدافع عنها آمراً بالمعروف ناهباً عن المنكر.
– أن يوقر العلماء ويجلهم ويحسن الظن فيهم.
– أن لا يتعصب لعالم أو لمذهب ويكون الحق هو غايته.
الدرس الثالث:
سورة ق ( 1 ) – إنكار المشركين البعث:
صفحة 37
– ابتداء الخلق، البعث، النشور، والمعاد، والحساب، والجنة والنار، والثواب والعقاب، والترغيب والترهيب.
صفحة 38
1)
أ –
* الإتيان بمثل القرآن.
* الإتيان بعشر سور مثل الذي في القرآن
* الإتيان بسورة مثل الذي في القرآن
ب- يدل على حقيقة أن القرآن من عند الله تعالى وإنه ليس كلام البشر.
2)
أ –
– أداة القسم: حرف الواو
– المقسم به: القرآن المجيد:
– ( أن جاءهم منذر منهم )
صفحة 39
ب- لا يجوز للمسلم أن يقسم بكلام الله تعالى
أفكر:
– يفيد التأكيد .. أي قد علمنا ما تنقصه الأرض من أجسادهم إذا ماتوا، ومع هذا العلم عند الله تعالى اللوح المحفوظ الذي يحصي تفصيل كل شيء.
3) عدد أوراق الشجر المتساقط
4) عدد حبات المطر
5) عدد ما يدب على الأرض من مخلوقات
استنتج:
– منهم أي من البشر – يعرفون نسبه – يعلمون صدقه
– النذير: الذي بأتي بالخبر المخوف. البشير: الذي يأتي بالخبر السار
–
– لأنهم استغربوا من كون الرسول صلى الله عليه وسلم من جنسهم يمكنه التلقي منهم ويعرفون أحواله وصدقه.
صفحة 40
أبرهن:
– قال تعالى ( ضرب لنا مثلاً ونسي خلفه ) العاقل يدرك بأن من قدر على الابتداء قادر على الإعادة، وإنه لو كان عاجزاً لكان على الابتداء أعجز.
– المؤمن يعتبر الحياة دار عبور للداء الآخرة. أما الكافر يعتبر الحياة الدنيا دار مقر ولا حياة بعد الموت.
أبين:
– يقصد بكلمة ( الحق ) القرآن الكريم.
– تارة يقولون عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه ساحر وتارة يقولون شاعر، وكاهن، وقالوا عن القرآن إنه سحر أو شعر أو أساطير الآولين.
صفحة 42
أنشطة الطالب:
أعلل:
1) لاشتمالها على أمور مهمة مثل ابتداء الخلق والبعث والنشور والمعاد وغيرها.
2) للتنبيه على إعجاز القرآن وللإشارة إلى أن القرآن منظوم من أمثال لهذه الحروف الهجائية.
أفسر:
الكافرون لم يؤمنوا بأن الرسول صادق يبلغ القرآن عن ربه فيه أمر البعث والحساب والجزاء ولكن الجاحدين قابلوا هذا الحق بالإنكار.
أصف:
– القرآن الكريم: زعموا أن القرآن سحر وأنه شعر وأنه أساطير الأولين.
صفحة 43
– الرسول صلى الله عليه وسلم: قالوا عنه ساحر وكاهن ومجنون.
أقارن:
أوجه التشابه: جميع الكتب السماوية من الله تعالى وفيها دعوة لعبادته وحدة وتدعو إلى مكارم الأخلاق.
أوجه الاختلاف: القرآن نزل للناس كافة وبقية الكتب السماوية نزلت لقوم معينين، والقرآن الكريم تناول جميع أمور الحياة أما بقية الكتب فقد تناولت أمور معينة فقط. القرآن الكريم معجز الكتب السماوية السابقة غير معجزة.
أدلل:
– قال تعالى ( قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ )
– قال تعالى ( بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج )
الدرس الرابع: القراءة عبادة المسلم:
صفحة 45
أناقش:
– هي ضرورة من ضرورات الحياة يحتاج لها العقل كما يحتاج الجسم للغذاء.
– بالتعود والمداومة على القرآءة وتخصيص أوقات معينة للقراءة المفيدة.
– بإخلاص النية لله تعالى واستحضار الأجر كون القراءة عبادة أمرنا بها الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
صفحة 48
أنصح أحمد باختيار الكتب المفيدة مثل قصص الأنبياء وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضي الله عنهم والكتب العلمية المختلفة التي توسع مدارك الشخص.
صفحة 50
أهمية القرآة:
1) الاختيار الثاني.
2) الاختيار الرابع
صفحة 51
القراءة منهج حياة المسلم
1) الوصول إلى العلوم المختلفة.
2) الكتب التي أستفيد منها في حياتي اليومية والتي توسع مداركي العلمية.
3) القراءة تحتاج لهدوء وأفضل وقت للقراءة بعد صلاة الفجر أو قبل الذهاب للنوم.
4) الأماكن التي تتسم بالهدوء مثل المكتبة العامة.
لكل عمل نتائج:
1) لا تستفيد كثيراً لأن المجلات والقصص الكرتونية لا تحتوي عادة على العلوم النافعة.
2) لا يستفيد كثيراً لأن الصحف تفتقر للعلوم النافعة وتركز على الأخبار في مجملها.
3) يضيع وقته لأن مسلسلات الكرتونية ومباريات كرة القدم لا تقدم المعلومات المفيدة ولا توسع مدارك الشخص.
4) يكون ملم بالكثير من العلوم ويصبح إنسان مثقف وتتطور حياته يالعلوم التي يقرأها.
وهذا الي رمت عليه اقدمه لكم ….
والسموحة ….
هو خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي الدمشقي، ولد في بيروت في 25 حزيران 1893م حيث كان والده تاجراً هناك، والده وأمه دمشقيان.
نشأ الزركلي في دمشق، وتعلم في مدارسها الأهلية، وأخذ عن معلميها الكثير من العلوم خاصة الأدبية منها، كان مولعا في صغره بكتب الأدب، وقال الشعر في صباه. أتم دراسته (القسم العلمي) في المدرسة الهاشمية بدمشق،ثم عمل فيها مدرساً بعد التخرج، كما أصدر مجلة (الأصمعي) الأسبوعية فصادرتها الحكومة العثمانية. انتقل إلى بيروت لدراسة الآداب الفرنسية في الكلية العلمانية (اللاييك)، بعد التخرج عين في نفس الكلية أستاذاً للتاريخ والأدب العربي.
بعد الحرب العالمية الأولى، أصدر في دمشق جريدة يومية أسماها (لسان العرب) إلاّ أنها أُقفلت، ثم شارك في إصدار جريدة المفيد اليومية وكتب فيها الكثير من المقالات الأدبية والاجتماعية.
على أثر معركة ميسلون ودخول الفرنسيين إلى دمشق حُكم عليه من قبل السلطة الفرنسية بالإعدام غيابياً وحجز أملاكه إلاّ إنه كان مغادراً دمشق إلى فلسطين، فمصر فالحجاز.
سنة 1921م تجنس الزركلي بالجنسية العربية في الحجاز، وانتدبه الملك حسين بن علي لمساعدة ابنه (الأمير عبد الله) بانشاء الحكومة الأولى في عمّان، حيث كلّف مفتشاً عاماً لوزارة المعارف ثم رئيساً لديوان الحكومة (1921ـ 1923).
ألغت الحكومة الفرنسية قرار الإعدام على الزركلي فرجع إلى سورية، ومن ثم غادرها إلى مصر، وهناك أنشأ (المطبعة العربية) حيث طبع فيها بعض كتبه وكتباً أخرى.
أصدر في القدس مع رفيقين له جريدة (الحياة) اليومية، إلاّ أن الحكومة الإنجليزية عطّلتها فأنشأ جريدة يومية أخرى في (يافا)، واختير عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1930.
عينه الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود سنة 1934 مستشاراً للوكالة ثم (المفوضية) العربية السعودية بمصر، كما عُيّن مندوباً عن السعودية في مداولات إنشاء (جامعة الدول العربية)، ثم كان من الموقعين على ميثاقها.
مثّل الأمير فيصل آل سعود في عدة مؤتمرات دولية، وشارك في الكثير من المؤتمرات الأدبية والاجتماعية، وفي عام 1946م عين وزيراً للخارجية في الحكومة السعودية متناوباً مع الشيخ يوسف ياسين، وكذلك متناوباً معه العمل في جامعة الدول العربية، واختير في نفس العام عضواً في مجمع اللغة العربية بمصر.
عام 1951م عين وزيراً مفوضاً ومندوباً دائماً لدى جامعة الدول العربية، فاستقر في مصر، وهناك باشر بطبع مؤلفه (الأعلام).
من عام 1957م وحتى عام 1963، عين سفيراً ومندوباً ممتازاً (حسب التعبير الرسمي) للحكومة السعودية في المغرب كما انتخب في المجمع العلمي العراقي سنة 1960.
منحته الحكومة السعودية بسبب مرض ألمّ به إجازة للراحة والتداوي غير محدودة، فأقام في بيروت وعكف على إنجاز كتاب في سيرة عاهل الجزيرة الأول (الملك عبد العزيز آل سعود) وأخذ يقوم من حين لآخر برحلات إلى موطنه الثاني السعودية ودمشق والقاهرة وتركيا وإيطاليا وسويسرا. قام برحلات إلى الخارج يذكر أنها أفادته كثيراً.
ـ إلى إنجلترا سنة (1946) ومنها إلى فرنسا، ممثّلا للحكومة السعودية في اجتماعات المؤتمر الطبي الأول في باريس.
ـ إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة (1947) بمهمة رسمية غير سياسية، حضر خلالها بعض اجتماعات هيئة الأمم المتحدة.
ـ إلى أثينا العاصمة اليونانية سنة (1954) بصفة (وزير مفوض ومندوب فوق العادة) وجعل طريق عودته منها إلى استنابول لزيارة بعض مكتباتها.
ـ إلى تونس سنة (1955) مندوباً لحضور مؤتمر أقامه الحزب الدستوري فيها، ومنها إلى إيطاليا لزيارة أهم مكتباتها.
كان شاعراً مجيداً، ومؤرخاً ثقة، ويكفيه أنه صاحب الأعلام.
قام خير الدين الزركلي في مصر بدور مميز في تنفيذ المهمات القومية السياسية والإعلامية، وذلك من خلال اللقاءات والاجتماعات وكتابة المقالات ونشر الأشعار القومية والوطنية. وتناول الزركلي المستعمرين وأذنابهم بنبرة حادة خشيها الفرنسيون في سوريا كثيراً، فحكموا عليه غيابياً بالإعدام وبحجز أملاكه، وقد تلقى الزركلي النبأ برباطة جأش وقال:
نذروا دمي حنقاً علي وفاتهم
أن الشقـي بما لقيت سعيد
الله شاء لي الحياة وحاولوا
ما لم يشـأ ولحكمه التأييد
وعندا انطلقت الثورة السورية عام 1925م، انطلقت ثورة الزركلي الشعرية بكل لهيبها وروحيتها العربية، فأخذ ينظم القصائد ويرسلها إلى دمشق إماّ منشورة على صفحات الجرائد المصرية، وإماّ بوسائل النقل الأخرى، فأصبحت أبيات قصائده الوطنية على ألسنة الناس يتغنون بها في شوارع المدن السورية. وكانت ردود الفعل الفرنسية أقوى من ردود فعلها عام 1920م فأذاعت حكماً عليه ثانياً غيابياً بالإعدام، وطالبت الحكومة المصرية بإسكاته أو طرده من مصر غير أن الزركلي لم يكترث وظل يرسل قصائده الوطنية من القاهرة سراً، شاحذاً همم العرب حتى لا يسكتوا على الاستعمار ولا يتوانى أحدهم عن النضال. يقول:
تأهبوا لقراع الطامعين بكم
ولا تغركــم الآلاء والنعم
كان الزركلي يراقب ويتابع أحداث وطنه من بعيد، لذلك نراه يشارك إخوانه آلامهم حين ضربت دمشق بالقنابل عام 1925م، فيقول في قصيدته (بين الدم والنار):
الأهل أهلـي والديار دياري
وشعار وادي النيربين شعاري
ما كان مـن ألم بجلق نازل
وأرى الزناد فزنده بي واري
ويحس الزركلي أن دم الثوار الذي يراق في دمشق هو دمه، فيقول:
إن الدم المهـراق في جنباتها
لدمي وأن شــفارها أشفاري
دمعي لما منيـت به جار هنا
ودمي هناك على ثراها جاري
بنى الزركلي علاقات حميمة مع الكتاب والشعراء والمفكرين في مصر، من منطلق أهمية الكلمة التحضيرية في تعزيز الشعور الوطني والقومي في نفوس الجماهير العربية التي تعيش الهم القومي بكل جوانبه من هؤلاء الشاعر أحمد شوقي الذي ألقى قصيدته في حفل أقيم في القاهرة عام 1926، لإعانة منكوبي سوريا حين قامت بالثورة ضد المستعمر الفرنسي والتي مطلعها: سلام من صبا بردى أرقّ ودمع لا يكفكف يا دمشق
يشخص الزركلي صورة الدأب العلمي المنتج في كتابه الأعلام الذي جمع فيه فأوعى فكان بحق أيسر وأشمل معجم عربي مختصر في تاريخ الرجال. فكان الزركلي في حياته مثالاً: للثائر والشاعر والباحث.
في الخامس والعشرين من تشرين الثاني عام 1976، توفي أبو الغيث خير الدين الزركلي.
له من المؤلفات :
ـ كتاب (ما رأيت وما سمعت)، سجل فيه أحداث رحلته من دمشق إلى فلسطين فمصر فالحجاز.
ـ الجزء الأول من ديوان أشعاره، وفيه بعض ما نظم من شعر إلى سنة صدوره (1925).
كتاب (عامان في عمّان)، مذكرات الزركلي أثناء إقامته في عمّان وهو في جزآن.
ـ ماجدولين والشاعر، قصة شعرية قصيرة.
ـ كتاب شبه الجزيرة في عهد الملك بن عبد العزيز.
ـ كتاب (الأعلام)، وهو قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين يقع في ثمانية مجلدات.
ـ الملك عبد العزيز في ذمة التاريخ.
ـ صفحة مجهولة من تاريخ سوريا في العهد الفيصلي.
ـ الجزء الثاني من ديوان أشعاره (1925ـ 1970).
ـ قصة تمثيلية نثرية أسماها (وفاء العرب).
للتحميل كامل في المرفقات
*النشاط الأول :-
1- يعترفون بأنهم لم يستمعوا للتوجيه الرباني القرآني ولم يفكروا فيه أصلاَ .
2- معطل عن العمل .
*النشاط الثاني :-
1- أولى الإسلام العقل وجعله في منزلة مرموقة لأنه مناط التكليف .
*النشاط الثالث :-
1- على العكس تماما جعل الدين العلم و إعمال العقل في الاكتشافات وغيرها سبيلا للخشية من الله تعالى و زيادة الإيمان .
*النشاط الرابع :-
1- اعتبر الاسلام الخمر أم الخبائث لما لها من أضرار على الفرد و المجتمع وذلك لأنها تحجب و منع العقل من العمل بل وتجعل متعاطيها كالحيوان الذي لا يعقل .
v الشرع والعقل
*النشاط الأول :-
1- شياطين الإنس / لإمكانية الإقتداء و التأسي بهم ,
(أو إن من الإنس شياطين فقال ( ص ) نعم ،هم شر من شياطين الجن ) .
2- يعلمون بعضهم بعضا بأساليب وكيفية الصد عن دعوة الأنبياء .
3- وسوسة من شياطين الجن لشياطين الإنس وخواطر وتعليم من شياطين الإنس بين بعضهم البعض.
*النشاط الثاني :-
1- لا / لأن التشريع من عبادات وغيرها من خصوصيات الله تعالى .
2- لا / لأن العقل لا يدركها فهي غيبية من خصوصيات الله تعالى .
3- لا / لأن الروح من الغيبيات التي يختص بها الله تعالى .
*النشاط الثالث:-
1- أحبّب المعاصي إليهم وأروّجها لهم بوسائل وطرق محببة للنفس البشرية .
2- القليل من عباد الله المخلصين .
*النشاط الرابع :-
1- أنكرو معجزات موسى عليه السلام وجحدوا بها .
2- على العكس كانت نفوسهم وعقولهم مؤمنة ومدركة أنها حقا بتأييد الله تعالى حصلت .
3- طبيعتهم وخبثهم المتأصل في نفوسهم ونتيجة ً وجزاء لهم على هذا الخبث أغرقهم الله في وقت واحد .
v فريضة التفكر
*النشاط الأول :-
1- كفر وشرك وظلم ، لأنه الله تعالى وحده الحق المستحق للعبادة .
*النشاط الثاني :-
1- حجتهم الالتزام بعادات الآباء والأجداد وعدم إعمال العقل والعلم وهي حجة واهية باطلة .
2- يجعل الإنسان يعيش في الظنون والأوهام بعيداَ عما يقتضيه العقل السليم .
*النشاط الثالث :-
1- الإحسان فسرها النبي ( ص ) إخلاص العبادة ( أن تعبد الله كأنك تراه ) _ والإسلام كذلك التسليم لما أمرالشارع الله تعالى
2- الدين الإسلامي المتين الذي لا ينقطع المتمثل بالقرآن والسنة / النجاة في الدارين .
*النشاط الرابع :-
1- اللجوء إلى الله تعالى .
2- أغلب الناس غير صادقين في دعائهم ولجوئهم إلى ربهم لذا فهم بعد النجاة يجحدون ويكفرون بآيات الله تعالى .
*النشاط الخامس :-
1- متاع الدنيا وزينتها من مال وولد وغير ذلك .
2- التسويف والتأجيل والأمل وعدم التفكير بيوم الحساب .
3- نحن المسلمين لا يتعارض مع ديننا العمل في الدنيا بل إذا قامت قيامة أحدكم وبيده فسيلة فليغرسها ، مع تذكره دائما بالهدف الأسمى طاعة الله ودخول الجنة .
v العقل يدعو للإيمان
*النشاط الرابع :-
1- هل خلق الإنسان من غير شيء _ بدون أصل موجود .
*النشاط الخامس :-
1- السحاب المسخر بين السماء والأرض / أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يداه لم يكد يراها …..
*النشاط السادس :-
1- صفحة 34 ( قل للطبيب …. ) *المربع الأخضر* .
v أقسام الحديث
*النشاط الاول :-
1- ( الحديث الصحيح ) متصل ، لديهم عدالة ، تام الضبط ، يعمل به .
1- ( الحديث الحسن ) متصل ، لديهم عدالة ،غير تام الضبط ، يعمل به .
*النشاط الثاني :-
1- الشذوذ – الحديث الصحيح – العلة – الحديث الحسن .
*النشاط الثالث :-
1- (المحدث ) يقوم المحدث بدراسة الحديث الشريف من حيث سنده ووقته ، فيقبل الحديث الصحيح ويرد الحديث الذي فيه علة وفقاَ لنظريات علم مصطلح الحديث .
*النشاط الرابع :-
1- لأنه أخذ الأحاديث الصحيحة منها ، ورد الأحاديث المعلولة .
*النشاط الخامس :-
1- لأنه لولا التأكد من صحة الأحاديث لأخذ وعمل بأي حديث .
2- إلتزام المسلمين وأخذهم وعملهم بالصحيح من الأحاديث .
*النشاط السابع :-
1- الحديث الضعيف : كل حديث لم تجتمع فيه صفات الحديث الصحيح ولا الحسن.
1- الخبر الموضوع : كل مانسب إلى الرسول ( ص ) اختلاقا وكذبا مما لم يقله أو يفعله أو يقره .
2- أن يكون الضعف غير شديد – أن يندرج تحت أصل معمول به .
3- الأحزاب السياسية – أعداء الاسلام – القصاصون – الرغبة في نشر خبر معين .
4- ركاكة اللفظ وبساطة الأسلوب – مخالفته للقرآن والسنة – (صفحة 42 ) .
اول شي احب اشكر اماراتيه ذكيه عشان الحلول الي قدمتها لنا (المحور الاول )
الصراحه انا وصلت الين صفحه 81 بالدين ومحتاجه باقي الحلول بليز الي تحلها تطرشلي رساله خاصه تحط لي رابط الموضوع بس لاني ما اداوم بالمدرسه ادرس بالبيت
المطلوب من صفحه 81 وفوق
واسمحولي عالمغثه
ترجع نهضة الأمم والدول إلى جهود المصلحين المخلصين من أبنائها الذين يسعون دائمًا إلى توحيد أبناء الأمة، وإيقاظ وعيهم بقضايا ومشكلات أمتهم، وتحريك همتهم نحو الإصلاح والتجديد، والوقوف صفًا واحدًا في وجه أطماع المستعمرين والطامعين.
وفي أواسط القرن التاسع عشر قام رجال مصلحون من أبناء الشرق الإسلامي، دقّوا ناقوس الخطر لأمتهم، وحذّروا ملوكهم وحكامهم من الخطر الوشيك الذي يتربص بالأمة الإسلامية، وتعالت أصواتهم بالدعوة إلى التعجيل بالإصلاح قبل وقوع الخطر، وكان من هؤلاء الرواد: مصطفى رشيد باشا في تركيا، وميلكم خان في إيران، وأمير علي في الهند، وخير الدين باشا في تونس، وكان جمال الدين الأفغاني أحد هؤلاء الرواد المصلحين الذين وقفوا حياتهم كلها على الدعوة إلى توحيد العالم الإسلامي، وتحرير شعوبه من الاستعمار والاستغلال.
ولكن كانت دعوة كل واحد من هؤلاء وتأثيره محدودين بحدود بلاده، ولم يكن صوته الإصلاحي يتجاوز أبناء وطنه، أما جمال الدين الأفغاني فقد تجاوز صدى دعوته حدود الأوطان والقوميات، واتسع ليشمل العالم الإسلامي كله.
الميلاد والنشأة
ولد السيد جمال الدين الأفغاني في ( شعبان 1254هـ= أكتوبر 1838م)، لأسرة أفغانية عريقة ينتهي نسبها إلى الحسين بن علي (رضي الله عنه)، ونشأ في كابول عاصمة الأفغان. وتعلم في بداية تلقيه العلم اللغتين العربية والفارسية، ودرس القرآن وشيئًا من العلوم الإسلامية، وعندما بلغ الثامنة عشرة أتم دراسته للعلوم، ثم سافر إلى الهند لدراسة بعض العلوم العصرية، وقصد الحجاز وهو في التاسعة عشرة لأداء فريضة الحج سنة (1273هـ= 1857م)، ثم رجع إلى أفغانستان حيث تقلد إحدى الوظائف الحكومية، وظل طوال حياته حريصًا على العلم والتعلم، فقد شرع في تعلم الفرنسية وهو كبير، وبذل كثيرًا من الجهد والتصميم حتى خطا خطوات جيدة في تعلمها.
وحينما وقع خلاف بين الأمراء الأفغان انحاز جمال الدين إلى محمد أعظم خان الذي كان بمثابة وزير دولة، وحدث صدام بينه وبين الإنجليز، فرحل جمال الدين عن أفغانستان سنة (1285هـ= 1868م)، ومر بالهند في طريقه إلى مصر حيث أقام بها مدة قصيرة تردد في أثنائها على الأزهر، وكان بيته مزارًا لكثير من الطلاب والدارسين خاصة السوريين. ثم سافر إلى "الأستانة" في عهد الصدر عال باشا، فعظم أمره بها، وذاعت شهرته وارتفعت منزلته، ولقيت دعوته بضرورة التعجيل بالإصلاح صدى طيبًا لدى العثمانيين، حتى قال المستر بلنت الإنجليزي: "إن سعي العثمانيين في تحويل دولتهم إلى دستورية في بادئ الأمر قد ينسب إلى شيء من تأثير جمال الدين، فقد أقام في عاصمتهم يحاورهم ويخطب فيهم".
في مصر
وعُيِّن جمال الدين وهو في الأستانة عضوًا في مجلس المعارف الأعلى، وهناك لقي معارضة وهجومًا من بعض علماء الأستانة وخطباء المساجد الذين لم يرقهم كثير من آرائه وأقواله؛ فخرج من الأستانة إلى مصر، فلقي في مصر من الحفاوة والتكريم من أهلها ما حمله على البقاء بها، وكان لجرأته وصراحته أكبر الأثر في التفاف الناس حوله، فأصبح له مريدون كثيرون، فحسده الشيوخ لحظوته عند الناس.
وخاض الأفغاني غمار السياسة المصرية، ودعا المصريين إلى ضرورة تنظيم أمور الحكم، وقد أدى ذلك إلى تنكر ولاة الأمور له، ونفورهم منه، وتوجسهم به، خاصة أنه كان يعلن عن بغضه للإنجليز، ولا يخفي عداءه لهم في أية مناسبة.
مع محمد عبده في باريس
وكانت مقالاته مثار غضب شديد من الإنجليز ومن الحكام في مصر على حد سواء. فلما تولى الخديوي توفيق باشا حكم البلاد أخرجه من مصر، فانتقل الأفغاني إلى الهند سنة (1296هـ= 1879م)، بعد أن أقام في مصر نحو ثماني سنوات.
ثم غادر الهند إلى لندن، ومنها انتقل إلى باريس حيث اتصل بالشيخ محمد عبده، وأصدرا معًا جريدة "العروة الوثقى"، ولكنها ما لبثت أن توقفت عن الصدور بعد أن أوصدت أمامها أبواب كل من مصر والسودان والهند. ولكن الأفغاني لم يتوقف عن الكتابة في السياسة، فكانت صحف باريس منبرًا لمقالاته السياسية النقدية الساخنة.
في إيران
ودعاه شاه إيران "ناصر الدين" للحضور إلى طهران واحتفى به وقربه، وهناك نال الأفغاني تقدير الإيرانيين وحظي بحبهم، ومالوا إلى تعاليمه وأفكاره، ولكن الشاه أحس بخطر أفكار الأفغاني على العرش الإيراني، وتغيرت معاملته له، وشعر الأفغاني بذلك، فاستأذنه في السفر، وذهب إلى موسكو ثم بطرسبرج، وكان يلقى التقدير والاحترام في كل مكان ينزله، ويجذب الكثيرين من المؤيدين والمريدين.
وحينما زار الأفغاني معرض باريس سنة (1307هـ= 1889م) التقى هناك بالشاه ناصر الدين، وأظهر له الشاه من الود والتقدير ما دعاه إلى العودة مرة أخرى إلى طهران، ولكن ما لبث الشاه أن تغير عليه ثانية، خاصة بعدما راح يصرح برأيه في إصلاح الحكومة، ويجاهر بنقده للأوضاع السياسية في الدولة. ولم يطق الشاه صبرًا، ورأى في بقاء الأفغاني خطرًا محققًا على أركان عرشه، فأرسل إليه قوة عسكرية، فساقوه من فراش مرضه إلى حدود تركيا.
اتجه الأفغاني إلى البصرة، ومنها إلى لندن حيث اتخذ من جريدة "ضياء الخافقين" منبرًا للهجوم على الشاه، وكشف ما آلت إليه أحوال إيران في عهده، وكان تأثير الأفغاني قويًا على الإيرانيين، حتى بلغ من تأثيره أنه استطاع أن يحمل بعض علماء إيران على إصدار فتوى بتحريم "شرب" الدخان، فأصدر الميرزا "محمد حسن الشيرازي" فتوى حرّم فيها على الإيرانيين شرب الدخان، فامتنعوا عن شربه امتناعًا شديدًا، حتى إن العامة ثاروا على الشاه، وأحاطوا بقصره، وطلبوا منه إلغاء الاتفاق مع إحدى الشركات العربية لتأسيس شركة "ريجي" في إيران؛ فاضطر الشاه إلى فسخ الاتفاق، وتعويض الشركة بمبلغ نصف مليون ليرة إنجليزية.
دسائس الوشاة ومكائد الحاقدين
وكان ذلك أحد الأسباب التي جعلت الشاه يلجأ إلى السلطان عبد الحميد ليوقف الأفغاني عن الهجوم عليه، واستطاع السلطان أن يجذب الأفغاني إلى نزول الأستانة سنة (1310هـ=1892م)، وأراد السلطان أن يُنعم على الأفغاني برتبة قاضي عسكر، ولكن الأفغاني أبى، وقال لرسول السلطان: "قل لمولاي السلطان إن جمال الدين يرى أن رتبة العلم أعلى المراتب".
وفي أثناء وجود الأفغاني بالأستانة زارها الخديوي عباس حلمي، والتقى بالأفغاني لقاءً عابرًا، ولكن الوشاة والحاسدين من أعداء الأفغاني المقربين إلى السلطان وجدوا في ذلك اللقاء العابر فرصة سانحة للوقيعة بينه وبين السلطان، فبالغوا في وصف ذلك اللقاء، وأضفوا عليه ظلالاً من الريبة والغموض، وأوعزوا إلى السلطان أنهما تحادثا طويلاً في شئون الخلافة، وحذّروه من الخطر الذي يكمن وراء تلك المقابلة؛ فاستدعى السلطان العثماني جمال الدين الأفغاني وأطلعه على تلك الأقوال، فأوضح له الأفغاني حقيقة الموقف بجرأة، وانتقد هؤلاء الوشاة بشجاعة لم تعهد لغيره.
منهج الأفغاني في الإصلاح الديني
كانت الدعوة إلى القرآن الكريم والتبشير به من أكبر ما يطمح إليه "الأفغاني" في حياته، وكان يرى أن القاعدة الأساسية للإصلاح وتيسير الدين للدعوة هي الاعتماد على القرآن الكريم، ويقول: "القرآن من أكبر الوسائل في لفت نظر الإفرنج إلى حسن الإسلام، فهو يدعوهم بلسان حاله إليه. لكنهم يرون حالة المسلمين السوأى من خلال القرآن فيقعدون عن اتباعه والإيمان به". فالقرآن وحده سبب الهداية وأساس الإصلاح، والسبيل إلى نهضة الأمة: "ومن مزايا القرآن أن العرب قبل إنزال القرآن عليهم كانوا في حالة همجية لا توصف؛ فلم يمض عليهم قرن ونصف قرن حتى ملكوا عالم زمانهم، وفاقوا أمم الأرض سياسة وعلمًا وفلسفة وصناعة وتجارة".. فالإصلاح الديني لا يقوم إلا على القرآن وحده أولاً، ثم فهمه فهمًا صحيحًا حرًا، وذلك يكون بتهذيب علومنا الموصلة إليه، وتمهيد الطريق إليها، وتقريبها إلى أذهان متناوليها.
جمال الدين بين السنية والتشيع
يرى بعض الباحثين أن جمال الدين كان إيرانيًا من "أسد آباد" بالقرب من همدان، وأنه كان شيعيًا جعفري المذهب، وذلك بالرغم من اشتهار أمر جمال الدين بانتسابه إلى بلاد الأفغان وأنه سني المذهب، وبالرغم من حرصه على تلقيب نفسه بالأفغاني، وانخراطه في علماء أهل السنة في جميع البلدان الإسلامية التي زارها أو أقام فيها.
ويحاول هؤلاء إيجاد الأدلة، وتدبيج البراهين التي تعضد موقفهم، وتؤيد ما ذهبوا إليه، ومن ذلك:
1) وجود عائلة جمال الدين في إيران، وعدم وجود أي أثر لها في أفغانستان.
2) إن اسم والد جمال الدين "صفدر"، وهو اسم إيراني شيعي يعني: البطل ممزق الصفوف.
3) اهتمام جمال الدين بإيران ومشكلاتها أكثر من اهتمامه بأي قطر إسلامي آخر.
4) إجادة جمال الدين اللغة الفارسية باللهجة الإيرانية.
5) تمجيد جمال الدين للإيرانيين وإشادته بذكائهم.
وهي في مجملها قرائن لا ترقى إلى الأدلة الجازمة، أو البراهين القاطعة تنقضها كتابات جمال الدين وسيرة حياته، التي توضح أنه كان أفغانيًا سنيًا لا إيرانيًا شيعيًا.
فهو في كتابه "تتمة البيان في تاريخ الأفغان" ينتقد الشيعة في انصرافهم عن بعض أركان الدين إلى ظواهر غريبة عنه وعادات محدثة، فيقول: "وجميع الأفغانيين متمذهبون بمذهب أبي حنيفة، لا يتساهلون رجالاً ونساءً وحضريين وبدويين في الصلاة والصوم، سوى طائفة (نوري)، فإنهم متوغلون في التشيع، يهتمون بأمر مأتم الحسين (رضي الله عنه) في العشر الأول من محرم، ويضربون ظهورهم وأكتافهم بالسلاسل مكشوفة".
وقد تصدى لهذا الزعم عدد من الباحثين والمفكرين، في مقدمتهم د. "محمد عمارة" الذي رأى أن الرجل لن يعيبه أن يكون إيرانيًا أو أفغانيًا، ولن ينقص من قدره أن يكون شيعيًا أو سنيًا، لأنه مسلم تشرف به كل أقاليم الإسلام وجميع مذاهبه.
وأن الذي جعل قضية الخلاف حول موطن جمال الدين وحول المذهب الديني الذي تمذهب به تأخذ بعدًا آخر، أخرجها من هذا الإطار المألوف، هو أن الذين ادعوا إيرانيته وشيعته قد أرادوا –من وراء هذه الدعوى- إثبات كذب الرجل، فقد قال عن نفسه بأنه أفغاني، ونطقت أفكاره وكتاباته بأنه سني، فالمقصد من وراء تلك الدعوة هو هدم الرجل (الرمز) الذي يعتز به الجميع.
الأفغاني والماسونية
انتظم جمال الدين في سلك الماسونية؛ لينفسح له المجال أمام الأعمال السياسية، وقد انتخب رئيسًا لمحفل "كوكب الشرق" سنة (1395هـ=1878م)، ولكنه حينما اكتشف جبن هذا المحفل عن التصدي للاستعمار والاستبداد، ومسايرته لمخطط الإنجليز في مصر استقال منه، وقد سجل الأفغاني تجربته تلك في كلمته التي أدان فيها ماسونية ذلك المحفل الذي يتستر تحت شعارات براقة وأهداف عريضة، لكنه في الحقيقة لا يخرج في ذلك كله عن حيز القول إلى الفعل، بل ربما كان أدنى إلى تحقيق أهداف المستعمر وترسيخ أطماعه بعيدا عن تأكيد مبادئ الحق والحرية والمساواة التي يرفعها مجرد شعار.
هل مات مسمومًا؟
وتوفي الأفغاني في الأستانة –بعد حياة شاقة مليئة بالمتاعب والصعاب- عن عمر بلغ نحو ستين عامًا، وكما حفلت حياته بالجدل والإثارة، فقد ثار الجدل أيضًا حول وفاته، وشكك البعض في أسبابها، وأشار آخرون إلى أنه اغتيل بالسم.
فبالرغم من أن الشيخ عبد الرشيد إبراهيم –الرحالة الروسي الشهير- يؤكد أنه كان مريضًا، وأنه توفي متأثرًا بمرضه، وكان قد زاره قبيل ساعتين من وفاته، فإن ابن أخته "ميرزا لطف الله خان" يزعم أنه مات مسمومًا، ويتهم الحكومة الإيرانية بقتله، ويذكر أن الحكومة الإيرانية أوفدت "ناصر الملك" لقتل "جمال الدين" بعدما رفضت الدولة العثمانية تسليمه لها.. وكانت وفاته في (5 من شوال 1314هـ= 10 من مارس 1897م).
أهم مصادر الدراسة:
1 تتمة البيان في تاريخ الأفغان: السيد جمال الدين الأفغاني- مطبعة الموسوعات – القاهرة- (1318هـ=1901م).
2 جمال الدين الأسد آبادي (المعروف بالأفغاني): ميرزا لطف الله خان الأسد آبادي- ترجمه وقدم له وعلق عليه: د. عبد النعيم محمد حسنين- دار الكتاب اللبناني– بيروت- (1393هـ=1973م).
3 جمال الدين الأفغاني.. ذكريات وأحاديث: عبد القادر المغربي- دار المعارف بمصر– القاهرة- [د. ت]. سلسلة [اقرأ: 68].
4 جمال الدين الأفغاني المفترى عليه: د. محمد عمارة- دار الشروق – القاهرة- (1404هـ=1984م).
5 جمال الدين الأفغاني والثورة الشاملة: السيد يوسف- الهيئة المصرية العامة للكتاب– القاهرة- (1420هـ=1999م)- سلسلة [تاريخ المصريين: 151].
6 زعماء الإصلاح في العصر الحديث: أحمد أمين- مكتبة النهضة المصرية– القاهرة- (1367هـ=1948م).
سأضع لكم ورقة عمل عن درس الدين النصيحة
شحآلهمْ الهنودْ هاع آسولفَ
تقريَر طويلآتْ وكآملآتْ عن المجاهدْ عز آلدين آلقسآم
"عز الدين القسام" رائد حركة الجهاد في فلسطين
الشخصية في سطور:
وُلد في بلدة (جبلة) السورية سنة (1299هـ = 1882م).
– تلقى تعليمه الأوَّلي في بلده، وكان أبوه صاحب كتَّاب لتحفيظ القرآن الكريم.
– رحل إلى القاهرة، وتعلَّم بالجامع الأزهر حتى نال شهادته.
– بعد تعليمه بالأزهر رحل إلى بلده، وحلَّ محل أبيه في تحفيظ القرآن.
– شارك "القسام" في الثورة التي اشتعلت في سوريا ضد المحتل البريطاني.
– انتقل بالناس عبر عمله والتفوا حوله، وتأثَّروا به لعلمه وورعه.
– عمل "القسام" على تكوين خلايا ثورية لمجاهدة الإنجليز واليهود؛ كان نتيجة ذلك أن قامت عمليات بطولية أفزعت المحتل الإنجليزي.
– قام "القسام" مع اثني عشر مجاهدًا بثورةٍ إسلامية في (جنين)، واشتعلت معركة غير متكافئة بينهم وبين الإنجليز، انتهت باستشهاد "القسام"، وذلك في شعبان 1354هـ= نوفمبر 1936م.
عز الدين القسام.. رائد حركة الجهاد في فلسطين:
تصدى علماء الأمة لقيادة الجماهير في مسيرتها التحريرية بعد أن وقعت كثير من بلدان العالم الإسلامي في قبضة الاستعمار، وصار من المألوف أن يتصدر أصحاب العمائم حركات التحرر والنضال، ودعوات الإصلاح والتجديد، وأينما وليت وجهك شطر بلد إلا وجدت صاحب عمامة كان يُوقِظ أُمَّته، ويَمُدّها بروح البعث والنهوض، وطاقة المواجهة والتحدي، فقاد الأزهر الشريف بشيوخه ثورةَ القاهرة ضد الغزاة الفرنسيين، وكان شيخه الأكبر "عبد الله الشرقاوي" بين قادة الثورة، وحمل "السنوسي" حركة الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي في ليبيا، وتصدى "عبد الكريم الخطابي" و"علال الفاسي" للاستعمار الفرنسي في المغرب العربي، وقادت جمعية المسلمين بقيادة "عبد الحميد باديس" حركة اليقظة والنهوض، وبعث اللغة العربية، واستنهاض الهمم الواهنة.
وليس في هذه الظاهرة غرابة، فعلماء الإسلام أكثر الناس استشعارًا بمسئوليتهم تجاه الأمة، بما يحملون من أمانة العلم وأمانة التبليغ وأمانة التطبيق، وهم أعظم الزعامات تأثيرًا في نفوس الناس وقدرةً على قيادتهم؛ فللدين سلطان على النفوس لا يدانيه سلطان.
حياة "القسام" الأولى:
في بلدة (جبلة) السورية جنوبي (اللاذقيَّة) وُلد "عز الدين القسام" سنة ( 1299هـ= 1882م) لأب كان صاحب كُتاب يعلم فيه الأطفال مبادئ القراءة والكتابة ويُحَفِظُّهم القرآنَ الكريم، وفي وسط هذا الجو المُشَبَّع بعِطرِ القرآن، ونسائم الإيمان نشأ "عز الدين القسام".
ولمّا بلَغ سن الصِبا تلقى تعليمه الابتدائي في بلدته، ثم ذهب وهو في الرابعة عشرة إلى القاهرة برفقة أخيه "فخر الدين" للدراسة بالأزهر، وكان آنذاك يمر بفترة إصلاحية لتنظيم الدراسة به، فتلقى العلم على شيوخه الكبار، وكان من بينهم الشيخ "محمد عبده"، وظل بالجامع الأزهر حتى نال الشهادة العالمية.
وكانت الفترة التي عاصرها "القسام" في مصر فترة تسلط الاحتلال البريطاني على مصر، وتثبيت أقدامه فيها، ونشر ثقافته الغربية وقيمه البعيدة عن الإسلام، وكان الأزهر الشريف حصن الأمة فلم تمتد إليه يد المحتل، وكان يموج آنذاك بدعوات إصلاحية للنهوض برسالته.
العودة إلى (جبلة) وبداية الإصلاح:
وبعد انتهاء دراسته بالأزهر عاد "القسام" إلى (جبلة) سنة (1321هـ= 1903م) يحمل ثقافة إسلامية واسعة، وفكرًا جديدًا، ووعيًا ناضجًا ونفسًا وثَّابة، ترى أن العالمَ لا يكتفي بالدرس والوعظ ورفع الجَهالة عن الناس، بل يقود الناسَ إلى سُبل الصلاح، ويرتفع بوعيهم ومدراكهم، ويرتقي بهم إلى مدارج العُلا، ويغيّر من سلوكهم إلى الأفضل، ويدفعهم إلى رفض الاستكانة والتواكل.
حل "القسام" محلَّ والده في الكُتَّاب، يُعلم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة والحساب، ويُحَفِظهم القرآن الكريم، ثم عمل إمامًا لمسجد (المنصوري) في (جبلة)، واستطاع بعلمه وخطبه المؤثرة أن يجمع الناس حوله، وقد امتدت شهرته إلى المناطق المجاورة، ووجد الناسُ فيه الهادي المرشد، وارتبط بصداقات واسعة مع كثير من الناس، وكان موضعَ تقْديرِهم البالغ لعلمه وصلاحه.
في ميادين الجهاد:
لم يكن الشيخ "القسام" مِمَّن يُطلقون الكلام ويثيرون الحماسة في النفوس ويتخلف عن الركب، أو كان مِمَّن لا يحسنون العمل، بل كان من العلماء المجاهدين بالقول والعمل، فحين هاجم الإيطاليون ليبيا قاد "القسام" مظاهرةً طافت شوارع بلدته، تؤيد المجاهدين الليبيين وتدعو الناس إلى التطوع والجهاد ضد الإيطاليين، ونجح في تجنيد مائتين وخمسين متطوعًا وقام بحملة لجمع تبرعات ما يلزمهم ويلزم أسرهم، لكن الحملة الصغيرة لم توفَّق في التحرك لمؤازرة إخوانهم المسلمين في ليبيا.
وحين اشتعلت الثورة في سوريا ضد الغزاة الفرنسيين، رفع "القسام" راية المقاومة ضدهم في الساحل الشمالي لسوريا، وكان في طليعة من حملوا السلاح في ثورة جبال (صهيون) سنة (1338-1339هـ = 1919-1920م) مع "عمر البيطار"، وكانت هذه الثورة مدرسة عملية صقلت مواهب الشيخ، وقدراته القيادية والتنظيمية، وقد حكم عليه الفرنسيون بالإعدام لأعماله الباهرة في مناهضتهم وخبراته الموجعة التي وجهها لهم، لكنه لم يسقط في أيديهم.
الانتقال إلى (حيفا):
بعد إخفاق الثورة في سوريا ونجاح الفرنسيين في القضاء عليها، التجأ "القسام" إلى (حيفا) سنة (1340هـ= 1921م) واستقر بها، ثم أرسل في طلب أسرته لتعيش معه، وما أن استقرت قدماه حتى بدأ نشاطه الدعوي من أول يوم، فبعد صلاة المغرب بدأ درسه الديني، ونجح في النفاذ إلى القلوب لعلمه وإخلاصه وصدق حديثه فالتفتت الأنظار إليه، ثم ما لبثت أن تعلقت به النفوس.
وفي (حيفا) عمل "القسام" مدرسًا في المدرسة الإسلامية، وفي الوقت نفسه خطيبًا لجامع (الاستقلال)، وانتسب إلى جمعية الشبان المسلمين في (حيفا) سنة (1926م) ثم ما لبث أن أصبح رئيسًا لها، وعُين منذ سنة (1929م) مأذونًا من قبل المحكمة الشرعية، وقد أتاحت له كل هذه الأعمال الاختلاط بالناس والتعرف إليهم، وإقامة علاقات وطيدة معهم، وبناء جسور الثقة معهم، وقابله الناس حبًا بحب وثقةً بثقة، وكان الشيخ المجاهد أهلاً لذلك، فازداد محبوه واتسعت شهرته بين الناس.
في تلك الأثناء كان الخطر الصهيوني يتسع يومًا بعد يوم، وتبرز خطورته دون أن يتصدى له أحد، وكان الإنجليز يتولون حماية المخطط الصهيوني والتمكين له، ولم يكن هناك حل لمواجهة هذا الخطر الداهم سوى المواجهة والجهاد، فلن تُجدي السياسة مع قوم يتخذون الكذب والنفاق والحيلة والدهاء سياسةً ودينًا ووسيلةً للوصول إلى مآربهم.
وكانت هذه السياسة غير خافية على رجل مثل "القسام"، الذي أدرك بجلاء أن العدو الذي يجب محاربته والتصدي له هو الاستعمار الإنجليزي، وأن السبيل إلى ذلك هو الثورة المسلحة والجهاد الدامي وتعبئة الجماهير لتأييد الثورة ومساندتها، وكان "القسام" يعرف هدفه جيدًا بعد أن تجمَّعت لديه خبرات متعددة، فبدأ في تشكيل تنظيم ثوري سري، يُربى فيه المجاهدون ويُعَدُّون إعدادًا عسكريًّا وإيمانيًّا.
الإعداد للثورة على المحتل:
تصف الشيخ "عِز الدين القسام" بقدرة فائقة على التنظيم واختيار الأعضاء، والقيادة وسبل الإمداد والتسليح، والعمل على ربط الجانب الجهادي بالجانب الاجتماعي، فكان يهتمُّ بتحسين أحوال الفقراء ومساعدتهم، ومكافحة الأُميَّة بينهم، وتعميق الوعي بينهم، ساعده على ذلك عمله مدرسًا وخطيبًا وإمامًا ومأذونًا، الأمر الذي هيَّأ له الاتصال بالجماهير واختيار من يصلح منهم للعمل معه في مناهضة المحتل.
وعنى "القسام" بالتنظيم الدقيق للخلايا السرية التي أعدها لمجاهدة الإنجليز، فهناك الوحدات المتخصصة، مثل وحدة الدعوة إلى الثورة، ووحدة الاتصالات السياسية، ووحدة التدريب العسكري، ووحدة شراء السلاح، ووحدة التجسس على الأعداء، وكانت نفقات هذه المجموعات تعتمد على اشتراكات الأعضاء المؤمنين بالعمل ضد المحتل الغاصب.
بداية أعمال الجهاد:
وبدأت عمليات الإعداد تُؤْتي ثمارها، فشهدت المنطقة أعمالاً بُطولية عظيمة، وشهدت في أوائل سنة (1354 هـ = 1935م) جنين ونابلس وطولكرم سيلاً من عمليات صيد الضباط الإنجليز، ونسف القطارات والهجوم على معسكرات الجيش البريطاني، وقتلِ المتعاونين مع الإنجليز، وكانت هذه العمليات تتم في جنح الظلام، وفي فترات متعاقبة غاية في الدقة والتنظيم والسرية، الأمر الذي أقلق القوات الإنجليزية، وبث في قلوبهم الفزع والرعب، وكان من أثر ذلك أن سرت روح الحماسة بين الناس، وقويت فكرة الجهاد بعد أن ازداد أعداد اليهود المهاجرين إلى فلسطين، ومحاباة السلطات البريطانية لهم، ومساعدتهم على التمكين والاستمرار.
"القسام" يعلن الثورة:
ولم يخفَ على الإنجليز ما يقوم به "القسام" من إعداد الرجال للجهاد المقدس، وأنه ليس بعيدًا عن الأحداث التي بدأت البلاد تشهدها، فراقبت تحركاته وضيَّقت عليه، فلم يجد "القسام" بُدًا من إعلان الثورة على المحتل، وأن يكون هو على رأس المجاهدين فاتفق مع أحد عشر مجاهدًا على الخروج إلى أحراش (يعبد) في جنين، وأعلنوا الثورة على الإنجليز، والاستعداد للعمل الجهادي، وتشجيع أهالي المناطق المجاورة على الثورة.
لكن سلطات الإنجليز كشفت أمر "القسام" وعرفت مكانه من جواسيسها، فسارعت إلى قمع الثورة قبل اتساع نطاقها، فأرسلت في (18 من شعبان 1354 هـ= 15 نوفمبر 1935م) قوات عسكرية ووقعت معارك عنيفة بين المجاهدين والإنجليز استمرت أيامًا تكبد فيها الأعداء خسائر فادحة في الأرواح، وفوجئ "القسام" ومن معه بأن القوات الإنجليزية تُحاصرهم في (22 شعبان 1354 هـ= 19 نوفمبر 1935م) وتقطع سبل الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة.
استشهاد "القسام" بعد معركة غير متكافئة:
ولم يكن أمام "القسام" ورجاله سوى ثلاثة خيارات، إما الاستسلام المهين أو الفرار استعدادًا لمواجهة أخرى، أو التصدِّي للعدو مهما كانت التضحيات وعدم التكافؤ، واختار "القسام" ومن معه الدخول في معركة ولو كانت غير متكافئة، ودارت معركة رهيبة لمدة ست ساعات بين النفر المؤمن والقوات المحتلة، قُتِل فيها من الإنجليز أكثر من خمسة عشر، واستشهد الشيخ "القسام" مع اثنين من رفاقه في (23 شعبان 1354 هـ= 2 نوفمبر 1936م) واعتقل الأحياء- بما فيهم المجروحون- وقُدِّموا للمحاكمة التي حكمت عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين عامين وخمسة عشر عامًا.
وقد أصاب الحادث فلسطين كلها بالألم والحزن، وخرج أهالي (حيفا) ووفود من مختلف أنحاء البلاد يشيعون جنازة الشهداء المهيبة، وتحول "القسام" إلى رمز للجهاد والنضال، وصارت تجدد في النفوس معنى التضحية والاعتزاز بالبطولة، وقد أطلقت حركة (حماس) اسمه على جناحه العسكري باسم " كتائب الشهيد عز الدين القسام " التي تواجه المحتل الصهيوني بعملياتها الاستشهادية، كما أطلق على الصواريخ التي تطلقها كتائب القسام على المغتصبات الصهيونية.
يتبعْ