المصدر :إلهامى المليجى الأهرام العربي 12 / 7 /2017
( رغم أن الكثيرون لا يأخذون كلام وتصرفات القذافي على محمل الجدية ، إلا أن من دروس نكبة أمتنا بالدولة الفاطمية تولى من هو أحمق من القذافي الحكم وهو الحاكم بأمر الله! ولذلك ليس من الحكمة الاستخفاف بتصريحات وشعارات القذافي فهي من ثلاثين سنة تفرض نفسها على الشعب الليبي المسكين.
الغريب في خطابه هذا هو القفز على حقائق التاريخ ليجعل من الدولة الفاطمية الأصل رغم أنها وافدة على المنطقة ولم تحقق أي انجاز يذكر لها سوى حرب الإسلام ونصرة الفرنجة!!
كما أنه يبشر بالحرية إذا عادت الدولة الفاطمية رغم أنها تحوز السجل الأسود بإميتاز في اضطهاد مواطنيها واجبارهم على تغيير معتقداتهم بقوة الدولة الطائفية!!
أما قمة الوقاحة فهي الدفاع عن الأشراف رغم أنه هو من هدم حكمهم وسلطانهم في ليبيا بانقلابه عام 1959م على الدولة السنوسية!! الراصد)
ما إن انتهت أعمال القمة الإفريقية في منتجع شرم الشيخ، حتى ولي الزعيم الليبي وجهه شطر القبائل العربية المتوزعة في ربوع مصر، فكانت أول لقاءاته مع قبائل سيناء ومنها انتقل إلي الفيوم حيث التقي القبائل العربية في شمال الصعيد التي تمثل امتدادا طبيعيا للقبائل العربية في ليبيا، بل إن البعض منها ذو أصول ليبية، واستوطنت مصر، إما لجفاف في أراضيهم أو لهروب من اضطهاد استعماري.
بدأ المهرجان الذي جرت وقائعه في القاعة المغطاة بالمدينة الرياضية بدمو في محافظة الفيوم، بكلمات حماسية ترحيبا بالقائد معمر القذافي من أمين الحزب الوطني بالفيوم وشيوخ القبائل، والقيادات الشعبية بمحافظات شمال الصعيد، والبعض احتفي شعرا بالزعيم الليبي حتى إن عضو مجلس الشعب عن بني سويف حسن أبو فخر طالب بإزالة الحدود بين البلدين، معلنا تمسك الأمة العربية بفكر الزعيم القذافي الذي يركز علي ضرورة الوحدة بين الأشقاء العرب.
وبعدها تحدث العقيد القذافي قائلا: أنا سعيد كل السعادة هذا اليوم باللقاء.. نحن هنا في الفيوم، ولكن واضح للناس التي تسمع وتشاهد هذا اللقاء أنه ربما أحدا يقول كيف نحن في الفيوم، وهذه الوجوه وهذه القبائل وهذه العائلات موجودة في الجبل الأخضر وموجودة في سرت؟!.
لابد أن الكثيرين يقولون إن هذا اللقاء قد لا يكون في الفيوم، ربما يكون في الجبل الأخضر، ربما في سرت، وقد لا يصدقون أننا في الفيوم، لأن نفس الهتافات ونفس الوجوه ونفس القبائل الموجودة هناك، وهذه حقيقة موجودة أن نفس هذه القبائل التي تمتد من أسيوط وأسوان إلي الفيوم إلي البحيرة إلي الصحراء الغربية إلي الجبل الأخضر إلي المنيا، ومن المنيا إلي سرت، من البحيرة إلي مطروح إلي زليتن إلي مصراتة إلي ترهونة إلي بني وليد.. هذه القبائل وجودها كلها امتداد واحد.
والليبيون الذين ذهبوا إلي بلدان إفريقية مثل تشاد والنيجر، عادوا بعد ذلك، لكن نحن الليبيين الذين خرجنا من ليبيا في العهد التركي أو العهد الإيطالي وجئنا إلي مصر، لم نرجع إلي المكان الذي خرجنا منه، وهاهي هذه القبائل موجودة هنا.. ها أنتم موجودون- مثلما قلنا- في أسيوط والمنيا وبني سويف، وفي البحيرة والإسكندرية ومطروح والفيوم.
ومادام الليبيون تحتضنهم هذه الأرض.. أرض مصر من الناحية الإدارية والسياسية، واستوطنوا فيها، إذن من حق الليبي أن يدافع عن هذه الأرض لأنه يحتاج لها، تحميه وتؤويه مثلما أوت الليبي الموجود الآن.
ويري القذافي أنه من أجل هذا طرح إعادة إحياء الدولة الفاطمية، قائلا: حتى لا يقولون دولة جديدة، باعتبار أن هناك دولة كانت موجودة260 عاما، وتغلبوا عليها، وقد يكون أبناؤها موجودين الآن يستطيعون أن يحيوها مرة ثانية.
طبعا عندما نعلن الدولة الفاطمية من مراكش إلي الشرق العربي، لا أعرف إلي أين تمتد، لكن دعنا نقف عند مصر.. هي طبعا عندها امتدادات بعد ذلك.
لكن عندما نحيي الدولة الفاطمية مرة أخري، معناها هذه المنطقة شمال إفريقيا أصبحت دولة واحدة، ولا داعي لكلمة ليبي ومصري، وعربي بربري وعربي غير بربري، ولا داعي لهذه الأقليات والتشرذم والمذهبية.
الدولة الفاطمية هذه هوية رأيت أنها مناسبة جدا تصهر كل هذه التفاعلات المحلية التي هي ليست تناقضات، لكن هناك تفاعلات محلية نقضي عليها، وتظهر الحقيقة أن المصري والليبي والتونسي والجزائري والمغربي وحتي الموريتاني هم شعب واحد.. وأصل واحد.. ولغة واحدة.. ودين واحد.. وأرض واحدة، والناس يعود لها الوعي مرة أخري ويقولون كيف نحن كنا نقول الأمة المصرية والأمة الليبية والأمة التونسية والأمة الموريتانية…. وإلي آخره، كيف؟!
وإذا بنا شعب واحد وأرض واحدة.. كيف كنا قابلين بوضعية مزيفة؟!. لو قامت الدولة الفاطمية لظهرت الحقيقة.. أولا نتخلص من كل هذا التشرذم الموجود الآن، ونتخلص من أنك أنت اسمك كذا، واسمك كذا، لأن سيصبح’ فاطمي’ خلاص.. هوية.
ثم إن جميع الأقليات المضطهدة الآن سوف تعود لها كرامتها واعتبارها وتصبح متساوية مع الآخرين، لأن هذه الأقليات هي من بقايا الدولة الفاطمية وقد اضطهدت لأن الدولة الفاطمية سقطت، وتغلبوا عليها بعد مائتين وستين سنة من قيامها، فإذا عادت الدولة الفاطمية ستعود الروح إلي هذه الأقليات والجماعات التي الآن مكفرة ومضطهدة، من’ الدروز’ و’البهرة’.
إلي جانب هذا- رأيت في هذه القائمة- الأشراف.. الأشراف من ضمن الجماعات المضطهدة منذ قيام الدولة الأموية، ثم قيام الدولة العباسية، ثم الاستعمار التركي، وبعد ذلك قيام الأنظمة العربية المختلفة هذه، العائلية وغيرها.. كلها كانت علي حساب الأشراف.. تضطهد الأشراف، والدليل علي ذلك أن الأشراف توزعوا في الأرض من الهند إلي مراكش وحتى الأندلس بسبب الاضطهاد، وأخفوا هويتهم، وإلي الآن في بلاد عربية ممنوع أن تقول شريف..ممنوع أن تقول أصلك فلان فلان الشريف أو السيد.. ممنوع أنك أنت السيد فلان الفلاني.
فالأشراف الآن بالملايين، ومضطهدون، وبدأوا الآن ينظمون أنفسهم.. موجودون نحن هنا من مصر إلي ليبيا إلي شمال إفريقيا إلي المشرق إلي الجزيرة العربية، وهم من مصلحتهم أن تقوم الدولة الفاطمية، لأن هذه الدولة شريفة.
وأعتقد أنهم بدأوا يتحركون، وليس هناك حق للغير أن يضطهد الأشراف.. ما هو ذنب الأشراف هل لأنهم أشراف؟!! وبالتالي يجب بالنسبة للمثقفين والزعامات الشعبية، أن يأخذوا هذه الأطروحة مأخذ الجد.
الآن في إفريقيا يقولون أنتم إقليم شمال إفريقيا ركن من أركان الوحدة الإفريقية، قلنا لهم’ كيف نحن شمال إفريقيا ركن من إفريقيا؟’ قالوا لأن عندما تعملون وحدة سياسية ووحدة اقتصادية وعملة واحدة وجيشا واحدا، وجنوب إفريقيا يعمل كذا، ووسط %