منذ أنْ خلق اللهُ الأرضَ ومنْ عليها وُجِد ما يُسمى بالتوازن البيئي وهذا يدُلنا على عظمةِ الخالق سبحانه وتعالى، فالله قسم الأرزاق على جميع المخلوقات، وجعل جميع المواد العضوية الناتجة من الشجر ومن فضلات الحيوان تعود مرة أخرى لِتُفيد الشجر والحيوان كغذاء، وهذا هو الذي يعرف بإعادة الدوران (Recycling).
رزق الطير والحيوان:
الجرذان في الصحراء منها ما هو ليلي يخرج ليلاً ليبحث عن الحبوب ليأكلها والآخر نهاري يخرج نهاراً، فلا يزاحمان بعضيهما البعض على الطعام. وهناك ما هو صغير يأكل البذور الصغيرة، والكبير الذي يتغذى على الحبوب الكبيرة.
والطيور الجارحة منها ما يصيد بنفسه والآخر لا يأكل إلا الجيف، والجيف نفسها يَـبيضُ فيها الذبان الأزرق أو الأخضر لتتغذى يرقاته على باقي الجيفة فتستفيد اليرقات من الطعام الوفير.
لبعض الطيور مناقير طويلة تستخدمها للبحث عن الديدان تحت سطح الأرض في المناطق الساحلية، ولبعضها مناقير قصيرة لأكل البذور ولبعضها مناقير حادة لأكل الطيور الأصغر حجماً.
للفراش والخنافس يرقات على شكل الدود وتمتد دورة حياتها كيرقة مدة طويلة وقد جعلها الله بأعداد كثيرة ليكون بعضها طعاماً للطيور والحيوانات الأخرى والقليل يستمر ليتحول إلى خنفساء أو فراشة.
والنباتات الحولية التي تموت في الصحراء بعد أن تنتهي دورتها الحياتية بعد دخول الحر تأكلها الأرضة والبكتيريا لتحولها بعد ذلك إلى مواد عضوية تزيد من خصوبة الأرض لتستفيد منها النباتات في السنة التالية.
فالخلاصة أن جميع ما على الأرض يعيش ويكمل بعضه البعض، وعند تدخل الإنسان بهذه البيئة يختل التوازن مما يجر على الإنسان عواقب قد لا تدركها إلا الأجيال القادمة.
يوجد في البيئة البرية حيوانات ونباتات وطيور متعددة منها ما كان غذاء وعلاج للإنسان استخدم لفترات طويلة من الزمن، ولتكملة الاستفادة منها وجب علينا المحافظة عليها للأجيال اللاحقة لأنه قد يستخرج منها مستقبلاً مواد تساعد في علاج الأمراض، أو يكون القضاء عليها إخلال في البيئة مما ينتج عنه أثر ضار لا تتحمله الإنسانية. فهناك من النبات والحيوان من لا نشعر بأهميته إلا بعد فقده. وهناك أعمال تفعلها البكتيريا و الحيوانات و لا يستطيع الإنسان عملها إلا بجهود وبميزانيات مالية كبيرة.
كيفية المحافظة على البيئة:
• عدم قلع النبات وقتل الحيوان أو الطير، فالإسلام ينهى عن قلع الشجر بدون فائدة أو سبب، وينهى عن قتل الطير بدون الاستفادة منه بالأكل.
• تنظيم الرعي بأن تترك الأرض بعد الرعي فيها فترة من الزمن ( 3 سنوات أو أربع) لتستعيد ما أخذ منها، فرعي النبات قبل أن يكمل دورته في الإزهار ونشر البذور سوف يقلل منه في السنة التالية والتي بعدها حتى ينتهي من الوجود، وكذلك عدم توفر النبات وقلته يساهم في خفض خصوبة الأرض حيث لا يوجد شيء لتحلله البكتيريا ليستفيد منه النبات.
• عدم الخروج عن الجادات الترابية فضغط العجلات على الأرض يقلل من خصوبتها بإخراج الأكسجين منها ويقلل من تحلل المواد العضوية فيها.
• عدمُ إلقاء المواد البلاستيكية في الصحراء، فهي بطيئةٌ التحلل وسامةٌ ومُضِرَّةٌ للحيوان وتبقى لفتراتٍ طويلة في البر تلتصق بالنبات وتقفل جحور الزواحف واللافقاريات. وللعلم فإن إلقاء الطعام في البر غير مضر فهو سريع التحلل ومفيد للحيوان والطير والنبات. والبلاستيك هو من صناعة الإنسان التي تعتبر ضارة للبيئة، وهناك دراسات وأبحاث لاستبداله بمواد تسمى بصديقة للبيئة أي غير ضارة للبيئة.
• فقد أخترع الناس بعض الألات لتكون صديق للبيئة ولا تضرها أبد
ومن بعض هذه الألات الكمبيوتر
شهدت مدينة دبلن الأيرلندية تصنيع أول كمبيوتر صديق للبيئة فى العالم يحمل اسم "إيامكو"، ويتكون من ألواح خشبية قابلة للتحلل بيولوجيا حيث أنها مصنوعة من بقايا صناعة الأخشاب وعجائن النباتات.
وصرح مخترعو الكمبيوتر "إيامكو" من شركة "مايكرو برو كمبيوترز المحدودة" لدى استقبال وزير العلوم والابتكار الأيرلندى جيمى ديفنز أنهم يستطيعون صناعة الألواح الخشبية من لب نباتات وأشجار تنمو محليا.
وتزامنت زيارة الوزير للشركة مع إعلان تفاصيل برنامج جديد لدعم التوجهات الصديقة للبيئة لدى الشركات يحمل اسم " المبادرة الأيرلندية" لدعم التكنولوجيا الخضراء فى الشركات.
وقال بول ماهر مدير شركة مايكرو برو: "تعتمد شركتنا على التكنولوجيا الصديقة للبيئة وكيفية تطويعها لتصنيع أجهزة كمبيوتر أرخص وأكثر ترشيدا للطاقة وأقل ضررا على البيئة".
وتقوم هذه الآلة بتحويل الهواء إلى غازات من خلال مولدين لتحصل على (الغسيل المثالي) ثم يتحول الغاز بعدها إلى أكسجين ويطلق في الهواء دون التسبب في تلويث البيئة.
وتم توزيع الاختراع الجديد الذي يبلغ سعره في الوقت الحالي 100 ألف يورو ببعض الدول العالمية حيث تم تسويق نحو 20 آلة في أمريكا الوسطى ومصر والمغرب وتونس والبرتغال وغيرها من البلدان الأوروبية.
ووفقا للمصدر ذاته إذا لجأت كافة مصانع النسيج إلى استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة سيؤدي هذا إلى توفير قرابة 4.5 مليار كيلووات من الكهرباء و2.4 مليون طن من المساحيق الكيميائية و1.2 مليون متر مكعب من الماء
أعلنت شركة PaperFoam ان آبل ستقوم بإستخدام صناديقهم في تغليف جهاز الاي فون الجديد.
ولكن مالذي يميز هذه الشركة؟ صناديق صديقة للبيئة!! حيث تستخدم الشركة مواد عضوية طبيعية مثل نشأ البطاطس في صناعة هذه الصناديق حيث قامت آبل بطلب ملايين من هذه الصناديق الصديقة للبيئة والتي لاتنتج في حالة حرقها كميات كبيرة من الكربون بعكس الاوراق والبلاستيك.
وقد إنتقدت منظمات الحفاظ على البيئة شركة آبل في مامضى لإستخدامها مواد غير معادة التصنيع ومشرة للبيئة في منتجاتها الامر الذي وعد ستيف جوبز بتغييره.