القصة:منى والميزان
لسليم البيطار
اقتربت منى من أمها وهي تحاول أن تحبس دموعها، وفي صوتها مايشبه البكاء، مالبث أن تحول إلى غضب يكبر مع كل عبارة تتفوه بها:
لن ألعب مع سميرة أبداً بعد اليوم…لا…لاأريد أن أراها أبداً أبداً…هي لا تحبني..لم ترم الكرة إلي ولامرة…رمتها لهاجر، وسلمى،
وريم…لم تلتفت نحوي،كأني لست موجودةفي الملعب.أنا أيضاًلاأحبها..أنا أكرهها.
وطفرت الدموع التي كانت منى قد حبستها طويلاً.
وبهدوء قالت الأم: اقتربي يامنى…اقتربي.
وبحنان احتضنت ابنتها وضمتها إلى صدرها، وأخذت تداعب شعرها المتموج وتردد: لاتحزني ياحبيبتي!…تعالي نلعب معاً؛ أريد أن أتسلى
معك.
انتفضت منى واقفة وصاحت: صحيح ياماما!ستلعبين معي؟أنا أحبك..أحبك ياماما.
ولم تنتظر الأم طويلاً لتقول: سنلعب لعبة الميزان ياحبيبتي.
وماهي لعبة الميزان هذه ياماما؟ سألت منى مستغربة.
ابتسمت الأم ابتسامتها الهادئة، وقالت بعد أن أخرجت آلة الميزان ووضعتها أمام منى على الطاولة: انتبهي ياصغيرتي، ستعددين عيوب سميرة
وإساءاتها، ومقابل كل عيب أو إساءة ستختارين مكعباً خشبياً من صندوقك وتضعينه في الكفة اليمنى من الميزان.
أعجبت الفكرة منى لكنها عبست قليلاً، ونظرت إلى اللوحة، وقالت: لكن، وإن لم تكف مكعبات اللوحة هذه؟ أجابت الأم بسرعة: نستعين
بمكعبات أخرى.
وراحت المكعبات تتوالى بسرعة إلى كفة الميزان اليمنى.. فعيوب سميرة وإساءاتها حاضرة في ذهن منى: تصرخ..تدوس على قدمي…
لاتعيرني أقلامها…تركض ولا تنتظرني…كسرت لعبتي.
وتباطأ التعداد، وخف وضع المكعبات في الميزان، بينما كانت منى تبحث في زوايا ذاكرتها وتجهد، علها تسعفها بإضافة إساءة جديدة لتضع
مكعباً آخر…لكنها لم تجد. فصمتت، والأم تنظر إليها بترقب، ثم قالت: ألا يكفي كل هذا ياأمي؟ أرأيت كثرة عيوب سميرة؟
ابتسمت الأم وأجابت: بلى ياعزيزتي، يكفي ويزيد، لكن الآن سنكمل اللعبة؛ ستعددين حسنات سميرة، وستضعين في كفة الميزان اليسرى
مكعباً خشبياً مقابل كل حسنة لها.
لا، ليس لسميرة حسنات، ردت منى بنزق؛ وتجهم وجهها كأنها صممت على ألا تجيب بشيء.
فقالت الأم بلطف وحنان:
مابك يامنى؟ أحقاً ليس لسميرة حسنات؟اسمعي، سأساعدك على التذكر، هيّا:
أما قاسمتك قطعة حلواها أمس؟
وإذ لم تستطع منى أن تنكر هذا، مدّت يدها إلى اللوحة وتناولت ببطء مكعباً خشبياً ووضعته في الكفة اليسرى.
ألا تدعك تركبين على حصانها الخشبي الذي تمنعه عن أخيها الصغير؟
ألاتتنزهين على دراجتها مرتين في الأسبوع؟
أم أنك نسيت عندما كنت مريضة، كيف حملت لك الأغاني والأشعار التي تعلمتها في غيابك، وأنشدتها لك لتسليتك؟
ألم تعرك كتابها يوم نسيت كتابك في المدرسة؟…
تراكمت المكعبات في كفة الميزان اليسرى، وكانت قد رجحت على الكفة اليمنى منذ وقت… ولم تنتظر منى أن تقول أمها اكثر من ذلك،
فأطلقت ضحكة فرح غامر، وكأنها قد استرجعت مع كل سؤال طرحته أمها ذكرى جميلة، وأوقات مرح ممتعة قضتها مع سميرة.
تركت الأم ابنتها في الغرفة وخرجت…
وماكادت بضع دقائق تمر حتى سمعتها تنادي: سميرة…سميرة ..تعالي نلعب معاً.
حل الأسئلة :
ص.133
الأول شفوي
أستمع وافسر..
تداعب: تلعب وتلاطف
عبست: كشرت وتهجمت
تسعفها: تساعدها وتعينها
ص.134
أبحث في معجمي المدرسي عن معاني الكلمات الآتية، وأضعها في جمل مفيدة:
نزق: الطيش عند الغضب ( التهور عند الغضب ), على المسلم ان يبتعد عن النزق.
ترقب: انتظار, ترقي الأب عودة ابنه من المدرسة.
أختار المعني المناسب للكلمات الملونة فيما يأتي:
طفرت:
تجهم: عبس.
أستمع وأتذوق:
بم شبه الكاتب ذاكرة منى في قوله: ( كانت منى تبحث في زوايا ذاكرتها ).
شبه ذاكرة منى بــ
أميز التعبير الحقيقي من التعبير المجازي فيما يلي:
حقيقي.
مجازي.
ص.135
أصف كلاً من منى وأمها بصفتين داخلتين لكل منهما:
أم منى:
منى: متسرعة و طيبة القلب.
أعمق فهمي:
اسمع للنص، ثم أجيب:
ما الحدث الرثيس الذي فجر غضب منى؟
ص.136
لماذا اختارت الأم لعبة الميزان؟
هل أجبرت الأم ابنتها على اتخاذ قرارها الأخير؟
لا، لم تجبرها، بل أقنعتها بطريقة علمية على الرجوع عن قرارها المتسرع.
لماذا أطلقت منى في النهاية ضحكة فرح غامر؟
أطلقت ضحكتها فرحاً باكتشاف جمال صديقتها سميرة وحسن أخلاقها.
أطبق ما فهمت:
هذه القصة علمتني أن:
• لا أبالغ في غضبي.
• لا أصدر أحكاماً متسرعة.
• أستمع لنصيحة من هم أكبر مني سناً.
• الـــــــــــتسامح.
• موازنة الأمور والمواقف.
• استخلاص الحكمة من واقع الحياة.
• حسن الظن بالآخرين.
• مساعدة الأصدقاء بضمير وحسن نية.
• استشارة الأم في المواقف الصعبة والمستعصية.
ص.137
سؤال ب. و ج. وااااجـــــــــــــــب.
أكتب أمثالاً وحكماً عربـــية تعبر عن قصة منى والميزان:
1.
2. الصداقة كنز لا يفنى.
3. من لم يكن حكيماً لم يزل سقيماً.
4. العجلة تجلب الفشل، مهما كان ما تفعله.
تعبت فالموضوع ارجو التقييم