فن المسسرحيه
عند قراءة تراثنا العربي لا بد أن نقف عند بعض الظواهر المسرحية بوجهيها :
1- الاحتفالي : طقوس الاستقساء – حكاية الصوفي المتحمق في رواية المهدي – الحكواتي – صندوق الدنيا
الكتابي : كليلة ودمنة لا بن المقفع – مقامات الهمذاني وتأثيرات المسرح 1- إمتاع مع الفائدة والتسلية معا 2- نقل حصيلة التجربة الإنسانية 3- القيام بعمل يحس مفهوم الحياة بنظر الإنسان
أولا نشأة المسرح العربي
ثانيا مقومات الفن المسرحي
ثالثا الحوار المسرحي
رابعا الصراع المسرحي
خامسا
سادسا هدف المسرحية
سابعا أنواع المسرحية
أولا نشأة المسرح العربي
لم يعرف العرب فن التمثيل لا في الجاهلية ولا الإسلام وعندما قاموا بنقل ثقافات اليونان اقتصروا على ما يتعلق بالحياة العقلية حيث أعرضوا عن الحياة الوجدانية لاحتوائها في الأدب التمثيلي لكن العصر الحديث بدأت تباشير النهضة الفكرية وبخاصة ما يتعلق بالفن المسرحي
وظل الأدب المسرحي يرقى في مصر حتى بلغ أواخر القرن الماضي ومن بواكير الفن المسرحي في مصر رواية ( روميو و جولييت ) حيث وصفها شعر الشيخ نجيب الحداد ومثلها / سلامة حجازي / غير أن ديار الشام أظهرت نابغة المسرح العربي الحديث ( أبا خليل القباني ) الدمشقي حيث وضع المسرحيات مقتبة من التاريخ العربي وأدخل عليها التطور الفني فكان هذا الفن مبكرا وغريبا على أهل دمشق فنا وآه المتزمتون في حياة المجتمع وانتقل بفنه إلى مصر الحديثة حيث وجد إقبال الجماهير على فنه ومن الأسباب التي منعت وجود المسرح العربي قديما هي :
( 1- الاستعمار العثماني – 2- تحريم التمثيل في القرآن الكريم -3- السخرية من التمثيل عند الجمهور العربي ) ولبثت فترة الانتقال المسرحي منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى ما بعد الحرب العالمية الأولى و المسرح المصري ناشئ و الدب المسرحي فيه على قسمين 1- الأول للشعب و هو من النوع البعيد عن الفن 2- و الآخر قسم رفيع تدور به حياة الأوبرا ثم ظهر من نوابغ المسرح العربي الحديث ( جورج أبيض – نجيب الريحاني – سليمان نجيب – ثم بروز المسرحيات الشعرية على يد أحمد شوقي )
ثانيا مقومات الفن المسرحي
تعريف المسرحية
العمل المسرحي
أجزاء العمل المسرحي
تعريف المسرحية : هي نص أدبي يصب في حوار و يقسم على مشاهد تحكي به الكتب قصة جادة أو هازلة و يلقيه ممثلون فصحاء أمام جمهور في وقت معلوم و ضمن إطار فني معين و لابد لكل مسرحية من بناء يجتمع فيه النظارة و مسرح تجري عليه و زمن يحدد لساعتين أو ثلاث ينصرف فيه جهد الكاتب المسرحي لتصوير الشخصية المحورية ( البطل ) الذي يصطرع مع ند له أقل شأنا منه أو يصطرع مع تقاليد المجتمع و عقائده أو مع عالمه الذاتي
العمل المسرحي
و هو كل ما يجري على المسرح من قيام و قعود و سكون و كلام و صمت أو هو العراك الناشئ بين الوسائل و الحوائل
صفاته : أ – لابد أن يكون قريبا للتشويق و الجاذبية و يعتمد على الشكل و العمل شرطا أساسي لنجاح المسرحية و على المؤلف ( 1- أن يختار ما يلائم طبيعة البشر 2- يصطفي الأفعال الإنسانية دون التعرض للتفصيلات )
ب – الوحدة و هي اتحاد الأجزاء المختلفة التي يتركب منها العمل الروائي و يتحقق ذلك بحصر الاهتمام بالبطل وحده وجعله في خطر واحد لا ينتهي إلا بانتهاء المسرحية وهناك شرط للكلاسيكيين و هو الوحدات الثلاث ( وحدة الموضوع – المكان – الزمان )
أما وحدة المكان و تعني وقوع العمل في مكان واحد ( مدينة – غرفة – معسكر )
وحدة الزمان و تعني أن لا يستغرق العمل أكثر من أربع و عشرين ساعة أو ست و ثلاثين ساعة
غير أن الإبداعيين خرجوا على هاتين الوحدتين بإرخاء الستار و تقسيم الرواية إلى فصول
ج – السرعة : مادامت المسرحية تجري في زمن قصير فهي لا تحتمل التطويل و التفصيل و الاستطراد
د – و من صفاته : أنه يوجه الأثر إلى الذهن لا إلى الحواس حتى لا يقترب المسرح من السيرك حيث لا تعرض على المسرح الحوادث المرعبة كالقتل مثلا
أجزاء العمل المسرحي : يتكون العمل المسرحي من ثلاثة أجزاء
أ – العرض و هو الفكرة العامة المجملة عن العمل الروائي يقدمها الكاتب في الفصل الأول ليهيئ الأذهان إلى الحادث و يشوق إليه و يعرف الأشخاص و المكان و الزمان و موضوع المسرحية و يعرض العمل عن طريق الممثلين دون أن يظهر عليهم ذلك بقصد الإيهام عند المشاهدين و له صفتنا اثنتان : ( 1- الطبيعة من غير تكلف 2– أن يكون وسطا بين الغموض و الوضوح )
ب – التعقيد ( العقدة ) : و هي جسم المسرحية بل روحها لأنها الجزء الذي تشتبك فيها الظروف و الوقائع و المنافع و المنازع في اعتراضها طريق البطل فيتولد في هذا العمل التشويق و الجاذبية و لابد للتعقيد من أن يسير على سنن الطبيعة فيبدو سلسلة مترابطة من الحوادث المتعاقبة والابتعاد عن الافتعال
I- الحل : وهو الجزء الذي تنتهي فيه المسرحية وتنحل العقدة بزوال الخطر أو تحقيق الهدف وبراعته أن يدبر دون أن يظهر وأن يكون منطقيا فجائيا سالكا سبيل كون اللاحق ناتجا عن السابق
– والعمل المسرحي : موزع في فصول تتخلله استراحة ضرورية فيها راحة للمشاهد وضرورية للمسرح ويقسم كل فصل من الفصول إلى منتظر متعددة والنظر يحدد دخول شخص إلى المسرح أو خروجه منه
– ويؤدي العمل المسرحي إلى طريق : العبارة الواضحة الغير المتكفلة الملائمة للشخص الناطق بها والحوار السديد مع جودة النطق والحركة عنصر جوهرة يتعاون مع الحوار والصراع في قراءة المسرحية تتمثل الحركة في الأذهان من خلال اللغة والحوار أما الحركة على المسرح فهي عضوية ذهنية معا أما في المسرحية المقروءة فهي ذهنية متخيلة
ثالثا الحوار المسرحي : و هو الأداة الرئيسية في المسرحية يكشف بها الكاتب عن الشخصيات و يمضي بها في الصراع ليعبر عن كاتبه و لا تتحقق حيوية الحوار إلا حين يرتبط بالشخصيات فيدل عليها فالحوار لغة الأشخاص أنفسهم و كل تنافر بين مظهر أبطال المسرحية على المسرح و اللغة التي ينطقون بها يحدث شعورا باختلال الصورة الفنية في الذهن و الحوار الجيد لا بد له من شروط تتحقق فيه و هي :
1- أن يلائم الشخصية الناطقة بها من حيث طبيعتهم و ثقافتها و دورها أي واقعة الحوار
2- أن يعتمد على التركيز و البعد عن الثرثرة
3- أن يكون موجزا و رشيقا و النجوى حوار
رابعا الصراع المسرحي
و هو العراك الناشب بين الوسائل و الحوائل التي تتنازع حادثا من الحوادث فالأولى تعمل لوقوعه و الثانية لمنعه و هو مصدر الجاذبية و التشويق في المسرحية فإذا كان الحوار مظهرا حسيا للمسرحية كان الصراع مظهر معنوي لها و إما أن يقوم الصراع بين البطل و قرينه أو بينه و بين نفسه أو بين الخير و الشر أو بين القدر و الظروف أو بين العواطف و الواجب أو بين أشخاص و آخرين حول مبدأ و له أربعة أنواع
1- الصاعد و هو الذي ينمو من أول المسرحية و يشتد شيئا فشيئا حتى أخرها
2- المرهص و هو الذي تشفا الحوادث فيه عما سبقه من الأهوال دون أن نكشف أمرها
3- الواثب و هو الذي يحدث فجأة دون تمهيد له
1- الساكن و هو الذي يشعر المشاهد فيه بركود الحركة و بطئها في المسرحية
و قد يتطور الصراع من الحوادث الأولى إلى التأزم إلى التعقيد ثم نقطة التحول
خامسا : الشخصية المسرحية
و هي التي تعبر عن الفكرة الأساسية للمسرحية و تثير الحركة فيها و هي أخطر عناصر الرواية التمثيلية شأنا بل هي مصدر كل شيئ فيها
1- طريقة اختيارها لابد من الدقة و البراعة في اختيارها مع مراعاة مقوماتها الثلاثة الكيان الجسماني و الاجتماعي و النفسي
2- يشترط في الشخصية أن تكون متباينة و متعارضة من أجل الصراع و مألوفة وواقعية و ليست من نمط واحد
1- للشخصية أنواع
أ – محورية ( بطل المسرحية ) يتولى القيادة في جميع الحركات تلتقي عندها خيوط العمل عدائية لا تعرف المساومة أو أنصاف الحلول مدفوعة بحاجة أو ضرورة تدفعها
ب – شخصية معارضة للبطل و هي التي تقف في وجه البطل و تكون ندا له تتصداه صلبة لا تنثني قد تكون مجموعة أو مجتمعا أو ضمير البطل أو القدر
ج – شخصيات ثانوية تكمل إطار المسرحية
سادسا هدف المسرحية :
و هو الفكرة الأساسية التي يسعى فيها الكاتب لبيانها و هو منطلق الحوادث و الصراع و الحوار في المسرحية
سابعا أنواع المسرحية
1- من حيث الفن المسرحي هناك الملهاة و المأساة
أ – المأساة : وهي مسرحية شعرية – تعالج موضوعا تاريخيا – جبرية – مستمدة من حياة الملوك و النبلاء – تطرح مشكلة إنسانية – غرضها صلاح النفوس – و الرحمة للمعذب – و الإعجاب بالجميل – تنتهي بفواجع – القضاء و القدر عنصر قوي فيها
ب _ الملهاة : مسرحية خفيفة سارة – تمثيل حادث منتزع من الحياة – يبعث اللهو ويثير الضحك – موضوعها النقد الاجتماعي – أبطالها عاديون – نهايتها مبهجة
2- من حيث وسيلة التعبير : ( المسرحية الشعرية – الغنائية – النثرية – الإذاعية )
3- من حيث الموضوع : ( المسرحية القومية – الاجتماعية – التاريخية – الفكرية )
..
المسرحية فن من الفنون الأدبية الأخرى كالقصة والرواية. والمسرحية رواية، لكنها مبنية كلها على الحوار، وظهرت قبل ظهور هذه الأخيرة. كما أنها ليست أدبا خالصا، بل إنها تتركب من الفن الأدبي ومن الإخراج المسرحي ومن الأداء التمثيلي كذلك. وتقييد حرية الكاتب فيها هو الذي جعل الرواية تحل محلها، فالمسرحية إذن أكثر إجهادا لأنها تستلزم التدريب الطويل والمعرفة بقواعد المسرح. والكاتب يقترب فيها أكثر من الناس، وهو لا يحلل عواطف الناس بطريقة الروائي، وإنما يجعلهم يتكلمون ومن خلال كلامهم يعرض أفكاره عنهم وعن نفسه هو.
وكلتا الرواية والمسرحية تحتاج إلى تصميم وتشخيص وبيئة زمانية ومكانية، وحين تكون جدية في مأساة ، أما حينما تكون هزلية فعي ملهاة. وقد يبرع الكاتب فيعرض مآسي الحياة في شكل هزلي.
وهذا الفن لم يكن معروفا عند العرب القدماء، وعرفته بلادنا فيما كان يسمى ( بالبساط) وهي روايات هزلية صغيرة كانت صفتها الأولى النقد الأولى النقد الاجتماعي وتقديم النصائح بصفة غير مباشرة للذين يتولون الأمور.
وقد دخلت المسرحية إلى الأدب العربي فيما دخلت إليه من فنون أدب الغرب. وكان شوقي من الرعيل الأول الذي حاول ان يقلد الأدب الكلاسيكي الأوروبي، فجعل مسرحيته شعرا على غرار ما فعله شكسبير في الأدب الإنجليزي وراسين في الأدب الفرنسي وجوته في الأدب الألماني، وتبع شوقي في ذلك شعراء آخرون أشهرهم في مصر عزيز اباظة ، وفي المغرب علي الصقلي الذي صدرت له عدة مسرحيات شعرية، من بينها مسرحية ( المعركة الكبرى ) . ومسرحية الفتح الأكبر ومن المعلوم أن المسرحية في الأدب العربي توالى ظهورها على يد الكتاب نثرا، نظرا لقرب النثر من الجمهور وتحرره من القيود التي يفرضها الشعر. وهكذا ظهرت مسرحيات علمية ، وبرز كتاب في فن المسرح، نذكر منهم على سبيل المثال : توفيق الحكيم وأحمد باكثير في مصر. وينهض هذا الفن المسرحي عند الغربيين اليوم، فيقوم بتقديم ألوان من الأدب الاجتماعي والسياسي والفلسفي، ولكنه تحلل من كثير من القيود التي كانت تفرض عليه قديما، وأهمها الوزن الشعري.
والجمهور في بلادنا يعبر هذا الفن كثيرا من الاهتمام. وإن كنا لا نزال عالة على غيرنا في غالب ما ننتجه من هذا الفن