ملاحظة التربية الوطنية تبع المنهج القديم
- امتحان.doc (49.5 كيلوبايت, 728 مشاهدات)
ملاحظة التربية الوطنية تبع المنهج القديم
"ب د ع" عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، أبو بكر الصديق بن أبي قحافة، واسم أبي قحافة: عثمان، وأمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وهي ابنة عم أبي قحافة، وقيل: اسمها: ليلى بنت صخر بن عامر. قاله محمد بن سعد، وقال غيره: اسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم. وهذا ليس بشيء، فإنها تكون ابنة أخيه، ولم تكن العرب تنكح بنات الإخوة. والأول أصح.
وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار وفي الهجرة، والخليفة بعده.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عنه: عمر، وعثمان، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وحذيفة، وزيد بن ثابت، وغيرهم.
وقد اختلف في اسمه، فقيل: كان عبد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. وقيل: إن أهله سموه عبد الله. ويقال له: عتيق ايضاً. واختلفوا في السبب الذي قيل له لأجله عتيق، فقال بعضهم: قيل له: "عتيق" لحسن وجهه وجماله، قاله الليث بن سعد وجماعة معه. وقال الزبير بن بكار وجماعة معه: إنما قيل له: "عتيق" لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به. وقيل: إنما سمي "عتيقاً" لأن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال له: "أنت عتيق "الله" من النار".
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغيره، قالوا: بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا معن، حدثنا أسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه إسحاق بن طلحة، عن عائشة: أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلمن فقال له: "أنت عتيق من النار". فيومئذ سمي عتيقاً وقد روي هذا الحديث عن معن وقال: موسى بن طلحة، عن عائشة.
وقيل له: "الصديق" أيضاً، لما أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إذناً، أنبأنا أبي قال: أنبأنا أبي قال: أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا: أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا المفضل بن غسان، حدثنا محمد بن كثير، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: "لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح يحدث بذلك الناس، فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا، فقال أبو بكر: إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء غدوة أو روحة"، فلذلك سمي أبو بكر الصديق.
وقال أبو محجن الثقفي: "الطويل"
وسميت صديقاً وكل مـهـاجـر ** سواك يسمى باسمه غير منكـر
سبقت إلى الإسلام والله شـاهـد ** وكنت جليساً في العريش المشهر
إسلامه
كان أبو بكر رضي الله عنه من رؤساء قريش في الجاهلية، محبباً فيهم، مألفاً لهم، وكان إليه الأشناق في الجاهلية، والأشناق: الديات. كان إذا حمل شيئاً صدقته قريش وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه، وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه.
فلما جاء الإسلام سبق إليه، واسلم على يده جماعة لمحبتهم له، وميلهم غليه، حتى إنه أسلم على يده خمسة من العشرة، وقد ذكرناه عند أسمائهم. وقد ذهب جماعة من العلماء إلى أنه أول من أسلم، منهم ابن عباس، من رواية الشعبي، عنه. وقاله حسان بن ثابت في شعره، وعمرو بن عبسة، وإبراهيم النخعي، وغيرهم.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: "ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة وترددٌ ونظر، إلا أبا بكر ما عتم حين ذكرته له ما تردد فيه".
أخبرنا الحافظ القاسم بن علي بن الحسن كتابة قال: حدثنا أبي، قال: أبنأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان -قال علي: ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون- قالا أخبرنا أبو القسام بن بشران، أخبرنا أبو علي الصواف، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا المنجاب بن الحارث، أخبرنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا خلف العرفطي أبو أمية، من ولد خالد بن عرفطة، عن ابن داب يعني عيسى بن يزيد قال قال أبو بكر الصديق: "كنت جالساً بفناء الكعبة، وكان زيد بن عمرو بن نفيل قاعداً، فمر به أمية بن أبي الصلت فقال: كيف اصبحت يا باغي الخير? قال: بخير. قال: هل وجدت? قال: لا، ولم آل من طلب. فقال: "الخفيف"
كل دين يوم الـقــيامة إلا ** ما قضى الله والحنيفة، بور
أما إن هذا النبي الذي ينتظر منا أو منكم، أو من أهل فلسطين.
قال: ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبئ ينتظر أو يبعث. قال: فخرجت أريد ورقة بن نوفل وكان كثير النظر في السماء، كثير همهمة الصدر قال: فاستوقفته ثم اقتصصت عليه الحديث، فقال: نعم يا ابن أخي، أبى أهل الكتاب والعلماء إلا أن هذا النبي الذي ينتظر من أوسط العرب نسباً، ولي علم بالنسب، وقومك أوسط العرب نسباً. قال: قلت: يا عم، وما يقول النبي? قال: يقول. ما قيل له إلا أنه لا ظلم ولا تظالم. فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم آمنت وصدقت".
وأخبرنا أبو القاسم، عن أبيه، قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا، نصر بن إبراهيم، أخبرنا علي بن الحسن بن عمر القرشي، حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن عمر الغازي النيسابوري، حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي بمكة، حدثنا أبو محمد إسماعيل بن محمد، حدثنا أبو يعقوب القزويني الصوفي، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إدريس الراسبي، حدثنا أبو القاسم يحيى بن حميد التككي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الجراح، حدثنا أبو خالد، عن عبد العزيز بن معاوية -من ولد عتاب بن أسيد- حدثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن منصور، عن زيد، عن خالد الجهني، عن عبد الله بن مسعود قال: قال أبو بكر الصديق: إنه خرج إلى اليمن قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت على شيخ من الأزد عالم قد قرأ الكتب، وعلم من علم الناس كثيراً، فلما رآني قال: أحسبك حرميا? قال أبو بكر قلت: نعم، أنا من أهل الحرم. قال: وأحسبك قرشياً? قال قلت: نعم، أنا من قريش. قال: وأحسبك تيمياً قال قلت: نعم، أنا من تيم بن مرة، أنا عبد الله بن عثمان، من ولد كعب بن سعد بن تيم بن مرة. قال: بقيت لي فيك واحد. قلت: ما هي? قال: تكشف عن بطنك. قلت: لا افل أو تخبرني لم ذاك? قال: أجد في العلم الصحيح الصادق أن نبياً يبعث في الحرم، يعاون على أمره فتى وكهل، فأما الفتى لخواض غمرات ودفاع معضلات، وأما الكهل فأبيض نحيف، على بطنه شامة، وعلى فخذه اليسرى علامة، وما عليك أن تريني ما سألتك، فقد تكاملت لي فيك الصفة إلا ما خفي علي. قال أبو بكر: فكشفت له عن بطني، فرأى شامة سوداء فوق سرتي. فقال: أنت هو ورب الكعبة، وإني متقدم إليك في أمر فاحذره. قال أبو بكر قلت: وما هو? قال: إياك والميل عن الهدى، وتمسك بالطريقة المثلى الوسطى، وخف الله فيما خولك وأعطاك.
قال أبو بكر: فقضيت باليمن أربي، ثم أتيت الشيخ لأودعه، فقال: أحامل عني أبياتاً من الشعر قلتها في ذلك النبي? قلت: نعم، فذكر أبياتاً.
قال أبو بكر: "فقدمت مكة، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءني عقبة بن أبي معيط، وشيبة، وربيعة، وأبو جهل، وأبو البختري، وصناديد قريش، فقلت لهم: هل نابتكم نائبة، أو ظهر فيكم أمرٌ? قالوا: يا أبا بكر، أعظم الخطب: يتيم أبي طالب يزعم أنه نبي، ولولا أنت ما انتظرنا به، فإذا قد جئت فأنت الغاية والكفاية. قال أبو بكر: فصرفتهم على أحسن مسّ وسألت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: في منزل خديجة. فقرعت عليه الباب، فخرج إلي، فقلت: يا محمد، فقدت من منازل أهلك، وتركت دين آبائك وأجدادك?. قال: يا أبا بكر، إني رسول الله إليك وإلى الناس كلهم، فآمن بالله. فقلت: ما دليلك على ذلك? قال: الشيخ الذي لقيت باليمن. قلت: وكم من شيخ لقيت باليمن? قال: الشيخ الذي أفادك الأبيات. قلت: ومن خبرك بهذا يا حبيبي? قال: الملك المعظم الذي يأتي الأنبياء قبلي. قلت: مد يد:، فأنا اشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.
قال أبو بكر: فانصرفت وما بين لابتيها أشد سروراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي.
أخبرنا غير واحد إجازة قالوا: أخبرنا أبو غالب بن البناء: أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد، حدثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن مجالد، عن الشعبي قال: سالت ابن عباسك من أول من أسلم? قال: أبو بكر، أما سمعت قول حسان: "البسيط"
إذا تذكرت شجواً من أخي ثـقة ** فاذكر أخاك أبا بكر بما فعـلا
خير البرية أتقاها وأعـدلـهـا ** بعد النبي وأوفاها بما حـمـلا
الثاني التالي المحمود مشـهـده ** وأول الناس منهم صدق الرسلا
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن الضحاك بن مخلد، قال: حدثني محمد بن مصفى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء، حدثني أبو سلام الحبشي: أنه سمع عمرو بن عبسة السلمي يقول: القي في روعي أن عبادة الأوثان باطل، فسمعني رجل وأنا أتكلم بذلك، فقال: يا عمرو، بمكة رجل يقول كما تقول. قال: فأقبلت إلى مكة أسأل عنه، فأخبرت أنه مختف لا أقدر عليه إلا بالليل يطوف بالبيت، فقمت بين الكعبة وأستارها، فما علمت إلا بصوته يهلل الله، فخرجت إليه فقلت: ما أنت? قال: رسول الله، فقلت: وبم ارسلك? قال: أن يعبد الله ولا يشرك به شيءٌ وتحقن الدماء، وتوصل الأرحام. قال قلت: ومن معك على هذا? قال: حر وعبد. فقلت: ابسط يدك أبايعك. فبسط يده فبايعته، فلقد رأيتني وإني لرابع الإسلام.
وأخبرنا إسماعيل بن علي وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي. حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا عقبة بن خالد، حدثنا شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد "قال": قال، أبو بكر: ألست أحق الناس بها? يعني الخلافة -ألست أول من أسلم? ألست صاحب كذا? ألست صاحب كذا? وقال إبراهيم النخعي: أول من أسلم أبو بكر رضي الله عنه.
هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
هاجر أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحبه في الغار لما سارا مهاجرين، وآنسه فيه، ووقاه بنفسه. قال بعض العلماء: لو قال قائل: إن جميع الصحابة ما عدا أبا بكر ليست لهم صحبة لم يكفر، ولو قال: إن أبا بكر لم يكن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر، فإن القرىن العزيز قد نطق أنه صاحبعه.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناد إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: واقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ينتظر أمر الله، عز وجل، فجاء جبريل عليه السلام وأمره أن يخرج من مكة بغذن الله عز وجل له في الهجرة إلى المدينة، فاجتمعت قريش فمكرت بالنبي صلى الله عليه وسلمن فأتاه جبريل وأمره أن لا يبيت مكانه، ففعل، وخرج على القوم وهم على بابه، ومعه حفنة من تراب، فجعل ينثرها على رؤوسهم، وأخذ الله أبصارهم.
وكان مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العقبة بشهرين، وايام بويع أوسط أيام التشريق، وخرج لهلال ربيع الأول. قاله ابن إسحاق.
وقد كان أبو بكر يستأذنه في الخروج فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تعجل، لعل الله يجعل لك صاحباً" . فلما كانت الهجرة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وهو نائم فأيقظه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أذن لي في الخروج". قالت عائشة: فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح، ثم خرجا حتى دخلا الغار، فأقاما فيه ثلاثاً.
أخبرنا أبو ياسر بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا همام، أخبرنا ثابت، عن أنس: أن أبا بكر حدثه قال، قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار -وقال مرة: ونحن في الغار-: لو أن أحدهم نظر إلى تحت قدميه لأبصرنا! قال فقال: "يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما".
أخبرنا أبو القاسم الحسين به هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي الدمشقي، أخبرنا الشريف أبو طالب علي بن حيدرة بن جعفر العلوي الحسيني، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي قالا: أخبرنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سلمان بن حيدرة، حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا عبيد الله بن محمد القرشي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج مهاجراً إلى المدينة، كان أبو بكر معه، وكان أبو بكر أعرف بذلك الطريق، وكان الرجل لا يزال قد عرف أبا بكر، فيقول: يا أبا بكر، من هذا معك? فيقول هذا يهديني السبيل.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الفارسي، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: اشترى أبو بكر من عازب سرجاً بثلاثة عشر درهماً. قال: فقال أبو بكر لعازب: مُر البراء فليحمه إلى منزلي. فقال: لا، حتى تحدّثنا كيف صنعت حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت معه. قال: فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا فأحيينا يومنا وليلتنا، حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فضربت ببصري: هل أرى ظلاً نأوي إليه? فإذا أنا بصخرة، فأهويت إليها فإذا بقية ظلها، فسويته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرشت له فروة، "و" قلت: اضطجع يا رسول الله "فاضطجع"، ثم خرجت "أنظر? هل أرى أحداً من الطلب? فإذا " أنا براعي غنم، فقلت: لمن أنت. فقال: لرجل من قريش. فسماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن? قال: نعم. قلت: هل أنت حالبٌ لي? قال: نعم. فأمرته فاعتقل شاة منها، ثم أمرته فنفض ضرعها، ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار، ومعي إداوة على فمها خرقة، فحلب لي كثبة من اللبن، فصببت على القدح، حتى برد أسفله، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيته وقد استيقظ، فقلت: "اشرب يا رسول الله. فشرب حتى رضيت، ثم قلت: هل آن الرحيل? قال: فارتحلنا، والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا? قال: "لا تحزن إن الله معنا" حتى إذ دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين -أو قال: رمحين أو ثلاثة- قال قلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا وبكيت. قال: لم تبكي? قال قلت: والله، ما على نفسي أبكي، ولكني أبكي عليك. قال: فدعى عليه رسول الله صلن فقال: "اللهم اكفناه بما ئشت". فساخت فرسه على بطنها في أرض صلد، ووثب عنها وقال: يا محمد، قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهماً، فإنك ستمر على إبلي وغنمي في موضع كذا وكذا، فخذ منها حاجتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حاجة لي فيها". قال: ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأطلق ورجع إلى أصحابه، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه، حتى قدمنا المدينة، فتلقاه الناس في الطريق "يقولون": الله أكبر، جاء رسول الله، جاء محمد، قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه? قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزل الليلة على بني النجار، أخوال عبد المطلب، أكرمهم بذلك". قال: وقال البراء: أول من قدم علينا من المهاجرين ثم مصعب بن عمير، أخو بني عبد الدار، ثم قدم علينا ابن أم مكتوم الأعمى، أخو بني فهر، ثم قدم علينا عمر بن الخطاب في عشرين راكباً، فقلنا: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم? قال: هو على أثري. ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه. قال البرا: ولم يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأت سوراً من المفصل -قال إسرائيل: وكان البراء من الأنصار من بني حارثة.
أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه بإسناده إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا يوسف بن أبي موسى القطان البغدادي، حدثنا مالك بن إسماعيل، عن منصور بن أبي الأسود قال: حدثني كثير أبو إسماعيل، عن جميع بن عمير، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: "أنت أخي، وصاحبي في الغار".
شهوده بدراً وغيرها
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي، أخبرنا الشريف أبو الب علي بن حيدرة بن جعفر الحسيني، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدر، حدثنا أحمد بن محمد الأبلي العطار بالبصرة، أخبرنا المقدمي، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، أخبرنا مسعر بن كدام، عن أبي عون، عن أبي صالح الحنفي، عن علي بن أبي طالب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر الصديق يوم بدر: "مع أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل، ملك عظيم، يشهد القتال ويكون في الصف".
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم: أن سعد بن معاذ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم -لما التقى الناس يوم بدر- : يا رسول الله، ألا نبني لك عريشاً، فتكون في وننيخ إليك ركائبك، ونلقى عدونا، فإن أظفرنا الله وأعزنا فذاك أحب إلينا، وإن تكن الأخرى تجلس على ركائبك، فتلحق بمن وراءنا? فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً، ودعا له. فبُني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش، فكان فيه أبو بكر، ما معهما غيرهما.
قال ابن إسحاق: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يناشد ربه وعده ونصره، ويقول: "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد". وأبو بكر يقول: بعض مناشدتك ربك، فإن الله موفيك ما وعدك من نصره.
وقال محمد بن سعد: "قالوا: وشهد أبو بكر بدراً، وأحداً، والخندق، والحديبية والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر، وكانت سوداء، وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر مائة وسق، وكان فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ويوم حنين حين ولى الناس".
ولم يختلف أهل السير في أن أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد من مشاهده كلها.
فضائله رضي الله عنه
أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب، أخبرنا جعفر بن أحمد السراج، أخبرنا الحسن بن أحمد بن شاهين، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حامد بن سهل، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث قال: حدثنا جندب -هو ابن عبد الله- : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يتوفى بيوم: "قد كان لي فيكم إخوة وأصدقاء، وإني أبرأ إلى الله أن أكون اتخذت منكم خليلاً، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، وإن ربي اتخذني خليلاً، كما اتخذ إبراهيم خليلاً".
قال وأخبرنا جعفر، أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، حدثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح الحرفي السمسار، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله البابللتي، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت: أخبرني بأشد شيء رأيته صنعه المشركون برسول اله صلى الله عليه وسلم. قال: أقبل عقبة بن أبي معيط، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة، فلوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً. فأقبل أبو بكر، فأخذ منكبه فدفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال أبو بكر: يا قوم، أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم.
الحُرْفي: بضم الحاء المهملة وسكون الراء وبالفاء.
أخبرنا أبو منصور مسلم بن علي بن محمد السيحي العدل، أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس الجهني، أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، أخبرنا أبو يعلى "أحمد بن علي"، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة ابن الجراح في الجنة".
أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر بن طبرزد وغيره قالوا: أخبرنا أبو القاسم الحريري، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن بخيث الدقاق، حدثنا أبو هاشم محمد بن إبراهيم الملطي، حدثنا أحمد بن موسى بن معدان الكرابيسي، حدثنا زكريا بن رويد الكندي، عن حميد بن انس قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من عند الله عز وجل، فقال: يا محمد، إ، الله يقرأ عليك السلام، ويقول لك: قل لعتيق بن أبي قحافة: إنه غير راض.
قال: وأخبرنا ابن بخيت، حدثنا سليمان بن داود بن كثير بن وقدان، حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال: قال ابن عيينة: عاتب الله سبحانه المسلمين كلهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبا بكر، فإنه خرج من المعاتبة: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار} "التوبة 40".
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن الطراح، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، حدثنا سوار بن مصعب، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، صلى الله عليهما وسلم وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر". ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم راسه إلى السماء فقال: "إن أهل عليين ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون النجم -أو الكواكب- في السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" -قلت لأبي سعيد-: وما "أنعما"? قال: أهل ذاك هما.
وأسلم على يد أبي بكر الزبير، وعثمان، و عبد الرحمن بن عوف، وطلحة. وأعتق سبعة كانوا يعذبون في الله تعالى، منهم: بلال، وعامر بن فهيرة، وغيرهما يذكرون في مواضعهم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الثقة إليه وبما عنده من الإيمان واليقين، ولهذا لما قيل له: "إن البقرة تكلمت" قال: "آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر". وما هما في القوم.
أخبرنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن غيلان، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما رجلٌ يركب بقرة إذ قالت: لم أخلق لهذا، إنما خلفت للحرث". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر" قال أبو سلمة: وما هما في القوم.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد المؤدب، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن صفوان، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، أخبرنا علي بن عبيد الله بن طوق، حدثنا أبو جابر زيد بن عبد العزيز بن حيثان حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، حدثنا المعافى بن عمران، حدثنا هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد، عن ابن عمر قال: كنا نتحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة، ثم أبو بكر، ثم عمر، ولقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن أكون أعطيتهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته، وأعطاه الراية يوم خيبر، وسد الأبواب من المسجد إلا باب علي.
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الثقفي، أخبرنا أبو علي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة "ح" قال: أبو نعيم: وحدثنا عبد الله بن الحسن بن بندار، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قالا: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم الجبل، فقال: "اثبت فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان".
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا علي بن داود القنطري، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي بكر وعمر فقال: "هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي".
قال: وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} "التوبة 119" مع أبي بكر وعمر.
قال: وأخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن أبي جحيفة السوائي قال: قال علي: يا وهب، ألا أخبرك بخير هذه الأمة بعد نبيها? أبو بكر، وعمر، ورجل آخر.
وقد روى نحو هذا محمد بن الحنفية، عن أبيه.
قال: وأخبرنا خيثمة، حدثنا أحمد بن سليمان الصوري، حدثنا محمد بن مصفى، حدثنا يوسف بن الصباح، حدثنا جرير بن عبد الحميد، حدثنا سعيد الفافلاني، عن الحسن، عن أنس قال: تناول النبي صلى الله عليه وسلم من الأرض سبع حصيات فسبحن في يده، ثم ناولهن أبا بكر فسبحن في يده، كما سبحن في يد النبي صلى الله عليه وسلمن ثم ناولهن النبي صلى الله عليه وسلم عمر فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر، ثم ناولهن عثمان فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر وعمر.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي، أخبرنا الشريف أبو طالب علي بن حيدرة العلوي، وأبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن القاسم، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، أخبرنا جعفر بن محمد القلانسي بالرملة، أخبرنا داود بن الربيع بن مصحح، أخبرنا حفص بن ميسرة، عن زيد بن اسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم صائماً" ? قال أبو بكر: أنا. قال: "من تصدق بصدقة"? قال أبو بكر: أنا. قال: "من شهد جنازة? قال أبو بكر: أنا. قال: "من أطعم اليوم مسكيناً"? قال أبو بكر: أنا. قال: "من جمعهن في يوم واحد وجبت له -أو غفر له-".
قال: و حدثنا خيثمة، حدثنا محمد بن الحسين الحنيني، أخبرنا عارم أبو النعمان، حدثنا هشيم، عن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: وفد ناس من أهل الكوفة وناس من أهل البصرة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: فلما نزلوا المدينة تحدث القوم بينهم إلى أن ذكروا أبا بكر وعمر، ففضل بعض القوم أبا بكر على عمر، وفضل بعض القوم عمر على أبي بكر، وكان الجارود بن المعلى ممن فضل أبا بكر على عمر. فجاء عمر ومعه درته فأقبل على الذين فضلوه على أبي بكر، فجعل يضربهم بالدّرّة، حتى ما يتقي أحدهم إلا برجله، فقال له الجارود: أفق أفق يا أمير المؤمنين، فإن الله عز وجل لم يكن يرانا نفضلك على أبي بكر، وأبو بكر أفضل منك في كذا، وأفضل منك في كذا. فسري عن عمر ثم انصرف. فلما كان من العشي صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألا أن افضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، فمن قال غير ذلك بعد مقامي هذا فهو مفترٍ، عليه ما على المفتري.
قال: و حدثنا خيثمة، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبي، حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا أبو سنان، عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة الهلالي قال: وافقنا من علي طيب نفس ومزاح، فقلنا: يا أمير المؤمنين، حدثنا عن أصحابك. قال: كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابي. قلنا: حدثنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: سلوني. قلنا: حدثنا عن أبي بكر. قال ذاك امرؤٌ سماه الله عز وجل صديقاً على لسان جبريل ولسان محمد صلى الله عليه وسلم، كان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصلاة، رضيه لديننا، فرضيناه لدنيانا.[/i][/i]
عَنْ أَبي عُمَارَةَ البراءِ بنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَا فُلانُ إِذَا أَوَيْتَ إِلى فِرَاشِكَ فَقُلْ : اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مِتَّ عَلى الْفِطْرَةِ ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ خَيْراً » .
متفق عليه
وَعَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخدريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلى فِرَاشِهِ : أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ، وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ وَرَقِ الشَّجَرِ ، وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ رَمْلٍ عَالِجٍ وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ أَيَّامِ الدُّنْيَا » .
أخرجه الترمذي
عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ قَالَ إِذَا أَوَى إِلى فِرَاشِهِ : الْحَمْدُ للهِ الَّذِي كَفَاني وَآوَاني ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَني وَسَقَاني ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ ، فَقَدْ حَمِدَ اللهَ بِجَمِيعِ مَحَامِدِ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ » .
أخرجه البيهقي
فضل لا إله إلا الله
وصية عامة في التوحيد
فضل طلب العلم
إغاثة الملهوف
فضل السجود لله تعالى
فضل الصدقة
فضل ركعتي الضحى وصيام ثلاثة أيام من كل شهر
صلاة التسبيح
سلو الله العفو والعافية
فضل الصيام
فضل التوبة إلى الله
في أركان الإسلام
في بر الوالدين
المحافظة على الصلاة
في حسن الخلق
ما يقال دبر كل صلاة
في فضل الذكر
في أدب النفس
هجر المعاصي
في فضل ركعتي الفجر
في عدم الالتفات في الصلاة
فضل الإخلاص
لمن كانت له حاجة إلى الله
في آفات النفس
في السؤال بالله عزّ وجلّ
في فضل أمّ الكتاب
في فضل بعض سور
القرآن وآياته
في إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الزهد في الدنيا
الجوار من النّار
بعد الرحلة الرائعة التى شهدها رسولنا الكريم محمد و بعد تكذيب الكفار له و تصديق أصحابه رضى الله عنهم لرحلته المباركه , إستمر الرسول ينتهز فرصة مواسم الحج فيدعو الناس للإيمان بالله و ترك عبادة الأوثان و فى العام الحادى عشر من البعثة النبوية جاءت وفود من قبيلتى الأوس و الخزرج و هى من اكبر القبائل فى المدينة , فجاءوا من المدينة إلى مكة , فأستمعوا لدعوة الرسول فآمنوا به و صدقوه و فى العام الثانى عشر عادت هذة الجماعات الصغيرة و أخبروا قومهم بما سمعوا و رأوا , و بايعوا الرسول البيعة الأولى , و سُميت ببيعة العقبة الأولى , و طلبوا منه أن يرسل معهم تلميذه مصعب بن عمير ليعلمهم القرأن الكريم . و اجتهد مصعب بن عمير إجتهاد عجيب جدا لنشر الدعوة الإسلامية و سمى بأول سفير فى الإسلام و بدأ الإسلام ينتشر فى المدينة فأسلم ابناء عمرو بن الجموح و أسلم بعدها عمرو بن الجموح ثم أسلم الطفيل بن عمرو و هو سيد قبيلة دوس و ذهب الطفيل يدعو فى قومة حتى أسلمت قبيلة دوس جميعاً و آتى بهم يبايعون الرسول و أنتشر الإسلام إنتشار هائل فى هذا العام .
بيعة العقبة الثانية
فى العام الثالث عشر من الدعوة الإسلامية أتى من المدينة ثلاثة و سبعون رجلاً و إمرأتان من قبيلتى الأوس و الخزرج فجلسوا مع الرسول و أتفقوا مع الرسول على تأييده فى دعوته النبيلة ثم إنهم بايعوا الرسول على أن يحموه كأبنائهم و إخوانهم و لهم الجنة , و دعوا الرسول لزيارة مدينتهم فقبل الرسول دعوتهم لأسباب عديدة منها : أن الرسول كان يريد بلداً آمناً لينشر رسالة ربه عز و جل , أما أهل يثرب فقد وجدوا فى هذة البيعة حلفاً سياسياً يقوى شأنهم ضد اليهود و إجلائهم عن أراضيهم و يخفف العداوة بين أهل يثرب من الأوس و الخزرج , بجانب هذا فى المدينة بيت أخوال رسول الله و قبر أبيه عبد الله و فى منتصف الطريق يوجد قبر أمه رحمها الله و رضى عنها إن شاء الله .
ممكن ورقة عمل مال نعمة الماء
بسرعة الله خليكم
تجدونه في المرفقات ..
لأمانة منقول