التصنيفات
الصف الحادي عشر

لماذا سميت بــ حرب البسوس ؟ الصف الحادي عشر

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لو سمحتوا بغيت مساعدتكم بليز لا تردونيه اذا تعرفون

1- لماذا سميت الحرب باسم ( حرب البسوس)

الله لا يهينكم اذا تعرفونه لا تقصرون وياااا ضروري ابيه وعليه درجات

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

/ اجوبــــه درس حــرب البسوس / (سما دبي) -التعليم الاماراتي

//

..السلام عليكم..

تذكر :
* هجرس – المهلهل
* الحارث بن عباده – أمرؤو القيس
*انهما لا يحبان اللهو – ملامح الوجه- كثرة الكلام
* عمو بن الحارث

استنتج:
* ليقتل المهلهل ويعود براسه الى قبيلته
* عدم حب اللهو – الجديه – الشجاعه – القوة
* حتى ياخذ ثار ابيه
* لكي يصلح بين القبيلتين
* السلبيه ( الاخذ بالثار – المكر – حدوث حرب طويله الامد بسبب القتل )
الايجابيه ( عطف المهلهل على ابن كليب – التضحيه من اجل قومه )

باااااي

//

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بلييز .. حل درس((حرب البسوس )) صـ 33ـــ -مناهج الامارات

بلييز .. بسرعة باجرالتسلييم
حل " اكتب على ضوء النص"
بليييييييييييييييييييز

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

/ قصــة حـــرب البسوس / (سما دبي) الصف الحادي عشر

/

بسم الله الرحمن الرحيم

لعل من أبرز الحروب المؤلمة التي دارت بين العرب بل وأبناء العمومة قبل النبوة تلك الحرب المؤلمة التي قتل فيها الكثيرون
حرب البسوس
وقعت هذه الحرب بين بكر وتغلب ابني وائل ، وقد مكثت أربعين سنة ، وقعت فيها هذه الأيام : يوم النهى ، ويوم الذنائب ، ويوم واردات ، ويوم عنيزة ، ويوم القصيبات ، ويوم تحلاق اللمم ، وجميعها أسماء مواضع تمت فيها الحروب ، ماعدا تحلاق اللمم لأن بني بكر حلقوا فيه جميعاً رؤوسهم فسمي بذلك. وانتصرت تغلب في أربع حروب، وبكر في واحدة، وتكافأت القبيلتان في حرب واحدة.

وهذه قصة هذه الحروب في حلقات:

لما فض كليب بن ربيعة – اسمه وائل وكليب لقبه ، ولد سنة 440م ، ونشأ في حجر أبيه ، ودرب على الحرب ، ثم تولى رئاسة الجيش : بكر وتغلب زمناً حتى قتله جساس بن مرة سنة 494 م – جموع اليمن في خزا زى وهزمهم اجتمعت عليه معد كلها ، وجعلوا له قسم الملك وتاجه وطاعته ، وغبر بذلك حيناً من دهره ، ثم دخله زهو شديد ، وبغى على قومه لما هو فيه من عزة وانقياد معدّ له ، حتى بلغ من بغيه ، أنه كان يحمي مواقع السحاب فلا يرعى حماه ، وإذا جلس لا يمر أحد بين يديه إجلالاً له ، لا يختبئ أحد في مجلسه غيره ، ولا يغير إلا بإذنه ، ولا تورد إبل أحد ، ولا توقد مع ناره ، ولم يكن بكرى ولا تغلبي يجير رجلا ولا بعيراً أو يحمى إلا بأمره ، وكان يجبر على الدهر فلا تخفر ذمته ، وكان يقول : وحش أرض في جواري ، فلا يهاج ! وكان هو الذي ينزل القوم منازلهم ويرحلهم ، ولا ينزلون ولا يرحلون إلا بأمره ، وقد بلغ من عزته وبغيه أنه اتخذ جرو كلب ، فكان إذا نزل به كلأ قذف ذلك الجر وفيه فيعوى ، فلا يرعى أحد ذلك الكلأ إلا بإذنه ، وكان يفعل هذا بحياض الماء فلا يردها أحد إلا بإذنه أو من آذن بحرب ، فضرب به المثل في العز فقيل : أعز من كليب وائل ، وكان يحمى الصيد فيقول : صيد ناحية كذا وكذا في جواري فلا يصيد أحد منه شيئاً.

وتزوج كليب جليلة بنت مرة بن ذهل بن شيبان، وكان لمرة عشرين بنين جساس أصغرهم ، وكانت بنو جشم ، وبنو شيبان تقيم في دار واحدة إرادة الجماعة ومخافة الفرقة.

وحدث أن كليباً دخل على امرأته جليلة يوماً فقال لها: هل تعلمين على الأرض أمنع مني ذمة ؟ فسكتت، ثم أعاد عليها الثانية فسكتت، ثم أعاد عليها الثالثة فقالت: نعم، أخي جساس – وهو جساس بن مرة ، كان فارساً شهماً أبياً ، وكان يلقب الحامي الجار ، المانع الذمار ، وهو الذي قتل كليباً ، مات سنة 534 م – وندمانه، ابن عمه عمرة المزدلف بن أبى ربيعة بن ذهل ابن شيبان.فسكت كليب ، ومضت مدة ، وبينما هي تغسل رأسه وتسرحه ذات يوم إذ قال لها : من أعز وائل ؟ قالت: أخواي جساس وهمام. فنزع رأسه من يدها وخرج.

وكانت لجساس خالة اسمها البسوس بنت منقذ، جاءت ونزلت على ابن أختها جساس، فكانت جارة لبنى مرة، ولها ناقة خوارة، ومعها فصيل لها، فلما خرج كليب غاضباً من قول زوجه جليلة رأى فصيل الناقة فرماه بقوسه فقتله. وعلمت بنو مرة بذلك، فأغمضوا على ما فيه وسكتوا، ثم لقي كليب ابن البسوس فقال له: ما فعل فصيل ناقتكم ؟ فقال: قتلته وأخليت لنا لبن أمه، وأغمضت بنو مرة على هذا أيضاً.

ثم أن كليباً أعاد القول على امرأته فقال: من أعز وائل ؟ فقالت: أخواي ! فأضمرها في نفسه وأسرها وسكت، حتى مرت به إبل جساس وفيها ناقة البسوس، فأنكر الناقة، ثم قال: ما هذه الناقة ؟ قالوا: لخالة جساس. فقال: أو بلغ من أمر ابن السعدية – أي جساس – أن يجير عليّ بغير إذني ؟ ارم ضرعها يا غلام، فأخذ القوس ورمى ضرع الناقة، فاختلط دمها بلبنها.

وراحت الرعاة على جساس فأخبروه بالأمر، وولت الناقة ولها عجيج حتى بركت بفناء البسوس، فلما رأتها صاحت: واذلاه ! فقال لها جساس: اسكتي فلك بناقتك ناقة أعظم منها، فأبت أن ترضى حتى صاروا لها إلى عشر، فلما كان الليل أنشأت تقول – بخطاب سعداً أخا جساس وترفع صوتها تسمع جساساً:

يا أبا سعد لا تغرر بنفسك وارتحل……………….. فإني في قوم عن الجار أموات
ودونك أذوادي إليك فإنني……………………………. محاذرة أن يغدروا ببنياتي
لعمرك لو أصبحت في دار منقذ…………………….لما ضم سعد وهو جار لأبياتي
ولكنني أصبحت في دار معشر………………متى يعد فيها الذئب يعدو وعلى شاتي

فلما سمعها جساس قال لها: اسكتي لا تراعي: إني سأقتل جملاً أعظم من هذه الناقة، سأقتل غلالاً – وهو فحل إبل كليب لم ير في زمانه مثله، وإنما أراد جساس بمقالته كليباً -.

ثم ظعن ابنا وائل بعد ذلك، فمرت بكر على نهى – أي غدير – يقال له شبيث ، فنفاه، كليب عنه وقال : لا يذوقون منه قطرة ، ثم مروا على نهى آخر يقال له الأحص ، فنفاهم عنه وقال : لا يذوقون منه قطرة ، ثم مروا على بطن الجريب – واد عظيم – فمنعهم إياه ، فمضوا حتى نزلوا الذنائب ، واتبّعهم كليب وحيه حتى نزلوا عليه ، فمر عليه جساس ومعه ابن عمه عمرو بن الحارث بن ذهل ، وهو واقف على غدير الذنائب ، فقال له : طردت أهلنا عن المياه حتى كدت تقتلهم عطشا ! فقال كليب : ما منعناهم من ماء إلا ونحن له شاغلون. فقال له : هذا كفعلك بناقة خالتي ، فقال له : أوقد ذكرتها أما إني لو وجدتها في غير إبل مرة لا ستحللت تلك الإبل بها ، أتراك مانعي أن أذب عن حماي ، فعطف عليه جساس فرسه فطعنه برمح فأنفذ حضني – الحضن مادون الإبط إلى الكشح- .

فلما تداءمه الموت قال: يا جساس ، اسقني من الماء. فقال : ما علقت استسقاءك الماء منذ ولدتك أمك إلا ساعتك هذه. فالتفت إلى عمرو وقال له: يا عمرو ، أغثني بشربة ماء ، فنزل إليه وأجهز عليه .

وأمال جساس يده بالفرس حتى انتهى إلى أهله على فرسه يركضه ، وقد بدت ركبتاه ، ولما رأته أخته قالت لأبيها : إن ذا لجساس آتى كاشفاً ركبتاه ، فقال : والله ما خرجت ركبتاه إلا لأمر عظيم.

فلما جاء جساس قال له : ما وراءك يا بني ؟ قال : ورائي أني قد طعنت طعنة لتشغلن بها شيوخ وائل زمنا. قال: وماهي ؟ لأمك الويل أقتلت كليبا؟ فقال : نعم ، فقال أبوه : إذن نسلمك بجريرتك ، ونريق دمك في صلاح العشيرة ، والله لبئس ما فعلت ! فرقت جماعتك، وأطلت حربها ، وقتلت سيدها في شارف من الإبل ، والله لا تجتمع وائل بعدها ، ولا يقوم لها عماد في العرب ، ولقد وددت أنك وإخوتك كنتم متم قبل هذا ، ما بي إلا أن تتشاءم بي أبناء وائل ، فأقبل قوم مرة عليه وقالوا : لا تقل هذا ولا نفعل فيخذلوه وإياك ، فأمسك مرة .

ولما قتل كليب اجتمع نساء الحي للمأتم، فقلن لأخت كليب: رحلي جليلة من مأتمك ، فإن قيامها فيه شماتة وعار علينا عند العرب ، فقالت لها : يا هذه ، اخرجي عن مأتمنا ، فأنت أخت واترنا وشقيقة قاتلنا ، فخرجت وهي تجر أعطافها ، فقالت لها أخت كليب : رحلة المعتدي وفراق الشامت ، ويل غداً لآل مرة ، من السكرة بعد السكرة، فبلغ قولها جليلة فقالت : وكيف تشمت الحرة بهتك سترها ، وترقب وترها ،أسعد الله جد أختي ، أفلا قالت : نفر الحياء ، وخوف الاعتداء .

ولما ذهبت إلى أبيها مرة قال لها: ما وراءك يا جليلة ؟ فقالت: ثكل العدد وحزن الأبد ، وفقد حليل ، وقتل أخ عن قليل ، وبين ذين غرس الأحقاد ، وتفتت الأكباد ، فقال لها : أو يكف ذلك كرم الصفح وإغلاء الديات ؟ فقالت: أمنية مخدوع ورب الكعبة أبا لبدن تدع لك تغلب دم ربها.

وكان همام بن مرة ينادم المهلهل أخا كليب وعاقده ألا يكتمه شيئاً. فلما ظعن مره بأهله أرسل إلى ابنه همام فرسه مع جارية ، وأمره أن يظعن ويلحق بقومه. وكانا جالسين، فمر جساس يركض به فرسه مخرجاً فخذيه، فقال همام : إن له لأمراً ، والله ما رأيته كاشفاً فخذيه قط في ركض ، ولم يلبث إلا قليلاً حتى انتهت الجارية إليها ، وهما معتزلان في جانب الحي. فوثب همام إليها، فسارته أن جساساً قتل كليباً، وأن أباه قد ظعن مع قومه، فأخذ همام الفرس وربطه إلى خيمته ورجع ، فقال له المهلهل : ما شأن الجارية والفرس ؟ وما بالك ؟ فقال: اشرب ودع عنك الباطل، قال: وما ذاك ؟ فقال: زعمت أن جساساً قتل كليباً، فضحك المهلهل، وقال: همة أخيك أضعف من ذلك، فسكت. ثم أقبلا على شرابهما ، فجعل مهلهل يشرب شرب الآمن ، وهمام يشرب شرف الخائف ، ولم تلبث الخمر أن صرعت مهلهلا ، فانسل همام وأتى قومه من بنى شيبان ، وقد قوضوا الخيام ، وجمعوا الخيل والنعم ، ورحلوا حتى نزلوا بما يقال له النهى.

ورجع المهلهل إلى الحي سكران ، فرآهم يعقرون خيولهم ، ويكسرون رماحهم وسيوفهم ، فقال : ويحكم ما الذي دهاكم ؟ فلما أخبروه الخبر قال : لقد ذهبتم شر مذهب ، أتعقرون خيولكم حين احتجتم إليها ؟ وتكسرون سلاحكم حين افتقرتم إليه. فانتهوا عن ذلك، ورجع إلى النساء فنهاهن عن البكاء وقال: استبقين للبكاء عيوناً تبكى إلى آخر الأبد.

ولما أصبح غدا إلى أخيه فدفنه، وقام على قبره يرثيه ، وما زال المهلهل بيكي أخاه ويندبه ، ويرثيه بالأشعار ، وهو يجتزئ بالوعيد لبنى مرة ، حتى يئس قومه ، وقالوا : إنه زير نساء ، وسخرت منه بكر ، وهمت بنو مرة بالرجوع إلى الحمى ، وبلغ ذلك المهلهل فانتبه للحرب ، وشمر ذراعيه ، وجمع أطراف قومه ، ثم جز شعره ، وقصر ثوبه ، وآلى على نفسه ألا يهتم بلهو ولا يشم طيباً ، ولا يشرب خمراً ، ولا يدهن بدهن حتى يقتل بكل عضو من كليب رجلاً من بنى بكر بن وائل.

وحث بنى تغلب على الأخذ بالثأر ، فقال له أكابر قومه : إننا نرى ألا تعجل بالحرب حتى نعذز إلى إخواننا ، فبالله ما تجدع بحرب قومك إلا أنفك ، ولا تقطع إلا كفك ! فقال: جدعه الله أنفاً ، وقطعها كفاً ، والله لا تحدثت نساء تغلب أني أكلت لكليب ثمناً ولا أخذت له دية ، فقالوا : لا بد أن تغض طرفك وتخفض جناحك لنا ولهم ، فكره المهلهل أن يخالفهم فينفضوا من حوله ، فقال: دونكم ما أردتم.

وانطلق رهط من أشرافهم وذوي أسنانهم حتى أتوا مرة بن ذهل فعظموا ما بينهم وبينه، وقالوا له: إنكم أتيتم أمراً عظيماً بقتلكم كليباً بناب من الإبل، وقطعتم الرحم، ونحن نكره العجلة عليكم دون الإعذار، وإننا نعرض عليكم إحدى ثلاث، لكم فيها مخرج ولنا مرضاة.

إما أن تدفعوا إلينا جساساً فنقتله بصاحبنا، فلم يظلم من قتل قاتله ، وإما أن تدفعوا إلينا هماماً فإنه ند لكليب ، وإما أن تقيدنا من نفسك يا مرة ، فإن فيك رضا القوم.

فسكت وقد حضرته وجوه بنى بكر بن وائل فقالوا: تكلم غير مخذول ، فقال: أما جساس فغلام حديث السن ركب رأسه ، فهرب حين خاف ، فوالله ما أدري أي البلاد انطوت عليه . وأما همام فأبو عشرة وأخو عشرة، ولو دفعته إليكم لصيح بنوه في وجهي وقالوا: دفعت أبانا للقتل بجريرة غيره. وأما أنا فلا أتعجل الموت ، وهل تزيد الخيل على أن تجول جولة فأكون أول قتيل ! لكن هل لكم في غير ذلك ؟ هؤلاء بنيّ فدونكم أحدهم فاقتلوه ، وإن شئتم فلكم ألف ناقة تضمنها لكم بكر بن وائل. فغضبوا وقالوا : إنا لم نأتك لترذل لنا بنيك ، ولا لتسومنا اللبن. ورجعوا فأخبروا المهلهل، فقال: والله ما كان كليب بجزور نأكل له ثمناً.

واعتزلت قبائل من بكر الحرب ، وكرهوا مساعدة بني شيبان ومجامعتهم على قتال إخوتهم ، وأعظموا قتل جساس كليباً بناب من الإبل ، فظعنت عجل عنهم ، وكفت يشكر على نصرتهم ، ودعت تغلب النمر من قاسط فانضمت إليها ، وصاروا يداً معهم على بكر ، ولحقت بهم عقيل بنت ساقط.

وكان الحارث بن عباد بن ضبيعة من قيس بن ثعلبة من حكام بكر وفرسانها المعدودين، فلما علم بمقتل كليب أعظمه ، واعتزل بأهله وولد إخوته وأقاربه ، وحل وتر قوسه ، ونزع سنان رمحه.

ووقعت الحرب بين الحيين، وكانت وقعات مزاحفات يتخللها مغاورات، وكان الرجل يلقى الرجل والرجلان والرجلين هكذا ، وأول وقعة كانت على ماء لهم يقال له النهى كان بنو شيبان نازلين عليه ، ورئيس تغلب المهلهل ورئيس شيبان الحارث بن مرة فكانت الدائرة لتغلب ، وكانت الشوكة في شيبان ، واستحر القتال فيهم ، إلا أنه لم يقتل ذلك اليوم أحد من بني مرة.

ثم التقوا بالذنائب فظفرت بنو تغلب ، وقتلت بكر مقتلة عظيمة ، ثم التقوا بواردات فظفرت بنو تغلب ، وكان جساس بن مرة وغيره طلائع قومهم وأبو نويرة التغلبي طلائع قومهم أيضاً ، فالتقوا بعض الليالي فقال له أبو نويرة : اختر إما الصراع أو الطعان ، أو المسايفة – أي التضارب بالسيوف- ، فاختار جساس الصراع فاصطرعا ، وأبطأ كل واحد منهما على أصحاب حيه ، وطلبوهما فأصابوهما وهما يصطرعان ، وقد كاد جساس يصرعه ففرقوا بينهما.

ثم التقوا بعنيزة فتكافأ الحيان، ثم التقوا بالقصيبات وكانت الدائرة على بكر ، وقتل في ذلك اليوم همام بن مرة أخو جساس ، فمر به مهلهل مقتولاً فقال له : والله ما قتل بعد كليب قتيل أعز عليّ فقداً منك.

ثم كانت بينهم معاودة ووقائع كثيرة، كل ذلك كانت الدائرة فيها لبنى تغلب، ثم إن تغلب جعلت جساساً أشد الطلب، فقال له أبوه مرة: الحق بأخوالك بالشام، فامتنع، فألح عليه أبوه فسيره سراً في خمسة نفر ، وبلغ الخبر مهلهل ، فندب أبا نويرة ومعه ثلاثون رجلاً من شجعان أصحابه ، فساروا مجدين، فأدركوا جساساً فقاتلهم ، فقتل أبو نويرة وأصحابه ولم يبق منهم غير رجلين ، وجرح جساس جرحاً شديداً مات منه ، وقتل أصحابه فلم يسلم غير رجلين أيضاً، فعاد كل واحد من السالمين إلى أصحابه.

فلما سمع مرة بقتل ابنه جساس قال: إنما يحزنني أن كان لم يقتل منهم أحداً، فقيل له: إنه قتل بيده أبا نويرة رئيس القوم، وقتل معه خمسة عشر رجلاً ما شركه أحد منا في قتلهم، وقتلنا نحن الباقين، فقال: ذلك مما يسكن قلبي عن جساس.

فلما قتل جساس أرسل أبوه مرة إلى مهلهل: إنك قد أدركت ثأرك وقتلت جساساً فاكفف عن الحرب، ودع اللجاج والإسراف، فهو أصلح للحيين وأنكأ لعدوهم، فلم يجب إلى ذلك.

ثم إن بنى بكر اجتمعوا إلى الحارث بن عباد، وقالوا له: قد فني قومك ! فأرسل بجيراً ابن أخيه إلى مهلهل وقال له: قل له: إني قد اعتزلت قومي لأنهم ظلموك، وخليتك وإياهم ، وقد أدركت ثأرك وقتلت قومك. فأتاه بجبر فهمّ المهلهل بقتله ، فقال له امرؤ القيس بن أبان – وكان من أشراف بنى تغلب وكان على مقدمتهم زمناً – : لا تفعل ، فوالله لئن قتله ليقتلن به منكم كبش ، لا يسأل عن خاله من هو ؟ وإياك أن تحقر البغي ، فإن عاقبته وخيمة ، وقد اعتزلنا عمه وأبوه وأهل بيته. فأبى مهلهل إلا قتله، فطعنه بالرمح وقتله وقال له: (بؤ بشسع نعل كليب)! فلما بلغ قتله الحارث – وكان من أحلم أهل زمانه وأشدهم بأساً- قال: نعم القتيل قتيل أصلح بين ابني وائل ! فقيل له: إنما قتله بشسع نعل كليب، فلم يقبل ذلك.

وأرسل الحارث إلى مهلهل: إن كنت قتلت بجير بكليب، وانقطعت الحرب بينكم وبين إخوانكم فقد طابت نفسي بذلك. فأرسل إليه مهلهل: إنما قتلته بشسع نعل كليب ! فغضب الحارث ودعا بفرسه – وكانت تسمى النعامة – فجز ناصيتها وهلب ذنبها- الهلب: الشعر كله وقيل في الذنب وحده -.

ثم ارتحل الحارث مع قومه، حتى نزل مع جماعة بكر بن وائل، وعليهم يومئذ الحارث بن همام، فقال الحارث بن عباد له : إن القوم مستقلون قومك ، وذلك زادهم جرأة عليكم ، فقاتلهم بالنساء ، قال له الحارث بن همام : وكيف قتال النساء ؟ فقال : قلد كل امرأة إداوة من ماء ، وأعطها هراوة ، واجعل جمعهن من ورائكم ، فإن ذلكم يزيدكم اجتهاداً ، وعلموا قومكم بعلامات يعرفنها ، فإذا مرت امرأة على صريع منكم عرفته بعلامته فسقته من الماء ونعشته ، وإذا مرت على رجل من غيركم ضربته بالهراوة فقتلته ، وأتت عليه.

فأطاعوه، وحلقت بنو بكر يومئذ رؤوسها، استبسالاً للموت ، وجعلوا ذلك علامة بينهم وبين نسائهم ، وقال جحدر بن ضبيعة- وإنما سمي جحدراً لقصره – : لا تحلقوا رأسي ، فإني رجل قصير ، ولا تشينوني ، ولكن أشتريه منكم بأول فارس. يطلع عليكم من القوم، فطلع ابن عناق فشد عليه فقتله.

واقتتل الفرسان قتالا شديداً ، وانهزمت بنو ثغلب ، ولحقت بالظعن بقية يومها وليلتها ، واتبعهم سرعان بكر بن وائل ، وتخلف الحارث بن عباد ، فقال لسعد بن مالك : أتراني ممن وضعته الحرب ! فقال : لا ، ولكن لا مخبأ لعطر بعد عروس.

وأسر الحارث مهلهلاً بعد انهزام الناس وهو لا يعرفه، فقال له: دلني على المهلهل. قال: ولي دمي ؟ فقال: ولك دمك، قال: ولى ذمتك وذمة أبيك ؟ قال: نعم ، ذلك لك. قال المهلهل- وكان ذا رأي ومكيدة- : فأنا مهلهل خدعتك عن نفسي ، والحرب خدعة، فقال : كافئني بما صنعت لك بعد جرمك ودلني على كفء لبجير ، فقال : لا أعلمه إلا امرأ القيس بن أبان ، هذاك علمه. فجز ناصيته وأطلقه ، وقصد امرئ القيس فشد عليه فقتله .

فلما رجع مهلهل بعد الوقعة والأسر إلى أهله جعل النساء والوالدان يستخبرونه: تسأل المرأة عن زوجها وابنها وأخيها، والغلام عن أبيه وأخيه ،ثم إن مهلهلاً قال لقومه : قد رأيت أن تبقوا على قومكم ، فإنهم يحبون صلاحكم ، وقد أتت على حربكم أربعون سنة ، وما لمتكم على ما كان من طلبكم ، فلو مرت هذه السنون في رفاهية عيش لكانت تمل من طولها ، فكيف وقد فني الحيان وثكلت الأمهات ويتم الأولاد ، ورب نائحة لا تزال تصرخ في النواحي ، ودموع لا ترفأ ، وأجساد لا تدفن ، وسيوف مشهورة ، ورماح مشرعة ، وإن القوم سيرجعون إليكم غداً بمودتهم ومواصلتهم ، وتتعطف الأرحام حتى تتواصوا ، أما أنا فما تطيب نفسي أن أقيم فيكم، ولا أستطيع أن أنظر إلى قاتل كليب، وأخاف أن أحملكم على الاستئصال ، وأنا سائر عنكم إلى اليمن.

ثم خرج حتى لحق بأرض اليمن، فخطب إليه أحدهم ابنته فأبى أن يفعل، فأكرهوه وساقوا إليه أدَماً في صداقها فأنكحها إياه ، وكان قد بلغ قبائل بكر وتغلب زواج سليمى في مذحج ، وكان بين القومين منافسة ونفور، فغضبوا وأنفوا، وقصدوا بلاد القوم فأخذوا المرأة وأرجعوها إلى أبيها بعد أن أسروا زوجها.

وملت جموع تغلب الحرب فصالحوا بكراً، ورجعوا إلى بلادهم ، وتركوا الفتنة ، ولم يحضر المهلهل صلحهم ، ثم اشتاق إلى أهله وقومه ، ولجت عليه ابنته سليمي بالمسير إلى الديار ، فأجابها إلى ذلك ، ورجع نحو قومه ، حتى قرب من قبر أخيه كليب ، وكانت عليه قبة رفيعة ، فلما رآه خنقته العبرة ، وكان تحت بغل نجيب، فلما رأى البغل القبر في غلس الصبح نفر منه هارباً ، فوثب عنه المهلهل ، وضرب عرقوبيه بالسيف ، وسار بعد ذلك حتى نزل في قومه زماناً ، وما وكده – أي قصده – إلا الحرب ، ولا يهم بصلح ، ولا يشرب خمراً ، ولا يلهو بلهو ، ولا يحل لأمته ، ولا يغتسل بماء ، حتى كان جليسه يتأذى منه من رائحة صدأ الحديد.

فلما كان ذات يوم دخل عليه رجل من تغلب اسمه ربيعة بن الطفيل، وكان له نديماً، فلما رأى ما به قال : أقسمت عليك أيها الرجل لتغتسلن بالماء البارد ، ولتبلن ذوائبك بالطيب ! فقال المهلهل: هيهات ! هيهات ! يا بن الطفيل ، هبلتني إذا يميني ، وكيف باليمين التي آليت ! كلاً أو أقضي من بكر أربى ، ثم تأوه وزفر .

ونقض الصلح، وعادت الحرب، ثم إن المهلهل أغار غارة على بنى بكر، فظفر به عمرو بن مالك أحد بنى قيس بن ثعلبة، فأسره وأحسن إساره، فمر عليه تاجر يبيع الخمر – وكان صديقاً للمهلهل- فأهدى إليه وهو أسير زقاً من خمر، فاجتمع شبان من قيس بن ثعلبة ونحروا عنده بكراً، وشربوا عند مهلهل في بيته الذي أفرد له ، فلما أخذ فيهم الشراب تغنى مهلهل بشعر ناح فيه على أخيه.

فلما سمع عوف ذلك غاظه وقال: لا جرم إن الله على نذراً، إن شرب عندي قطرة ماء ولا خمر حتى يورد الخضير – أي لا يشرب شيئاً قبل خمسة أيام -، فقال له أناس من قومه: بئس ما حلفت ! فبعثوا الخيول في طلب البعير فأتوا به بعد ثلاث أيام، وكان المهلهل مات عطشاً.
ويقال إنه لم يمت كذلك بل إنه غادر القبيلة ومعه عبدان قد وكلهما الجرو أو الهجرس بالذهاب معه أرادا هذان العبدان التخلص منه فلما أيقن ذلك قال لهما
أنقلا عني هذين البيتين:
من مبلغ الحيين أن مهلهلا لله دركما ودر أبيكما
فوعداه خيراً و عندما عادا أخبرا الجرو واليمامة بهذان البيتان لم يفهم الجرو مراده فقال: أهذا كل ما قاله فأجاباه بنعم
ولكن اليمامة فطنت إلى ذلك ويقال أنها كانت من ذكيات العرب فقالت عمي لا يقول الشعر ناقصاً (أو عبارة كهذه) لقد أراد:
من مبلغ الحيين أن مهلهلاً أمسى قتيلاً في الفلاة مجندلا
لله دركما ودر أبيكما لا يبرح العبدان حتى يقتلا

/

..و شكرن..
..^^..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

ورقة عمل: مسرحية حرب البسوس / للصف الحادي عشر علمي + ادبي / المادة : اللغة العربية -تعليم اماراتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرفق: ورقة عمل حرب البسوس

بالتوفيق
ودمتم


الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

ملخص مسرحية حرب البسوس / للصف الحادي عشر العلمي + الادبي / اللغة العربية للصف الحادي عشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرفق: كل ما يخص مسرحية حرب البسوس

بالتوفيق

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

حــــــــل درس حرب البسوس للصف الحادي عشر

لو سمحتوا بغيت حل درس حرب البسوس إلــــــــــي عنده الحــــــــــــــــل يحطه و ما يردنــــــــي؟؟

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

هذا تمرين أكتب على ضوء النص لدرس حرب البسوس -مناهج الامارات

حرب البسوس

——————————————————————————–

يا جماعه هذا تمرين أكتب على ضوء النص لدرس حرب البسوس

المهلهل: كليب …أخي العزيز…كم اشتقت إليك
كليب: يكفيك نفاق…أي عزيز هذا الذي تقبل فدية لدمه
المهلهل: أي فدية…..أتقصد الصلح مع بكر
كليب: نعم … ذاك الصلح الذي قبلت فيه أموالاً مقابل دم اخيك
المهلهل: كلا يا أخي..لقد قبلت بهذا حقناً للدماء
كليب: أهكذا هان عليك دمي؟….أذهب دمي هدراً؟…
المهلهل: كليب…لا تظن السوء….انظر لتلك النسوة بثيابهن السوداء وانظر إلى أطفالهن وقد غادرت وجوههم الإبتسامة
كليب: هل يصير دمي بين عينيك ماء؟!! ..أتنسى…أتنسى ردائي الملطخ بالدماء ؟!! فلتفكر بالعار الذي سيلحقنا أمام العرب إن قبلت بالصلح
المهلهل: الصلح خير من إلراقة دماء الأبرياء في تلك الحرب الرخيصة
كليب: أي أبرياء؟…هل عاد هناك ابرياء في هذا الزمان….الزمان الذي يبيع فيه الأخ دم أخيه مقابل المال
المهلهل: يا أخي لا تنس أن من بين هؤلاء الأبرياء زوجتك جليله وإبنك هجرس
كليب: (يضحك) زوجتي جليلة تلك الخائنة تزوجت من بعدي أليس كذلك….أعلم أنها من شدة حزنها علي تزوجت رجلاً آخر ونسبة إبني له………….ترى لماذا هل خافت أن يقال عنها أنها أرمله
المهلهل: ولماذا لا تفكر في أنها خافت على إبنك من أن يقتل خاله
كليب: اذاً فهي التي تمنع ولدي من الأخذ بثأر أبيه
المهلهل:بل تخاف على ابنك…..أنه ان قتل جساس سوف يٌقتل لا محالة
( تتلاشى روح كليب وهي تقول وتردد: لا تصالحهم…..لا تقبل….)
المهلهل(متحدثاً إلى نفسه): ماذا ستصنع يا مهلهل هل ستقبل بالصلح وترضى بالفديه أم أنك ستعلن الحرب الرخيصه …..لا بد من إتخاز القرار الذي سيحدد مصير الكثيرين ….القبيلة بأكملها ي…يللهول …يا لها من مسؤولية تلك التي كلفت بها هل ستتخذ القرار الذي ستندم عليه بعد ذلك…ولكن هل في وقتها سيفيد هذا الندم لا يا كليب لن أندم ولن ادعك أنت ايضاً تندم سأتخذ القرار الصحيح وستعلم انت في المستقبل أنه القرار الصحيح وسوف أقبل بالصلح.

عمل:
الصف: حادي عشر/ علمي
مدرسة المادة:
المادة: اللغة العربية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

حلول حرب البسوس ص31 و 24 و 32 للصف الحادي عشر

صفحة 31

المهلهل وهجرس

الحارث وامرء القيس

الشاكلة وطريقة التحدث وكرهه للهو

عمرو بن الحارث بن ذهل بن شيبان

استنتج:

ليقتل المهلهل

لا يحب اللهو – حازم – قوي وجاد في عمله – شجاع – قنوع

حتى اذا شب لا ياخذ ثأر ابيه من خاله..

لاقامة الصلح بين القبيلتين..

الشجاعة – عزة النفس – الترابط الاسري

طبق:

عندما قتل هجرس المهلهل وبكى عليه..

عندما كان لا يريد ان يرق قلبه للمهلهل فكان يشعر باللين ثم يعود الا قوته

ص 24 بين المهلهل و الشيخ

هجرس متردد وشجاع وياخذ بالثار
المهلهل شجاع ومحب لكليب وقوي النسب
كليب جاد في عمله ولا يحب اللهو
جساس مخادع وخائن وغدور وكذاب

فكر في الحوار:

السؤال الثالث: لتوضيح صفات الشخصية ولتقريبها من القارئ

السؤال الرابع: لكي لا تكشف بعض الاحداث..

صفحة 32

طور مفرداتك:

محتال و بصير ومتقلب الامورويستطيع ان يتغير من حال الى حال..

هيهات – اواه – صه – وي

صيغة مبالغة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

تقرير عن حرب البسوس -للتعليم الاماراتي

إن حرب البسوس هي من أشد الحروب التي وقعت بين العرب في قديم الزمان،فقد ظهرت فيها شخصيات بطولية كثيره من بينهم الزير سالم البطل المغوار الذي شاع ذكره في الأقطار وأذل بسيفه كل عدو جبار .فهي حرب شديدة وقع فيها الكثير من الوقائع المهولة والمريعة ، وأشعار العرب أهل الفضل والأدب وذكرت ما حصل بين كليب وحسان وجساس وما وقع عليهم من حرب البسوس والملك برجيس وغيرها من الأهوال..

سبب وقوع الحرب:
أخذت عجوز طاسة من الفضة و ملأتها من المسك و الزباد و العطر و خفقت الجميع في بعضهم البعض و عمدت إلى ناقتها الجربانة و أخذت تطلي أجنابها و تدهنها بذلك الطيب ثم أمرت بعض العبيد أن يأخذها إلى المرعى و يمر فيها بالقرب من صيوان جساس في الصباح و المساء ، و استنشق جساس الرائحة الطيبة فتعجب و كان قد نظر إلى العبد و تلك الناقة فأمر بإحضار العبد و كان يظن تلك الرائحة عابقة منه و لما حضر و إذا رائحته كريهة جداً فسأله عن تلك الرائحة، فلم يجب فاستدعى العجوز فحضرت ثم سألها عن قضية الناقة فأخبرته أنها فيها خواص غريبة فإن بعرها من المسك و بولها من العطر و عرقها من الزباد ، فتعجب جساس غاية العجب ، فأمرها أن ترسلها إلى المراعي مع نوقه و جماله لكي ترعى، فأخبرته أن ناقتها لا تأكل إلا من الرياحين و زهرة البساتين فأمرها أن تطلق ناقتها لترعى من أحسن البساتين. فراحت العجوز و انشرح صدرها ثم خرجت من عنده فأمرت عبيدها أن يأخذوا الناقة و يتركوها ترعى من البستان المعروف بحمى كليب و أن يجعلوها تهدم الحيطان و تقطع الأشجار و تأكل الأغصان و إن اعترضهم أحد يشتموه و يسبوه و إذا اقتضى الأمر يقتلوه. فجاء رجل إلى كليب و أعلمه بواقعة الحال فاغتاظ غيظاً شديداً و جاء إلى البستان و معه أربعة غلمان فرأى العبدين أحدهما جالس على سريره الذي يجلس عليه وقت النزهة ، و الآخر داير مع الناقة بين الزهور و هو يسب كليب. فركض غلمان كليب على العبدين ليقبضوا عليهما، فتركا الناقة و هربا فأحضر الغلمان الناقة لكليب فأمر بذبحها فذبحوها و طرحوها خارج البستان. ثم أخذت العجوز جلد الناقة و سارت بها إلى عند الأمير جساس فحدثته بالقصة فاغتاظ جساس على ما فعله ابن عمه كليب فصمم على الانتقام ثم قتله فهاجت بمقتله حرب البسوس.(1)

موت كلـيب:
عندما اشتهر موت كليب و وصل الخبر إلى أبياته و لمت بذلك جميع أهله فمزقوا الثياب و أكثروا من البكاء و الانتحاب فتهتكت الوجوه الملامح و وقع في الحي العويل و الصياح ، و كسرت الفرسان السيوف و الرماح، و خرجت بنات كليب من الخدور و هن مهتكات الستورناشرات الشعور حافيات الأقدام يقطعن السهول و الآكام و قدامهن اليمامة، و كان ذلك اليوم مثل يوم القيامة، و لما وصلن إليه وجدن الطيور حائمة عليه فوقعن على جثته و قبلن يديه و ارتمين حوله، و لما قرأن ذلك الشعر الذي كتبه على الصخرة زادت أحزانهن و أخذن يلطمن على وجوههن، ثم أقبلت أخوة كليب إلى ذلك المكان و ازدحمت الرجال و النسوان و الأبطال و
الفرسان و السادات و الأعيان يرثونه بالأشعار و جرت دموعهم كالأنهار. و ابنته اليمامة علمت أنه لا يوجد من يأخذ بثأرها و يطفي لهيب نارها سوى البطل الأوحد و السيف المهند و الضحضاح الشهير الذي ليس له نظير عمها المهلهل الملقب بسالم الزير، فسارت إليه هي و أخواتها.(2)

ما قبل الحرب:
و لما بلغ بني بكر هذا الخبر اعتراهم القلق و الضجر و خافوا من العواقب و حلول النوائب، فجمعوا المواكب و الكتائب و سار بهم الأمير مرة إلى وادي الذئاب و هو مكان شهير يبعد ثلاثة أيام عن قبيلة الزير.
و هناك انضمت إليهم بعض القبائل من العربان فكانوا نحو ثلاثمئة ألف و أقاموا في ذلك المكان. و لما سمع الزير برحيل مرة و أولاده إلى تلك الديار قال: لا بد أن أقتفي الآثار و أفني الكبار و الصغار، ثم أمر القائد الصغير بسرعة المسير فامتثلوا ما أمر و فعلوا ما ذكر، و في الحال دق الطبل الرجوج فارتجت منه السهول و المروج، و هو الطبل الذي كان لتبع حسان، و لم تكن إلا ساعة من الزمان حتى ركبت الأبطال و الفرسان و ركب المهلهل متسربلاً بالسلاح كأنه ليث الغابة و على رأسه الرايات و من حوله القواد و الجنود، فعند ذلك سارت المواكب قاصدة وادي الذئاب و ما زال العسكر يقطع البر الأقفر إلى أن أشرف على تلك الديار. و في اليوم الثالث في منتصف النهار لما قرب المكان و انكشف للعيان و رآه الأمير مرة و من معه من الرجال و الفرسان قالوا: لقد أقلب علينا الزير بالجموع و الفرسان و المشاهير و اليوم تباع الأرواح بيع السماح، و في الحال انتخب الأمير مرة ألفاً من الأبطال و أرسلهم لملاقاة الأعداء في تلك البيداء، و كان المقدم عليهم ابنه الأمير جساس و جماعة من عظماء الناس، فسار الجحفل طالباً جيش المهلهل ثم فرق ألفاً أخرى في الصحراء و قدم عليها ابنه همام و حثهم على الحرب و الصدام، و أقام هو و باقي العسكر على الجانب الأيسر إذا انكسرت الفرقتان يحمل بمن معه من الفرسان. و لما شاهد المهلهل تلك الحال و انقسام الرجال و الأبطال قسم عسكره ثلاثة أقسام و تقدم و لما اقتربت العساكر من بعضها البعض و انتشرت جموعها في تلك الأرض حملت الفرق على الفرق و الجيش على الجيش قد انطبق، و قصد المهلهل فرقة الأمير مرة بعشرة آلاف من أهل الشجاعة و اشتبك القتال. (1)

حرب البسوس بين بكر وتغلب:
و لما أصبح الصباح و أضاء بنوره و لاح ، تبادر العساكر إلى ميدان الحرب و الكفاح و اصطفت الفرق إلى صفوف و ترتبت المئات و الألوف و تأهب المهلهل للحرب و الطعان فركب ظهر الحصان و تقدم في معركة الطعان و تبعه امرؤ القيس ابن أبان و سائر الأبطال و الفرسان بقلوب أقوى من الصوان، و ركب الأمير مرة و بقية الفرق و تمنطقوا بالسلاح و الدرق و دقت الطبول و صهلت الخيول و ارتفعت الرايات على رؤوس الأمراء و السادات من جميع الجوانب و الجهات، و هجم كل فريق على فريق و تقاتلوا بالسيوف و المزاريق و التقت الأمم و قام الحرب على ساق و قدم. و ما مضى ساعة من النهار حتى اشتد لهيب النار و طلع قتام الغار و انذل الجبان و حار و ارتفع الصياح و علا و ارتجفت أقطار الفلا و لبست الأرض من الدماء حللاً و عظم البلا و الويل و عاد بياض النهار كسواد الليل. و اقتحم المهلهل صفوف الأعادي كأنه ليث البوادي و جال الميامن و المياسر و طعن بهم طعناً يذهل النواظر و يحير العقول و البصائر و هو يقول: يا لثار كليب مهجة فؤادي و من كان سندي و اعتمادي. و لما طال المطال أشفى غليله من قتال الأبطال

و قال:
ذهب الصلح أو تردوا كليباً أو نبيد الحيين بكراً و ذهلاً
ذهب الصلح أو تردوا كليباً أو أدق الرجال قهراً و ذلاً
ذهب الصلح أو تردوا كليباً أو تعم السيوف شيبان قتلاً

فانذهلت الفرسان من هول قتاله و حربه و نزاله و ما زال الحرب يعمل و الدم يبذل و الرجال تقتل إلى أن ولى النهار و ارتحل و دخل الليل و أقبل، فرجع الأمير المهلهل بباقي الجيش و الجحفل، و جميع أكابر عشيرته و أهله و إخوته يتحادثون فيما يجري و يكون، فاستقر الرأي على سرعة الإنجاز و الجهاد في الحرب و البراز قبل أ يطول الأمر و تفوتهم الغلبة و الظفر، ثم أكلوا الطعام و باتوا في الخيام. و لما طلع النهار و أشرقت الشمس بالأنوار تأهبوا للحرب و الكفاح فتقلدوا بالسيوف و الرماح و دقوا الطبول و ركبوا ظهور الخيول و تقدمت الفرسان و الأبطال إلى ساحة القتال و كذلك فعل الأمير مرة و الأمير جساس و من يلوذ بهم من عظماء الناس، و التقت العساكر و تقاتلوا بالسيوف و الخناجر، و كان الأمير المهلهل في أول الجحفل فصاح و حمل و التقى الفرسان بقلب أقوى من الجبل و هو يهدر كالأسد و يضرب فيهم بالسيف المهند. و كان كلما قتل فارساً يقول : يا لثارات كليب، فقصدته الأبطال من اليمين و الشمال و هو يضرب فيهم الضرب الصائب و لا يبالي بالعواقب حتى مزق الصفوف بحملاته و فرق الألوف بطعناته، و ما انتصف النهار حتى قتل مائة بطل كرار و كانوا من الأبطال و الفرسان المعدود. و كذلك فعل امرؤ القيس بن أبان و باقي القواد و الشجعان و ما زالوا على تلك الحال إلى أن ولى النهار و أقبل الليل بالاعتكار فارتدوا عن الحرب و الصدام و رجعوا إلى المضارب و الخيام. و كان قد قتل من عرب جساس في ذلك النهار عشرون ألف بطل كرار و من عرب المهلهل نحو ثلاثة آلاف بطل، و لما أصبح الصباح استعد الفرسان للحرب و الكفاح فركبوا ظهور الخيل و تقاتلوا بالسيوف و النصول و هجم المهلهل على الفرسان ثم حمل على الكتائب و أظهر الغرائب و العجائب و قتل كل شجاع غالب، و ما زال القوم في حرب و صدام و قتل و خصام مدة ثلاثة شهور
حتى أشفى الزير غليله من بني بكر و قتل منهم كل سيد جليل و فارس نبيل و كان عدد من قتلهم في تلك الوقائع نحو مائة ألف مقاتل ما بين فارس و راجل و قتل من جماعة الزير نحو عشرة آلاف بطل، فلما رأى جساس ما حل بقومه من النوائب خاف من العواقب و علم أنهم إذا ثبتوا أمامهم يهلكون هلاك الأبد و لا يبقى منهم أحد فولى و طلب لنفسه الهرب مع باقي طوائف العرب.

ما بعد الحرب:
غنم الزير غنائم كثيرة و أموالاً وفيرة ثم رجع مع الفرسان إلى الأطلال في أحسن حال و أنعم بال و نزل في قصر أخيه، و صارت ملوك العرب تكاتبه و تهاديه و كان يترقب الأوقات للحرب و الغزاة فشكرته اليمامة على ما فعل و قالت : لا عدمتك أيها البطل فإنك أخذت الثأر و طفيت لهيب النار و رجعت بالعز و الانتصار. فشكرها على هذا الكلام و قال : و حق رب الأنام لا يشفى فؤادي و لا يطيب لذيذ رقادي حتى أقتل الأمير جساس و أجعله مثلاً بين الناس و هذا الأمر سيتم عن قريب بإذن السميع المجيب.

مقتل جساس:

حين قتل جساس كليب كانت الجليلة حامل فلما طردها الزير إلى بيت أبيها و سكنت عند جساس أبيها فولدت غلاماً سمته "الهجرس" و لقبوه بـ" الجرو" فكان مع أخواله بني مرة وأولادهم و كان خاله يحسن إليه فبعد أن كبر الهجرس كان يظن أن شاليش أباه و لكنه علم بعد ذلك أن شاليش خاله و علم بمقتل أبيه كليب ثم ذهب إلى أمه فلما عرفت بأن الخبر وصل إليه و لم يعد خافياً عليه، أعلمته بالقصة من أول إلى آخرها و أوقفته على ظاهرها و باطنها فلما فرغت الجليلة أمه بكى الجرو بكاء شديداً و لام أمه على كتمان الأمر ثم إنه صبر إلى الليل حيث ركب بالعجل إلى عمه المهلهل و في أثناء الطريق رأى الجرو قصر أبيه و قبره المصفح بالذهب ، و عند وصوله إلى عند عمه دخل عليه و قبل يديه و اجتمعت شقايقه و أقاربه فوقعوا عليه و ترحبوا به و كان الزير أفرح الخلق به و لما استقر به الجلوس قال الجرو لعمه الحمد لله الذي جمع شملنا بعد الشتات فوالله العظيم رب موسى و ابراهيم لا تزول أحزاني يا عم حتى آخذ بثأر أبي و أقطع رأس جساس و أجعله مثلاً بين الناس فشكره جميع أهله و أعمامه فأخبر الجرو عمه المهلهل بالحيلة التي خططها لقتل جساس فسأله ما هي فأجابه الجرو إني أغير عليكم نهار غد و آخذ نوقكم و جمالكم و أخبره بأني أتيت اليوم بأموالهم و مواشيهم و غداً أجيئ إليك برأس الزير ثم أبرز لأحاربك و تكون أنت واضع قربة من الدم تحت جانبك الأيمن فأطعنك بالرمح فخذه تحت إبطك و ألقي نفسك على الأرض فتنشق القربة و يهرق الدم و أنا أصيح على جساس و أخبره أني قتلت عدوك يا خالي تقدم إليه و اقطع رأسه فقد ذهب القدر و بلغني اليوم الوطر، و عندما يأتي عليك فتقول إليه بالعجل و تعدمه الحياة و هو لا يعلم بقدومي عليكم و بهذه الوسيلة تتم الحيلة، فاستصوب الزير رأيه ثم ودعه و سار وحده إلى ديار بني مرة و رأى جساس في تلك الليلة حلماً غريباً أبصر أنه ربى ذئباً كان يوده و يحبه فلما انتشى و ترعرع تصاحب مع سبع كاسر فألفه إلى أن كان في بعض الأيام أغار السبع على مواشي بني مرة و هجم على نسائهم و أولادهم و جعل يفترس كبارهم و صغارهم، كان الذئب يساعده عليهم فاغتاظ جساس من أفعال الأسد فسل السيف و هجم عليه يريد قتله و إعدامه فوثب عليه الذئب من ورائه و نهشه فألقاه صريعاً على الأرض. فقام جساس مرعوباً من هذا الحلم، و لما أصبح الصباح ركب الزير يطلب الحرب و الكفاح و ركب الأمير جساس و هو في قلق و برأسه وسواس و كان الجرو قد وعد بهلاك القوم وقتل المهلهل.و في ذلك اليوم التقى الفريقان و برز الجرو إلى ساحة الميدان فبرز إليه الزير فالتقاه الجرو و طعنه بالرمح طعنة كاذبة فسحبها الزير من تحت إبطه فراحت خائبة و ألقى نفسه على الأرض من ظهر الحصان خديعة على عيون الفرسان(2)
ليظهر لهم أنه قد مات و حلت به الآفات. فعند ذلك صاح الجرو بأنه نال المراد بقتل الزير الذي أهلك العباد، ثم نادى الجرو خاله جساس ليقطع رأس عدوه فلما رأى جساس الزير يتخبط بدمه تقدم و نزل عن القميرة و هو يظن أنه قد بلغ غابة مراده و لما اقترب نته نهض الزير على قدميه و قبضه من لحيته و هجم الجرو أيضاً عليه و وضع الرمح على كتفيه، فعند ذلك علم جساس بأنها حيلة قد تمت عليه و تأكد عنده صحة المنام فـأخذ يخاطب الجرو و يتوسل إليه بأن يعفو عنه فصاح الجروو قال لا بد من قتلك كما قتلت أبي فعند ذلك طعنه الجرو بالرمح في صدره خرج يلمع من ظهره فتقدم الزير و قطع رأسه ثم وضع الزير فمه على عنق جساس و شرب دمه و كان الجرو ينهش في لحمه حتى بلغ مراده و شفي فؤاده و سلموا رأس جساس إلى بعض العبيد ليعطوه إلى إخوته و هجم مع قومه في بالقي الأبطال على بني مرة في الحالو أذاقوهم الوبال و بلغوا منهم الآمال ، و لما علم بنو مرة بقتل جساس أيقنوا بالموت لأنه كان القائد الأكبر و عليه الاعتماد في الحرب فولوا الأدبار و ركنوا إلى الفرار و أما الذين سلموا منهم فإنهم طلبوا الأمان من الزير و الجرو فأجاروهم و عفوا عنهم.

الخاتمة:
تميزت القبائل العربية دائما بالرغبة في الغزو والثأر كذلك كما حدث بين قبيلتي بكر وتغلب في حرب البسوس ، فقد جاءت هذه الحرب مليئة بالأحداث والمشاهد البطولية وجاءت أيضا مليئة بالقصائد الشعرية التي تتميز بطابع خاص في اختيار الألفاظ والمعاني المناسبة والصور الملائمة التي تتفق مع الأحداث، وأخذ الناس يبحثون في بطون التاريخ عن أبطالهم اللذين سجلوا أروع الإنتصارات على الأعداء ، علهم يستلهمون منهم البطولة والشجاعة ، ويعيدون لأمتهم فخرها وعزها ومجدها وكرامتها..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده