التصنيفات
الصف العاشر

طلب مساعدة في البحث -التعليم الاماراتي

عندي بحث انجليزي والمصيبة باجر تسليمه ساااعدوني بلللليييييز

اول مطلوب انسوي جدول اول خانه نكتب عن
My coal والخانة اللي حذالها نكتب عن how I will try to achieve this goal?
والخانة اللي تحتها اكتب عن parent comments

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
ثاني مطلوب
اكتب بشكل نقاط
The best thing about me is ……..
I am great at……….
I dream and wonder about……..

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>.
ثالث مطلوب مني
احط صوره بركان photographs 1/
2/ writing samples اكتب فقرة بسيطة عن البركان
3/ poster اضع صوره وتحتها تعليق عن البركان
4/projects and assignments يعني المشاريع والمهام عن الركان
5/self and peer reflection موقف اثر فيني في حياتي
انا بكتب الموقف بالعربي بس ما عرفت اترجمه بالأنجليزي
الموقف الذي اثر فيني هو عندما توفي اخي البكر اكبر وااحده فالعايلة واسمه عبدالله بحادث سقوط طائرة التي كان يقودها بالجيش لأنه كان طيار الله يرحمه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحث ومخطط البحث عن الزواج للصف الحادي عشر

اليوووم يبت لكم بحث كااامل مع المخطط

ارجووو ان ينال اعجابكم

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

بحث تقرير ,حدود الفيزياء.. بين الحقيقة و البحث عنها -تعليم اماراتي

حدود الفيزياء.. بين الحقيقة و البحث عنها

الكاتب: كنوش تقي الدين

الفيزياء هي علم دراسة قوانين الطبيعة و خصائص العالم المادي, و بالفعل لقد أدى علم الفيزياء هذا الدور بنتائج عظيمة, فالنظر إلى تطور المعرفة البشرية عموما و علم الفيزياء خصوصا عبر كل العصور ثم إضافة الاكتشافات العظيمة للعقول البشرية اللامعة في الماضي و الحاضر, مع استشراف قدراتها الكامنة في المستقبل, يجعل المرء يعتقد و بلا شك أن هذا التراكم المعرفي مستمر إلى ما لانهاية [1],
لكن العلم ذاته الذي نثق في وسائله و مناهجه لتفسير قوانين وجودنا يخفي وراء هذه الصورة الملونة من التقدم المتسارع و التكنولوجيا صورة أخرى بالأبيض و الأسود, هذه الصورة تعكس جواب السؤال: هل مصير العلم الانتهاء و التنازل كما أنهى و أنزل الفلسفة و الدين ؟

نعم, هذا السؤال مطروح فالثورة العلمية التي أحدثتها نظرية الكم في القرن العشرين و التي غيرت تماما الصورة الحتمية لعالم ما قبل الكم صدمت العلماء بصورة أعقد من أن يصفها الخيال, فقد قال ريتشارد فينمان – أحد رواد ميكانيكا الكم – : ” يمكنني القول بأمان أن لا أحد يفهم ميكانيكا الكم “, رأي يشاطره فيه مجتمع كبير من العلماء مثل دانييل غرينبيرغر الذي يقول ” ميكانيكا الكم سحر ” و روجر بنروز عند قوله: ” ميكانيكا الكم غير منطقية إطلاقا “. و يمكن تلخيص غرابة ميكانيكا الكم في ثلاثة تجارب مشهورة:

1- تجربة الشقين:

تجربة بسيطة تتمثل في إرسال حزمة ضوئية عبر شقين متوازيين يواجهان شاشة, يمكن من خلال هذه التجربة إظهار أن فوتونا واحدا (الفوتون هو الجسيم الذي يمثل وحدة الضوء) يمكنه التداخل مع نفسه, الشيء الذي اعتبر مستحيلا فيزيائيا من قبل, إذ التداخل يحدث بين موجتين ضوئيتين.

2- تجربة المصباح الضوئي:

تخيل معي السلك داخل المصباح الضوئي يطلق فوتونا واحدا (نفترض) في اتجاه عشوائي. إروين شرودنغر (أحد رواد نظرية الكم) إستخرج معادلة بطول تسعة صفحات التي تتنبأ بصحة باحتمال إيجاد ذلك الفوتون في أي نقطة من الفضاء نختارها. فقد مثل بموجة مثل تلك الصادرة عن سقوط حجر في بركة, هذه الموجة صادرة عن ذلك السلك المشع. و في لحظة محاولة رؤية الفوتون هذه الموجة (الدالة) تختزل إلى نقطة واحدة تمثل مكان الفوتون.

3-قط شرودنغر:

في هذه التجربة تخيل معي قطا ضعه داخل صندوق مع قارورة من السيانيد (سم) ثم نضعه بحث يكون لدينا جهاز يحدد اتجاه دوران إلكترون ما (سبين) هل هو إلى الأعلى أم إلى الأسفل. إذا كان إلى الأعلى فإن قارورة السم تفتح. بعد عشر

دقائق نفتح الصندوق لنرى حالة القط هل هو ميت أم حي. السؤال هو: في أي حالة هو عليها القط بين لحظة تشغيل الجهاز و فتح الصندوق. في الحقيقة لم يقم أحد بهذه التجربة بعد لكنها تظهر تناقضا بالنسبة لبعض تفسيرات نظرية الكم.
إن التفكير بهذه التجارب ( تفكير حقا ينهك العقل) يجعلك تفكر في إحدى النقاط التالية:

1- إن الوعي الشخصي يؤثر في سلوك الجسيمات ما تحت الذرية.

2- الجسيمات تتحرك عبر الزمن إلى الأمام و إلى الخلف.

3- إن الكون ينقسم كل وحدة وقت بلانك (تساوي 10 E-43 ثانية) إلى ملايين من الأكوان المتوازية.

4- أن الكون متصل بتنقلات للمعلومات تفوق سرعة الضوء.

هذا النقاط تمثل جوهر التفسيرات الحالية المختلفة لنظرية الكم, و لا تقل الواحدة غرابة عن الأخرى.

نضيف إلى ذلك ما أثبته كرت غودل في برهانه على عدم كمال و تناسق أي نسق رياضي, البرهان الذي ضرب في عمق التفكير العلمي, إذ وضع الشك في أداته الأولى الرياضيات. ملخص هذه النظرية هو:[5]ا

ا1- إذا كان نظام ما متناسق فيستحيل إثبات أنه كامل.

ا2- أن تناسق أكسيومات (مسلمات) نظام ما يستحيل إثباته داخل ذلك النظام.

هتان النقطتان تجعلان الثقة في الكمال الرياضي و الصحة الرياضة المطلقة أمران يتجادل حولهما, و هذا له كل الإنعكاس على الإيمان بالرياضيات كلغة يمكنها وصف العالم و قوانينه.

و في سنة 1989 نشر العالم الإنجليزي روجر بنروز كتابا بعنوان ” عقل الإمبراطور الجديد”[2] تحدث فيه عن التحديات الكبرى التي تواجه نظرية الكم في محاولتها لتفسير العالم و قوانينه, و المثير للاهتمام في كتابه أنه أظهر ذلك الارتباط القوي و الخفي بين مجالات المعرفة, و كيف أنها – المعرفة- كلٌّ واحد, و البحث عن نظرية كل شيئ لن يتم إن تجاهلنا أي مجال معرفي, حتى الميتافيزيقي, فمفاهيم مثل ‘الوعي’ و ‘التفكير’ ظهر ارتباطها المباشر مع نظرية الكم من حيث تأثير الوعي و التجربة الشخصية على خصائص العالم الحسي, و آخر دراسات علم الأعصاب تشير إلى أن الظواهر الفيزيائية التي تحدث ما يسمى بالوعي في عقولنا تخضع لظواهر كمية أي أنها تخضع لنفس الغرابة و الغموض اللتان تغطيان ميكانيكا الكم. ففي مقال في مجلة أمريكا العلمية لعام 2022 بعنوان “كيف يصنع الدماغ العقل”[3] أظهر فيه أنتونيو ر.داماسيو كيف أن ظواهر كمية تحكم عمل ما يسمى بالقنوات الميكروسكوبية التي تدخل في أداء العقل لوظائفه.

و كذلك فالنظر إلى مؤلفات لكبار العلماء و أخصائيي المجال [4] تظهر أن خلاصة نتائج نظريات كمية مثل النظرية الخيطية و النظرية ‘أم’ و كذلك النموذج القياسي لفيزياء الجزيئات, تفيد بأن العالم المادي الذي نختبره هو كما قال نيلز بور ” مكون من أشياء لا يمكن وصفها على أنها حقيقية”. و هذه نقطة جوهرية فإن كانت خلاصة علم الفيزياء هي أن العالم في أصله غير مادي أو كما يفيد مبدأ إختزال الموجة أن العالم غير موضوعي و أن التجربة الشخصية هي التي تحدد واقعية العالم, فكيف يمكن للعلم القائم على أساس الموضوعية و دراسة المادة أن يواجه هذا التناقض الجوهري بين منهجه و واقع الطبيعة.

ف ” إذا كانت ميكانيكا الكم صحيحة فهذا يعني نهاية الفيزياء كعلم”[5] و أن الفيزياء لن تعدو أن تكون قضية إيمان و لن تختلف عن أي معتقدات دينية أو فلسفية في النهاية[6], هذه حقيقة تؤرق مجتمع العلماء حقا.

وكرد فعل على هذه النتائج يقول روجر بنروز , أنه لنستطيع فهم أنفسنا و العالم نحتاج للبدء في البحث عن أدوات جديدة للعلم تستطيع وصف الظاهرة الكمية و تعطينا الثقة في نتائجها.[7]ا

إن الدافع الأول الذي يحرك الروح الإنسانية باتجاه العلم و البحث فيه هو ذلك الفضول الفطري فينا, و تلك الرغبة لإضافة المزيد للمعرفة الإنسانية, و هذا ما ينتج الإبداع و الثورات العلمية الواحدة تلو الأخرى, و من المؤكد أن العلم سينتهي و يتوقف تماما إن توقفنا عن ممارسته, و الاستمرار في طريقه يبقي دائما أمل تجاوز الحدود الحالية و إيجاد أفكار و مجالات جديدة تغذي هذا الفضول, لذلك فرغم أن العلم و الفيزياء بالشكل الحالي تبدو محدوديتهما في إجابة أسئلتنا الجوهرية, فإن ذلك ليس مدعاة للتوقف أو إنهاء الطريق, بل هو مدعاة لفتح الآفاق و إعادة النظر في مفهوم العلم و علاقته بمجالات الحياة الإنسانية الأخرى كالدين و الفلسفة.

أي بمعنى علينا إعادة النظر في مفهوم الحقيقة و كيفية البحث عنها.

و كما قال الغزالي “ويجب علي كل من لا يقف علي كنه هذه المعاني وحقيقتها ولم يعرف تأويلها والمعني المراد به أن يقر بالعجز ، فان التصديق واجب وهو عن دركه عاجز فان ادعي المعرفة فقد كذب

م.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

طابتكم طلبة لاتردونى اخريوم باجر تسليم البحث للصف العاشر

طابتكم طلبة لاتردونى باجر لازم انسلم البحث مال التاريخ وانا بتكلم عن ماركونى

ولازم يكون مجزء على ثلاث فصول

طلبتكم لاتردونى

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

لا يفوتكم هالبحث عن الإمام مالك بن أنس ..ان شاء الله يفيدكم للصف الحادي عشر

دولة الإمارات العربية المتحدة
المنطقة الغربية التعليمية
مدرسة

بحث عن الإمام مالك بن أنس

الاسم : ………………………..

الصف : الحادي عشر أدبي ( )

الفهرس

1- نسب الإمام مالك ومولده…………………ص 4

2- قصة الموطأ……………………………..ص 6

3- مواقف من حياته………………………..ص6

4- محنته……………………………………ص8

5- تراثه ……………………………………ص11

6- وفاته…………………………………….ص1 2

7- الخاتمة…………………………………..ص1 2

المقـــــــــــدمة

الصلات والسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم… أما بعد ..لقد اخترت هذا الموضوع والذي بعنوان الإمام مالك بن أنس .. للتعرف على هذه الشخصية الفريدة من نوعها ، والتي لا وجود لها…تقريبا في مجتمعنا أو عالمنا الحالي..يتضمن هذا الموضوع 1- نسب الإمام مالك ومولده .. 2- طلبه للعلم…3- صفته وثناء العلماء عليه….وأيضا قصة الموطأ وبعض من مواقف حدثت في حياته وأيضا البعض من كلماته وأخيراً محنته و وفاته .كما وأتمنى أن ينال إعجابكم و أن يكون قد استوفى جميع البنود المطلوبة بتفوق…….

الموضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع
نسبه ومولده

هو شيخ الإسلام حجة الأمة إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك ابن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني حليف بني تيم من قريش فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة.
وأمه هي عالية بنت شريك الأزدية وأعمامه هم أبو سهل نافع وأويس والربيع والنضر أولاد أبي عامر.
ولد مالك على الأصح في سنة 93هـ عام موت أنس خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونشأ في صون ورفاهية وتجمل .

طلبه للعلم

طلب الإمام مالك العلم وهو حدث لم يتجاوز بضع عشرة سنة من عمره وتأهل للفتيا وجلس للإفادة وله إحدى وعشرون سنة وقصده طلبة العلم وحدث عنه جماعة وهو بعد شاب طري.

صفة الإمام مالك

عن عيسى بن عمر قال ما رأيت قط بياضا ولا حمرة أحسن من وجه مالك ولا أشد بياض ثوب من مالك، ونقل غير واحد أنه كان طوالا جسيما عظيم الهامة أشقر أبيض الرأس واللحية عظيم اللحية أصلع وكان لا يحفي شاربه ويراه مثله.
وقيل كان أزرق العين، محمد بن الضحاك الحزامي كان مالك نقي الثوب رقيقه يكثر اختلاف اللبوس، و قال أشهب كان مالك إذا اعتم جعل منها تحت ذقنه ويسدل طرفها بين كتفيه.

ثناء العلماء عليه

عن ابن عيينة قال مالك عالم أهل الحجاز وهو حجة زمانه.
وقال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم.
وعن ابن عيينة أيضا قال كان مالك لا يبلغ من الحديث إلا صحيحا ولا يحدث إلا عن ثقة ما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موته يعني من العلم.
ـ روي عن وهيب وكان من أبصر الناس بالحديث والرجال أنه قدم المدينة قال فلم أرى أحدا إلا تعرف وتنكر إلا مالكا ويحيى بن سعيد الأنصاري.

إمام دار الهجرة

روي عن أبي موسى الأشعري قال [ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخرج ناس من المشرق والمغرب في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة] ويروى عن ابن عيينة قال كنت أقول هو سعيد بن المسيب حتى قلت كان في زمانه سليمان بن يسار وسالم بن عبد الله وغيرهما ثم أصبحت اليوم أقول إنه مالك لم يبق له نظير بالمدينة.
قال القاضي عياض هذا هو الصحيح عن سفيان رواه عنه ابن مهدي وابن معين وذؤيب بن عمامه وابن المديني والزبير بن بكار وإسحاق بن أبي إسرائيل كلهم سمع سفيان يفسره بمالك أو يقول وأظنه أو أحسبه أو أراه أو كانوا يرونه.
وذكر أبو المغيرة المخزومي أن معناه ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة فيكون على هذا سعيد بن المسيب ثم بعده من هو من شيوخ مالك ثم مالك ثم من قام بعده بعلمه وكان أعلم أصحابه.
ولم يكن بالمدينة عالم من بعد التابعين يشبه مالكا في العلم والفقه والجلالة والحفظ فقد كان بها بعد الصحابة مثل سعيد بن المسيب والفقهاء السبعة والقاسم وسالم وعكرمة ونافع وطبقتهم ثم زيد بن أسلم وابن شهاب وأبي الزناد ويحيى بن سعيد وصفوان بن سليم وربيعة بن أبي عبد الرحمن وطبقتهم فلما تفانوا اشتهر ذكر مالك بها وابن أبي ذئب وعبد العزيز بن الماجشون وسليمان بن بلال وفليح بن سليمان وأقرانهم فكان مالك هو المقدم فيهم على الإطلاق والذي تضرب إليه آباط الإبل من الآفاق رحمه الله تعالى.
قال أبو عبد الله الحاكم ما ضربت أكباد الإبل من النواحي إلى أحد من علماء المدينة دون مالك واعترفوا له وروت الأئمة عنه ممن كان أقدم منه سنا كالليث عالم أهل مصر والمغرب والأوزاعي عالم أهل الشام ومفتيهم والثوري وهو المقدم بالكوفة وشعبة عالم أهل البصرة إلى أن قال وحمل عنه قبلهم يحيى بن سعيد الأنصاري حين ولاه أبو جعفر قضاء القضاة فسأل مالكا أن يكتب له مائة حديث حين خرج إلى العراق ومن قبل كان ابن جريج حمل عنه.

إمام في الحديث
كان الإمام مالك من أئمة الحديث في المدينة، يقول يحيى القطان ما في القوم أصح حديثا من مالك كان إماما في الحديث، قال الشافعي قال محمد بن الحسن أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا وسمعت من لفظه أكثر من سبعمائة حديث فكان محمد إذا حدث عن مالك امتلأ منزله وإذا حدث عن غيره من الكوفيين لم يجئه إلا اليسير.
قال ابن مهدي أئمة الناس في زمانهم أربعة الثوري ومالك والأوزاعي وحماد بن زيد وقال ما رأيت أحدا أعقل من مالك.

قصة الموطأ
يروي أبو مصعب فيقول: سمعت مالكا يقول دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين وقد نزل على فرش له وإذا على بساطه دابتان ما تروثان ولا تبولان وجاء صبي يخرج ثم يرجع فقال لي أتدري من هذا قلت لا قال هذا ابني وإنما يفزع من هيبتك ثم ساءلني عن أشياء منها حلال ومنها حرام ثم قال لي أنت والله أعقل الناس وأعلم الناس قلت لا والله يا أمير المؤمنين قال بلى ولكنك تكتم ثم قال والله لئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف ولأبعثن به إلى الآفاق فلأحملهنم عليه.فقال مالك: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإن أصحاب رسول تفرقوا في الأمصار وإن تفعل تكن فتنة!!

مواقف من حياته

روي أن مالكا كان يقول ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني هل تراني موضعا لذلك سألت ربيعة وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك فقلت فلو نهوك قال كنت أنتهي لا ينبغي للرجل أن يبذل نفسه حتى يسأل من هو أعلم منه
وقال خلف: دخلت عليه فقلت ما ترى فإذا رؤيا بعثها بعض إخوانه يقول: رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام في مسجد قد اجتمع الناس عليه فقال لهم إني قد خبأت تحت منبري طيبا أو علما وأمرت مالكا أن يفرقه على الناس فانصرف الناس وهم يقولون إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم بكى فقمت عنه.
وروي أن المهدي قدم المدينة فبعث إلى مالك بألفي دينار أو قال بثلاثة آلاف دينار ثم أتاه الربيع بعد ذلك فقال إن أمير المؤمنين يحب أن تعادله إلى مدينة السلام فقال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة خير لهم ولو كانوا يعلمون والمال عندي على حاله.
وقدم المهدي المدينة مرة أخرى فبعث إلى مالك فأتاه فقال لهارون وموسى اسمعا منه فبعث إليه فلم يجبهما فأعلما المهدي فكلمة فقال يا أمير المؤمنين العلم يؤتى أهله فقال صدق مالك صيرا إليه فلما صارا إليه قال له مؤدبهما اقرأ علينا فقال إن أهل المدينة يقرؤون على العالم كما يقرأ الصبيان على المعلم فإذا أخطئوا أفتاهم فرجعوا إلى المهدي فبعث إلى مالك فكلمه فقال سمعت ابن شهاب يقول جمعنا هذا العلم في الروضة من رجال وهم يا أمير المؤمنين سعيد بن المسيب وأبو سلمة وعروة والقاسم وسالم وخارجه بن زيد وسليمان بن يسار ونافع وعبد الرحمن بن هرمز ومن بعدهم أبو الزناد وربيعه ويحيى بن سعيد وابن شهاب كل هؤلاء يقرأ عليهم ولا يقرؤون فقال في هؤلاء قدوة صيروا إليه فاقرؤوا عليه ففعلوا.
يروي يحيى ابن خلف الطر سوسي وكان من ثقات المسلمين قال كنت عند مالك فدخل عليه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق فقال مالك زنديق اقتلوه فقال يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاما سمعته قال إنما سمعته منك وعظم هذا القول.
وعن قتيبه قال كنا إذا دخلنا على مالك خرج إلينا مزينا مكحلا مطيبا قد لبس من أحسن ثيابه وتصدر الحلقة ودعا بالمراوح فأعطى لكل منا مروحة.
وعن محمد بن عمر قال كان مالك يأتي المسجد فيشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى ويجلس في المسجد فيجتمع إليه أصحابه ثم ترك الجلوس فكان يصلي وينصرف وترك شهود الجنائز ثم ترك ذلك كله والجمعة واحتمل الناس ذلك كله وكانوا أرغب ما كانوا فيه وربما كلم في ذلك فيقول ليس كل أحد يقدر أن يتكلم بعذره.
وكان يجلس في منزله على ضجاع له ونمارق مطروحة في منزله يمنة ويسرة لمن يأتيه من قريش والأنصار والناس، وكان مجلسه مجلس وقار وحلم قال وكان رجلا مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت وكان الغرباء يسألونه عن الحديث فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث وربما أذن لبعضهم يقرأ عليه وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له حبيب يقرأ للجماعة ولا ينظر أحد في كتابه ولا يستفهم هيبة لمالك وإجلالا له وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك وكان ذلك قليلا قال ابن وهب سمعت مالكا يقول ما أكثر أحد قط فأفلح.
وقيل لمالك لم لا تأخذ عن عمرو بن دينار قال: أتيته فوجدته يأخذون عنه قياما فأجللت حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن آخذه قائما.
ويروى عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول لرجل سأله عن القدر نعم قال الله تعالى {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها}(السجدة:12)
وقال جعفر بن عبد الله قال كنا عند مالك فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الله [الرحمن على العرش استوى " كيف استوى فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرضاء ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال الكيف منه غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج]
وفي رواية أخرى قال: الرحمن على العرش استوى، كما وصف نفسه ولا يقال له كيف وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه.

من كلماته

العلم ينقص ولا يزيد ولم يزل العلم ينقص بعد الأنبياء والكتب.
والله ما دخلت على ملك من هؤلاء الملوك حتى أصل إليه إلا نزع الله هيبته من صدري.
أعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما يسمع.
ما تعلمت العلم إلا لنفسي وما تعلمت ليحتاج الناس إلي وكذلك كان الناس.
ليس هذا الجدل من الدين بشيء.
لا يؤخذ العلم عن أربعة سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس وصاحب بدعة يدعو إلى هواه ومن يكذب في حديث الناس وإن كنت لا أتهمه في الحديث وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به.

محنة الإمام مالك

(( تعرض الإمام مالك لمحنة وبلاء بسبب حسد ووشاية بينه وبين والي المدينة جعفر بن سليمان ويروى أنه ضرب بالسياط حتى أثر ذلك على يده فيقول إبراهيم بن حماد أنه كان ينظر إلى مالك إذا أقيم من مجلسه حمل يده بالأخرى، ويقول الواقدي لما ولي جعفر بن سليمان المدينة سعوا بمالك إليه وكثروا عليه عنده وقالوا لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء وهو يأخذ بحديث رواه عن ثابت بن الأحنف في طلاق المكره أنه لا يجوز عنده قال فغضب جعفر فدعا بمالك فاحتج عليه بما رفع إليه عنه فأمر بتجريده وضربه بالسياط وجبذت يده حتى انخلعت من كتفه وارتكب منه أمر عظيم فواالله ما زال مالك بعد في رفعة وعلو، وهذه ثمرة المحنة المحمودة أنها ترفع العبد عند المؤمنين وبكل حال فهي بما كسبت أيدينا ويعفو الله عن كثير ومن يرد الله به خيرا يصيب منه وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) كل قضاء المؤمن خير له وقال الله تعالى {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} (محمد:31) وأنزل الله تعالى في وقعه أحد قوله {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم}(آل عمران:165) وقال {وما أصابكم من مصيبة فبما كسب أيديكم ويعفو عن كثير} (الشورى:30)
فالمؤمن إذا امتحن صبر واتعظ واستغفر ولم يتشاغل بذم من انتقم منه فالله حكم مقسط ثم يحمد الله على سلامة دينه ويعلم أن عقوبة الدنيا أهون وخير له. ))
تعرض الإمام مالك لمحنة لروايته حديث: "ليس على مستكره يمين" فرأى الخليفة و الحكام أن التحديث به ينقض البيعة، إذ كانوا يكرهون الناس على الحلف بالطلاق عند البيعة، و بسبب ذلك ضرب بالسياط و انخلعت كتفه . مع بُعد الإمام مالك، رضي الله عنه، عن الفتن، وامتناعه عن تأييدها، نزلت به محنة شديدة في عهد أبي جعفر المنصور، ثاني الخلفاء العباسيين . وقد اتفق المؤرخون على نزولها بذلك العالم الجليل، وأكثر الرواة على أنها نزلت في عام 146هـ.

وقد اختلف المؤرخون في سبب نزول هذه المحنة
قال القاضي عياض السبتي رضي الله عنه: " قال ابن مهدي: اختلف فيمن ضرب مالكاً، وفي السبب في ضربه، وفي خلافة من ضَرب".

فقال بعضهم : إن سببها أنه كان يفتي بتحريم المتعة، وهي عقد مؤقت يبيح للرجل أن يعيش مع المرأة مدة معلومة بأجر معلوم يتكافأ مع المدة ومع حالها، وإذا امتنعت عن طاعته مدة نقص من هذا الأجر، كالأجرة في الإجارة تماماً، وأنه إذ كان يفتي بتحريمها أخذت عليه الفتيا، لأنه روى عن ابن عباس ـ جد المنصور ـ أنه كان يحلها… وهذا لا يصلح سببا، لأنه ما عرف أن المنصور كان يستبيح المتعة، ولأن أكثر الرواة على أن ابن عباس رجع عنها بعد أن لامه على ذلك ابن عمه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
وقيل أن السبب أنه كان يفضل سيدنا عثمان على الإمام علي كرم الله وجهه، فوشى به العلويون .
وفي ترتيب المدارك للقاضي عياض: " وخالف هذا كله ابن بكير فقال: ما ضرب مالك إلا في تقديمه عثمان على علي، فسعى به الطالبيون حتى ضرب.
فقيل لابن بكير: خالفت أصحابك، هم يقولون: ضرب في البيعة.
قال: أنا أعلم من أصحابي". وهذا أيضا لا يصلح سببا، لأن الزمن الذي نزلت فيه المحنة كان العلويون مبغضين إلى المنصور غير راض عنهم، لخروج محمد النفس الزكية بالمدينة، وأخيه إبراهيم ببغداد عام 145 هـ .

وإن السبب الذي نراه معقولا، وهو أنه كان يحدث بحديث: "ليس على مستكره يمين". وقد كان العلويون والذين خرجوا مع النفس الزكية يدعون أن بيعة المنصور قد أخذت كرها، فاتخذ هذا الحديث ذريعة لإبطال البيعة، فنهاه والي المدينة باسم المنصور عن أن يحدث به، ثم دس عليه من يسأله عنه، فحدث به على رؤوس الأشهاد. على ما ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك: " قال الواقدي: لما سود مالك، وسمع منه وقبل قوله، حسده الناس وبغوه، فلما ولى جعفر بن سليمان على المدينة، سعوا به إليه وكثروا عليه عنده. وقالوا:
لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشئ، وهو يأخذ بحديث يرويه ثابت الأحنف، في طلاق المكره أنه لا يلزم".
فالحديث مع روايته اعتراه نظران:
ـ نظر الساسة والسياسيين والمنافقين الذين يلتفون حولهم دائماً، وهؤلاء ظنوا أنه بروايته يروج الدعاية ضدهم ويمالئ بروايته في وقت خروج الخارجين.
ـ والثاني نظر الإمام، فهو يروي الحديث إذا سئل عنه، لأن في روايته إذاعة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإفشاءً للعلم، وامتناعاً عن كتمانه. ولا يبالي في ذلك شيئاً، وإن امتنع عد نفسه عاصيا كاتما لما جاء على لسان الرسول، وقد حكم الله بلعنه، لأنه لعن من يكتم علماً.
وكانت المحنة أن ضرب بالسياط، وأن مدت يده حتى انخلعت من كتفه، قال الواقدي في ذلك أن جعفر غضب ، ودعا بمالك، فاحتج عليه بما رفع إليه "ثم جرده ومده فضربه بالسياط، ومدت يده حتى انخلعت كتفُه". وفي رواية عنه: "ومدت يداه حتى انخلع كتفاه".

قال مصعب : "ضرب جعفرُ بن سليمان مالكاً ثلاثين سوطاً، وقيل نيفاًُ وثلاثين، ويقال: ستين". وقال مكي بن إبراهيم: "سبعين سوطاً، وقيل نيفاُ وسبعين سوطاً"، وقيل مائة سوط من رواية الحارث عن ابن القاسم.

قال الدراوردي: لما أحضر مالك لضربه في البيعة التي أفتى بها ـ وكنت أقرب الخلق منه ـ سمعته يقول: كلما ضُرب سوطاُ: (اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون) حتى فرغ من ضربه.
ويذكر الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء أنه بعد ضرب الإمام مالك أمر جعفر بن سليمان أن يطاف به في المدينة، فيقول:"لما ضُرب ـ مالك ـ حُلق وحُمل على بعير، فقيل له: ناد على نفسك، فقال: "ألا من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا مالك بن أنس، أقول: طلاق المكره ليس بشيء"، فبلغ ذلك جعفر بن سليمان الأمير فقال: "أدركوه، أنزلوه".
وحمل مغشيا عليه إلى بيته.

قال مطرف : فرأيت آثار السياط في ظهره، قد شرحته تشريحاً، وكان حين مدوه في الحبل بين يديه خلعوا كتفه، حتى ما كان يستطيع أن يسوي رداءه.
وكان جعفر بن سليمان قد مَدَّ يديْ الإمام مالك بين العقابين (العقابين: آلة توضع فيها اليدان عند الضرب، فتمسكهما وتمنعهما من الحركة)، فلذلك كان لا يأتي المسجد، لخروج ريح من موضع الكتف.

قال إبراهيم بن حماد إنه: " كان ينظر إلى مالك إذا أقيم من مجلسه حمل يده بالأخرى".
وكان لذلك وقع شديد في نفوس أهل المدينة وطلاب العلم الذين قصدوه. فقد رأوا فقيه دار الهجرة وإمامها ينزل به ذلك، وما حرض على فتنة، ولا بغى في قول، ولا تجاوز حد الإفتاء، ونكأ جروحهم أنه سار على خطته بعد الأذى، فلزم درسه بعد أن رقئت جراحه، واستمر لا يحرض على فتنة. ولا يدعو إلى فساد، فنقموا ذلك الأمر من الحاكمين، وسخطوا عليهم. وغلت النفوس بالآلام منهم.

وقال الجياني: "بقي مالك بعد الضرب مطابق اليدين، لا يستطيع أن يرفعهما، وارتكب منه أمر عظيم، فو الله ما زال مالك بعد ذلك الضرب في رفعة من الناس وعلو وإعظام، حتى كأنما كانت تلك الأسواط حلياً حلي بها".
ثم إن الحكام أحسوا مرارة ما فعلوا، أو على الأقل أرادوا أن يداووا الجراح التي جرحوها، وخصوصا أبو جعفر المنصور، فإنه لم يكن في ظاهر الأمر ضارباً، ولم يثبت أنه أمر بضرب، أو رضَى عنه. ولذلك لما جاء إلى الحجاز حاجا، أرسل إلى مالك يستدعيه ليعتذر إليه. ولنسق الخبر كما جاء على لسان مالك رضي الله عنه، لنرى مقدار عظمته في سماحته، كما كان عظيما بعلمه وخصاله ومهابته، وها هو ذا الخبر( كما في ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض السبتي):
لما دخلت على أبي جعفر، وقد عهد إلي أن آتيه بالموسم، قال لي:
والله الذي لا إله إلا هو، ما أردت الذي كان ولا علمته، وإنه لا يزال أهل الحرمين بخير ما كنت بين أظهرهم، وإني أخالك أماناً لهم من عذاب الله، ولقد رفع الله بك عنهم سطوة عظيمة، فإنهم أسرع الناس للفتن، وقد أمرت بعدو الله أن يؤتى به من المدينة إلى العراق على قتب، وأمرت (نصيرا) بحبسه، والاستبلاغ في امتهانه ولا بد أن أنزل به من العقوبة أضعاف ما نالك منه.
فقلت عافى الله أمير المؤمنين وأكرم مثواه.
ونزهته من أمري، وقلت له: قد عفوت عنه لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته منك.
فقال لي: عفا الله عنك ووصلك.
وقد كان الإمام مالك قد عفا عن ضاربه قبل ذلك:
"قال القروي والعمري ـ وأحدهما يزيد على الآخر ـ: لما ضرب مالك ونيل منه، حمل مغشياً عليه، فدخل الناس عليه، فأفاق فقال: أشهدكم إني جعلت ضاربي في حل.
فعدناه في اليوم الثاني فإذا به قد تماثل، فقلنا له ما سمعنا منه،
وقلنا له: قد نال منك.
فقال: تخوفت أن أموت أمس فألقى النبي صلى الله عليه وسلم، فأستحي منه أن يدخل بعض أهله النار بسببي.
فما كان إلا مدة، حتى غضب المنصور على ضاربه، وضُرب ونيل منه أمر شديد، فبشر مالك بذلك فقال:
سبحان الله! أترون حظنا مما نزل بنا الشماتة به؟ إنا لنرجو له من عقوبة الله أكثر من هذا، ونرجو لنا من عفو الله أكثر من هذا، ولقد ضرب فيما ضربت فيه محمد بن المنكدر، وربيعة، وابن المسيب، ولا خير فيمن لا يؤذى في هذا الأمر".
قال محمد ابن خالد، ابن عثمة: كنا عند جعفر بن سليمان في مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه حماد بن زيد، فقال له:
يا أبا إسماعيل، رأيت في منامي مالك بن أنس، فسلمت عليه فلم يرد، فأعدت عليه فرد، وقال: (إن لي ولك غداً مقاماً عند الله) فأرقت لذلك وغمني.
فقال له حماد: إن مالكاً من الإسلام بمكان جليل، وما هو إلا الندم والاستغفار.

ويقول الإمام الذهبي في تعليقه على هذا الحدث:

"قلت هذا ثمرة المحنة المحمودة أنها ترفع العبد عند المؤمنين وبكل حال فهي بما كسبت أيدينا ويعفو الله عن كثير ( ومن يرد الله به خيرا يصيب منه ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل قضاء المؤمن خير له". وقال الله تعالى: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين) [ سورة: محمد،الآية: 31 ]، وأنزل الله تعالى في وقعة أحد قوله: (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا. قل هو من عند انفسكم ) [سورة: آل عمران، الآية: 165 ] وقال: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) [سورة: الشورى، الآية: 30 ] فالمؤمن إذا امتحن صبر واتعظ واستغفر ولم يتشاغل بذم من انتقم منه، فالله حَكم مُقسط، ثم يحمد الله على سلامة دينه ويعلم أن عقوبة الدنيا أهون وخيرٌ له".
وقال الليث : إني لأرجو أن يرفع الله مالكاً بكل سوط درجة في الجنة.
وهكذا خرج الإمام من هذه المحنة مكرما، وزاد بها رفعة عند الخليفة وعند الناس.

تراث الإمام مالك
عني العلماء بتحقيق وتأليف الكتب حول تراث الإمام مالك، وما زال العلماء قديما وحديثا لهم أتم اعتناء برواية الموطأ ومعرفته وتحصيله .

وفاته
لقد عمر الإمام مالك رحمه الله مدة طويلة وعاصر الدولتين الأموية والعباسية وارتفعت مكانته بين الناس وعند الخلفاء حتى أنه كان يأمر وينهى ويعاقب كأنه السلطان ولا يجرؤ أحد على مخالفته وانتشر مذهبه بالحجاز ومصر والمغرب. والأندلس وانقرض مذهبه من الحجاز ومصر ومازال قائمًا لوقتنا الحاضر بالمغرب كله حتى أنه من النادر أن تجد من بين المغاربة من يتمذهب لغير مالك.
**ـ وفي ليلة 14 صفر سنة 179هـ قضى الإمام مالك نحبه بعد حياة مديدة حافلة بالعلم والحديث وكان آخر كلامه عند موته ‘أشهد أن لا إله إلا الله لله الأمر من قبل ومن بعد’.
فرحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الأمة الإسلامية خير الجزاء.

الخاتمة
كان الإمام مالك بن أنس عالما ربانيا وإمام للمسلمين وخير من يقتدي به الناس على مر العصور والأزمنة.. ولقد تضمن هذا الموضوع ))نسب الإمام مالك و مولده – طلبه للعلم – ثناء العلماء عليه وقصة الموطأ- مواقف من حياته و القليل من كلماته ومحنته – وأخيرا تراثه ووفاته))…..

المصادر والمراجع

معهد الإمارات التعليمي
www.islammemo.com (1
www.muslimuzbekistan.net (2
www.basaernews.com (3

الكتب : سير أعلام النبلاء
سلسة الجبال لمن تتحدث عن خير الرجال .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده