التصنيفات
الصف الثامن

موضوع عن الشاعر هارون هاشم رشيد للصف الثامن

(( الشاعر هارون هاشم رشيد ))

الشاعر الفلسطيني الكبير هارون هاشم الرشيد منذ مولده عام 1927 إلي عام 1956,

أطلق على هارون هاشم هذا الأسم نسبة إلى "هارون الرشيد" بالخليفة العباسي وتفاؤلا بميلاده, وقصائدي الأولي التي صورت حياة اللاجئين الذين عايشتهم لحظة بلحظة, ثم مبدأ العودة مع المد القومي, والوحدة.

الشاعر الكبير "هارون هاشم الرشيد", ولد في حارة الزيتون بغزة التي تدمي قلوبنا هذه الأيام, عمل بمجال التدريس والتعليم 6 سنوات بعد أن حصل علي شهادة المعلمين العليا, ثم انتقل للعمل في المجال الإعلامي فتولي رئاسة مكتب إذاعة "صوت العرب" المصرية في غزة عام 1954 لعدة سنوات, وعندما أنشأت منظمة التحرير الفلسطينية كان مشرفا علي إعلامها في قطاع غزة من عام 1965 إلي 1967, ثم رئيسا لمكتب منظمة التحرير في القاهرة, ثم عمل لمدة ثلاثين عاما كمندوب دائم لفلسطين في اللجنة الدائمة للإعلام العربي واللجنة الدائمة للشئون المالية والإدارية بالجامعة العربية.

مع عودة الجامعة العربية إلي القاهرة 1990 عمل كمندوب مناوب لدي الجامعة وكممثل لفلسطين في اللجان الدائمة وخاصة في لجنتي: اللجنة الدائمة للإعلام العربي واللجنة الدائمة للشئون المالية والإدارية.

إضافة إلي ذلك واصل عمله الإبداعي في الكتابة والصحافة والتأليف والشعر, أصدر عشرين ديواناً شعرياً أولها "الغرباء" عام 1954, و"عودة الغرباء" 1956, و"مفكرة عاشق" عن القدس,و "غزة غزة" عن مدينة غزة وغيرها, وكتب أيضا أربع مسرحيات شعرية, مُثِل منها علي المسرح في القاهرة, من بطولة كرم مطاوع وسهير ألمرشدي مسرحية "السؤال", التي نشرت في مجلة روزاليوسف, ثم أصدرتها في سلسلة الكتاب الدائم عام 1972, وبعد حرب العبور 1973 كتب مسرحية "سقوط بارليف" وقٌدمت علي المسرح القومي بالقاهرة عام 1974, ومن مسرحية " القصر " طرح جانبا من جوانب القضية الفلسطينية عام 1987 عندما اشتعلت انتفاضة الحجارة بالإضافة إلي ديوان "ثورة الحجارة" الذي يدور حول نفس الانتفاضة, وعن دار المستقبل بالقاهرة أُصدرت مسرحية "عصافير الشوك", إضافة إلي العديد من المسلسلات والسباعيات التي كتبها لإذاعة "صوت العرب" المصرية وعدد من الإذاعات العربية, وقدمت عدد من الدراسات عن القضية الفلسطينية, وقد الاختيار علي أكثر من 90 قصيده من أشعاره قدمها إعلام الغناء العربي, وفي مقدمة من أشدوا أشعاره فيروز, وفايدة كامل, ومحمد فوزي, وكارم محمود, ومحمد قنديل, ومحمد عبده, وطلال مداح, وآخرون. سألت الشاعر الكبير هارون هاشم الرشيد:

حوار: أميرة حمدى

• أطلق عليك شاعر القرار 1994, أو النكبة, بعد زلزالها عام 1984, وكان ديوانك "مع الغرباء" أول ديوان يحمل أصداء, كيف كان تأثيرها عليك وكيف تفاعلت؟

حينما حدثت النكبة في غزة, وواتيت لحظة بلحظة وصول اللاجئين,إلي غزة عن طريق البحر, وساعدتهم مع غيري للوصول إلي معسكراتهم وهي كانت معسكرات للجيش البريطاني, وكانت عبارة عن عنابر واسعة لا علاقة لها بسكني الأسر وهي معسكرات "البريج, النصيرات, والمغازي" وحزنت جدا علي هذه الأوضاع, وانتقال الناس من أراضيهم وديارهم إلي هذه الأماكن غير اللائقة إنسانيا وكان معهم شقيقتي وأعمامي واختلطت بهم وكتبت قصيدة "مع الغرباء" التي تصور حياة لاجئ من "يافا" التي عرفتها من خلال زياراتي لأهلي وظن كل من قرأ القصيدة أنني لاجئ, وكنت قد كتبت قبلها قصيدة "الخيمة السوداء" وكانت صرختي الأولي ضد حياة الخياو

أخي مهما ادلهمّ الليل سوف نطالع الفجرا
ومهما هدنا الفقر غداً سنحطم الفقرا
أخي والخيمة السوداء قد أضحت لنا قبرا
غداً سنحيلها روضاً ونبني فوقها قصرا
غداً يوم انطلاق الشعب يوم الوثبة الكبرى
غداً في زحمة الأقدار سوف نحقق الأمرا
فلسطين التي ذهبت سترجع مرة أخرى

وكانت قصيدة " مع الغرباء" ميلادا حقيقيا لي كشاعر إلتقطها من مخيم البرج, إذ كنت في زيارة لأسرة فلسطينية لاجئة من يافا, وكانت فيها طفلة سألت والدها لماذا نحن أعراب؟! وقد أهديت القصيدة إلي معسكر "البريج" أكبر معسكرات اللاجئين في غزة وتقوم علي حوار بين فتاة ووالدها:

أتت ليلى لوالدها لماذا نحن يا ابتي

وفي أحداقها المُ لماذا نحن أغرابُ؟

وقد قتلتها وغنتها فيروز التي قامت بدور ليلي الفلسطينية وفي أخرها أقول

وترتعش دمعةً حارة وتدفع خلفها دمعة
وتمضي صرخته التي وتطرق في الدجي سمعه
فيصرخ سوف نرجعه سنرجع ذلك الوطنا
ولن نرضى له بدلاً ولن نرضى له ثمنا

وللأسف يحاول عدونا إسقاط هذه المبادئ بدليل ما طرح "بوش" عندما عرض التعويض للاجئين عن ممتلكاتهم وديارهم وأرضهم… ولن نرضي له بديلا ولن نرض له ثمنا, وإرادة الشعب دائما تنادي بالعودة ولي نشيد غناه محمود الشريف:

عائدون عائدون إننا لعائدون
الحدود لن تكون والقلاع والحصون

نصرخ إننا لعائدون

وحينما قامت منظمة التحرير الفلسطينية قديما كان شعارها: وحدة وطنية… تعبئة قومية…. تحرير, وليس هناك ذكر لقيام لدولة يهودية أو أي من هذه المسميات, وفلسطين من البحر إلي النهر لا وجود فيه لليهود, وليس جديد ما يحدث في غزة فهو امتداد للمؤامرة الكبرى لتسليم فلسطين لليهود, كما قال بوش في زيارته الأخيرة, وقد قلت منذ زمن بعيد عام 1958 من علي مسرح دمشق:

لست أؤمن بالسلام / ولا بأنصار السلام / لست ألقي مدفعي يوما / ولن ألقي جسامي حتي أعود / ورايتي خفاقة بين الأنام / ويعود كل اللاجئين مع الهنا والابتسام / في يومها يحلو السلام وأكون في صف السلام.

وبعدها وبالتحديد في 1961 قلت من علي منبر جامعة الإسكندرية

يا أخوتي… في كل أرض أنتم أمل البلاد
وأنتم الثوار لا تؤمنون بالسلام فهو خرافة
أنا به وبأهله كفار

من أين يأتينا السلام وأرضنا باسم السلام يسودها الأشرار أو بعد هذا لا نرد سلمهم عار علينا أن يظل العار.

• حدثني عن علاقتك مع شعراء عصرك الذين ارتبطت بهم وتبنوا القضية الفلسطينية؟

كانت علاقتي حميمة مع محمود حسن إسماعيل, وأحمد رامي من مصر, ونزار قباني وعمر أبو ريشة من سوريا,وحسن البحيري من فلسطين, وأذكر أني تعرفت علي محمود حسن إسماعيل في مهرجان الشعر العربي في غزة, وكنت أحببت شعره قبل أن أراه, واستمرت علاقتنا بعد أن انتقلت إلي القاهرة, كذلك تعرفت علي أحمد رامي, وكنت معجبا بشعر عمر أبو ريشة, خاصة بعد أن توجه إلي الهم الفلسطيني, وفد أعجبت بالشاعر نزار قباني منذ ديوانه الأول عام 1967, عندما نشر قصيدة " هوامش علي دفتر النكسة", وكنت معتقدا أن النكسة فعل السياسة, وليس فعل العسكرية, وعزَ عليَ أن ينسب الانكسار إلي جمال عبد الناصر, فكتبت قصيدة رددت فيها علي قصيدة نزار نشرت علي صفحتين في مجلة " آخر ساعة" المصرية, وحدثت بيننا القطيعة حتي عام 1969, حيث تقابلنا في مهرجان الشعر العربي في بغداد, ووجدت "نزار" يقبل عليَ, وهكذا عاد كل شئ إلي مكانه, وعندما توفَت زوجته "بلقيس" رتبتها قبل أن تنتشل جثتها من تحت الأنقاد, وفاجأني نزار برسالة مؤثرة من أرق ما وصلني من الرسائل في حياتي ويقول فيها: " ابت عليك مروءتك الا أن تكون ذراعك مع ذراعي في جنازة "بلقيس", لنضع أجمل وردتين علي قبرها", وما تزال الرسالة عندي بخط يده, وتواصلنا حتي وفاته.

أما معين بسيسو فقد كان زميلي في كلية غزة, وكنا نتزاو ونتواصل وتربطنا علاقات متينة, وبعد تفرق الأوطان إلتقينا في تونس بعد حصار بيروت عام 1982.

• لماذا لم يبرز في شعراء فلسطينيين ممن جاءوا بعدك سوى محمود درويش, وسميح القاسم, وزياد, بل قصر بعض النقاد تعريف مصطلح "أدب المقاومة" عليهم؟

بالتأكيد مفهوم المقاومة وأدبها أوسع وأكبر أن يحصر في شعراء بعينهم, وهذا الحصر الضيق فيه ظلم كبير, وقد تضرر منه شعراء كثيرون وهناك من كرسوا هذا الظلم, وذاك الفهم الضيق كأنما من كتبوا خارج الوطن المحتل ليسوا شعراء ومقاومين, وقد تضرر شعراء الأرض المحتلة أنفسهم من هذا الحصار.

• لماذا خلت الساحة الشعرية الفلسطينية الآن من اسم محمود درويش وسميح القاسم؟

هناك الكثيرين والكثيرين, والحالة الثقافية بخير, وهناك مبدعين جدد خاصة الذين يتجهون إلي قضيتهم, وفي معرض الكتاب ظهر ذلك بشدة, ومحمود درويش وسميح القاسم, سخر لهما إعلام خاص ولا أحب الحديث عنهما.

• إلي من تحب تقرأ الآن؟

عادة الشاعر يلتفت إلي قصيدة وليس إلي الشاعر, هناك كثيرين أقرأ لهم.

• لماذا تسوء النثر في الوسط الفلسطيني وما رأيك فيها؟

ليس هناك شئ يسمي قصيدة النثر, فما كتب نثر فهو نثر وما كتب شعرً فهو شعر.

• كيف تنظر إلي حال غزة بعد ثمانين عاماً من مولدك؟

الشعب لم يتغير, مازال شعار المقاومة وما حدث في الأيام الأخيرة دليل, فرغم الفقر والصمت العربي, فتمسك بحقوقه وبحياته علي الأرض.

• وكيف تنظر إلي القوي المتناحرة هناك خاصة حماس وفتح؟

كلهم مقاومون لكن بوجهات نظر مختلفة, ولا تكون مقاومة دون حمل السلاح, وهي تمثل الشعب.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *