بداية علم النفس
تعود بداية علم النفس إلي عام 1879 م ، وهو العام الذي أسس فيه فونت معمل علم النفس التجريبي في جامعة لييزج في المانيا 0
وعلم النفس منذ ذلك الوقت يحقق الاكتشافات في فهم السلوك الإنساني وحل المشكلات التي تواجه سلوكه وفي تحسين هذا السلوك 0
علم النفس
اشتق علم النفس من كلمتين يونانيتين قديمتين هما Psyche وتعني النفس logos وتعني القانون ومن ثم كان المصطلح ( قانون النفس ) أو ( علم النفس ) 0
وحينما ظهر علم النفس كان يعرف بأنه ( علم دراسة الحياة العقلية ) وكان علماء النفس يدرسون " العقل " بأن يطلبوا من الأفراد الذين تجري الدراسات عليهم أن يصفوا خبراتهم العقلية وأفكارهم وانفعالاتهم ووجداناتهم 0
وبالاعتماد علي تفسير هؤلاء ال؟أفراد كان الباحث يفسر الظواهر السلوكية المختلفة وقد عرف هذا المنهج باسم ( منهج الاستبطان ) أي أن يتأمل الشخص ذاته ومايجري داخل نفسه ثم يخبرنا به 0
ولكن مع بداية القرن العشرين ساد الاعتقاد بين علماء النفس بأن العلم الصحيح هو الذي يدرس الظواهر التي يمكن ملاحظتها مباشرة وقياسها ، فبدأ علم النفس يعرف بأنه " الدراسة العلمية للسلوك والحياة العقلية " واستمر التعريف حتي الآن 0
ما الذي يجعل علم النفس علماً ؟
1- هو مايشترك فيه مع سائر الدراسات العلمية سواء كانت موضوعاتها ظواهر طبيعية أو ظواهر اجتماعية
2- المنهج العلمي
أهداف علم النفس :
الهدف الرئيسي للعلم هو فهم الظواهر فهما صحيحا لظاهرة ما وأنم يتنبأ بدقة عن حدوث هذه الظاهرة والتحكم في الظاهرة لتحقيق أهداف عملية وبذلك فتكون أهداف علم النفس هي :
1- الفهم :
ويتحقق الفهم من خلال خطوتين :
الخطوة الأولي : وصفها 0 فالوصف في لغة العلم يجب أن يكون دقيقا ويستخدم الباحث فيه التعريفات الإجرائية للظاهرة التي تمكنه من ملاحظتها وقياسها علي عكس مانجد في الوصف في الحياة اليومية الذي يستخدم لغة التخاطب ويكون وصفا غير مقبولا في لغة العلم
الخطوة الثانية : تفسيرها واكتشاف مابين الظاهرة وغيرها من الظواهر من علاقات والاهتمام بتلك الأحداث التي تعتبر مقدمة لحدوث الظاهرة وبذلك يمكن صياغة العلاقة التي اكتشفناها في شكل قانون أو نظرية 0
2- التنبؤ :
بعد الوصول إلي قانون يفسر الظاهرة يمكن أن نحدد النتائج التي تترتب علي هذا القانون في مواقف أخري جديدة فالتنبؤ خطوة هامة في العلم لأنه يساعد علي التحقق التجريبي للقانون 0
3- التحكم :
هو الهدف النهائي لعلم النفس لأنه يساعد الإنسان والجماعة علي تحقيق أفضل تكيف ممكن 0
السلوك موضوع علم النفس
عرف السلوك ؟
هو كل تغير يحدث في طاقة الإنسان
زوايا السلوك أو أنماطه
1- ظاهر وباطن : هناك من السلوك ماتستطيع ملاحظته او مشاهدته مثل تعبيرات الوجه والمشي والكلام وهناك من السلوك مالاتستطيع ملاحظته كالعمليات العقلية المختلفة من تفكير وتذكر وتخيل
2- شعوري ولاشعوري : بعض أنواع السلوك يقوم بها الفرد عن وعي ، مثل قيامك بنزهة في قارب في الخليج يمكن أن يوصف هذا السلوك بأنه شعوري ، ومن السلوك مايصدر عنك دون أن تعرف لماذا قمت به مثل انفعالك الشديد علي صديقك واعتذارك له بعد ذلك ويوصف هذا السلوك بأنه لاشعوري
3- إرادي ولا إرادي : من السلوك ماتقوم به عن قصد وتخطيط مثل قيامك بتشغيل التلفاز في ساعة معينة لمشاهدة برنامج معين ، ويوصف هذا السلوك بأنه إرادي إلا أن هناك سلوكا لاإراديا لاتتحكم فيه مثل الأفعال المنعكسة ( تحرك الركبة فجأة عند طرق الطبيب عليها بمطرقة خشبية )
منهج البحث في علم النفس :
الواقع أن منهج البحث هو مايميز المعرفة العلمية من غيرها من المعارف 0
س : عرف منهج البحث ؟
ج : هو طريقة منظمة ذات خطوات محددة تهدف إلي الوصول إلي تفسير علمي للظاهرة موضوع الدراسة وتتضمن خطوات المنهج التي يقوم بها الباحث مايلي :
(أ) تحديد مشكلة البحث
إن التحديد العلمي لمشكلة البحث هو التحديد الإجرائي وفيه يقوم الباحث بتحديد المشكلة بحيث يمكن ملاحظة أبعاد المشكلة وقياسها
مثال ذلك إذا أراد الباحث أن يدرس مدي انتشار السلوك العدواني بين تلاميذ الصف الأول الأساسي فالتحديد الإجرائي يتضمن :
1- تحديد مفهوم العدوان ومظاهره التي يمكن ملاحظتها وقياسها 0
2- قيام الباحث بتكوين قائمة بالأفعال العدوانية وتصنيفها حسب مضمونها 0
3- وضع نظام معين لملاحظة تكرار هذه الأفعال في مدي زمني معين 0
(ب) صياغة الفروض :
وتتضمن هذه الخطوة وضع فرض أو فروض لمحاولة تفسير المشكلة أو جانب منها لأن الفرض العلمي يتوقع وجود علاقة بين متغيرات المشكلة وهدفه الكشف عن هذه العلاقة المقترحة للوصول إلي تفسير المشكلة 0
3- وضع خطة لاختبار الفروض :
يتم تحديد المتغيرات بأساليب تمكننا من ملاحظتها وقياسها كما تحدد العلاقة المفترضة ثم يتم اختبار ذلك كله علي عينة من المجال الذي توجد فيه الظاهرة 0
4- تحليل البيانات :
يتم جمع البيانات بطريقة منظمة ثم تحلل هذه البيانات باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة حتي نتأكد مما إذا كانت العلاقة المفترضة موجودة في الواقع أو غير موجودة
5- صياغة نتائج البحث :
وتتم في هذه الخطوة صياغة النتائج العلمية النهائية للدراسة كما يتم مقارنة تلك النتائج بغيرها من الدراسات الأخري لنفس الظاهرة للتوصل إلي تفسير شامل لها 0
أنواع المناهج في علم النفس :
(1) التجربة :
عرف التجربة : هي مجموعة من الظروف التي تحدث فيها الظاهرة يوجدها الباحث ليختبر تأثير متغير من متغيرات الظاهرة في متغير آخر 0
والمتغير هو أي شيء يكون له قيم متعددة وأشكال مختلفة 0 مثال : الطبقة الاجتماعية تعتبر متغيراً إذ يمكن أن تحدد طبقة الفرد باعتبارها طبقة دنيا أو طبقة متوسطة أو طبقة عليا كما أن الإنجاز الأكاديمي أو التحصيل الدراسي متغير إذ يمكن أن يكون بتقدير ممتاز أو جيد جداً أو جيد أو متوسط أو ضعيف
شروط إجراء التجربة :
1- وجود مجموعتين :
* المجموعة التجريبية : وهي التي يخضع فيها المتغير المستقل للمعالجة التجريبية
* المجموعة الضابطة : وهي التي لايخضع فيها المتغير المستقل لأية معالجة
2- وجود متغيرين :
* المتغير المستقل ( السبب ) : وهو الذي يتم التحكم فيه من خلال المجموعة التجريبية
* المتغير التابع ( النتيجة ) : وهو الذي يحدث فيه التغيير بناء علي التأثير الحاصل من المتغير المستقل 0
وتتصف التجربة المعملية في علم النفس بأنها تجري تحت ظروف فيزيقية وسيكلوجية مضبوطة ومحددة تماما يمكن تحددها وعزلها 0
(2) الملاحظة :
تعرف بالملاحظة الطبيعية أو ملاحظة الظواهر في المواقف الطبيعية وعند إتباع منهج الملاحظة لايستطيع الباحث تحديد السبب والنتيجة 0 علل ؟
– لانهما موجودان في الطبيعة جنبا إلي جنب ولايعرف ما الذي وجد أولا وما الذي وجد ثانيا 0
– كما أن إختلاط ظروف عديدة في المواقف لاتتيح للباحث التأكد من كيفية تأثير المتغيرات وظروف حدوثها في الواقع 0
أنواع الملاحظة :
هناك نوعان من الملاحظة :
(أ) الملاحظة غير المنظمة : وتقوم علي ملاحظة السلوك الظاهري وتفسيره علي أساس تجاربنا وخبراتنا السابقة وهذه الملاحظة هي ملاحظة عرضية لاتتم وفق نظام معين عفوية وغير دقيقة 0
(ب) الملاحظة المنظمة : هي ملاحظة موضوعية واعية تتسم بالدقة في المشاهدة والتسجيل وتستخدم الأجهزة والإمكانات والتدريب المركز
(3) دراسة الحالة : وهي في أساسها طريقة استطلاعية تركز علي الفرد وتهدف إلي التوصل إلي الفروض 0
عرف دراسة الحالة :
إنها الوعاء الذي ينظم فيه الباحث كل المعلومات والنتائج التي يحصل عليها من الفرد 0
وسائلها : عن طريق المقابلة – الملاحظة – التاريخ الاجتماعي – الفحوص الطبية والنفسية 0
(4) الدراسات المسحية :
تعريفها : يقوم الباحث فيها بجمع بيانات عن سلوك الأفراد والجماعات وأفكارهم وىرائهم واتجاهاتهم وقيمهم عن طريق سؤال الأفراد عن بعض المظاهر السلوكية مستعينا في ذلك باستخدام الاستبانات والمقابلات والملاحظات مع تجميع هذه الوسائل طبقا لقواعد علمية توفر الموضوعية 0
مدارس علم النفس :
1- المدرسة البنائية :
استخدم العلماء في هذه المدرسة منهج الاستبطان لبحث بناء الحياة العقلية وتركز اهتمامهم علي كيفية تنظيم الخبرة الشعورية أي معرفة تفكير الفرد ومشاعره وعواطفه وانفعالاته في المواقف المختلفة 0 ومن أهم علماء هذه المدرسة العالم النفسي الألماني فونت ن والعالم النفسي الانجليزي تتشنر 0 غير انه سرعان ماوجه النقد لمنهج الاستبطان ( علل ) ؟
لصعوبة التأكد من صحة التقارير الذاتية التي تصدر عن الأفراد الذين يلاحظون خبراتهم الشعورية 0 وقد ساعد علي تأكيد هذا النقد التقارير المتناقضة التي صدرت عن معامل علم النفس المختلفة 0
2- مدرسة التحليل النفسي :
اعتقد فرويد مؤسس هذه المدرسة أن هناك أسبابا مادية للسلوك السوي والسلوك اللاسوي وأن العمليات العقلية تكمن في الجهاز العصبي وكان فرويد يعمل في البداية طبيبا للأعصاب كشفت له خبراته في العلاج أن هناك أفراد يعانون من أمراض عضوية لايوجد لها سبب جسمي أو مادي وقد أدت بحوثه ودراساته إلي ابتكار أسلوب جديد في العلاج أسماه التحليل النفسي 0 والذي يتحدد في أن السلوك والعمليات العقلية في تفاعل دائم ، عادة مايكون هذا التفاعل لاشعوريا وكثيرا ما ياخذ هذا التفاعل شكل النضال والصراع بين رغبات الإنسان في إشباع غرائزه وبين القيود التي يفرضها عليه المجتمع كالصراع اللاشعوري الذي يحدث داخل الشخص عندما تتنازعه رغبتان متعارضتان 0
مثال : الرغبة في الذهاب إلي المسجد لأداء فريضة الصلاة في وقتها والثانية الرغبة في مصاحبة أحد الأصدقاء لمشاهدة أحد الأفلام السينمائية
إلا أن بعض تلاميذ " فرويد " ( آدلر ويونغ ) سرعان ماقدموا تعديلات مما أدي إلي انشقاق تلاميذه عنه 0
وأبرز هذه التعديلات توسيع نطاق محركات السلوك الإنساني وعدم حصرها كما يري فرويد في غريزتي الجنس والعدوان
المدرسة السلوكية :
نشأت علي يد جون واطسون الذي حث علي دراسة السلوك الذي يمكن ملاحظته ورفض منهج الاستبطان وعدم الاهتمام بالعمليات اللاشعورية والأحداث العقلية التي لايمكن ملاحظتها 0 علل ؟
– حتي لايظر العلماء إلي الاعتماد علي تقارير الأفراد عن سلوكهم والتي يمكن أن تكون مشوهة وذاتية ومتحيزة 0
الميزة من وجهة نظر واطسون : يتمكن السلوكيون بهذه الطريقة من دراسة سلوك الأفراد في كل الأعمار وفي كل الظروف فيمكن دراسة سلوك الطفل والمراهق والراشد ، كما يمكن دراسة الإنسان السوي والإنسان المضطرب سلوكيا 0
يعتبر سكنر من أهم المنظرين السلوكيين حيث أقام نظريته التي تفيد أن معظم أنواع السلوك وأساليب التفكير تعتمد علي أشكال المكافأة والعقاب ، أما العوامل البيولوجية كالطعام والشراب والأمومة فتقدم فقط الأساس الذي تبني عليه المكافآت وأنواع العقاب والخبرات الأخرى وأشكال السلوك المختلفة 0
الاتجاه الإنساني :
قدم كارل روجرز مدخلا جديدا لدراسة وفهم السلوك الإنساني بديلا للسلوكية والتحليل النفسي ويشار إلي هذا المدخل أحيانا بالنظرية الثالثة أو القوة الثالثة 0 علي اعتبار النظريتين الأولي والثانية هما مدرسة التحليل النفسي والمدرسة السلوكية 0
ويقوم هذا المدخل علي افتراضات من أهمها أن الإنسان قادر علي أن يتحكم في سلوكه وأن الإنسان لديه ميل فطري لكي ينمو ويحقق ذاته علي الرغم من أن البيئة قد تعيق عمل هذا الميل أحيانا 0
ويري أصاب هذا المدخل ان سلوك الإنسان يتحدد بواسطة قدرته علي الاختيار والتفكير والتصرف ووفق هذه المحددات يتحكم الفرد في إدراك العالم ( فالعالم كما أدركه أنا وليس كما هو موجود )
مثال : إذا أدر ك الفرد العالم علي أنه مكان يتسم بالمودة شعر بالسعادة والأمن 0 أما إذا أدركه علي أنه يتسم بالعدوان أصبح قلقا ومضربا وربما عدوانيا 0
ميادين علم النفس :
يمكن تناول ميادين علم النفس علي أساس تصورنا للإنسان بوصفه :
1- كائنا بيولوجيا 0
2- كائنا اجتماعيا
3- شخصا له كيان متفرد
وقد وجد الباحثون أن سلوك الإنسان يتأثر بطبيعة وعمل أجهزته الفسيولوجية ومن ثم نشأ علم النفس الفسيولوجي أو البيولوجي 0 وفي كل مرحلة تحدث له تغيرات في جسمه وقدراته العقلية ووجدانه وسلوكه لذلك تناول علم النفس النمو هذه الموضوعات وعند النظر إلي سلوك الفرد من حيث توافقه أو عدم توافقه مع بيئته ونجد أن علم نفس التوافق يهتم بهذه الموضوعات 0
كما يهتم علم نفس الشخصية بسلوك الفرد من حيث مدي تكامل وظائفه إضافة إلي نمو الخصائص والسمات وأساليب التفاعل التي تميز الفرد عن غيره من الأفراد 0
لكن هناك أساسا آخر لتصنيف ميادين علم النفس وتنقسم هذه الميادين إلي فئتين هما :
الميادين النظرية والميادين التطبيقية وتهتم الميادين النظرية بالتركيز علي أهداف فهم السلوك والتنبؤ به والوصول إلي قوانين ونظريات لتفسير الظواهر السلوكية 0 أما الميادين التطبيقية فتركز علي الهدف الثالث لعلم النفس وهو التحكم في السلوك عن طريق استخدام المعرفة التي توصل إليها علم النفس لتقديم خدمات سيكولوجية في مجالات تصحيح السلوك وتنميته 0
أولا الميادين النظرية :
1- علم النفس العام :
يعتبر المصدر الرئيسي الذي يتفرع منه سائر الفروع الأخري المتخصصة 0
وموضوعه : دراسة سلوك الإنسان والمباديء والقوانين التي تفسر هذا السلوك كما يتناول الفرد من حيث تفكيره وإدراكه وتذكره ولغته وانفعالاته ودوافعه والعوامل الوراثية والبيئية التي تحدد سلوك هذا الفرد وشخصيته 0
2- علم النفس الفسيولوجي :
يهتم بمعرفة تأثير العمليات الفسيولوجية والبيولوجية مثل وظائف أبنية المخ وكيفية تفاعل خلاياه .فهو يجيب عن :
* ما أجزاء المخ التي تنشط حينما يواجه الإنسان حدثا طارئاً ؟
* كيف تعمل خلايا المخ علي ترجمة الطاقة القادمة من خارج الإنسان إلي خبرات حسية أو أفعال ؟
* كيف تؤثر إفرازا ت الغدد عند نقصها أو زيادتها علي سلوك الإنسان ؟
علي هذا الأساس يحاول علم النفس الفسيولوجي الإجابة عن الأسئلة وغيرها 0
3- علم نفس النمو :
يهتم بدراسة التغيرات التي تطرأ علي الجنين ثم الوليد في مراحل حياته المختلفة والعوامل التي تؤثر في نمو الإنسان وارتقائه الجسمي والعقلي والوجداني ومحاولة الوصول إلي القوانين التي تفسر النمو في المراحل المختلفة 0
4- علم نفس التوافق :
يهتم بأساليب السلوك التي يحاول الإنسان عن طريقها إشباع حاجاته وتحقيق أهدافه والعوامل التي تؤثر في سلوك الفرد وتجعله يتخذ أشكالا معينة سوية أو إنحرافية 0
5- علم نفس الشخصية :
يهتم بمدي تأثر سمات الإنسان وأساليب سلوكه وانتظامها في بناء سلوكي يميزه عن غيره من الأفراد
ثانياً : الميادين التطبيقية :
1- علم النفس الإكلينيكي ( السلوك اللاسوي )
هو من أوائل الفروع التطبيقية لدراسة السلوك اللاسوي والعمل علي تصحيحه ويهتم علماء النفس الإكلينيكيون بدراسة أعراض الاضطرابات العقلية والوجدانية والاجتماعية وأسباب اضطراب السلوك في هذه المجالات وصولا إلي تحديد أساليب سلوكية لعلاج هذه الاضطرابات 0
2- علم النفس الإرشادي ( السلوك السوي )
علي عكس علم النفس الإكلينيكي يهتم هذا العلم بالسلوك السوي فيعمل علي مساعدة الأفراد والجماعات علي التخلص من العقبات التي تعترض السلوك السوي ، ومساعدة الإنسان علي التخطيط لحياته ن وتعلم المهارات التي تمكنه من أداء أدواره المختلفة بفاعلية 0
3- علم النفس الصناعي التنظيمي :
يهدف لزيادة فاعلية الأفراد والجماعات في أداء أدوارها والعناية بسلوكهم في مجالات العمل واختيار العمال وتدريبهم وإنتاجيتهم وملاءمة ظروف الأداء والعوامل المعنوية والنفسية التي تؤثر فيها 0
4- علم النفس التربوي :
يعمل علي تقديم خدمات نفسية للأفراد في الميدان التربوي ( تلاميذ – معلمين – إداريين ) ابتداء من التعليم ما قبل المدرسة حتي التعليم العالي وتهدف هذه الخدمات إلي حماية وتنمية الصحة النفسية وتيسير التعليم
الإحساس والإدراك
عرف الإحساس : هو الوعي بأي حدث داخل الجسم أو خارجه نتيجة لتنبيه أي ( مستقبلات حسية ) فالإحساس البصري هو عملية استقبال الطاقة الضوئية ، وتسمي الخلايا التي تقوم بعملية الاستقبال " المستقبلات الحسية " وهذه المستقبلات الحسية هي نافذتنا علي العالم 0
شروط استقبال المنبهات :
1- لابد وأن يكون هذا المنبه ذا طبيعة تتناسب مع هذه المستقبلات
2- أن تكون هذه المستقبلات قادرة علي الاستجابة له
3- فالمستقبلات البصرية مثلا لاتستقبل إلا طاقة ضوئية ، كما أنه لابد لهذا المنبه من أن يصل إلي حد معين من القوة فإذا كانت قوة المنبه أقل من الحد الأدني المطلوب لن تتمكن المستقبلات من الإحساس به 0
ليس معني ما سبق أن حواسنا قادرة علي تزويدنا بكل معطيات العالم ، فهناك أصوات لاتلتقطها آذاننا وأضواء لاتلتقطها عيوننا ، فأعضاء الحس لدينا تستقبل المنبه المناسب تبعا لقوته وطبيعة المستقبلات الحسية 0
دراسة الإحساس في علم النفس :
عرف السيكوفيزيقا
هو فرع علم النفس الذي يدرس العلاقة بين المنبهات الحسية وردود الأفعال السيكولوجية الناشئة عنها ومن أهم مجالات هذا الفرع موضوع ( العتبة الحسية )
إن أقل قدر من التنبيه يمكن الإحساس به ليسمي ( العتبة المطلقة ) فإذا تجاوزت قوة المنبه العتبة المطلقة للإحساس أمكن لنا الإحساس بوجود ذلك المنبه ، أما إذا قصرت قوة المنبه عن العتبة المطلقة للإحساس عجزنا عن الإحساس به 0
العتبة الفارقة : هي الحد المعين الذي إذا تجاوزه قدر التغيير أمكن لنا الإحساس به يسمي ( العتبة الفارقة للإحساس ) التي تشير إلي أقل قدر من الزيادة أو النقصان في قوة منبه نستطيع الإحساس به 0 فكما أن قوة طاقة المنبه يجب أن تصل إلي حد معين أي إلي العتبة المطلقة للإحساس حتي يمكننا الإحساس به ، فإن التغير في طاقة المنبه يجب أن تصل إلي حد معين أي إلي العتبة الفارقة للإحساس حتي يمكن لنا الإحساس بوجود تغير 0
بناي علي ماتقدم فإن ( العتبة الفارقة للإحساس ) هي نسبة ثابتة وهذا يعرف الآن باسم ( قانون فيبر ) غير انه يجب التنبيه إلي أن العتبات الفارقة تختلف من حاسة لاخري بل توجد فروق فردية في العتبات الفارقة كذلك تختلف العتبة المطلقة من شخص لآخر 0 بل تختلف عند الفرد الواحد من وقت لآخر تبعا لحالته البدنية والنفسية والظروف التي تتم فيها إحساساته 0
• الضوء : هو طاقة المنبه البصري وتقاس الموجة الضوئية بوحدة " النانوميتر " الذي يساوي واحدا من البليون من المتر وطول الموجه يحدد اللون في حين أن ارتفاع درجة الموجة يحدد درجة النصوع
• وتتكون إحساساتنا بالألوان من خليط الألوان الثلاثة : الأحمر والأخضر والأزرق
• أهم أجزاء العين هي : القرنية ، إنسان العين ، العدسة ، الشبكية
المخ ( عصب ) الشبكية إنسان العين القرنية
س : كيف تتم آلية الإبصار ؟
ج : تتم بدخول الضوء عن طريق القرنية من خلال إنسان العين ، فتعمل العدسة علي تركيز الضوء علي الشبكية التي تحول الطاقة الضوئية إلي نبضات عصبية تنتقل بواسطة العصب البصري إلي المخ 0
السمع : الصوت هو طاقة المنبه السمعي حيث تتحول الموجات الصوتية الواردة من البيئة الخارجية عن طريق الأذن إلي نبضات عصبية تنتقل إلي الدماغ وتتحول إلي الإحساس الذي نعرفه باسم الصوت 0
ويتكون الصوت من موجات متتالية غير مرئية تقاس بالهيرتز وتستطيع الأذن البشرية سماع موجات صوتية ( بين 20 و 20220 هيرتز )
موجة طبلة الأذن عظيمات نبضات السمع
س : كيف تتم آلية السمع ؟
ج :/ عن طريق دخول الموجة الصوتية من البيئة الخارجية إلي الأذن فترتطم بطبلة الأذن التي تهتز تبعا لهذه الموجة الصوتية فتحرك العظيمات الثلاث المطرقة – السندان – الركاب مما يحرك السائل داخل الأذن الداخلية الذي يحرك الخلايا الشعرية في الأذن الداخلية ، ويؤدي إلي إرسال نبضات عصبية إلي المخ عن طريق العصب السمعي فيتم الإحساس بالصوت
كيف يصل الإنسان إلي عملية الإدراك :
1- مؤثر خارجي ( صوت – رائحة – طعم )
2- الحاسة وهي الواسطة التي تنقل المؤثر إلي الدماغ ( العين – الأذن – الأنف )
3- انفعال العصب الذي يوصل الإحساس للدماغ
4- استقبال العقل للإحساس والشعور بوجوده ثم تأويله وإعطائه معني مفهوما
عرف الإدراك :
هو مجموعة الإحساسات التي تصل إليه عن طريق حاسة أو مجموعة من الحواس ثم تأويلها أو تحويلها إلي معرفة ذهنية
الجشتالط والإدراك :
كان علماء الجشتالط أول من درس الكيفية التي ينظم بها الإنسان الموجودات من حوله بحيث يصبح العالم ذا معني وقد استخلص أصحاب هذه المدرسة مجموعة من المباديء والقوانين ومن أمثلة هذه القوانين :
1- الكل أكبر من مجموعة أجزائه :
ويعني هذا القانون أننا عندما ننظر إلي ماحولنا من مدركات نحصل علي مجموعات أكثر مما هو موجود في أجزاء هذه المدركات التي تنعكس صورها الحسية علي شبكات عيوننا 0
2- الموضوع والخلفية :
ومن العمليات الإدراكية التي تساعدنا في تنظيم مفردات العالم من حولنا في مدركات ذات معني أننا ننظم ما يقع في مجال حواسنا في شكل ( موضوع ) و ( خلفية ) حيث يتميز الموضوع بالبروز من البيئة المحيطة به والتي تمثل ( الخلفية ) له فيتركز انتباهنا علي الموضوع دون الخلفية 0
إن العوامل الفاعلة في أن يصبح المنبه شكلا أو خلفية ( أرضية ) تتحدد في : شدة المنبه وحجمه والاختلاف والتغير ، كذلك للحركة والثبات دور في تحديد كل من الشكل والخلفية 0
إن مايسمي ( الانتباه الانتقائي ) وهو الانتباه الإرادي إلي بعض المنبهات دون غيرها ولو لبعض الوقت
مثال : بفرض انك في الفصل وكلك آذان صاغية لصوت المدرس وهو يحكي قصة مشوقة ن وقام زميلك بلفت انتباهك إلي صوت أزيز يصدر من مصباح الإضاءة ، حتي تلك اللحظة كان هذا الأزيز الذي كان موجودا من البداية جزءا من ( الخلفية ) لكن ما إن حولت إليه انتباهك إراديا بعد إشارة زميلك له حتي أصبح ( موضوعا ) في حين ان صوت المدرس حتي تلك اللحظة كان موضوعا فتحول لكي يصبح جزءا من الخلفية علي الأقل مؤقتا 0
عوامل الإدراك الحسي :
أولا : العوامل الموضوعية : وترجع لطبيعة المدركات الحسية مثل :
1- القرب : الأشياء المتقاربة تتحول إلي التجمع معا
2- الإغلاق : يميل المخ غلي ملء الفراغات لكي يدرك أشكالا كاملة ذات معني 0
3- التشابه : هناك ميل إلي إدراك الأشياء المتشابهة كوحدات متجمعة 0
4- المجال البيئي : هو المجال الذي يشير غلي تأثير الظروف الطبيعية علي قدرة الإنسان علي إدراك الأشياء
مثال : الإضاءة والتهوية ودرجة الحرارة ونسبة الرطوبة والضوضاء والأصوات المرتفعة والتلوث السمعي والبصري
ثانياً : العوامل الذاتية : وترجع للفرد ويترتب عليها اختلاف إدراك الموضوع الواحد مثل :
1- التوقع : حيث يري الإنسان مايتوقع ان يراه ، ويسمع ما يتوقع أن يسمعه ن فالطالب الذي ينتظر إخباره بنتائجه في الثانوية العامة هاتفا يفسر أي رنين من حوله انه الهاتف الذي يتوقعه 0
2- الحاجات الفسيولوجية : فما يدركه الشخص الجائع يختلف عن مايدركه شخص آخر في حال الشبع
3- الميول والعواطف : فنحن نتغاضي عن أخطاء وعيوب الأشخاص الذين نكن لهم الحب والتقدير ، في حين نرصد عيوب أشخاص آخرين لانميل لهم 0
4- الخبرات السابقة : إن كل مانكتسبه من خبرات وتعلم سابق يؤثر في إدراكنا للأشياء ، مثل خوف الطفل من طبيب الأسنان بعد الزيارة الأولي وما صاحبها من ألم ناتج عن خلع احد أسنانه 0
تحديد مواقع الأشياء :
س : ماذا يمكن أن يحدث لو انك فشلت في تحديد مواقع الأشياء المكونة للعالم من حولك
مثال : قيادة السيارة والمشي من مكان لآخر لخطوات ، ووضع الكوب علي الطاولة أمامنا ، كل هذه أنشطة تحتاج أن يكون تقديرنا للمسافة والبعد سليماً 0
نحن نعتمد علي حواسنا لتحديد مواقع الأشياء يمينا ويسارا وإلي أعلي وإلي أسفل وبعيدا وقريبا فحاسة اللمس تزودنا بمعلومات عن موقع الأشياء حولنا بشكل مباشر وحاسة السمع وحاسة البصر أيضا تزوداننا بمعلومات بشكل غير مباشر
تحديد مواقع الأشياء عن طريق السمع :
يمكن استخدام حاسة السمع لتحديد المسافة التي تفصلنا عن مصدر الصوت واتجاهه ، فالارتفاع النسبي في الصوت يفيد في تحديد مسافة مصدر الصوت 0
مثال : إن صوت سيارة يبعد 20 مترا أكثر ارتفاعا من صوت سيارة تبعد نصف كيلو متر 0
كما أن وجود أذنين اثنين لدي الإنسان يعني أن الصوت الآتي من اليمين تستقبله الأذن اليمني قبل الأذن اليسري بجزء من الثانية
تحديد مواقع الأشياء عن طريق البصر :
تزود حالة البصر الإنسان بمعلومات أكثر تكاملا من تلك المستمدة من حالة السمع لأن البصر يزودنا بإدراك ثلاثي الأبعاد يمتد يمينا ويسارا واعلي وأسفل وأماما وخلفا 0
مثال : عندما يكون هناك جسمان أحدهما أقرب إلي الناظر من الآخر بحيث إذا نظر إليهما الناظر وجد أن الجسم الاول يغطي عن ناظره جزءا من الجسم الثاني ، استدل المخ من ذلك أن الجسم الأول أقرب إليه من الجسم الثاني ، هذا المؤشر أو الدالة تسمي ( دالة التوسط )
عرف الثبات الإدراكي :
يعني القدرة علي إدراك المرئيات كأشياء ثابتة وغير متغيرة ، علي الرغم من تغيير الصورة الحسية التي تعكسها علي جهازنا العصبي 0
عرف الخداعات الإدراكية :
هي المؤشرات التي تمكننا عادة من إدراك الأشياء بشكل دقيق قد استخدمت في غير مايناسبها من مواقف