التصنيفات
الصف العاشر

شرح درس نسر لعمر ابو ريشة -تعليم الامارات

1- أصبح السفح ملعباً للنسور * فاغضبي يا ذرى الجبال وثوري
فالشاعر يتحسر على أن سفح الجبل وهو المكان أسفل الجبل ، وقد غدا ملعباً للنسور ، التي لم تكن تألفه من قبل ، حيث مكانها في عاليات الذرى وقمم الجبال .
وهنا ينبغي أن تغضب قمم الجبال العالية على تركه مسارحها ، وأن تعبر عن ثورتها وغضبها لذلك .

2- إن للجرح صيحةً فابعثيها * في سماع الدنى فحيح سعير
إن هذا الجرح الّذي أحدثه النسر في ذرى الجبال حين فارقك ، له صيحة تخرج منه في سمع الزمان مدوية كأنها لهب النار تقذفه بقوة وعنفوان .

3- لملمي يا ذرى الجبال بقايا النســــر وارمي بها صدور العصور
خطاب ( بلملمي) يوحي بعدم المبالات بهذا النسر المحطم ، الّذي لم يبق غير حطامه بعد أن نزل من عليائه، لملميها "و ارمي بها" في قديم الزمن "صدور العصور"، حيث جعل للعصور جسداً وهذه استعارة بالكناية .
وجعل للنسر بقيا لأنه فقد مكانته المهيبة من القدرة على الطيران فلم يبق منه ما يستحق أن يكون بمكانته القديمة .

4– إنه لم يعد يكحل جفن النجــــــم تيهياً بريشه المنثور
فالنسر لم يعد له المكانة فيحتل أعالي النجم ، لأنه لايطير إلا على القمم لا في السفوح ، وجعل للنجم جفنا؛ لأنه: عال وجفنة أعلا شيء فيه استعارة بالكناية .
"لم يعد يكحل النجم تيهياً" لم يعد يفتخر به كما كان سابقاً فيه من عظمة، حين يرخي جناحيه القويين ، فهما محطمان الآن .

5– هجر .الوكر ذاهلاً وعلى عيـــنيه شيء من الوداع الأخير
فقد غادر وكره في قمة الجبل وهو لايدري من هول ما أصابه كأنه فاقد عقله ، وعلى عينيه شيء من الحسرة لفراقه وبعده عنه ، وهو يظن ألا يرجع إليه ، كأنه متيقن من أنه الوداع الأخير .
تاركا خلفه مواكب سحب تتهاوى من أفقها المسحور
خلف بعده من ذكرياته ، ما يبكي السحب ، وويجعلها تهوي شوقاً عليه لمكانته القديمة ، وجعل للسحب مواكب لعظمتها ، وجعل ما أصابها كأنه يزحزها عن مكانها لهول المصيبة عليها .

وينتقل في وصف هذا الطائر بعد نزوله من عليائه فيقول :
7- هبط السفح طاوياً من جناحيـــه على كل مطمح مقبور
جعله ينزل من عليائه هابطاً بقوة إلى أرض السفح ، وكأن أجنحته قصت أو كأنها طويت على الطموح المدفون ، فلا خير فيه .

8- فتبارت عصائب الطير ما بـيـن شرود من الأذى ونفور
فجعل الطير الصغيرة التي تخاف أذى النسر حين كان في قوته وصولته تتسابق في النفار منه والهرب ما بين شاردة وهاربة خوفا من أذاه .

9- لاتطيري جوابة السفح فالنــسر إذا ما خبرته لن تطيري
فخاطبها بأن: هوني عليك من الطيران يا أيتها الطير الآلفة هذا المكان المنخفض وقد أفزعك هذا النسر الّذي لم تألفيه يأتي إليه قبل ذلك.
فعهدك به قديم ، فلو خبرتيه وعرفتيه حق المعرفة مما آل إليه حاله الآن من الضعف ، لم تطيري وتنفري منه .

10- نسل الوهن مخلبيه وأدمت منكبيه عواصف المقدور
فقد أصابه الوهن والضعف ، فقد سلت مخالبه ونزعت أظافره ، فلا خوف منه ، لقد أدمت المقادير منكبيه ، وهذا كناية عن ضعفه وتغير حاله .

11- والوقار الّذي يشيع عليه * فضلة الإرث من سحيق الدهور
وما ترين عليه من المهابة والعظمة إنما هي بقية المهابة التي ورثها من قديم الدهر ، وأما الآن فكل ذلك ذهب عنه ،جعل ما بقي عليه من عظمة مما ورثه من دهره ، فكأنه مال يورث .

12- وقف النسر جائعاً يتلوى فوق شلو على الرمال .نثـير.
لقد هبط فوه جائعاً يتلوى من شدة الجوع ، على شلو من الجيف المنثور فوق الرمال ، ما أوقفه غير الجوع وإلا كيف يأكل الجيف ، وهو الطير الجارح الّذي يصطاد الأحياء .من كل شيء. لقوته و سطوته.

13- وعجاف البغاث تدفعه بالمخـــلب الغض والجناح القصير
لقد تجاسرت عليه ضعاف الطير وهي:"بغاثها" التي لاخير فيها ، فصارت تدفعه حين عرفت أنه صار في الهوان أحقر منها ، تدفعه بمخلبها الضعيف وجناحها القصير .

14- فسرت فيه رعشة من جنون الـــكبر واهتز هزة المقـرور
عند ذلك تحركت منه نخوة من بقايا النخوة القديمة منه ، وانتفض انتفاضة البردان ، وجعلها من"جنون الكبر"، لأنها رعشة مصطنعة ليست أصلية كالجنون ، ضعيفة لاتعمل فيه شيئا .

15- ومضى ساحباً على الأفق الأغـــــبر أنقاض هيكل منخور
ومضى يطير طيراناً ضعيفاً يسحب نفسه سحباً ، على الأفق المغبر ، وجعله مغبراً لأنه لايستطيع أن يحلق في الأفق البعيد لضعفه ، ويسحب جسمه الّذي لم يبق منه إلا هيكل قد حطمته .الليالي و نحرته. الأيام .

16- وإذا ما أتى الغياهب واجتاز مدى الظن في ضمير الأثير
فقد طار حتى وصل الغياهب البعيدة ، فوجد في نفسه من البعد عن الضيم، ما دفعه إلى أن :"اجتاز مدى الظن في ضمير الأثير"، لأنه تجاوز ما كان متوقعاً له في الأفق .

17- جلجلت منه زعقة نشت الآفا ق حرى من وهجها المستطير
خرج منه زعقة واحدة مجلجلة مدوية عند وكره القديم ، لها حرارة ،تخرج من روحه ،فكانت النتيجة:

18- وهوى جثة على الذروة الشماء في حضن وكره المهجور
فلما وصل إلى وكره وما كاد ، فزعق زعقة فاضت منها روحه ، وهوت جثته لاحراك بها في الوكر المهجور منذ القدم لضعفه عن الوصول إليه .

19- أيها النسر هل أعود كما عدَّ ت أم السفح قد أمات شعوري
وهذا ختام هذه القصيدة ، التي يشعرك بأنه مثل هذا النسر يتطلع للعلياء ، ويتمنى العودةإليها ، فهل يعود إلى مجده القديم أم أنه ألف جو السفح والركون فمات شعوره وأحساسه.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *