التصنيفات
الصف العاشر

تقريراثرالحضاره الاسلاميه في العالم -مناهج الامارات

آثار الحضارة العربية الإسلامية على أوروبا

من إنجاز الطالبه:

تحت إشراف المعلمه:

تقديم

I- طرق انتقال الحضارة العربية الإسلامية إلى أوروبا

1- عن طريق الترجمة

2- عن طريق الأندلس

3- عن طريق صقلية و جنوب إيطاليا

4- عن طريق الحروب الصليبية

II – المجالات التي تأثرت فيها أوروبا بالحضارة العربية الإسلامية

1- الميدان الأدبي

2- الفلسفة و التصوف

3- العلوم البحثة( الطب و الكيمياء ، الرياضيات و الفلك)

4- الآثار الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية

5- الآثار الفنية

خاتمة

مقدمة

عرفت الحضارة العربية الإسلامية مند العصر الوسيط ازدهارا كبيرا في كافة الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية.وقد كان للدين الإسلامي دور كبير في هده الوضعية ,من خلال مبادئه التي تحث على العمل وتحصيل المعرفة والتدبر في الكون والحياة والبحث في القوانين الطبيعية,كما أن الإسلام جعل من العلم فريضة على المسلم ورفع قدر العلماء,وخاطب العقل ووجهه نحو التفكر والإبداع .

وعلى اثر الفتوح الإسلامية وتوسع المبادلات التجارية، احتك المسلمون بثقافات أخرى كالفارسية والإغريقية والهندية ,فعززوا معارفهم وأغنوها ثم شرعوا في إقامة المكتبات ونشر المعرفة ,حيث كان لهم السبق في مجال التعليم بإنشاء الجامعات في العواصم والحواضر الكبرى كبغداد ودمشق وأهمها جامعة الأزهر بالقاهرة .

وقد حضيت اللغة العربية في البداية باهتمام كبير من طرف رواد العلوم اللغوية فتم وضع المعاجم والقواعد قبل الانتقال إلى حركة الترجمة إلى اللغات الأخرى.

من جهة أخرى خلف العلماء المسلمون تراثا غنيا في مجال الآداب والعلوم خاصة في الطب والرياضيات والفلك,حيث تم استغلالها في تدبير الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمسلمين .أما في ما يخص فنون العمارة والزخرفة فقد اهتم المسلمون بتشييد المساجد والقصور وإقامة مدن جديدة بمختلف مرافقها .مستعملين في ذلك مختلف فنون الزخرفة والرسم والنقش .وفي الوقت الذي عرفت فيه الحضارة العربية الإسلامية ازدهارا كبيرا,كانت أوروبا تعيش على إيقاع النظام الفيودالي الذي كان مرتبطا بانعدام الأمن خاصة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية وتوغل القبائل الجرمانية وخضوع بعض المناطق للسيطرة العربية الإسلامية خاصة الأندلس و صقلية .

وعلى اثر الاحتكاك الذي تم بين الأوروبيين والمسلمين سواء إبان الحروب الصليبية أو في الأندلس وصقلية أو من خلال التبادل التجاري بينهما, تأثرت أوروبا بمظاهر الحضارة العربية الإسلامية.

إذن فلإشكالية التي يطرحها هدا الموضوع تتمثل في مدى استفادة أوروبا مما نقله لها العرب والمسلمون ؟

فما هي القنوات التي من خلالها تمكن الغرب من الاتصال بالحضارة العربية الإسلامية ؟ وما هي مختلف الميادين التي تجلى فيها الاحتكاك بين العرب والمسلمين وأوروبا ؟

Iطرق انتقال الحضارة العربية السلامية إلى أوروبا

1 -عن طريق الترجمة

اقترنت بداية النهضة لأوروبا بترجمة كتب العربية إلى اللاتينية وذلك راجع للتخلف الذي كانت تعيشه أوروبا في القرن 12م مقارنة مع المسلمين .هدا التخلف جعلهم لا يولون اهتماما بشؤون العلم والثقافة .مما جعل دار الإسلام مصدرا للعلم والمعرفة للعديد من الأوروبيين كالكاهن الإفرنجي’جيربيرت’ الذي يعتبر أول من عرف الأوروبيين بالأرقام العربيةلشدة ما اشتهر به اثر مقامه بالمدن الإسلامية,تقلد منصب البابوية تحت اسم -سلفسترII_سنة 999م .تكاثر امثا ل هدا الشخص مع امتداد احتكاك المسلمين بالأوروبيين فكثر المترجمون ومن أهمهم جيرارد الكريموني(1114-1187)الذي قدم من ايطاليا إلى طليطلة لطلب العلم فتعلم العربية وترجم إلى اللاتينية ما يناهز 70 مؤلفا . في القرن 13 ازدادت حركة النقل إلى اللاتينية توسعا على يد ملك قشتالة الفونسو العاشر (1252-1284م)الذي لقب بالحكيم لاهتمامه بالترجمة وسهره على تحصيل العلم.

2 -عن طريق الأندلس

تعتبر الاندلس من أهم الجسور التي ساعدت على انتقال الحضارة العربية الإسلامية إلى أوروبا بحكم المدة الطويلة التي حكم فيها العرب والمسلمون هده البلاد والتي تجاوزت ثمانية قرون .وتعد مدن طليطلة ,قرطبة ,قشتالة وغرناطة من أهم المراكز الأندلسية التي كانت متشبعة بمظاهر الحضارة العربية الإسلامية ,حيث كان العديد من الطلاب يفدون إليها للاطلاع على الكتب العربية خاصة المترجمة إلى اللاتينية والمنقولة عن اليونان والفرس .حيث اشتهرت في هدا المجال مدرستا برشلونة و طليطلة التي تم اتخاذها كنافدة تطل مباشرة على الحضارة العربية الإسلامية .

من جهة أخرى لعب التجار والمهاجرون الدين يتنقلون بين بلاد الأندلس ومختلف بقاع البلاد العربية الإسلامية دورا مهما في انتقال الحضارة العربية الإسلامية إلى باقي أنحاء أوروبا المسيحية .هدا دون أن ننسى الدور الذي كان يلعبه السفراء والمد جنين والموريسكيين واليهود في هدا المجال ووقوع بعض المدن الإسلامية تحت الحكم المسيحي تارة وعودتها للحكم الإسلامي تارة أخرى أو العكس .فماذا عن دور صقلية وجنوب ايطاليا؟

3 عن طريق صقلية وجنوب ايطاليا

لما استولى العرب على جزيرة صقلية في عهد الاغالبة (مدة130عاما )عملوا على استغلال خيراتها المعدنية وأقاموا علاقات مودة مع سكانها الأصليين دون المس بعاداتهم وقوانينهم وحريتهم الدينية ,وكانت هذه المدة كافية لنشر مبادئ الحضارة العربية الإسلامية .وعندما استولى النورمانديون عليها خاصة في عهد الملك روجهII (1113-1154م)أبدى إعجابه بالحضارة الإسلامية وتأثر بها بشكل كبير ,خاصة من خلا ل ارتدائه لعباءة مكتوب عليها بالحروف العربية والخط الكوفي .ويعتبر كتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)من أهم الكتب التي تحدثت عن وصف صقلية وجنوب ايطاليا .كما أن حركة الترجمة عرفت نشاطا كبيرا من خلال ترجمة العديد من الكتب في مجال الطب و الفلك ، بالإضافة إلى الآثار التي تركها العرب في صقلية خاصة القصور و المساجد والمصانع و التي اتخذها النورمانديون فيما بعد قدوة لصناعتهم. و سيتعزز احتكاك الغرب المسيحي بالشرق الإسلامي من خلال الحروب الصليبية.

4- عن طريق الحروب الصليبية

شكلت الحروب الصليبية فرصة كبيرة لالتقاء الغرب الأوروبي بالشرق الإسلامي ، فطيلة قرنين من الزمن التي بقي الصليبيون بالوطن العربي ، اقتبسوا الكثير من أساليب الحياة و المعرفة في كافة المجالات ، كما حصلوا على كثير من الكتب العربية، فساعد ذلك على ظهور روح البحث و دراسة الأقدمين ولآدابهم و فنونهم . كما أن الصدامات العسكرية بين المقاتلين المسلمين و المقاتلين الصليبيين مكنتهم من التعرف على العديد من الوسائل الحربية و الخطط التي يستعملها العرب.

إذن كانت هذه هي أهم القنوات و الجسور التي من خلالها تمكنت أوروبا من الاستفادة من الحضارة العربية الإسلامية في كافة مجالاتها الأدبية و الفنية و العلمية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية.

الوثيقة رقم 1: أهم مراكز انتقال الحضارة الغربية الإسلامية إلى أوروبا

انظر صورة الوثيقة أسفل العرض

II- المجالات التي تأثرت فيها أوروبا بالحضارة العربية الإسلامية

1- الميدان الأدبي

أ- الشعر:

تـأثر الأوروبيون بالأشعار العربية من زجل و موشحات ، و أشهرها موشحات أبن قزمان الأندلسي ( المتوفى سنة 555/ 1159) و الذي أخذ عنه شاعر إفرنجي اسمه غيوم (من مدينة بواتيه)، عاصر ابن قزمان أواخر القرن 11 و بداية القرن 12. مما أدى إلى ظهور شعراء "الطروبادور" أو الشعراء المغنون الذين كانوا يتنقلون من حصن إلى أخر لإمتاع أسماع النبلاء الفيوداليين بأغاني مختلفة من التراث العربي الأصيل.

ب- النثر:

ويمكن أن نميز فيه بين المسرح و القصة.

فمن جانب المسرح نجد أن من أهم وجوه الفكاهة الأوروبية المتأثرين بالثقافة العربية ، هناك سيرفانتيس صاحب كتاب" دون كيشوت" أسلوبه يحتوي على عبارات و أمثال عربية . و قد أمد هذا prescott صاحب الإطلاع الواسع على تاريخ الإسبان بأن فكاهة دون كيشوت كلها أندلسية في اللباب.

أما من جانب القصة ، فالقصة الأوروبية تأثرت بما كان عند العرب من فنون القصص في العصور الوسطى و هي المقامات و أخبار الفروسية و أمجاد الفرسان و مغامراتهم لإحراز المجد في سبيل الحب . كما ترى طائفة من النقاد الأوروبيين أن رحلات جليفر و غيره تدين لقصص ألف ليلة و ليلة و لرسالة حي ابن يقضان التي ألفها الفيلسوف الأندلسي المسلم ابن طفيل.

¬ إذن من خلال هذا يظهر أن الصلة بين الآداب الإسلامية و الآداب الأوروبية لم تنقطع، إذ أن معظم أو جل نوابغ الأدب عندهم لا يخلو شعره أو نثره من الإشارة بطل عربي إسلامي أو ناذرة إسلامية ، و من هؤلاء شكسبير و أديسون من الأدباء الإنجليز، و هرور و ليسينغ من الأدباء الألمان، و فولتير و لافونتين من أدباء فرنسا.

¬ يقول ليتري :

" لو حذفت العرب من التاريخ لتأخرت نهضة الآداب في الغرب عدة قرون".

2- الفلسفة و التصوف

أ- الفلسفة:

ساهم التفكير الفلسفي للمسلمين في المشرق و المغرب في تطوير المذاهب الفلسفية الأولى بأوروبا مما مكنهم من معرفة فحول الفلاسفة في التاريخ كأفلاطون و أرسطو و ذلك نتيجة الإطلاع على مؤلفات كبار الفلاسفة المسلمين كالكندي (ق3 ه) و الغزالي ( 450-505 ه/ 1058-1111م) الذين اكتشفوا عالم الإيمان بقوة العقل و المنطق.وقد ترجمت العديد من كتب هؤلاء إلى اللاتينية، ومنها كتاب "الشفا" لابن سينا ثم تهافت الفلاسفة و مقاصد الفلاسفة للغزالي ثم تهافت التهافت لابن رشد .

هذا ولم يكتف الفلاسفة العرب و المسلمون من نقل أفكار الفلاسفة اليونانيين، لكن جددوا أفكارهم على ضوء تعاليم التوحيد.وهنا تجدر الإشارة إلى أن فلاسفة الأندلس كانوا من العرب ولم يكونوا من الفرس أو من الأوروبيين.

ب- التصوف

في مجال التصوف تأثر الأوروبيون بالفيلسوف ابن عربي لمنهجه الرفيع في التصوف لعبادة الله روحا و عقلا و إحساسا، حيث يقول:

وثيقة رق : نص أدبي

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكـــن ديني إلى ديــــنه دان

فأصبح قلبي قابـــــلا كل صورة فمرعى لغزلان و دارا لرهبــــــان

و بيتا لأوثان وكعبة طائــــــــف وألواح وتوراة ومصحف وقـرآن

أدين بدين الحب أني توجـــــهت ركائبه فالحب ديني و إيمانــــــي

محيي الدين ابن عربي . نص ورد في كتاب

”أثر العرب في الحضارة الأوروبية“ل عباس محمود العقاد . ص 94

فأول الفلاسفة الصوفيين من الغربيين هو جيهان أكارت الذي درس في جامعة باريس التي كانت تعتمد على الثقافة الأندلسية في الحكمة و العلوم، وهو يقول كما يقول ابن عربي أن الحقيقة الإلهية تتجلى في جميع الأشياء ، لا سيما روح الإنسان التي مصيرها الاتصال بالله. فماذا عن علوم العرب و المسلمين التي أخذت لها نصيبا وافرا في قلوب الأوروبيين؟

3- العلوم البحثة ( الطب و الكيمياء ، الرياضيات و الفلك)

أ- الطب

اشتهر العرب بقدرتهم الفائقة في تحصيل العلوم انطلاقا من ثقافة الأقدمين و اجتهاداتهم الخاصة، فقد عرف علماء الطب العرب بإلمامهم الكبير بباقي العلوم، فألفوا كتبا عديدة حول الطب و أقحموا رسومات و أشكال منظمة فيها. وكل ذلك دخل إلى أوروبا عن طريق التلاقي الحضاري. وهكذا في مجال الطب استقى الأوربيون معلوماتهم الأولى من كتب قيمة ك" الحاوي" علم الأقدمين للرازي (ق4 ه) و ما أضاف إليه من تجارب و اكتشافات الأمة الإسلامية . كما أخذوا من كتاب "التيسير" لابن زهر المتوفى سنة557 ه/1162م ومن كتاب" الكليات في الطب" لابن رشد ومن كتاب القانون في الطب لابن سينا الذي طبعت ترجمته إلى اللاتينية أكثر من 30 مرة خلل القرن16م.

ومن أكثر الأطباء العرب الذين أسهموا في تقدم الغرب الأوروبي في ميدان الطب:

– أحمد ابن إبراهيم القيرواني (ابن الجزار) توفي سنة 295 ه/1005م، من خلال كتابه زاد المسافر الذي يحتوي على أوصاف ممتازة لعدد كبير من الأمراض.

– الزهراوي الذي توفي بعد 400 ه/ 1010م اشتهر بكتابه " التعريف لمن عجز عن التأليف الذي ضمنه حجم من الأدوية و مرادفاتها، كما تحدث عن الجراحة الطبية .

ب-الكيمياء:

إن تأثير العرب على أوروبا في هذا المجال يبقى واضحا للعيان إذ أن لفظchimie مشتقة من العربية كما هو الشأن بالنسبة لمجموعة من المواد كالكحول alcool و آلة التقطير الأنبيق alambic…

كما أن تحسين عمليات التبخر و التذويب و التقطير و التبلور ترتبط كلها باسم العالم الكيميائي المسلم جابر ابن حبان الذي عاش في القرن 2 ه/9م.

ج- الرياضيات:

يعتبر علم الرياضيات من العلوم التي اشتهر بها العرب في المشرق. وقد تم تقله إلى أوروبا عن طريق الأندلس.فقد تعلم الأوربيون من الأندلس نظام الأعداد الذي يمثل ثورة شاملة في علم الحساب، ويتضح لنا تسهيل هذا النظام العددي للعمليات الحسابية إذا قارنا بينه و بين النظام العددي الروماني.فبنظام الأعداد الجديد الذي عرفته أوروبا عن العرب يمكن أن يتغير الرقم الواحد حسب وضعه في خانة الآحاد أو العشرات أو الألوف أو الملايين ، في حين أن قيمة الرقم لا تتغير في النظام الروماني بتغيير خانة، فرقم 5 مثلا لا يمكن أن يعني 50 او 500 و هكذا إذا أردنا كتابة رقم 282 بالأرقام اللاتينية التي لم تعرف أوروبا غيرها خلال العصور الوسطى فإنه يكتب CCLXXXIIو هذا أمر معقد و مضيع للوقت.

و لابد من الاعتراف بان الأعداد الجديدة المستخدمة حاليا في الغرب ليست من اختراع العرب ، بل من المرجح أنها من اختراع الهند.و لعل في مقدمة الإنجازات العربية على هذا الصعيد هو أنهم علموا الغرب الأوروبي طريقة استخدام الصفر في الأعداد منذ القرن 12م. وعرف باللفظ الأوروبي cipher وهو يعني في اللغات الأوروبية لا شيء أو عدم القيمة، و لا تزال اللغات الأوروبية الحالية تستعمل إلى يومنا هذا المصطلحات العربية الأصيلة، فلفظ algèbre مشتقة من كلمة الجبر و لفظ logarithme تحريف لاسم العالم المسلم الذي اكتشف هذه الطريقة في الرياضيات وهو الخوارزمي( ق4 ه) ، كما أن اختراع الصفر لعب دورا جوهريا في تقدم الرياضيات وهو ما جعل الأوروبيين يطلقون لفظ chiffre على جميع الأرقام.

د- الفلك:

كان الأمر مدعاة للفخر و الاعتزاز بما قدمه العرب المسلمون للأوربيين من معارف فلكية عم نفعها كثير من حياتهم العتمة.و قد بدأت هذه الفوائد تعبر على أوروبا منذ القرن 11م ،ـ ذلك أن طلاب العلم في غرب أوروبا عرفوا بعض المصطلحات العربية مثل الأسطرلاب و أسماء النجوم و مجاميعها ، وازدهرت خلال القرن 13م ، ومن أهم الذين أفادوا الغرب الأوروبي بعملهم و إبداعاتهم ، أبو القاسم مسلمة المجريطي المتوفى سنة 295 ه/ 1009م الذي قام بتصحيح وضبط زيج الخوارزمي.جاء بعده إسحاق إبراهيم بن يحيى القرطبي المعروف بالزرقالي الذي اشتهر بالجداول الزر قالية، اعتمد فيها على جداول بطليموس و الخوارزمي ترجمها جيرارد الكريموني.

كما أن البوصلة عربية الأصل ، و الدليل ما كان يستعمل من الألفاظ لوصف اتجاه الإبرة الممغنطة مثل قولهم "الشارون" للدلالة على الشمال . و هو لفظ اشتق من اللغة العربية ، كما أشار العلامة كوستاف لوبون في كتابه " الحضارة العربية" بأن الإبرة المغناطيسية ترجع إلى العرب.

ه- الجغرافيا

من الخطأ أن يظن بأن علم الجغرافيا علم يوناني في أصوله و مبتكراته لاشتهاره باسم مؤلف من كلمتين يونانيتين، لأن بطليموس نفسه اقتبس من المصريين و الكنعانيين.كما أن الإدريسي اشتهر بإنجازه لأولى الخرائط التي تصف الأرض و الأماكن.

4- الآثار الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية

أ- اقتصاديا

-الفلاحة

عن طريق الأندلس تعلم الأوربيون من العرب المسلمين حفر الترع و القنوات و إنشاء المجاري التي كانت مجهولة قبلهم. كما أدخلوا زراعات جديدة لم تكن معروفة في غرب أوروبا كزراعة القطن و قصب السكر و السمسم و الأرز الليمون و البطيخ و الثوم و الباذنجان و كثير من التوابل و العقاقير النباتية، وطوروا الدورات الزراعية وطرق استخدام الأراضي.

.الصناعة

الاسم العربي

الاسم الأوروبي
قالب
Calibre
الزيت
aceite
الصك
chèque
تعريفة
Tarif
المخزن
magasin

نقل العرب والمغاربة عن طريق الاندلس صناعات متعددة إلى أوروبا ,أهمها صناعة النسيج ,الزجاج,بعض الصناعات التعدينية إضافة إلى صناعة الورق التي أقيمت أولى مصانعها في أوروبا بصقلية واسبانيا ,من صقلية إلى ايطاليا ومن اسبانيا إلى غرب أوروبا .كما نقل الغرب عن العرب صناعة الخزف .من جهة أخرى عرف العرب التجارة.

التجارة

عرف العب في القرون الوسطى بتفوقهم الكبير في ميدان الملاحة والتجارة ,لهدا فالأوروبيون لم يضيعوا فرصة اتصالهم بالعرب فاخذوا منهم مجموعة من التقنيات كالبوصلة والاصطرلاب والخرائط وبناء السفن ومن الأمثلة الشاهدة على تأثر الأوروبيين بالعرب على المستوى التجاري استعمالهم مجموعة من الألفاظ المشتقة من اللغة العربية.

ب اجتماعيا:

على المستوى الاجتماعي كانت بلاد أوروبا عشية قيام الدولة الإسلامية تعاني من مجموعة من المشاكل الاجتماعية والأمنية الناجمة عن كثرة الاقتتال في ما بينها وتسلط الملوك والسلاطين على الشعوب التي عانت ويلات الظلم والجوع والاستبداد ,فلما بدا الفتح الإسلامي لبلاد أوروبا وجدت تلك الشعوب في العرب و المسلمين اكبر منقد لهم.

" رفع الإسلام ما ثقل من الاثاوات ورد الأموال المسلوبة إلى أربابها, وانتزع الحقوق من مغتصبيها ووضع الحق في المساواة عند التقاضي بين المسلم وغير المسلم".

مقتطف من كتاب الإسلام والحضارة العربية لمحمد كرد علي

الصفحة198

ج سياسيا:

فقد عرفت الدولة الإسلامية في العصر الوسيط ازدهارا كبيرا وذلك بفضل نظمها السياسية القوية ومؤسساتها المتنوعة ,لهذا فقد تلقى الغرب بفضل اتصالهم بالعرب والمسلمين دروسا مهمة في معنى الدولة والعلاقة بين الحاكم والمحكوم وعرفوهم بالعلاقات الدولية ومعاهدات الصلح والسلم بين الأعداء.

5 الآثار الفنية

_ الفنون الجميلة

اهتم المسلمون من خلال الفتوحات الإسلامية بتشييد المدن والمساجد والقصور فاثروا بفنهم في لا المعماري في الفن الأوروبي فظهر في انجلترا نتيجة دلك فن الآرابيسك أو النقوش العربية التي تعتمد على التو ريق كشكل من أشكال الزخرفة .

في الهندسة العسكرية قلد الصليبيون الحصون العربية وطرق بناء أبراج المراقبة لصد العدوان.

_ فن الموسيقى

لحن الأوروبيون موسيقاهم على الإيقاع العربي واستعملوا السلم الموسيقي وطريقة التدوين بالحروف التي هي من مبتكرات المسلمين، فاخذوا أسماء الآلات الموسيقية العربية كما يلي:

اسم الآلة الموسيقية بالعربية

مقابلها باللاتينية
العود
LUTH
القيثارة
GUITARE
الربابة
REBEC
الطبل
TIMBLE
القانون
KANOON

إذن كانت هذه هي أهم الميادين التي تجلى فيها تأثر الأوربيين بالحضارة العربية الإسلامية ، و استغلوها أحسن استغلال لبناء نهضتهم وتقدمهم .و في ما يلي نص تاريخي يوضح مختلف هذه الميادين:
الوثيقة رقم 5 : نص تاريخي

” ويتعذر الحكم في تحديد الطرق التي دخل منها اختراع من اختراعات الشرق إلى أوروبا، وفيما إذا كان انتهى إلينا عن طريق الصليبين في فلسطين أو عن طريق التجار الإيطاليين، أو جاءنا من عرب صقلية أو من المغاربة في الأندلس.بيد أن الحساب يمكن تقديره بما نحن مدينون به للعرب ، و إذا كان هذا الحساب مما يطول شرحه ، فقد آتانا من العرب :

أولا : الحنطة و القنب و التوت و الزعفران و الأرز و النخيل و الليمون و البن و القطن و قصب السكر.

ثانيا: معظم صناعتنا قي التزيين كالأقمشة الدمشقية و أقمشة الحرير المزركشة بالفضة و الذهب و الشاش الموصلي و الحبر و الورق و السكر والحلويات و المشروبات .

ثالثا : مبادئ كثير من علومنا كالجبر و الحساب و الكيمياء و الأرقام العربية التي اقتبسها العرب من الهنود فسهل بها الحساب مهما كان صعبا . وقد جمعت العرب و قربت جميع الاختراعات و المعارف المأثورة عن العالم القديم في الشرق( كاليونان و فارس و الهند و الصين ) وهم الذين نقلوها إلينا و دخل كثير من الألفاظ في لغاتنا، وهي شاهدة مما نقلناه عنهم . و بواسطة العرب دخل العالم الغربي الذي كان بربريا في غمار المدنية.

فإذا كانت لأفكارنا و صناعتنا ارتباط بالقديم فإن جميع الاختراعات التي تجعل الحياة سهلة لطيفة قد جاءتنا من العرب.“

من كتاب ” تاريخ الحضارة ” ل شارل سينيوبوس . ورد في كتاب

الإسلام و الحضارة العربية لمحمد كرد علي سنة 1934 الجزء الأول ص 222.

خاتمة

الحضارة العربية الإسلامية حضارة غنية ،جورها عريقة و تأثيرها على أوروبا واسع .إلم يكتف العرب بما نقلوه عن الإغريق و الهنود و غيرهم بل أبدعوا بما جادت به قرائحهم و دينهم و عاداتهم و تقاليدهم في مختلف مجالات الآداب

و العلوم والفنون وكل ما له علاقة بالاقتصاد و المجتمع و السياسة فأثروا بدلك في شعوب أوروبا و مهدوا لها الطريق لتحقيق نهضتها. لكنهم للأسف تراجعوا عدة خطوات إلى الوراء و تركوا الغرب يتقدم، الشيء الذي يجعلنا نتساءل عن مدى تأثير الحضارة العربية الإسلامية : هل أثرت فعلا الحضارة العربية الإسلامية"؟ أم أن دلك مجرد شذى ألحان لا يسمن النهضة و لا يسمنها في شيء ؟، و بالتالي لمادا لم لا يستفيدون مما أنتجوه فتأخروا عدة خطوات إلى الوراء و تركوا الغرب يتقدم ؟.

هده هي المفارقة الكبرى التي على العرب أن يجدوا لها حلا و كفانا من النوم العميـــــــــــــــــــــــــــــــــق.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *