بحث تقرير عن الشعر كامل
الشعر
المقدمة:
الشعر في العرب قديم جدا قد يرجع إذا صدقنا رواية صاحب"طبقات الشعراء" إلى عهد نزار وعدنان، فلا غرو أن تجد البيت من الشعر أو البيتين، ليس إلا، وقائلهما يضرب بعيدا في أغوار تاريخ العرب قبل الإسلام. وقد تجد المقطعات بل القصائد ، منسوبة إلى أصحابها الأقدمين مما لم تثبت روايته تمام، فما عليك إلا أن تقف عند حدود الرواية، وتعمل رأيك في قبول مثل هذا الشعر وتصديقه، أو في رفضه وعدم تصديقه. لكن، ومن شبه المؤكد، وكما يقول صاحب الطبقات أن أول من قصد القصائد، وذكر الوقائع، مهلهل بن ربيعة التغلبي. كان الشعر في الجاهلية، في ربيعة إذا- وهذا قول ابن سلام- "ثم تحول إلى قيس، ثم آل ذلك إلى تميم فلم يزل فيهم إلى اليوم".
وفي هذا التقرير ستتعرفون على مفهوم الشعر وخصائصه الحديث وأبرز شعرائه في العصر الحديث
الموضوع:
مفهوم الشعر:
" ليست الأشعار كما يتصور الناس مجرد مشاعر،إنما تجارب" ما يزال النقاد منذ عرف النقد يتعرضون لوضع التعريفات المختلفة للفن عامة وللشعر خاصة. وطبيعي أن هذه التعريفات كانت تختلف أو تتفاوت في مدى صحة فهمها للفن الشعري باختلاف النقاد وتفاوت أمزجتهم وثقافاتهم وعقلياتهم وظروفهم العامة. وقد أشار إلى ذلك سير موريس بورا في كتابه" تراث الرمزية" فقال" لم يجد أحد- حتى أرسطو- تعريفا كافيا للشعر. ونحن جميعا نعرف ماذا يكون الشعر، ولكن سرعان ما نجد أن فكرتنا عنه لا يشاركنا معاصرونا إياها فضلا عن كبار النقاد في الماضي. فكل تعريف يبدو في الوقت نفسه واسعا جدا وضيقا جدا. والحقيقة أن نظرية الشعر ومزاولته تختلفان من عصر إلى عصر. فهو يعيش بالتعبير، وهو دائم التجدد بما يدخل فيه من مستويات جديدة، وفن جديد. وما كان كافيا لفترة من الفترات لا يمكن أن يكفي أخرى. وبنظرة عامة يبدو أن مفهوم الشعر يتأرجح بين طرفين، بين التعليم والتأثير. وقد عرف هربارت ريد أنه من غير الممكن تعريف طبيعة الشعر تعريفا منطقيا،ولكنه يصفه بأنه" صفة علوية أي نقل مفاجئ تقوم به الألفاظ تحت تأثير خاص.
خصائص الشعر في العصر الحديث:
حمل الشعر العربي في العصر الحديث ملامح جديدة في الشكل والمضمون، وظهرت القصيدة العربية في ثوب جديد وروح جديدة، ومن أبرز ملامحه وخصائصه الفنية:
1ـ ولادة فنون شعرية جديدة في بنائها الفني وقالبها الموسيقي.
ومن الجديد في الفنون الشعرية:
ـ الشعر الملحمي( قصة شعرية بطولية).
ـ الشعر التمثيلي( المسرحي).
ومن الجديد في القالب الموسيقي الشعر الحر( شعر التفعيلة) و( قصيدة النثر).
2ـ بروز اتجاهات أدبية جديدة، وانحسار بعض الأغراض التقليدية، من مثل: المدح، والهجاء، والفخر بالنفس، والقبيلة.
ومن الاتجاهات الأدبية الجديدة:
1ـ الاتجاه الإسلامي والقومي:
وتتمثل موضوعاته في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية والعربية، ومواجهة الاستعمار، والغزو الفكري، والإفادة من النهضة الغربية المعاصرة، وإحياء التراث العربي و الإسلامي.
2ـ الاتجاه الاجتماعي:
وتتمثل موضوعاته في الدعوة إلى نشر التعليم، ونهضة المرأة، ومواجهة الفقر والجهل والمرض.
3ـ الاتجاه الوطني والقومي:
وتتمثل موضوعاته في الدعوة إلى التحرر، ومواجهة الاستعمار.
4ـ الاتجاه الإنساني:
ويتناول فيه الشعراء قضايا إنسانية، من مثل: الحرية، والحب، والعمل، والعلم.
3ـ ظهور مدارس شعرية جديدة وجماعات أدبية،لكل مدرية خصائص فنية، ولكل جماعة اتجاهات فكرية وأدبية.
ومن هذه الجماعات:
ـ البعث والإحياء: من أبرز أعلامها: محمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم. ومن العوامل التي ساعدت على ظهورها:
1ـ التطور الاجتماعي والسياسي و الاقتصادي.
2ـ الالتقاء بالغرب.
ـ الديوان: ومن أبرز شعرائها: عباس محمود العقاد، وعبد الرحمن شكري، وإبراهيم المازني. وسميت بهذا الاسم لأن العقاد والمازني أصدرا كتابا من جزأين يحمل اسم" الديوان".
ـ أبولو: ومن أبرز شعرائها: أحمد زكي أبو شادي، والهمشري، والشابي.
ـ المهجر: ومن أبرز شعرائها:جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، والشاعر القروي.
4ـ الوحدة العضوية: وتعني أن تكون أبيات القصيدة كلا واحدا متكاملا فكرا ووجدانا، بحيث لا نستطيع تقديم بيت أو تأخيره وإذا أسقطنا بيتا أو أكثر حدث خلل فني. ومن رواد الدعوة إلى ذلك خليل مطران، وأقطاب مدرسة الديوان( العقاد وشكري والمازني).
5ـ التشخيص والتجسيم:
فالتشخيص منح الحياة الإنسانية ما ليس بحي، ومنح صفات الأشخاص للجماد، والتجسيم تحويل المعنويات إلى محسوسات. وكان في طليعة من اهتموا بذلك في العصر الحديث شعراء المجهر، وشعراء جماعتي:"أبولو" و" الديوان".
6ـ الصورة الشعرية:
وفيها تبنى الصورة على علاقات أوسع من التشابه الظاهري بين شيئين، فهي تنتقل بالصورة إلى مستوى اللوحات الفنية النابضة بالحياة والحركة، العامرة بالألوان والظلال.
7ـ الميل إلى الألفاظ السهلة واستخدام بعض الألفاظ الرمزية، وتجنب الألفاظ الغريبة:
وقد ظهر هذا الميل واضحا عند شعراء مدرسة "أبولو" خاصة. كما استخدم بعض الشعراء ألفاظا رمزية في التعبير عن بعض المعاني، وهي ألفاظ يغلفها ستر من الضباب الخفيف، أو يغشيها جو من الإبهام اللطيف. وظهر هذا الاتجاه واضحا عند شعراء مدرسة "الشعر الحر"، ومن عاصرهم من مدرسة الشعر الجديد وشعراء المهجر.
8ـ استخدام الأسطورة أو الحكايات الخرافية المروية في التاريخ:
برز هذا الاتجاه عند شعراء مدرسة "الشعر الحر"، ممن أخذوا بنهج مدرسة الشعر الجديد، الذين كانوا يلجؤون إلى الأساطير الشعبية، ,ا الأساطير المعروفة عند الأمم الأخرى، أو إلى الحكايات والقصص المروية في الكتب التاريخ للتعبير عن المعاني التي يريدونها.
9ـ النزعة الفكرية والتأملية:
برز في الشعر كل من جماعة أبولو والديوان والمهجر والشعر الجديد اتجاهات فلسفية وفكرية، تعكس ثقافة شعراء هذه المدارس، واتجاهاتهم وآراءهم في الحياة.
من شعراء النهضة:
أحمد شوقي:أمير الشعراء في الثلث الأول من هذا القرن. ولد في القاهرة سنة 1868م، وبها كانت وفاته سنة 1932. سافر إلى فرنسا ليدرس الحقوق. عمل رئيس الترجمة في بلاط الخديوي. اختير عضوا في مجلس الشيوخ. له ( الشوقيات) وعدد ممن المسرحيات الشعرية منها( مجنون ليلى). و(مصرع كليوباطرا) و( عنترة). جيد السبك والصورة والخيال والمعنى. حافظ فيه على عمود الشعر القديم فبذّ به العديد من الشعراء القدامى والمحدثين. ومن شعره الرثائي الجيد قوله في رثاء العالم يعقوب صروف:
سماؤُكِ يــا دنيا خداعُ سرابِ *** وأرضُكِ عمرانٌ وشيكُ خرابِ
وما أنتِ إلاّ جيفةٌ طالَ حولَها *** قيــــامُ ضباعٍ أو قعودُ ذئاب
وكم ألجأ الجوعُ الأسودَ فأقبلتْ *** عليكِ بظفــرٍ لم يعفّ وناب
قعدتِ من الأظعان في مقطع السّرى *** ومرّوا ركاباّ في غبار ركاب
حافظ إبراهيم: اسمه الأصلي محمد حافظ بن إبراهيم فهمي، المولود سنة 1872م بديروط من أعمال أسيوط في صعيد مصر. عمل لدى محام بالقاهرة، فألم بشؤون القضاء والأحكام. وما لبث أن دخل الكلية العسكرية، ليتخرج منها برتبة ضابط أوفدته الحكومة المصرية كرئيس ومدير.
يعتبر حافظ إبراهيم ثاني إثنين بعد أحمد شوقي، إنه شاعر النيل، كما لقبوه، وهو المفطور على حب المعرفة والثقافة قضى حياته منقبا دارسا مكتفيا بالقليل من المال، وفيا لأمته ووطنه وعروبته، معتدلا في سياسته ونضاله ميالا إلى الدعابة والفكاهة. لحافظ إبراهيم شعر مشهور، تعرض فيه للسياسة، والاجتماع، وفيه العديد من قصائد الهجاء والرثاء والمدح والوصف. شعره رائق اللفظ، جيد السبك، مشرق العبارة جزل الأسلوب. مات حافظ سنة 1932م. من شعره الوطني، القصيدة التي يتحدث فيها عن مصر متحدثة عن نفسها ومنها قوله:
وقف الخلْقُ ينظرونَ جميعاً *** كيف أبني قواعدَ المجدِ وحدي
وبناةُ الأهرام في سالف الدهرِ *** كفوْنـــي الكـلامَ عندَ التحدّي
أنا تـاجُ العلاءِ في مفرقِ الشر *** ق ودرّاتُــه فـــرائدُ عِقـــــدي
الخاتمة:
لقد كان الشعر وما يزال راصدا رؤية الإنسان لنفسه وللأشياء من حوله مبينا علاقات الإنسان بما حوله وتفاعله المستمر مع الحياة وحواره مع شخوصها باسطا لنا عبر اللغة آماله وآلامه وتطلعاته بالكلمة المنغومة الموحية. والشعر لا يقنع بواقعة ولا يستسلم للقوانين التي تفرض عليه، وأكثر المبدعين لهم انجازات تجاوزت قواعد الفن في عصرهم، لأن الفن حركة والنقد تقعيد.
لذلك فالشاعر يمتاز بالمقدرة على التعبير عما يجول في خاطره وكيانه من مشاعر ورغبات بأسلوب مرهف وغزارة في العاطفة.لذلك أحث شباب اليوم على التطرف إلى مواضيع الشعر الحديث وأساليبه، فمن أفضل السبل للتعبير عن ما يجول في كيانك هي كتابته في قالب من الشعر . فالشاعر يمتاز برهافة الإحساس ، وصدق الوجدان و التعبير .
ومن السبل التي تساعدنا على دخول عالم الشعر، والغوص فيه هي التمتع بالفضول لفهم مفهوم الشعر والسعي للتعرف على كل شيء جديد ومبتكر فيه، سواء كان من ناحية الأسلوب أو المضمون، والسعي للتعرف على الأساليب التي كان يتبعها شعراء العصور السابقة.
المصادر:
كتاب من تأليف الدكتور . عز الدين إسماعيل، “الأسس الجمالية في النقد العربي عرض وتفسير ومقارنة"، دار النشر: دار الفكر العربي، سنة 1412هـ ـ 1992م.
مصدر :معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
كتاب من تأليف سليمان علي أبو عبيدة،" اللغة العربية للصف الثاني عشر الأدبي والعلمي"، دار النشر: المتحدة للطباعة والنشر، سنة 1443هـ ـ 1443هـ ، 2022م ـ 2022م .
كتاب من تأليف الدكتور . يحي شامي، " موسوعة شعراء العرب"، دار النشر: دار الفكر العربي/ بيروت، الجزء الأول.
كتاب من تأليف الدكتور . يحي شامي، " موسوعة شعراء العرب"، دار النشر: دار الفكر العربي/ بيروت، الجزء الثالث.
كتاب من تأليف الدكتور . ماهر حسين فهمي،" قضايا في الأدب والنقد" دار النشر: دار الثقافة/ قطر ـ الدوحة.