التصنيفات
الصف التاسع

الإنسان والخليج واللؤلؤ للصف التاسع

لإنسان ابن بيئته كما يقولون ، وبطبيعة الحال فان البيئة تفرض عليه أن يتأقلم معها وتفرض عليه نوع الحياة التي يجب أن يعيشها.والبحر بجماله الأخاذ ومعطياته المتنوعة الوفيرة غالبا ما يجتذب سكان السواحل إلى امتطاء أمواجه وارتياد أعماقه للحصول ا كانت ذات قيمة مالية كبيرة كاللؤلؤ الذي توجد مناطق صيده بكثرة على سواحل هذه الجزيرة أو الجزر المجاورة لها ومن هذا المنطق فرض البحر على سكان جزر فرسان حياة خاصة من الناحية المعيشية والاقتصادية. فهي ليست ذات موارد مائية تساعد على الزراعة فيها ، وان الزراعة البسيطة الموجودة بها ليست إلا استثناء في حياة سكان هذه الجزر أو من الشواذ اللواتي تثبت القاعدة ، فهي حياة زراعية لا تكاد تذكر إذا قورنت بغ يرها خاصة وأنها تعتمد على الأمطار غير المنتظمة في الغالب.ومن ذلك كله اتجه هؤلاء الناس إلى البحر يجوبون أرجاءه ويغامرون بحياتهم في مداه الواسع ، ويقضون الأسابيع بعيدين عن الأهل والوطن يصارعون أمواجه وأنواءه ويستمتعون بسويعات تجمعهم فيها لياليه المقمرة أحيانا ، والضاحكة نجومها أحيانا أخرى فيرسلونها آهات وزفرات شجية خلفت لنا ثروة هائلة من الألحان والكلمات الرقيقة التي أبدعها الحرمان والفراق والمعاناة. لقد كانت السفن الفرسانية تسافر إلى الغوص في مواسم معينة من العام بحثا عن اللؤلؤ الذي توجد مصا ئده قريبة من شواطئ هذه الجزر ـ أو بالقرب من الجزر المجاورة لها الواقعة على الساحل الجنوبي الغربي للبحر الأحمر مثل جزائر(دهلك) ثم تعود محملة بالمحصول الجيد الوفير الذي يتركز فيما بعد في أيدي قلة من تجاره المشهورين إذ يقومون بشرائه من الغواصين في الأسواق المحلية ، وعندما تتجمع لديهم الكميات التجارية الكافية للتسويق والبيع في الخارج فانهم يسافرون لبيعه في(عدن) عندما كانت سوقا مفتوحة أو في إمارات الخليج العربي آنذاك(دول الخليج حاليا). وللحقيقة والتاريخ فان الحياة المليئة بالشاعرية والوجدان والكفاح والمعاناة والانصهار قد شوه ملامحها تجبر وجشع أصحاب رؤوس الأموال وملاك السفن الذين كانوا يسلطون سيوف جشعهم وطموحاتهم المادية على المشتغلين بالغوص الذين كانوا يقضون الشهور والأيام بعيدين عن أهلهم وذويهم بحثا عن الجوهر الثمين(اللؤلؤ) هؤلاء التجار أو من يسمونهم(بالنواخيذ) كانوا يعطون هؤلاء الغواصين من بضائعهم ما يقيمون به الأود أو ما يخرجهم قليلا من دائرة الكفاف ، فهم يعطونهم ما يدعونه (السلاك) وهو بعض المواد الغذائية ال ضرورية كالذرة والدقيق والسمن وزيت السمسم والسكر وقشر البن ، وكذلك يعطونهم (الوسية) وبعض النقود لشراء بعض احتياجات الأسرة كالسمك والحطب وأشياء أخرى جانبية.هذا السلاك وهذه الوسية يعطيها البحار لأسرته ـ قبل سفره ـ لينفقوها أثناء غيابه بحذر شديد ، وهي في نفس الوقت مقيدة (مسجلة) عليه بدفتر الناخوذة بأسعار قد تصل إلى ضعف ثمنها العادي بحكم أنها مال معطل عن التحرك التجاري ، وهذا ما يجعل البحار دائما مدان للناخوذة بالإضافة إلى أنه عندما يأتي بمحصوله من اللؤلؤ ـ إن رزقه الله ـ فالناخوذة هو الذي يحدد أسعار الشراء وبالثمن الذي يناسبه ، وبطبيعة الحال فان هذه الأسعار تقل كثيرا عن الأسعار الحرة في السوق ، وفي هذه الظروف يجد البحار نفسه مرغما على البيع بتلك الأسعار الجائرة ، فإذا ما تمرد على ناخوذته أقام الدنيا عليه وأقعدها وطالبه إما بتسديد الديون التي قد أرهقه بها أو البيع منه مجبرا.وأحيانا يكون البحار عنيدا ويلجأ إلى ناخوذة آخر يقوم بشراء محصوله منه وبتسديد الديون التي عليه للناخوذة الأول ، ولكن المسكين يكون كما قال الشاعر: كالمستجير من الرمضاء بالنار. ومن الأشياء القا سية أيضا أن من حق الناخوذة الدائن بتسفير الغواص إلى الغوص مع أي يريدها وغالبا ما يقع الاختيار على سفينة اشتهر ربانها بالقسوة والشراسة. والى كل هذا تضاف صور خشنه جدا منها إصابات بعض البحارة بمرض الاسقربوط (نزيف الدم من اللثة) الناتج عن نقص فيتامين(ج) ومنها تقنين ماء الشرب أثناء فترة الغوص حيث لا يوجد منه سوى كميات في آنية فخارية يسمونها(مواعين) يتسع الواحد منها لعشر صفائح وربما اثني عشر صفيحة. كذلك توجد قوارير زجاجية كبيرة تتسع الواحدة منها لخمس أو ست صفائح ويسمونها(دبجان) والبعض الصورة سوءا عندما يدخل فأر إلى إحدى هذه الآنية ويتعفن بداخله فالماء لا يكفي ـ في هذه الحالة ـ ولكن يتم تعقيمه بطريقة تدخين بدائية حيث يغمس فيه عود ـ من الحطب ـ نصف متقد يسمونه ( كسكوس) ثم ينزع هذا العود ويغطى الاناء ليظل الدخان محبوسا فيه أطول وقت ممكن.وبالنسبة للطعام فكل بحري لديه كمية من الذرة ـ زوده بها الناخوذة قبل سفره ، ولديه أيضا صبي ـ يتراوح عمره بين العاشرة والخامسة عشر ـ يقوم بتعليمه العوم والغوص والصبي يقوم في مقابل ذلك ببرح الغواص من البحر بعد أن يملأ سلته بالمحار. ويقوم أيضا بطحن ما يكفي لاطعامه من الذرة المحلية يوميا على قطعة حجر منحوت تسمى(مطحنة) وبعض الأسر الفقيرة التي لا يوجد لها عائل تأخذ مبلغا من المال مقابل أتعاب ابنها ، والبحري يتمتع بالصلاحية الكاملة في تربية ذلك الابن حتى ولو أدى ذلك إلى الضرب والعض في الرجلين ليعود إلى أهله وقد أتقن العوم والغوص وليصبح في المستقبل بحارا يعتمد عليه وتعتمد أسرته عليه.* ويجدر بنا أن نشير إلى مكامن اللؤلؤ أو معادن اللؤلؤ كما تسمى في فرسان والتي كانت منتشرة بالقرب من الجزيرة وأيضاً إلى تلك المعادن التي كان الفرسانيون يتكبدون عناء السفر لها لإستخراج اللؤلؤ حيث أنها لا تعد ولا تحصى ولكن مع كثرتها فإن الفرسانيين كانوا يضطرون إلىالذهاب إلى ماهو أبعد من الجزيرة فإلى جانب مكامن اللؤلؤ التالية: جنابه ــــ ويقع في خليج جنابه, أبو شوراية ــــ بالقرب من جزيرة سولين شمال غرب فرسان, السليل ـــــ ويقع بالقرب من جزيرة قماح في الجنوب, سلوبه فقد كانت هنالك مكامن (معادن) أخرى بالقرب من دهلك واليمن وربا الواقعة بين اليمن وجزيرة فرسان وتستمر هذه الرحلات البحرية إلى عدة أشهر وذلك لإستخراج اللؤلؤ , وقد يضطر النوخذة للتوقف في بعض الجزر للراحة , مثل جزيرة نوره بالقرب من دهلك والتي كانت بمثابة مركز تجاري مصغّر يرتاح فيها المسافرون من الصيادين والتجار حيث كانت مورداً للماء ولأخذ بعض الحاجيات من سمن وسكر وغيره. وعن حصيلة اللؤلؤ التي تجمع في عملية جمع اللؤلؤ أو (القماش) كما يسميه الفرسانيون فقد كانت تباع إما في فرسان أو في عدن و اللحية إحدى مدن اليمن التي كانت مركزاً تجارياً للؤلؤ آنذاك والذي كان يصدر فيما بعد إلى الهند وذلك لا يمنع تجار فرسان القدامى أمثال محمد غاصب و محمد إبراهيم زيدان وغيرهم من السفر إلى الهند للتجارة.

أشكـال اللؤلــؤ

يعتمد تصنيف اللؤلؤ من حيث الجودة على شكل اللؤلؤة- أي الهيئة التي تكون عليها من حيث الشكل . وعلى هذا فإن الأشكال المعروفة هي :

البطـن : شكل من أشكال اللـؤلؤ ، وهو المتبقي في الطاسة الثـانية ، وهو الأصغر من الرأس في الحجم . فإذا كان شكل مفلطحاً قليلاً ، أو على شكل نصف كرة صار اسمه (بطن) – تشبيهاً ببطن الإنسان ، وقيل إن اللفظة من اللغة الإنجليزية ( Button ) أي ( زرارة )، على جانب تسميات أخرى هي : ( المدحرجة ) و(الزيتون) و(الغلامي) و(المضرس ) و (المزيز) و ( الشعيري) .
سـجني : وهو البيضـاوي من اللؤلؤ .
طيـلي : ما كانت له قاعدة على شكل الطبل – وكذلك طبيلي ( مثل الكبسولة ).
تمبـول- تنبـول : اللؤلؤ الكمثري الشكل وجمعـه تنـابيـل .
جالس – يالـس : ما كانت له قاعدة يجلس عليها وهي تشبه الفص .
نيمـرو : أشـبه بالبطـن ، ولهـا حفرة طبيعيـة صغيرة .
جامشاهي : أشـبه بالضـرس .
مجهـولة : لؤلؤة بهـا قشـور تـزال منها بعـد إخراجها ، والجمـع مجـاهيل .
حصـيات قاصـرة المـاء : وعـادة توضـع في المـاء حتى تصفـو .
عدسي : على شـكل حبـة العدس .
جـرست : على شـكل الحصبـاه .
أم عوينـة : إذا كانت بـارزة من المحـارة .
دانـة حـوري : اللؤلؤتـان المتشابهتان في اللون والـوزن .
اقعـري : تشـبه البطـن ، ولكن أعلـى منهـا .
فاضـح : قاصـرة التكـوين .
مبحـورة : وهـي التي تسرب إليها مـاء البحر .
كاووكـي : مـن أنـواع اللؤلؤ .
فوفلـي : مـن أنواع اللؤلؤ ، وتكون جالس في صحن الصدفة .
جيـون : والجمـع جيونات وهي لفظـة إنجليزية .
ربيـاتـي : مـن أنـواع اللؤلؤ .
النخجـي : التي تشـبه حبـة الحمص .
فـص : اللؤلؤ اللاصـق بالمحـارة .
المـوري : تشـبه مـورة الصبـار ( تمـر هنـدي ) .
شِـرين : بكسر الشين وجمعه شرينـات ، وهي لفظـة فارسية ومعناها الحسن والجمـال .
قـولوه : وجمعـه قولـوات .
بَـدله : بفتـح البـاء وجمعـه بـدلات .
يكـه : بفتـح اليـاء وجمعـه يكـات ، وهي لفظـة فارسية وأردية معناها واحد ( أيـك ) .
كنبيـاتي : بكسـر الكـاف ، وجمعـه كنبيـاتات .
فـص : بفتـح الفـاء وجمعـه إِفصوص بكسر الهمـزة أو بضمها أحياناً ، والفص يطلق على اللؤلؤة اللاصقة في جدار المحـارة ، يزيلها الأخصائيون .
رأس : بفتـح الـراء ، وجمعـه رؤوس بضـم الـراء .
بَطـن : بفتـح الباء وجمعـه إبطـون ، ومن أنـواعه نوع يدعى ( بطـن الهند ) .
خشـن : بفتـح أوله أو كسـره .
خشـره : بفتـح الخـاء أو كسرها ، وجمعـه مخاشر وهي أردأ أنـواع اللؤلؤ ، وعادة ما تكون لاصقة بالجـدار وغالباً ما تكـون سـوداء أو بنيـة اللـون .
ربيـاني : أي تشـبه الربيـان .
البيـض : أي تشبـه البيـض .
سـحتيت : والجمـع سـحاتيت وهـي صغار اللؤلؤ .
دَرُور : لآلـئ صغيـرة أصـغر من السـحتيت .

http://www.dandennis.com/one%20solit…w%20border.jpg

ألــــوانُ اللـؤلُــؤ

تأخذ اللؤلؤة شكلها الدائري ولونها الأبيض ، وكلما كانت ناصعـة البياض وكاملة الاسـتدارة ارتفع سعرها ، وهذه القاعدة معروفة عند بحـارة الخليج وعند تجـار اللؤلؤ المعروفين بالطواويش منذ حضارات سبقت الإسلام بكثير ، والمؤرخون يعرفون ذلك من خلال المخلفات الأثرية التي أثبتت وما زال يعرفها أبنـاء اليوم ، ولكن هناك بعض اللآلئ التي عثر عليهـا ذات صبغات مختلفة الألـوان ، كالأزرق والسماوي ، والأحمر الوردي ، والبني الداكن والأسود وغيرها من الألوان ، وإذا سـألنا : لمـاذا تتلـون اللؤلؤة ؟ ، يبـدو السؤال سهلاً إذا رأينـا لؤلؤاً ملونـاً سيئاً أو جيداً ، هذا إذا عرفنا أولاً كيفية تكوّن اللؤلؤة ، فهي أسـاساً من أصل عضوي يفـرزه حيوان المحار ، وهو حيوان صدفي ذو مصراعين يفتحهما ويغلقهما بقـوة عضلات إرادية ، وتتكون صدفة هذا الحيوان من أربع طبقات منفصلـة ، هي من الخارج إلى الداخل: الأولى مـادة قرينـة هي (الكونكولين ) والثانية (كربونات الكاليسوم ) ، وهي (الكالسيت ) و (الأرجونيت) بهيئـة منشورات عمودية على السطح الداخلي للصدفة ، أما الثالثة فتـدعى أو اللؤلؤ ، وتتكـون من حبيبـات غاية في الدقـة من (كربونات الكالسيوم) لها البريق اللؤلؤي الذي يميز السطح الداخلي للصدفة ، والطبقة الرابعة هي طبقـة (الهيبو ستراكوم) بين عضلات الحيوان والمحارة نفسـها .

أما كيف تتكون اللؤلؤة في غشـاء المحارة ، فعندما يدخل جسم غريب دقيق بين مصراعي الصدفة ويلهب الجزء الرخو من جسم الحيوان ، وهو الجزء الموجود بين الحيوان وصحن المحارة ، ولونه أبيض في الغالب وهنا يغطيه الحيوان تدريخياً بطبقة ناعمـة متحدة المركز من نفس مادة الصدفة وتنمو تدريجياً فتكون اللؤلؤة ، وهو علمياً مادتي (الكونكولين) و (كربونات الكاليسوم) ومن هنا تأخذ اللؤلؤة شكلها ولونها وصفاتها من حيث النقـاوة أو الشفافية والحجم والاستدارة ، ويلعب اللون دوره من خلال بيئـة المحـار والتيارات المائية والمناخ ، ويمكن للجواهرجي الخبير أو حتى الطواش أن يحـدد مكان اللؤلؤة من خـلال لونها فقط ، وهذه الخبرة عرفت عن أبنـاء الخليج .

ومن خلال تلك المقاييس تخضع اللؤلؤة إلى غربلـة في (طوس ) الطواش ويحدد نوعيتها ، ومن ثم تخضع للوزن ، فاللآلـئ الكبيرة توزن بواسطة (الجو) وكلما زاد وزنها قلت قيمتها ، هكذا يخبر أغلب الطواشين من خلال تجارتهم في هذا المجـال .

وإذا كانت اللؤلؤة مستديرة وذات لـون شفاف كان لهـا سـعرها الخاص وإذا كانت ذات نتـوءات وتشوهات على سـطحها ، أي كانت خشنة الملمس فإن سـعرها يتـدنى إلى أبعـد حد ، وهناك لآلـئ عديمة الفائدة ، بل لا تعتبـر لؤلؤاً لمـا فيها من التشويه الحقيقي وهي تسمى (خشرة ) وجمعها ( خشرات) أو (خشاري) ، وهو أردأ أنواع اللؤلؤ ولونهـا بني فاتـح أو داكن أو أسود ، وطريقة بيـع اللآلئ الملونة تتم بالكمية وتصنف إلى كميتين : كمية جيدة وفيها من المميزات كالصفاء والشفافية ونعومة الملمس ، والكمية الأخرى خشنة وغير متناسقة في الشكل ، وسعرها يتفق عليه حسب وزنها ، فالجو يكون سعره كذا من النقود ، فإذا اتفـق الطرفان تم المبيع ويبـدو في العـادة أن يبيعها النوخذة للطواش بأبخس الأسعار ، لأنه يعلـم بأنه لا فائـدة منها ، هذا إن لم يقدمها مجاناً لقـاء شـرائه لآلـئ ثمينـة .

والطواش هنا لا يعطي سـعره مباشرة فهو يتفحص مـرات عديدة قبـل أن يفرز اللؤلؤ ، ثم يتفحص مرات أخرى قبل الوزن وبعـد الوزن أيضاً يتفحص جيداً قبل أن يعطي السعر الذي إذا قاله فإنه يربح الضعف من ورائه كما حدث للطواشين في الماضي حيث حصلوا على نصف قيمة ما شروه من لؤلؤ بواسطة خبرتهم .

وإذا كانت للطواشين خبرتهم فاللبحارة أيضاً خبرتهـم في هذا المجال ، وذلك من خلال فلقهم المحار على مدى عقود متتالية من حياتهم المديدة ، حيث صبت في قالب الخبرة وتعاملهم مع المحار واللؤلؤ ولهذا توجهنا إليهـم وسـألنا كثيراً منهم ممن عملوا في الغوص : هل رأوا لؤلؤة كريمة وإلى جانبها لؤلؤة رديئة ؟ . فكانت الإجابة بالنفي أي أنه لا يمكن أن تكون لؤلؤتان مختلفتان في محـارة واحدة ، فإمـا أن تكونا جيدتين حتى وإن كانت واحدة أكبر من الأخرى أو متساويتين في الحجم واللون (البياض) أما أن تكونا مختلفتين في الشكل واللون فهذا لم يحدث ، وهذا لا يعني أنه لا يحدث ، ولكن البحارة لم يتمكنوا من العثور على هذه النقطة ، ولا يعني أن هذا الدور لعبت فيه الصدفة ولكن يبدو أن لم يحدث مع هؤلاء ، أو الذين حدث لهم ذلك لـم يشأ الله له التدوين حتى نتمكن من الإشـارة إليه كمرجع ، ومعرفة مدى قابلية هذا الحدوث في أصداف اللؤلؤ .
تبقـى الخبرة عند كل ذي عمل ، فالجوهري والطواش والنوخذة والبحـار كل له خبرته بـدءاً من البحار الذي يعثر على اللؤلؤة ونهاية إلى الجوهري الذي يعمل على صقلها وتركيبها في الحلي ، وعن الأدباء فقـد ذكر الشملان في كتابه ( تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي – ص 312) ألوان اللؤلؤ التي يعرفهـا وقال : وهذه ألـوان اللؤلؤ التـي أعرفهـا :

1- نِبـاتـي : بكسر النون إي لون النبات ( بلورات السكر ) .
2- قـلابـي : بكسر القاف وتشديد اللام أي أن لـونه يتقلب .
3- وردي : يشبه لون الورد ، أو ذو حمـرة شـفافة .
4- بصـلي : أبيض يشبه لـون البصل .
5- سـماوي : يشبه لـون السـماء .
6- شـقراء : أي لونهـا أشـقر ، ذهبيـة .
7- سِـنقباسي : بكسر السين لفظة دخيلة ربمـا هندية ، وتعني لونـاً معيناً .
8- الخضـراء : أردأ ألـوان اللـؤلؤ .

وكما هو الحال لدى كل الثقافات استعملت ألفاظ الغوص واللؤلؤ في الأغاني الخليجية ، ومن هنا أتت كلمة " الدانة" في أغلب الأغاني الخليجية والكويتية على وجه الخصوص : فالدانة من الأسماء الكويتية التي كانت تتوارد على الأسماع عندما كان الكويتيون من منتصف القرن الماضي وأوله كانت معيشتهم على الغوص، البحث عن اللؤلؤ في الصيف ويذهبون في الخريف والشتاء والربيع للسفر إلى الهند، فكانوا عندما يعودون من الغوص والكل يتساءل عن محصول الآخر هل حصل على (دانة) أم حصل على (لؤلؤ) أم حصل على) حصباة) كان المرحوم حمد السعيدان قد ذكر في موسوعته (صفحة 556) عن الدانة حيث قال( دانة) الدانة لؤلؤة كبيرة من أحسن اللآلىء وأجملها واللفظة فارسية الجمع دانات ويأتي تصنيف الدانة في المرتبة الأولى من حيث تــصنيف اللؤلؤ يفرح البحارة الى أقصى حد عند عثورهم على الدانة.

ويقول الأستاذ الدكتور فالح حنـظل في معجم الألفاظ العامية لدولة الإمارات المتحدة في صفحة (233) حول كلمة (دانة) كل ما تكور بشكل كرة من الأشياء (والدانة) القنبلة وكذلك الطلقة التي تخرج من البندقية والجمع (دان) و(الدانة) اللؤلؤة الكبيرة وتكون غالية الثمن والكويتيون يشبهون الشيء الثمين الذي يحصل عليه الانسان مثل الزوجة الجميلة أو الهدية الثمينة بالـ(دانة) وقد دخـلت في كثير من الأغاني الكويتية.

وفيما يلي أغنية تحمل كل عبق الماضي ونسائم البحر وبريق اللؤلؤ الممزوج بعرق الأجداد :Q

http://www.salmiya.net/songs/shadee/ram/shadee18.ram

تحياتي لكم جميعا وأتمنى أن يحوز هذا الموضوع على إعجابكم وأن يكون قد أعادكم ولو لثوان قليلة إلى ذكريات الزمن الجميل 🙂

http://www.deera.com/Logo_k/Stamp.gif

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *