تسرب القلق إلى نفوس الأبناء قبل سفرهم بأيام خيم الحزن على حياتهم ازدادوا التصاقا بأبيهم كانت نظراتهم جميعا تحوطه حافرة حنانه ، شكله ، أفعاله في وجدانهم ، وها هي لحظة السفر قد أطلت برأسها سلب الذهول عقولهم ، تكوموا في حضن أبيهم ، عانقوه ، اعتصرهم واعتصروه ، تفجر البكاء من قلوبهم قبل أن يذهبوا قالوا في صوت واحد : بابا لا تتركنا نسافر أو تأتي معنا .. لا نستطيع فراقك رد أصغرهم ( وقد صارت عيناه دما من حرقة الفراق وشدة البكاء ) : بابا .. بابا ( وجرى نحوه ثانية محتضنا إياه ) سنشتاقك .
الأب : تحمل ياولدي لن أتأخر عليكم سأكون معكم بعد يومين
أكبرهم : بابا لا بد أن تهاتفنا دائما
الأب : أستودعكم الله ( تفجرت عيناه من البكاء )
الأبناء في صوت واحد : إلى اللقاء يا أبي اتجهوا إلى الطائرة وقد سبا أبوهم عقولهم ووجدانهم لم يسمعوا سوى صوت أبيهم وهو يناجيهم
والسموووووووحه
م.ن