التصنيفات
الصف العاشر

بحث عن العلماء ورثة الأنبياء للصف العاشر

العلماء ورثة الأنبياء


المقدمة :


روى أبو داود والترمذي من حديث أبى الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

:

من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع

.

وإن العالم ليستغفرُ له مَنْ في السموات ومن في الأرض حتى الحيتانُ في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب.

الموضوع:

وإن العلماء ورثة الأنبياء

.

وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر

.

يعرض لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم صورة العالم حيّة ليُحْيِىَ بها قلوبَنا، فيعرضُ لنا صورة طالب علم في بداية طريقه، ثم ينقلنا فجأة إلى جزائهعند العليم القدير، إن خطواته في الدنيا طالبًا للعلم عملٌ يستحق الجزاء الأوفى حتى قبل أن يشرب من نهر العلم الصافي، فإذا ما اشتد عودُه، وتلألأ نور العلم بين جنبيه إذا به يسطع فيضئ الدنيا بنورٍ يفوق نور العابدين، فينسابُ في جو السماء وفى بحار الأرض فيتحولُ الكونُ كله نحو هذا النور مستغفرًا لصاحبه

.

في السماء: الطيوُر والسحابُ والنجومُ والكواكبُ والملائكةُ، وفى الأرضِ: البحارُ وما فيها، والبراري وساكنوها، والجبالُ الراسيات، وسرعان ما يزولُ العجب وتتلاشى الدهشة عن قلوبنا حين يقول صلى الله عليه وسلم (وإن العلماء ورثة الأنبياء) فلقد أعطى هذا العالِمُ ما أعطى الأنبياءُ فكان من ورثتهم

.

إخوتي الكرام … يقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى

:
"

الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب، لأن الطعام والشراب يُحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين، والعلمُ يُحتاج إليه بعدد الأنفاس".


وقال ابن القيم رحمه الله تعالى معلقًا على حديث حلقتنا

:
"

الطريق التي يسلكها إلى الجنة جزاءٌ على سلوكه في الدنيا طريقَ العلم الموصلةَ إلى رضا ربه. ووضعُ الملائكة أجنحتها له تواضعًا، وتوقيرًا ، وإكرامًا لما يحملُه من ميراث النبوة ويطلبُه، وهو يدل على المحبة والتعظيم. فمن محبة الملائكة له وتعظيمه تضعُ أجنحتها له ! لأنه طالبٌ لما به حياةُ العالَم ونجاته، ففيه شبهُ من الملائكة ، وبينه وبينهم تناسب، فإن الملائكة أنصحُ خلق الله وأنفعُهم لبنى آدم ، وعلى أيديهم حَصَلَ لهم كلُ سعادة وعلم وهدى، ومِنْ نفعهم لبنى آدم ونصحهم أنهم يستغفرون لمسيئهم، وُيثنون على مؤمنيهم، ويعينونهم على أعدائهم من الشياطين، ويحرصون على مصالح العبد أضعافَ حرصه على مصلحة نفسه، بل يريدون له من خير الدنيا والآخرة ما لا يريد العبدُ ولا يخطِر له ببال. كما قال بعض التابعين : وجدنا الملائكة أنصحَ خلقِ الله لعباده، ووجدنا الشياطينَ أَغَشَّ الخلقِ للعباد

.

قال تعالى (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم. وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم

)

فأي نصح للعباد مثل هذا إلا نُصحُ الأنبياء ؟! فإذا طلب العبدُ العلمَ فقد سعى في أعظم ما ينصحُ به عبادَ الله ، فلذلك تحبه الملائكة وتعظمه، حتى تضع أجنحتها له رضًا ومحبة وتعظيمًا

.

وقوله صلى الله عليه وسلم "إن العالم ليستغفرُ له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتانُ في الماء، فإنه لما كان العالم سببا في حصول العلم الذي به نجاةُ النفوس من أنواع المهلكات، وكان سعيه مقصورًا على هذا، وكانت نجاة العباد على يديه، جوزي من جنس عمله، وجُعل مَنْ في السموات والأرض ساعيًا في نجاته من أسباب المهلكات، باستغفارهم له

".

وإذا كانت الملائكة تستغفر للمؤمنين ، فكيف لا تستغفر لخاصتهم وخلاصتهم

.

مستمعي الكرام ….

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم " وفضل العالم على العابد كفضل القمر


على سائر الكواكب" تشبيه مطابق لحال القمر والكواكب، فإن القمر يضئ الآفاق، ويمتد نورهُ إلى العالَم، وهذه حالُ العالِم. وأما الكوكب فنوره لا يجاوز نفسَه أو ما قرُب منه، وهذه حالُ العابد الذي يضيء نور عبادته عليه دون غيره، وإن جاوز نورُ عبادته غيرَه فإنما يجاوزه غير بعيد، كما يجاوزُ ضوءُ الكوكب الكوكب مجاوزة يسيرة

.

وفى التشبيه المذكور لطيفة أخرى، وهى أن الجهل كالليل في ظلمته، والعلماءُ والعُبّاد بمنزلة القمر والكواكب الطالعة في تلك الظلمة، وفضلُ نور العالم فيها على نور العابد كفضل نور القمر على الكواكب

.

والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبه *** كما يجلو سواءَ الظلمةِ القمـرُ

وليس ذو العلم بالتقـوى كجاهلهـا *** ولا البصيرُ كأعمى ما له بَصَرُ


وقوله صلى الله عليه وسلم "إن العلماء ورثة الأنبياء

"

هذا من أعظم المناقب لأهل العلم، فإن الأنبياء خيرُ خلق الله، فورثتُهم خيرُ الخلق بعدهم، ولمَّا كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته ـ لم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما أُرسلوا به إلا العلماء، كانوا أحق


الناس بميراثهم

.

وفى هذا تنبيه على أنهم أقرب الناس إليه، فإن الميراث يكون لأقرب الناس إلى الموروث، وهذا كما أنه ثابت في ميراث الدينار والدرهم، فكذلك هو في ميراث النبوة، والله يختص برحمته من يشاء

.


وفيه أيضًا إرشادٌ وأمرٌ للأمة بطاعتهم، واحترامهم، وتعزيرهم، وتوقيرهم، وإجلالهم، فإنهم ورثةُ مَنْ هذه بعضُ حقوقهم على الأمة، وخلفاؤهمفيهم

.

وفيه تنبيه على أن محبتهم من الدِّين، وبُغضهم منافٍ للدين، كما هو ثابت لموروثهم

.

قال على رضي الله عنه : محبة العلماء دِينٌ يُدانُ اللهُ به


وقال الشاعر

:

ولولا العلم ما سعدت نفوسٌ *** ولا عُرف الحلالُ من الحرام


وقوله صلى الله عليه وسلم "إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهما وإنما ورثوا العلم"

فهذا من كمال الأنبياء وعِظَمِ نصحهم للأمم، وتمام نعمة الله عليهم، وعلى أممهم أن أزاح جميع العلل، وقسَم جميع المواد التي توهم بعض النفوس أن الأنبياء من جنس الملوك الذين يريدون الدنيا ومُلكها، فحماهم الله سبحانه وتعالى من ذلك أتم الحماية

.

ثم قال صلى الله عليه وسلم : "فمن أخذه أخذ بحظ وافر

"

أعظم الحظوظ وأجداها ما نفع العبدَ ودام نفعُه له ، وليس هذا إلا حظه من العلم والدين، فهو الحظ الدائم النافع الذي إذا انقطعت الحظوظ لأربابها فهو موصول له أبد الآبدين، وذلك لأنه موصول بالحي الذي لا يموت ، فلذلك لا ينقطع ولا يفوت، وسائر الحظوظ تُعدم وتتلاشى متعلقاتها كما قال تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورً

)

فإن الغاية لما كانت منقطعة زائلة تبعتها أعمالهم، فانقطعت عنهم أحوج ما يكون العامل إلى عمله، وهذه هي المصيبة التي لا تُجْبَرُ عياذًا بالله، واستعانة به وافتقارًا ، وتوكلاً عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله

.

فلنجتهد إذًا ـ إخوتي وأخواتي ـ في تحصيل العلم النافع الذي به حياة القلوب ومن ثَمْ فَلْنُنَقِّ قلوبنا ونطيبها للعلم حتى تظهر بركته وينمو، كالأرضإذا طيبت للزرع نما زرعها وزكا


قال أحد العلماء: حرام على قلب أن يدخله النور وفيه شئ مما يكره اللهُ عز وجل، والقلب المظلم المشحون بالذنوب لا يستطيع استقبال الملائكة، ولا يبقى فيه مكان للعلم الذي هو نور يصدقه الله في قلب من أراد من عباده الصالحين

الخاتمة

قال الشافعي:


شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي


وأخبرني بـأن العلـم نـور *** ونـور الله لا يهدى لعاصي

جعلنا الله وإياكم من أهل طاعته ومحبته ، وهدانا للتي هي أقوم،

المصادر و المراجع

www.uaes.ae/vb/showthread.php?t=33577

@

www.study4uae.com/vb/study4uae108/article44748

@

www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=16423

@

www.saaid.net/wahat/foudah/26.htm

@

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *