بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لنبدأ:
أبو بكر الصديق .. هو عبدالله بن عثمان بن أبو قحافة،صديق الرسول صلى الله
عليه وسلم وأحبُ الناس إليه، ولد 13من الهجرة، وأول خليفة من بعده، كان
رضي الله عنه رجلاً ذكياً، ذا عقل راجح، محبوباً في قومه، مكان تاجراً غنياً،
وعالماً بالأنساب، وذا مكانة في قريش، وعلى خلق كريم.
إسلامه رضي الله عنه:
كان أبو بكر صديقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل نزول الوحي عليه،
يكثر من زيارته، ويعرف أخباره، ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم، آمن
به، من غير تردد .. فكان رضي الله عنه أول من آمن بدعوة الله من الرجال،
وأول من جهر بها، وأول من أوذي في سبيل الله.
وبدأ يدعو أصدقاءه المقربين فآمن على يديه عثمان بن عفان، وطلحة، والزبير،
وأبو عبيدة، وعبد الرحمن بن عوف، وآخرون. وظل يتعاون مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في كل مراحل الدعوة، يضحي بنفسه وماله
لنشر دعوة الإسلام، وإنقاذ المستضعفين من المؤمنين، وقد اشترى سبعة
من الرقيق منهم بلال بن رباح، وأعتقهم لوجه الله، مما دعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم للثناء عليه.
هجرته رضي الله عنه:
لما أذن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة كان
أبو بكر رضي الله عنه رفيقه فيها .. فقد أعد أبو بكر راحلتين، وجند أفراد
أسرته لإنجاح الهجرة، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه خفية
عن قريش، واتجها نحو غار ثور، واختفيا فيه حتى هدأ طلب قريش لهما.
وانطلق المشركون يبحثون عن النبي صلى الله عليه وسلم في كل مكان،
حتى وصلوا باب الغار، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه وقع
أقدام المشركين، فخشي أبو بكر رضي الله عنه على النبي صلى الله
عليه وسلم فقال: لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لرآنا، فأجاب النبي
صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر .. ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ "
وكان عبدالله بن أبي بكر يأتيهما في غار ثور مساءً بأخبار قريش، وكانت
أخته أسماء تأتيهما بالطعام، ثم يأتي عامر بم فهيرة-خادم أبي بكر-بأغنامه
صباحاً ليطمس آثار أقدامهما. وظل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه
في الغار ثلاثة آيام، ثم تابعا مسيرهما إلى المدينة.
مكانته رضي الله عنه:
كان أبو بكر الصحابي الأول، وكان أباً لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وقد شارك في الغزوات كلها كبدر وأُحد وغيرها.
ولما اشتد المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم، وحان وقت الصلاة
قال صلى الله عليه وسلم: "مروا أبا بكر فليصل بالناس" ، وعندما توفي
الرسول صلى الله عليه وسلم، واضرب الناس، وهم بين مصدق ومكذب،
توجه أبو بكر رضي الله عنه إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم للتأكد
من الوفاة، ثم انطلق إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في
هدوء حزين وقال: أيها الناس، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات،
ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
وفاته رضي الله عنه:
توفي أبو بكر في السنة الثالثة عشرة للهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة،
ودفن بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة.
منقول