يبت لكم تقرير جآهز عن العقل والقرآن ..
مآعليكم الآ تسوون كووبي وبست ~
بآلتوفيج للكل ..~
المقدمة :-
الحمد لله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ، تبيانا لكل شيء ؛ ليكون هدى ورحمة للمؤمنين ، قاصدا بذلك إغاثة المؤمنين من ظلمات الجهل إلى نور العلم ، راسمًا لهم منهجًا قويماً و صراطا مستقيماً لا عوج فيه ولا اعوجاج ، يفوز من انتهجه فوزاً عظيماً ويخسر من أعرض عنه خسراناً مبيناً.
الموضوع :-
إن الإسلام كرم العقل أيما تكريم، كرمه حين جعله مناط التكليف عند الإنسان، والذي به فضله الله على كثير ممن خلق تفضيلا، وكرمه حين وجهه إلى النظر والتفكير في النفس، والكون، والآفاق: اتعاظاً واعتباراً، وتسخيراً لنعم الله واستفادة منها، وكرمه حين وجهه إلى الإمساك من الولوج فيما لا يحسنه، ولا يهتدي فيه إلى سبيل ما، رحمة به وإبقاء على قوته وجهده. وتفصيل هذه الجمل في الآتي:
1. خص الله أصحاب العقول بالمعرفة لمقاصد العبادة، والوقوف على بعض حكم التشريع، فقال سبحانه بعد أن ذكر جملة أحكام الحج} واتقون يا أولي الألباب { البقرة: 197.
وقال عقب ذكر أحكام القصاص}: ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب{ البقرة: 179.
2. قصر سبحانه وتعالى الانتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول، فقال عز وجل
} وما يذكر إلا أولوا الألباب{ البقرة : 269 .
وقال عز وجل}: لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب{ يوسف: 111.
وقال عز وجل}: ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون{ العنكبوت: 35 .
3. ذكر الله أصحاب العقول، وجمع لهم النظر في ملكوته، والتفكير في آلائه، مع دوام ذكره ومراقبته وعبادته، قال تعالى: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض إلى قـوله عـز وجل: (إنك لاتخلف الميعاد) آل عمران. 190-194
وهذا بخلاف ما عليه أصحاب المذاهب الضالة في العقل، فمنهم من اعتمد العقل طريقاً إلى الحق واليقين، مع إعراضه عن الوحي بالكلية كما هو حال الفلاسفة، أو إسقاط حكم الوحي عند التعارض -المفترَى – كما هو حال المتكلمين، ومنهم من جعل الحق والصواب فيما تشرق به نفسه، و تفيض به روحه، وإن خالف هذا النتاج أحكام العقل الصريحة، أو نصوص الوحي الصحيحة، كما هو حال غلاة الصوفية.
أما أهل العلم والإيمان فينظرون في ملكوت خالقهم، نظراً يستحضر عندهم قوة التذكر والاتعاظ، وصدق التوجه إلى الخالق البارئ سبحانه، من غير أن يخطر ببال أحدهم ثمة تعارض بين خلق الله وبين كلامه، قال عز وجل}: ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين{ الأعراف: 54 .
4. ذم الله عز وجل المقلدين لآبائهم، وذلك حين ألغوا عقولهم وتنكروا لأحكامها رضاً بما كان يصنع الآباء والأجداد، قال عز وجل}: وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنآ أو لو كان آباؤهم لايعقلون شيئاً ولايهتدون ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون{ البقرة: 170-171.
5. حرم الإسلام الاعتداء على العقل بحيث يعطله عن إدراك منافعه.
-فمثلاً: حرم على المسلم شراب المسكر والمفتر وكل ما يخامر العقل ويفسده ، قال عز وجل: } يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون{ المائدة: 90 .
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت): نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ( رواه أبو داود ، وصححه الحافظ العراقي.
6. وجعل الإسلام الدية كاملة في الاعتداء على العقل وتضييع منفعته بضرب ونحوه، قال عبد الله بن الإمام أحمد: "سمعت أبي يقول: في العقل دية ، يعني إذا ضرب فذهب عقله " قال ابن قدامة: "لا نعلم في هذا خلافاً ".
7. شدد الإسلام في النهي عن تعاطي ما تنكره العقول وتنفر منه ، كالتطير والتشاؤم بشهر صَفَر ونحوه ، واعتقاد التأثير في العدوى والأنواء وغيرها ، وكذا حرم إتيان الكهان وغيرهم من أدعياء علم الغيب ، وحرم تعليق التمائم وغيرها من الحروز.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة) رواه البخاري.
الطيرة: التشاؤم بالشيء.
وفي رواية عن جابر رضي الله عنه: (لا عدوى ولا غول ولاصفر) رواه مسلم.
غول: جنس من الجن والشياطين ، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس ، وتضلهم عن الطريق ، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم .
صفر: كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها الصفر تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه ، فأبطل الإسلام ذلك .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ زَادَ مَا زَاد ) رواه أبو داود وابن ماجه ، وصححه الحافظ العراقي، والنووي .
والمراد : النهي عن اعتقاد أن للنجوم ـ في سيرها واجتماعها وتفرقها ـ تأثيراً على الحوادث الأرضية ، وهو ما يسمى بعلم التأثير ، أما علم التسيير وهو الاستدلال ـ عن طريق المشاهدة ـ بسير النجوم على جهة القبلة ونحو ذلك فلا شيء فيه .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) رواه مسلم.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ . قَالَتْ: قُلْتُ لِمَ تَقُولُ هَذَا ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِينِي ، فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَتْ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا ذَاكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ ، كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِه ِ، فَإِذَا رَقَاهَا كَفَّ عَنْهَا ، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ): أَذْهِبْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا) رواه أبو داود، وصححه السيوطي والألباني.
التولة: ضرب من السحر يحبب المرأة إلى زوجها، جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يفعل خلاف ما قدر الله.
هذا مع أمر الشارع العبد أن يأخذ بالأسباب ويتوكل على خالق الأسباب، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا
يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان) رواه مسلم.
قال الإمام الكاظم عليه السلام : " يا هشام إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة وحجة باطنة . فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام ، وأما الباطنة فالعقول " (1).
بل جعل التمييز بين الخير والشر والنزوع عن الشر إنما هو بالعقل . فقد روي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله : " إنما يدرك الخير كله بالعقل ولا دين لمن لا عقل له " (2) .
وهكذا يتتابع المدح والثناء على العقل وما يلازمه من العلم والتفقه (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (3).
وقال الإمام الكاظم عليه السلام : " تفقهوا في دين الله فان الفقه مفتاح البصيرة ")4) .
وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : " أيها الناس لا خير في دين لا تفقه فيه " (5).
( 1 ) الكافي ج 1 / 16 .
( 2 ) تحف العقول ص 44 .
( 3 ) فاطر : 28 .
( 4 ) تحف العقول ص 302 .
( 5 ) البحار ج 70 / 307 ( * ) .
الخاتمة :-
فإذا عرفنا هذه الأهمية الكبرى للفكر في الإسلام نعرف أهمية العقل في حياة الإنسان وسعادته ووصوله إلى الواقع . فان العقل أداة الفكر الذي يفكر بها الإنسان وقد وردت النصوص الكثيرة في مدح العقل وجعله حجة على الناس كما إن الرسل حجة عليهم
المراجع :-
تعلم لأجل الإمارات (www.study4uae.com )
معهد الإمارات التعليمي ( www.uae.ii5ii.com )
كتاب ( القرآن و العقل )
جوجل( www.google.ae )