المعلم الفعال ودوره في التعليم الفعال
لقد لوحظ في الآونة الأخيرة فقدان المعلم الفعال من الميدان التربوي والذي ينعقد عليه آمال التربويين لتحقيق الهدف المنشود للتعليم ، حيث أضحى تعليما تقليديا غير فعال ، وأصبحت البيئة التعليمية بيئة غير جاذبة، مما أدى إلى تدني الدافعية وانخفاض المستوى التحصيلي عند المتعلمين ، وبناء على هذه المشكلة التربوية كان لزاماً علينا نحن المعلمون أن نقف في وجه هذه المشكلة ونتصدى لها علنا نتلمس الحل الناجع لها لنصل بمعلمنا إلى بر الأمان ليؤدي دوره الفعال كمعلم فعال .
فكم يبذل المعلم التقليدي من جهد في سبيل توصيل المعلومة إلى الطالب ، ويفاجأ بأن الطالب كأنه لم يكن معه أثناء الحصة ، فهذا معلم خرج من الفصل منهكاً من كثرة ما خطب وألقى وشرح ، وذاك معلم سيطر على الفصل سيطرة عجيبة، حتى أن الطلاب لم ينبسوا ببنت شفه أثناء الحصة ، وذاك معلم جعل الحصة فرح ومرح ، حتى أنها انقضت بسرعة البرق .
فمن هو المعلم الفعال ؟ وأين يكمن التعليم الفعال ؟
إن النظرة الحديثة للتعليم تلغي ما كان سائداً قديماً ، فلم تعد عملية نقل المعلومات المهمة الوحيدة للتعليم ، ولكن التعليم بمفهومه الحديث هو نشاط مخطط يهدف إلى تحقيق نواتج تعليمية مرغوبة لدى الطلاب ، حيث يقوم المعلم بتخطيط وإدارة هذا النشاط . وبالتالي أصبحت للمعلم والمتعلم أدوار جديدة وفق النظرية الحديثة لعملية التعليم ، فالمعلم لن يقتصر عمله على إلقاء المعلومات ، والطلاب لم يقتصر دورهم على حفظ تلك المعلومات استعداداً لتسميعها .
وقد أظهرت الدراسات ضرورة العناية بدوافع الطلاب للتعلم والمعرفة وبالتالي استغلالها لزيادة التعلم وتوجيهه ، وبهذه النظرة الحديثة للتعلم يزداد دور المتعلم في مقابل تقليل دور المعلم .
وهنا لا بد من التساؤل : ما الذي يجعل التعليم فعالاً ؟
هل يجعل توفر التقنيات التعليمية الحديثة التعليم فعالاً ؟
أم أن ممارسة الأنشطة المصاحبة للمنهاج تجعل من التعليم تعليماً فعالا ً؟
أم أن إتباع الطرق الحديثة في التعليم تجعل التعليم تعليماً فعالاً ؟
أم إعادة تأهيل المعلم وإيجاد المعلم الكفء يجعل من التعليم تعليماً فعالاً ؟
وهل إعادة النظر في المناهج التي تدرس يساعد في جعل التعليم تعليماً فعالاً ؟
كل ما ذكر يجعل من التعليم تعليماً فعالاً ، إن دور المعلم كبير وحيوي في العملية التربوية والتعليمية ، ويجب أن يبتعد عن الدور التقليدي ، وألا يكون وعاء للمعلومات بل أن دوره توجيه الطلاب عند الحاجة دون التدخل الكبير ، وعليه فإن دوره الأساسي يكمن في التخطيط وتوجيه الطلاب ومساعدتهم على إعادة اكتشاف حقائق العلم .
ومن أفضل الطرق التي جربتها ( الطريقة الحوارية والتفاعلية والتعلم التعاوني والتعلم بالمسرح – التعلم بالقرآن أي ربط الموضوعات بالآيات القرآنية ) وغيرها من الطرق التي تجعل من التعليم تعليماً فعالاً ، أي للطالب الدور الأكبر في العملية التعليمية .
ومن المهارات الفاعلة جداً في كسب قلوب الطلاب وتشويقهم لحصتك ارفع شعار ( كل حصة تبدأ بقصة )
مع إعدادك للدرس اعمل على إعداد قصة تكون في بداية الحصة ، واختر القصص بعناية بحيث تكون مشوقة ، وتزرع قيمة أخلاقية في الطلاب ، واحرص على أن تستفيد من المواقف الحرجة في القصة لإجراء عصف ذهني للطلاب لتخمين ما سوف يحدث .
متمثلين قول الله تعالى :
( {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }النحل125
وختام الأمر ، المؤمل من كل همة ركبت جواد التعليم أن تبحث لمتعلميها عن الأسهل لا الوعر وكل ما يوصل إلى الهدف المنشود فهو طريق النجاح .
كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه:
(ما خير رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً ) .
والله الموفق إلى سواء السبيل ،،،،،،