التصنيفات
الصف الحادي عشر

البدل -مناهج الامارات

تعريفه :

تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة .

نحو : جاء الشيخ أحمد . وقطعت بالسكين حدها . وأعجبني الطالب خلقه .

من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد ، من حيث إنه يقصد لذاته ، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف ، أو استغني عنه ، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا .

أقسامه : ينقسم البدل إلى أربعة أنواع :

1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل " .

3 ـ بدل اشتمال . 4 ـ بدل مباين .

أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل " :

هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ، ومساوي له في المعنى .

نحو : جاء المعلمُ محمدٌ .

فمحمد بدل من كلمة المعلم ، وتأخذ حكمها في الإعراب ، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية .

ومنه قوله تعالى : { مفازا حدائق وأعنابا }1 .

وقوله تعالى : { اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم }2 .

114 ـ ومنه قول الشاعر :

وقد لامني في حب ليلى أقاربي أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ 31 ، 32 النبأ . 2 ـ 6 ، 7 الفاتحة .

الشاهد قوله : أخي وما عطف عليه ، حيث جاء بدلا مطابقا من كلمة " أقاربي " .

ثانيا ـ البدل غير المطابق " بدل بعض من كل " :

وهو أن يكون البدل جزءا من المبدل منه .

نحو : سقط البيت سقفه ، وأكلت التفاحة نصفها .

فكلمة سقف ونصف كل منهما جاءت بدلا غير مطابق ، " بعض من كل " أي : أن البدل جزء من المبدل منه : البيت في المثال الأول ، والتفاحة في المثال الثاني ، ولكنه تابع له في إعرابه ، فجاءت كلمة " سقف " مرفوعة لأن المبدل منه " البيت " جاء فاعلا مرفوعا ، وكلمة " نصف " جاءت منصوبة ، لأن المبدل منه " التفاحة " وقع مفعولا به منصوب ، وكذا الجر .

266 ـ ومنه قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }1 .

فـ " من استطاع " بدل من " الناس " . ولكون المبدل منه في الآية مجرور جاء البدل مجرورا .

115 ـ ومنه قول الشاعر :

إذا أبو قاسم جادت يداه لنا لم يحمد الأجودان البحر والمطر

الشاهد قوله : البحر ، حيث وقعت بدلا بعض من كل ، والمبدل منه " الأجودان " .

ثالثا ـ بدل الاشتمال :

هو البدل الدال على معنى من المعاني التي اشتمل عليها المبدل منه دون أن يكون جزءا منه .

نحو : أطربني البلبل تغريده . وأعجبني الطالب خلقه .

267 ـ ومنه قوله تعالى : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه }2 .

116 ـ وقول الشاعر :

بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا

ـــــــــــــــــ

1 ـ 97 آل عمران . 2 ـ 217 البقرة .

فكلمة " تغريده ، وخلقه "كل منهما جاءت بدلا من كلمة البلبل في المثال الأول ، والطالب في المثال الثاني ، ولكنها لا تطابقها في المعنى ، ولا هي جزء منها ، ولكن كلمة " تغريد " من المعاني أو الدلائل التي يشتمل عليها البلبل ، الذي هو المبدل منه ، وكذلك الحال بالنسبة لكلمة " خلقه " التي هي بدل من كلمة الطالب ، ولكنها لا تطابقها في المعنى ، ولا هي جزء منه ، ولكنها من المعاني ، أو الصفات التي يشتمل عليها الطالب ، لذلك سمي البدل في هذه الحالة بدل اشتمال .

وفي الآية جاءت كلمة " قتال " بدل اشتمال من الشهر ، لأن القتال ليس نفس الشهر ، ولا جزء منه ، ولكن القتال قد يكون من الأمور التي تحدث في الشهر الجرام .

والشاهد في البيت قوله : " مجدنا " حيث جاءت بدل اشتمال مرفوع من الضمير " نا " في " بلغنا " ، لأن الضمير في محل رفع فاعل وهو المبدل منه .

فائدة : لا بد للبدل بعض من كل ، وبدل الاشتمال من ضمير يعود على المبدل منه ، كما لاحظنا في الأمثلة السابقة ، ومنه قوله تعالى :

268 ـ { قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود }1 .

والتقدير : النار ذات الوقود فيه . أي : في الأخدود ، فكلمة " النار " بدل اشتمال من الأخدود ، لأن الأخدود يشتمل على النار ، وليست النار هي الأخدود ، ولا جزءا منه .

رابعا ـ البدل المباين :

هذا النوع من أنواع البدل لا يعنينا كثيرا ، ولكن سنذكر عنه القليل ليفيد منه الدارس .

ينقسم هذا النوع من البدل إلى ثلاثة أقسام :

1 ـ بدل الإضراب : وهو أن تخبر عن المبدل منه بشيء ، ثم يعن لك أن تخبر عنه بشيء آخر . كأن تقول : تصدقت بدرهم بدينار .

ـــــــــ

1 ـ 4 الروم .

فأنت تريد أن تخبرنا ، بأنك قد تصدقت بدرهم ، ثم بدا لك أن تخبرنا ، بأنك قد تصدقت بدينار .

2 ـ بدل الغلط : وهو أنك لا تريد أن تخبرنا بأنك تصدقت بدرهم ، وتريد أن تتصدق بدينار ، ولكن غلَطَ لسانك ، وأخبرت عن تصديقك بدرهم .

3 ـ بدل النسيان : وهو أنك لا تريد الإخبار عن التصديق بالدرهم ، فلما نطقت بذلك تبين لك هذا القصد ، ومن هنا سمي بدل النسيان ، وأمثلته كأمثلة سابقيه .

ومنه : أكلت خبزا لحما ، وزارني محمد أحمد .

فوائد وتنبيهات :

1 ـ يجوز أن يكون البدل والمبدل منه نكرتين .

نحو قوله تعالى : { إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا }1 .

فالبدل " حدائق " وهي نكرة ، والمبدل منه " مفازا " وهو نكرة أيضا .

2 ـ ويجوز أن يكون معرفتين .

نحو قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }2 .

فالبدل " من " وهي اسم موصول معرفة ، والمبدل منه " الناس " معرفة أيضا .

3 ـ كما يجوز أن يكونا مختلفين ، كأن يكون المبدل منه معرفة ، والبدل نكرة .

نحو قوله تعالى : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه }3 .

فالبدل " قتال " وهي نكرة ، والمبدل منه " الشهر " وقد جاء معرفة ، وهذا جائز .

4 ـ يجوز البدل من الضمير الحاضر ، إذا كان بدلا مطابقا ، يفيد الإحاطة والشمول ، أو بدل بعض من كل ، أو بدل اشتمال .

269 ـ نحو قوله تعالى : { تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا}4 .

فـ " أولنا " بدل من الضمير المجرور " نا " في قوله : " لنا " . ومنه المثال السابق

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 31 ، 32 النبأ . 2 ـ 97 آل عمران .

3 ـ 217 البقرة . 4 ـ 114 المائدة .

وهو قول الشاعر : بلغنا السماء مجدنا .

117 ـ ومثال بعض من كل قول الشاعر :

أوعدني بالسجن والأداهِمِ رِجْلِي فَرِجلي شَتْنَة المناسم

فكلمة " رجلي " بدل بعض من كل من الضمير " الياء " في " أوعدني " .

كما يجوز إبدال الظاهر من الضمير الغائب .

270 ـ نحو قوله تعالى : { وأسروا النجوى الذين ظلموا }1 .

حيث أبدل " الذين " من " الواو " في " أسروا " .

5 ـ إذا أبدل من اسم الاستفهام ، وجب دخول همزة الاستفهام على البدل .

نحو : من ذا ؟ أمحمد أم أحمد ؟ ، ونحو : متى تأتينا ؟ أغدا أم بعد غدٍ ؟

6 ـ يجوز إبدال الجملة من المفرد وبالعكس .

مثال الأول : لا أستطيع أن أحكم على خالد ما منزلته بين الكتاب .

فجملة : ما منزلته بين الكتاب في محل جر بدل من " خالد " .

ومثال الثاني : لا إله إلا الله كلمة الإخلاص ينجو قائلها من الزلل .

وإعراب الجملة السابقة كالتالي : جملة لا إله إلا الله محكية في محل رفع مبتدأ .

وكلمة : بدل مرفوع من الجملة السابقة . الإخلاص : مضاف إليه مجرور .

وجملة : ينجو قائلها في محل رفع خبر .

7 ـ يجوز إبدال الفعل من الفعل . نحو : من يصل إلينا يستعن بنا .

فيستعن بنا بدل من يصل إلينا .

271 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب }1 .

فالفعل يضاعف بدل من يلق ، وله إعرابه .

118 ـ ومنه قول الشاعر :

إنَّ عَلَيَّ الله أن تُبايعا تؤخذَ كرها أو تجيءّ طائعا

ـــــــــــــ

1 ـ 3 الأنبياء . 1 ـ 68 الفرقان .

فالفعل تؤخذ بدل من تبايعا ، وله إعرابه لذلك نصب ، لأن تبايعا منصوب بأن المصدرية .

119 ـ ومنه قول الآخر :

متى تأتنا تلمم بنا في دارنا تجد حطبا جزلا ونارا تأججا

فالجملة الفعلية " تلمم بنا ، بدل من الجملة الفعلية تأتنا .
م/ن

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *