التصنيفات
الصف العاشر

التاريخ الأوروبي الحديث من عصر النهضة إلى مؤتمر فيينا _الامارات للصف العاشر

عبد الحميد البطريق و عبد العزيز نوّار: مختارات من كتاب "التاريخ الأوروبي الحديث"
التاريخ الأوروبي الحديث من عصر النهضة إلى مؤتمر فيينا

الفصل الأول: أوروبا الحديثة في فجر عصر النهضة

نظرة عامة إلى العصور الوسطى

يظن بعض الناس أن العصور الوسطى عصور تأخر وانحطاط وهو وصف لا يمثل الحقيقة تمثيلاً صحيحاً، ولعل هذه الفكرة ترجع إلى الأثر الذي أحدثه انبثاق العصر الحديث بما حمل من نهضة وتقدم في أذهان الناس، فقد كان هذا الأثر قوياً إلى الحد الذي حجب الماضي عن أعينهم، فكان في نظرهم ظلاماً كله.

وواقع الأمر أن العصور الوسطى تعتبر من أهم فترات التاريخ الأوروبي، بل هي الأساس الذي نستطيع من خلاله أن نفهم التاريخ الحديث وذلك بدراسة أهم مظاهر العصور الوسطى في أوروبا.

وتشمل هذه العصور تلك الفترة التي بدأت بسقوط الدولة الرومانية الغربية على أيدي البرابرة بعد منتصف القرن الخامس الميلادي، واستمرت حتى منتصف القرن الخامس عشر (وهو تحديد تقريبي). وفي خلال تلك القرون حدثت تغيرات هامة في المجتمع الأوروبي. وأول هذه التغيرات هي تلك التي حدثت بسبب محاولة رجال العصور الوسطى إصلاح ما أفسدته غزوات البرابرة والعمل على استقرار الأحوال بعد ما حدث من فوضى وارتباك. فكان عليهم أن يخرجوا أوروبا من هذا المعترك الصاخب ليصلوا بها إلى حياة هادئة نسبياً.

وقد أفلحوا في تحقيق تلك الأمنية واستقرت الأوضاع ونَعِمَ الناس بفترات من الأمن والسلام، ولكن تلك الفترات لم تكن متشابهة في مظاهرها على مدى القرون الوسطى، فالفرد الذي عاش في القرن العاشر كان أبعد حياة ومدنية عن شخص عاش في القرن السابع أو الثامن، فقد كان هناك نمو دائم ومطرد يبشر بحياة مستقبلية أرقى منزلة وأكثر حرية وأعظم تقدماً. حتى إذا وافى القرن الثاني عشر ظهر نشاط ملحوظ في الحياة العلمية، ولو أن الاهتمام بالعلوم كان محصوراً بين جدران الكنائس والأديرة التي كان لها الفضل في حفظ التراث القديم وصيانته وتسليم هذا التراث الضخم للعصور الحديثة.

وفي القرن الثاني عشر يحدث اتصال بين حضارة الشرق والغرب وبدأ عصر الترجمة، حيث ترجمت علوم اليونان عن العرب، وتأثر المجتمع بالفلسفة اليونانية القديمة. ولكنهم في تلك الفترة كانوا يدرسون العلوم كما وردت دون إثباتها علمياً، وهذا هو الفرق بين العقليتين، عقلية العصور الوسطى وعقلية العصور الحديثة.

فأهل العصور الوسطى كانوا يأخذون العلوم على علاتها وشعارهم في ذلك "أعتقد لأفهم"، أما عندما أشرفت العصور الوسطى على الانتهاء، وانبثق عصر النهضة، سادت الفكرة التي تقول بأن لا يجوز الاعتقاد في شيء قبل فهمه (Nothing to be believed unless it is to be understood).

وعلى ذلك بدأت العقول تتحرر، واتجه الناس إلى نقد ما كان شائعاً في العصور الوسطى حتى في الدين نفسه، فقد وُجد من ينقد الكنيسة، وظهر "الهراطقة" الذين تعرضوا لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية بالنقد والتقريع، ونمت تلك الروح النقدية في أوائل العصر الحديث ونتج عنها حركة الإصلاح الديني البروتستنتي.

كذلك كان من مميزات أواخر العصور الوسطى ظهور الجامعات وما تبع ذلك من انتشار العلم وتعميق الثقافة، فنشأت جامعات بدأت باجتماع الطلبة حول أستاذ الفلسفة أو الرياضيات، ولم يكن ضرورياً وجود البناء الذي يجمع الأساتذة بطلابهم، بل كانوا يجتمعون حيث يطيب لهم المقام، إلى أن أصبحت الحاجة ملحة في إيجاد رابطة تجمع بينهم وتحقق الغرض العلمي من اجتماعهم فنشأت الجامعات في أماكن مختلفة، وشجعها الباباوات الذين أصدروا قرارات بإنشائها ومدها بالمال والتسهيلات، وأنشئت كليات لدراسة العلوم الإلهية ومختلف الفنون والعلوم الإنسانية والقانونية، ولكن الطابع الديني كان قوياً في هذه الدراسات.

بداية العصور الحديثة

ومما هو جدير بالذكر، أن الكثير من الآراء التي سادت في العصور الوسطى عاشت أيضاً بعض الزمن في العصر الحديث، وهذا يبين صعوبة إيجاد حد فاصل بين عصر وآخر. ولذلك يعتبر عصر النهضة الأوروبية من دلائل الانتقال من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة، ويصعب على المؤرخ أن يحدد تاريخاً معيناً يبدأ به التاريخ الحديث. فبعضهم يعتبر سقوط القسطنطينية في يد الأتراك العثمانيين عام 1453م بداية للتاريخ الأوروبي الحديث. فقد ترتب على هذا الحادث قيام حركة لإحياء العلوم في أوروبا، عندما غادر القسطنطينية عدد كبير من العلماء اليونانيين إلى أوروبا حاملين معهم مخطوطاتهم الثمينة التي انبثقت منها دراسات جديدة أضاءت الطريق لظهور النهضة الأوروبية وحركة إحياء العلوم.

ويذهب البعض الآخر إلى تحديد قيام العصر الحديث في أوروبا بنشوب الحروب الإيطالية والصراع بين الملكية والأسبانية والفرنسية. والواقع أنه ليس من السهل تحديد بداية التاريخ الحديث لأن التاريخ لا يعرف حداً فاصلا بين عصر وعصر، وإنما هو تطور إنساني يعتمد فيه التطور على ما سبق من ظروف وأحداث وشخصيات، تؤثر في سير الحوادث وتصنع التاريخ بسلوكها ومواهبها. والانتقال من الوسيط إلى الحديث بالتدريج ولم يسر على وتيرة واحدة.

مظاهر الانتقال إلى العصور الحديثة

وقد بدأت تظهر في أوروبا في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر تغيرات ومعالم جديدة، ولكنها لم تبدأ ببداية عام بعينه، ولم تشرق على أوروبا دفعة واحدة، ولكن بذورها بدأت تنبت في أواخر العصر الوسيط ثم تطورت ونمت وأتت ثمارها في العصر الحديث.

1. الناحية الثقافية:

وقد ظهر ذلك التطور أول ما ظهر في الناحية الثقافية، فقد كانت الكنيسة وحدها هي ملاذ الثقافة والتعليم، ولذلك اصطبغت الثقافة في العصور الوسطى بالصبغة الدينية، فقد كان العلماء في تلك العصور هم أنفسهم رجال الدين، وما يقوله رجال الدين حينئذ يتقبله الناس وما يرفضونه يرفضه الجميع، وكل تعاليمهم مسلم بها لا تقبل النقض ولا تحتمل الجدل. وكانت اللغة اللاتينية هي اللغة الأساسية التي يجب على كل فرد أن يتعلمها ويتقنها. أما اللغات القومية فكانت لغة التخاطب المحلي. ومن أراد المعرفة فلا سبيل إليها إلا عن طريق اللغة اللاتينية، التي كانت إذ ذاك لغة الجامعات يتفاهم بها الطلبة مع أساتذتهم، لذلك نصت لوائح الجامعات الأوروبية في العصور الوسطى على عدم إجازة من يثبت أن لغته اللاتينية غير سليمة.

ومن هنا لم تهتم تلك الجامعات بالثقافة القومية الخالصة، بل كانت جامعات عالمية يفد إليها الطلاب من مختلف البلاد تجتذبهم إليها أسماء الأساتذة المشهورين الذين يتوقون إلى أن يتتلمذوا عليهم.

ثم تطورت الدراسة بالتدريج حتى اتجهت في العصور الحديثة إلى الناحية القومية ولم تعد اللغة اللاتينية وحدها هي لغة الثقافة والأدب. ولم تلبث الجامعات أن تصدت لسيادة الكنيسة البابوية وناهضت المبدأ بخضوع جميع الكنائس في البلاد الغربية خضوعاً تاماً للبابوية، وكان على رأس الجامعات المعارضة جامعة باريس التي أيدت مبدأ استقلال الكنيسة الفرنسية. وقد تحقق فعلا للكنيسة الفرنسية هذا الاستقلال واكتسبت صبغتها القومية في عهد لويس الحادي عشر (1461 – 1483).

ومن المظاهر الثقافية لانتقال أوروبا إلى العصور الحديثة عناية بعض الشعوب الأوروبية بجغرافية العالم واكتشاف أبعاده. وقد كان احتلال البرتغاليين سبته على الساحل الأفريقي عام 1415 بمثابة الحلقة الأولى في سلسلة المغامرات البحرية التي أدت إلى دوران فاسكو داجاما حول إفريقية سنة 1492 وتأسيس الإمبراطورية البرتغالية والاستعمار البرتغالي في الشرق. ثم أدت تلك المغامرات إلى اكتشاف أمريكا، وانتقال التفوق التجاري من المدن الإيطالية إلى الدول التي تطل على المحيط الأطلسي أو القريبة منه. وقد بدأ ذلك التفوق في البرتغال ثم أسبانيا فالأراضي المنخفضة ففرنسا وإنجلترا. وأخذت تلك الدول كلها تتنافس وتتصارع على الاستعمار وتكوين إمبراطوريات لها وراء البحار.

وقد أثبتت حركة الاستكشافات بطريقة عملية تلك الآراء التي ناهضها رجال الدين في العصور الوسطى وأهمها إثبات كروية الأرض بعد نجاح رحلة ماجلان حول الأرض. واتسعت دائرة المعارف الإنسانية بعيداً عن قيود الكنيسة وتزمت رجال الكنيسة، وقد واكب اكتشاف أمريكا نشر الكتب المطبوعة، وأدرك الناس مدى التناقض بين ما كانت تلقنه الجامعات في العصور السالفة والحقائق الجغرافية التي تثبت عملياً في العصور الحديثة. وهكذا ازدادت معرفة الإنسان بأن العلم لا يقف عند حد وأن الحقيقة بنت البحث.

2. الناحية الاجتماعية والاقتصادية:

أما من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، فقد تميز العصر الوسيط بالنظام الإقطاعي (feudal system) الذي بدأت تتلاشى مظاهره في العصور الحديثة. فقد كانت الأرض موزعة بين أشراف يمتلكونها بما عليها من إنسان وحيوان، ويحكمون إقطاعياتهم بمطلق إرادتهم، وبذلك كانت الأرض هي عماد الثروة الاقتصادية. لذلك انعدم وجود الطبقة الوسطى التي تعتبر عماد الحياة، أو كانت قلة معدومة الأثر في البلاد، ولذلك كان المجتمع طبقتين: أشرافاً يتمتعون بكل شيء، وفلاحين يعتبرون أرقاء للأرض.

الملوك والأشراف:

أما عندما بدأت العصور الحديثة أخذت الأوضاع في بعض البلاد الأوروبية تأخذ أشكالا اقتصادية متغيرة، ففي فرنسا مثلا، حيث كان النظام الإقطاعي سائداً، كان الملك نفسه يحكم إقطاعاً في باريس ولا يتعداه إلى بقية الإقطاعيات على الرغم من اعتراف الأشراف به وبأسرته، إلى أن حدث تطور أضعف قدرة الأشراف بعد أن أنهكت قواهم الحروب المتتالية. وعندئذ بدأ بعض الملوك يحطمون نفوذهم ويبسطون سيطرتهم خارج باريس، فقام صراع طويل بين الملكية والأشراف، انتهى بهدم النظم الإقطاعية وتحرر الفلاحين من رق الأرض، ومنحوا حق الملكية، فكان هذا التحول الاقتصادي على أكبر جانب من الأهمية.

وقد أعان الملكية في النصر الذي حازته على الأشراف أن الناس بدءوا يشعرون بأن الأرض لم تعد المصدر الأساسي للثروة، فقد أينعت التجارة وراجت الصناعة، وظهرت على أثر ذلك طبقة وسطى تشتغل بالتجارة، ونالها ثراء دفعها إلى النفوذ الذي حرمت منه في العصور السالفة، وعلى الأخص عندما اتسعت العلاقات التجارية بين أوروبا والعالم الجديد بعد حركة الكشوف الجغرافية. ومن جهة أخرى ازدادت العلاقات الأوروبية بالشرق الغني بغلاته ومنتجاته.

وانتعشت أحوال أوروبا الاقتصادية بانتعاش تلك الطبقة الجديدة التي كان من مصلحتها تدعيم نفوذ الملكيات، ليسود الاستقرار والأمن حتى تستطيع ممارسة نشاطها ومضاعفة ثرواتها. وبذلك ارتبطت مصلحة الملوك بمصلحة الطبقة الوسطى في الصراع ضد الأشراف، ورأت الملكية أن من مصلحتها الاستعانة بمواهب رجال الطبقة المتوسطة والانتفاع بأموالهم. فعين الملوك منهم أعضاء في البرلمان وحكاماً في الأقاليم، وقضاة، ومشرعين.

الجيوش الثابتة:

وقد غيرت تلك الظروف نظرة الملوك في الحكم. فبعد أن كانوا يحكمون معتمدين على الجيوش التي يجمعها الأشراف في زمن الحرب، عمدوا إلى إنشاء الجيوش الثابتة التي تبقى زمن الحرب وزمن السلم. كحارس ومدافع ضد أطماع الأشراف وضد العدو الأجنبي، وتقوم تلك الجيوش بالغزوات والفتوحات التي يفكر الملوك في القيام بها. وجاء اختراع البارود والمفرقعات في نهاية العصور الوسطى أكبر معين للملك ضد فروسية العصور الوسطى فساعد ذلك على دَك معاقل الأشراف وتحطيم حصونهم. وقد استغرق القضاء على الأشراف زمناً ليس بالقصير.

روح الفردية:

كذلك ظهرت في العصور الحديثة روح جديدة، وهي النزوع إلى التفكير الحر، أو ما أطلق عليه بكلمة الفردية (Individualism) أي انفصال الفرد عن التقيد بما لا يستسيغه أو يعتقده في داخلية نفسه. ظهرت تلك الروح في التفكير الديني، وكان من نتيجتها ظهور حركة الإصلاح (Reformation)، ومحاولة المصلحين تغيير ما يرونه ضد العقيدة الحقة والدين الصحيح. على أن ذلك لا يعني أن الفرد كان حراً في العصور الحديثة، بل إنه كان مقيداً في بلده برأي حكومته، إنما كان باستطاعته أن يهاجر إلى بلاد أخرى. فمذهب لوثر كان مذهباً عاماً ودولياً ظهر في ألمانيا، فمن لم يرتح إليه من الألمان يستطع أن يرحل من ألمانيا إلى دولة أخرى لا تعتنق هذا المذهب.

كذلك ظهرت الروح الفردية في الحكم والسياسة، ونجدها واضحة في الظروف التي نشأت فيها الدول القومية. ولو أنها لم تنشأ في أوائل العصور الحديثة بل احتاجت إلى ثلاثة قرون حتى تم نضجها في أوروبا، فإيطاليا لم تحقق وحدتها إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكذلك ألمانيا. بل إن شعوباً كثيرة ظلت تجاهد من أجل قوميتها واستغرق جهادها سنين طويلة امتدت إلى نهاية الحرب العالمية الأولى. على أن روح الفردية لم تظهر فجأة في تاريخ محدد، بل احتاجت إلى أجيال متعاقبة تنمو فيها وتتطور. فالفكرة وجدت في بداية العصور الحديثة ولكن لم يكن الفرد حراً كل الحرية في معتقداته السياسية، أو في إبداء رأيه علناً، فقد بدأت العصور الحديثة ولا تزال الدولة هي صاحبة الحق في كل شيء، والفرد خاضع لها ويسير على دربها، حتى إذا جاءت الثورة الفرنسية، وأعلنت حقوق الإنسان، ورفعت شعار الحرية والإخاء والمساواة، بدأت الفكرة تنساب من فرنسا إلى الشعوب المتعطشة لتحقيق تلك الشعارات. ومع ذلك لم يكن تحقيقها سهلاً ميسوراً. وحتى في فرنسا ذاتها احتاج الشعب إلى زمن طويل للحصول على هذه الحقوق وفي حدود ضيقة.

ظهور المدن:

وكان لظهور المدن في أوائل القرن الحادي عشر أثره في حياة المجتمع الأوروبي، وقد نشأت المدن كنتيجة لنمو التجارة والصناعة، بعد أن تخلص عدد كبير من الناس من سيطرة الأشراف الزراعية.

وقد كان لظهور المدن أثره في إضعاف النظام الزراعي الإقطاعي. واستطاعت بعض المدن، ولا سيما المدن الإيطالية والألمانية، أن تنجح في تدعيم وجودها حتى تطورت وأصبحت جمهوريات حرة منفصلة عن الدولة الإقطاعية التي كانت جزءاً منها. وبعض المدن في دول أخرى كفرنسا وإنجلترا ساعدت الملك على تقوية نفوذه ضد نبلاء الإقطاع. فقد رأى سكان تلك المدن أن من مصلحتهم تدعيم سلطان الملك، لأن قيام حكومة مركزية قوية على رأسها الملك أدعى إلى استتباب أمن الدولة واستقرارها، وأصلح لهم من التقسيم الإقطاعي الذي يقف حجر عثرة في سبيل حرية التجارة ويضعف مكاسبها. وهكذا ساعدت المدن في بعض الدول الأوروبية على تدعيم سلطة الملكية المطلقة وعلى الأخص في أوروبا الغربية.

هذا إلى أن المدن أصبحت مراكز للثقافة والإشعاع الفكري حيث تجمع المفكرون والمثقفون في مكان واحد كبير، يختلط بعضهم ببعض، يتبادلون الأفكار فيما بينهم، ويعملون على تحقيق الإصلاح والسعادة للشعب.

ومع ان ظهور المدن بدأ منذ العصور الوسطى المتأخرة، إلا ان مظاهر النهضة فيها لم تبد واضحة إلا في المجتمع الأوروبي الحديث، عندما ازدادت الثروة عن طريق نمو التجارة والصناعة.

نمو التجارة والصناعة:

ومنذ أن ظهرت المدن حوالي عام 1000 الميلادي، نمت التجارة والصناعة نمواً مضطرداً حتى ظهرت النهضة الأوروبية، وقد تميزت المدن الإيطالية بالذات عن غيرها بذلك النمو، فلتلك المدن تقاليدها التجارية منذ العهد الروماني عندما كانت إيطاليا مركزاً لتجارة العالم وظلت ذائعة الصيت في عالم التجارة، وقد ساعدها على ذلك موقعها الجغرافي في منتصف حوض البحر المتوسط، ذلك الموقع الذي جعلها على مدى العصور الوسطى وفي عهد النهضة الأوروبية أعرق البلاد الأوروبية حضارة وأكثفها سكاناً، وبذلك تفوق المجتمع الإيطالي على غيره من المجتمعات الأوروبية التي تعيش في أسبانيا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا.

ولعل أكبر ربح جناه الإيطاليون هو اتصالهم بالدولة البيزنطية المجاورة لهم وبالبلاد العربية التي ربط الإسلام فيما بينها، والتي كانت على جانب كبير من الحضارة والتقدم، وقد تجلى ذلك في تقدمهم التجاري إذ كانت تجارتهم الخارجية تنشط حتى تصل إلى الهند والصين.

وكان الإيطاليون يحلمون بما في الشرق من نفائس وبضائع وثروات، ولم يكن هناك بُد من عقد أواصر الصداقة مع البلاد العربية حتى تصبح إيطاليا الوسيط التجاري الطبيعي بين الشرق والغرب فأقاموا العلاقات التجارية معها، وتكونت في المدن الإيطالية الساحلية، مثل بيزا وجنوا والبندقية، شركات تجارية كانت سفنها تبحر إلى الإسكندرية ويافا وعكا والقسطنطينية لجلب البضائع الشرقية من حرير وجواهر ومنتجات ذهبية وعاجية، وكل ما كان ينقص أوروبا من نفائس الشرق وبضائعه النادرة، ومنها الأصباغ والتوابل والرقيق الذي لم يكن محرماً في الأسواق الشرقية. وهكذا تخصص الإيطاليون في جلب كل ذلك عن طريق الأسواق العربية ثم ينقلونه عَبرَ جبال الألب إلى فرنسا وألمانيا. ومنذ القرن الرابع عشر، عندما تقدمت الملاحة عبر البحار، كان الإيطاليون ينقلون تجارتهم عبر مضيق جبل طارق إلى إنجلترا والبلاد الواقعة على سواحل بحر الشمال.

بذلك استغل الإيطاليون كل منفذ بري أو بحري لنشر تجارة الشرق في أوروبا الغربية مقابل ما كانوا يحصلون عليه من نقود ذهبية وفضية، أو بمبادلة تلك البضائع ببعض المواد الخام كالكتان والصوف والجلود والفراء، تُحمل إلى إيطاليا ليقوم الإيطاليون بما عرف عنهم من مهارة في الصناعة بتحويل تلك المواد الخام إلى منتجات رائعة تذهب بالتالي إلى الشرق، ليتم بذلك التبادل التجاري المنشود.

وقد نتج عن قيام تلك التجارة العالمية على هذه الصورة حركة تقدم واسعة النطاق في مختلف المجالات، فقد احتاج الأمر إلى إصلاح شامل في وسائل المواصلات لتسهيل العمليات التجارية بين إيطاليا وأوروبا، وجرى الإصلاح في الطرق الرومانية القديمة، وأنشئت الكباري [الجسور] فوق الأنهار. ولكي يأمن التجار على أموالهم، فكرت الحكومات المتجاورة ذات العلاقة بالتجارة الإيطالية في عقد معاهدات واتفاقيات كانت أساساً فيما بعد لنشأة القانون الدولي، واهتدى التجار إلى وسيلة التعاقد الكتابي فيما بينهم، وتأسست المصارف (البنوك) لتساعد على عقد الصفقات بين مختلف البلدان، لتذليل صعوبة التعامل بالعملات المختلفة.

وقد ربح التجار الإيطاليون أموالا طائلة حتى أنهم كانوا يقرضون الباباوات والأمراء ما يحتاجون من المال. ولما كثرت الأموال في أيديهم ازدادوا تعلقاً بالترف والرفاهية، فصاروا يقتنون أنفس ما تخرجه أيدي الفنانين من تحف فنية، مما شجع أهل الفن على الاستزادة من استغلال مواهبهم وابتكار المزيد من روائع الفنون. ونتج عن ذلك تطور عظيم في ذلك المضمار، وازداد الإقبال على اقتناء ما كانت تخرجه أيديهم وقرائحهم، وعلى الأخص تلك الرسوم النادرة التي رسموها بالزيت تمثل صوراً بشرية تنطق ملامحها بمختلف الانفعالات وضعت على أسس أكثر واقعية ومطابقة للحقيقة، وكانوا يستعينون في إحكامها ببعض العلوم التي تقدمت في عصر النهضة كالرياضيات التي تعينهم على حساب قواعد الرسم المنظور وعلم التشريح، فجاءت صورهم تكاد تنطق بالحياة حتى أصبحت أكثر تعبيراً عن الأشخاص من ذي قبل، وبذلك أصبحت تصويراً للوقائع، مثال ذلك الصورة التي رسمها بلليني (Bellini) التي تمثل رئيس عصابة من المحاربين المرتزقة، وكذلك اللوحات الزيتية المشهورة التي رسمها الفنان الإيطالي الكبير ليوناردو دافنشي (Leonardo da Vinci) التي تمثل "العشاء الأخير" للمسيح مع حواريه الذين يظهرون حوله كجماعة من الرجال لكل منهم خصائصه ومميزاته الشخصية. إلى غير ذلك من الصور الخالدة التي رسمها الفنان رفائيل (Ravel) وغيره من الفنانين الذين بقيت آثارهم مرموقة حتى عصرنا الحاضر.

***

وكانت أهم المدن الرئيسية التي اشتهرت بالتجارة والغنى والثروة هي المدن القريبة من ممرات الألب شمال شبة الجزيرة الإيطالية، لأن تلك الممرات الجبلية ساعدتها على نشر تجارتها في أوروبا، لذلك اشتهرت ميلان، وجنوا، وبولونيا، وفيرونا، وبادوا. وفاقتها جميعها مدينتا البندقية وفلورنسا اللتان احتلتا اسمى مكانة بين المدن الإيطالية، فكانت البندقية أهم مركز لتوزيع تجارة التوابل ونفائس الشرق، وكانت فلورنسا المركز الرئيسي لصناعة النسيج من صوف وحرير.

ويقابل تلك المدن الإيطالية في الجانب الآخر مدن فرنسا الجنوبية الواقعة في وادي الرون، والشمالية الواقعة في وادي السين ووادي المارن، وكذلك المدن الألمانية على طول نهر الرين من استراسبورج إلى كولون، وجميع تلك المدن الفرنسية والألمانية كانت على صلة تجارية وثيقة بالمدن الإيطالية. وقد امتدت الصلات التجارية بينها جميعاً وبين المدن في شمال أوروبا.

وقد غنيت المدن الإيطالية من التجارة وقام التنافس بينها حيث كانت كل منها تصر على استقلالها عن جيرانها، ولذلك لم تكن إيطاليا في بداية العصور الحديثة سوى تعبير جغرافي لا يمثل وحدة تقوم بين سكان شبه الجزيرة، بل كانت ولايات لم تفكر آنذاك في تحقيق الوحدة القومية الشاملة كتلك التي قامت في فرنسا وغيرها من الدول الغربية التي تمتعت بوحدتها في ظل الملكية. ويرجع تأخير قيام الوحدة الإيطالية إلى سببين: أولهما قوة سلطان البابا الذي منع بنفوذه قيام زعيم يوحد البلاد، وكان البابا في روما هو الزعيم الروحي الذي تهفو إليه قلوب جميع المسيحيين في العالم، وكانت شخصيته تطغى على جميع الشخصيات وله الزعامة السياسية والدينية، ومع ذلك فقد عجز عن جعل إيطاليا دولة موحدة تحت حكمه. وكان البابا خلال العصور الوسطى يقحم الولايات الإيطالية في صراعه مع الإمبراطور، وقد زاد من خطورة الموقف أن بعض الباباوات كانوا يدعون فرنسا تارة، وأسبانيا تارة أخرى إلى إرسال قوات إلى إيطاليا لنصرة البابا على الإمبراطور…

والسبب الثاني هو التنافس التجاري الذي تحدثنا عنه بين المدن الإيطالية وجعلها تفضل الاستقلال عن جيرانها وألا تخضع لدولة أخرى أو تنضم إليها. ورأت كل منها أنها لا تستطيع تدعيم وجودها إلا بإتباع سياسة المنافسة التجارية. وكانت المدن التي تكون ولايات صغيرة تختلف حجماً، وبعضها كان من صغر المساحة بحيث لم يكن لها أثر في تاريخ إيطاليا. ولكن استطاعت خمس ولايات إيطالية أن تنمو وتطور نفسها حتى أصبحت مراكز قوة لتقرير مصير إيطاليا بأكملها فيما بعد، تلك كانت الولايات البابوية، ونابلي، وميلان، والبندقية وفلورنسا.

***

تلك هي نظرة عامة ألقيناها على إيطاليا نخرج منها بفكرتين: الأولى: أن إيطاليا لم تستطع لعدة قرون أن تحقق الوحدة القومية التي ظلت أملا بعيد المنال، نظراً للظروف السياسية والاجتماعية التي عاشتها في فرقة وخلاف، رغم أن أبناءها أبناء جنس واحد، ويتكلمون لغة واحدة، ولم تتحقق لهم الوحدة الشاملة إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. والثانية: أن إيطاليا كانت مهد حضارة عريقة وكان الشعب الإيطالي في الولايات المختلفة يتمتع برخاء اقتصادي ورقي علمي وحب عميق للفنون والآداب جعل إيطاليا مركز إشعاع للنهضة الأوروبية.

الفصل الثاني: النهضة الأوروبية

عندما ندرس التاريخ، نجد التطور الإنساني يسير في تيارات فكرية تتغير معها نظرة الإنسان إلى الحياة وإدراكه لمفاهيمها وتصرفه إزائها، ومن العسير أن نحدد تاريخاً محدداً لظهور هذه التغيرات الهامة في مجرى التاريخ، أو الانتقال من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة، فلكل عصر جذور تمتد في أعماق العصر الذي سبقه، ولا بد من وجود فترة انتقال طويلة تتفاعل فيها المثُل والمفاهيم القديمة والجديدة معاً حتى تستقر في أذهان الناس إرادة التغيير، ويبدأ بالتدريج عصر يختلف عما سبقه في كل نواحي الحياة. وقد يظهر هذا التطور في أمة قبل ظهوره في غيرها من الأمم، وأمة تسبق غيرها نحو التقدم والحياة الأفضل.

وقد حدث ذلك في فترة الانتقال في أوروبا من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة، وهي الفترة التي اصطلح المؤرخون على تسميتها باسم عصر النهضة (Renaissance) بمعنى البعث الجديد أو بالمعنى الحرفي "الولادة الجديدة". وقد ظهرت حركة النهضة في بدايتها في إيطاليا، وكان ذلك قبل منتصف القرن الرابع عشر. بينما لا نجد لها أثراً في غيرها إلا بعد ذلك بزمن ليس بالقصير، فإنجلترا مثلا لم تظهر بها آثار النهضة إلا في الربع الأخير من القرن الخامس عشر، ونظراً لانتقال النهضة من إيطاليا إلى غيرها من الدول الأوروبية في بطء شديد فقد طال عصر النهضة من أوائل القرن الرابع عشر إلى القرن السادس عشر، بل إن أثرها لم يظهر في بعض الدول الأوروبية إلا في أوائل القرن السابع عشر. وقد اتخذت النهضة أشكالا ومظاهر مختلفة باختلاف طبيعية البلاد التي ظهرت فيها، فبينما ظهرت بمظهر الإصلاح الديني في بعض الدول الأوروبية كألمانيا وغيرها، نجدها تتخذ شكلا فنياً في إيطاليا. وقد ظهرت بوادر النهضة بظهور فكرة إحياء التراث القديم أو كما سماها المؤرخون حركة إحياء العلوم (Revival of learning).

حركة إحياء العلوم:

ظهرت تلك الحركة في القرنين الأخيرين من فترة الانتقال، أي من عام 1300 إلى عام 1500، حيث أخذ المثقفون في المدن يهتمون بالتنقيب عن الآثار والمخلفات الأدبية اليونانية والرومانية القديمة، ويحاولون دراستها والاستفادة منها، ولكن حركة إحياء العلوم لم تكن هي النهضة ذاتها بل هي مظهر من مظاهرها وبداية طيبة لها.

وقد عُرف المشتغلون بهذه الدراسات باسم الإنسانيين (Humanists) لأنهم كانوا يهتمون بدراسة الإنسان نفسه، وهذا يعتبر شيئاً جديداً في التاريخ البشري، فقد تناست العصور الوسطى إنسانية الإنسان، واهتمت فقط بصفاء روحه وقربه من الله، ومن هنا تفشت أفكار التقشف والصوم وإذلال الجسد، وتجلى ذلك بأجلى معانية في ظهور الرهبنة. ولم يجد الفن له منطلقاً في تلك العصور لأن النظرة كانت للروح وليست للجسد، ولم يكن هناك داع لإظهار مفاتن الجسم أو الاهتمام بالإنسان في الأدب أو الفنون الجميلة كالرسم والنحت.

ولم يكن من الضروري أن تكون جماعة الإنسانيين من طبقة الجامعيين أو رجال الدين، بل كانت أغلبيتهم الساحقة من عامة الشعب الذين اعتقدوا أن كتاب الإغريق والرومان ومفكريهم وفلاسفتهم لم يكونوا رجال دين، ولا من الخاصة، بل ينتمون إلى عامة الشعب.

ولم يكتف الإنسانيون في إيطاليا بالدراسة العميقة للإنتاج الفكري القديم، بل بدءوا يحاولون محاكاة أولئك الكتاب القدامى في طريقة وأسلوب الكتابة، وترفعوا عن الكتابة باللغة الإيطالية، إذ لم تكن اللغات القومية في نظر الإنسانيين صالحة للتعبير عن الأفكار الدقيقة أو العميقة. وقد سار على هذا النهج الكتاب الأولون لعصر النهضة أمثال دانتي (Dante) وبوكاشيو (Boccaccio).

وقد ظهرت حركة الإنسانيين أول ما ظهرت في إيطاليا، ومنها انتشرت في مدن أوروبا، وخاصة في المدن الفرنسية والألمانية والهولندية، وكان يغلب على الإنسانيين (وخاصة في إيطاليا) الاعتداد بالنفس، والثقة في الإنسان وعظمته وقدرته على التغيير وتحقيق مثله العليا. والرجل الإنساني في نظرهم يجب أن يكون فناناً، فصيحاً، فيلسوفاً، أخلاقياً، سياسياً، محباً للإطلاع، باحثاً عن الشهرة والإبداع في أدبه أو فنه. وكانوا يعبرون عن أفكارهم بلغة لاتينية أدبية، موجهين اهتماماً خاصاً لجمال الأسلوب وانتقاء الألفاظ.

وقد اعتمدت حركة إحياء العلوم على دراسة المخطوطات الإغريقية واللاتينية التي بحثوا عنها في الكنائس والأديرة في شبة الجزيرة الإيطالية وفي الولايات الألمانية وغيرهما، واهتم حكماء الولايات الإيطالية بإيفاد باحثين ينقبون عنها ويشترونها، بل وتنافسوا في سبيل الحصول على أكبر قدر ممكن من هذه المخطوطات.

ويعتبر بترارك (Petrarch) أول زعيم لتلك الحركة فقد كرس حياته في إيطاليا لدراسة الأدب. وقد ولد في فلورنسا وأمضى حياته الدراسية الأولى في توسكانيا، وقد أرسله والده فيما بعد إلى مونتيلين لدراسة القانون ولكنه لم يستسغ تلك الدراسة وتحولت اهتماماته إلى دراسة الآداب القديمة. وشاعت عنه أفكار جديدة وجريئة ظهرت في كتاباته، حيث أوضح فيها اعتقاده بأن الإنسان يجب أن يهتم أولا بحياته على وجه الأرض قبل أن يوجه اهتمامه إلى أشياء تختص بالحياة الآخرة. وانتقد الكنيسة بقوة وصراحة، وتمنى أن يبدأ الشعب الإيطالي بقيادة العالم نحو فلسفة جديدة، ولكن غاب عنه في حياته أن الشعب الإيطالي في ذلك الحين كان نهباً للانقسام والتنافس وأنه لا يستطيع آنئذ أن يوجه جهوده لتحقيق آرائه الجديدة.

ومهما يكن من شيء، فقد تأثرت النهضة الأدبية في إيطاليا بآرائه وكتاباته، وكانت قصائده موضع اهتمام الأدباء الإيطاليين، يشرحونها ويحللونها ويحاولون محاكاتها.
النهضة الأدبية:

ازدهرت الآداب منذ بداية عصر النهضة، وكانت ترتكز على تقليد القدامى في كتابة القصائد الغنائية ورسائل الحب وتدبيج الملاحم والمآسي والمراثي والهجاء والاهتمام بجمال الأسلوب وانتقاء الألفاظ. ومع ما أدخله كتاب النهضة من تعابير مأخوذة عن اللاتينية والإغريقية إلا أنهم كانوا إلى جانب ذلك يبتكرون ويخلعون على إنتاجهم مسحة جديدة تميزت بها النهضة الأدبية. ولم يكن الأدباء الأقدمون بالنسبة لهم إلا نماذج للتعبير عن العواطف الشخصية، ولكنها كانت عواطف أديب القرن السادس عشر.

وتميزت هذه الآداب بأنها كتُبت لتُدخل السرور والإعجاب والتسلية على القارئ، ولم تهتم بتعليمه أو وعظه. ولاقى المسرح اهتماماً كبيراً من أدباء النهضة، حيث أخذت الملهاة والمأساة تقومان مقام المسرحيات الدينية التي كانت من سمات الأدب في العصور الوسطى، فكانت أكثر واقعية وأقوى التقاء بالعواطف الحقيقية للإنسان.

وهكذا أصبحت الآداب قومية يعبر بها الأديب عن شخصيته وشخصية شعبه. وقد سبق الأدباء الإيطاليون غيرهم من أدباء الشعوب الأخرى وتفوقوا عليهم في التعبير عن عاطفة الفن والبحث عن الجمال.

أما في فرنسا فقد كانت عناية الأدباء موجهة نحو الإبداع في النثر وتجلى ذلك في القصص، والمذكرات والتحليل الخلقي والنفسي. وفي إنجلترا ظهر المسرح المتنوع المليء بالمفاجآت والمغامرات، وتحليل الإنسان في خلقه وطباعه. وفي أسبانيا اهتم الأدباء بعواطف الفروسية وأبرزوا الُمثل العليا التي يتجلى بها الفارس.

النهضة الفنية:

تجلت روح النهضة بأحلى مظاهرها ومعانيها في الفنون الجميلة، وكانت إيطاليا مهد تلك النهضة التي بدأت فيها مبكرة منذ القرن الخامس عشر، ثم تطورت عندما بدأ الاهتمام ببعث الفن الكلاسيكي القديم، وذلك في الثلث الأول من القرن السادس عشر، حيث كشف عدد من الفنانين النقاب عن جمال الآثار القديمة وأخذوا في محاكاتها في الروح والتعبير، ولكنهم في الوقت نفسه تميزوا بالخَلْق والإبداع، يريدون أن يعبروا عن عواطفهم الشخصية محاولين أن يمثل إنتاجهم الفني شخصيتهم المستقلة وروح العصر الذي يعيشون فيه. وكان الموضوع الأساسي في الفن هو الإنسان نفسه، والاهتمام بإبراز قوته وسيطرته ومُتَعِه. فصورا الإنسان جميلا والفتيات عاريات، ولم يعُد الفن عميلة نَسخ آلي لقالب معين تفرضه سلطة الكنيسة، وإنما أصبح تعبيراً حراً عن عقلية الفنان وعبقريته.

وقد لعبت المدن الإيطالية دوراً هاماً في سبيل تقدم الفنون لأنها كانت مراكز للحياة الفنية، يتنافس حكامها على الظهور بمظهر راعي الفنون ومالك أكبر وأفخر مجموعة من النفائس الفنية. وكانت روما بطبيعتها على رأس المدن الإيطالية التي أعلت الفن ورعت الفنانين، فلها من تاريخها وآثارها ومجدها القديم ما جعل فنان النهضة ينهل من وحي الماضي وفكر الحاضر الحر لكي يقتبس ويبتكر. وساعد كثير من الباباوات على ازدهار النهضة الفنية في روما وتشجيع كبار الفنانين على اتخاذ روما محراباً لفنونهم، فشيدت كنيسة القديس بطرس حيث تعاقب على تزيينها وزخرفتها كبار المعماريين والرسامين والنحاتين أمثال المعماري برمانته، والرسام رفائيل وأخيراً ميشيل أنجلو. ومن أشهر الباباوات الذين استدعوا أولئك الفنانين البابا جول الثاني (1503 – 1513) والبابا ليو العاشر (1513-1521) من أسرة مديتشي وفي عهديهما تم تزيين قصر الفاتيكان الذي تجلى فيه أبدع ما لدى رجال الفن من نبوغ وعبقرية وخيال. والواقع أن بعض باباوات عصر النهضة كانوا يطمحون إلى تأسيس دولة علمانية وكان الشعور السائد حينئذ في شمال أوروبا أن هؤلاء الباباوات كانوا أشبه بالأمراء الإيطاليين الذين يعملون على توطيد سلطتهم الزمنية أكثر مما هو مفروض فيهم من العناية بالحياة الروحية والسهر على مصالح العالم المسيحي.

ولم تقتصر رعاية الفنون على روما بل كانت ميلان مهداً آخر لنشاط النهضة الفنية وقد رعاها "لودوفيك لومور" وابنه "فرانسوا سفورزا"، كذلك حملت فلورنسا لواء النهضة وخاصة في عهد لورنزو دي مديتشي الذي كان قصره بمثابة أكاديمية فنية، حيث كان يؤمه عدد من الفنانين مهدوا الطريق أمام نوابغ الفن في القرن السادس عشر أمثال ليوناردو دافنشي وميشيل انجلو ورفائيل. ومع أن هؤلاء الفنانين مهدوا الطريق أمام نوابغ الفن في القرن السادس عشر إلا أنهم عالجوا رسم لوحاتهم بروح إنسانية دنيوية، فجعلوا الرغبة في الكمال الفني هي الأساس، ثم يأتي التعبير الديني على هامشها، هذا فضلا عما تميز به إنتاجهم من إبراز جمال الوجه وتناسق الجسم، والعناية بجمال الطبيعة، والقدرة الفائقة في توزيع الألوان والظلال والأصباغ، والاهتمام بتوضيح العواطف الإنسانية المختلفة بدلا من التزمت في إضفاء الجلال والتدين والمهابة على صور الأشخاص.


النهضة العلمية:

كانت الحياة العلمية في العصور الوسطى مقيدة بقيود الكنيسة، ولذلك كانت الكشوف العلمية نادرة، ولم يستطع المشتغلون بالعلم أن يفكروا بطريقة فردية، بل كانوا يعتقدون فيما قاله أسلافهم، واضعين نصب أعينهم تطابق العلم بما ترضى عنه الكنيسة، بينما كان بعض الباباوات يحاربون أي دراسة حرة إذا لم تتمش مع الدراسات الدينية. على أن اتصال الأوروبيين (وعلى رأسهم الإيطاليون) بالحضارة الإسلامية منذ القرن الحادي عشر ساعد أوروبا على أن تبدأ نهضة علمية بلغت أوجها في أوائل القرن الثالث عشر. وقد غزت الحضارة الإسلامية أوروبا من خلال وصول العرب إلى أسبانيا، وجزيرة صقلية، ومن خلال الحروب الصليبية، ونزوح طلاب العلم من غرب أوروبا إلى مراكز الحضارة الإسلامية. وكانت تلك الاتصالات بداية لظهور التفكير العلمي الحر، فقد كان العرب قد نهلوا من التراث الإغريقي، فدرسوه ونقدوه وصححوه وأضافوا إليه من نتاج بحوثهم ومكتشفاتهم.

ولم تكن تلك البداية نهضة علمية حقيقية، ولكنها كانت بذورا نمت وترعرعت من القرن السادس عشر ثم بلغت عظمتها في القرن السابع عشر. وقد ساعدت الحركة الإنسانية على ظهور النهضة العلمية، فقد كان معظم علماء النهضة ينتمون إلى تلك المدرسة، يهتمون بتحقيق النظريات العلمية ووصف ظواهر الطبيعة وصفاً جديداً قائماً على الملاحظة والعلوم الرياضية. ففي علم الفلك ظهرت نظرية الفلكي كوبرنيكوس (Copernicus) التي محت الفكرة القديمة بأن الأرض ثابتة والشمس والكواكب تدور حولها، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن للأرض حركة دائرية كسائر الكواكب وأنها تدور حول الشمس.

وقد شهد القرن السادس عشر أيضاً نهضة في علم الطبيعة (الفيزياء) والرياضيات والطب والعلوم الطبيعية والتجريبية وعلم التشريح (الفسيولوجيا).

وبالجملة فإن عصر النهضة يعتبر عصر تحلل وانتقال من قيود العصر الوسيط، وفيه أصبحت التجارب العلمية شرطاً أساسياً لتثبيت قواعد العلم الصحيح ووضع النظريات في مستوى القوانين العامة.

أما العلوم الاجتماعية والسياسية فقد ازدهرت في إيطاليا بعد أن تحرر الفكر وظهرت مفاهيم جديدة للإنسان. وظهر مفكرون درسوا أصول الحكم والسياسة والاجتماع، وكان أشهرهم في تاريخ الفكر السياسي مكيافيلي (1469 – 1527).
مراجع :
معهد الامارات التعليمي
www.uae.ii5ii.com
http://home.birzeit.edu/phil-cs/arab…ok/batriq.html
google
google.com

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

عبارات و جمل لشهادات التقدير -شبكة الامارات

• أستاذتنا الفاضلة ….لك منا كل الثناء والتقدير ، بعدد قطرات المطر ، وألوان الزهر ، وشذى العطر ، على جهودك الثمينة والقيمة ، من أجل الرقي بمسيرة مدرستنا الغالية .


• الأستاذة الفاضلة … للنجاحات أناس يقدرون معناه ، وللإبداع أناس يحصدونه ، لذا نقدّر جهودك المضنية ، فأنت أهل للشكر والتقدير ..فوجب علينا تقديرك …فلك منا كل الثناء والتقدير .


• من ربوع زهرائنا الغالية …نرسل أشعة من النور ، لتخترق جدار التميز والإبداع ..أشعة لامعة ، نرسلها لصاحبة التميز والعطاء …للفاضلة الأستاذة ………….لك منا كل معاني الحب والتقدير ، والذي يساوي حجم عطاؤك اللامحدود .


• جميل أن يضع الإنسان هدفا في حياته …والأجمل أن يثمر هذا الهدف طموحا يساوي طموحك ..
لذا تستحقين منا كل عبارات الشكر، بعدد ألوان الزهر ، وقطرات المطر .


• إلى من أعطت …وأجزلت بعطائها …إلى من سقت ..وروّت مدرستنا علما وثقافة، ، إلى من ضحت بوقتها وجهدها ..ونالت ثمار تعبها …لك أستاذتنا الغالية ..كل الشكر والتقدير على جهودك القيّمة .


• منك تعلمنا أن للنجاح قيمة و معنى …ومنك تعلمنا كيف يكون التفاني والإخلاص في العمل …ومعك آمنا أن لا مستحيل في سبيل الإبداع والرقي . .. لذا فرض علينا تكريمك بأكاليل الزهور الجورية .


• أستاذتنا الغالية ….يا من أعطيت للحياة قيمة …يا من غرست التميز ومعانية بين جدران ثانويتا …لكي نحلق في سمائها …لذا نرسل لك وساما من النور بعدد كل نجوم السماء.


• عبارات الشكر لتخجل منك …لأنك أكبر منها …فأنت من حوّلت الفشل إلى نجاح باهر، يعلو في القمم …غاليتنا نشكر جهدك ، ونقيّم عملك …فأنت أهل للتميز .


• غاليتنا …لك صدى في جنبات ثانويتنا …وآمالك العظيمة صنعت المعجزات …وزرعت بذورا بشتى الألوان …فلك الشكر على هذه المسيرة القيّمة .


• منك تعلمنا …أن للنجاح أسرار …ومنك تعلمنا أن المستحيل يتحقق بثانويتنا … ومنك تعلمنا أن الأفكار الملهمة تحتاج إلى من يغرسها بعقول طالباتنا ….فلك الشكر على جهودك القيمة .


• ما أجمل العيش بين أناس احتضنوا العلم ، وعشقوا الحياة …وتغلبوا على مصاعب العلم …لك معلمتنا الغالية …كل تقديرنا على جهودك المضنية .


• الغالية/ الأستاذة …….شموع كثيرة تحترق …لتنير دروب الآخرين عطاء وآمالا …وتضحيات شتى تنثر ..من أجل الوصول للأسمى …ومعك حققنا كل معاني الجمال في الزهراء الغالية …



• الأستاذة الفاضلة …روحك المرحة …وصفاء قلبك …وعطاؤك القيّم …هو عنوان إبداعك …
فلك كل معاني المديح …بعدد قصائد الشعراء، وبمختلف بحورهم وأوزانهم .


بقلم / ليلى الهرمودي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

أسئلة وإجابات لمادة التاريخ 2022 صف عاشر …نافعة لدراسة التاريخ -مناهج الامارات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك أخباركم انشا الله بخير

عساكم بخير وصحة

اليوم يبتلكم مرفق يحتوي على

أسئلة وإجابات لمادة التاريخ لعام 2022-2017 صف عاشر

ومتأسفة لوضعه هنا

نافعة للدراسة

أرجو ان تستفيدوا منها

ولا تنسوني من الدعاء

[IMG]http://[/IMG]

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

ما هو الارهاب ؟؟ -شبكة الامارات

 ماذا نقصد بالرهاب؟
هي حالة خوف غير منطقي من شيئ ما أو نشاط ما أو موقف معين ينتج عنه تجنب هذا الشيء أو النشاط أو الموقف ويكون هذا الخوف لا معنى له وغير مبرر ولا يتناسب مع درجة خطورة الموضوع المعني ويختلف عن حالة القلق العام بأنه لا يوجد حالة قلق عائمة تنتقل من موضوع إلى آخر بدون تحديد وانما يحصل الخوف موضوع محدد ولا يحصل في غياب هذا الموضوع كما أن الشخص المصاب يعي أن خوفه غير منطقي أو مبالغ فيه.

 والرهاب أنواع منها:

1. رهاب الأسواق بما يسمى Agoraphobia
2. الرهاب البسيط بما يسمى Simple phobia
3. الرهاب الاجتماعي بما يسمى Social phobia

 ماذا نقصد بالرهاب الاجتماعي ( الخوف الاجتماعي )؟
إن الخلل الأساسي في هذه الحالة هو حساسية المصاب المفرضة للانتقاد مما يخلق لديه الخوف من أن يظهر أمام الناس بأنه غبي أو مثيرر للخجل أو ساذج وغير ذلك من الانطباعات السلبية ويخاف المصابون بالرهاب الاجتماعي عادة من أن بعض سلوكهم كالكتابة أو الكلام أو الأكل أوحتى احمرار الوجه سيكون مركزاً للتفحص أو محطاً لأنظار الآخرين والانتقاد من قبل المحيطين بهم وهذا الخوف بحد ذاته يسبب خوفاً لدى المصاب قد يصل إلى درجة العجز عن القيام بهذه الأعمال أمام الآخرين.

 أعراض الرهاب الاجتماعي:
شعور مستمر بالخوف من موقف أو أكثر من المواقف الاجتماعية التي يمكن أن يتعرض فيها الشخص للانتقاد والتفحص من قبل الآخرين وبالتالي الخوف من فعل شيئ ما أو تصرف يعتقد المصاب أنه يجعله عرضة للإهانة أو الإحراج مثل أن لا يستطيع الاستمرار في الكلام إذا ماتكلم أمام مجموعة من الناس أو حدوث لعثمة في الكلام أو تصيبه الغصة في بلغ الطعام إذا ما أكل أما الآخرين أو حصول رجفة ورعشة في اليدين إذا ماقدم الشاي أو القهوة للآخرين أو كتب أمامهم أو الخوف من أن يقول شيئاً عيباً أو لا يستطيع الإجابة على أسئلة الآخرين وحدوث خفقان في القلب والتعرق وجفاف الحلق وزغللة النظر ونوع من الدوخة والدوار والشعور بالغثيان والشعور بعدم القدرة على الاستمرار واقفاً ومن أحد مظاهر الرهاب الاجتماعي الخوف من احمرار الوجه فالمصاب يشعر بالرعب من أن يحمر وجهه أمام الناس ويلاحظوا ذلك فيصبح محط ازدرائهم وقد يكون الاحمرار غير ملاحظ من قبل الآخرين إلا أن المصاب يصرّ عادة على أنه يشعر به ويلاحظه الآخرون وفي أغلب الأحيان يؤدي هذا الخوف إلى ابتعاد المصاب عن الناس واقتصار

علاقاته الاجتماعية على حلقة ضيقة جداً من الناس ومثل ذلك الخوف من الخطابة أو المحاضرة أو الإجابة عن الأسئلة أمام الآخرين وقد تكون حالة الرهاب الاجتماعي خفيفة ومقتصرة على خوف من شيئ واحد وقد تكون شديدة جداً وتحصل في مواقف كثيرة جداً مما يؤدي إلى انعزال المصاب انعزالاً كلياً أو شبه كلي عن المجتمع بالرغم من رغبته القوية في أن يكون له أصدقاء وأن يكون اجتماعياً ومشاركاً في كافة نشاطات المجتمع ويعاني بعض المصابين بالرهاب من نقص في تقدير الذات ناجم عن الشعور بالضعف والجبن أو عدم الفعالية للدرجة التي يجب أن يكونوا بها وقد يضاف إلى الرهاب القليل من عنصر الاكتئاب.

 بداية الرهاب ومدى انتشاره ومضاعفاته:
يبدأ الرهاب الاجتماعي عادة من سن 11 – 15 سنة وقد يبدأ بسن مبكر كالخامسة ولكن غالباً ما تظهر الأعراض في سن 30 سنة وحسب الدراسات فتتراوح نسبة حدوثه بين 3 – 13 % وحدوثه في النساء أكثر منه في الرجال واعتماداً على خبرة الأطباء الاكلينيكية فإن انتشاره في المجتمعات العربية أكثر وقد يرجع ذلك إلى أسلوب التربية في الطفولة وعدم تقدير واحترام الطفل عند بعض الأفراد وربما رفض الطفل أو الاهمال والتوبيخ أو القسوة أو العناية الزائدة.
وتسير هذه الحالة عادة سيراً مزمناَ إذا لم تعالج بنجاح وتسبب كثيراً من الاحباط للمصاب وتحرمه من كثير من متع الحياة ومباهجها مثل الصداقات والحفلات والمشاركة في المناسبات الاجتماعية وغيرها مما يسبب له عسرة المزاج أو الاكتئاب أو القلق أو يجعله يلجأ للكحول أو الأدوية المهدئة بشكل منتظم فيتعرض للإدمان ونسبة مزامنة القلق والاكتئاب مع الرهاب تتراوح بين 50 – 80 %.

 أسباب الرهاب الاجتماعي:
ليس هناك على وجه التحديد سبب معين لمرض الرهاب الاجتماعي ولكن هناك اشارات على أن أساس الحالة هو حساسية المصاب للانتقاد وقد يكون عرضاً لا سبباً وافترض بعض الباحثين أن للرهاب الاجتماعي أسباب وراثية وبيئية ترى 16 % من أقرب الناس للمصابين مصابون بهذه الحالة كالأب والأم مثلاً ونسبة حدوثه في الأخوة التوأم أكثر منه عن غيره وأيضاً هناك أسباب بيولوجية والتي تؤكد على دور الجهاز العصبي المركزي فهناك أنوية عصبية لها علاقة بالخوف والقلق المرضي وتشمل خلايا النورادينالين ومستقيلات البتروديازيبين والسيروتونين والدوبامين وهذا مالوحظ باستجابة بعض المرضى للعلاج بالعقاقير.
وأيضاً هناك أسباب وتفسير سلوكي يعتمد على نظريات التعليم ولا ننسى دور التربية أثناء الطفولة وهو أحد أسباب حدوث الخوف في مجتمعاتنا العربية.

 علاج الرهاب الاجتماعي:
يشمل علاج الرهاب الاجتماعي
1. جلسات العلاج النفسي ومنه العلاج النفسي الاستبصاري والعلاج النفسي الداعم فأكثر المرضى يشعرون بزوال كثير من القلق إذا ما ناقشوا مشاكلهم مع طبيب يهتم بهم ويستمع لهم وبعد قليل من الجلسات تتضح الأسباب المرسبة للقلق وعندها نستطيع تحديد الطريقة الفضلى لمواجهتها مثل التطمين التدريجي في مواجهة المخاوف غير المعقولة والتشجيع لمواجهة المواقف المثيرة للقلق وإعطاء المريض فرصة لمناقشة مشاكله مع الطبيب بصورة منتظمة كل ذلك مفيد جداً للمريض وإن لم يكن شافياً تماماً وتخفيف القلق يجعل المريض أكثر فعالية من ناحية اجتماعية ووظيفية ومن أمثلةالعلاج النفسي العلاج المعرفي السلوكي والعلاج العقلاني الانفعالي حيث يتم فيه تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المرضى وتدريبهم على طرق وأساليب المواجهة وهذا النوع يمكن تطبيقه في جلسات فردية بين المريض والمعالج ويمكن أيضاً أن يكون جماعياً المعالج مع مجموعة من المرضى.

2. يشمل علاج الرهاب الاجتماعي العلاج بالأدوية النفسية التي أثبتت فعالية ونجاح في علاج هذا المرض ومن أمثلتها الأدوية ثلاثية الحلقات والأدوية المثبطة للخميرة المؤكسدة أحماض الأمين وحاصرات البيتا ومضادات القلق ومضادات الاكتئاب فئة SSRC.

3. قبل هذا وبعده لا نغفل الجوانب الإيمانية والروحانية بالتضرع والدعاء لله سبحانه وتعالى ليكشف المعاناة والتوكل وتفويض الأمر لله سبحانه واحتساب الأجر منه سبحانه واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك.

إعداد د. عبدالرحمن الأطرم

استشاري الطب النفسي

مركز الطب النفسي السلوكي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

تقرير عن وودرو ويلسون..للفصل الثاني -تعليم الامارات

السلام عليكم

ممكن طلب

اريد تقرير عن وودرو ويلسون

شكرا ع التعاون

الرجاء يكون مع المقدمه والخاتمه و المراجع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

@@@الطفل و نفسيته @@@ -مناهج الامارات

الأهمية الدينية )·._.·´¯)"

يرى الطفل – في مراحله الأولى على الأقل – في والديه القدوة والأسوة، فينطلق إلى محاكاتهما، وتقليدهما في الألفاظ والحركات والسلوك، بل إن اللغة التي يتعلمها الطفل إنما يتلقاها عن والديه، ثم عمن يحيطون به، فمن هنا كانت مسؤولية الوالدين – والأم خصوصاً – عظيمة في تنشئة الطفل تنشئة صحيحة تتفق مع المنهج الإسلامي الحكيم.
وهناك أولويات ينبغي غرسُها في الطفل، وأول تلك الأولويات العقيدة الإسلامية متمثلةً في أركان الإيمان ثم أركان الإسلام، فـ[ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ] . كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (رواه البخاري ومسلم) .
ومما يدل على أهمية تربية الوالدين وأثرها في عقيدة الطفل قوله صلى الله عليه وسلم: [ كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو يُنصّرانه أو يمجّسانه] . (رواه البخاري).
وهو الأمر الذي جسده القرآن في وصف والدين صالحين يدعوان ولدهما إلى الإيمان ، لكن بعد فوات الأوان حينما شب وكبر، يقول الله سبحانه وتعالى: (والذي قال لوالديه أُفٍّ لكما أَتَعِدَانِنِي أن أُخرج وقد خَلَت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلَكَ آمِنْ إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين). الأحقاف:17.
وثاني الأولويات بعد العقيدة: التشريع، وهو ما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم وجعل مسؤولية ذلك تقع على عاتق الوالدين يقول صلى الله عليه وسلم: [مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء السبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع] . (رواه أبو داود) .
ثم يأتي بعد التشريع: الأخلاق ويكون بتعويد الأولاد على محاسن الأخلاق كالصدق والأمانة… وتحذيرهم من مساوئ الأخلاق كالسرقة والكذب والخيانة والسباب والشتائم …، وعلى الأم أن تحرص ألا تأمر بما تذهب هي إلى ما يخالفه، فإن ذلك سينعكس على سلوك الولد.

"(¯`·._.·( الأهمية الاجتماعية )·._.·´¯)"

من المعلوم أن البيئة الاجتماعية لها أثر كبير في شخصية الإنسان، وهو الأمر الذي لم يكن يجهله قوم مريم عليها السلام حين قالوا: ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سَوْءٍ وما كانت أمُّك بَغِيّا ). م ريم:28.
وهناك تداخل بين النواحي الأخلاقية والاجتماعية والنفسية فالإيثار: هو خُلق له طابع اجتماعي ونفسي لا ينفك عنه وكذلك العفو.
لكن ما نريد أن نركز عليه في الناحية الاجتماعية هو الانبساط في سلوك الطفل الذي تؤدي فيه الأم الدور الأكبر، فعليها أن تنشىء ولدها على الاختلاط بالناس، وتجنبه العزلة والانطواء ليكون له دور فاعل في المستقبل، من هنا سنّ الإسلام تشريعات تكفل تحقيق الألفة بين الأفراد، وهي الآداب الاجتماعية كآداب السلام والاستئذان والحديث والتهنئة والتعزية والعطاس وعيادة المريض.
فالأم هي أول من يكوّن عند الطفل منطلق العلاقات الإنسانية، فلا بد للطفل أن يتجاوز أمه إلى العالم الخارجي، ولا شك أن العلاقة بين الأم والأب ستنعكس على سلوك الطفل ونفسيته، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.

"(¯`·._.·( الأهمية النفسية )·._.·´¯)"

من سنن الله في الأنفس أنه أودع المحبة والسَّكَن في الأم للولد، وفي الولد للأم، هذه هي السنة القويمة السوية، ومن ثم أوجب الله على الأم إرضاع ولدها فقال تعالى: (والوالدات يُرْضِعن أولادهن حولين كاملين). والرضاع يولّد العلاقة الحميمية بين الأم والطفل فيكون لصيقاً بها، الأمر الذي أكده البحث العلمي (فأوجب وضع الوليد على تماسّ حسي مع الأم بعد الولادة مباشرة وذلك لأهمية هذه اللحظات في مستقبل العلاقات اللاحقة بين الطفل والأم، وبين الطفل ومجتمعه ) (الأمومة. د. فايز قنطار، عالم المعرفة، ص72).
وذلك ليشعر بدفء الأم وحنانها منذ اللحظات الأولى من عمره فإن لذلك أثراً كبيراً في تكوين الطفل الاجتماعي ، ومن ثمّ فإن الأم اليَقِظة لسلوك ولدها وحاجاته والقريبة منه تعزّز لديه الثقة بالكبار فيعممها على الآخرين ولا يشعر بالرهبة والفزع عند رؤيتهم ، بينما تكون الأم القليلة الحساسية على العكس من ذلك مما يخلق لديه عدم الثقة والتعلق بالقلق. (انظر فايز قنطار، الأمومة، ص50).
إن الطفل إذا شعر بالأمن في علاقته بأمه يكون أقدر على التفاعل الاجتماعي مع أقرانه والغرباء عنه ، ومن ثمّ كان الجوّ الذي يُحاط به الطفل له الأثر الكبير في حياته.
لذلك كله كانت المحاضن والمراضع نقمة على الطفل، لأنها لا توفر له تلك الضروريات التي تكلمنا عليها.
يقول " إيريك فروم ": ( وفائدة حبّ الأم للطفل أنه ضمان مؤكد لاستمرارية حياته وتلبية حاجاته.
أما أنه ضمان لاستمرار حياته فإن لذلك مظهرين:
المظهر الأول: أن رعاية الطفل والمسؤولية عنه ضرورة مطلقة لحفظ حياة الطفل ونموه.
المظهر الثاني: يذهب إلى أعمق من مجرد الرعاية فهو يغرس في أعماق الطفل ومشاعره أن هناك ما يستحق أن يعيش من أجله، وأن الحياة شيء مفيد وجميل…) (مها عبدالله الأبرش، الأمومة ومكانتها في الإسلام ص:103-104) .
فالأم هي النافذة التي يُطل منها الطفل على العالم، لذلك عليها أن تنشئه على حب الخير للآخرين والجرأة، حتى يشعر بكيانه وقدرته على التفاعل مع المجتمع، فإنه إذا تربى على الخجل والخوف والشعور بالنقص ولّد ذلك في نفسه الحسد والغضب وكره المجتمع ومن ثم يصبح عدوانياً.

"(¯`·._.·( الأهمية الخُلقية )·._.·´¯)"

سبق أنْ قررنا ما بين الجوانب الاجتماعية والنفسية والخلقية والدينية من تداخل فيصعب الفصل بينها بشكل حدّي.
إن انحراف الأم والأب الأخلاقي سيولّد – لا محالة – الانهيار الأخلاقي في الأسرة؛ لأن الوالدين هما القدوة العليا للطفل – خاصة في سنيه الأولى – فإذا كان ربّ البيت بالدف ضارباً فما بال الولد ؟ ذلك أن الطفل لا يُحسن سوى التقليد في سنيه الأولى حتى يتهيأ له مصادر أخرى للمعرفة فيما بعد كالمعلم والصديق…إخ.
ولقد ضرب الله سبحانه وتعالى مثلاً للأم الصالحة (أم مريم) (وما كانت أمك بغياً ) مريم 28. بشهادة القوم ، ولذلك اتجهت إلى تنشئة ابنتها مريم تنشئة صالحة (إني أعيذها بك وذرّيتها من الشيطان الرجيم). وكذلك الأب: (يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سَوْء). مريم:28.
فهذه البيئة الصالحة أنتجت ذلك الفرد الصالح في المجتمع وهو (مريم)، لذلك كان للبيئة الدور الأكبر في التنشئة الأخلاقية ، ومن ثم كانت ظاهرة السباب والشتائم تعكس سوء التربية الأخلاقية للولد.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

بحث عن مارتن لوثر -تعليم الامارات

مرحبا ..

بلييز عندي طلب ..

ابى بحث تاريخ عن مارتن لوثر 8 صفحات مع الغلاف والفهرس والمصادر والمقدمة والموضوع والخاتمة

وبعد معاه يكون صفحتين مسودة .. وصفحات لصور الكتب او المواقع والمصادر اللي استفدت منهم والصفحات

والتوثيق يكون اسفل كل صفحة (1 كتاب … الكاتب … سنة الصدور … دار النشر … والصفحة )
واذا اتكرر المصدر يكون (مرجع سابق والاسم) وعادي يكون اكثر من مصدر بنفس الصفحة .. ولازم يكون ع الاقل كتابين وموقع بالمصادر ..

وملخص لكل البحث وصفحات المصادر المستخدمة بالبحث ..

ادري واايد طلبت بس اخر موعد للتسليم يوم الاحد 6/2 ووالله وايد حاولت في البحث بس عاد ما زاد عن 3 صفحات ..

وشكرا مقدما ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

أصـ ع ـب دقــ 12 ـيـقـه فــى حــ ي ـاتـك مدارس الامارات

أصـ ع ـب دقــ 12 ـيـقـه فــى حــ ي ـاتـك
/// الدقيقــــة الاولـــ 1 ــــى ///

* مــأســـاة *

أن تصبح كالاعمى الذي يتكىء على كتف شخص غريب

لايعلم ماذا سيكون نهاية الطريق الذي سيوصله إليه .

/// الدقيقــة الثــانيـــــــ 2 ـــــة ///

* غبـــاء *

عندما تصبح بطيبتك مكان يٌلقي عليه المستغلون جبروتهم وأخطائهم

لأنك طيب وستسكـت ولن تــواجـه .

/// الدقيقـــة الثــالثــــــ 3 ــــــه ///

* ســُخـط *

عندما ترى أنسان ظاهره ملتزم وداخله أنسان مغتاب ومنافق

لم ينسى أن البشر لم يروه ولكنه نسي أن فوقه من يراه .

/// الدقيقــة الــرابــعــــــ 4 ــــة ///

* غـــرابـــة *

عندما يكون كل الناس معك خوفاً منك ومن لسانك وليس

إحترامً لك .

/// الدقيـــقة الــخــامســــــ 5 ـــــة ///

* خيـــانة *

عنــدما تكتــم أخطــاء غيــرك خـوفـاً عليهـم ووفـاء منك لهم

وتصدم بأن أخطاءهم نُشرت بين الناس على أنها أخطاءك أنت

وهم طاهرون من الخطأ .

/// الدقيقـــة الســادســـــ 6 ـــــة ///

* فلــســفة *

عندما تتحدث وتتحدث ولا تعرف كيف يكون الإصغاء للغيـر .

/// الدقيــقــة الســـابعـــ 7 ـــــة ///

* قـــنـــاع ؟! *

عندمـا ترى فلان يهـلل بقدوم شخص أم***

وقد كانوا معا قبل دقائق معدوده .

/// الدقيـــقة الثــامـنــــ 8 ــــــــه ///

* أيـــن ؟! *

عندما ينقلب رأسـا على عقب ما كان يجمعك به من المحبة

فتسأل نفسك : أين تلك العشرة؟؟

ولا تسمع غير صدى صوتك هو الذي يجيـب على تسـألك .

/// الدقيـــقة التـــاســعـــــــ 9 ـــــــة ///

* ألـــم *

عندما تضع الطيبه والاحترام لهـم وهم وضعوك بقائمـة الانتظار

وعندما يأتيهم الملل يأتوا ليبحثوا عنك .

/// الدقيــقة العـــاشــــــ 10 ـــــــرة ///

* إهـــانة *

عندما ترى كلمة ( أحـبك ) بكل مكان وعـلى ألسن مراهقــة لا تقدرها

فهي اصبحت مجرد ترانيم تتسع الاجواء .

/// الدقيـــقة الحــاديــة عشــــ 11 ـــــــر ///

* مــزاجيــة *

عندمـا نأخـذ أحكام ديننا متى شئنا ونتناساها متــى مـا عارضت دواخلنا .

/// الدقيقـــة الثــانية عشـــــ 12 ــــــر ///

* إستحـــقــار *

عندمـا نعبس وتمــلئ أعيننا نظرات غريبة عنـد رؤية وجه فلان

وعندما نـُسأل مالذي بينك وبينــه ؟

تــرد … أبداً ليس من مستوانـــا .
مـــــــــنــــــــقــــــــول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

حل درس المصادر و المراجع التاريخيه كامل ( في المنهج الجديد ) :) -مناهج الامارات

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ~~
شحاآآلكم أعضاء و زوار معهد الإمارات التعليمي عساكم بخير ؟؟

هذي أول مشاركة لي حبيت أنقل لكم حل درس المصادر و المراجع التاريخية إن شاء الله تستفيدون منه .. لا تنسوون دعواتكم

نشاط (مهارة التصنيف ) صــ19
1- مصدر
2-مرجع
3-مرجع
4-مرجع
5-مرجع
6-مرجع
7-مصدر
نشاط صــ 21
2-مكتوبة بخط اليد يرجع تاريخ اصدارها تاريخ 1938
3-الرساله من الحكومة البريطانية ممثلة في وكيلها في منطقة عمان الصالحة (خان سيد عبد الرزاق)
4- موجه لشيخ سلطان بن سالم حاكم إمارة رأس الخيمة
5- مضمون الرسالة مخاطبة الشيخ سلطان بن سالم السماح لمهندس المغر البريطانيا في جزية أبو موسى و طنب الكبرى لفحص المعدن فيها
6-*تطابق التاريخ المدون في الوثيقة مع فترة حكم الشيخ سطان بن سالم * مهر الرسالة ( سري ) * ختم الرسالة *صيغة الكتابة تتشابة مع صيغ مراسلات الحكومة البريطانية إلى حكام مطقة الخليج العربي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

فن التعامل مع الطالب المشاكس -شبكة الامارات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته~

فن التعامل مع الطالب المشاكس
وكيفية توطيد العلاقه معه

اتمنى لكم الفائدة المرجوه
ودي وباقات وردي لكم ..~

تجدونه في المرفقـات ..

م|~

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده