دعواتكم
دعواتكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحياة حق للجميع
حتى الانسانالمعاق عقليا بالتربية الصحيحة والحديثة
يتقدم فىالذكاء ويصبح قادر على الحياة ويخدم نفسه
********
الطرق التربوية الرائدة والحديثة في تعليم المعاقين عقلياً :إن تربية الطفل المعاق عقلياً تقوم على أسس تربوية ونفسية واجتماعيةوجسمية ، وذلك في ضوء خصائص نمو الأطفال جسمياً ونفسياً واجتماعياً وعقلياً وتتضمنالطرق الحديثة في تعليم المعاقينعقلياً مع الطرق الرائدة فيالتركيز على :تعليم المعاق عقلياً من خلال تنمية حواسه ومهاراته الحركيةوإكسابه السلوك الاجتماعي المقبول وزيادة معلوماته وتنمية قدراته العقلية وحصليتهاللغوية من خلال الممارسة والمشاهدة اليومية وفي ضوء خصائص نموه العقلي والجسميوالنفسي والاجتماعي .
ومن أهم الطرق التربوية الرائدةوالحديثة في تعليم المعاقين عقلياً :
طريقة إيتارد Itard: يعتبر إيتارد أول من وضع برنامج تربوي تعليمي ويتضمن هذاالبرنامج تعليم الطفل العادات الأساسية التي يعرفها أولاً ، ثم تعليمه الأشياء التيلايعرفها .
وقد ركز على تدريب الحواس المختلفة للطفل ومساعدته على التمييز الحسيثم مساعدته على تكوين عادات اجتماعية سليمة ، وكذلك مساعدته على تعديل رغباتهونزعاته الحسية .
الأسس التربوية والنفسية التي قام عليهابرنامج إيتارد :تنمية الناحيةالاجتماعيةالتدريب العقلي عن طريق المؤثراتالحسية
1-الكلام
2- الذكاءطريقة سيجان Segain:وضع سيجان برنامج التربيةالخاصة ، ركز فيه على تدريب حواس الطفل وتنمية مهاراته الحركية ومساعدته علىاستكشاف البيئة التي يعيش فيها .
الأسس التربوية والنفسيةالتيقام عليها برنامج سيجان :
أن تكون الدراسة للطفل ككلأن تكونالدراسة للطفل كفردأن تكون الدراسة من الكليات إلى الجزئياتأن تكون علاقةالطفل بمدرسته طيبةأن يجد الطفل في المواد التي يدرسها إشباعاً لميوله ورغباتهوحاجاتهأن يبدأ الطفل بتعلم النطق بالكلمة ثم يتعلم قراءاته افكتابتهاطريقة منتسوري:
ركزت منتسوري جهودها علىتربية وتعليم المعاقين عقلياً وقد اعتبرت مشكلة الإعاقة العقلية مشكلة تربوية أكثرمنها مشكلة طبية وقد وضعت برنامجها في تعليمهم على أساس الربط بين خبراتهم المنزليةوالمدرسية وإعطائهم فرصة التعبير عن رغباتهم ، وتعليم أنفسهم بأنفسهم .
وقدركزتمنتسوري في برنامجها على تدريب حواس الطفل على الآتي :
تدريب حاسة اللمس عن طريقالورق المصنفر المختلفة في سمكه وخشونته .
تدريب حاسة السمع عن طريق تمييزالأصوات والنغمات المختلفة مثل أصوات الطيور والحيوانات .
تدريب حاسة التذوق عنطريق تمييز الطعم ، الحلو والمر والمالح والحامض .
تدريب حاسة الإبصار عن طريقتمييز الأشكال والأطوال والألوانوالأحجامتدريب الطفل الاعتماد على نفسه عن طريقالمواقف الحرة في النشاطواستخدام الأدوات التعليمية .
طريقة ديكرولى:
وضع برنامج تعليمي يهدف إلى تعليم الطفلمايريده ويرغب فيه ، ثم تعديل سلوكه وتخليصه من العادات السيئة وتعليمه الأخلاقالحميدة وتدريبه على تركيز الانتباه ودقة الملاحظة وتنمية مهاراته الحركية وتدريبقدراته على التمييز الحسي من خلال أنشطته اليومية وألعابه الجماعية والفردية .
وقد أنشأ ديكرولى مدرسة لتعليم المعاقين عقلياً أطلق عليها (مدرسة الحياة منالحياة)
طريقة دسكدرس Descocudres:تؤكد دسيكدرس على أهمية عمليات تدريب الحواسوالانتباه بالنسبة للأطفال المعاقين عقلياً فإنه لكي يتم تعليمهم ينبغي توجيهالانتباه للأمور الحسية .
ويقوم برنامجها على تعليم الأطفال المعاقين عقلياًوفقاً لاحتياجاتهم في التعليم المناسب لقدراتهوإمكاناتهم ويراعى خصائص نموهمالجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي .
وتتلخص خطوات برنامجهافي الآتي :تربية الطفل من خلال نشاطه اليوميتدريب حواسه وانتباههوإدراكهتعليمه موضوعات مترابطة ومستمدة من خبرته اليوميةالاهتمام بالطرقالفردية بين الأطفال المعاقين عقلياًطريقةالخبرةالتربوية:نادى جون ديوى J,Dawey . بالتعليم من خلال الخبرة وأدتدعوته إلى إدخال طريقة المشروع أو الوحدة أو الخبرة في تعليم المعاقين عقلياً ،والتي تقوم على أساس ربط مايتعلمه الطفل في وحدات عمل تناسب سنه وقدراته وميوله .ومن برامج الخبرة التربوية برنامج كرستين إنجرام C,Ingram في كتاب ( تعليم الطفلبطىء التعلم ).
يتلخص في الآتي :
تنظيم الفصل حتى يكون وحدة العمل أوالخبرةýمركز اهتمام الطفل .
أخذ موضوع وحدة العمل أو الخبرة من بيئة الطفلومنýمواقف حياته اليومية .
جعل هدف وحدة العمل أو الخبرة الآتي :
تنميةمشاعر الطفل الطيبة نحو نفسه ونحو الآخرين .
اكتساب الطفل السلوك الاجتماعيالمقبول .
تنمية مهاراته الحركية وتأزره البصري العضلي .
تنمية اهتمامهبالأنشطة خارج الفصل .
إصلاح عيوب نطقه وزيادة حصيلته اللغوية .ý
زيادة ý معلوماته العامة وإكسابه الخبرات التي تفيده في حياته اليومية .
تعليمه ýالقراءةوالكتابة والحساب .
طريقة المواد الدراسية: وضع دنكان J , Duncan برنامجاً لتعليم المعاقين عقلياً عن طريق التفكيرالملموس أي طريق الممارسة والملاحظة واللمس والسمع .
وأشار دنكان إلى ضرورةتخطيط نشاط الطفل الحركي بمايساعده في تنمية مهاراته الحركية وتأزره العضلي ،وتوسيع مداركه ، وزيادة معلوماته، وتشجيعه على حل المشكلات والتعامل باللغة .وأعطىاهتماماً لإشغال الإبرةوالرسم والنحت والنجارة والنسيج والمسابقات الترويحية ،بالإضافة إلى تعليم القراءة .
طريقة التعليم المبرمج : التعليم الفردييقوم على تعليم الطفل بحسب قدرته على التعلم ، ومنخلال متابعته بنفسه لخطوات الموضوع الذي يدرسه في كتاب مبرمج .
ويقصد بالبرمجةتقسيم المنهاج الدراسي إلى خطوات صغيرة مترابطة، وتقدم للطفل بطريقة شيقة تجذبانتباهه ، حيث يقوم المدرس بدراسة المقرر ويحلله ،ويحدد خطواته ويرتبها بحسبمابينها من علاقات ، ويرشد الطفل إلى الوحدات التي يدرسها ويشجعه على دراستهابالسرعة التي تناسب إمكانياته ، ويساعد على اكتشاف الصواب والخطأ وتصحيح الأخطاءبنفسه .ويسمى ذلك بالتعليم الفردي .
****
منقول للاستفاده
اجمل تحياتى
منقول
الأسس السيكولوجية التي بنيت عليها طريقة " ماريا منتسوري " في تربية الأطفال المعاقين عقلياً :
تعليم القراءة للطفل المعاق عقلياً عند " ماريا منتسوري " :
يعطى الطفل بطاقة قد كتب عليها اسم الشيء فيكون عمله مقصوراً على ترجمة العلامات المكتوبة إلى أصوات فإذا قام بذلك بطريقة مناسبة فليس على المعلم إلا أن يقول " أسرع قليلاً " فيقرأ الطفل بسرعة أكبر وتتكرر هذه العملية عدة مرات وقد لا تكون الكلمة مفهومة لدى الطفل في باديء الأمر نظراً لتقطع مقاطعها ولكن عندما يقرأها الطفل بالسرعة المناسبة ( تحت إشراف المعلم ) تنتقل الكلمة إلى بؤرة الشعور مباشرة فإذا تم ذلك يضع الطفل البطاقة بجوار الشيء الذي تحمل اسمه هذه البطاقة ثم ينتقل الأطفال إلى قراءة الجمل فتكتب الجمل التي تصف الحركات أو التي تتضمن الأوامر على قطع من الورق ويختار الأطفال من هذه القطع ويقومون بأداء ما يطلب منهم عمله فيها ويجب أن يلاحظ أن الطفل لا يقرأ هذه الجمل بصوت مرتفع فهدف القراءة الأول أن يكتشف الطفل المعاني من الرموز المكتوبة .
تعليم الحساب للطفل المعاق عقلياً عند " ماريا منتسوري " :
وبناءً على ما تقدم يمكن تقرير المبدأ الرئيسي لطريقة " ماريا منتسوري " في أن الطفل في حالة تحول مستمرة ومكثفة سواء في جسمه أو عقله .
المصدر – شبكة المدارس العُمانية
أخوات المعاقين الأكثر تأثراً بإعاقاتهم
دراسة : أخوات المعاق يتحمّلن تقلّص فرص الزواج.. ويقمن بدور أساسي في خدمته .
أظهرت دراسة عرضتها وزارة الشؤون الاجتماعية، أخيراً، أن أخوات أصحاب الاعاقة، هن الأكثر تضرراً من وجود أخ معاق في المنزل، بسبب التبعات الاجتماعية التي يتحمّلنها في المجتمع، ومنها تقلص فرص زواجهن.
وأضافت أن هذا الأثر لا يقلل من أهمية الدور الذي يؤدينه تجاهه، فهن الأشد حرصاً على رعايته، وخدمته، على الرغم من الآثار النفسية السيئة المترتبة عن ذلك، ومنها ضعف قدرتهن على التواصل الاجتماعي.
ولم تغفل الدراسة تأثر إخوة الطفل المعاق بشكل عام جرّاء وجوده في الأسرة، وما يفرضه عليهم من تواصل مختلف مع المجتمع، ومن مسؤوليات ترافقهم، فضلاً عما يصيبهم به وجوده بينهم من خجل اجتماعي. وطالبت الدراسة التي قدمها الباحث الاجتماعي روحي عبدات، الاهالي بتقديم المعلومات اللازمة لإخوة الطفل المعاق عن طبيعة الاعاقة، ومراعاة احتياجاته النفسية والاجتماعية، وعدم الانشغال به عنهم.
وعزا الباحث الاضطرابات التي تصيب إخـوة المـعاقين إلى تكـليف الأسـرة لهـم بتحمل مسؤولية رعاية أخيهم المعاق، ما ينتج عنه هدر لوقتهم وحرمان لهم من ممارسة كثير من الأنشطة، وهو ما يشعرهم بالامتعاض والقلق. ويؤكد أنه في حال التعامل السليم مع إخوة المعاق، فإن التأثيرات السابقة تنعكس على احترام الذات، والاستقلال، والإحساس بالإنجاز والانتماء. ولفتت الدراسة الميدانية التي شارك فيها 119 مشاركا من إخوة معاقين في الدولة، إلى أن الاخوات أكثر خوفا وقلقا من آثار الاعاقة في صحتهن الجسمية، ومستقبلهن الاجتماعي، الأمر الذي عزاه الباحث إلى كون الانثى ضحية النظرة الاجتماعية، إذ تقلّ فرص زواجها، في مثل هذه الحال. وشرحت أن أخوات الاطفال المعاقين أكثر غضبا من الإخوة، وميلا لإلقاء اللوم على الأهل، ما يجعلهن عرضة، بدرجة أكبر، لزيادة الضغوط عليهن، وعلى الرغم من ذلك، فأخت المعاق أكثر حرصا على رعايته، وتتحمل مسؤولية أكبر تجاهه، بوصفها «أمّا بديلة له». وقالت الدراسة إن إخوة الاطفال المعاقين في عمر الـ18 عاما وما دون، أكثر خوفا من أخيهم المعاق، بينما تكون مشاعر الخوف متدنية عند الاخوة في عمر الـ19 عاما، بسبب عدم النضج الانفعالي الذي يتسم به الاخوة الأصغر سنا، وتعبيرهم عن مشاعرهم بصراحة، وتدني مستوى وعيهم بالاعاقة، وقدرتهم على التحكم بنوبات الغضب. كما بينت تدني وابتعاد علاقة اخوة المعاقين في عمر دون الـ18 عاما عن والديهم، بينما كان التأثير أقل بالنسبة للاعمار الاكبر، بسبب حاجة الاخوة الأصغر سنا إلى عاطفة وحنان أكثر من والديهم، وانشغال الأهل عنهم بالطفل المعاق. وكذلك الأمر بالنسبة لعلاقة الإخوة الصغار بالمجتمع، وخجلهم الاجتماعي، بينما يمتلك الإخوة الأكبر قدرة على مناقشة قضية الاعاقة، وبالتالي فإن تأثير وجود طفل معاق في الأسرة ينخفض كلما زاد عمر إخوته، بسبب الخبرات الاجتماعية، والنضج النفسي للكبار. ووفقا للباحث، لم تظهر الدراسة اختلافا نفسيا واجتماعيا بين إخوة المعاقين، وفقا لطبيعة الاعاقة، إلا في حدود اختلاف بين إخوة الأطفال المعاقين بالشلل الدماغي، والإعاقة الذهنية، وما تفرضه الأخيرة من سلوكات، وكذلك الأمر بالنسبة للاعاقة السمعية وطبيعة التواصل غير اللفظي.
وتظهر الدراسة انخفاض نسبة الخوف التدريجي، كلما ازداد عمر المعاق في الأسرة، بسبب اعتياد إخوته الاعاقة وطبيعتها، واكتسابهم سلوكات التعامل مع الأخ المعاق.
ودعا الباحث إلى تنظيم برامج التدخل الإرشادي والنفسي لإخوة المعاق، خصوصا الإناث، للتخفيف من مستوى الخوف، وتزويدهم بطرق تفريغ شحنات غضبهم، فضلا عن توعية الأهالي بتأثيرات الإعاقة في إخوة المعاق، ومساعدتهم على التخلص من الخجل الاجتماعي الخاص بإعاقة أخيهم.
يعرف علماء النفس الذات الانسانية على أنها الطريقة التي يدرك بها الفرد نفسه، أو هي إدراكات الفرد وتصوراته لوجوده الكلي كما يعرفه، وإن علمية تقييم الذات لا تحدث _في معظم الحالات_ إلا في الإطار الاجتماعي الذي يعيش يه الفرد، فإذا أراد الشخص المعاق تقييم ذاته فلا بد له أن يعود إلى السياق الاجتماعي الذي يتعاطى فيه المجتمع مع مشكلته، وبناءً على جملة من ردود الفعل والاستجابات المجتمعية نحو إعاقته فإنه يستطيع أن يعطي تقييماً عن ذاته، متأثراً بنظرة الآخرين إليه، ومن الطبيعي أن تكون نظرته إلى ذاته تتسم بالسلبية إذا كان مفهوم المجتمع عن الإعاقة سلبياً.
ويفترض في الشخصية التي تتمتع بدرجة عالية من الثقة بالذات، أن تؤدي وظائفها بدرجة عالية من الكفاءة في الوسط الاجتماعي الذي توجد فيه، أما الشخصية التي تنظر إلى ذاتها من المنظور السلبي، فمن الطبيعي أن تتسم وظائفها بعدم الكفاءة، مع أنها قد تكون قادرة في الأساس على أداء مثل هذه الوظائف إذا توفرت لها لظروف الملائمة، والمناخ المشجع على الأداء والانجاز.
لذلك فإن تقدير الفرد لذاته وثقته بها يتأثر بعوامل كثرة منها ما يتعلق بالفرد نفسه، مثل: قدراته واستعداداته، والفرص التي يستطيع أن يستغلها بما يحقق له الفائدة، ومنها ما يتعلق بالبيئة الخارجية والتي تلعب دوراً هاماً عند ذوي الاحتياجات الخاصة؛ فإذا كانت البيئة الاجتماعية والمادية تهيئ للفرد المجال للانطلاق والإبداع، فإن تقديره لذاته يزداد، وأما إذا كانت محبطة وتضع العوائق أمامه بحيث لا يستطيع أن يستثمر قدراته واستعداداته، ولا يستطيع تحقيق طموحه عندئذ يقل تقديره لذاته.
إن التعامل السلبي مع المعاق من قبل مجتمعه، هو من أهم أسباب تدني ثقته بذاته وبقدراته، نظراً لأن المجتمع لم يعطه الثقة الكافية، والحق بالتواجد بين أفراده وممارسة ما يستطيع القيام به، فتنشأ مجموعة من الانعكاسات النفسية على الشخص المعاق من جراء هذا التعامل السلبي المجتمعي معه، حيث يميل بعد سلسلة من الإحباطات إلى العزلة عن الآخرين، لتلافي الاحباط، أو لأنه لا يمتلك القدرة الذاتية على المواجهة وإثبات الذات، فالحوار السلبي الذي يدور بينه وبين ذاته يقنعه بأنه أقل من الآخرين ولا يستطيع مواكبتهم، إضافة إلى كثير من الأفكار السلبية التي تتسرب إلى ذهنه نتيجة عزلته وعدم رغبته بالمشاركة ورفض الآخرين له.
ويضاف إلى عدم الثقة بالذات، أيضاً عدم الثقة بالآخرين، فالمحيط الاجتماعي الذي لم يأخذ بيد الشخص المعاق ولم يشجعه ولم يتقبله أصبح مجتمعاً معيقاً أكثر من الاعاقة ذاتها، وبالتالي قلت ثقة الشخص المعاق به، إضافة إلى الميل إلى الخوف من خوض أي تجارب جديدة نظراً لأن السخرية والاستهزاء بقدراته قتلت لديه روح الابداع والمحاولة، لذلك لابد من إعادة ثقة هذا الشخص بذاته عن طريق ثقته بمجتمعه وبمن حوله، وهنا يأتـي دور المجتمع في فتح المجال أمام الأشخاص المعاقين بممارسة أوجه حياتهم التعليمية والثقافية والعملية والترفيهية، كل وفق قدراته دون تمييز عن بقية الأفراد.
كيف نطور الثقة بالذات عند الشخص المعاق؟
إن مراعاة الفروق الفردية في التعليم أمراً في غاية الأهمية عند التعامل مع الأشخاص المعاقين، إلا أن مراعاة الفروق الفردية لا يجب أن تتوقف على الجانب التعليمي فقط، بل في الحياة النفسية والاجتماعية وفي السمات الجسمية للشخص المعاق، وهذا يتأتى عن طريق:
1. تهيئة الأم والمعلمة على تقبل واستيعاب الشخص المعاق وعدم تصويره أمام الآخرين بشكل سلبي، وعدم التعليق على تصرفاته بما يسبب الأذى النفسي له.
2. تطوير أولياء الأمور للبيئة الأسرية بحيث يحصل فيها كل فرد على الحفاوة والتقدير والاحترام الذي يستحقه، رغم الاختلافات المظهرية أو السلوكية التي تبدو عليهم.
3. مساهمة أولياء الأمور في تعليم الأخوة كيف يتعايشوا مع أخيهم المعاق دون سخرية أو تمييز، على أساس الحق في العيش بكرامة وليس من منطلق الشفقة.
4. أن يتمتع الوالدين بمفهوم إيجابي نحو الإعاقة، يقومون بنقله عملياً إلى الأبناء وإلى الجيران والمحيط الاجتماعي، عبر تعاملهم السليم والعلمي مع طفلهم، دون خجل أو إحساس بالدونية.
5. إتاحة حرية التعبير للشخص المعاق عن ذاته، وعن حاجاته بالطريقة التي تلائمه.
6. الاعتماد على مبدأ التشجيع والتحفيز لنقاط القوة، والتركيز على ما يستطيع الشخص المعاق القيام به وما يتميز به، دون تضخيم لنواحي الضعف.
7. إعطاؤه الفرصة الكافية والوقت الكافي للمحاولة، وعدم إحباط محاولاته.
8. عدم فرض الحماية الزائدة عليه، والتي من شأنها أن تعيق سلوكه، وتقف أمام تحقيقه لأهدافه، وتقتل روح الابداع لديه، وإن كان لا بد من إشراف، فلا بأس أن يكون عن بعد.
9. عدم التدخل المباشر في شؤونه الشخصية، واحترام خصوصيته وممتلكاته، وطريقته في التفكير والتعبير عما يريد.
10- تكليفه بمهام تتناسب مع قدراته –في إطار الأسرة أو المدرسة أو المجتمع- من شأنه أن ينجزها ليشعر بالنجاح، وكلما مرّ بخبرات نجاح كلما تحسن مفهومه عن ذاته.
11. إمداده بالوعي أكثر عن ذاته، ليتعرف عليها وعلى قدراته وما يمتلك من مهارات، وما يستطيع أن يقدمه لنفسه وأسرته ومجتمعه.
م
رعاية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، من أحد المعايير المهمة لتقدم المجتمعات والدول، وقد اهتم الإسلام اهتماماً بالغاً بالمعاقين وأولاهم رعاية وعناية خاصة، فقد كرم الإسلام المعاقين وحرص على عدم جرح مشاعرهم، والشواهد على ذلك كثيرة، ففي الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ترك السلام على الضرير خيانة»، وهذا الصحابي عبد الله بن أم مكتوم، وهو رجل أعمى، جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عنده أكابر القوم يدعوهم الى الإسلام، فأعرض عنه، فنزلت في حقه آيات عتاب رقيق للنبي صلى الله عليه وسلم جاءت في سورة «عبس»، لتثبت للجميع أن المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة هم جزء مهم لا يتجزأ من المجتمع ، وأن رعايتهم والعناية بهم وتقديم الخدمات المتميزة لهم، هي مبدأ إسلامي مهم من مبادئ وقيم الإسلام العظيمة الخالدة، وبعد هذه الحادثة كان النبي صلى الله عليه وسلم يبسط رداءه لابن أم مكتوم ويقول له مداعباً: «أهلاً بمن عاتبني فيه ربي». وأيضاً الصحابي عمرو بن الجموح، كان أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربع وكانوا يشهدون مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد، فلما كان يوم «غزوة أحد» أرادوا حبس أبيهم عن الخروج، فقالوا له: قد عذرك الله «ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج»، فأتى عمرو بن الجموح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ان بني يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك فوالله إني أريد أن أطأ بعرجتي هذه الجنة، فقال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: أما أنت فقد أعذرك الله فلا جهاد عليك، وقال لبنيه «ما عليكم ألا تمنعوه لعل الله يرزقه شهادة»، فأخذ عمرو بن الجموح سلاحه وخرج فلما صفت الصفوف استقبل القبلة، وقال: اللهم أرزقني الشهادة ولا تردني الى أهلي، وقاتل فكان ممن قتل شهيداً يوم أحد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده أن منكم من لو أقسم على الله لأبره، وإن عمرو بن الجموح منهم، ولقد رأيته يطأ الجنة بعرجته».
قضية الإعاقة تحظى باهتمام كبير ومتزايد في الدول المتقدمة، ونظرة هذه المجتمعات للإعاقة والمعاقين تعكس حضارتهم وتقدمهم، فلم تعد رعاية المعاقين مجرد مساعدات مالية خيرية بسيطة، بل أصبحت قضية مهمة ورسالة اجتماعية سامية، وأفراد هذه الفئة أمانة في عنق هذه المجتمعات، حيث تضمن رعايتهم في مختلف المجالات، فهناك مؤسسات حكومية خاصة متميزة لرعايتهم وإجراءات وسياسات واقعية وجادة خاصة بعلاجهم وتعليمهم وتشغيلهم وضمان حقوقهم الاجتماعية والتربوية والنفسية والصحية والإنسانية، الأمر الذي يساعد في تحسين حياتهم بشكل واضح وإدماجهم في المجتمع بصورة مقبولة تكسبهم الثقة بأنفسهم وبالمجتمع.
أما في بعض عالمنا العربي فالوضع مختلف، فقد تخجل بعض الأسر التي لديها فرد معاق، وقد لا تعامل الأسرة التي لديها معاق بشكل لائق ومناسب، كما قد لا يحصل الفرد المعاق نفسه على معاملة لائقة ومناسبة من المجتمع نفسه.
ورغم كل هذا فهناك حالياً اهتمام متنام بقضية الإعاقة والمعاقين، فهناك العديد من مراكز ومؤسسات رعاية المعاقين، ولكن هناك ضرورة لتغيير نظرة مجتمعاتنا لهذه الفئة، ويأتي ذلك من خلال زيادة التوعية بقضية الإعاقة والمعاقين، ضمن برامج التوعية في وسائل الإعلام، واستحداث برامج تثقيفية متميزة تساعد في الارتقاء في التعامل مع هذه الفئة ليصبح ذا أسلوب حضاري وإنساني مهذب يعكس تقدم ورقي المجتمع.
وقد جاء تبرع الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، الرئيس الفخري لمركز الأمير سلمان بن عبد العزيزلأبحاث الإعاقة بمبلغ 10 ملايين ريال سنوياً لصالح مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، خطوة عملاقة جديرة بالاهتمام والتقدير، ودعوة وتشجيع للمستثمرين ورجال الأعمال للاستثمار في إقامة مشاريع متميزة لرعاية وخدمة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وبخاصة أن الإسلام قد أوجب للمعاقين حقوقاً تكفل لهم حياة إنسانية كريمة تمكنهم من الاندماج في المجتمع والاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم مهما كانت، الأمر الذي يساعد في إكسابهم الثقة بأنفسهم وإكساب المجتمع الثقة بهم.
خلاصة القول ان رعاية المعاقين وتأهيلهم وتدريبهم رسالة سامية ذات أبعاد إنسانية شريفة ونبيلة، كما أنها أمانة في أعناقنا جميعاً، تستلزم تضافر كافة جهود المؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية، لتؤكد قيمة ومكانة الفرد بدون النظر لمستوى قدراته وإمكاناته، مع الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في رعاية المعاقين وتطبيقها بما يتناسب مع مجتمعاتنا وحالة كل معاق.
* كاتبة وباحثة مصرية
في الشؤون العلمية