التصنيفات
الصف الثاني عشر

الكاتب و المؤلف طه حسين الامارات -للتعليم الاماراتي

الكاتب و المؤلف طه حسين الامارات

إن الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين وبعد .
فمن العلماء من يسهم في خلق جيل جيد ومنهم من يلعب دورا هاما في حياة الأمم والشعوب وبحثي هذا يدور حول واحد من هؤلاء ألا وهو الدكتور طه حسين الأديب الكبير الذي قال "إن التعليم كالماء والهواء"وسأعرض في هذا البحث لجوانب من حياته وهي كالتالي:
رحلته الأولى من قريته إلى القاهرة.
رحلته الثانية من القاهرة إلى باريس.
رحلته الثالثة وبداية مسيرته الأدبية والفكرية.
الفلسفة في حياة طه حسين.
رائد التنوير في العصر الحديث.
من أقوال عميد الأدب العربي.
وأخيرا ختمت بخاتمة موجزة تنم عن الموضع وحياة طه حسين.
وأخيرا أتمنى من الله التوفيق والسداد وأن ينفع بهذا البحث ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بالشكر الجليل لأستاذي المشرف على البحث الأستاذ محمد علي والله الموفق

رحلته الأولى( من عزبة كيلو إلى القاهرة)
في الرابع عشر من شهر نوفمبر عام 1889 وفى عزبة(كيلو)التي تبعد أمتارا قليلة عن مدينة مغاغة بمحافظة المنيا بوسط صعيد مصر ، خرج إلى الحياة طه حسين ليحتل المرتبة السابعة بين أشقائه الثلاثة عشر لوالده حسين على الموظف في شركة السكر ، وتشاء الأقدار أن يبدأ عميد الأدب العربي مشواره وهو فاقد لحاسة البصر.
لقد حاول طه حسين أن ينسى أو يتناسى هذه العاهة ، التي أطلق عليها تسمية الآفة الشيطانية في كتابه(الأيام)إلا أن ذلك لم يحميه وهو صغير من‏ الارتطام بجدار الواقع والمعاناة من قبل عقله الصغير الذي صوره على انه مختلف عن أبويه واخوته الذين يرونه ولا يراهم.
وكانت هذه العاهة هي السبب في الكشف مبكرا عن ملكات طه حسين ، فقد استطاع تكوين صورة حية في مخيلته عن كل فرد من أفراد عائلته اعتمادا على حركة وصوت كل منهم ، بل كانت السبب المباشر في الكشف عن عزيمته بعد أن قرر التغلب على عاهته بإطلاق العنان لخياله إلى آفاق بعيدة قد لا يبلغها المبصرين بعدما رفض أن تقابل تصرفاته وحركاته بالسخرية من أحد.
ولم يقتصر مدى خيال طه حسين عند هذا الحد ، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث كانت الآيات القرآنية تنقله عند سماعها أو ترديدها إلى وقت نزول القرآن الكريم والصفوة المختارة من حفظته ومقرئيه مما جعله يتطلع إلى أن يكون واحدا منهم ، فحفظ القرآن الكريم قبل أن يبلغ العاشرة من عمره كان طه حسين ومنذ حداثة سنة يشعر بان محيطه على اتساعه يضيق بطموحاته مما دعا والده إلى إرساله إلى الأزهر بالقاهرة لإكمال تعليمه ولينهل من هذا المكان الشريف من العلم والمعرفة ما يروى ظمأه على يد شيوخه وعلمائه من أمثال الشيخ محمد بخيت والإمام محمد عبده.
وعلى الرغم من التحاق طه حسين بالجامعة المصرية عام 1908 وتعلقه بها لما لمسه فيها من أجواء جديدة وعلوم مختلفة وتقارب بين طلبتها ومحاضريها ، إلا أن ذلك لم يكن على حساب متابعته لتعليمه وتحصيله الأزهري رغم تمرده على محاضرات بعض شيوخ الأزهر.
وكان طه حسين في هذه الفترة قد انتهى من أعداد رسالته للحصول على درجة الدكتوراه عن آبي العلاء ، ونوقشت الرسالة في الخامس عشر من شهر مايو 1914 ليحصل بها على أول درجة دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية والتي أحدثت عند طبعها في كتاب ضجة هائلة ومواقف متعارضة وصلت إلى حد مطالبة النواب في البرلمان بحرمان طه حسين من درجته الجامعية لأنه ألف كتابا فيه الكثير من علامات التنوير
ولم يكتف طه حسين بتدخل سعد زغلول رئيس الجمعية التشريعية بالبرلمان آنذاك القناع هذا النائب بالعدول عن مطالبه بل رد على خصومه وقتها بالإشارة إلى أن كل ما كتبوه لم يجد فيه شيئا يستحق الرد عليه حيث وصفهم بأنهم يلجئون إلى طرق معوجة في الفهم ومناهج عتيقة في التفكير.
رحلته الثانية (من القاهرة إلى باريس)
وإذا كانت الرحلة الأولى ذات الأثر العميق في حياة وفكر طه حسين هي انتقاله من قريته في الصعيد إلى القاهرة .. فإن الرحلة الأخرى الأكثر تأثيرا كانت رحلته إلى فرنسا في عام1914حيث التحق بجامعة مونبلييه
وهناك درس اللغة الفرنسية وعلم النفس والأدب والتاريخ ، ولأسباب مالية أعادت الجامعة المصرية مبعوثيها عام 1915 ، وفى نهاية نفس العام عاد طه حسين إلى بعثته لكن إلى باريس هذه المرة ليلتحق بكلية الآداب في الجامعة الباريسية وبدأ دروسه في التاريخ ثم في الاجتماع حيث أعد رسالة أخرى على يد عالم الاجتماع الشهير أميل دور كايم، وكانت عن موضوع الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون حيث أكملها مع بوجليه بعد وفاة دور كايم وناقشها وحصل بها على درجة الدكتوراه في عام 1919، وفى نفس العام حصل أيضا على دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية
تعرف الدكتور طه حسين على السيدة سوزان عندما كانت تقرأ مقطعا من شعر رايسين فأحب نغمات صوتها وعشق طريقة إلقائها وتعلق قلبه بهذا الطائر الذي حط في عشه متذكرا قول بشار بن برد والآذن تعشق قبل العين أحيانا.
لقد كان حب عميد الأدب العربي لهذه الفتاة الفرنسية بمثابة التزاوج الروحي بين ضفتي المتوسط ومحاكاة حضارة الشرق مع الغرب ، كما أشار إلى هذا الحب الكاتب الفرنسي الكبير روبيرت لاندرى حيث قال وذات يوم بينما طه حسين في مقعده في قاعة المحاضرات في جامعة السوربون سمع صوتا جميلا يرن في آذنيه صوت صبيه حنون تقول له بعذوبة إني أستطيع أن أساعدك في استذكار الدروس، وكانت صاحبة الصوت سوزان الطالبة الفرنسية المنحدرة من عائلة كاثوليكية وقد ظلت مترددة فترة طويلة قبل أن توافق على الزواج من طه حسين الرجل المسلم، وذلك بعد أن استطاع أحد أعمامها أن يقنعها وكان ذلك العم قسيسا وقد قال لها : مع هذا الرجل يمكن أن تثقي بأنه سيظل معك إلى الأبد وسوف تسعدي أبدا « فتزوجته في التاسع من اغسطس1917

ولان السيدة سوزان كان لها اثر عظيم في حياته ، فقد قال الدكتور طه حسين عن يوم لقائه بها.كأنه تلك الشمس التي أقبلت في ذلك اليوم من أيام الربيع فجلت عن المدينة ما كان قد أطبق عليها من ذلك السحاب الذي كان بعضه يركب بعضا والذي كان يعصف ويقصف حتى ملأ المدينة أو كاد يملؤها إشفاقا وروعا وإذ المدينة تصبح كلها إشراقا ونوراً
رحلته الثالثة (بداية مسيرته الأدبية والفكرية في الوطن الأم)
في عام 1919 عاد طه حسين إلى مصر وتم تعيينه أستاذا للتاريخ الروماني واليوناني واستمر كذلك حتى عام 1925 حيث تحولت الجامعة المصرية في ذلك العام إلى جامعة حكومية ليعين طه حسين حينئذ أستاذا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب
ورغم تمرده على الكثير من آراء أساتذته إلا أن معركة طه حسين الأولى والكبرى من أجل التنوير تفجرت في عام 1926 عندما اصدر كتابه في الشعر الجاهلي الذي أحدث ضجة هائلة بدأت سياسية قبل أن تكون أدبية ، مما أدى إلى رفع دعوى قضائية ضده وصلت إلى حد قيام النيابة بسحب الكتاب من منافذ البيع أوقفت توزيعه .. ونشبت معارك ملتهبة على صفحات الصحف بين المؤيدين والمعارضين لهذا الكتاب.
وفى عام1928وقبل أن تهدأ ضجة كتاب الشعر الجاهلي ، و تفجرت الضجة الثانية بتعيينه عميدا لكلية الآداب ، الأمر الذي آثار أزمة سياسية أخرى وانتهى الأمر بالاتفاق مع طه حسين على الاستقالة فاشترط أن يعين أولا وبالفعل عين ليوم واحد ثم قدم الاستقالة في المساء وأعيد ميشو الفرنسي عميدا لكلية الآداب ، ولكن مع انتهاء عمادة ميشو عام1930اختارت كلية الآداب طه حسين عميداً لها ووافق على ذلك وزير المعارف الذي لم يستمر في منصبه سوى يومين بعد هذه الموافقة وطلب منه الاستقالة
وفى عام1932حدثت الأزمة الكبرى في مجرى حياة حسين .. ففي فبراير1932كانت الحكومة ترغب في منح الدكتوراه الفخرية من كلية الآداب لبعض رجال السياسة فرفض طه حسين حفاظا على مكانة الدرجة العلمية مما اضطر الحكومة إلى اللجوء لكلية الحقوق.
وردا على ذلك قرر وزير المعارف نقل طه حسين إلى ديوان الوزارة فرفض العمل وتابع الحملة في الصحف والجامعة كما رفض تسوية الأزمة إلا بعد إعادته إلى عمله وتدخل رئيس الوزراء فأحاله إلى التقاعد فى29مارس1932ولزم بيته ومارس الكتابة في بعض الصحف إلى أن اشترى امتياز جريدة الوادي وتولى الإشراف على تحريرها ثم عاد إلى الجامعة في نهاية عام1934وبعدها بعامين عميدا لكلية الآداب واستمر في منصبه هذا حتى عام1939، حتى انتدب كمراقب للثقافة في وازرة المعارف حتى عام1942 .
ولان حياته الوظيفية كانت دائما جزء من الحياة السياسية في مصر صعودا وهبوطا فقد كان تسلم حزب الوفد للحكم في فبراير1942ايذانا بتغير أخر في حياته الوظيفية حتى انتدبه نجيب الهلالي ، وزير المعارف ، آنذاك مستشارا فنيا له ثم مديرا لجامعة الإسكندرية واستمر في ذلك حتى13يناير1950عندما عين لاول مرة وزيرا للمعارف في الحكومة الوفدية التي استمرت حتى26يناير1952وهو يوم إحراق القاهرة حيث تم حل الحكومة وكانت تلك أخر المهام الحكومية التي تولاها طه حسين حيث انصرف بعد ذلك وحتى وفاته عام1973‎إلى الإنتاج الفكري والنشاط في العديد من المجامع العلمية التي كان عضوا بها داخل وخارج مصر

الفلسفة في حياة طه حسين
يبرز مسار حياة طه حسين انه لم يكن أبدا مجرد باحث أو عالم أو أديب أو مفكر ، ولكنه كان أيضا رجلا ذو مواقف ورؤى واضحة من الحياة والثقافة والأدب والسياسة والمجتمع .. كافح من أجل نشرها والدفاع عنها وتحمل بسببها الكثير من الأزمات والمتاعب التي كان يستعذ بها من أجل الدفاع عما يؤمن به من قيم وأفكار
ورغم ما جلبته هذه الأفكار الجريئة على طه حسين من مشكلات في حياته الخاصة إلا انه كان سعيدا بها .. بل كان يعتقد أن التغيير نحو الأفضل والفكاك من أسر بعض التقاليد الخاطئة هو جزء من مهمته كأديب ومفكر
فهو يقول عن نفسه أنا قلق دائما ، مقلق دائما ، ساخط دائما ، مثير لسخط من حولي".
أما أقوى تعبير عن منهجه العقلي فقد ورد في أكثر كتبه إثارة للجدل وهو كتاب في الشعر الجاهلي الذي قال فيه أما نحن فنأبى أن نكون أدوات حاكية أو كتبا متحركة ولا نريد إلا أن تكون لنا عقول نفهم بها ، ونستعين بها على النقد والتمحيص في غير تحكم
أما معضلة العلاقة بين الشرق والغرب ، وماذا نأخذ وماذا ندع من حضارة الآخرين .. فقد حسم طه حسين القضية بأوضح ما يكون قبل أكثر من نصف قرن مقدما الحل الذي لا يخيب .. إلا وهو مزيد من الثقافة والقراءة للشباب حتى يفهموا أولا ثقافة الشرق وثم ثقافة الغرب ولن يحتاجوا بعد لك إلى الدخول في أي جدل نظري عقيم ، فقد كتب طه حسين في كتابه مستقبل الثقافة في مصر « والذي نشره عام 1938يقول: أن الذين يخوضون في أحاديث الشرق والغرب عندنا يجهلون الشرق والغرب جميعا في أكثر الأحيان لأنهم يعرفون ظواهر الأشياء ولا يتعمقون في حقائقها وإذا كان هناك شر يجب أن يحمى منه الشباب فهو هذا العلم الكاذب الذي يكتفي بظواهر الأشياء دون بواطنها فلننظر كيف نبعد عن أجيال الشباب هذا الشر وليس إلى ذلك من سبيل فيما أرى إلا أن نقيم ثقافة الشباب على أساس متين.
إلى جانب عامل البيئة التي عاش في محيطها طه حسين كانت هناك عوامل أخرى ساعدت على تكوينه الفكري تكوينا اجتماعيا ، من هذه العوامل تأثره في بداية حياته الفكرية بثلاثة من المفكرين المصريين هم الإمام محمد عبده والأستاذ قاسم أمين ، والأستاذ أحمد لطفي السيد . لما لهم من فضال كبيرة على قضايا الإصلاح والتجديد
وكان اختيار الدكتور طه حسين للمنهج الديكارتى في البحث له أكثر من دلالة .. لما لهذا المنهج كما يقول صاحبه من قواعد مؤكدة لا تعصم ذهن الباحث من الوقوع في الخطأ فحسب ، بل أيضا تمكنه من بلوغ اليقين في جميع ما يستطيع معرفته
وكان من الطبيعي أن يتماشى المنهج الديكارتى مع روح طه حسين ومع نظرته إلى الأشياء ، هذا إلى جانب إعجابه الشديد ببداية ديكارت حين كان بدوره يمثل تجسيدا لقيم النهضة الفكرية الأوروبية ومن هذه الزاوية يمكن التقريب بين الاثنين ، وقد تجلى هذا التوافق بينهما فيما يتعلق بنظرة كل منهما إلى التعليم وقضاياه.
رائد التنوير في العصر الحديث
وتتفق أكثر الكتابات مع الرأي القائل بان طه حسين تحول من مجرد رمز للمثقفين إلى رمز شعبي ديمقراطي ، وبأنه كان لا يمثل استقلال الجامعة وحدها وإنما يمثل استقلال البلاد كلها ، وانه لا يمثل حرية البحث العلمي فحسب ، وإنما يمثل حرية الجماهير أيضا
ورأي أخر يقول أن طه حسين في شخصه وفى تفكيره يعتبر تجسيدا حيا لقيم النهضة الفكرية على نحو لم يستطع واحد من السابقين عليه أن يحققه ، كما انه هو الذي استطاع أن ينقل الصراع بين القديم والحديث من المستوى الضيق الذي كان عليه من قبل إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير ، ويجعله فوق كل ذلك جزءا من التنوير الفكري لعصر كامل.
بعد أكثر من قرن كامل على ميلاده وستة وعشرين عاما على وفاته مازال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين أحد الأركان الأساسية في تكوين العالم العربي المعاصر ، وصياغة الحياة الفكرية في العالم العربي ، وملمحاً أساسيا من ملامح الأدب العربي الحديث .. بل أن الأجيال الجديدة من أبناء الأمة العربية لاتزال تكتشف جوانب جديدة من القيمة الفكرية والإنسانية لأحد رواد حركة التنوير في الفكر العربي .. ومازالت أعمال طه حسين ومسيرته الفكرية والأدبية من أجل التقدم للإمام والتخلى عن الخرافات والخزعبلات التي حاصرت وقيدت العالم العربي لعدة قرون ، من أهم الروافد التي تسلح بها المفكرون العرب في مواجهة الحملات الارتدادية التي تطل برأسها في عصرنا
ومازالت السيرة الذاتية لطه حسين وما تجسده من كفاح إنساني وفكري ، تعتبر مدرسة هامة ما أشد حاجة الأجيال الجديدة للتعلم منها والتأمل فيها.. أن طه حسين لم يكن مجرد أديب .. ولكنه كان مدرسة حديثة وراءه في الأدب العربي حيث استطاع أن يكون مع أقرانه مرحلة من اخصب المراحل في تاريخ هذا الأدب وأكثرها انطلاقا وإبداعا
ولم يكن طه حسين مجرد مفكر ولكنه كان ركنا أساسيا من حقبة كاملة هي حقبة التنوير في الفكر العربي لنجاحه في تخليص الفكر من معوقاته من أجل الانطلاق إلى عصر النهضة الحديثة والتطور العلمي
أن طه حسين هو شخصية اليوم وشخصية كل يوم في مصر المعاصرة ، فما زال التراث الذي خلفه هذا العملاق أحد أهم مصادر الاستنارة في عالمنا الفكري والأدبي والثقافي
من أقوال عميد الأدب العربي
قد لا يكون ميسورا أن يطلب إلى الديمقراطية منح الأفراد كل ما يحتاجون إليه، لكن الشيء الذي لا شك فيه أن الديمقراطية ملزمة أن تمنح الأفراد حظا يسيرا من هذه الوسيلة
إذا كانت الديمقراطية مكلفة أن تضمن للأفراد الحرية ، كما ضمنت لهم الحياة فإن الحرية لا تستقيم على الجهل ولا تعايش الغفلة والغباء ، فالدعامة الصحيحة للحرية الصحيحة إنما هي التعليم الذي يشعر الفرد بواجبه وحقه في التعليم حق للناس جميعا وان من واجب الدولة أن تكفل المساواة لهم مهما تكن طبقاتهم الاقتصادية والاجتماعية
فلا مجد والجهل مخيم ولا حرية والجهل مستأثر بالقلوب.
أهم ما تمتاز به الثورة الأصيلة هو أنها تفكر في الأمس لتمحو مساوئه وتفكر في اليوم لتصلح شئونه وتفكر في الغد لتبنى فيه مستقبل الشعب على أساس قوى ومتين
التعليم الذي يجعل المصري إنسانا يحتال على الفقر حتى يخرج منه ويتحدث إليه الناس فيفهم عنهم وبنهاه المصلحون عن الشر فينتهي .. ويدعوه المصلحون إلى الخير فيجيب
بعد أن حققنا الاستقلال وأقررنا الديمقراطية فعلينا أن نبذل ما نملك من القوة والجهد ومن الوقت والمال لنشعر المصريين أفرادا وجماعات أن الله قد خلقهم للعزة لا للذلة وللقوة لا للضعف وللسيادة لا للاستكانة وللنباهة لا للخمول وان نمحو من قلوب المصريين هذا الوهم الشنيع الذي يصور لهم انهم خلقوا من طينة غير طينة الأوروبي ومنحوا عقولا غير العقول الأوروبية
لغتنا العربية يسر لا عسر ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها ولنا أن نضيف عليها ما نحتاجه من ألفاظ وأساليب فليس لاحد أن يمنعك من أن تضيف إلى اللغة لفظا جديدا أو أسلوبا جديدا مادام هذا اللفظ وهذا الأسلوب ليس من شأنهما أن يفسدا أصلا من أصول اللغة أو يخرجاها عن طريقها المألوف
لا أدب إلا أدب الفصحى والذين يستخدمون العامية ليسوا واقعيين وانما هم عاجزون و ليس من الضروري أن ينحط الأدب ليصبح شعبيا وليس من الضروري أن يبقى الشعب حيث هو جاهلا غافلا يشقى بالخمول والجمود
القديم لا ينبغي أن يهجر لأنه قديم والجديد لاينبغي أن يطلب لأنه جديد وانما يهجر القديم إذا برئ من النفع وخلا من الفائدة فأحاله كان نافعا مفيدا فليس الناس اقل حاجة إليه منهم إلى الجديد
أن تغيير الأشياء لا يكون بالكلام الذي يقال عن إخلاص أو تكلف وعن تفكير أو اندفاع وانما يكون بالعمل الذي ينقل الأشياء من طور إلى طور العمل وحده هو الذي يستطيع أن يرضى القلب الذكي ويقنع النفس ويزيد
البصيرة نفوذا إلى نفوذ.
الخـــــــــاتمة:
الحمد لله المتفضل على عباده بجزيل النعم، الذي أقسم بالعصر والنجم والقلم، ومن أرسل رسله بالهدى ليهتدي بهم فهم أئمة الأمم، والصلاة والسلام على خير من مشى على قدم ومن أزال به شر كل وثن وصنم وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين كلما برز إلى الوجود خلق وانعدم ،وفي النهاية فلقد تحدثت كثيرا عن سيرة عميد الأدب العربي وتوقفت عند جوانب من حياته ورحلاته منذ الصغر إلى القاهرة إلى الأزهر حيث الرحلة الشاقة والمعاناة ثم رحلته الثانية إلى باريس وآفاق العلم وعلاقته بزوجته وأثرها في حياته وتكوين شخصيته ثم حياته الأدبية والعلمية والفكرية والمناصب التي تولاها.
وتحدثت عن رحلته داخل الوطن العربي وفي مصر وحياة عميد الأدب العربي والفلسفة في حياته وتحدثت عنه وهو رائد التنوير في العصر الحديث وما قام به وما تركه من تراث فكري وختمت ببعض من أقواله المتنوعة والمتعددة .
وفي نهاية تقريري هذا قد خرجت فيه ببعض النتائج كالتالي:
1- استطاع طه حسين رغم كل الصعوبات التغلب على عاهته.
2- كان لزوجته الأثر الكبير عليه في نجاح حياته.
3- استطاع طه حسين ان يحتل مكانة مرموقة في الأدب والتاريخ وفي المجتمع.
4- لقد حصل على العديد من الجوائز في حياته.
وأني أوصي بعد كتابتي لهذا التقرير لما يلي:
1- أوصي بوضع هذا التقرير في مكتبة المدرسة للاطلاع عليه ولكي يستفيد منه الطلاب.
2- يجب على المؤسسات التعليمية تشجيع الطلاب على البحث و الإطلاع لتنمية عقولهم و توسيع معارفهم
3- يجب على المؤسسات التعليمية تدريب الطلاب على مهارات إجراء إعداد التقرير العلمي

وأخيرا أتمنى من الله التوفيق والسداد

المصادر والمراجع:

معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
1 د.رشيدة مهران – طه حسين بين السيرة والترجمة الذاتية – الهيئة المصرية – القاهرة – ط1 – 1979
2 د.طه حسين – الوعد الحق – دار المعارف – القاهرة – ط32 – 1981
3 د.محمد شوقي – طه حسين وعصره –الدار العربية للكتاب – ليبيا – ط2 – 1978
4 د أحمد همام – طه حسين – دار المعارف – القاهرة – ط1 – 1988

__________________

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده