التصنيفات
الصف العاشر

تقرير عن العمليات الخارجية المؤثرة على سطح الأرض للصف العاشر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

العمليات الخارجية المؤثرة على سطح الأرض

إذا كانت الجبال هى النتيجة المباشرة للعمليات الداخلية فإن هناك أيضا عمليات خارجية تؤدى دورا مكملا للعمليات الداخلية فى تكوين معالم وظواهر سطح الأرض .

ولعل الدور الأكبر الذى تؤديه تلك العمليات الخارجية هى إزالة تلك الجبال وجعلها حطاما ونقل هذا الحطام من أماكنه الأصلية إلى أماكن أخرى ثم ترسبيه إياه .
ويطلق على هذه العمليات أسم شامل لها وهو التعرية Denudation وتشمل كلا من التجوية weathering والنقل Transportation والترسيب Deposition ولكل منها عوامله ووظائفه ونتائجه .

أولاً : التجـــوية

والتجوية هى أولى مراحل تلك العمليات الثلاث والتى تنتهى بالترسيب مع الأخذ فى الاعتبار أنه لا يوجد فاصل بين عملية وأخرى بل إن العمليات الثلاث تتداخل فيما بينهما فى معظم الأحيان .

والتجوية ـ من ناحية أخرى ـ ليست ظاهرة جيومورفولوجية فحسب بل أنها من أكثر الظواهر الجيولوجية أهمية لحياة الإنسان لسبب بسيط للغاية وهو أن التربة الزراعية التى لا يستقيم للنبات الحياة بدونها إنما هى من حصيلة التجوية ونتائجها . كما أن بعض نواتج التجوية هى فى الحقيقة الأمر تمثل تجمعاً معدنيا له قيمة اقتصادية فى الحياة البشر .
وهو ما سوف نفصله فيما بعد وتنقسم التجوية إلى قسمين : ـ

(أ) تجوية فيزيائية ( ميكانيكية ) Physical Weathering ( Mechanical ) :
ويقصد بهذا النوع من التجوية ، العمليات الطبيعية التى تؤدى إلى تحطيم الصخر وتفككه إلى فئات وحطام صخرى دون المساس بالتركيب الكيميائى ويرادف التجوية الفيزيائية مصطلح التفكك ( التفتت ) Disintegration .

(ب) التجوية الكيمائية :
وتنشأ عادة من تفاعل الماء ومكونات الهواء الغازية مع المعادن المكونة للصخور فتحول بعض المعادن إلى معادن أخرى .
ويرادف التجوية الكيميائية مصطلح التحلل Decomposition والتجوية الميكانيكيــة ( التفكك) والتجوية الكيميائية ( التحلل ) تعملان معا فى الغالب وربما سادت أحداهما على الأخرى حسب الظروف المناخية وعلى سبيل المثال فإن التحلل يسود فى المناطق الرطبة والدافئة بينما يسود التفكك فى المناطق الصحراوية الجافة .

( أ ) التجوية الفيزيائية :

إن المهمة الرئيسية للتجوية الفيزيائية هى تفكك الصخر وبالتالى زيادة مساحة سطحه ومن ثم زيادة فاعلية التجوية الكيميائية .

وفيما يلى عرض لأهم عوامل التجوية الميكانيكية : ـ

1- التمدد والانكماش الحرارى Thermal Expansion and Contraction :

تعتبر الصخور بصفة عامة من المواد الرديئة التوصيل الحرارة و لما كان الصخر ـ أى صخر ـ يتكون من عدة معادن وأن لكل معدن خصائصه الحرارية الخاصة به سواء أكانت هذه الخصائص تتعلق بمعامل التمدد أو الحرارة النوعية . فإن تأثير درجات الحرارة يظهر واضحا على الصخور مع البعد الزمنى الكبير .

فاختلاف درجات الحرارة وهو اختلاف كبير فى المناطق الصحراوية بين الليل والنهار الذى قد يصل فى بعض الأحيان إلى 35مْ فى اليوم الواحد وهناك أيضا الفروق الموسمية بين الفصول المختلفة . كل هذا يؤدى إلى تكرار عملية تمدد المعادن وانكماشها وبالنظر إلى اختلاف معاملات التمدد الحرارى للمعادن فإنها تعمل بمرور الزمن على التفكك من بعضها البعض من خلال الضغوط الناتجة من تمدد المعادن بالحرارة مما يؤدى إلى إجهاد Stress الصخـر وبالتـالى خلخـلة المستويـات العليا من الصخر وكونا غطاء من الفتات الصخرى . وتعرف هذه العلمية باسم التقشر Exfoliation . وعندما يزال هذا الغطاء بفعل الرياح أو المياه الجارية فإن الصخر يصبح معرضا لتكرار نفس التأثير … وهكذا .

2- أثر تجمد المياه Frost Wedging :
كثيرا ما تحتوى الصخور على شقوق وفواصل ومسام صخرية وعندما يتغلغل فيها الماء وبتأثير الحرارة المنخفضة التى تصل إلى ما دون الصفر التي يتجمد فيها الماء .

وينتج عن تجمد الماء وتحوله إلى جليد زيادة نسبيا فى الحجم تصل إلى 10% وتسبب هذه الزيادة ضغطا على الشقوق والفواصل والمسام الأمر الذى يؤدى إلى اتساعها وبتكرار عملية التجمد يتفكك الصخر إلى حطام صخرى .

ويتضح تأثير تجمد المياه فى المناطق الباردة ومنحدرات الجبال حيث تكثر بها الفواصل وتعرف نواتج هذا التأثير بالتالوس Talus وهى رواسب من الفئات الصخرى غير منتظم الأجزاء ويتميز بزواياه الحادة والمتراكم حول سفوح التلال والجروف .

3- إزالة الحمل Unloading :

من المعروف أن الصخور فى حالة إتزان مع بعضها البعض بمعنى أن الطبقات السفلى من الصخور فى حالة إتزان ـ من حيث الضغط ـ مع الطبقات التى تعلوها لأن الضغط هنا متجانس فى جميع الاتجاهات . فإذا حدث ترسيب بعد ذلك فإن الضغط يزداد على الطبقات السفلى . ولا يحدث لهذه الطبقات أى تشوه ما لم يتعد الضغط الواقع عليها حد المرونة . وكل ما هناك أنه سوف يحدث تغير فى الحجم بحيث تنضغط الطبقات السفلى بتأثير الضغط الناتج من زيادة الحمل .

فإذا أزيل هذا الحمل بسبب عمليات التعرية فإنه سوف يحدث إختلال فى حالة الاتزان القائمة والتى سادت ما بين الضغط الخارجى ( من طبقات الصخور العلوية ) والضغط الداخلى المضاد لاتجاه الضغط الخارجى ( من طبقات الصخور السفلية ) .

وكرد فعل لهذا الاختلال فى الإتزان فإن الضغط الداخلى سوف يعمل على إعادة الطبقات السفلية ـ التى تقلص حجمها ـ إلى حجمها الأصلى الذى كانت عليه قبل زيادة الحمل مما يؤدى إلى تكوين مجموعة من الشقوق والفواصل موازية للسطح الخارجى للطبقات الصخرية مما يؤدى إلى عملية التقشر ويختلف سمك هذه القشور أو الصفائح Sheets من عدة سنتيمترات قرب السطح إلى عدة أمتار فى الأعماق .

4- تأثير الغلاف الحيوى Biosphere effect :

ويتلخص تأثير الغلاف الحيوى فى كل من فعل النبات والحيوان والإنسان . وفيما يلى تفصيل لتأثير كل منهما : ـ

أ ) النبات :
عندما يمد النبات جذوره فى التربة أو الشقوق والفواصل الصخرية فإنه الحقيقة يزيد من اتساع تلك الشقوق والفواصل كما أن نمو الجذور يؤدى إلى نشوء قوى ضغط شديدة على الصخور فتعمل على تحطيمها .

ب) الحيوان :
إن الكثير من الحيوانات التى تتخذ من أديم الأرض مأوى لها تساهم إلى حد كبير فى عمليات التجوية الميكانيكية . فالحيوانات الحافرة Burrowing مثل ديدان الأرض والحيوانات القارضة Rodents كالأرانب والفئران وكذلك النمل الأبيض Termites تعمل على تفتيت المواد الصخرية وجعلها حطاما وفتاتا من السهل بعد ذلك نقلها بفعل عوامل المختلفة .

ج) الإنسان :
إن النشاط الإنسانى قد ساهم إلى حد كبير فى التجوية الميكانيكية فبناء المدن والمجتمعات السكانية وما يتبعها من شق الطرق قد أدى إلى إزالة ما يعترضه من تلال . كما أن أعمال المناجم والمحاجر وحفر الاتفاق قد أدى بالتبعية إلى إزالة الغطاء الصخرى فى سبيل الوصول إلى مواضع الطبقات الحاملة للخدمات .

ولاشك أيضا أن اقتطاعه أحجار البناء قد أدى إلى تعريض أجزاء جديدة من الصخور لتأثير التجوية بشقيها الميكانيكى والكيمائى .

ولا يجب أن نغفل أثر النشاط البشرى فى تبديد الموارد الطبيعية كالترب والتحكم فى الجريان الطبيعى للأنهار بإقامته السدود الذى ينتج عنها بالتالى إختلاف معدل النحت والترسيب على طول أجزاء المجرى النهرى .

( ب) التجوية الكيميائية Chemical Weathering :
ومهمتها الأساسية التغيير الكيميائى للمحتوى المعدنى لصخور ولا سيما المعادن القابلة للتغيير والتجوية الكيميائية أنشط ما تكون فى المناطق الرطبة الدافئة
ومن أهم عوامل التجوية الكيميائية : ـ

1- الذوبان Dissolution :
على الرغم من قلة المعادن القابلة للذوبان فى الماء إلا أن تأثير الذوبان يكون ذا أهمية خاصة فى المناطق التى تحوى رواسب وصخورا ملحية ( مثل الملح الصخرى Rock Salt ) . غير أن الماء تزداد فاعليته وتأثيره على الصخور إذا اتحد بغاز ثانى أكسيد الكربون مكونا حمض الكربونيك الذى يؤثر على الصخور الجيرية التى تتكون أساسا من معدن الكالسيت ( لاتذوب فى الماء ) إلى بيكربونات كالسيوم Ca(HCO3)2 ( تذوب فى الماء ) ومعنى هذا انتقال المادة الصخرية إلى محلول مائى تاركه مكانها فراغات وفجوات وقد تكون باستمرار عملية الذوبان مجارى وذوبان وكهوف ومغارات .

2- التميؤ Hydrolysis :
وهى عملية من شأنها اتحاد الماء مع بعض المعادن التى تتكون منها الصخور وينتج عنها ظهور معادن جديدة ذات صفات وخصائص جديدة تماما .

ومن أشهر الأمثلة الدالة على التميؤ معادن الفلسبار التى ينتج عن اتحادها بالماء تكون معادن طينية Clay Minerals ، وبطبيعة الحالة فإن عملية التميؤ التى تحدث للمعادن تكون أنشط ما يكون فى المناطق الرطبة والاستوائية حيث يقوم الماء بالدور الأساسى فيها .

3- الأكسدة Oxidation :
وهى عملية من شأنها تحويل بعض المعادن إلى معادن أخرى عن طريق اتحاد الأكسجين مع بعض العناصر السريعة الاتحاد به مثل عنصر الحديد وذلك فى وجود الماء كعامل مساعدة . مثل تأكسد معدن البيريت إلى الليمونيت .

وعلى هذا الأساس فإن مركبات الحديدوز فى معظم الصخور النارية تتحول إلى مركبات حديديك حيث تنكسر جزئيات السيليكات المعقدة .

4- التكربن Carbonation :
من المعروف أن غاز ثانى أكسيد الكربون قابل للإتحاد بالماء حيث يكونان معا حمضا ضعيفا هو حمض الكربونيك .

ويتفاعل حمض الكربونيك بدوره مع الصخور الجيرية مكونا بيكربونات الكالسيوم وهى مادة ذائبة . حيث ينشأ عن هذا التكون ظهور الفجوات والكهوف والمغارات فى الصخور الجيرية .

إعداد الدكتور : مصطفى يعقوب

بالتوفيق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

مراجعة / العمليات الخارجية / للصف العاشر / الجيولوجيا للصف العاشر

مرفق مراجعة العمليات الخارجية للفصل الثاني
في المرفقاااات
ودمتم

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

موضوع , معلومات عن العمليات الاجتماعية -تعليم الامارات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :::
أشحالكم أخواتي وأخواني
عندي طلب :::
عن كتابة موضوع 1) العمليات الاجتماعية. (أو) 2) علاقة علم الاجتماع بالعلوم الاخرى

وجزاكم الله الخير
أختكم خلوقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

لعبة توم و جيري و العمليات الحسابية الأربع !!! -تعليم الامارات

لعبة توم و جيري و العمليات الحسابية الأربع !!!

لعبة توم و جيري و العمليات الحسابية الأربع

نفع الله بها

منقول

ملاحظة : اللعبة تحتوى على موسيقى

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

اختبر نفسك في العمليات الحسابية الأربعة : جمع , طرح , ضرب , قسمة -للتعليم الاماراتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختبر نفسك في العمليات الحسابية الأربعة
الجمع – الطرح – الضرب – القسمة

من خلال لعبة الرياضيات ، حاول أن تحل المسائل الحسابية
بسرعة قبل انتهاء الوقت المحدد

في المرفقات

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

ورق عمل / العمليات الخارجيه -تعليم الامارات

س:أذكر العمليات الخارجيه التي تؤدي الى تغيير سطح كتلة الارض الصلبة؟
………………………………………….. …………………….
س:ما المقصود بكل مما يلي :-
1-التجوية……………………………………. ………………….
2-التعرية……………………………………. ………………….
انواع التجوية______1……………………………… ………….
______2……………………………………. …….
س:ما الفرق بين التجوية الطبيعية(الميكانيكية)و التجوية الكيميائية؟
التجوية الطبيعية…………………………………… ……………..
التجوية الكيميائية…………………………………. ………………
س:عددعوامل التجوية الطبيعية (الميكانيكية)؟
1………………. 2…………………
3………………. 4…………………
س: فسر جيولوجباً تكون المظاهر الجيولوجية التالية؟
*تقشر الصخور…………………………………….. …………..
………………………………………….. ………………….
*تفتت الصخور…………………………………….. …………..
………………………………………….. ………………….
*العروق الزجاجية…………………………………… ………….
………………………………………….. …………………
*تشقق الصخور لأعماق كبيرة……………………………………..
………………………………………….. …………………

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

تقرير عن القوى والعمليات الداخلية -التعليم الاماراتي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

القوى والعمليات الداخلية

تمهيــد :

لعل الحقيقية المؤكدة والثابتة فى علوم الجيولوجيا هو أنه لا يوجد شئ ثابت على وجه الأرض . فمنذ أن استوت الأرض واتخذت مدارها حول الشمس لم تستقر على حال ولم يثبت لها سطح فالجبال الشاهقة أصبحت أثرا بعد عين وربما حل محلها واد أو سهل أو ربما صارت منخفضات . وما انخفض من الأرض صار جبلا أو ربما سلسلة من الجبال . فالتغيير شامل لا يختص ببقعة دون غيرها أو مكان بعينة .
وقد لا يلحظ الإنسان مثل هذا التغيير أو قد يراه أحيانا غير ذى شأن لضآلته غير أن الحكم هذا ليس حكما على غير أساس فحسب بل أنه حكم خاطئ جملة وتفصيلا إذ أن التغيير الذى يستغرقه طيلة عمر الإنسان . إنما هو تغيير غير محسوس ، وأن التغيير الذى نعنيه هنا يستغرق ملايين السنين . وهو تغيير دائم قد يبطئ أحيانا وقد يسرع فى أحيان أخرى إلا أنه لا يتوقف على الإطلاق .
وعلى هذا فالأرض التى نقف عليها الآن لم تكن كذلك فى الماضى ولن تكون كذلك فى المستقبل . وربما تدفعنا هذه الحقيقة إلى تساؤل عن السبب أو الأسباب فى هذا التغيير . والحقيقة أنه ليس سببا واحدا وإنما هى جملة أسباب قد تعمل أحيانا فرادى وقد تعمل أحيانا مجتمعه . ولقد استقر الأمر فى نهاية المطاف على أن السبب فى تغيير وجه الأرض ـ أو بلغة الجيولوجيا ـ تشكيل معالم سطح الأرض يكمن فى نوعين من مجموعات القوى . قوى داخلية وقوى خارجية . وتختص القوى الداخلية بكل ما يجرى دون السطح أى ما يجرى فى باطن الأرض من حركات الألواح أو الصفائح المكونة لسطح الأرض تلك الحركات التى اشتهرت باسم الألواح التكتونية Plate Tectonic وما يتسبب عنها من تكون الجبال وحدوث الطيات والصدوع والبراكين والزلازل التى يظهر تأثيرها على سطح القشرة الأرضية.
أما القوى الخارجية فيمكن التعبير عنها بانها نتاج الصراع الأبدى والدائم بين الرياح والمياه من جهة ضد اليابسة من جهة أخرى .
ذلك الصراع الذى يعبر عنه بلغة الجيولوجيا بالتجويه Weathering بنوعيها الميكانيكى والكيميائى وما يتبعها من نقل نواتجها وترسيبها وكذلك دور الأنهار والبحار فى تشكيل معالم سطح الأرض والتى من أثارها أيضا الدور الذى تلعبه المياه الجوفية فى هذا الشأن .

الانجراف القارى :
من التساؤلات التى شغلت الباب العلماء والباحثين . تلك التساؤلات التى تتعلق بالأرض وما عليها من قارات . غير أن سؤالا واحد قد حظى بقدر كبير من الاهتمام وهو ، كيف نشأت القارات ؟ وعلى الرغم من كثرة الفروض والنظريات التى هى أقرب ما تكون إلى الاجتهاد فى الرأى إلا أن أيا منها لم يصمد أمام المحك العلمى السليم حتى جاء العالم الألمانى الفرد فاجنر Wagner . فقد توصل هذا العالم إلى نظرية سبقت زمانها ونشرها سنة 1915 فى كتابة " أصل القارات والمحيطات " عرفت بنظرية الانجراف القارى Continental Drift وتتلخص فروض هذه النظرية بوجه إجمالى فيما يلى : ـ

1- كانت القارات منذ ما يزيد عن 200 مليون سنة مجتمعه فى كتلة قارية عظمى تعرف باسم بانجيا Pangea التى تعنى كل العالم أو أم القارات ويحيط بها محيط كبير يسمى Panthalassa الذى يعنى أبو المحيطات .

2- ومنذ حوالى 190 مليون سنة أى فى أوائل العصر الجوراسى Jurassic بدأت هذه الكتلة القارية العظمى (بانجيا) فى التشفق إلى كتلتين أحدهما شمالية وتعرف باسم لوراسيا Laurasia ( وتشمل أمريكا الشمالية وأوروبا وأسـيا ) والآخرى جنوبيـة وتعـرف باسم جوندوانا Gondwana ( وتشمل أمريكا الجنوبية وأفريقيا واستراليا وشبه القارة الهندية ) .
ويفصل لوراسيا عن جندوانا بحر هائل الاتساع يسمى بحر التيثيس Tethys . ومن ظواهر هذا العصر سيادة الزواحف البرية والبحرية وعلى رأسها الديناصورات .

3- منذ حوالى 136 مليون سنة أى فى نهاية عصر الجوراسى Jurassic وبداية عصر الكريتاسى ( الطباشيرى ) Cretaceous بدأت كل من أمريكا الشمالية وأوراسيا Eurasia( أوروبا وأسيا ) فى الانفصال والابتعاد عن بعضها البعض . ونفس الشئ حدث بالنسبة لقارة جندوانا التى انقسمت إلى كتلتين هما أمريكا الجنوبية وأفريقيا كما بدأت كل من الهند واستراليا فى الانفصال والاتجاه فى طريقهما إلى موقعهما الحالى .

كما أخذ بحر التيثيز فى الانكماش تدريجيا كما بدأ المحيط الأطلنطى فى التكون وفى هذه الفترة سادت أنواع الزواحف بأجناسها وطوائفها المختلفة ولاسيما الديناصورات حيث عرف العصر الجوراسى بأنه العصر الذهبى للديناصورات .

4- منذ 65 مليون سنة أخذ وضع القارات يقترب من وضعها الحالى فقد واصلت الهند تقدمها نحو موضعها الحالى لتلتحم بالجزء الجنوبى من آسيا كما واصلت أمريكا الشمالية الابتعاد عن قارة أوراسيا شرقا كما انفصلت جزيرة مدغشقر ( مالاجاشى ) عن أفريقيا . كما واصلت أيضا استراليا تقدمها نحو الشرق ، بعد انفصالها عن القارة القطبية الجنوبية والتى تعرف بقارة انتاركاتيكا Antarctica .

ويلاحظ فى هذه الفترة اتساع المحيط الأطلنطى وانكماش بحر التيثيس . أما بالنسبة للحياة فقد انقرضت الديناصورات فى أواخر عصر الطباشيرى وبدأت الثدييات فى الظهور كما انتشرت وتنوعت النباتات الزهرية .

5- وبعد مرور 65 مليون سنة تحركت الهند والتحمت بقارة آسيا مكونة جبال الهيمالايا ويعتقد أن استمرار تقدم الهند نحو الشمال هو السبب فى الزلازل التى تحدث فى هذا الجزء العالم .
وقد واصل بحر التيثيس انكماشه وتقلصه حتى وصل إلى ما عليه الآن البحر الأبيض المتوسط الذى هو بقايا بحر التيثيز . وفى أثناء ذلك انفصلت جرينلاند عن أوراسيا لتستقر فى وضعها الحالى .

الأدلة على الانجراف القارى :

تلك كانت الملامح الأساسية لنظرية الانجراف القارى لفاجنر . وكأى نظرية من النظريات فإنها لا تخلو من مؤيدين يدافعون عنها ويجمعون الأدلة لإثباتها كما لا تخلو أيضا من المعارضين الذين يبرزون أوجه النقص فيها . وقد قام فاجنر ومؤيدو نظريته حتى بعد وفاته من تقديم الدليل تلو الديل فى إثبات صحة ما توصل إليه فى الأدلة التالية .

1- التوافق الشكلى لحواف القارات : ـ
لفت نظر العالم الألمانى فاجنر الشبه الكبير فى شكل حواف القارات على جانبى المحيط الأطلسى . وقد شجع هذا التوافق فاجنر على أن يفترض أن هذه القارات كانت متصلة بعضها بعض لذا حاول إعادة تشكليلها بقد قفل المحيط الأطلسى .

وقد لقيت هذه المحاولة معارضة شديدة باعتبار أن حواف هذه القارات قد تغيرت كثيرا بفعل عوامل التعرية . غير أن العالم بولارد Bullardقام فى أوائل الستينات بوضع القارات بعضها مع بعض باستعمال الحاسب الآلى فوجد أن هناك تطابقا بين حواف القارات عند عمق 900 مترا تقريبا .

ومن أحسن أمثلة على هذا التطابق الهندسى Geometric Fit هو انطباق الساحل الشرقى لقارة أمريكا الجنوبية مع الساحل الغربى لقارة أفريقيا مما يؤكد أن هاتين القارتين كانتا ملتصقتين قبل إنفصالهما ثم تحركتا بعيد عن بعضهما ، ومما يزيد تأكيد التصاق القارات المتجاورة فى الأزمنة الجيولوجية القديمة هو تشابه القطاعات الصخرية والتراكيب الجيولوجية بينها . فعلى سبيل المثال يوجد تشابه واضح بين القطاعات الطبقية التى تتراوح عمرها من العصر السيلورى إلى العصر الكريتاسى للبرازيل مع تلك الموجودة فى جنوب غرب أفريقيا .كما يمكن كذلك تتابع التراكيب الجيولوجية بين القارتين .

2- المناخ القديم :
فى ظل القانون الجيولوجى الشهير الذى ينص على أن الحاضر مفتاح الماضى أى أن العمليات الجيولوجية السائدة فى الوقت الحالى هى نفس العمليات الجيولوجية التى كانت سائدة فى الزمن الماضى تقريبا فإنه يمكن استخدام بعض أنواع الصخور الرسوبية كمؤشر لمعرفة المناخ الذى كان سائدا أثناء ترسبيها .

وعلى سبيل المثال فإن طبقات الرمل الأحمر تترسب فى المناطق الدافئة والقاحلة أما فى المناطق الباردة فإنه يترسب خليط من الجلاميد Boulders والرمل والغرين والطين المعروف باسم التليت Tillites ( هو صخر رسوبى يترسب مباشرة من المثالج وأغطية الجليد ) .
وفى ظل هذا القانون الجيولوجى فإن وجود طبقات من الرمل الأحمر التابع لعصر الترياسى Triassic فى إنجلترا يدل على أن إنجلترا كانت فى العصر الترياسى فى مناطق تتمتع بمناخ دافئ وقاحل ومعنى هذا أنها كانت فى موقع قريب من خط الإستواء ثم زحفت إلى مكانها الحالى .وفى المقابل فإن الطين المعروف باسم التليت والذى وجد فى الجزء الجنوبى فى كل من أفريقيا وأمريكا الجنوبية والهند وأستراليا يدل على أن مناخ هذه المناطق كان باردا ومتجمدا ثم زحفت حتى وصلت إلى موقعها الحالى القريب من خط الاستواء . مما يدل على أن القارات المنفصلة عن بعضها البعض الآن كانت جمعيها كتلة واحدة ثم توالى انفصالها عن بعضها البعض .

3- تشابه الحفريات :
أشارت الدراسات الحفرية إلى وجود تشابه فى الحفريات بين أمريكا الجنوبية وأفريقيا خاصة فى أنماط حياة حقب الحياة المتوسطة Mesozoic مما يدل على التحام أمريكا الجنوبية وأفريقيا فى الماضى .

على أن المعارضين لهذه الفكرة قالوا أن هذا نشأ من وجود جسر أرضى يربط بين قارتى وأمريكا الجنوبية . غير أن فاجنر لجأ لتأكيد نظريته إلى الاستعانة بالكائنات التى ليس فى مقدورها الانتقال عبر المحيطات الحالية . وذلك بالاستعانة بنبات الجلوسبتريس Glossopteris (وهو نوع من النباتات السرخسية ) الذى وجد منتشرا فى القارات الجنوبية ( أفريقيا ، أمريكا الجنوبية ، آسيا ) أثناء حقب الحياة المتوسطة الذى اكتشفت حفرياته فيما بعد فى القارة المتجمدة الجنوبية .
أما فى جانب الحفريات الحيوانية فقد وجدت بقايا لنوع من الزواحف السابحة من جنس ميزوسوراس Msosaurs فى كل من شرقى أمريكا الجنوبية وغرب أقريقيا مما يؤكد على أن أمريكا الجنوبية وأفريقيا كانتا قارة واحدة .إن وجود مجموعات متماثلة من الحفريات الحيوانية والنباتية فى قارات يفصلها عن بعضها الآن محيطات لهو دليل على أن تلك القارات كانت ملتصقة مع بعضها فى وقت معيشة تلك الحيوانات والنباتات حيث أنه من غير المعقول أن تكون هذه الكائنات الحية قد استطاعت أن تعبر تلك المحيطات العميقة .

4- المغناطيسية القديمة :
عندما يبرد مصهور نوع ما من الصخورفى المجال المغناطيسى الأرضى . تكتسب المعادن المختلفة التى فى هذا الصخر مغناطيسية موازية لخطوط القوى المغناطيسية الأرضية . بالإضافة إلى ذلك فإن دقائق المواد المغناطيسية التى توجد فى الصخور الرسوبية تقوم بترتيب نفسها موازية للمجال المغناطيسى الأرضى فى هذا المكان . أى أن الصخور التى تكونت فى الأزمنة الجيولوجية السابقة تبنى فى داخلها سجلا لاتجاه المجال المغناطيسى والأقطاب المغناطيسية فى هذا الزمن الذى تكونت فيه .

ويعتمد أسلوب دراسة المغناطيسية القديمة على وجود بعض المعادن التى تعمل كبوصلات داخل صخور معينة . وتكثر هذه المعادن الغنية بالحديد مثل المجناتيت على سبيل المثال فى طفوح اللابة ذات التكوين البازلتى . وعند تسخين هذه المعادن المتمغنطة إلى درجة حرارة معينة تسمى نقطة كورى تفقد خاصيتها المغناطيسية ولكن عندما تنخفض درجة حرارتها عن نقطة كورى (480 5 م ) فإنها تتمغنط ثانية فى اتجاه مواز المجال مغناطيسي فى ذلك الوقت وعندما تتصلب المعادن فإنها تحتفظ باتجاه مغناطيسيتها أو تتجمد إن صح التعبير وهى على هذه الحالة تعمل عمل إبراة البوصلة فى إشاراتها إلى القطبين المغناطيسيين . وتبقى مغناطيسية الصخر محتفظة باتجاهها الأصلى حتى لو تحرك الصخر أو تغير موقع القطب المغناطيسى . لذا فإن الصخور التى تكونت منذ ملاييين السنين لهو دليل على موقع القطبين المغناطيسيين وقت تكون الصخر ويعرف هذا النوع من المغناطيسية بالمغناطيسية القديمة Paleomagnetism .

ويقوم العلماء بتعيين إتجاه المغناطيسية القديمة فى أى صخرة من الصخور المتكونة فى الأزمنة الجيولوجية السابقة و من هذا يمكنهم تحديد إتجاه ومكان الأقطاب المغناطيسية فى الأزمنة الجيولوجية فى الأزمنة الجيولوجية الماضية . فعندما قام العلماء بهذه القياسات فى مختلف القارات ، بينت مضاهاة النتائج أن الصخور التى من نفس العصر تشير إلى أقطاب مغناطيسية في اتجاهات مختلفة . وهذا بالطبع لا يمكن أن يكون صحيحا لأن الأقطاب المغناطيسية لا يمكن أن يكون لها إلا مكان واحد واتجاه واحد فقط فى أى عصر من العصور. لذلك فقد حاول العلماء حل هذا اللغز المحير بأن افترض العلماء أن القارات قد تحركت فى الماضى . وقد أسفرت الأبحاث عن حقيقة هامة هى أن المجال المغناطيسى قد عكس نفسه عدة مرات فى الأزمنة الجيولوجية السابقة . وقد تمكن العلماء من استنتاج ذلك من الأرصاد المغناطيسية المأخوذة للصخور فى أماكن مختلفة .

وفى أوائل الستينات قام عالمان من العلماء الإنجليز بدراسة مغناطيسية الصخور التى فى قاع البحر على كلا جانبى حيد منتصف المحيط Mid – Atlantic فوجد أنه توجد اتجاهات منعكسة للمغناطيسية على كلا الجانبين مما يدل على أن حركة القارات وانتشار قاع البحر يمكن أن تكون قد حدثت فى الأزمنة الجيولوجية الماضية .

إعداد الدكتور : مصطفى يعقوب

بالتوفيق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده