السلام عليكم
الحلال والحرام في الإسلام
..
لماذا الحلال والحرام ؟
نتحدث ان شاء الله تعالى عن لماذا يسال كثير من الناس : لماذا الحلال والحرام ؟
الله سبحانه وتعالى خلق في الإنسان حاجات عضوية وغرائز , فالحاجات العضوية اذا لم يشبعها فإنه يموت , كالأكل والشرب والتنفس والنوم , والغرائز اذا لم يشبعها لا يموت لكنه يعيش مضطربا , بغير استقرار , فمن الغرائز الأبوة والبنوة , فلو كان الإنسان يملك كذا من المال والعقارات وليس لـه ولد فانه يعيش في كآبة , ومن الغرائز حب التملك وغريزة الجنس , فالشاب اذا بلغ الخامسة والعشرين من عمره ولم يتزوج فانه يعيش مضطربا , قال الله تبارك وتعالى : (( ليسكن اليها )) (( وجعل بينهما مودة ورحمة )) , هذه المودة والرحمة لا تتوفر عن طريق الخيانة والزنا , وهذا السكون الذي ذكره الله تعالى يقع بين الزوج وزوجته لا يتوفر عن طريق الزنا , لا يتوفر إلا عن طريق الزواج.
ففي الإنسان حاجات عضوية وغرائز لا بد من إشباعها لكن يمكن إشباعها بطريقتين : طريقة شريفة وطريقة دنيئة ,
(1) الطريقة الشريفة : هي تبادل الخدمات
(2) الطريقة الدنيئة هي الظلم
كيف هي الطريقة الشريفة ؟
الله سبحانه وتعالى خلق في الإنسان من الحاجات العضوية هذا الجهاز الهضمي : الأسنان واللسان والبلعوم والأمعاء , كيف تمتص العروق من الأمعاء ! هذه قدرته سبحانه وتعالى هو خلق الجهاز الهضمي وخلق ما يشبعه من العنب والتفاح والخبز وغير ذلك , فالطرق الشريفة التي أباحها الله هي تبادل الخدمات , لأن الناس في نظر الله سواسية كأسنان المشط فمن الطرق الشريفة : الوظيفة , التعليم , الجندية , الزراعة , لماذا ؟ لأن هذا مزارع يقدم للمجتمع القمح والعدس والفول , لكن من يصنع لـه المحراث ؟ النجار , من يصنع له سكة المحراث ؟ الحداد , من الذي يعلم اولاد الحداد والنجار ؟ معلم الأولاد , من الذي يحرس الحدود ؟ الجندي , قال الشاعر :
الناس للناس من بدو وحاضرة بعضٌ لبعض وان لم يشعروا خدم .
فهو يعطي شيئا ليأخذ شيئا مقابله .. هذه طرق شريفة , فإذا كان عاجزا فان المجتمع – في شريعة الله يكفله … إنسان لا يستطيع ان يقدم للمجتمع خدمات لأنه عاجز فان المجتمع لا يهمله , حتى إن العلماء ينصون على ان الذي عنده دابة وعجزت فانه لا يجوز لـه ان يقتلها بل عليه ان ينفق عليها حتى تموت … فالحيوان في ظل الإسلام مضمون لـه مستقبله ومكبره لكن في ظل الجاهلية التي نعيشها فان الذي عنده ستة اولاد موظفين … يقيم عليهم دعوى نفقة حتى يستطيع ان يعيش ! فالحمار مضمون مستقبله في المجتمع الإسلامي في ظل نظام الإسلام اكثر من العجوز الذي لـه ستة او سبعة شباب وكلهم موظفين في ظل المجتمع الجاهلي البعيد عن الله تعالى.
بصوت الشيخ محمد علي سلمانالقضاه يرحمه الله
منقول