التصنيفات
الصف السابع

ورقه عمل لدرس الاستعمار الوربي للعالم الأسلامي -تعليم الامارات

ورقه عمل بالمرفقات

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

تقرير / بحث / عن الاستعمار -تعليم الامارات

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الاستِعْمارُ إخضاع جماعة من الناس لحكم أجنبيّ،ويُسمَّى سكان البلاد المستَعْمَرين، وتُسمَّى الأراضي الواقعة تحت الاحتلال البلاد المُستعمَرة. ومعظم المستعمَرات مفصولةٌ عن الدولة المستعمِرة (بكسر الميم الثانية) ببحارٍ ومحيطات. وغالبًا ما ترسل الدولة الأجنبية سكانًا للعيش في المستعمرات وحكمها واستغلالها مصادر للثروة. وهذا ما يجعل حكّام المستعمرات منفصلين عِرقيًا عن المحكومين.
وللاستعمار تاريخٌ طويلٌ يعود إلى العصور القديمة. فالرومان، مثلاً، حكموا عددًا من المستعمرات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. وبدءًا من القرن الخامس عشر الميلادي، بدأت الدول الأوروبية في بناء إمبراطوريات استعماريةٍ ضخمة في كلٍّ من إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية، وكذلك في أمريكا الجنوبية. ومن أهم القوى الاستعمارية الأوروبية، فرنسا، بريطانيا، هولندا، البرتغال، أسبانيا. وبحلول سبعينيات القرن العشرين، تَفكَّكت معظم هذه الإمبراطوريات.
وتُعزى أهمية المستعمَرات للعوائد الاقتصادية التي تُدِرُّها. فالدول تحصل على سلع ٍ نادرةٍ مثل الماس والتوابل من هذه المستعمرات. كما تسعى الدول إلى توسيع صناعاتها وتجارتها مع المُستعمرات لأنَّ هذه المُستعمرات قد تكون: 1- مصدرًا للمواد الخام 2- سوقًا للسلع 3- مصدراً لسلع قابلة للتصدير لبلدان أخرى 4- مناطق استثمارية. وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الدول تستخدم المستعمرات أيضًا لزيادة مكانتها وسمعتها بين الأمم، كما تستفيد من مواقعها الحيوية لأغراضٍ عسكرية، أو تستفيد منها لنشر دينها ومذهبها.
ويعتقد بعض الناس أن الاستعمار لم يَمُت، فهم يُعرِّفون الاستعمار بأنه أيُّ شكلٍ من أشكال الظلم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي من قبل جماعة من الناس لجماعة أخرى، وذلك على أساسٍ عرقي. ويستخدم آخرون مصطلح الاستعمار الجديد لتعريف السيطرة غير المباشرة للدول الغنية على الدول النامية. وبحسب تفسير هذه المدرسة، فإن الدول النامية تعتمد على الدول الغنية في مجال استثمار رأس المال، مع أن هذا الاعتماد يدفع الدول الغنية إلى الاستفادة من الدول النامية.

تاريخ الاستعمار

الاستعمار القديم. تُعدّ الإمبراطورية الرومانية أكبر دولة استعماريةٍ في التاريخ القديم، فقد بدأت روما توسُّعَهَا فيما وراء البحار نحو عام 264ق.م. وفي أوج مجدها، كانت الإمبراطورية الرومانية تمتد من شمالي بريطانيا إلى البحر الأحمر والخليج العربيّ. وفي عام 476م، سقطت تلك الإمبراطورية.

بدايات الاستعمار الأوروبي. بدأت البرتغال وأسبانيا في القرن الخامس عشر الميلادي بإرسال مستكشفين للبحث عن طرق بحرية جديدة إلى الهند والشرق الأقصى، حيث كان المسلمون يهيمنون على الطرق البرية ويسيطرون على التجارة بين آسيا وأوروبا. وكان الأوروبيون يطمحون إلى السيطرة على تلك التجارة، فقد نجحت البرتغال في السيطرة على البرازيل، وأنشأت مراكز تجاريةً في كل من غربي إفريقيا والهند وجنوب شرقي آسيا.كما نجحت أسبانيا في السيطرة على أجزاء مما يعرف اليوم بالولايات المتحدة، واحتلت معظم أجزاء أمريكا اللاتينية.
وفي القرن السابع عشر الميلادي، انتزع الهولنديون والبريطانيون التجارة الآسيوية من البرتغاليين، وذلك بعد أن نجحوا في احتلال جزر الهند الشرقية الهولندية (إندونيسيا) وأصبح للإنجليز نفوذٌ قويُّ في الهند. وتمكَّن الهولنديون والبريطانيون والفرنسيون من احتلال بعض المناطق في أمريكا اللاتينية.
وبالإضافة إلى ذلك، احتل عددٌ من المهاجرين البريطانيين والفرنسيين بعض المناطق في كندا. كما أنَّ الهولنديين والبريطانيين والفرنسيين ادَّعوا ملكية بعض أجزاء من الولايات المتحدة. وفي نهاية المطاف، تمكن الإنجليز من إنشاء ثلاث عشرة مستعمرة في تلك البلاد. ودخل البريطانيون والفرنسيون في صراع ٍ على أمريكا الشمالية سُمّي حروب الهنود والفرنسيين الأربع، واستمر ذلك الصراع من عام 1689م حتى 1763م. وفي آخر تلك الحروب، انتصرت بريطانيا ونجحت في احتلال معظم الممتلكات الفرنسية في أمريكا الشمالية.

الاستعمار الحديث. نجحت المستعمرات الثلاث عشرة في الحصول على استقلالها من بريطانيا في الثورة الأمريكية (1775 – 1783م). وحصلت معظم المستعمرات في أمريكا اللاتينية على استقلالها في القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر. ولم يتطوَّر الاستعمار الأوروبي في بداية القرن التاسع عشر مع أنَّ بريطانيا ضَمَّت عددًا من المستعمرات في أستراليا، وقد كانت نيوساوث ويلز أول مستعمرة أسترالية تم تأسيسها في القرن الثامن عشر. وكان معظم المستوطنين الأوائل من السجناء الذين أُبعدوا إلى أستراليا عقابًا لهم. وقد أوقف إرسال السجناء إلى تلك المناطق في منتصف القرن التاسع عشر. وبحلول ذلك التاريخ، أُنشئت مستعمراتٌ جديدة في كوينزلاند وفان ديمنزلاند (تسمانيا حالياً)، وغربي أستراليا وجنوبيها، وفكتوريا. أما نيوزيلندا، فإنها لم تصبح مستعمرة بريطانية إلا عام 1840م. وبحلول عام 1850م، كان هناك الكثيرون ممن يعتقدون أن المستعمرات لا تساوي تكاليف إنشائها وإدارتها. وساعدت الثورة الصناعية وظهور القومية الأوروبية، على تطور الاستعمار في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في كلٍّ من إفريقيا وآسيا. ففي هاتين القارتين، سعت الدول الصناعية إلى الحصول على المواد الخام لمصانعها، والأسواق لمنتجاتها الصناعية، كما سعت إلى هاتين القارتين بوصفهما مناطق استثمار جديدة، وللبحث عن أقطار جديدة تقويها في منافستها للأقطار الأوروبية الأخرى.
واقتسم إفريقيا كلٌّ من بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا. ولم يبق من المناطق الإفريقية مستقلة إلا إثيوبيا وليبيريا. أما بريطانيا، فقد سيطرت بدورها على الهند وبورما وما يُعرف الآن بماليزيا. كما احتلت فرنسا الهند الصينية. وكانت الهند الصينية الفرنسية تضم كلاّ من كمبوتشيا (كمبوديا) ولاوس وفيتنام. وتوسَّع الهولنديون في الهند الصينية الشرقية. أما الولايات المتحدة، فقد احتلت الفلبين. وكان هناك تنافسٌ كبير بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأسبانيا والولايات المتحدة للسيطرة على جزر المحيط الهادئ. وفي نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، أنشأت اليابان إمبراطوريةً ضمَّت كوريا وتايوان. وخلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م)، وسَّعت اليابان إمبراطوريتها على حساب بعض المستعمرات الصغيرة التي كانت تسيطر عليها دول غربية. إلا أنَّ هذه الإمبراطورية سقطت بعد أن هُزمت اليابان عام 1945م. وتحولت هذه المناطق مرةً أخرى إلى مستعمرات غربية.
والواقع أنَّ هناك ثلاثة عوامل أسهمت في إنهاء عصر الاستعمار في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين؛ أولها أنَّ القوى الأوروبية قد أُضعفت في الحرب وبدأ عددٌ كبيرٌ من الناس يعارضون الاستعمار لأسباب أخلاقية،كما أنَّ الحركات القومية والمطالبة بحقِّ تقرير المصير قد زادت ازديادًا كبيرًا في مستعمرات إفريقيا وآسيا. وقد حصلت بعض هذه المستعمرات على استقلالها بشكل سلميّ، لكنَّ مستعمرات أخرى لم تحصل على استقلالها إلا عن طريق الحرب. وكانت البرتغال من أواخر الدول التي منحت مستعمراتها الاستقلال في منتصف السبعينيّات.

الاستعمار المعاصر. لا تزال كل من فرنسا وبريطانيا والبرتغال وأسبانيا تحتفظ ببعض مستعمراتها إلى اليوم، ولكنها لا تسميها مستعمرات. وعلى سبيل المثال، فإن بريطانيا تُسمي هذه المناطق البلاد التابعة. كما أنَّ الولايات المتحدة تحكم بعض المناطق البعيدة، مثل: ساموا الأمريكية وغوام وعددًا من الجزر في المحيط الهادئ، وكذلك بورتوريكو وفيرجين آيلاندز الأمريكية. كما لا تزال إسرائيل تلك الدول التي أقامتها الصهيونية مدعوية من القوى العالمية تحتل و تستعمر أرض فلسطين العربية منذ عام 1948م.

السياسات الاستعمارية

قام عددٌ من المُستعمرين بفرض أسلوب حياتهم على المستعمرات.، فقد كانوا يؤمنون بتدنّي مستوى ثقافة المناطق المُستعمَرة قياسًا إلى ثقافتهم. وحاول بعض هؤلاء الحكام أن يُغيّروا من ديانة المناطق التي يَستعمِرونها، كما عَمَدوا إلى جعل لغتهم الأجنبية اللغة الرسمية في تلك المستعمرات. وفي عدد من الحالات، حاول الحكام المستعمرون أن يحلوا ثقافتهم الخاصة محلَّ الثقافة المحلية. وساعد الحكام المستعمِرون في تطوير وتحديث المستعمرات عن طريق إنشاء خطوط السكك الحديدية والطرق البرية والمصانع، وكذلك عن طريق إنشاء المدارس والمستشفيات. لكنَّ القوى الاستعمارية كانت تحرص على تَبني سياسات اقتصادية وسياسية مفيدةٍ للاستعماريين أنفسهم.

السياسات الاقتصادية. عَمدت الدول الاستعمارية إلى الاستفادة من العوائد الاقتصادية للمستعمرات. وفي العصور القديمة، كانت هذه القوى تزيد من ثروتها عن طريق السُّخْرة (العمل بدون أجر)،كما فَُرضت الإتاوات على الشعوب المُستعمَرة بدعوى حماية هذه الشعوب من الدول الأخرى.
وفيما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر الميلاديين، ظهر نظام اقتصادي في أوروبا يُدعى المركنتالية (أي النزعة التجارية). وفي ظلِّ هذا النظام، قامت القوى الأوروبية بتشكيل اقتصاد المناطق المستعمرة حسب حاجاتها التجارية. فعلى سبيل المثال، سنَّت بريطانيا عددًا من القوانين في القرن السابع عشر لتقوية سيطرتها على اقتصاد مستعمراتها الثلاث عشرة في أمريكا الشمالية. وقد كان بعض هذه القوانين يحصر التجارة بين المستعمرات البريطانية مع التجار البريطانيين فقط،كما كانت تشترط استخدام سفنٍ بريطانية فقط. أما القوانين الأخرى، فقد قلّصت من الصناعة في المستعمرات لأنَّ البريطانيين كانوا يريدون أن تعتمد المستعمرات على السلع المصنَّعة في بريطانيا. ولتشجيع الأمريكيين على تصدير السلع التي تحتاج إليها بريطانيا، عمد البريطانيون إلى إعطاء امتيازات تجارية لهذه الصادرات للتجار الأمريكيين. وقد أدارت القوى الأوروبية الأخرى تجارتها بالطريقة نفسها.
وكان الرِّق عُنصرًا مهمًا في السياسات الاقتصادية خلال عصر النزعة التجارية. في البداية، عَمَد الأوروبيون في أمريكا الجنوبية إلى تسخير الهنود الحمر للعمل في المزارع الضخمة المنتجة للقطن وغيره. وفي فترةٍ لاحقة، استوردوا الرقيق من إفريقيا.
وفي معظم دول أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، أُلْغِيَ الرق في القرن التاسع عشر. كما أن البريطانيين وجدوا منذ منتصف القرن التاسع عشر أنَّ سياسات النزعة التجارية قد أضرَّت ببعض صناعاتهم. ولذلك، بدأت بريطانيا بتطبيق نظام التجارة الحرة بشكلٍ تدريجيّ نجح في النهاية في إنهاء السيطرة على تجارة المستعمرات. وبحلول عام 1870م، كانت معظم القوى الاستعمارية قد حذت حذو بريطانيا في إلغاء القوانين التي تَحدُّ من حرية التجارة. لكنَّ حرية التجارة لم توقف تطوُّر وازدهار الاستعمار في إفريقيا وآسيا. واستمرت المستعمرات في تقديم المواد الخام والأسواق للسلع الأوروبية. كما أن مديري المصارف الأوروبيين وصنَّاعهم حقَّقوا أرباحًا من استثماراتهم في المصانع والمناجم والمزارع والطرق الحديدية التي أنشأوها فيما أطلقوا عليه اسم المناطق المتخلِّفة للمحافظة على تلك الاستثمارات.
وبحلول القرن العشرين، كانت معظم القوى الأوروبية قد عادت مرةً أخرى إلى السيطرة على النظم الاقتصادية. إلا أنَّ أدوات السيطرة لم تكن كاملةً كما كانت إبَّان مرحلة النزعة التجارية. واليوم، ما زالت المستعمرات القديمة تحتفظ بِصِلاَت اقتصادية قوية مع الدول التي كانت تحكمها.

الإدارة السياسية. اختلفت طرق الحكم في المستعمرات بشكلٍ كبير، فبعض الدول الحاكمة عمدت إلى جعل المستعمرات مستقلةً بشكلٍ كامل على حين أنَّها أعطت دولاً أخرى شيئًا من الحكم الذاتيّ. وإذا نظرنا في سياسات بلجيكا وفرنسا وبريطانيا والبرتغال في كلٍّ من إفريقيا وآسيا، فإننا نجد تباينًا في نظم الحكم.
والواقع أنَّ أكبر مستعمرة بلجيكية في إفريقيا كانت في الكونغو البلجيكي (الكونغو الديمقراطية الآن). وقد حكمت بلجيكا الكونغو منذ عام 1885م، وكانت تديرها بشكلٍ مركزيّ من بروكسل (العاصمة البلجيكية). ولم يُشرك البلجيك شعب الكونغو في الحكم، ولذلك فقد حدثت عدة انتفاضات في الكونغو عام 1959م، مما اضطر بلجيكا إلى إعطائها الاستقلال عام 1960م.
وكانت سياسة الحكم الفرنسيّ للمستعمرات شبيهة بهذا، فقد كان يتم حكمها بشكلٍ مركزيّ من باريس، وكان المتوقَّع من علْيَة القوم في المستعمرات أن يُصبحوا كالفرنسيين ثقافيًّا واقتصاديّا. لكن الفرنسيين لم يكونوا يفكرون في إنهاء استعمارهم.
وفى عام 1946م، قامت ثورةٌ في الهند الصينية لم تنته إلا عام 1954م، حينما أُجْبِر الفرنسيون على الانسحاب بعد تعرضهم لخسائر جسيمة. وفي عام 1954م، قامت ثورة مماثلة في الجزائر، إحدى المستعمرات الفرنسية في إفريقيا، واستمر الجهاد والنضال هناك حتى عام 1962م حين انتزعت الجزائر استقلالها. وبعد ذلك، مَنحت فرنسا الاستقلال بشكل سلمي لمعظم مُستعمراتها.
أما بريطانيا، فقد حَكمت معظم مستعمراتها عن طريق الوكلاء البريطانيين (والوكيل حاكم عام يكون مقره عاصمة المستعمرة). وخلال استعمارها، أعطت بريطانيا لمُستعمرَاتها صلاحيات أوسع في المحاكم المحلية والمجالس التشريعية والخدمات العامة. فعلى سبيل المثال، أدَّى الهنود دورًا أكبر في إدارة شؤون بلادهم منذ عام 1918م وحتى عام 1939م (فترة ما بين الحربين العالميتين)، وحصلت الهند على استقلالها عام 1947م. وكان النجاح الذي حققته الهند، في التحوُّل من مستعمرة إلى دولةٍ مستقلة، مثالاً طبقته بريطانيا على مستعمراتٍ أخرى. أما البرتغال، فقد ادَّعت أنَّ مستعمراتها تتمتع بالحكم الذاتي، لكنهاكانت في الواقع، تَسُن التشريعات وتُسير الشؤون الإدارية لمعظم أقاليمها فيما وراء البحار بنفسها.

آثار الاستعمار

كانت للاستعمار آثارٌ سلبية وأخرى إيجابية على كلٍّ من المستعمَرات والدول المُستعْمرَة على حدٍّ سواءً. فقد حقق المستعمرون شيئًا من التنمية الاقتصادية للمستعمرات، فأدخلوا إليها طرق الزراعة والصناعة والعلوم الطبيَّة الغربية. وفي الوقت نفسه، قامت القوى الاستعمارية باستغلال مستعمراتها واستفادت منها اقتصاديًا. وفي عدد من المستعمرات، قامت القوى الحاكمة بتعطيل الهياكل الاقتصادية التقليدية وتغييرها. فقد ألزموا المستعمرات بإنتاج المواد الخام وشراء معظم السلع المصنَّعة من الدول الحاكمة. وبهذه الطريقة، حطَّم المستعمِرون الأنشطة التجارية والصناعية في المستعمرات. ومع أن هناك نواحي إيجابيةً لربط المستعمرات بالنظام الاقتصادي الدولي، فإن شعوب تلك المستعمَرات فقدت القدرة على التحكم في مقدَّراتها الاقتصادية. وبالإضافة إلى ذلك، قاد ارتفاع مستويات المعيشة والاستقرار السياسي إلى زيادة كبيرة في عدد السكان، الأمر الذي أدى إلى توقف التحسن في مستوى المعيشة وربما ساعد على تقهقره.
وقام النظام الاستعماريُّ بزيادة رقعة السيطرة السياسية للدول الأوروبية، ولكنه أدى في الوقت نفسه إلى تقليص عدد من الحروب المحلية ووحَّد تلك المناطق تحت مظلة دولة واحدة. وأقامت القوى الحاكمة عددًا من المدارس الحديثة، وأدخلت النظام الديمقراطيّ في الحكم. ولكن، في العديد من الحالات، لم يمنح المُستعمرون الشعوب التي استعمروها إلا قدرًا ضئيلاً من التدريب والإعداد من أجل الاستقلال، كما حاول عددٌ من الحكام فرض ثقافتهم على الشعوب المُستعمَرة. ويعتقد بعض المؤرخين أنَّ الثقافة الغربية قد أفادت الشعوب المستعمَرة بطرق شتَّى، لكن عددًا من الدول التي كانت مُستعمَرة ً حاولت، بعد الاستقلال، إعادة إحياء ثقافتها وهويتها.
ولقد أثرى النظام الاستعماري الدول الحاكمة، ولكنه ساعد أيضًا في ظهور الحركات القومية وظهور الشعور الوطني بين الشعوب المستعمَرة. وبذلك، كتب الاستعمار نهايته بنفسه.
وكان من النتائج غير المتوقعة لنهاية الاستعمار أن ظهرت حركات الهجرة لعدد كبير من سكان المستعمرات إلى البلدان التي كانت تَستعمرها. كما أنَّ أعدادًا كبيرةً من الهنود والباكستانيين ومواطني جزر الهند الغربية وجدوا طريقهم إلى بريطانيا. وهاجرت أعدادكبيرة من إندونيسيا وسُورِينَام إلى هولندا. وهناك أعدادٌ من المهاجرين من شمالي إفريقيا تعيش في فرنسا. ومن ناحية أخرى، أسهمت هذه الهجرات في خلق تباين عرقي وثقافي في البلدان الأوروبية التي كانت يومًا ما ذات طابع عرقي واحد

م/ن

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

الاستعمار البرتغالي في الامارات للصف التاسع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

،,

اشحالڪم ؟ عساڪم إلا بخيـر !


،
الاستعمار البرتغالي في الامارات

المقدمة:

تمتلك دولة الامارات العربية المتحدة تاريخاً ضارباً في القدم فقد كان مايعرف اليوم بدولة الامارات في العصور القديمة جزاءً غنياً بالموارد وهاماً من الناحية الاستراتجية من الحضارة المتنوعة والمتعددة العناصر لمنطقة غرب آسيا القديمة

أثبتت الحفريات والاثار التي تم العثور عليها في مناطق عديدة من ابوظبي ان حضارة عريقة كانت مزدهرة في هذه البلاد يعود تاريخها الى حوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد وانها كانت على اتصال مع الحضارات المجاورة

فقد تم اكتشاف أوني فخارية ملونة مستوردة من بلاد وادي الرافدين من المواقع السياحية في الدولة تعود الى ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد مما يدل على وجود اتصالات بين هذه المناطق وشعوب جنوب العراق

تم العثور على ادوات حجرية متعددة ورؤوس سيوف حادة ورقائق وصفائح معدنية وانصال ومدي اضافة الى مدافن جماعية على شكل مقابر فوق الارض مشيدة من حجارة غير مصقولة في جبل حفيت وجبل أملح

تم اكتشاف نماذج من قلاع في موقع هيلي والبدية وتل ابرق وكلباء تعود الى الفترة 2500 الى2017 سنة قبل الميلاد علاوة على ظهور الحديد كالمسامير والسيوف الطويلة ورؤوس السهام التي تعود الى الفترة 300 ق م

الموضوع:

اكتشف حديثاً قلعة مريعة الشكل مع أبراج مربعة في اركانها وحائط خارجي رئيسى يبلغ طوله 55 م اضافة الى قالب حجري لصناعة العملة المعدنية داخل القلعة كل ذلك يعود لعام 200 ق م

ان الفينيقيين الذين استوطنوا شواطئ البحر الابيض المتوسط هاجروا اليها من سواحل عمان حيث اكتسبوا خبرتهم ثم نقلوها الى شواطئ بلاد الشام

الاسكندر المقدوني اكتشف الخليج العربي وشواطئة وكان ذلك أثناء عودة القائد المقدوني من الهند

نيارخوس أحد قواد الاسكندر عبر مياه الخليج حتى مصب نهري دجلة والفرات وانطلق هذا القائد عام 324 قبل الميلاد من مصب نهر الهندوس مخترقاً الخليج العربي الى ان وصل الى قرية ديريدونيس مكان البصرة حاليا

هدف الاسكندرحماية امبرطوريتة من الفرس والحيلولة دون سيطرتهم على شواطئ الخليج و الوصول الى شبه الجزيرة العربية واحتلالها والسيطرة على ثرواتها

أكد مؤرخو الاسكندر ان للفينيقيين في هذه الحقبة أي القرن الرابع قبل الميلاد تجارة مزدهرة في الخليج كما وردت في مؤلفات هؤلاء المؤرخين اشارات عن السائل الاسود اللزج الذي يشعل المصابيح بنور قرمزي وتظهر بهذا القول أول اشارة عن وجود البترول في هذه المنطقة

توالت بعد اليونان حملات رومانية للسيطرة على الخليج وشبة الجزيرة العربية ولكنها كانت تضيع وتتلاشى بين رمال الصحراء العربية وكثبانها الضخمة

حاول الامبراطور الروماني تراجان أن يسير على طريق الاسكندر فأرسل قواتة التي وصلت الخليج واصطدمت مع الفرس وبدأ الصراع العنيف والطويل بين الفرس والروم والذي استمر قرابة ثلاثة قرون

بظهور الاسلام بدأت مرحلة جديدة في تاريخ هذه المنطقة لقد دخل الدين الحنيف اليها على يد القائد العربي عمرو بن العاص الذي استطاع فتح الخليج وتطهيره من الغزاة

عاش الخليج في ظل الاسلام فترة من الاستقرار واصبح في عهد الدولة الاموية مركزاً عالمياً للملاحة والتجارة البحرية كما ازدهرت فيه صناعة السفن

تم التعرف على موقع أثري في منطقة جميرة بامارة دبي يمثل بقايا مدينة اسلامية من العصر الأموي كانت تتحكم بطرق التجارة آنذاك ومن اهم مرافق هذه المدينة الأثرية المطلة على الخليج العربي بيت للحاكم وسوق تجارية صغيرة ومرافق سكنية

من المدن الاسلامية المعروفة في الدولة مدينة جلفار والواقعة على شاطئ الخليج شمال مدينة رأس الخيمة الحالية والتي تم العثور فيها على بيوت سكنية وما لايقل عن أربعة مساجد تتعاقب فوق بعضها وتعود الى القرن الرابع الهجري

في القرن الحادي عشر الميلادي استطاع البرتغاليون الوصول الى الخليج والسيطرة عليه واقاموا العديد من المعاقل والقلاع على سواحله وبقوا في المنطقة قرابة القرنين تمكنوا خلالهما وباساليبهم الاستعمارية من تدمير التجارة العربية فيه

كان تحرير عمان من الاستعمار البرتغالي سبباً في حدوث تنقلات جديدة بين القبائل لا في عمان وحدها بل في شرقي الجزيرة العربية كلها اذ ساد الامان ساحل الخليج العربي بعد فترة طويلة من الارهاب والبطش اللذين تميز بهما العهد البرتغالي وبدات القبائل هجرتها الى الساحل

برزت قوتان سياسيتان جديدتان مستقلتات على ساحل عمان

القوة الاولى قوة بحرية تتألف من حلف قبائل يتزعمها القواسم وكان مقرها رأس الخيمة

القوة الثانية قوة برية هي قوة بني ياس وحلفائهم من القبائل وكان يتزعمهم آل بوفلاح ويمتد نفوذهم على طول الساحل حتى خور العديد

بدأت القوى الاوربية مثل البرتغال وهولندا وبريطانيا تتنافس للسيطرة على المنطقة في القرنين الثامن عشر والتاسع العشر أخذت قوة القواسم تبرز تدريجياً فبثت أسطولاً بحرياً ضخماً يضم اكثر من60 سفينة ضخمة وكان لديهم حوالي عشرين ألف بحار وبدأت تشكل تحدياً خطيراً للبريطانين الذين برزوا في ذلك الوقت كقوة مسيطرة في القرن التاسع عشر

كانت المواجهة بين الجانبين حتمية وخلال العقدين الاولين من القرن التاسع عشر جرت سلسلة من المعارك البحرية اسفرت عن تدمير اسطول القواسم بصورة شبة كاملة

وتعزيز النفوذ البريطاني في الخليج الذي بداء عام 1820 واستمر حتى أوائل القرن العشرين والذي كان من اعظم شخصياتة الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان الذي حكم أبوظبي اكثر من خمسين عاماً من 1855الى 1909م و يلقب بزايد الكبير وهو جد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات

كانت المنطقه خلال المائة والخمسين عاما التي سبقت قيام الاتحاد تحت الانتداب البريطاني اذ تم توقيع اتفاقية بين حكام هذه الامارات والبريطانين خلال القرن التاسع عشر تقضي بتولي مسؤولية الشؤون الخارجية والدفاعية في الامارات للبريطانين مقابل تعهد البريطانين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للامارات اوفي علاقاتها مع بعضها بعضا

خلال فترة الوجود البريطاني المباشر في المنطقة كانت الهياكل التقليدية للحكم السائد آنذاك قادرة على التكيف ببطء مع الظروف المتغيرة وفقا لارادة الحكام والشعب

حتى منصف الخمسينات من هذا القرن لم يول البريطانيون أي اهتمام بالتنمية الاقتصادية للبلاد وكان الحكام بأنفسهم يشقون الطريق نحو ارساء بدايات البنية الاساسية الحديثة في بداية عام 1968م أعلن البريطانيون عن نيتهم بانهاء احتلال الامارات بحلول نهاية عام 1971م

حتى منصف الخمسينات من هذا القرن لم يول البريطانيون أي اهتمام بالتنمية الاقتصادية للميلاد وكان الحكام بأنفسهم يشقون الطريق نحو ارساء بدايات البنية الاساسية الحديثة في بداية عام 1968م أعلن البريطانيون عن نيتهم بانهاء احتلال الامارات بحلول نهاية عام 1971م

ادرك الشعب وحكام الامارات الاخطار الناتجة عن اوضاع التجزئه والتفكك وازداد الوعي بضرورة قيام اتحاد يجمع بين الامارات ويتيح لها فرص الانطلاق والتقدم

اهم الاجتماعات التى نتج عنها قيام الاتحاد

الاجتماع الذى عقد بين صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمرحوم الشيخ راشد بن سعيد المكتوم في أوائل فبراير 1968م وكان اول اجتماع وحدوي على طريق تحقيق الامل الكبير الذي طالما راود شعب المنطقه

اجتماع حكام الامارات في دبي في الفترة من 25 الى 27 فبراير 68 بدعوه موجهه من حاكمي ابوظبي ودبي وتم في هذا الاجتماع الاتفاق على قيام اتحاد الامارات العربيه المتحده

اجتماع حكام الامارات في 2 ديسمبر 1971م وتحقيقاً لأراده شعب الامارات واستجابة لرغباته صدر عن هذا الاجتماع البلاغ التاريخي الذي جاء فيه

يزف المجلس الاعلى هذه البشرى السعيده الى شعب الامارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقه والدول الصديقه والعالم اجمع معلناً قيام دولة الامارات العربية المتحده دوله مستقله ذات سيادة وجزءً من الوطن العربي الكبير

تستهدف الحفاظ على استقلالها وسيادتها وامنها واستقرارها ودفع كل عدوان على كيانها أو كيان الاعضاء الامارات فيها وحماية حقوق وحريات شعبها وتحقيق التعاون الوثيق فيها بين اماراتها لصالحها المشترك
الخاتمة:

من اجل هذة الاغراض ومن ازدهارها وتقدمها في كل المجالات ومن اجل توفير الحياه الافضل لجميع المواطنين ونصرة القضايا والمصالح العربية وميثاق الامم المتحدة والاخلاق الدولية

واكتمل عقد الاتحاد بانضمام امارة رأس الخيمة في 10 فبراير 1972م

تم انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان رئيسا للدولة وانتخب صاحب السمو المرحوم الشيخ راشد بن سعيد المكتوم نائباً للرئيس

بادرت دولة الامارات بعد اعلان قيامها الى انضمام عضوية جامعه الدول العربية في السادس من ديسمبر 1971م

انضمت الى عضويه الامم المتحده في التاسع من ديسمبر عام 1971 وذلك انطلاقاً من ايمانها بميثاق الامم المتحده والاعراف الدوليه

المراجع http://www.fuae.net/?fuae=uae-history

من مجهوديـْ الشخصيـْ

عند النقل يرجى ذكر المصدر

الغلا كلـه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

امتحان لدرس الاستعمار (( طلب )) -التعليم الاماراتي

هلوووووووو؟؟؟؟كيفكم؟

لو سمحتوا انا اريد طلب صغير :بدي امتحان الاجتماعيات ع درس الاستعمار بلليز

الي عنده يحطه هنا علشان نستفيد منه اووك ولاتبخلوا علينا

لان بكرة علينا امتحان

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

حل درس الاستعمار الاوروبي للعالم الاسلامي. -للتعليم الاماراتي

صفحة 100

ازدهار التجارة
عند المسلمين. التبادل التجاري. الاتصال بين قارات العالم. تنوع البضائع بين الدول. التواصل الثقافي واحترام و
وتقدير الشعوب.

صفحة 101

1- البهارات والبخور والتوابل والاحجار الكريمة والذهب واللؤلؤ.
المراجعة:-النهضة العلمية لم تقتصر على نهضة الدولة الاسلامية بل شملت الدول المجاورة.

2-لا اوافق,ترفضه جميع الاديان ويخالف كل القوانين البشرية.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

ورقة عملـ عن االاستعمار الفرنسي لموريتانيا (الفصل الأول) للصف التاسع

سلام عليكم اليوووم دورت لم ورقة عمل ويبتها وأنشاءاللهـ قدرتـ أسااعدكم

وأنشاءاللهـ تعيبكووومـ والله يوفق كل مسلم ياااارب

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

حل درس الاستعمار الأوروبي للعالم الاسلامي -مناهج الامارات

حل درس الاستعمار الأوروبي للعالم الاسلامي

101
ما البضائع التي تشعر أن أوربا بحاجة غليها من ذاك الزمن؟
البهارات والبخور والتوابل والأحجار الكريمة والذهب واللؤلؤ
دلل بمثال على عالمية الحضارة الإسلامية؟
النهضة العلمية لم تقتصر على نهضة الدولة الإسلامية بل شملت الدول المجاورة .

بين رأيك في سيطرة الدول القوية على الدول الضعيفة ؟
لاأوافق
ترفضه جميع الأديان ويخالف كل القوانين البشرية.

ص103
لماذا سعت أوربا من خلال الكشوف الجغرافية إلى تطويق العالم الإسلامي؟
لإضعافه لضربه من الداخل
أبرز النتائج التي تربت على الكشوف الجغرافية
تحول طرق التجارة من بلاد المسلمين (من البحر المتوسط)إلى المحيط الأطلنطي
ضعف تجارة المسلمين
ضعف الصناعة
ضعف الزراعة
سوء أحوال البلاد الاقتصادية
104
بريطانيا : مصر ـ السودان ـ الأردن ـ العراق ـ الصومال الشمالي ـ اليمن ـ عمان ـ الإمارات ـ قطر ـ البحرين ـ الكويت
الجزائر ـ تونس ـ المغربـ – موريتانيا – – فرنسا : سوريا- لبنان – جيبوتي
ايطاليا : ليبيا – الصومال الجنوبي
أساليب غير مباشرة ( حقيقية ) قام بها المستعمر
( 1) استغلال ثروات البلاد
(2) استغلال الموقع الجغرافي
(3) التحكم في طرق التجارة
(4) نشر الجهل .
(5) السعي وراء عدم قيام دولة عربية موحدة
105
المناطق التي تم انتزاعها من العالم الإسلامي وضمت للدول المجاورة :؛
مثال :لواء الاسكندرونة من سوريا إلى تركيا
المناطق التي تشهد نشاطا للحركات التبشيرية
الصومال

ص106
ما ابرز الثروات التي نهبها الاستعمار من العالم الإسلامي
الذهب –النفط – المحاصيل النقدية

لا تنسو الدعاء ……………..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

حل درس الاستعمار الاوروبي -تعليم اماراتي

أبي حل درس الاستعمار الاوروبي للدرل الاسلامية

مشكورين ما تقصرو

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

طلب بحث الاستعمار الأوروبي في الوطن العربي -تعليم اماراتي

هلاشحالكم يا عرب

ابغى من مساعده ابغى بحث عن

(( الاستعمار الأوروبي في الوطن العربي ))

و تسلمولي و الله

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

تقرير وبحث جاهز عن الاستعمار

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

1 – الاستعمار لغةً هو طلب التعمير والسعي لتحقيق العمران[1] قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[2].
2- الاستعمار اصطلاحاً يطلق على استيلاء شعب بالقوة العسكرية على شعب آخر لنهب ثرواته واستغلال أرضه، وتسخير طاقات أفراده لمصالح المستعمرين.
ويرافق ذلك اتخاذ مخططات تحول هذا الشعب عن دينه ومفاهيمه ومبادئه إلى ما عليه دولة الشعب الغالب المستعمر من مبادئ ونظم وعادات إذا كان بين الغالب والمغلوب تباين في ذلك[3].

أهداف الاستعمار:
1- هدف ديني يكمن في هدم الإسلام هدماً كلياً وإضعاف وتفريق المسلمين.
2- هدف اقتصادي يكمن في استغلال ثروات المسلمين من حيث التوسع في الأراضي الإسلامية للاستغلال أو الاستيطان، وحينما لا يرضى أصحاب الأرض الشرعيين فإن المستعمر يقوم بمصادرة الأرزاق وسلب الأرض.
3- هدف سياسي يكمن في الهيمنة والسيطرة على المسلمين وتسخيرهم في الأعمال الاستثمارية والحربية إذ يجندون الشعوب المغلوبة ويدفعون بها إلى معارك حربية ضد شعوب أخرى [4].

الوسائل المتبعة لتحقيق الاستعمار:
1- نشر الدعوات والتنظيمات السياسية التي تسعى إلى تحقيق الاستعمار الأوربي؛ إذ شجعوا ظهور بعض الطوائف والمذاهب الدينية التي تدّعي الإسلام ظاهراً كالبهائية، والتي تعرف بجذورها اليهودية.
2- عملت الدول الأوربية على إدخال فكرة العلمانية في العالم الإسلامي بهدف إيجاد أجيال مسلمة تؤمن بعقائد غريبة على مجتمعاتنا الإسلامية التي تعيش فيها من خلال المؤسسات العلمية.
3- إثارة القوميات والشعوبيات المختلفة بين المسلمين.
4- إن المستعمر لا يختار موظفي الدولة من المسلمين؛ فالمسلمون يجب أن يكونوا أقلية في جهاز البلد الخاضع للاستعمار. ثم إن المسلمين القليلين في جهاز الدولة لا تلقَى إليهم مقاليدُ المناصب الرئيسة أبداً.
5- حرص المستعمر على إفساد الأجيال الناشئة باعتبارهم صحائف بيضاء لها قابلية التأثر لأنها أمه الغد، فيفسدون أخلاقهم ويجعلونهم غرباء في أوطانهم.
6- القضاء على حركة الجهاد الإسلامي ودس الدسائس لإثارة الحروب بين المسلمين بغية تعميق العداوة والبغضاء فيما بينها وإضعاف قواها جميعاً.
7- إن المستعمر إذا نزل بلداً اتخذ أعوانه من الأقليات المستوطنة أو الطارئة [5].

العلاقة بين الاستعمار والتنصير:
نجد أن العلاقة بين الاستعمار والتنصير علاقة وثيقة؛ فالتنصير والاستعمار وجهان لعملة واحدة، فالمنصّرون هم الواجهة الدينية للمستعمر، والاستعمار هو الحقيقة الاقتصادية والسياسية للمنصرين.
كما دعا المنصرون الاستعمار إلى احتلال البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وعندما احتلت البلاد ذلل المحتلون العقبات أمام المنصرين، واستطاعوا أن يقيموا مؤسساتهم في بلاد المسلمين بكل سهولة.
كما أن الحركة التنصيرية هي وليدة لأطماع استعمارية صليبية أسسها الملك لويس التاسع.

والهدف من مساعدة المستعمرين للمنصرين إنما هو تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية؛ فعلى سبيل المثال لو تأملنا العالم الغربي لوجدناه عالماً ملحداً لا يؤمن بدين، وعالمًا مادياً لا يعرف لروح معنى، فأمريكا التي تعبد الحديد والذهب والبترول قد غطت نصف الأرض بمبشرين يزعمون أنهم يدعون إلى حياة روحية وسلام ديني، وفي حين نرى فرنسا دولة علمانية في بلادها نجدها الدولة التي تحمي رجال الدين في الخارج! وكذلك إيطاليا التي ناصبت الكنيسة العداء وحجزت الباب في الفاتيكان كانت تبني جميع سياستها الاستعمارية على جهود الرهبان، والمبشرين.

والمستعمرون أصدروا المراسيم والقوانين التي تسهل عمل المنصرين؛ إذ أمر الاستعمار البريطاني لكينيا أن يكون التعليم في مدينة (ممباسا) إجبارياً، وتولت البعثات التنصيرية تعليم الطلاب في (ممباسا).

ولم تتوقف العلاقة بين حركتي التنصير والاستعمار عند نقطة المصالح المشتركة، بل نجد أن الأخلاقيات السيئة للاستعمار من قتل وبطش قد حصلت بمشاركة رجال الكنيسة.

فالاستعمار ما هو إلا حماية للتنصير، والتنصير ما هو إلا غزو فكري وثقافي حتى يتسنى للدولة الإسرائيلية السيطرة على العالم الإسلامي.

كما أن الاستعمار اليوم لم يحقق الجلاء العسكري إلا وقد حقق أكبر أهدافه بفرض نفوذ مستمر لن ينقطع مع هذه الوحدات التي استعمرها طويلا، والمتمثل في النفوذ الفكري والثقافي[6].

وللاستعمار مؤسسات أساسية ضخمة تقوم بالعمل في سبيل تثبيت وجودها وتأكيد بقائها، وأهمها التبشير والاستشراق، وهذه المؤسسات تحمل دعوات مختلفة إلى التغريب والشعوبية وتظهر بأسماء مختلفة كأسماء ثقافية أو حضارية، وهي تسعى إلى إخراج المسلمين من القيم والمبادئ الإسلامية وصهرهم في الثقافات الغربية، ومن الأدلة على ذلك وثيقة استعمارية لنصارى وطنيين وجدت في أحد أديرة لبنان مكتوبة بالفرنسية قيل فيها: إن هذا الوطن لم يخلق إلا لكم؛ حتى تجمعوا شملكم وتباشروا حريتكم بعد الحروب الخيرة التاريخية، فاعلموا جيدًا أن كلمة لبناني معناها مسيحي، أما العرب الذين جاءوا من الصحراء فيعودون إليها.

فهذا يدل على العلاقة الوثيقة بين الاستعمار والتنصير[7]تجمع عقيدة التوحيد الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض وهي العقيدة التي شيدت حضارة إنسانية آلفت بين القيم الروحية والأخلاقية ومصالح البشر وقواعد المعارف ومناهج العلوم التي نهض بها الغرب الأوروبي في عصر نهضة تزامن معه الوهن الحضاري والسياسي في الأمة الإسلامية، بسبب تراخي السلطة وكثير من الجماعات في الالتزام بثوابت شريعة التوحيد مما تسبب في الضعف والتشرذم السياسي الذي هيّأ للاستعمار الأوروبي أن يفتت الأمة لتدفع ثمن وهنها من رصيد حرياتها وثرواتها ومستقبلها المهدد دائما بالسرطان الإسرائيلي الذي ترعاه الصهيونية الأميركية. ولا حاجة لسوْق الأدلة والبراهين على حرص قوى الغرب الأميركي الأوروبي على استمرار تقزيم الأمة الإسلامية بوسائل مستحدثة بعد أن نالت حريتها السياسية من الاستعمار الأوروبي. ولم تسر قوى البغي السياسي والاقتصادي الغربي على نهج السيطرة العسكرية فقط بل ابتكرت وسائل اختراق فكرية ومعنوية وثقافية لإذابة المناعة والحصانة الإيمانية التي تتميز بها العقيدة الإسلامية لدرء الأخطار والصمود ضد الكراهية والعدوان، ساعدها على ذلك التقدم الذي حققته في فنون أوتقنيات الإعلام والدعاية التي جابت الآفاق بالفضائيات وثورة المعلومات
والأمة الإسلامية رغم اتساع رقعتها الجغرافية والسكانية فإن قلبها ومحرك وجدانها كان دائما في وسطها العربي والتركي ?العثماني? والإيراني، ومن ثم كان التوجه الإستراتيجي للهيمنة الغربية وتملّك زمام رؤوس هذا المثلث الكبير بل، إذا أردنا دقة وتركيزا أكثر، كانت مصر والشام والعراق وشمال إفريقيا هي مفاتيح السيطرة على الأمة الإسلامية. وكان قلب ذلك كلّه مصر المستهدفة دائما على مدار التاريخ فهي كََبد المناعة والحصانة والدفاع عن الأمة الإسلامية. وما زالت تعتبر الموقع الاستراتيجي المفضل لبوابة الشرق والإسلام، يشهد على ذلك قديم التاريخ ووسطه وحديثه. إن قوة مصر والعالم العربي ليست بنظم الحكم التي غلب على سمتها القهر والاستبداد بل في قوة الشعوب التي إن تحررت من قيود بغي احتكارات السلطات الاستبدادية لفعلت، ما يتصوره البعض مستحيلا، في تجاوز التخلف واللحاق بركب التقدم والحرية والديموقراطية والعدالة.
إن تاريخ العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب له وجهان، الأول مشرق أطلّ على البشرية بحضارة إنسانية تحفّها الرحمة والتسامح والدعوة الى الهداية والتوحيد من دون إكراه في الدين، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وكما هو شائع ومعلوم لدى مفكري وعلماء ومستشرقي الغرب فإن النهضة الأوروبية لم تقم على أساس المنهج العلمي إلا بفضل علماء المسلمين وفقهائهم وفي مقدمتهم الإمام الشافعي الذي أرسى قواعد أصول الفقه التي أسست قواعد التفكير العلمي الموضوعي وذلك بالشهادة التأريخية العلمية لمؤرّخ المنطق برنتال (Prantl) الذي دحض زعم روجيه باكون (Bacon,R) بأنه مؤسس المنهج العلمي التجريبي، إذ إنه أخذ كل النتائج المنسوبة إليه من العرب. فعلا استثمر الغرب ما أفاده في دفع وانطلاق المدنية الغربية الحديثة متحررا من ميزان القيم الإنسانية في علاقته مع العالم الإسلامي صاحب الفضل عليه ضاربا بقيم التسامح والمودة عرض الحائط فهو لا يبغي الا تحقيق تفوقه ومصالحه على حساب حقوق الشعوب الأخرى فكان المد الاستعماري التقليدي الذي أصاب العالم الإسلامي في مقتل، فسخّرها كإحدى أدواته للسيطرة على العالم الإسلامي الذي مازال يَئنّ من استمرار سطوته باستعمار مستحدث جعل من العالم الإسلامي دولا ودويلات مستقلة شكلا لا مضمونا، أي أنها ما زالت تسير نظمها السياسية في فلك التبعية له.
أما الوجه الآخر الأشد ظلمة من سواد الليالي فهو ردود أفعال العالم الغربي ازاء انتصارات المسلمين منذ انطلاق الحضارة الإسلامية، وتنامي الشعور بالكراهية نحو المسلمين على مدى عدة مراحل أو محطّات حسب تعبير الدكتورة نادية مصطفى في أحد الحوارات التي شاركت فيها.
حيث أفادت أن المحطة الأولى كانت بعد ظهور الإسلام مباشرة وانتشاره في شبه الجزيرة العربية والثانية كانت منذ وصول الإسلام إلى الأندلس جنوبي أوروبا في عهد الخلافة الأموية، واستقر فيها الإسلام نحو ست مائة عام، أما المحطة الثالثة فجاءت في الحروب الصليبية الحاقدة التي رفعت الصليب واستمرت لأكثر من مائتي عام، أما الرابعة فكانت في فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية المسيحية وما أعقب ذلك من قيام الدولة العثمانية التي امتدت إلى حدود النمسا في وسط أوروبا، وكانت الخامسة في حركة الاستعمار الأوروبي للعالم العربي والإسلامي التي جاءت في أعقاب عصر النهضة والكشوف الجغرافية، أما السادسة فكانت في حركات التحرر التي قامت في العالم العربي والإسلامي للتخلص من الاستعمار ثم كانت المحطة السابعة في إنشاء الغرب الأوروبي والأميركي لإسرائيل كرأس حربة في قلب العالم العربي والإسلامي وأخيرا الثامنة وهي معركة مكافحة ما يسمى بالإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية ومعها أوروبا ضد العالم العربي والإسلامي في أعقاب تفجيرات سبتمبر 2022، وما سيأتي بعد ذلك من نتائج مضادة تجاه الإسلام والعالم الإسلامي، إثر التفجيرات التي توالت بعد ذلك في لندن ومدريد.
أما بالنسبة لمحطة الكراهية الأخيرة عقب تفجيرات 11 سبتمبر 2022 فيضيف الدكتور محمد الصادق أنه مما يزيد الأمر تعقيدا أن المحطة الأخيرة في الاحتكاك والعداء بين الغرب والإسلام وهي ما يسمى بمكافحة الإرهاب، قد فاقت كل المحطات واستوعبتها، ففيها من مذابح الصليبيين في القدس كما نرى في الدعم اللامتناهي لليهود في فلسطين لتنفيذ مذابح مخيم جنين وغيره، وفيها من الاستعمار الاستيطاني في القرن الثامن عشر ومن الكراهية والحقد ضد الاسلام في العصور الوسطى وعصر النهضة، وفيها من الإمبريالية في بداية القرن العشرين، ويزيد من خطورة الهجمة الحالية أن الهجمات السابقة كانت هناك مقاومة لها متعددة الأشكال والدرجات، وكنا نكسب الكثير منها أو كسبنا معظمها، أما الآن فلا توجد مقاومة، وإذا وجدت ففينا من يسعى لوأدها، وانتشر مفهوم التطبيع في مواجهة المقاومة.
لكن نوعية الحياة في الغرب ارتبطت أساليبها بوحشية النظام الانتاجي الرأسمالي، وضرورة ضمان أسواق له في شتى بقاع العالم، وابتداع نظام الشركات المتعددة الجنسية وحمايتها بكل السبل، إلى درجة تبرير التدخل العسكري السافر، وأخيرا قهر الدول للانضمام إلى اتفاقية "الجات" التي ستؤول فوائدها بشكل جوهري إلى الدول الأكثر تقدما على حساب الأخرى المتخلفة والأقل نموا، أهم من ذلك أن الغرب يتصور واهما أن حضارته ومدنيته أسبق وأفضل الحضارات والمدنيات، ولها الحق في قيادة غيرها من سائر البشر، يساعده على ذلك تمكنه بسيطرة القوة والإرهاب بالتهديد والوعيد لمن لا يكون معه أو في صفه كما في تداعيات 11 سبتمبر 2022 والأزمة الأفغانية والصمت القاتل عن جرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين.
وهكذا فإن الشقة بين الحضارتين الغربية والإسلامية بعيدة، وأسباب ابتعادها تكمن في تضارب المصالح أولا، وفي الصورة الذهنية المشوهة عن الإسلام بفعل كثير من المفكرين والمستشرقين، الشعور بالعداوة التاريخية الصليبية التي ما زالت تفرز سمومها في أشكال إعلامية وفنية مزعومة للإساءة للرسول ? كما حدث في الدنمارك وهولندا، وتصريحات بابا الفاتيكان وتصريحات بوش الصارخة بصليبية النزاع الراهن بين المقاومة والنفوذ الصهيوني والأميركي، رغم تراجعه باعتبارها زلة لسان، ولا يمكن إغفال ما ضاعف تشويه صورة الإسلام من تلك السلوكيات المخالفة للإسلام وروحه التي يمارسها الغافلون في المجتمعات الإسلامية ودولها وحكامها.
وبالتالي تأتي أهمية تصحيح الصورة الذهنية لدى الغرب عن الإسلام، ولكن يسبق ذلك ضرورة تصحيح المفاهيم الأساسية في العالم العربي والإسلامي، وتنقية التراث من شوائب البدع والغلو، والاتجاه نحو الوسطية والاعتدال، والسير قدما نحو تحقيق دعائم الاستخلاف وتنمية المجتمعات العربية والإسلامية والأخذ بأسباب القوة بالتقدم المعرفي والعلمي والتقني، وتطوير المنظومة التربوية والتعليمية في إطارها الإيماني.
خلاصة القول ان الإسلام بقيمه الإنسانية في العدل والحرية والمساواة يجب أن ينعكس في ضروب السلوك الاجتماعي والسياسي لدى الشعوب والحكام، وهذا هو السبيل الموضوعي لقناعة الآخر بإنسانية وعالمية الإسلام وجدوى حضارته، وحتى يتحقق ذلك فلا يخلو الأمر من أهمية الدراسة والبحث والتخطيط المحكم لتنشيط الحركات السياسية والاجتماعية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني على المستويات الإقليمية والدولية، وتوثيق الروابط والخبرات بين الشخصيات والمنظمات الثقافية والجامعية في الغرب والشرق، وهذا كله وغيره لا يغني عن جهود مستمرة لتطوير السياسة الإعلامية الفضائية، ووضع منهجية ملائمة للخطاب الإسلامي الموجه للشعوب الغربية والآسيوية والإفريقية وغيرها.إلا أن نقطة البداية في خضم ترهلات وانبطاح الأنظمة السياسية والاقتصادية المتسلطة المستبدة، هي حتمية التغيير باجتثاث جذور الفساد والافساد التي استنبتتها الأنظمة التسلطية، وتحرير الشعب من عقال القهر والظلم بتركيز ثروات النهب والاستغلال، يواكب ذلك أو يسبقه بسط الديموقراطية الحقيقية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

من المفيد ومن المناسب أن أتحدث من فوق منبر هذه الجامعة ذات السمعة الواسعة والتأثير الأكاديمي في الشيلي(1)، وفي المحيط العام في قارة أمريكا اللاتينية، حول قضايا تشغل اهتمامات النخب الفكرية والثقافية وصانعي القرار في العالم الإسلامي الذي جئتكم أمثله في هذه الأمسية، بصفتي مديراً عاماً للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ وأميناً عاماً لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، وأستاذاً جامعياً، وعضواً في العديد من المؤسسات الأكاديمية والعلمية العربية الإسلامية، حرصاً على تقديم صورة حقيقية لعلاقة العالم الإسلامي بالغرب والتأثيرات الناجمة عنها سلباً وإيجاباً.

أما لماذا اخترت هذا الموضوع تحديداً؟، فلأن العالم الإسلامي أصبح اليوم يشغل حيّزاً واسعاً من اهتمامات الرأي الدولي، وأن نسبة تزيد عن الخمسين في المائة من الأخبار التي تذيعها أو تنشرها وسائل الإعلام العالمية، يكون العالم الإسلامي مسرحاً لها. وهو الأمر الذي يشكل ظاهرة إقليمية تستحق الدراسة المعمقة.

ويمكن للباحث أن يطرح في هذا السياق مجموعة أسئلة، منها :

ــ لماذا العالم الإسلامي يعيش اليوم أوضاعاً غير مستقرة ؟.

ــ لماذا يوجد أكثر من سبعين في المائة من اللاَّجئين في العالم ينتمون إلى بلدان العالم الإسلامي ؟.

ــ لماذا تنخفض مستويات التنمية في العالم الإسلامي ؟.

ــ لماذا تشوب العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب بعض التوترات على مدى عقود متواصلة من السنين ؟.

ولقد رأيت أن أمهّـد للإجابـة عن هـذه الأسئلـة، بالعـودة قليلاً إلـى التاريـخ المعاصـر، للوقوف على الخلفيات السياسية التي كانت من الأسباب الرئيسَة التي أثّرت في مجموع دول العالم الإسلامي، والتي يمتدّ تأثيرها إلى اليوم.

البدايات الأولى للاستعمار الغربي للعالم الإسلامي :

لقد بدأ الاستعمار الأوروبي للعالم الإسلامي في القرن السادس عشر حينما احتلت هولندا الجزر الأندونيسية في سنة 1552، واستمر احتلالها لها لمدة ثلاثة قرون ونصف القرن، حيث استمر الاحتلال الهولندي لأندونيسيا إلى سنة 1945. ثم احتلت روسيا القيصرية قازان عاصمة تتارستان في سنة 1602. ثم وصلت الأساطيل البريطانية إلى شبه القارة الهندية في سنة 1757، فاحتلت إنجلترا الهند التي كانت عهدئذ تحت حكم دولة إسلامية، واستمر احتلالها لها مائة وتسعين سنة، إلى أن استقلت الهند في سنة 1947.

وفي سنة 1798 غزت فرنسا مصر بقيادة نابليون بونابرت، واستمر الغزو الفرنسي لها ثلاث سنوات. وفي سنة 1830 احتلت فرنسا الجزائر، واستمر الاحتلال مائة واثنتين وثلاثين سنة إلى سنة 1962. وفي سنة 1882 احتلت بريطانيا مصر، واستمر الاحتلال إلى سنة 1923، وفي سنة 1881 احتلت فرنسا تونس. وفي السنة ذاتها احتلت بريطانيا قبرص. وفي سنة 1829 احتلت بريطانيا جنوب اليمن واستمر احتلالها لها إلى سنة 1967، وفي سنة 1857 احتلت فرنسا السنغال واستمر الاحتلال إلى سنة 1960، وفي سنة 1903 احتلت بريطانيا نيجيريا.

واحتلت إسبانيا في سنة 1884 الصحراء المغربية، في جنوب المغرب، وأطلقت عليها اسم (الصحراء الإسبانية)، واستمر احتلالها لها إلى سنة 1976. وفي سنة 1912 احتلت فرنسا ثم إسبانيا في آخر السنة نفسها، المغربَ تحت غطـــاء الحماية. وفي سنة 1911 غزت الجيوش الإيطالية ليبيا (بنغازي وطرابلس)، فاندلعت الحرب الإيطالية ــ العثمانية على مدى السنتين (1912 – 1911)، باعتبار أن ليبيا كانت في تلك الفتـرة، جزءاً من الإمبراطورية العثمانيـة. وفي أثنـاء الحرب العالميـة الثانيـة (1945 – 1939) احتلت فرنسا إقليم فزان الليبي، واحتلت إنجلترا بنغازي وطرابلس، واستمر هذا الاحتلال الفرنسي والبريطاني لليبيا إلى سنة 1952.

ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، بدأت الأطماع الأوروبية تتجه نحو الإمبراطورية العثمانية التي عُرفت في تلك الفترة بالرجل المريض، فعمدت الدول الأوروبية إلى تحريض روسيا القيصرية ضد الأقاليم الإسلامية المجاورة لها، فقامت بغزو منطقة القرم، وقادت حروباً طويلة للاستيلاء على الأراضي شمالي القوقاز. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بسطت روسيا نفوذها على آسيا الوسطى، فاحتلت آذربيجان في سنة 1828.

وتفجّر الصراع بين العالم الإسلامي والغرب من جديد مع أواخر القرن التاسع عشر، في شكل الحرب الروسية العثمانية التي اندلعت في الفترة ما بين (1871 و 1878) بتواطؤ من الدول الأوروبية أيضاً. وأثناء فترة الحرب العالمية الأولى(1918 – 1914) انهزمت الإمبراطورية العثمانية، وتمّ تمزيقها إلى مجموعة أقاليم ما لبثت أن أصبحت دولاً قائمة الذات؛ فاستولت فرنسا وإنجلترا على الولايات العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية، والتي تشمل أقاليم الشام أو سورية الكبرى (سورية ولبنان وفلسطين والأردن اليوم)، والعراق. ثم امتد الاحتلال لهذه الأقاليم تحت غطاء الانتداب إلى سنة1943 ، بالنسبة لسورية ولبنان بموجب قرار عصبة الأمم. وتأسست إمارة شرق الأردن (نواة المملكة الأردنية الهاشمية اليوم) في سنة 1921.

واستمر الاحتلال البريطاني لفلسطين تحت مسمى الانتداب، وتحت غطاء دولي، إلى سنة 1948، عندما استغل اليهود الوضع فأعلنوا عن تأسيس دولة إسرائيل في 15 مايو من سنة 1948 في مخالفة واضحة للقانون الدولي، حيث أقيمت هذه الدولة في إقليم له سكانه الأصليون هم الشعب الفلسطيني الذي تم تهجيره والاستيلاء على وطنه. ولا يزال هذا الوضع المأساوي غير القانوني الذي نتج عن احتلال فلسطين وتهجير شعبها، هو السبب الرئيس في تدهور الأحوال وفي تهديد الأمن والسلم الدوليين، ليس في منطقة الشرق الأوسط، وإنما في العالم أجمع. وهو أخطر أزمة تتهدد العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب في الحاضر والمستقبل، مما يضعنا أمام مفتاح الأزمة الدولية المتمثلة في انسداد الأبواب أمام تسوية عادلة لها في إطار الشرعية الدولية، تردّ الحقوق الوطنية المشروعة إلى الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة بعاصمتها القدس.

هكذا دخل العالم الإسلامي القرن العشرين وأقطاره محتلة، وأجزاؤه ممزقة، وأوضاع شعوبه متدنية اقتصادياً واجتماعياً بصورة بالغة السوء. ولقد امتدت تداعيات هذه الأوضاع وآثارها السلبية إلى مرحلة ما بعد تأسيس الدول العربية الحديثة في العالم العربي الإسلامي، مما تسبّب في اندلاع أزمات سياسية متلاحقة، وفي نشوء ظروف اقتصادية صعبة.

الوقوف في وجه طموح الشعوب الإسلامية :

لقد كانت الأنظمة السياسية في العديد من دول الغرب طوال ما يزيد على قرنين من الزمن، تقف في الصف المعادي لإرادة الشعوب الإسلامية والمناهض لحقها في الحياة الحرة الكريمة، والمعاكس لتوجّهاتها نحو بناء المجتمع القوي المستقر الذي تزدهر فيه الحياة السياسية والاقتصادية، ويتمتع فيه الإنسان بحقوقه المشروعة. وقد ترتب على هذه السياسة التي اتبعتها الأنظمة السياسية في تلك الدول الغربية تجاه شعوب العالم الإسلامي لعقود متطاولة، أن نشأ رأي عام يحمّل الغربَ مسؤولية هذه الأوضاع، وتوتّرت العلاقات على مستويات عديدة بين الطرفين، ولا تزال إلى اليوم.

إنَّ هذه الخلفيات التاريخية الحديثة والمعاصرة، إذا أضفنا إليها خلفيات العصور الوسطى، نجد أنفسنا أمام ركام هائل من الخصومات التاريخية الناتجة عن سوء الظن وعدم الثقة واحتدام الصراع الذي يتخذ أشكالاً تتفاوت بين الخفاء والظهور من عصر إلى آخر.

شهادة أرنولد توينبي :

يصوّر المؤرخ البريطاني الشهير (أرنولد توينبي) أحوال العالم الإسلامي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تصويراً دقيقاً، في محاضرة له في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، حيث قال في لحظة صدق ومكاشفة : "إننا ظللنا نطارد الرجل التركي (يقصد الرجل المريض، وهو كناية عن الإمبراطورية العثمانية) ونهاجمه لكي يترك دينه، لأنه كان ينظر إلينا من علٍ كأننا خنازير برية، فلما ترك دينه وتبعنا احتقرناه، لأنه لم يعد عنده ما يعطيه"(2).

وهذا تلخيصٌ للأزمة الحضارية التي نكب بها العالم الإسلامي. وتلك حقيقة من حقائق التاريخ المعاصر، تظهر لنا جوانب من الخطة التي دبرتها مجموعة من الدول الأوروبية في القرنين التاسع عشر والعشرين، لتمزيق العالم الإسلامي، ولإضعافه، ولاستغلال موارده الطبيعية من أجل بنـاء الاقتصاديات الأوروبية المزدهرة في تلك المرحلة، مما كان له مضاعفات سياسية ونفسية وثقافية على مجمل العلاقات التي تربط دول العالم الإسلامي بالدول الأوروبية، وبالولايات المتحدة الأمريكية التي تقف بكل إمكاناتها مع إسرائيل وتدعمها في جميع المجالات.

وللأمانة التاريخية وللموضوعية المنهجية، نؤكد هنا أن هذه الخلفيات جميعاً، ساهمت في تشكيل العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب على مستوى اللاوعي الجمعي، وعلى مستوى الواقع. ولا سبيل اليوم إلى فهم طبيعة هذه العلاقات وإدراك أبعادها، إلاّ من خلال الوقوف على تلك الظروف التاريخية الآنفة الذكر، والتي لا تزال تعمل عملها في الحاضر، ولربما في المستقبل.

إنَّ الأوضاع التي نشأت عن الاستعمار الأوروبي للعالم الإسلامي، تسبّبت في ظروف لم تكن مواتية على الدوام للنموّ والتقدم والازدهار. فقد وجدت الدول العربية والإسلامية نفسها بعد الاستقلال، أمام أزمات كبيرة نتيجة لشيوع الفقر والجهل والمرض وسوء الإدارة والفساد، ولانعدام الشروط الموضوعية لإقامة هياكل جديدة للدولة المستقلة. وقد ترتبت على تلك الأوضاع مشاكل كثيرة ظلت تتفاقم، فتعطّـلت عملية النمو في مناطق، وتعثرت في مناطق أخرى، وتباطأت في جل الأقطار. وعلى الرغم من أن قلة من الدول العربية الإسلامية، قد عرفت كيف تستثمر مواردها وإمكاناتها وتحقق معدلات معينة من النموّ والتقدم وتحسّن من مستويات مواطنيها، فإن غالبية دول العالم الإسلامي تعاني اليوم من مخلفات عهود ما قبل الاستقلال. وإن كانت العوامل المتسببة في بطء النمو لا تعود دائماً إلى ظروف الاستعمار، فكثير منها ينبع من الداخل، لأسباب كثيرة لا يسمح المجال بالخوض فيها.

إنَّ تأزم الأوضاع الاقتصادية وتدهور الخدمات التي تقدمها بعض الحكومات لمواطنيها في جل دول العالم الإسلامي، سواء بسبب شح الموارد وقلة الإمكانات، أو بسبب سوء التسيير وانعدام الخبرة، قد أدّى إلى نشوء مشاكل اجتماعية كثيرة، منها تنامي الشعور بالظلم والحرمان، وتصاعد نبرة الغضب والاحتجاج بين فئات غير قليلة من المواطنين، مما كان له الأثر القوي في ظهور تيارات العنف والتطرف وانتشار الأفكار الرافضة والتيارات الساخطة، وفي ردّ أسباب الأزمات إلى الدول الاستعمارية سابقاً، واتهامها بالمسؤولية عن فساد الأوضاع وسوء الأحوال، الأمر الذي ينعكس سلبياً على العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب.

ولاشكّ أن الدول الغربية الواسعة النفوذ سياسياً واقتصادياً، تتحمّل اليوم قسطاً من المسؤولية إزاء ما تعاني منه الشعوب الإسلامية من أوضاع اقتصادية صعبة، وحيال اضطراب حبل الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، وفي فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها.

دور الغرب في صنع مأساة فلسطين :

ومعلوم أن تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية إلى هذه الدرجة الخطيرة التي وصلت إليها، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لها، وممارسة سلطات الاحتلال لسياسة القمع والقتل والتهجير والمطاردة في حق الشعب الفلسطيني، ووجود الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كل ذلك يخلق حالات من التذمر والسخط والكراهية في أوساط الشعوب الإسلامية عموماً، وليس لدى الشعب الفلسطيني فحسب، ويتسبّب في تحميل الغرب المسؤولية المشتركة مع إسرائيل في استمرار هذا الظلم. وتلك هي المسألة التي على الغرب أن يتفهمها ويعمل على معالجتها بما يردّ الحقوق إلى أصحابها الشرعيين، ويؤدي إلى استتباب الأمن والسلم في هذه المنطقة من العالم. ولن تستقر العلاقات بين شعوب العالم الإسلامي والغرب بصفة عامة، إلاّ إذا عولجت هذه المسألة معالجة عادلة تردّ الأمورَ إلى نصابها، وتقضي نهائياً على أسباب الأزمة.

وحتى تتبيّن معالم الصورة بالوضوح الكامل، أريد أن أسوق ثلاثة أمثلة عن بعض المواقف غير المسؤولة التي تتخذ والآراء المتطرّفة التي يُعبر عنها في الغرب، والتي يكون لها نتائج سيئة للغاية لدى الرأي العام الإسلامي، والتي تنعكس آثارها السلبية على مجمل العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب.

اعتراف صريح من الرئيس ريتشارد نيكسون :

يقول الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في كتابه (الفرصة السانحة) : »إن الإسلام والغرب متضادان، وإن نظرة الإسلام للعالم تقسمه إلى قسمين : (دار الإسلام) و(دار الحرب) حيث يجب أن تتغلب الأولى على الثانية، وأن المسلمين يوحدون صفوفهم للقيام بثورة ضدّ الغرب، وعلى الغرب أن يتحد مع الاتحاد السوفييتي (قبل أن يسقط ويتمزق) ليواجه هذا الخطر الداهم بسياسة واحدة«(3).

وهذا الرأي الذي نشر في كتاب ترجم إلى عدة لغات عالمية، ومنها اللغة العربية، يساهم في تأجيج روح العداء، وفي تأليب قطاعات واسعة من أبناء العالم الإسلامي ضد الغرب. والرئيس نيكسون في القسم الأول من هذا الرأي يجانب الحقيقة تماماً. أما في القسم الثاني، فيعبر نيكسون عن رأي يتبناه قطاع عريض من صانعي القرار والنخب الفكرية والثقافية وأوساط واسعة من بين الشعوب في الغرب. وهذا موقف غير سليم لا ينمّ عن الحكمة وبعد النظر، ويعكس في الوقت ذاته نوايا ليست بريئة.

وفي هذا السياق أيضاً، يقول الكاردينال (بول بوبار) مساعد بابا الفاتيكان السابق، ومسؤول المجلس الفاتيكاني للثقافة، في تصريح إلى صحيفة (الفيجارو) الفرنسية : (إن الإسلام يشكل تحدياً بالنسبة لأوروبا وللغرب عموماً، وإن المرء لا يحتاج إلى أن يكون خبيراً ضليعاً لكي يلاحظ تفاوتاً متزايداً بين معدّلات النموّ السكاني في أنحاء معينة من العالم؛ ففي البلدان ذات الثقافة المسيحية يتراجع النموّ السكاني بشكل تدريجي، بينما يحدث العكس في البلدان الإسلامية النامية، وفي مهد المسيح ــ هكذا يقول الكاردينال بول بوبار وهو يقصد الشرق الأوسط، وتحديداً البلدان العربية ــ يتساءل المسيحيون بقلق عما سيحمله لهم الغد، وعما إذا لم يكن موتهم مبرمجاً بشكل ما ؟ .. إنّ التحدّي الذي يشكله الإسلام يكمن في أنه دين وثقافة ومجتمع وأسلوب حياة وتفكير وتصرف، في حين أن المسيحيين في أوروبا يميلون إلى تهميش الكنيسة أمام المجتمع(4).

الإسلام لا يشكّل خطراً على أمة أو شعب أو دين :

أما كون الإسلام دينَ ثقافة ومجتمع وأسلوب حياة وتفكير وتصرف، فهذا صحيح لا شكّ فيه، وحقيقة من حقائق هذا الدين. وأما القول بأنه يشكّل تحدّياً للمسيحيين باعتباره ذاك، فهو قول باطل لا أساس له من الصحة إطلاقاً. وهو قول يزيد في تأزيم العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب، وتتبنّاه قطاعات واسعة من أبناء الغرب.

إنَّ الإسلام لا يشكّل تحدّياً ضدّ أمة أو شعب أو دين، أو ضدّ قانون من القوانين الدولية، وإنما العداء للإسلام وكراهية المسلمين وممارسة سياسة التمييز ضدهم، وانتهاك القوانين الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إن ذلك هو الذي يشكّل تحدياً حقيقياً، لا للغرب فحسب، ولكن للعالم أجمع، ويهدّد استقرار العلاقات الدولية، وخصوصاً علاقات العالم الإسلامي بالغرب.

ويعزّز هذا التوجّه غير السليم الذي يذكي نار الكراهية والتمييز والصراع، ما قاله (جياني ديميكليس) رئيس المجلس الوزاري الأوروبي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي في حديث إلى مجلة (النيوزويك)، إذ سئل : "ما مبررات بقاء حلف الأطلنطي ــ الناتو ــ بعد زوال المواجهة بين الغرب الليبرالي والمعسكر الذي كان اشتراكياً ؟". فأجاب بقوله : »صحيح أن المواجهة مـع الشيوعية لم تعـد قائمـة، إلاَّ أن ثمة مواجهة أخرى يمكن أن تحلّ محلها بين العالم الغربي والعالم الإسلامي". فلما عاد مراسل (النيوزويك) ليسأل : "وكيف يمكن تجنّب تلك المواجهة المحتملة؟". قال (جياني ديميكليس) : "ينبغي أن تحلّ أوروبا مشاكلها، ليصبح النموذجُ الغربيُّ أكثر جاذبية وقبولاً من جانب الآخرين في مختلف أنحاء العالم. وإذا فشلنا في تعميم ذلك النموذج الغربي، فإن العالم سيصبح مكاناً في منتهى الخطورة"(5).

وهذا الكلام من مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، ينطوي على تهديد سافر للعالم الإسلامي. وهو رأي يتعارض كلياً مع قواعد القانون الدولي، ومع الحق في الحفاظ على الخصوصيات الثقافية للشعوب.

إنَّ هناك شعوراً متزايداً يسود الشعوب الإسلامية بأن الإسلام مستهدفٌ من جهات متعددة. والعقلاء في العالم الإسلامي يبذلون جهوداً في إبعاد الناس عن سوء الظن، وفي القضاء على (فكرة التآمر) الذي يستهدف الإسلام والمسلمين، من منطلق أن سوء الظن هو نقيصة من النقائص التي تنهى عنها التعاليم الإسلامية. ولي شخصياً في هذا المجال، نشاطٌ فكريّ منذ أكثر من ربع قرن في ساحة العمل الثقافي والأكاديمي والإعلامي. ولكننا أحياناً نجد أنفسنا أمام ما يعزز سوء الظن هذا بالأدلة والحجج.

اختراق الإسلام إعلانٌ للعداء ضدّه :

وعلى سبيل المثال، أُورد هنا ما جاء في وثائق (مؤتمر كولورادو) الذي انعقد في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1978، تقول إحدى هذه الوثائق عن الإسلام ما يلي : »إنه الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية .. والنظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعياً وسياسياً .. ونحن بحاجة إلى مئات المراكز لفهم الإسلام، ولاختراقه في صدق ودهاء. ولذلك لا يوجد لدينا أمر أكثر أهمية وأولوية من موضوع تنصير المسلمين«(6).

إنَّ مثل هذه الخطط المريبة التي تُعدُّ لغزو العالم الإسلامي، يكون لها أسوأ النتائج وأخطر المضاعفات، إذ تساهم في تأليب الشعوب الإسلامية ضد الغرب بصورة عامة، وتؤدي بصورة تلقائية إلى إذكاء نوازع النفور بدلاً من تقوية مشاعر التفاهم والتسامح. ففكرة (اختراق الإسلام) من الأفكار الخطيرة التي تروج في أوساط عديدة، وهي شبيهة بفكرة (صدام الحضارات) التي تكاد أن تسيطر اليوم على صانعي السياسات في الساحة الدولية، والتي تُفسَّر على أساسها كثيرٌ من الأحداث التي تجري في هذه المرحلة من التاريخ، وتُفهم كثيرٌ من المواقف المتعصبة المتحيزة غير الملتزمة بالقانون الدولي.

وتقتضي مني الأمانة العلمية والنزاهة الموضوعية في هذا السياق، أن أشير باختصار شديد، إلى ردود الفعل التي أحدثتها أقوال نيافة البابا بينيدكت السادس عشر، الواردة في محاضرته بجامعة ريغينسبورغ الألمانية، يوم 12 سبتمبر من السنة الماضية، حول موضوع العقل في الإسلام، أو العقل والقرآن، أو العقل في الحضارة الإسلامية. وقد قمت بكتابة ردّ علمي موضوعي هادئ على نيافة البابا، ترجم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتجدونه في الموقع الإلكتروني للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. وصدر هذا الرد مع ردود أخرى شارك فيها شيخ الأزهر الدكتور محمد سيّد طنطاوي، في العدد الرابع والعشرين من مجلة (الإسلام اليوم) الأكاديمية التي تنشرها الإيسيسكو سنوياً باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

ومع الاحترام الذي نكنّه لنيافة البابا، فإنه لابد من القول إن ما ورد في محاضرته تلك بخصوص الإسلام ورسوله الكريم محمد بن عبد اللَّه [، يخالف حقائق التاريخ. وقد أصيب العالم الإسلامي بصدمة شديدة من جراء هذه الأقوال غير الصحيحة، على الرغم من أن صفوة من المفكرين والأكاديميين، ويشرفني أنني كنت واحداً منهم، قد ردّوا عليها بنزاهة وحكمة وفندوها، في إطار احترام المكانة الدينية والعلمية والأكاديمية لصاحبها.

والواقع أن ما ورد في محاضرة نيافة البابا، يرد كثيراً في الكتابات الغربية منذ أن ظهرت الطباعة وإلى اليوم. ولكن ما أثار الضجة الهائلة أن الأمر يتعلق هذه المرة بشخصية ذات اعتبار عظيم ومكانة سامية. وأعتقد أن المسألة انتهت. وطويت الصفحة. وإن كنا في العالم الإسلامي نتطلع إلى مبادرات عملية لإثبات حسن الظن، ولوضع حـدّ لازدراء الإسلام، بل لازدراء الأديان السماوية عموماً، وللتطاول على مقدسات المؤمنين في سائر أنحاء العالم.

رؤية غربية مستنيرة :

إنَّ شعوب العالم الإسلامي تتطلع نحو المستقبل، لبناء علاقات إنسانية جديدة على أساس المبادئ الدينية السماوية، والمثل الإنسانية السامية، وما انتهت إليه البشرية من قوانين تحكم علاقات الدول والشعوب بعضها ببعض. ولكن ظواهر الأمور في هذا العالم، تؤكد لنا أن الغرب -والمقصود هنا الدول الكبرى المتحكمة في زمام السياسة الدولية ــ يسير في الاتجاه المعاكس.

تقـول الباحثة (سوزان نيكول) مساعدة المؤرخ اليهودي الدكتور ألفريد ليلينثال(7) (Dr. Alfred M. Lilienthal) المعادي للصهيونية، في موضوع لها وزعتـه على الإنترنيت بتاريخ 2022/7/13 : »الأمريكيون يساعدون بلادهم ضدّ الإرهاب، لو عرفوا الجواب الحقيقي عن السؤال (لماذا يكرهوننا ؟). إنَّ العرب والمسلمين يقولون للغرب باستمرار السبب الحقيقي، إلاّ أن الغرب لا يسمع. يجب علينا الاعتراف بتحيّزنا على امتداد نصف قرن ضد العرب والشعوب المسلمة الأخرى. لقد أوجدنا سببَ عدائهم لنا، فنحن، ولسنا هم، الذين بدأنا صراع الحضارات المريع الذي سنواجهه في الجيل القادم أو أكثر«.

هذه رؤية غربية مستنيرة إلى عمق الأشياء. نقلتها هنا على سبيل المثال، لأثبت لكم أن الغرب ليس كتلة واحدة، فهناك عقلاء يفهمون الأمور على حقيقتها، وحكماء يعملون من أجل السلام والتعايش والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان.

إنَّ فكرة حوار الحضارات انطلقت من العالم الإسلامي. وقد تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدعوة التي وجهها الرئيس الإيراني السابق السيد محمد خاتمي من فوق منبرها، لتعزيز الحوار بين الحضارات. وكان للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ دورٌ تفخر به، في تفعيل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بجعل سنة 2022 (سنة الأمم المتحدة للحوار بين الحضارات)، فقد عقدت عدة مؤتمرات وندوات دولية حول هذا الموضوع، بعضها بالتعاون والشراكة مع منظمات دولية وإقليمية، اليونسكو، ومجلس أوروبا، ومؤسسة أناليند الأورو ــ متوسطية للحوار بين الثقافات، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ــ ألكسو ــ التابعة لجامعة الدول العربية، وغيرها. وأصدرنا في الإيسيسكو (الكتاب الأبيض حول حوار الحضارات) باللغات الثلاث : العربية والإنجليزية والفرنسية في طبعتين. وهو الكتاب الذي يضم الوثائق والقرارات والبيانات والإعلانات الخاصة بحوار الحضارات. وعلى المستوى الشخصي نشرت لي مجموعة من المؤلفات والدراسات حول قضايا حوار الحضارات والثقافات وتعزيز التعايش والتفاهم بين الشعوب، جلّها مترجم إلى الإنجليزية والفرنسية. وينصُّ ميثاق الإيسيسكو على هدفين رئيسَيْن من ضمن أهدافها الأخرى، هما : تدعيم التفاهم بين الشعوب في الدول الأعضاء وخارجها والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل ولاسيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، والعمل على نشر ثقافة العدل والسلام ومبادئ الحرية وحقوق الإنسان وفقاً للمنظور الحضاري الإسلامي.

ولعلّ من المناسب أن أذكر بالمناسبة، أن (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) الصادر عن الأمم المتحدة في ديسمبر سنة 1948، يعبر تماماً عن المنظور الحضاري الإسلامي، ما عدا المادتين السادسة عشرة والثامنة عشرة منه اللتين لنا عليهما تحفظات.

إنَّ العالم الإسلامي تمثله اليوم (منظمة المؤتمر الإسلامي) التي تضمّ في عضويتها سبعاً وخمسين دولة، إضافة إلى أربع دول أعضاء مراقبين، وهي : جمهورية روسيا الاتحادية، ومملكة التايلاند، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والبوسنة والهرسك، إضافة إلى طائفة القبارصة الأتراك المسلمين. وتوجد أكثر من عشر منظمات إسلامية تعمل في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، منها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ ، والبنك الإسلامي للتنمية.

ولكن لابد من الملاحظة هنا أن أكثر من ثلث المسلمين في العالم الذين يبلغ تعدادهم ملياراً ونصف المليار نسمة، غير ممثلين في دولٍ في منظمة المؤتمر الإسلامي. مثال ذلك المسلمون في الهند، وفي الصين، وفي جنوب أفريقيا، وفي دول الاتحاد الأوروبي، وفي الأمريكتين، وفي غيرها. ولذلك فإننا في الإيسيسكو نولي عناية مركزة بالجاليات والأقليات المسلمة في سائر أقطار العالم، من حيث تقديم الدعم لمؤسساتها التربوية والتعليمية والثقافية والإسلامية، وتقوية الصلات الثقافية والحضارية بين المجتمعات الإسلامية في هذه الأقطار وبين إخوانهم في الدين في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.

ولعلّ من المناسب أن أشير إلى أن الإيسيسكو أشرفت في آخر شهر يونيو 2022، على عقد الاجتماع الخامس لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في جنوب شرقي آسيا ومنطقة الباسفيك في سنغافورة.

كما تشرف الإيسيسكو في هذا الوقت، على عقد الاجتماع السادس لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في سانتياغو. وقد وضعنا في الإيسيسكو (استراتيجية العمل الثقافي في الغرب) التي اعتمـدها مؤتمر القمـة الإسلامي العاشـر المنعقــد في ماليــزيا في سنة 2022. وهو أعلى سلطة دستورية في منظومة العمل الإسلامي المشترك. وأنشأنا في إطار هذه الاستراتيجية (المجلس الأعلى للتربية والثقافة في الغرب) الذي يضطلع بمهامّ التنسيق بين المؤسسات التربوية والثقافية الإسلامية في الأقطار التي توجد بها جاليات وأقليات مسلمة.

وأريد أن أغتنم هذه المناسبة الأكاديمية، لأشير إلى أن مصطلح (العالم الإسلامي) هو من وضع الغرب أصلاً. ذلك أن المستشرقين هم الذين نحتوا هذا المصطلح. وقد صدرت مجلة بهذا الإسم(THE MUSLIM WORLD) باللغة الإنجليزية في 1911م(8). ولكن هذا المصطلح ينطوي الآن على مضمون يتجاوز الرقعة الجغرافية التقليدية، والتي تشمل البلدان الإسلامية، إلى المسلمين عامة حيثما وجدوا. ولذلك فإن المسلمين في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي ــ مثلاً ــ هم جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي، بهذا المفهوم الحضاري الثقافي، لا بالمفهوم السياسي والجغرافي. فالمسلمون أينما كانوا، هم حملة رسالة الحضارة الإسلامية، ودعاة سلام وتعايش وتفاهم بين الشعوب والحضارات والأديان.

كتلة إسلامية حضارية :

إنَّ هذه الكتلة الإسلامية الحضارية هي قوةٌ للسلام وللأمن في العالم، ومصدر إشعاع ثقافي إلى مختلف الآفاق، وعنصر دفع لجهود المجتمع الدولي من أجل تعزيز قيم التعايش والتفاهم والحوار بين الثقافات والحضارات والأديان.

وإذا كانت صورة العالم الإسلامي اليوم في الغرب يشوبها كثير من الظلال، ربما بسبب ما ترتكبه فئة قليلة معزولة متطرفة من أبناء المسلمين، من جرائم إرهابية هنا وهناك، ندينها بشدة ونرفضها لأنها تخالف تعاليم الإسلام، فإن ما يجب الإشارة إليه في هذا المقام، هو أن دولاً كثيرة من العالم الإسلامي مستهدفة بهذه الجرائم في المقام الأول وضحية لها. ولذلك فإن الرأي العام الإسلامي يقف ضد التطرف بكل أنواعه، ويرفض الإرهاب بجميع أشكاله رفضاً قاطعاً، لأنه يسيء إساءة بالغة إلى الإسلام والمسلمين أولاً وقبل كل شيء. وفي القرآن الكريم تقول الآية 32 من السورة الخامسة (المائدة) : {من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}. فهذه الآية القرآنية تعبّر أصدق التعبير وأقواه وأبلغه، عن الرؤية الإسلامية إلى الإرهاب أياً كان، وعـن الموقف الإسلامـي الثابت من مرتكبي الإرهاب مهما تكن دوافعهم وأهدافهم. فهؤلاء المرتكبون للجرائم الإرهابية، قَتَلَةٌ لا يمثلون إلاّ أنفسهم. ولذلك فليس من الإنصاف ولا من العدل في شيء، أن يؤخذ المسلمون عموماً بجريرة هذه الفئة المنحرفة عن جادة الإسلام والخارجة على القانون.

العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب على أساس المصالح المشتركة :

إنَّ العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب يجب أن تقوم على أساس المصالح المشتركة، والالتزام بقواعد القانون الدولي، وخدمة قضايا الإنسان في كل مكان. وإن الأحداث التي تقع في البلدان الإسلامية والتطورات المتأزمة التي تشهدها مناطق إسلامية عديدة، تدعونا جميعاً إلى تضافر الجهود للتغلب على الأزمات وتسويتها، وفي المقدمة منها أزمة الشعب الفلسطيني ، التي تعدّ بكل المقاييس أخطر تحدّ يواجه هذه العلاقات.

إن آفاق المستقبل تنفتح أمام العالم الإسلامي الذي يغالب مشاكله المتراكمة الناتجة عن سياسات استعمارية قديمة وجديدة، ويعمل على تحسين أوضاعه، ويواجه التحديات الحضارية التي يتفاقم خطرها كلما أمعن قادة القوى العظمى في الغرب، في ممارسة سياسة الضغط والسعي من أجل فرض نمطٍ حضاري واحد على حساب الخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب.

وأعتقد أننا جميعاً، سواء في العالم الإسلامي، أو في أمريكا اللاتينية، نواجه هذا التحديَّ الحضاريَّ القاهر لإرادة الشعوب في الحرية والتنمية والتقدم والحفاظ على الخصوصيات. ولذلك فإنني أدعو من فوق هذا المنبر الأكاديمي، إلى تعزيز علاقات التعاون بين شعوب أمريكا اللاتينية التي نحمل لها كلَّ التقدير والاحترام، وبين شعوب العالم الإسلامي، وبينها وبين بقية شعوب العالم. فتلك هي السبيل إلى بناء المستقبل الإنساني الآمن(*).

——————————————————————————–

(1) ألقيت هذه المحاضرة في جامعة الشيلي (مركز الدراسات العربية) بسانتياجو، يوم 26 يوليو 2022 م.

(2) أرنولد توينبي "الإسلام والغرب والمستقبل"، ترجمة نبيل صبحي، الدار العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1969 م.

(3) ريتشارد نيكسون (الفرصة السانحة)، ص : 135، 138، 139، ترجمة أحمد صدقي مراد، طبعـة دار الهلال، القاهرة، 1992 م.

(4) نقلاً عن صحيفة (الشرق الأوسط)، لندن، في 1999/10/1 م.

(5) (النيوزويك) 2 يوليو 1990 م.

(6) "التنصير : خطة لغزو العالم الإسلامي" ــ الترجمة العربية لوثائق مؤتمر كولورادو، ص 452، طبعة مركز دراسات العالم الإسلامي، مالطا، 1991 م .

(7) ولـد سنة 1913 في نيويورك، مـؤرخ وصحافـي، كتب في سنة 1949 مقالاً بعنوان "عَلَمُ إسرائيل ليس عَلَمـي" (Israel’s Flag is not Mine) أثار ردود فعل واسعة في الأوساط اليهودية الأمريكية بسبب موقفه المناهض للصهيونية، أهم كتبه "الشبكة الصهيونية" (The Zionist Connection).

(8) هذه المجلة لا تزال تصدر، ولكن بإدارة جديدة وبسياسة تختلف عن التوجّهات التي هيمنت عليها طوال عقود من السنين. وكان القس صموئيل م. زويمر أول رئيس تحرير لها. وتلخص العبارة التي كانت تنشر تحت اسم المجلة، الأهدافَ من وراء إصدارها : "مجلة فصلية أدبية وفكرية تعرض نجاح المبشرين المسيحيين في العالم الإسلامي وحوادث وأخبار المحمديين". وقد أزيلت هذه العبارة من غلاف المجلة.

(*) أثناء إعداد هذه المحاضرة للنشر في كتاب، تناقلت الأنباء خبر إقدام مائتي جامعة في الولايات المتحدة الأمريكية، على إقامة ما يسمى بــ (أسبوع الوعي بالفاشية الإسلامية) خلال الفترة من 22 إلى 26 أكتوبر 2022 م . وقد بادرتُ في بيان أصدرته بالمناسبة، إلى إدانة هذه الحملة العنصرية التي قادها منظمو أسبوع الكراهية والتحريض ضدّ الإسلام والمسلمين. وقلت إنَّ هذه الحملة تؤكد خروج هذه الجامعات عن التقاليد الأكاديمية المعتمدة في التعليم الجامعي، التي منها الحيادية والموضوعية والنظرة العلمية إلى الأمور والترفع عن ارتكاب الأعمال المنافية للقيم الإنسانية. ولاشك أن مثل هذه الحملة العنصرية تشكّل خطراً على مستقبل العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب. والغريب أن هذا الموضوع لم تلتفت إليه وسائل الإعلام العالمية، ومرَّ كأنه لم يكن، مع أنه بادرة تنطوي على دلالات خطيرة، تزيد في تأجيج نار الكراهية والعنصرية، وتعدُّ شكلاً من أشكال الإرهاب الفكري الذي يمارس داخل الجامعات الأمريكية

م/ن

بالتوفيق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده