إن حماية البيئة هي مسؤولية تقع على عاتق الجميع أفراداً ومؤسسات كل حسب مهنته و وظيفته وطبيعة علاقته بالبيئة ومواردها ووفقاًً لتخصصها العلمي والمهني.
إن حماية البيئة والحفاظ عليها يعود نتائجها وفوائدها بالمحافظة على عناصر الحياة ومكوناتها البيئية، ولعل أهم جوانب الحفاظ على البيئة وحمايتها يكمن في علاقة البيئة بالتنمية ومحاولة خلق توازن بين البيئة والتنمية يتجاوز المصالح الذاتية جماعات وأفراد على حساب الغير.
و بحيث يتم خلق توازن بيئي قدر المستطاع تكون فيه العلاقات المتبادلة بين الكائنات بعضها مع بعض ومع الموارد البيئية وجعلها في حالة توازن وتناغم، ولعل الهدف الرئيسي أو النهائي لخلق ذلك التوازن هو الوصول إلى تحقيق الأمن البيئي الذي يعني تأمين حق الجميع في حياة حرة كريمة وصحية لضمان استمرار واستقرار التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
إن الأمن البيئي يشمل مجموعة من الجهود المبذولة من قبل الدول والأفراد من اجل تحقيق الرفاهية والتقدم الاجتماعي وحماية المواطن من المخاطر، وهو يعني حماية المحيط الذي يعيش فيه وهو البيئة ومواردها من خلال وقف تلويثها والحد من إفسادها وتدهورها إضافة إلى الاستثمار الامثل للموارد الطبيعية البيئية.
من اجل تحقيق الأهداف المذكورة في حماية البيئة ووصولاًً إلى الأمن البيئي المنشود فان الوعي في مشكلات البيئة وتأثيرها على البيئة ومواردها من خلال الإدراك لطبيعة البيئة ومكوناتها والتفاعلات فيما بينها أمر مطلوب لتحقيق وعي بيئي يؤدي إلى تغيير السلوك والممارسات تجاه البيئة ومواردها.
ويأتي في مقدمة المعارف التي يجب أن يعرفها البشر في مكونات البيئة ومواردها -خاصةً في سعيهم لاستغلالها في حياتهم وفي نشاطاتهم التنموية والاقتصادية- إدراك حقيقة محدودية قدرة هذه الموارد البيئية والطبيعية على تحمل الإجهاد والتدهور والإفساد.
إن استنزاف الموارد البيئية ومحدوديتها من جانب والمشكلات البيئية من تلوث وتدهور من الجانب الآخر ترتبط بشكل كبير بالنشاطات البشرية و التنموية.
من هنا لهذه النشاطات من مراعاة عدد من العوامل والاعتبارات الهامة في البيئة ومواردها، و أبرزها إدراك مدى قدرة كوكبنا على تلبية حاجاتنا من الموارد خاصة تلك الموارد غير المتجددة أو حتى المتجددة التي تتعرض للتلوث و التي تحتاج إلى الرعاية والحفاظ عليها من الأضرار.
إن الاستنزاف والتلوث متلازمان ومترابطان في معظم الأحوال في تدمير البيئة ومواردها بحيث إنهم يشتركان في حرمان الإنسان من الموارد وتلويث البيئة وأنظمتها في وقت واحد.
فمثلاً وقود الطاقة وهي من الموارد المحدودة وغير المتجددة يتعرض للاستنزاف من خلال تزايد استهلاك الطاقة عالمياً، واستخدامه بشكل كبير ومكثف يؤدي أيضاً إلى تلويث الغلاف الجوي.
كما أن التلوث الجوي بفعل الاستغلال المكثف لهذه الموارد هو عامل من العوامل الرئيسية في ارتفاع درجة حرارة الأرض و حصول التقلبات المناخية وتآكل طبقة الأوزون كما أنه يتسبب بظاهرة الأمطار الحمضية الضارة بالإنسان والتربة الزراعية.
من هنا لابد من التعامل الواعي مع هذه الموارد من خلال ترشيد استهلاك الطاقة باتباع وسائل وتقنيات تعمل على الحد من تلويث البيئة أو التخفيف منه.
إن الإضرار بالموارد البيئية و تلويثها يكون له انعكاسات مباشرة على صحة الإنسان في الماء العنصر الأساسي لحياة الكائنات الحية وهو المورد الذي يعتبر من الموارد الطبيعية الدائمة على الرغم من محدودية وجوده في كوكب الأرض على شكل ماء صالح للشرب.
إن الماء الصالح للشرب والاستخدامات الحيوية لهذا المورد يتعرض للاستنزاف من ناحية والى التلويث من ناحية أخرى، حيث يتزايد في عالمنا اليوم التلويث البيئي لمصادر المياه مما يؤدي إلى تعرض البشر إلى الأمراض الأوبئة والسرطانات علماً أن الأبحاث العلمية قد بينت أن85% من أمراض السرطان عائد لأسباب بيئية أكثر منها وراثية.