هذا ورقة عمل للتاريخ اللي طالبينها ..
ان شا الله تستفيدوا
و السمووووووحة على القصور
- وووووووووووووووووووووووووو.doc (27.5 كيلوبايت, 324 مشاهدات)
بالمرفقات
أو
الملفات المرفقة خطوت كتابة البحث.doc
منقول للفائدة للجميع ..
المقدمــــــة
تعتبر الدولة الحمدانية أول حكم لقبائل ربيعة في العهد الإسلامي والذي استغل فترة الضعف التي مرت على الدولة العباسي بعد وفاة الخليفة المتوكل في فترة انحلال عرى الروابط بين الأمصار الإسلامية ، وضعف الخلفاء العباسيين الذي تولوا بعد المتوكل وعدم مقدرتهم على تشديد الحكم المركزي على إمبراطورية واسعة الأرجاء ، فضلا عن قيام الجيش – الذي اغلب عناصره من الترك – بالسيطرة الكاملة على قصر الحكم في بغداد إلى درجة خلع الخلفاء ، وفي هذا المبحث نتحدث عن الدولة الحمدانية وتاريخها وكيف نشأت وعلاقة قبائل عنزة الوالية الحالية بهذه الدولة قبل هجرة قبائل ربيعة تحت مسمى عنزة الوالية من العراق إلى الحجاز .
الموضوع:
قبيلة ربيعة في العهد العباسي الثاني ( 260هـ – 656هـ(
ذكرنا سابقا في موضوع ( تاريخ تغلب في الجزء الثاني ) أن قبائل ربيعة تلك الحقبة قد هاجرت من نجد تحت ضغوط قبائل قيس عيلان الذين استولوا على اليمامة أواخر العهد الأموي وكذلك استولوا على البحرين ( شرق جزيرة العرب ) وأصبحت بطونهم تتوزع في جزيرة العرب من المدينة المنورة وخيبر ( حيث تقطن غطفان وبني هلال تلك الحقبة ) إلى اليمامة حيث بني نمير وبني كلاب ، وزاد قوة قبائل قيس عيلان بظهور قوة القرامطة حيث التفت قبائل قيس على القرامطة وأثاروا الرعب في جزيرة العرب لعدة عقود منذ سنة 280هـ
أما قبائل ربيعة من بكر وتغلب ومن ينضوي فيهم مثل عنزة والنمر وضبيعة وحنيفة فكانوا في الديار التي عرفت باسمهم ( ديار ربيعة ) ومركز ديارهم الموصل وديار بكر ، ومع تقادم العهد والبعد الزمني عن ظلال حرب البسوس كانت قبائل ربيعة تقترب لبعضها شيئا فشيئاً في تلك الفترة، إلى أن أصبحت المنافسات بينهم على رئاسة القبيلة ( قبيلة ربيعة ) ولم احد مصدرا يذكر من شيخ قبائل بكر ( الداخلة فيها قبيلة عنزة تلك الحقبة ) لكن يبدو لي أن رئاسة بكر تحولت تلك الفترة إلى عنزة استناد إلى حادثة الزابيين بين عنزة والازد والتي قادها برهومة العنزي في ديار ربيعة سنة 253هـ .
كانت المنافسة بين شخصيات قبيلة ربيعة وخاصة بكر وتغلب على أمرين : الأول هو حكم الموصل باعتباره مركز ديار ربيعة وحاضرتها.. والثاني هو رئاسة قبائل ربيعة ، ومن ابرز الشخصيات الربعية المتنافسة على حكم الموصل تلك الفترة :
1- حمدان بن حمدون ألتغلبي ألربعي وهو الذي تنسب إليه الدولة الحمدانية التي هي موضوعنا .
2- محمد بن خالد الشيباني وهو الذي عينته الدولة العباسية على الموصل فحاول توحيد قبائل ربيعة فقاتل ضد بني تغلب إلا انه هزم سنة 251هـ وتولى رئاسة بكر بعده برهومه العنزي صاحب فتنة الزابيين التي أشرنا إليها.
3- الهيثم بن عبد الله ألتغلبي ، جمع جموعا من ربيعة سنة 261هـ وحاول أن يحكم الموصل إلا أن حمدان بن حمدون تصدى له بمن معه من قبائل ربيعة واستولى حمدان على الموصل سنة 271هـ لتبد أول مراحل تأسيس الدولة الحمدانية أول دولة ربعيه في تاريخ الإسلام .
حمدان بن حمدون وتأسيس الدولة الحمدانية
من قلب البادية وفي ديار ربيعة برز عدة أسماء لعدد من الفرسان من أبرزهم حمدان بن حمدون الطامح لرئاسة وحكم ديار ربيعة ، وأول إشارة في التاريخ لحمدان بن حمدون كانت سنة 271هـ عندما بلغ الخبر في بغداد عن دخوله الموصل بقبائله ومعه شخص اسمه هارون الشاري البكري كما أشار المؤرخ الطبري في تاريخه عن تلك السنة ، واستطاع حمدان بن حمدون أن يوحد قبائل ربيعة على إمارته وأن يستقل عن الدولة العباسية حتى جاءت سنة 281هـ .
ففي تلك السنة قام الخليفة العباسي المعتضد بتسيير حملة عسكرية على حمدان بن حمدون فنجح في إلقاء القبض عليه ووضعه في السجن وتم بذلك إعادة الموصل للحكم العباسي المباشر ، إلا أن هارون الشاري ( شريك حمدان في الاستيلاء الموصل ومساعده ) افلت من قبضة العباسيين واستمر على مناوئته للدولة العباسية.
إطلاق سراح حمدان بن حمدون من السجن
كان لحمدان بن حمدون عدة أبناء ومن أبرزهم :
1- الحسين بن حمدان
2- أبو الهيجاء واسمه عبد الله بن حمدان وهو المؤسس الحقيقي للدولة الحمدانية وأبو الشاعر العربي المعروف ( سيف الدولة ) وسنتحدث عنه فيما بعد .
كان الحسين بن حمدان قد عرض على السلطات العباسية قدرته على التصدي لثورة هارون الشاري ( شريك والده السابق ) مقابل عدة شروط تؤديها الدولة العباسية له ولقبيلته ومن ابرز هذه الشروط إطلاق سراح أبيه حمدان وإزالة الإتاوات عن قبائل ربيعة واختيار خمس مئة فارس منهم مقربين للسلطة .
وبالفعل نجح الحسين في حملته على هارون الشاري وقبض عليه سنة 283هـ وسلمه للخليفة المعتضد الذي نفذ شروط الحسين فورا وأصبحت قبائل ربيعة الذراع الأساسي للعباسيين في محاربة أعدائهم تلك الحقبة وهم القرامطة في نجد والطولونيين في مصر والشام وبني تميم وبني أسد في ديار مضر المجاورة لديار ربيعة واستلم الحسين ولاية الموصل وديار ربيعة ، بينما بقي أخوه أبو الهيجاء وأبيه حمدان مقيمين في بغداد مقربين أيما تقريب لمقام الخلافة .
كان ابرز عدو للدولة العباسية في تلك الفترة هم بني طولون الأتراك المستقلين بحكم مصر والشام وتتبعهم قبائل جذام ولخم القوية ، فسار الخليفة العباسي ومعه قبائل ربيعة بقيادة الحسين بن حمدان إلى الرقة حيث كانت الدولة الطولونية تمتد وتمكن من هزيمتهم سنة 292هـ وواصل الخليفة العباسي تقدمه إلى حمص ومن ثم إلى مصر حتى استأصل الدولة الطولونية من جذورها وأعاد مصر إلى الحكم ، وزادت هذه الأحداث من مكانة بني حمدان وقبائل ربيعة عند العباسين مما جعل المكتفي يعقد ولاية الموصل وديار ربيعة لعبد الله بن حمدان ( أبو الهيجاء ) الابن الثاني لحمدان بن حمدون ومؤسس الدولة الحمدانية .
ولاية أبو الهيجاء للموصل
عندما تولى أبو الهيجاء حكم الموصل وديار ربيعة استطاع في بداية حكمه إن يخمد ثورة عنيفة للأكراد سنة 293هـ ، وقد خدمته هذه الثورة لدى السلطات العباسية وأتاحت له إن يكون أكثر ثقة لديهم ، وان يوسع بذلك مناطق حكمه ونفوذه وصلاحياته وبالتالي يضع البذور الأولى لولادة الدولة الحمدانية.
لكن أبي الهيجاء استعجل على ما يبدوا في الاستقلال عن الدولة العباسية ذاتها زمن الخليفة المقتدر سنة 301هـ ، ووجه له المقتدر جيشاً بقيادة قائد تركي ( مؤنس الخادم ) مما جعل أبي الهيجاء يعتذر للمقتدر ويقبل الأخير اعتذاره ، ثم قام الحسين بن حمدان ( اخو أبي الهيجاء ) بمحاولة استقلال بديار ربيعة سنة 303هـ وانتهت إلى الفشل وأسر الحسين وحبس المقتدر على اثر ذلك أخوه أبو الهيجاء وأولاده ، وهذه أول مراحل تأسيس الدولة الحمدانية وهي التخلص من التبعية للحكم في بغداد .
لكن المقتدر أطلق بعد ذلك سراح بني حمدان وأعادهم إلى الموصل ، غير أن أبو الهيجاء قتل مع الخليفة المقتدر من قبل الجيش سنة 317هـ وقام العسكر بتنصيب القاهر بدلا من المقتدر ، واستمر أبناء أبي الهيجاء الحمدانيون أمراء على ربيعة في الموصل مع بقائهم خاضعين للنفوذ العباسي الذي كان بدوره خاضعا للجيش .
تغير الأمور لصالح الحمدانيين
لكن الأمور تغير لصالح الحمدانيين حين دخل البريد يون بغداد سنة 330هـ ، فاضطر الخليفة العباسي المتقي أن يلتمس لنفسه مكاناً للنجاة، فلم يجد خيراً من الموصل حيث الأمير الحمداني القوي الحسن ابن أبو الهيجاء و الشقيق الأكبر لعلي ( الذي سمي فيما بعد سيف الدولة ) ، القادر على حمايته و إعادة عرشه إليه، فيمم وجهه شطر الموصل ، و برفقته أمير الأمراء أبو بكر محمد بن رائق، و لما كان الأمير الحمداني طموحاً، نزاعاً إلى توطيد ملك لقبيلته، نهازاً للفرص..
لم يشأ الأمير الحمداني الحسن أن يضيع وقتاً فاصطحب الخليفة .. و سار على رأس جيش كبير معقوداً لواءه على أخيه الأصغر علي، و ما كاد الركب يصل بغداد ، حتى نجا البريد يون بأنفسهم، و فروا أمام الجيش الحمداني الذي يتكون من قبائل ربيعة القوية الضاربة حول الموصل في تلك الفترة وتمتد منها حتى عين التمر قرب كربلاء.
وتعتبر هذه الحادثة نقطة تحول في تاريخ بني حمدان بل وتاريخ النفوذ العربي في قصر الخلافة العباسي بعد عقود طويلة من سيطرة الفرس والأتراك ، فلقب الحسن بن حمدان بـ ( ناصر الدولة ) ولقب أخيه علي بـ ( سيف الدولة ) وتولى ناصر الدولة منصب أمير الأمراء وهو من المناصب المستحدثة في العهد العباسي الثاني ولم يتول هذا المنصب عربي قط قبل ناصر الدولة هذا ، ونحن سنتحدث الآن عن الأميرين ( ناصر الدولة ) أمير الموصل و( سيف الدولة ) الذي أصبح أمير حلب ، مبتدئين الحديث عن سيف الدولة وعاصمته حلب لأنه كان الأشهر ثم ننتقل للحديث عن ناصر الدولة وإمارة الموصل.
سيف الدولة الحمداني
وهو الذي تولى كما قلنا منصب أمير الأمراء في بغداد بعد حادثة البريديين ، ومولده في ديار قومه ربيعة سنة 303هـ ، ويعتبر من فرسان ربيعة المشاهير وله قصيدة شعرية يمكن اعتبارها أول ملحمة ربعيه في الإسلام ومما جاء فيها عن عنزة :
فأما شعيب فالتخصيص بفضله=هم العنزيون الكرام البوادي
يشير إلى الحديث المنسوب للرسول صلى الله عليه وسلم عن عنزة:
" مرحبا بقوم شعيب وأختان موسى " والحديث ضعيف بهذه الصيغة وصيغته القوية هي التي رواها الألباني وتخلوا من اسم موسى وشعيب لكن الشاهد أن سيف الدولة ذكر عنزة .
ازداد نفوذ سيف الدولة في البلاط العباسي ليس لأنه أمير الأمراء فحسب بل إن هناك أحداث مهمة وقعت تلك الفترة ومن أبرزها :
الخلاف الذي نشا بين القرامطة وحلفائهم الفاطميين الذي كانت دولتهم في بدايتها في تونس وقبل إن تنتقل لمصر ، هذا الخلاف انتهى بتفوق الفاطميين وتمكنوا من استمالة قبائل قيس عيلان الضاربة في نجد والحجاز والتي كانت موالية للقرامطة ، فانحاز بنو غطفان وبنو هلال إلى الفاطميين وتركوا مواطنهم في الحجاز ( خيبر وفدك ) ورحلوا للفاطميين في افريقية ، بينما هاجرت جموع من نمير وعقيل وكلاب إلى الشام قادمة من نجد ، وبقي جمع من بني عقيل بن عامر وخفاجة والمتفق وبني كعب مع القرامطة في الإحساء ومع الاخيضريين في اليمامة .
كذلك من ابرز الأحداث في تلك الفترة قيام الإخشيد ( والي مصر ) بالاستقلال بها عن بغداد ، ومن ثم استغل الإخشيد قبائل قيس المهاجرة من نجد واستمالها إلى صفه واستطاع ضم الشام لدولته وعين أبي الفتح احد شيوخ بني كلاب بن عامر ولاية حلب التي كانت تعد من أهم مدن الشام .
وسط هذه الأحداث كان سيف الدولة يتطلع إلى توسيع نفوذه إلى الشام منطلقا من ديار ربيعة في العراق ، وواتته الفرصة عندما جاء إليه وفد من قبيلة بني كلاب يشكونه حكم أبي الفتح ألكلابي المعين من قبل الإخشيد .
سيف الدولة يستولي على حلب والشام
لازلنا في سنة 333هـ ، السنة التي سار فيها سيف الدولة إلى الشام لتخليصها من نفوذ الإخشيد ومني واليه من بني كلاب بن عامر واستطاع دخول حلب بغير حرب وهزيمة قوات الإخشيد في حمص والتي كان يقودها ( كافور وهو عبد الإخشيد ) ، وبسط سيف الدولة سلطته على دمشق ومن ثم على الشام كله حتى بلغت الأخبار الإخشيد في مصر فقرر الانتقام من سيف الدولة واستعادة الشام منه .
سار الإخشيد من مصر على رأس جيش كبير ووصل الشام وتقابل مع سيف الدولة في قنسرين وهزم سيف الدولة بتلك الحرب وانكف سيف الدولة إلى بلدة الرقة ، بينما قام الإخشيد بتخريب مدينة حلب وتقطيع بساتينها انتقاما من أهلها لميلهم لسيف الدولة .
ومع دخول سنة 334هـ انتهت الحرب بين الطرفين ( الحمداني والإخشيدي ) انتهت بالصلح بين الطرفين على أن تدخل حلب وحمص فقط إلى حوزة سيف الدولة ، بينما تبقى دمشق وإعمالها لصالح الإخشيد في مصر ، وتوجت العلاقة بين الدولتين بزواج سيف الدولة من فاطمة ابنة أخ الإخشيد .
عودة التوتر بين الطرفين
يقول العرب في أمثالهم ( دوام الحال من المحال ) وهذا ما حدث بالفعل في العلاقات الحمدانية الإخشيدية ، ذلك أن الإخشيد الذي جرى الصلح مع الحمدانيين في عهده قد توفي في السنة ذاتها 334هـ واستولى عبده المسمى كافور على الحكم بعد أن كان وصياً على أبناء الإخشيد .
أتاحت وفاة الإخشيد الفرصة لسيف الدولة أن يسير إلى دمشق التي تنازل عنها بموجب الصلح قبل وفاة الإخشيد ، وخاصة إن أوضاع دمشق الأمنية كانت قد تدهورت بعد أن اخلي كافور العبد جميع عساكرها ليدعم نفسه في حكم مصر ، لكن أهل دمشق لم يرضوا بحكم سيف الدولة وطلبوا العون من كافور سنة 336هـ فاستعادها كافور واخرج منها سيف الدولة ، ومن ثم اجبر كافور سيف الدولة على إنفاذ الاتفاق السابق قبل وفاة الإخشيد وهكذا كان اقتصر حكم سيف الدولة في الشام على حلب بينما كان اخو ناصر الدولة لازال قائماً على ديار ربيعة في العراق ومركزها الموصل .
وبدلاً من توسيع نفوذه على غير حلب قرر سيف الدولة الاتجاه للاستقرار والعناية ببلاطه وعاصمته حلب ، فجعل منها مقصدا للأدباء والشعراء والعلماء الذين لازال لهم ذكر واسم حتى يومنا هذا وفي طليعتهم (أبو الفرج الأصفهاني) صاحب كتاب (الأغاني) الذي أهداه إلى سيف الدولة، فكافأه بألف دينار وقليل من الناس اليوم من لا يعرف هذا الكتاب ، وظهر أيضاً بعض الجغرافيين، مثل (ابن حوقل الموصلي) صاحب كتاب (المسالك والممالك) ، أما في مجال العلوم العربية، فقد ظهر عدد من علماء اللغة المعروفين، مثل (ابن خالويه)، و(أبو الفتوح بن جني)، و(أبو علي الحسين بن أحمد الفارسي) و(عبد الواحد بن علي الحلبي) المعروف بأبي الطيب اللغوي .
أما من الشعراء الناشئين في ظل الدولة الحمدانية فلا نعتقد إن أحدا اليوم لم يسمع بالشاعر ( أبي فراس الحمداني ) وهو ابن عم سيف الدولة وشاعر بلاطه وقد عينه سيف الدولة أميرا على بلدة ( منبج ) وله غزوات وغارات معروفة ، كذلك من شعرا تلك الفترة شاعر الحماسة المعروف أبو الطيب المتنبي الذي امتدح عددا من وقاعات سيف الدولة مع الروم .
غزوات سيف الدولة لبلاد الروم بلاد الروم في ذلك الوقت هي ما تعرف اليوم بـ ( تركيا ) أو ( آسيا الصغرى ) وكان سيف الدولة بعد أن ترك أخوه ناصر الدولة في ديار ربيعة وتولى حلب قد قام بتنفيذ عدة غزوات لبلاد الروم نجح خلالها في حماية الثغور العربية الشمالية ، وقد قام الروم بمحاولة انتقامية سنة 343هـ فهزمهم سيف الدولة هزيمة قاسية زادت من تألقه وشهرته عند المسلمين في تلك الفترة ، وقد اضطر حاكم الروم في تلك الفترة إلى الترهب ( الاعتكاف في الكنيسة ) فقال الشاعر المتنبي يمدح سيف الدولة في قصيدة مشهورة لازال تردد حتى يومنا هذا:
على قدر أهل العزم تأت العزائم=وتأتي على قدر الكرام المكارم
إلى أن قال :
تشرفت عدنان به لربيعة=وتفتخر الدنيا به لا العواصم
وتذكر المصادر التاريخية أن عدد غزوات سيف الدولة للروم بلغت أكثر من أربعين غزوة ، وازدادت قوة سيف الدولة واعتبرت إمارته حلب هي الدولة الحمدانية الربيعية وخاصة أن قبائل ربيعة التفت حوله وفيها قال ملحمته الشعرية والتي ذكر فيها عنزة وبكر وتغلب وعدد مفاخرهم القديمة ، وكان هذا عاملا لأن تنجد الصراعات بين قبائل ربيعة وأعدائهم التقليدين قبائل قيس عيلان وبطونهم ( نمير وعقيل وكعب وغيرهم )
صراعات ربيعة وقيس عيلان مجددا في العهد العباسي الثاني
تمكن سيف الدولة من توحيد قبائل ربيعة ، بكريها وتغلبيها وما ضمت من بطون قبل أن يعم عليها اسم عنزة الوالية الحالية بعد مرحلة طويلة من انهيار الدولة الحمدانية حيث انتقلت ربيعة باسم عنزة الوالية من ديارها في العراق للحجاز ونجد زمن المماليك .
ولكن الصراعات الربيعية القيسية في هذه المرحلة من تاريخ العرب كانت لصالح قبائل ربيعة وقائدها سيف الدولة ، فبعكس الصراع الذي اندلع في العهد الأموي حيث كانت قبائل ربيعة لازال منفصلة إلى قطبيها بكر وتغلب ، فضلا أن ظلال حرب البسوس كان قريبا من ذاكرة ذلك الجيل ألربعي .
لكن الوضع زمن الدولة الحمدانية اختلف جذريا ، فقبائل ربيعة الآن في ظل إمارتين قويتين واحدة في الموصل ( ناصر الدولة ) والأخرى في حلب ( سيف الدولة) ، وتدعم الأمارتين جنود كلهم من قبائل ربيعة الشديدة الشكيمة والتي واجهت قبائل قيس التي تريد التوسع لحساب القرامطة في تلك الفترة ومعهم قبائل طيء التي بدأ نجمها في الصعود تلك الفترة
وفي تلك الفترة صور كل من الشاعرين ( المتنبي ) و ( أبو فراس الحمداني ) بطولات سيف الدولة وقبيلته ( ربيعة ) ضد القيسيين ، وهذا سيف الدولة يصف تلاحم ربيعة وأقطابها على العزوة الوائلية والتي لازال عزوة قبائل عنزة اليوم :
لئن باعتدكم نية طال شحطها=فقد قربتنا نية وضمائر
ويجمعنا في وائل عشرية =ورد وأرحام هناك وشو اجر
ولا ريب أن سيف الدولة هنا يتكلم عن قبائل ربيعة بكاملها والملتحمة تحت العزوة الوائلية اليوم والتي تعرف بها قبائل عنزة المعاصرة ، التي هي نتاج هذه التداخل ألربعي ، خلافا لمن يقول بتشتت قبائل ربيعة وتعددها من مؤرخي هذا العصر ، فبنو وائل لازالوا يعرفون حتى اليوم بعد أن انتسبوا لعمهم عنزة بن أسد بن ربيعة ولازال يحفظون العزوة الوائلية حتى اليوم .
بلاد الروم في ذلك الوقت هي ما تعرف اليوم بـ ( تركيا ) أو ( آسيا الصغرى ) وكان سيف الدولة بعد أن ترك أخوه ناصر الدولة في ديار ربيعة وتولى حلب قد قام بتنفيذ عدة غزوات لبلاد الروم نجح خلالها في حماية الثغور العربية الشمالية ، وقد قام الروم بمحاولة انتقامية سنة 343هـ فهزمهم سيف الدولة هزيمة قاسية زادت من تألقه وشهرته عند المسلمين في تلك الفترة ، وقد اضطر حاكم الروم في تلك الفترة إلى الترهب ( الاعتكاف في الكنيسة ) فقال الشاعر المتنبي يمدح سيف الدولة في قصيدة مشهورة لازال تردد حتى يومنا هذا:
على قدر أهل العزم تأت العزائم=وتأتي على قدر الكرام المكارم
إلى أن قال :
تشرفت عدنان به لربيعة=وتفتخر الدنيا به لا العواصم
وتذكر المصادر التاريخية أن عدد غزوات سيف الدولة للروم بلغت أكثر من أربعين غزوة ، وازدادت قوة سيف الدولة واعتبرت إمارته حلب هي الدولة الحمدانية الربيعية وخاصة أن قبائل ربيعة التفت حوله وفيها قال ملحمته الشعرية والتي ذكر فيها عنزة وبكر وتغلب وعدد مفاخرهم القديمة ، وكان هذا عاملا لأن تنجد الصراعات بين قبائل ربيعة وأعدائهم التقليدين قبائل قيس عيلان وبطونهم ( نمير و عقيل وكعب وغيرهم )
صراعات ربيعة وقيس عيلان مجددا في العهد العباسي الثاني
تمكن سيف الدولة من توحيد قبائل ربيعة ، بكريها وتغلبيها وما ضمت من بطون قبل أن يعم عليها اسم عنزة الوائلية الحالية بعد مرحلة طويلة من انهيار الدولة الحمدانية حيث انتقلت ربيعة باسم عنزة الوائلية من ديارها في العراق للحجاز ونجد زمن المماليك .
ولكن الصراعات الربعية القيسية في هذه المرحلة من تاريخ العرب كانت لصالح قبائل ربيعة وقائدها سيف الدولة ، فبعكس الصراع الذي اندلع في العهد الأموي حيث كانت قبائل ربيعة لازال منفصلة إلى قطبيها بكر وتغلب ، فضلا أن ظلال حرب البسوس كان قريبا من ذاكرة ذلك الجيل ألربعي .
لكن الوضع زمن الدولة الحمدانية اختلف جذريا ، فقبائل ربيعة الآن في ظل إمارتين قويتين واحدة في الموصل ( ناصر الدولة ) والأخرى في حلب ( سيف الدولة) ، وتدعم الإمارتين جنود كلهم من قبائل ربيعة الشديدة الشكيمة والتي واجهت قبائل قيس التي تريد التوسع لحساب القرامطة في تلك الفترة ومعهم قبائل طيء التي بدأ نجمها في الصعود تلك الفترة
وفي تلك الفترة صور كل من الشاعرين ( المتنبي ) و ( أبو فراس الحمداني ) بطولات سيف الدولة وقبيلته ( ربيعة ) ضد القيسيين ، وهذا سيف الدولة يصف تلاحم ربيعة وأقطابها على العزوة الوائلية والتي لاتزال عزوة قبائل عنزة اليوم :
لئن باعتدكم نية طال شحطها=فقد قربتنا نية وضمائر
ويجمعنا في وائل عشرية =ورد وأرحام هناك وشواجر
ولا ريب أن سيف الدولة هنا يتكلم عن قبائل ربيعة بكاملها والملتحمة تحت العزوة الوائلية اليوم والتي تعرف بها قبائل عنزة المعاصرة ، التي هي نتاج هذه التداخل ألربعي ، خلافا لمن يقول بتشتت قبائل ربيعة وتعددها من مؤرخي هذا العصر ، فبنو وائل لازالوا يعرفون حتى اليوم بعد أن انتسبوا لعمهم عنزة بن أسد بن ربيعة ولازال يحفظون العزوة الوائلية حتى اليوم .
بعد انتصار سيف الدولة على الروم سنة 343هـ بدا بنو كلاب بإحداث الأحداث والشغب فغزاهم سيف الدولة بقبائل ربيعة وتمكن منهم وقال أبو الطيب المتنبي مشيرا إلى علاقة بني كلاب بالقرامطة :
ولو غير الأمير غزا كلاباً=ثناه عن شموسهم الضباب
إلى أن قال :
بنو قتلى أبيك بأرض نجدٍ=ومن ابقي وأبقته الحراب
اجتماع قبائل قيس ضد سيف الدولة وقبيلة ربيعة استطاع شيخ من بني عقيل بن عامر تجميع صفوف قبيلته قيس ضد سيف الدولة الحماني وقتلوا جمعا من ربيعة وانشغل عنهم سيف الدولة بالروم مما جعله يمادون في غيهم وتمردهم وذلك سنة 344هـ ، وبعد أن فرغ سيف الدولة من أمر الروم توجه إليهم وخاضت قبائل ربيعة مناخاً شرساً معهم على مدى شهرين انتهى باندحار قبائل قيس وانتصار قبائل ربيعة بقيادة سيف الدولة فقال أبو الطيب المتنبي يمدح سيف الدولة ويؤكد انفراد قبائل ربيعة بالنصر :
وملمومة سيفيه ربعيه=تصيح الحصى فيها صياح اللقالق
وقال احد شعراء شيبان ( واسمه عبد الله بن الورقاء الشيباني ) قال قصيدة طويلة يفاخر بقبيلة ربيعة وأيامها ضد مضر في الجاهلية ومهنئاً لأمير ربيعة سيف الدولة بنصره فعارضه سيف الدولة بقصيدة أكد أ قبائل ربيعة تفاخر أكثر بما صنع في زمن الدولة الحمدانية أكثر مما تفاخر بما قد مضى من مآثر :
أتسمو بما شادت أوائل (وائل)=وقد غمرت تلك الاورال الأواخر
أيشغلكم وصف القديم !ودونه=مفاخر فيها شاغل ومآثر
وهي طويلة جدا مثل قصيدة عمه سيف الدولة والتي تعتبر ملحمة ربعيه
ومما قاله أبي فراس يهجو بني كعب :
نفيتكم عن جانب الشام عنوة= بتدبير كهل في طعان غلام
وفتيان صدق من غطاريف وائل=خفاف اللحى شم الأنوف كرام
وسبق إن قلنا إن أبي فراس لم يكن شاعراً فحسب بل كان فارسا من فرسان ربيعة وله غارات مع قبائل قيس وتولى منصب أمير منبج من قبل سيف الدولة.
احتلال الروم لحلب وهروب سيف الدولة وأسر أبي فراس
بعد عدة عقود من الحرب بين بني حمدان والروم استطاع الروم تحقيق غزوة ناجحة على حلب سنة 350هـ تمكنوا فيها من احتلال البلد ، بعد أن خدعوا سيف الدولة الذي خرج من بلده لملاقاتهم فلم يجدهم إلا في حلب ذاتها فانهزم شرقا إلى ديار ربيعة حيث يحكم أخوه ناصر الدولة .
حقق الروم مكاسب جمة في تلك الغزوة واستعادوا معظم خسائرهم السابقة ، وابرز ما صنع الروم هو أسرهم للفارس والشاعر الكبير أبي فراس الحمداني حيث اقتادوه إلى القسطنطينية ولكنهم أكرموا أسره .
عودة سيف الدولة إلى حلب مرة أخرى سنة 351هـ
وبسبب أحداث داخلية اضطر الروم للانسحاب فجأة من حلب سنة 351هـ ، مما أتاح الفرصة لسيف الدولة أن يعود من ديار ربيعة إلى عاصمته حلب ويحكمها مرة أخرى ، ثم قرر سنة 354هـ أن يذهب إلى الروم ويعقد معهم اتفاقية تبادل الأسرى بين الجانبين وكان من أهم اسري الحمدانيين المطلق صارحهم بموجب هذه الاتفاقية هو الشاعر أبي فراس الحمداني ألذي قضى أربع سنوات أسيرا وصور تلك الفترة بشعره وله ديوان مطبوع .
وفاة سيف الدولة
وفي سنة 356هـ توفي سيف الدولة الحمداني تاركاً انجازات كثيرة لعل أبرزها توحيد قبائل ربيعة والتي تعتبر قبائل عنزة الوائلية الحالية امتدادها ولا ريب في ذلك فعنزة هو حفيد ربيعة المباشر ووائل هو عزوتها وكلا الاسمين يدلان على قبيلة واحدة تعتبر اليوم اكبر قبائل العرب .
حلب بعد وفاة سيف الدولة ( 356هـ -381هـ) تولى سعد الدولة ولقبه ( أبو المعالي) بعد أبيه سيف الدولة وكان صغيرا بالسن ومقيماً مع أمه في ديار ربيعة ، وتم إحضاره رغم صغر سنه ليستلم مكان أبيه بوصاية غلام سيف الدولة المدعو ( قرعوه ) بعد أن ترك أمه في ديار ربيعة ، وقرعويه كان طامعا بسعد الدولة ومستغلاً حداثة سنه ، وبلغ به الخبث أن يوهم سعد الدولة بخطورة الأمير الشاعر أبي فارس الحمداني مما جعله يشن حملة عليه وهو في حمص ويقتله لتنتهي أسطورة الأمير الشاعر أبي فراس في ربيع الأول سنة 357هـ .
وننتقل الآن للشق الثاني من إمارة الحمدانيين وهو الموصل وأميرها ناصر الدولة.
ناصر الدولة الحمداني وإمارة الموصل
وهو الأمير الحمداني الذي كان قائما على الموصل وديار ربيعة إلى جانب أخوه سيف الدولة القائم في حلب والذي تحدثنا عنه، غير أن سيف الدولة وشهرته قد غطت كثيرا على أخيه ناصر الدولة فاخترنا الحديث عن سيرة السيف الدولة ابتداءً ، ويحسن إن نذكر بعض إخبار ناصر الدولة قبل الدخول إلى مرحلة ما بعد وفاة سيف الدولة وحتى انقراض الدولة الحمدانية نهائياً سنة383هـ .
وناصر الدولة اكبر في سناً من سيف الدولة والعلاقات بين الاثنين كانت أكثر من ممتازة وكل في إمارته مستقل عن الآخر، فمثلا قام البويهيون الفرس بغزو الموصل سنة 347هـ لاستئصال ناصر الدولة فما كان من أخيه سيف الدولة الا أن دفع للبويهيين جزية عن أخيه مقابل تركه على حكمه، وقال الشاعر الدرامي عن الأميرين سيف الدولة وناصر الدولة وحكمهم لديار ربيعة:
بجبلي وائل وركني عزها=وعارضي أفق نداها المنهل
لكن أمور ناصر الدولة قد تغيرت بعد وفاة أخيه سيف الدولة سنة 356هـ ومرض هو الآخر حتى طمع ابنه الذي أسمه ( أبو تغلب ) في الحكم فزينت له نفسه أن يعتقل أبيه ناصر الدولة ويحبسه حتى مات سنة 358هـ ، وبموت الأميرين الكبيرين بدأت الأمور تتغير على بني حمدان وقبائل ربيعة بعد أن أصبح أبنائهما هم الحكام .. أبو تغلب في الموصل وسعد الدولة في حلب.
وابعد وفاة سيف الدولة وناصر الدولة
قلنا سابقاً أن بعد وفاة الزعيم سيف الدولة قام قرعويه غلامه بالوصاية على ابنه ( سعد الدولة ) وأقنعه قرعويه بالتخلص من الأمير أبي فراس الحمداني سنة 357هـ ، لكن قرعويه بعد أن تم له هذا اظهر بالفعل ما كان ينويه وهو التخلص من بني حمدان في حلب والاستيلاء على حكمهم مستغلا حداثة سن سعد الدولة الذي اضطر للخروج من عاصمة أبيه يجر أذيال الهزيمة ومتجها إلى أمه في ديار ربيعة التي شجعته على حشد الحشود من جديد لاستعادة ملك أبيه فكان ذلك في رمضان سنة 358هـ .
حاصر سعد الدولة غلام أبه قرعويه في حلب حتى جاءت الأخبار بقدوم الروم إليها فاضطر للانسحاب في ذي الحجة من سنة 358هـ ولكن بدلاً من أن ينسحب إلى ديار ربيعة عاد إلى بلدة قريبة من حلب تعرف بـ ( معرة النعمان ) في الوقت الذي قرر قرعويه إن يدفع الجزية للروم مقابل احتفاظه بحلب . أما ديار ربيعة التي بيد والدته فقد أخذها أبو تغلب بن ناصر الدولة أمير الموصل بعد أن هددها الروم بغزو ديار بكر وبالتالي ظهرت أول بوادر الشقاق بين سعد الدولة وابن عمه أبو تغلب حاكم الموصل .
عودة سعد الدولة إلى عاصمته حلب
بعد رحيل الروم الذي وجه غزواتهم إلى الشرق تدهورت أمور قرعويه الذي يحكم بلا شرعية ولا عصبية لقبيلة، مما مهد لسعد الدولة إن يستعيد مناطق مهمة مثل حمص فضلا عن معرة النعمان التي هي بيده أصلا ، فقرر قرعويه مصالحة سعد الدولة سنة 359هـ على إن تكون لقرعويه حلب فقط فكان ذلك ، لكن آمرو أهل حلب تغيرت واشتاقوا لأميرهم سعد الدولة فكاتبوه سنة 366هـ وطالبوه بالعودة إلى حلب وعاد إليها فعلا مستغلا الخلاف بين قرعويه وشخص اسمه ( بجكور ) كان طامعا في الحكم ، واستطاع بكجور إن يستولي على حمص ، وبعودة سعد الدولة إلى حلب قويت الدولة الحمدانية مرة أخرى في هذه المنطقة بينما بقيت الإمارة الحمدانية الأخرى ( الموصل ) قائمة بيد أبي تغلب .
كان العباسيون ذلك الوقت ورغم ضعفهم إلا أنهم مصدر مشروعية أي سلالة فرعية تحكم ، فكان من الضروري إن يحصل سعد الدولة على تأييد بغداد لإضفاء المشروعية على حكمه من قبل أمير المؤمنين ، فتم له ذلك ولقب حينئذٍ بـ ( أبي المعالي (
تدخلات الدولة الفاطمية ونهاية الدولة الحمدانية
الدولة الفاطمية كانت تتطلع للتوسع من مصر إلى الشام وكانت على اتصال مع الطامعين في الحكم في كل من العراق والشام ، وكان أول اتصال للفاطميين مع بكجور الذي كان أميرا بحمص وتم إمداده من قبل الفاطميين بجيوش من قبائل المغرب العربي الشديدة ومن ثم تولى بكجور حكم دمش لصالح الفاطميين ، وتسبب علاقة بكجور بالدولة الفاطمية في حدوث انشقاق بينه وبين سعد الدولة سنة 372هـ .
بقي بكجور واليا للفاطميين ويدعو لهم على منابر دمشق حتى طردوه إلى الرقة في الجزيرة ، لكنه عاد ودعا لهم في الرقة وأغراهم بتطويق حلب بمساعدته سنة 381هـ ، لكن بجكور هزم أمام سعد الدولة وضربت عنقه وانتهى أمره وفشلت أول محاولات الدولة الفاطمية للقضاء على بني حمدان رغم الدعم الرهيب التي حظيت به تلك الحملة من قبل عزيز مصر الفاطمي ، وهدد الفاطميين أمير حلب فقرر غزوهم بعد رسالة استفزازية من عزيز مصر ولكنه لم ليبث إلا أن عاجلته منيته فير مضان من سنة 382هـ وتولى بعده أبنه ابو الفضائل آخر حكام الدولة الحمدانية في حلب
الخاتمة:
غزو الفاطميين لحلب ونهاية الدولة الحمدانية
استغل الفاطميين وفاة سعد الدولة وقاموا بغزو حلب عدة غزوات لم تنجح بشكل قاطع في ما ظهر الأمر الذي يؤكد توقيع صلح بين نزار الفاطمي وأبي الفضائل سنة 385هـ ، لكن الدولة الحمدانية أصبحت بيد الفاطميين حتى تنحية أبي الفضائل سنة 404هـ لتنقطع أخبار تلك الدولة الربيعية في حلب ، أما أبو تغلب فاستمر حاكما على الموصل حتى استولى البويهيين على ديار ربيعة وقاعدتها الموصل وبهذا انتهت الأسرة الحمدانية بينما استمرت قبائل ربيعة في ديارها حتى انتقلت من ديار ربيعة إلى خيبر تحت مسمى قبائل عنزة الوائلية الحالية لتبدأ مرحلة تاريخية أخرى هي التي نعيشها اليوم.
اهم المراجع :
1- تاريخ الرسل والملوك للطبري
2- تاريخ ابن الاثير3- زبده الطلب في تاريخ حلب لابن العديم
4- الأعراق الخطيرة في ذكر أمراء الشام و الجزيرة لابن شداد
5- مقال بعنوان ( حلب زمن سيف الدولة ) للمحامي علاء السيد وهو على الرابط :
رابطة أدباء الشام
6- فنون الأدب للنوير من أدباء العصر المملوكي
7- تاريخ ابن خلدون لابن خلدون الحضرمي
8- ديوان أبي فراس الحمداني
9- كتاب تاريخ الدولة الفاطمية للدكتور محمد جمال الدين سرور
م/ن
لؤلؤة البحار .. أحمد بن ماجد
مقدمة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم … أما بعد …
يسعدني أن أتقدم بهذا البحث المتواضع بعنوان ( لؤلؤة البحار) ؛ لكي أقدم نبذة مختصرة عن حياة ( أحمد بن ماجد ) ، هذا الملاح الشهير الذي انتشر اسمه في المشرق والمغرب .
وفي الحقيقة إن الكتابة عن حياة هذا الملاح لا تسعها الكتب والمجلدات ، ولكن أردت أن أقدم مقتطفات سريعة عن جوانب حياة هذا الملاح الشهير ، والذي تميزت حياته بحب البحر منذ الصغر ، والميل إلى المغامرات ، وصراع أمواج البحر القوية ، بالإضافة إلى المبتكرات والمخترعات التي قدمها وخاصة ما يتعلق بعلم البحر، بالإضافة إلى المؤلفات الكثيرة والأراجيز الشعرية المشهورة التي خلفها ، و أصبحت مرجعاً أساسياً لمن أراد أن يكتب عن البحر.
و سأقسم البحث إلى ثلاثة أقسام رئيسة ، وكل قسم ينقسم إلى عناوين فرعية أخرى ، وستكون هذه الأقسام كالتالي :
القسم الأول : بعنوان ( ابن ماجد وحياته ) أتناول فيه تاريخ مولد ابن ماجد ومكان ولادته ، و المكانة التي اشتهر بها ، ثم بعض المغالطات التي أثيرت حوله ، ومحاولة تبرئته مما نسب إليه من إرشاد الملاح البرتغالي فاسكو دي جاما إلى ميناء كلكتا بالهند ، مما ساعد البرتغاليين في أطماعهم بالسيطرة على الشرق ، والدور العظيم الذي قام به صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي – عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة – في كتابه ( بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد ) الذي أثبت فيه بالبحث الأدلة براءة الملاح العربي من هذه التهمة .
القسم الثاني : فسيكون بعنوان ( جهود ابن ماجد وآثاره الأدبية ) ، وفي هذا البحث سأوضح أهم المؤلفات التي ألفها أحمد بن ماجد سواء كانت كتباً أو أراجيز شعرية .
القسم الثالث : فسيكون بعنوان ( جهود ابن ماجد و آثاره العلمية ) ، أوضح فيه الأفضال التي خلفها ابن ماجد عن الملاحة ، ثم سأقوم بعرض بعض الاختراعات التي اخترعها مثل : البوصلة وآلة الكمال ؛ كدليل على هذه الاختراعات وأخيراً سأوضح النصوص التي قالها أحمد بن ماجد عن الرياح الموسمية .
أدعو الله – تعالى – أن يوفقني في بحثي هذا ، وأشكر كل الجهود المخلصة التي تسعى إلى توضيح الحقائق ، وإلى الافتخار بالرجال الأبرار الذين رفعوا شأن بلادهم ، وقدَّموا للأجيال علماً نافعاً .. وعلى الله فليتوكل المؤمنون ..
محمد ماهر جودة
القسم الأول : ابن ماجد وحياته :
أحمد بن ماجد ومولده :
ابن ماجد هو شهاب الدين أحمد بن ماجد بن محمد بن عمرو بن فضل بن دويك بن يوسف بن حسن بن الحسين بن أبي معلق السعدي بن أبي الركائب النجدي ، بحار وعالم من علماء البحر والفلك والمسلمين، عاش في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري ، و أوائل القرن العاشر ، وقد أغفلت معظم المصادر العربية ذكر هذا الملاح العربي وتاريخ حياته ، غير أنه تحدث عن نفسه في مؤلفاته ومنها نعلم أن أصله يرجع إلى نجد في وسط شبه الجزيرة العربية (1) .
ومن ألقابه : ( ريس ) ، و ( معلم ) و ( ربان ) ، بل إن معاصريه يشيرون إليه بـ ( أسد البحار ) و ( ليث الليوث ) و ( ابن ربان البرين ) أي بر العرب و بر العجم .
أما عن مولده فمن المحتمل أنه ولد عام 840 هـ في جلفار من الخليج العربي وهي مدينة رأس الخيمة حالياً بدولة الإمارات العربية المتحدة … من أسرة اشتهر أفرادها بريادة البحر وحب الأسفار والملاحة ، فتعلق قلبه منذ الصغر بالبحر (2) .
مكانة ابن ماجد :
كان ابن ماجد يلوح في أفق المشرق العربي … قبس يضيء مجاهل البحار والمحيطات بما كان يتوفر لديه من خبرة ودراية شخصية حلقت في سماء المعرفة و برزت في ميدان الاختراع والابتكار والتأليف .
و ها نحن نحلق مع شخصية أعطت المثل على أنها قدوة في السلوك والخلق الرفيع ، إنه أحمد بن ماجد العالم الذي اطلع على عدد من المؤلفات وخاض تجربة طويلة في الملاحة البحرية قبل أن يقدم لنا حصيلته العلمية في أكثر من خمسة وثلاثين أرجوزة كلها طريفة ومفيدة .
لقد ظل اسم أحمد بن ماجد على ألسنة البحارة في خليج عمان والبحر الأحمر والمحيط الهندي قروناً عديدة بعد وفاته ، حتى أن السير ريتشارد بورتون ( Sir Richard Burton ) يذكر في كتاب الخطوات الأولى في شرق أفريقيا ( First Foots tepsin Africa ) أنه لما أبحر من عدن عام 1854م تلا البحارة سورة الفاتحة قبل الإقلاع ترحماً على روح الشيخ أحمد بن ماجد (3) .
حياتــه :
اشتهر ابن ماجد بريادة البحر وحب الأسفار والملاحة ، فتعلق بالبحر منذ الصغر ، واكتسب مهارات أجداده ، واستطاع بفضل تجاربه العديدة و سعة علومه البحرية ، التوصل إلى اكتشاف أساليب جديدة في فنون الملاحة مستخدماً علم الفلك بشكل واسع ، بالإضافة إلى البوصلة المائية التي استخدمها لتحديد الاتجاهات والمسارات البحرية ، وقضى معظم حياته أستاذاً ومرشداً ملاحياً في غرب المحيط الهندي والبحر الأحمر ، وقد كان ذلك سبباً في ذيوع شهرته وتردد اسمه كعلم من أعلام البحر في ذلك الزمان ، ووصلت أخباره إلى شواطئ أوروبا حيث كان الأسبان والبرتغال يحاولون استكشاف طرق جديدة للوصول إلى الشرق والهند بصفة خاصة عن طريق الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح الذي كان يسمى بـ ( رأس العواصف ) آنذاك .
وقد كان ذلك بمثابة فترة حاسمة في التاريخ البحري حيث أدى تصادم النفوذ البحري العربي بالنفوذ الأوروبي إلى بداية عهد جديد … عهد التفوق الأوروبي من ناحية ، وتدهور النشاط البحري العربي من ناحية أخرى .
لا يوجد تاريخ ثابت لوفاة أحمد بن ماجد ، إلا أنه من المتصور قد عاش أكثر من ستين سنة بعد أن كتب آخر مؤلفاته ، وقد شكا في إحدى قصائده الأخيرة العواقب الوخيمة للوجود البرتغالي في المنطقة مما يدل على أنه كان يدرك الخطر الذي ستجره تلك السيطرة على مكانة العرب البحرية (4) .
ابن ماجد يصف نفسه :
وحين يتحدث ابن ماجد عن نفسه ، و يتكلم عن ( المعالمة ) المشهورين في البحر يقول : " غير أن خبرتهم مع ذلك محدودة فهم لم يركبوا البحر إلا من سيراف إلى بر مكران ، وساروا يسألون عن كل بر أهله ويؤرخون ، وكان في زمانهم من المعالمة المشهورين عبد العزيز بن أحمد المغربي وموسى القندراني وميمون بن خليل ، فكان في زمانهم من النواخذة المشهورة أحمد بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي الفضل بن أبي المصري .. فيأخذون من كل أحد بره وبحره ويؤرخونه فهم مؤلفون لا مجربون " .
وهو يزن نفسه بحق فيقول : " ونهاية المتقدم في الزمن بداية المتأخرين ( بعده ) وقد عظمنا علمهم وتأليفهم وأجللنا قدرهم بقولنا : أنا رابع ثلاثة ، وربما في العلم الذي اخترعناه في البحر ورقة واحدة تقيم ( تسوي ) في البلاغة والصحة والفايدة والهداية وعلى الطريق والدلالة ( في مسارب البحر ) بأكثر مما صنفوه " (5) .
مغالطات حول أحمد بن ماجد :
– قصة إرشاد ابن ماجد لفاسكو دي جاما :
للأسف الشديد فإن كثيراً من المراجع تناولت حياة ابن ماجد بشكل فيه مغالطات واضحة نسوق منها على سبيل المثال لا الحصر :
× تشير المصادر العربية إلى أن أحمد بن ماجد تصادف وجوده في ماليندي أثناء زيارة فاسكو دي جاما، وأن الملاح البرتغالي حينما التقى به أعجب بغزارة علمه وشجاعته ، وطلب إليه أن يقوده في أول رحلة تتم عبر المحيط بين أوروبا والهند ، وكانت الدوافع العلمية هي الحافز الأساسي لقبول أحمد بن ماجد المهمة التي فتحت آفاقاً جديدة في تاريخ العالم البحري ، والتي جعلت منه شخصية تاريخية أسطورية .
وقد قامت شهرة أحمد بن ماجد في الغرب باعتباره المرشد الذي قدم مساعداته للبرتغاليين إلى الموانئ التجارية في جنوب الهند وأهمها ميناء ( كاليكوت ) واكتسب هذا الحادث أهمية خاصة في نظر المعلقين الشرقيين والغربيين على حد سواء باعتبار أن الوصول إلى الطرق بين شرق أفريقيا والهند بالالتفاف حول رأس الرجاء الصالح يمثل مفتاح السيطرة التجارية في هذه المياه .
وقد ذكر بعض المؤرخين خاصة ممن اعتمدوا على المصادر البرتغالية ، أن المرشد الذي قاد فاسكو دي جاما لم يكن عربياً وإنما كان هندياً مسلماً ، وذلك بالنظر كما يقولون إلى الفصول المواتية للإبحار بين شرق أفريقيا والبحر الأحمر من ناحية و جنوب الهند من ناحية أخرى ، غير أن هذا الرأي لا يصمد للحقائق لأننا نعرف أن أحمد بن ماجد كان يلم إلماماً تاماً بالطريق البحري المباشر بين المليبار والساحل الصومالي ، ويترتب على ذلك ضمنياً أن الملاحين والمرشدين العرب كانوا قادرين بالفعل على الإبحار فيه (6) .
× وتتفق المصادر التاريخية على أن فاسكو دي جاما بعد أن عبر رأس الرجاء الصالح ألقى مراسيه في ماليندي على الشاطئ الشرقي لأفريقيا ، وهناك بحث عن دليل ليرشده إلى الهند لعدم معرفته بنظام هبوب الرياح الموسمية في شرق أفريقيا والمحيط الهندي ، وقد أدى ذلك إلى تحطم بعض سفنه .
وقد عرَّف الكتَّاب البرتغاليون في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي ابن ماجد باسم (ماليموكانا ) وهو التحريف للقبه العربي الذي يعني ( المعلم الفلكي ) .
وقد عرض فاسكو دي جاما على ابن ماجد آلاته البحرية المستخدمة عند البرتغاليين ، ولكن ابن ماجد لم يدهش لها ، بل عرض عليه الآلات البحرية التي طورها العرب ، ومنها آلات مثلثية مربعية الشكل لقياس ارتفاع الشمس ، وخصوصاً النجم القطبي ، كما أراه خرائط تفصيلية للمحيط الهندي وشرق أفر يقيا والجزيرة العربية قائمة على خطوط طول وعرض متوازية ، وهو شيء لم يعرفه الأوروبيون آنذاك ، كل هذا أدهش فاسكو دي جاما وازداد إعجابه بمرشده الملاحي فقرر الرحيل معه فوراً .
أما الأثر الذي تركته هذه الحادثة والنتائج التي ترتبت على هذا الإرشاد فهو ما لم يكن في حسبان ابن ماجد ، حيث اتهمه المؤرخون المسلمون بعدة اتهامات بعد أن ظهرت نوايا البرتغال الحقيقية في الشرق ، والمصائب التي وقعت على المسلمين بسببهم (7) .
× يقول المؤرخ المسلم قطب الدين النهروالي في كتابه ( البرق اليماني ) : فلا زالوا يتوصلون إلى معرفة هذا البحر إلى أن دلهم شخص ماهر يقال له أحمد بن ماجد ، صاحبه كبير الفرنج ، وكان يقال له ( الأملندي ) وعاشره في السكر فعلمه في الطريق في حال سكره ، وقال لهم لا تقربوا الساحل من ذلك المكان ، وتوغلوا في البحر ثم عودوا فلا تنالكم الأمواج ، فلما فعلوا ذلك صار يسلم من السكر كثيراً من مراكبهم ، فكثروا في بحر الهند (8) .
× غير أن ما قاله النهروالي عن شخصية ابن ماجد يجب أن يؤخذ بكثير من الحذر ، فيبدو أن ابن ماجد كان رجلاً متديناً وخاصة وأنه رجل عاصر المخاطر والمهالك في البحر ، فلا بد أن قلبه كان دائماً مع الله عز وجل ، ونلمس في كتاباته روح التدين العميق مثل قوله : " وينبغي للمعلم – يقصد ربان السفينة أو قائدها – أن يكون عادلاً تقياً لا يظلم أحداً مقيماً على طاعة الله ، متقياً الله حق اتقائه تعالى" .
يضاف إلى ذلك أنه من المستبعد أن يصدق فاسكو دي جاما رجلاً عاقره في الخمر ، وهو مقدم على شيء مجهول بالنسبة له يخاف مخاطره ، بل الأصوب أن يأخذ بكلام رجل عالم ذكي يثق بنفسه وقد وثق به فاسكو دي جاما .
والأرجح أن يكون ابن ماجد قد رضي أن يرشد أسطول فاسكو دي جاما إلى الهند بعد أن كلفه بذلك ملك مالندي واعتبر ابن ماجد ذلك تكريماً له ، كما أن التفكك السياسي الذي أصاب المسلمين في ذلك الوقت ساعد البرتغاليين كثيراً في تنفيذ أهدافهم ، ولا يمكن أن نلقي اللوم على شخص واحد هو ابن ماجد .
وكيفما كان الأمر فقد بقي فاسكو دي جاما ثلاثة أشهر في كاليكوت تبادل المحادثات والهدايا مع حاكم الثغر ، وأظهر له النوايا الحسنة والرغبة في التجارة فقط (9) .
وعلى كل فإن قصة ابن ماجد و فاسكو دي جاما تعرضت إلى النقد ودراسات كثيرة أثبت بعضها أن ابن ماجد لم يكن البحار الذي دلَّ فاسكو دي جاما الطريق إلى الهند .
× في معجم ( المنجد في اللغة والأعلام ) : ابن ماجد ( أحمد ) ( ت بعد 1498م ) : بحار ورائد عربي يقال أنه رافق فاسكو دي غاما إلى الهند (10) .
× في موسوعة المعرفة : كان البرتغاليون يسمونه ( المالندي ) أو ( الميرانتي ) ومعناها : أمير البحر ، وفي سفينة فاسكو ديجاما جانب من قصة هذا البحار العالمي العربي ، الذي استعان به فاسكو ديجاما ، في رحلته الشهيرة حول رأس الرجاء الصالح إلى الهند .
وفي مخطوطات معهد الدراسات الشرقية ( بليننجراد ) ، مخطوطة عربية كتبها ابن ماجد بالشعر في ثلاث فصول ، وصف فيها طرق الملاحة المختلفة عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي ، في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي وبداية القرن السادس عشر ، وتعد هذه المخطوطة بمثابة مرشد الملاح في تلك البحار ، والحق أنه لولا ابن ماجد ما استطاع البرتغاليون عبور المحيط الهندي لعظم أمواجه وشدة رياحه خصوصاً في موسم هبوب الرياح الجنوبية الغربية الممطرة .
وتستمر الموسوعة في شرح قصة الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح ، ذاكرة أن ساحل أفريقيا الغربي كان مجهولاً لدى الأوروبيين ، فقد أحاطت به الهواجس والأوهام ، وكان الأوروبيون يعتقدون أن السفن التي تصل إلى هناك لا تعود …
وفي عام 1486م أرسل البرتغال بعثة إلى الهند ، عن طريق مصر ، وفي طريق العودة توقف قائد البعثة وهو البحار ( كوفيلهام ) في جزيرة سقوط جنوبي شبه جزيرة العرب ، وهناك التقى بالبحار العربي ابن ماجد ، وسمع عن جزيرة القمر ، وهي جزيرة مدغشقر – اليوم – وعندما وصل إلى القاهرة سارع بإرسال خطاب إلى ملك البرتغال ، يحثه على إرسال بعثة للطواف من حول إفريقيا والوصول إلى جزيرة القمر ، وعرض معاونة ابن ماجد ، وفي عام 1498م أتم فاسكو ديجاما تلك الرحلة بنجاح بمعاونة ابن ماجد كما قدمنا (11) .
× وللأسف الشديد نجد كتاب اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي يكرر الفكرة السابقة فيقول : ومما أكسبه شهرة دولية واسعة ، إرشاده للملاح البرتغالي فاسكو دي غاما من ميناء ( مالندي ) في كينيا ، واجتيازه البحر دون أن يلقى عقبة أو مشقة ، حتى وصل إلى ( كاليكوت ) في الهند ، بفضل إرشاد الربان العربي ، ولقد كان ابن ماجد مخلصاً في صحبته للرحالة البرتغالي ، ولكن هذا الرحالة وقومه البرتغاليين استغلوا الكشوف الجغرافية لأغراضهم الاستعمارية في منطقة الخليج العربي ، وقد أسف ابن ماجد لذلك وسجل هذا الشعور في كتبه (12) .
× ويتكرر أيضا في كتاب التاريخ للصف الأول الثانوي : وفي مدينة ماليندي زوده حاكمها ببحار عربي ماهر هو : أحمد بن ماجد ليدله على الطريق إلى الهند ، حيث أوصله ( قاليقوت ) على الساحل الغربي للهند ، المسمى بساحل (الملبار ) وهناك عقد مع حاكمها اتفاقات تجارية … (13) .
× في موسوعة عباقرة الإسلام : وروى فاسكو دي غاما مرافقة ابن ماجد له في إحدى سفراته ، وكان يسميه ( كانا كان ) (14) .
× في كتاب جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم : والأرجح أن يكون ابن ماجد قد رضي أن يرشد أسطول فاسكو دي جاما إلى الهند ، بعد أن كلفه بذلك ملك ماليندي ، واعتبر ذلك تكريماً له (15) .
– براءة أحمد بن ماجد :
& يستحق صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي – حاكم الشارقة – الشكر والتقدير ؛ لتصحيحه العديد من التشويهات المغرضة لتاريخ العرب ، وتثبيته لكثير من العلوم والأمجاد العربية التي حاول الأعداء والكارهون تزييفها ، أو نسبتها لغير أصحابها من علماء العرب الذين كانوا سباقين إلى صنع الحضارة والمجد .
& وكان كتابه ( بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد ) خير دليل على ذلك ، حيث وثق الحقائق ، وأنهى مشكلة علمية، وتاريخية ، مفحماً المشككين والمقتنعين بما يقوله المستشرقون من دون الأخذ بما يقوله أقرانهم العرب، حيث ما زال يتشبث بعض أساتذة التاريخ إلى الآن بما جاء جهلاً وخطأ في كتاب (قطب الدين أحمد محمد النهروالي) – الهندي العربي الأصل – ( البرق اليماني في الفتح العثماني ) الذي صدر في نحو عام 1575م أي بعد مرور ثلاثة وثمانين عاماً على رحلة فاسكو دي غاما إلى الهند .
& يقول سموه تحت عنوان : المرشد الغجراتي : إن جميع المؤرخين البرتغاليين في القرن السادس عشر ، قد أجمعوا أن فاسكو داغاما قد استفاد من مساعدة مرشد غجراتي عندما أبحر من شرق أفريقيا إلى الهند عام 1498م وهي المرحلة الأخيرة من رحلة المشهورة من البرتغال إلى الهند والتي دلت القوى الأوروبية للدخول مباشرة إلى المحيط الهندي والخليج العربي (16) .
& واستدل سموه بشهادة مؤرخين من الغرب أمثال : كاستا نهيدا ، وباروس ، وفاريا إي سوزا ، وداميادي غويس.
& وأورد سموه الفقرة الخاصة بالمرشد المسيحي كما جاءت في مخطوطة ليوميات الرحلة الأولى بفاسكو داغاما : في يوم الأحد التالي والذي صادف 22أبريل صعد أمين سر الملك من السفينة ظافرة إلى ظهر السفينة ، ولأنه لم يكن أحد قد اقترب من سفينتنا خلال اليومين السابقين فقد قام القائد باعتقاله ، وأرسل إلى الملك طالباً منه إرسال المرشدين الذين وعد بإرسالهم إليه ، وفور تسلم الملك للرسالة أرسل له مرشدأ مسيحياً ، فأطلق القائد بعد إذ سراح الرجل النبيل الذي كان قد احتجزه في سفينته ، ولقد سررنا كثيراً بالمرشد المسيحي الذي أرسله الملك لنا (17).
& كان عمر ابن ماجد 75عاما عند وصول فاسكو دي جاما إلى المنطقة ، ثم انقطعت أخباره بعد بلوغه عامه الحادي والثمانين ، عام 906هـ – 1500م أي أنه انتقل إلى رحمة ربه في الوقت الذي هاجم البرتغاليون ميناء عدن وغيره من الجزر .
& لم يزر ابن ماجد ملندة ، ولم يدخلها بمركب في حياته ولا علاقة له البتة بملكها الزنجي أو العربي فكيف يجتمع بها بفاسكو داغاما ؟ ومن أين يتلقى الأخبار عنهم إذا لم يتصل بهم أبداً .
& لم تشر أي من المصادر البرتغالية المعاصرة لرحلات فاسكو دي غاما عن مرافقة أي عربي أو مسلم له في رحلاته فكل ما جاء في المصادر البرتغالية يشير إلى اسم ( كاتا ) كما ذكر المؤرخ البرتغالي (كاستا تهيدا ) المطبوع عام 1552م وكذلك المؤرخ ( كويش ) المطبوع عام 1566م في كتابه عن الملك البرتغالي مانويل فتردد الاسم نفسه في كتاب ( باروش ) المطبوع عام 1777م الذي جاء في الصفحة 38 من الكتاب قوله : لقد أقبل معهم أحدهم (Maure) من كاجارات يحمل اسم ( كانا ) فانضم إلى صحبتنا يلتمس المتعة والسلوان بقدر ما كان يتسول لإرضاء حاكم ماليندي الذي كان يبحث عن ربان يرشد البرتغاليين ، وهو الذي أبحر مع ديجاما في العام 1498م .
& وحملة تبرئة ابن ماجد توالت في الفترة الأخيرة في أكثر من مناسبة علمية مثل :
& ندوة ابن ماجد في معرض اكسبو لشبونة عام 1998م بمشاركة عدد من العلماء والمؤرخين البرتغاليين وبحضور الشيخ حامد بن زايد آل نهيان .
& وفي ندوة تاريخ العلوم عند العرب في اللاذقية برعاية الرئيس الراحل حافظ الأسد وحضور عدد من العلماء والمؤرخين العرب والأجانب وبمشاركة الدكتورة صالحة سنقر وزيرة التعليم العالي سابقاً .
& وكذلك في مؤتمر عُمان في التاريخ والذي أقيم تحت رعاية السلطان قابوس وحضور جمع من العلماء والسيد فيصل وزير التراث القومي .
القسم الثاني : جهوده وآثاره الأدبية :
مؤلفات أحمد بن ماجد :
أما مؤلفات أحمد بن ماجد … كما رتبها الدكتور أنور عبد العليم (18) كالتالي :
1-أرجوزة بر العرب في خليج فارس ( 100 بيت ) .
2-أرجوزة في قسمة الجمة على أنجم بنات نعش ( 221 بيتاً ، ألفت سنة 900 هـ ) .
3-أرجوزة في النتخات لبر العرب ( 255 بيتاً ) .
4-أرجوزة مخمسة ( في شؤون البحر ، 17 بيتاً ) .
5-الأرجوزة المعربة ( 178 بيتاً ) عربت الخليج البربري وصححت قياسه ، ألفت سنة 890هـ .
6-البليغة في قياس السهيل والمرامح ( 64 بيتاً ) .
7-التائية ( 55 بيتاً ، من جدة إلى عدن ) .
8-تصنيف قبلة الإسلام في جميع الدنيا ، و تسمى تحفة القضا ( 295 بيتاً ألفت سنة 893 هـ ) .
9-حاوية الاختصار في أصول علم البحار ( 1082 بيتاً ) ألفت سنة 866 هـ .
10-الذهبية ( 193 بيتاً ) في المرق والمغزر .
11-السبعية ( 307 بيتاً ) في سبعة علوم من علوم البحر .
12-ضريبة الضرائب ( 192 بيتاً ) في القياسات الفلكية .
13-عدة الأشهر الرومية ( 13 بيتاً ) .
14-الفائقة ( 57 بيتاً ) في قياس الضفدع وقيد سهيل .
15-القافية ( 33 بيتاً ) في قياس النجوم المشهورة .
16-القصيدة المكية ( 171 بيتاً – السفر من جدة لسواحل المحيط الهندي ) .
17-كنز المعالمة في علم المجهولات في البحر ( 71 بيتاً ) .
18-كتاب الفوائد في أصول علم البحر والفوائد ( في العلوم البحرية ) .
19-كتاب المول ( سواحل المحيط الهندي ) .
20-المعلقية ( أرجوزة من 273 بيتاً ، تصف المجاري وقياساتها من بر الهند إلى بر سيلان وناج باري و بر السيام و ملقة و جاوة ، وما كان في طريقهم من الجزر والشعبان .
21-السفالية ( أرجوزة من 807 بيتاً تصف المجاري و القياسات في مليبار و كنكن و جوراته و السند و الأطواح إلى السيف الطويل و السواحل و النريج و أرض السفال و القمر ، و ما إلى ذلك .
22-ميمنة الإبدال ( 57 بيتاً ) في الواقع وذوبان العيوق .
23-الهادية ( 155 بيتاً ) في قياس النجوم والنتخات والأسفار ) .
24-نادرة الإبدال ( 57 بيتاً في الواقع وذوبان العيوق ) .
25-الفصول ( وعددها 9 ، متعددة المواضع ) .
هذا غير مؤلفات مفقودة وردت الإشارة إليها في كتاب الفوائد .
كتابات ابن ماجد :
– كتاب أرجوزة الفوائد في أصول علم البحر والقواعد :
تعتبر أرجوزة الفوائد في أصول علم البحر والقواعد أهم وثيقة وصلتنا في الجغرافية الملاحية من العصور الوسطى على الإطلاق (19) وهو من أبرز مؤلفات أحمد بن ماجد النثرية ألفها عام 14 ، ويضمن البحث عن أصول الملاحة وحجر المغناطيس ومنازل القمر والنجوم التي تقابل أقسام الإبرة المغناطيسية الاثنين والثلاثين (20) حيث يقول " ومن اختراعاتنا ( علوم البحر ) تركيب المغناطيس على الحلقة ، وهي بيت الإبرة أو البوصلة بنفسه ولنا فيه كلمة كبيرة لم تكتب في كتاب (21) .
وعرض بعض الثغور الموجودة في المحيط الهندي والبحر الصيني ومراحل ساحل الهند الغربية والجزر العشر الكبرى المشهورة وهي ( جزيرة العرب ، جزيرة القمر ، وزنجبار ، وجزيرة البحرين … إلخ ) وبعد أن يتعرض لذكر الرياح الموسمية في المحيط الهندي يصف البحر الأحمر بالتفصيل ؛ مراسيه و أعماقه ومخوره الظاهرة والخفية .
وهذا الكتاب الدرة كما ينعته فيران ، ألفه أحمد بن ماجد في ثمان سنوات قبل وصول فاسكو دي جاما إلى المنطقة ، أي عندما بلغ سن الستين عام .
وتجدر الإشارة إلى أن ابن ماجد أخذ يشعر وهو يؤلف كتاب الفوائد بأن الشمس على أطراف النخيل، أي أنه بصدد الوداع : " نخاف أن يدركنا الموت ونوادر الحكم في القلوب " على حد تعبيره ، يضاف إلى هذا الشعور باكتمال مهمته وإيمانه بأنه قد بذل جهده فيما يعرف ، وأن على الذين يأتون من بعده أن يقوموا بدورهم في البحث على نحو ما قاله مؤلفون أكفاء من قبله ، أمثال الحموي وابن خلدون ، قال ابن ماجد : " وهذا حساب خفي قد وقعته ولم أدر من يبحث فيه " (22) .
– ومن كتاب الفوائد أيضاً :
" ينبغي إنك إن ركبت البحر أن تلزم الطهارة فإنك في السفينة ضيف من ضيوف الباري عز وجل فلا تغفل عن ذكره " ، هذا من ناحية الاستقراء ومحاولة تحليل شخصية الرجل مما خطه قلمه ، أما من الناحية العقلية الصرفة فإن ابن ماجد بحار متمرس لديه فيض من الخبرة بمسالك المحيط الهندي والساحل الأفريقي ، والبرتغاليون غزاة من النصارى أي من الفرنج في نظر أهل ذلك الزمان ، وهو يدرك حق الإدراك أن هداية البرتغاليين إلى طريق الهند ستعود بالضرر الأكيد على أهل ملته ، فهل من المعقول أن يعمد رجل في منزلة ابن ماجد وعلو شأنه إلى الغفلة عن هذا الباب ؟ (23).
– بعض من نـثـر ابن ماجد :
يقول أحمد بن ماجد في كتاب الفوائد : " إن لركوب البحر أسباباً (1) كثيرة فأهمها وأولها معرفة المنازل والأخنان (2) والدير (3) والمسافات والباشيات (4) والقياس والإشارات (5) وحلول الشمس والقمر والرياح ومواسمها ، وكذلك مواسم البحر (6) والآلات السفينية وما يحتاج إليها وما ينفعها وما يضطر إليها في ركوبها ، وينبغي أن تعرف ( أيها الربان ) المطالع (7) و الإستوائيات (8) وجلسة القياس في كل طريقة (9) و( على الربان ) أن يكمل جمع الآلة في السفينة ، وتتفقد الحمولة في أحضان ( تجويف ) السفينة ورجالها ، ولا يشحنها غير العادة (10) ولا يطلع في مركب لا يطاع فيه ، ولا مركب بغير اعتداد، ولا في موسم ضيق (11) " (24) .
ملاحظة : كل ما بين القوسين هو من مؤلف الكتاب والشارح عمران أبو حجلة .
(1) وسائل ميسرة للإبحار .
(2) الأخنان : الاتجاهات .
(3) الدير : الأراضي شطآن البلاد .
(4) الباشيات : القياسات الرأسية عند البحارة .
(5) الإشارات : خاص بما يتلقاه صاحب السكان من الربان .
(6) مواسم البحر : أوقات العواصف .
(7) المطالع : مسارب النجاة و أمكنة و أوقات طلوع الأفلاك .
(8) الإستوائيات : الاعتدالات الفلكية .
(9) طريقة رفعه من البحر .
(10) يشحنها غير العادة : أكثر مما تستطيع حمله ، ومن الصنف التي خصصت لنقله .
(11) في موسم ضيق : في وقت محصور قبل هبوب العاصفة المحتوم .
القسم الثالث : جهوده وآثاره العلمية :
إن لابن ماجد جهوداً وآثاراً علمية كثيرة كان لها الفضل الكبير فيما بعد والاسترشاد بها في التأليف والاختراع ، فقد كان من اختراعاته البوصلة وآلة الكمال وغيرها من الاختراعات البحرية التي استخدمها العرب في البحر ، وكان له فضل كبير في الملاحة البحرية .
أفضال ابن ماجد على الملاحة البحرية :
يعتبر ابن ماجد أول من طور البوصلة الملاحية بالمفهوم الحديث ، وكانت في أيامه تسمى ( الحقة ) وكلمة البوصلة كلمة إيطالية تعني الصندوق أو الحق وهي ترجمة حرفية ، فكلمة الحقة العربية ، وكتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد أقدم الوثائق الجديدة التي وصلتنا عن الملاحة في البحار الجنوبية بلغة من اللغات ، كما أنه يلقي كثيراً من الضوء على ما بلغه العرب من تقدم في فنون البحر والملاحة حتى القرن الخامس عشر للميلاد وعلى مدى تأثر أصحاب الموسوعة البحرية التركية التي تسمى ( المحيط ) والتي ألفت في القرن السادس عشر بكتاب ابن ماجد الذي يحتوي على كثير من المصطلحات العلمية والفنية التي تعتبر في حد ذاتها ثروة كبرى للغة العربية ، كما أن هذا الكتاب مثال لما يمكن أن تحتوي عليه المرشدات الملاحية العالمية ، ويستخلص منه أعمال ابن ماجد الأخرى ما يفيد بأن العرب هم الذين وضعوا أساس دستور البحر والتقاليد الملاحية بمفهومها الحديث ، لذلك ليس غريباً أن يقول أحد القواد الأتراك الذين أرسلهم السلطان العثماني لصد الغزو البرتغالي للبحار الجنوبية ولديار الإسلام : إن ابن ماجد أفضل ربابنة الساحل الهندي الغربي في القرنين الخامس والسادس عشر مقدرة ونزاهة ، تغمده الله برحمته ، وليس غريباً أيضاً أن تظل شهرة ابن ماجد كبحار عظيم شائعة طوال العصر الحديث ، إذ يقرر البحارة الإنجليزي ريتشارد بيرتون في كتابه السبيل إلى أفريقيا واكتشاف هرر – طبعة لندن – سنة 1828م أنه في أوائل القرن الماضي كان ملاحو جزر المالديف يستعينون بمرشد ملاحي يسمونه ( كتاب ماجد ) ويقول فران أن وصف ابن ماجد للبحر الأحمر بغض النظر عن بعض خطوط العرض التي تستوجب التصحيح ، لا تعادله أية إرشادات أوروبية خاصة بالسفن الشراعية ؛ فأبوه كان رباناً يلقب بربان البحر ، وقد دون هذا الربان تجاربه في مصنف ضخم هي الأرجوزة الحجازية التي تضم أكثر من ألف بيت ، كما كان جده أيضاً ملاحاً مشهوراً ولم يؤثر عنه أية مؤلفات ، وأما حفيده أحمد بن ماجد فقد عثر له الباحثون على ما يزيد على خمسة وعشرين مؤلفاً ، غير مؤلفات أخرى مفقودة وردت الإشارة إليها في كتاب الفوائد (25) .
البوصلة :
أصل اللفظة إيطالية وتعني الصندوق ، ثم شاع استعمالها لإبرة المغناطيس التي تتجه صوب الشمال دائماً ، وإن كانت في الأصل للوعاء الذي توضع فيه تلك الإبرة .
وإذا رجعنا إلى تاريخ صنع أول (صندوق ) للإبرة في إيطاليا والتي اتخذته منها الملاحة الأوروبية كافة ، وتاريخ استعمال ( الحق ) وهو ذلك الصندوق في العربية وجدنا ابن ماجد يسبق بنصف قرن على الأقل .
آلة الكمال أو ( خشبات ابن ماجد ) :
وهي في الأصل خشبة واحدة طورها ابن ماجد فيما بعد إلى أربع خشبات وجميعها على شكل متوازي مستطيلات، وسطحها ثقب يمر فيه خيط مدرج بعقد مختلفة المسافات حسب ظل تمام الزاوية أو ظل تمام زاوية الارتفاع .
أما أصل هذه الآلة فهو الاستفادة من حساب المثلث في معرفة ظل تمام الزاوية (26) .
ما قاله ابن ماجد عن الرياح :
إن ارتياد مراكب العرب والمسلمين بحر الهند وبحر الصين وبحر الزنج وخضوع هذه المناطق لتأثير الرياح الموسمية يعني بطبيعة الحال أن الربابنة العرب قد عرفوا تلك الرياح ، أما استفادتهم منها في الموسم فتعني أنهم عرفوها ودرسوا اتجاهاتها … من أين تهب وإلى أين تسير ، ولهذا يقول ابن ماجد : " وللرياح مواقيت معلومة و حدود في أولها وفي آخرها ووسطها " .
قــد راح عــمـــري في الـمـطـلــعـــات …. وكـــثـــرة التــســاؤل في الـــجــهــات
وكــــم رأيـــت في خطــــوط الشــــول …. ونــظمــهــم و النــثــــر و الـفصــــول
وكــــم نـظـرت في الحـســاب الـعـربـــي …. وحـــســبـة للهـــند مــذ كنــت حبـــي
ومما سبق ننفذ إلى القول : " إن الزعم بأن أحمد بن ماجد شخصياً هو الذي دلَّ البرتغاليين إلى طريق الهند أمر مشكوك فيه ، لكن كتبه وخبرته هي الأصل الذي استفادوا منه في ذلك " (27) .
الخاتمة
وهكذا فإن أحمد بن ماجد بما يحمله معه من تاريخ حافل يجب أن يلقى الضوء على حياته وآثاره ، وخير مَن يقوم بهذا الواجب هم أبناء جلدته من أبناء المنطقة الذين يظلون مدينين لابن ماجد فيما كتب عن ديارهم ، وعن سواحلهم ، وعن بحورهم وعلومهم ، وعبقريتهم ، بما فيهم المتواجدون على شاطئ الخليج العربي أو خليج عمان أو المحيط الهندي ، وسائر أفريقيا الشرقية ، وعن أولئك الذين تظل جغرافيتهم بتراء وشوهاء ، إن لم تعتمد على إفادات ابن ماجد .
وهذه دعوة إلى الذين يعيشون على نفس الأرض التي نشأ فيها و يستظلون بنفس السماء التي كان يستظل بها ابن ماجد ، و الذين نبهت أجدادهم صيحات ابن ماجد وإنذاراته للخطر المحدق بهم من الطامعين في خيراتهم .
لذلك فإنني أطالب إخواني من أبناء هذا الخليج العربي أن ينتهجوا نهج هذا الرجل العظيم ، وأن يبحثوا في مؤلفاته وكتبه ، وأن ينشروا اسمه في جميع مؤلفاتهم وبحوثهم فيما يختص بعلم البحر وعليهم أن يعرِّفوا بقدر ابن ماجد فيرفعوا عنه ما لحقه من ظلم واتهامات ، ويفتخروا به حيث كان شمعة مضيئة أضاءت دروب البحار في حين كان الغرب يخشى البحر ولا يدرك من أسراره إلا القليل مما أدركه هذا البحار العربي الفذ ، و علينا أن نستحضره وهو يخاطب مواطنه بالأمس :
فإن تجهـلوا قـدري فـإنـمــا …… سيأتي رجال بعدكم يعرفوا قدري
وختاماً أتمنى أن يكون بحثي هذا مقدمة لبحوث أخرى من قبل أبناء الوطن …… وما توفيقي إلا بالله
الطالب : محمد ماهر جودة
دولة الإمارات العربية المتحدة … وزارة التربية والتعليم والشباب.
منطقة الشارقة التعليمية … مدرسة الذيد الثانوية " بنين ".
مصادر توثيق البحث :
1- نوال حمزة الصيرفي – النفوذ البرتغالي في الخليج العربي – الرياض – مطبوعات دار الملك عبد العزيز – 1983م – صـ11-12 .
2- نوال حمزة الصيرفي – مرجع سابق – صـ12 .
3- د. عبد الهادي التازي – ابن ماجد والبرتغال – سلطنة عمان – وزارة التراث القومي والثقافة – 1986م – صـ90 .
4- وزارة التراث القومي والثقافة – عمان وتاريخها البحري – سلطنة عمان – 1979م – صـ104 .
5- وزارة التربية والتعليم والشباب – سلطنة عمان – تاريخ عمان والخليج العربي – صـ222-224 .
6- وزارة التراث القومي والثقافة – مرجع سابق – صـ105 .
7- د. رجب محمد عبد الحليم – العمانيون والملاحة والتجارة – مكتبة العلوم – مسقط – 1979م- صـ89 .
8- النهروالي ، البرق اليماني – منشورات دار اليمامة – الرياض – صـ18-19 .
9- د. رجب محمد عبد الحليم – مرجع سابق – صـ89-93 .
10- المنجد في اللغة والأعلام – صـ13 ( من قسم الأعلام ) .
11- أخذ بتصرف من موسوعة المعرفة ، المجلد السابع عشر – د. محمد فؤاد إبراهيم وآخرون .
12- وزارة التربية والتعليم والشباب – دولة الإمارات العربي المتحدة – اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي – صـ125 .
13- وزارة التربية والتعليم والشباب – دولة الإمارات العربي المتحدة – التاريخ للصف الأول الثانوي- صـ42 .
14- د. محمد أمين فرشوخ – موسوعة عباقرة الإسلام ، الجزء الأول – صـ14 .
15- جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم – جمعية أم المؤمنين النسائية – عجمان – صـ330 .
16- د. سلطان بن محمد القاسمي – بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد – صـ10 .
17- د. سلطان بن محمد القاسمي – مرجع سابق – صـ20 .
18- أنور عبد العليم – الملاحة وعلوم البحار عند العرب – سلسلة عالم المعرفة – 1979م -صـ12-13 .
19- د. رجب محمد عبد الحليم – مرجع سابق – صـ55 .
20- د. عبد الهادي التازي – مرجع سابق – صـ54 .
21- وزارة التربية والتعليم والشباب – عُمان – مرجع سابق – صـ224 .
22- د. رجب محمد عبد الحليم – مرجع سابق – صـ54-55 .
23- أحمد حمود المعمري – عمان وشرق أفريقيا – وزارة التراث – مسقط – 1980م – صـ129 .
24- وزارة التربية والتعليم والشباب – عُمان – مرجع سابق – صـ228 .
25- سيد نوفل – الأوضاع السياسية لإمارات الخليج العربي وجنوب الجزيرة – دار المعرفة – القاهرة-صـ172.
26- أنور عبد العليم – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت – عدد13 – سلسلة عالم المعرفة – كانون ثاني 1979م – صـ15 .
27- وزارة التربية والتعليم والشباب – عُمان – مرجع سابق – صـ229 .
المراجع :
1-أحمد حمود المعمري – عمان وشرق أفريقيا – وزارة التراث – مسقط – 1980م .
2-أنور عبد العليم – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت – عدد13 – سلسلة عالم المعرفة – كانون ثاني 1979م .
3-د. رجب محمد عبد الحليم – العمانيون والملاحة والتجارة – مكتبة العلوم – مسقط – 1979م .
4-د. سلطان بن محمد القاسمي – بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد .
5-سيد نوفل – الأوضاع السياسية لإمارات الخليج العربي وجنوب الجزيرة – دار المعرفة – القاهرة .
6-د. عبد الهادي التازي – ابن ماجد والبرتغال – سلطنة عمان – وزارة التراث القومي والثقافة – 1986م .
7-نوال حمزة الصيرفي – النفوذ البرتغالي في الخليج العربي – الرياض – مطبوعات دار الملك عبد العزيز – 1983م .
————————————————————————
1-جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم – جمعية أم المؤمنين النسائية – عجمان .
2-وزارة التراث القومي والثقافة – عمان وتاريخها البحري – سلطنة عمان – 1979م .
3-وزارة التربية والتعليم والشباب – دولة الإمارات العربية المتحدة – التاريخ للصف الأول الثانوي.
4-وزارة التربية والتعليم والشباب – دولة الإمارات العربية المتحدة – اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي .
5-وزارة التربية والتعليم والشباب – سلطنة عمان – تاريخ عمان والخليج العربي .
6-المنجد في اللغة والأعلام – ( من قسم الأعلام ) .
7-موسوعة عباقرة الإسلام – د. محمد أمين فرشوخ – الجزء الأول .
8-موسوعة المعرفة ، المجلد السابع عشر – د. محمد فؤاد إبراهيم وآخرون .
م/ن
-المادة : الجغرافيا
المجموعة الأولى ( 25 درجة )
أولا : صحح ماتحته خط فى العبارات التالية واكتب الإجابة الصحيحة بين القوسين :
1 –أكبر المحيطات مساحة المحيط الهندى (…………………..)
2 –اليابس أكثر تأثرا بجاذبية القمر (…………………..)
3 –المضايق من الممرات المائية التى يصنعها الإنسان (…………………..)
4 –أرخص أنواع النقل هو النقل الجوي (…………………..)
5 –توجد صحراء أتكاما فى قارة أفريقيا (…………………..)
6 –تكون زاوية سقوط أشعة الشمس مائلة على خط الاستواء (…………………..)
7 –تسقط الأمطار شتاء على اليمن (…………………..)
8 –يتكون الضباب غالبا وقت الظهر (…………………..)
ثانيا : عرف ماالمقصود بالمفاهيم التالية :-
1 –البحار : ………………………………………….. ………………………………………….. ………………….
………………………………………….. ………………………………………….. ………………………………..
2 –الرياح : ………………………………………….. ………………………………………….. …………………
………………………………………….. ………………………………………….. ………………………………..
3 –المياه الإقليمية : ………………………………………….. ………………………………………….. ………
………………………………………….. ………………………………………….. ………………………………..
ثالثا : أمامك شكل نصف دائري
والمطلوب كتابة ما تدل عليه الأرقام التالية :
1 –مدار …………………………………………..
2 –منطقة الضغط ………………………………..
3 –الرياح ………………………………………..
4 –المنطقة ………………………………………
رابعا : عدد ثلاثا من العوامل المؤثرة فى المناخ :
1 -………………………………………….. ………………………………………….. ………………….
2 -………………………………………….. ………………………………………….. ………………….
3 -………………………………………….. ………………………………………….. ………………….
المجموعة الثانية ( 25 درجة )
أولا : أكمل الفراغات التالية بما يناسبها من كلمات :
1 –المحيط الذى يقع بين أربع قارات هو ………………………………….
2 –من البحار المغلقة فى الوطن العربي البحر …………………………..
3 –إذا أصبحت مواقع القمر والأرض والشمس على شكل زاوية قائمة يحدث المد ……………………………..
4 –من المصادر الرئيسة لتلوث مياه الخليج ناقلات ………………………………………
5 –الغاز الضروري للنبات فى عمليةالتمثيل الضوئي هو …………………………………
6 –يكثر وجود حيوان الرنة فى إقليم …………………………………..
7 –تقل الأمطار فى المناطق الواقعة خلف ………………………………
8 –توجد الجزر الإندونيسية فى قارة ………………………………………….. …
ثانيا : علل لما يأتى : ( يكتفى بذكر تعليل واحد )
1 –أهمية قناة السويس
………………………………………….. ………………………………………….. ………………….
2 –تنوع الأقاليم النباتية على سطح الأرض
………………………………………….. ………………………………………….. ………………….
3 –قلة السكان بالمناطق الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة
………………………………………….. ………………………………………….. ………………….
ثالثا : اكتب تعميما جغرافيا يوضح العلاقة بين كل من : –
1 –السكان – المناطق القطبية
التعميم : ………………………………………….. ………………………………………….. ………………….
2 –درجات الحرارة – الارتفاع
التعميم : ………………………………………….. ………………………………………….. ………………….
المجموعة الثالثة ( 25 درجة )
أولا : اختر الإجابة الصحيحة من بين الأقواس فيما يلى وضع تحتها خطأ: –
1 –يعد بحر الصين من البحار ( المفتوحة – المغــلقة – شبة المفتوحة )
2 –تأتى الرياح العكسية من مناطق ( دافئة – باردة – معتدلة )
3 –يسمى الهواء القادم من البحر نهارا ( نسيم البر – نسيم الوادي – نسيم البحر)
4 –دائرة العرض الرئيسة التى تمر جنوب دولة الإمارات العربية المتحدة هي
( خط الاستواء – مدار السرطان – مدرا الجدي )
5 –يسمى بخار الماء الموجود فى الهواء بــــــ ( الندي – الثلج – الرطوبة )
6 –يربط بين الخليج العربي وخليج عمان مضيق ( هرمز – جبل طارق – باب المندب )
ثانيا : قارن بين : –
الطقس
المناخ
………………………………………….. ………..
………………………………………….. ………..
………………………………………….. ………..
………………………………………….. ………..
النبات الطبيعي
النبات المزروع
………………………………………….. ………..
………………………………………….. ………..
………………………………………….. ………..
………………………………………….. ………..
ثالثا : اذكر نتيجة واحدة ترتبت على : –
1 –تلوث مياه الشرب
………………………………………….. ………………………………………….. ………………………………..
2 –مرور تيار كناري قرب سواحل المملكة المغربية
………………………………………….. ………………………………………….. ………………………………..
3 –انخفاض درجة حرارة الهواء القريب من سطح الأرض أثناء الليل .
………………………………………….. ………………………………………….. ………………………………..
المجموعة الرابعة ( 25 درجة )
أولا : أجب عما يلى :
أ –من العوامل المؤثرة فى الضغط الجوي : –
1 -………………………………………….. ……… 2 -………………………………………….. ……….
ب –( استفاد الإنسان فى دولة الإمارات العربية المتحدة من المياه المجاورة
عدد ثلاثة أمثلة على ذلك ؟
1 -………………………………………….. ………………………………………….. …………………………..
2 -………………………………………….. ………………………………………….. ……………………………
3 -………………………………………….. ………………………………………….. ……………………………
ثانيا : أمامك خارطة صماء للعالم :
والمطلوب كتابة ما تدل عليه الأرقام التالية :
1 –الغابات ……………………………………. 2 –المحيط …………………………………….
3 –قارة ……………………………………. 4 –خط …………………………………….
5 –قارة ……………………………………. 6 –البحر …………………………………….
7 –مدار ……………………………………. 8 –المحيط …………………………………….
9 –مضيق ……………………………………. 10 –قارة …………………………………….
انتهت الأسئلة مع تمنياتنا بالتوفيق والنجاح
إجابة السؤال الأول :
أولا :
1 –الهادي 2 –الماء – 3 –القنوات 4 –البحري
5 –أمريكا الجنوبية 6 –عمودية 7 –صيفا 8 –الصباح
ثانيا : عرف المفاهيم
1 –البحار : هي مسحات مائية مالحة ولكنها أصغر حجما من المحيطات
2 –الرياح : هي حركة الهواء من مكان لآخر على سطح الأرض
3 –المياه الإقليمية : هي المياه المجاورة للدول وتخضع لسيادتها وأشرافها
ثالثا : الشكل
1 –السرطان 2 –المنخفض الاستوائي
3 –التجارية أو التجارية الشرقية 4 –الباردة أو القطبــــــــية
رابعا : العوامل المؤثرة فى المناخ
1 –درجة عرض المكان
2 –توزيع اليابس والماء
3 –التيارات البحرية
4 –التضاريس
إجابة السؤال الثانى :
أولا : أكمل الفراغات :
1 –المحيط الأطلنطي 2 –الميت 3 –المنخفض 4 –النفط
5 –ثاني أكسيد الكربون 6 –التندرا 7 –الجبال 8 –آسيا
ثانيا : علل لما يأتي :
1 -أهمية قناة السويس
– تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط
– تصل بين الشرق والغرب
2 –تنوع الأقاليم النباتية :
– تنوع درجات الحرارة
– اختلف الأمطار
– تنوع أشكال التضاريس
3 –قلة السكان بالمناطق الداخلية بدولة الإمارات
– ارتفاع درجات الحرارة
– قلة مصادر المياه
– صعوبة المواصلات
– قلة مصادر الرزق
ثالثا : اكتب تعميما
1 –يقل السكان فى المناطق القطبية
2 –تقل درجات الحرارة كلما ارتفعنا عن مستوى سطح البحر
إجابة السؤال الثالث :
أولا : اختر الإجابة الصحيحة
1 –المفتوحة 2 –دافئة 3 –نسيم البحر 4 –مدار السرطان
5 –الرطوبة 6 –مضيق هرمز
ثانيا : قارن
الطقس
المناخ
هو حالة الجو لفترة
قصيرة
هو حالة الجو لفترة
طويلة
النبات الطبيعي
النبات المزروع
هو الذى ينمو بنفسه دون تدخل الإنسان
هو الذى يزرعه
الإنسان
ثالثا : اذكر نتيجة
1 –تؤدى إلى انتشار الأمراض
2 –كثرة الأسماك
أو خفض درجة الحرارة المناطق الحارة التى تمر بجوارها
3 –يتكون الضباب أو الندى نتيجة لتكاثف بخار الماء
إجابة السؤال الرابع :
أولا :
أ –1 –الارتفاع عن سطح البحر
2 –درجة الحرارة
ب –1 –مصدر لثروات غذائية متنوعة
2 –مصدر للأملاح المعدنية
3 –النقل البحري
4 –مصدر للمياه العذبة
ثانيا : الخريطة
1 –استوائية 2 –الأطلنطي 3 –آسيا 4 –جرنتش 5 –استراليا
6 –المتوسط 7 –الجدي 8 –الهادي 9 –جبل طارق 10 –أمريكا الشمالية
الزلازل جاهز
منقول ْ}..
السسلام عليكم ورحمه الله وببركاته
حل درس الأستعمار الأوروبي للعالم الإسلامي
101
ما البضائع التي تشعر أن أوربا بحاجة غليها من ذاك الزمن؟
البهارات والبخور والتوابل والأحجار الكريمة والذهب واللؤلؤ
دلل بمثال على عالمية الحضارة الإسلامية؟
النهضة العلمية لم تقتصر على نهضة الدولة الإسلامية بل شملت الدول المجاورة .
بين رأيك في سيطرة الدول القوية على الدول الضعيفة ؟
لاأوافق
ترفضه جميع الأديان ويخالف كل القوانين البشرية.
ص103
لماذا سعت أوربا من خلال الكشوف الجغرافية إلى تطويق العالم الإسلامي؟
لإضعافه لضربه من الداخل
أبرز النتائج التي تربت على الكشوف الجغرافية
تحول طرق التجارة من بلاد المسلمين (من البحر المتوسط)إلى المحيط الأطلنطي
ضعف تجارة المسلمين
ضعف الصناعة
ضعف الزراعة
سوء أحوال البلاد الاقتصادية
104
بريطانيا : مصر ـ السودان ـ الأردن ـ العراق ـ الصومال الشمالي ـ اليمن ـ عمان ـ الإمارات ـ قطر ـ البحرين ـ الكويت
الجزائر ـ تونس ـ المغربـ – موريتانيا – – فرنسا : سوريا- لبنان – جيبوتي
ايطاليا : ليبيا – الصومال الجنوبي
أساليب غير مباشرة ( حقيقية ) قام بها المستعمر
( 1) استغلال ثروات البلاد
(2) استغلال الموقع الجغرافي
(3) التحكم في طرق التجارة
(4) نشر الجهل .
(5) السعي وراء عدم قيام دولة عربية موحدة
105
المناطق التي تم انتزاعها من العالم الإسلامي وضمت للدول المجاورة :؛
مثال :لواء الاسكندرونة من سوريا إلى تركيا
المناطق التي تشهد نشاطا للحركات التبشيرية
الصومال
ص106
ما ابرز الثروات التي نهبها الاستعمار من العالم الإسلامي
الذهب –النفط – المحاصيل النقدية
حل درس الأقليات الإسلامية في العالم
109
النشاط ما حليناه .
التفكير الناقد
المعيار الدستوري لان الشريعة الاسلامية هي مصدر رئيس للتشريع
110
نشاط :
ابحث ……… :
الولايات المتحدة الامريكية
صربيا
الصين – اليابان
111
في اي قارات ……………. ؟
اسيا و افريقيا بسبب وصول الاسلام أولاص في قارات اسيا و افريقيا عبر التجارة
فيم تفسر ………………… ؟
بسبب بعد قارات العالم الجديد عن العالم القديم و لم تصل الفتوحات الاسلامية الى العالم الجديد
( المربع الازرق الصغير )
هي قارات التي اكتشفت حديثا و تتكون من امريكا الشمالية و امريكا الجنوبية و استراليا
112
نشاط :
لماذا …………… ؟
1. انغلاق الشعب الياباني على نفسه
2. وجود الجبال المرتفعة
3. بعد المسافة
4. وجود الغابات
5. شدة البرودة
فسر …………… ؟
دخول الاسلام عن طرق التجار المسلمين