- تعاريف التربية الوطنية.doc (29.5 كيلوبايت, 362 مشاهدات)
قسم خاص بكل ما يتعلق بتعليم الصف التاسع في الامارات
اشحالكم ::
تقرير لمادة التربيه الوطنيه ::
النظـام السيااسي في الامارات::
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
إنجازات، وتنمية، وبناء .. كلمات تلخص مسيرة المغفورله بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس وقائد دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أقام دولة اتحادية متطورة ومتقدمة بكل المقاييس وجعلها في مصاف الدول الأكثر تقدما في العالم. ولا تكاد تُذكَر الدول ذات الدخل الفردي المرتفع ورفاهية العيش إلا وتكون الإمارات من بينها. كل هذا وأكثر بفضل جهود صاحب السمو الشيخ زايد وإيمانه العميق بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للشعوب وأن لشعبه ولبلاده القدرة على تحقيق المستحيلات وسنتحدث في هذا البحث عن اهم اعماله .
الموضوع :
إن نجاح تجربة المغفور له في الحكم تعود في أهم ركائزها إلى الاتصال الوثيق الذي بناه المغفور له الشيخ زايد منذ مطلع حياته السياسية مع أبناء شعبه، ولم تقتصر تلك الصلة على كبار شخصيات المجتمع، وزعاماته القبلية، ولكنها شملت كل فئاته، فقد تبدت بوضوح درجة ترابطه مع عامة الناس، ومعايشته همومهم وآمالهم ومتطلباتهم الأساسية بصورة دائمة تفوق الوصف.
إن علاقته الوثيقة والمستمرة مع أبناء شعبه هي التي وفرت له أفضل قاعدة لتحقيق هذا النجاح. وبالتالي فإن قدرته الدبلوماسية ساعدته على إيجاد قنوات متعددة لهذا التواصل، منها متابعته لأعضاء المجلس الوطني واستماعه لهم ومناقشته لقضاياهم.
ومنذ اللحظات الأولى التي تسلم بها المغفور له مقاليد الحكم، أدرك قيمة المشورة وتبادل الرأي في ما يخص قضايا الناس والوطن، فأنشأ مجلس التخطيط الذي جمع فيه شيوخ القبائل وأصحاب الخبرة ليناقشهم في آرائهم، وليستمع إلى ما يذهبون إليه من أفكار لتلبية حاجات الناس، وتقديم أفضل الخدمات لهم، تحقيقاً لحلمه الكبير في قيام دولة عصرية لها خصوصيتها الثقافية والروحية، تعتز بتراثها، وتتقبل بكل رحابة صدر ما جاءت به عقول البشر في مجالات المعرفة والتكنولوجيا دون أن يؤثر ذلك على الهوية والانتماء والثقافة.
فالشورى من أهم ما ترسخ في عقل وقلب المغفور له، وهو نهج ارتضاه في الحكم، وأسلوب طبقه في إدارة البلاد.
ولكي يأخذ هذا النهج بعده ودوره الحقيقي كان لابد أولاً من تلمس احتياجات المواطنين والتي هي من أهم الركائز الأساسية التي اهتم بها المغفور له الشيخ زايد، حيث كان يتابع باهتمام أعمال المجلس الوطني الاتحادي، والذي كان يرى فيه وجه الأمة يسمع من خلاله نبضها، ويتعرف على فكر ورأي أبناء وطنه، ويقف على وجهات نظرهم، والآراء التي تدور في فكرهم، وعلى لسانهم.
كان المغفور له يرى في المجلس عوناً للحكومة للقيام بواجباتها، وشريكاً لها في المسؤولية الوطنية، وعاملاً على تحقيق التوازن بين السلطات المختلفة في الدولة.
لذلك كان حريصاً على التأكيد دوماً على أهمية دور المجلس باعتباره يضم نخبة من أبناء الإمارات الذين يعتبرهم الأمل في مواصلة المسيرة حيث قال عنهم : (إن أعضاء المجلس الوطني الاتحادي هم أبناء وإخوان، يجب الاعتماد عليهم والأخذ برأيهم وعليهم مسؤولية كبرى تجاه الأمة وتجاه هذا الوطن وعليهم أن يتابعوا كل كبيرة وصغيرة ويتعاونوا على ما يرونه صحيحاً حتى يصبحوا عيوناً ساهرة على كل ما يلمس إخوانهم وأبناءهم من ضرر، ويكونوا الحرس الأول والحامية قبل أن يأتي الضرر).
ومن مظاهر اهتمام المغفور له الشيخ زايد بالمجلس الوطني الاتحادي ما يلي :
-1 حرص سموه على حضور جلسات افتتاح الدورات العادية الأولى للمجلس.
-2 مشاركته في المناقشة مع الأعضاء في بعض جلسات المجلس.
-3 اجتماع سموه مع أعضاء المجلس بعد كل جلسة يحضرها، ويتحدث إليهم، ويستمع إلى قضاياهم بروح شفافة يلفها دفء المشاعر وأبوة القائد.
-4 استقبال سموه للجان الرد على خطاب الافتتاح في كل دورة جديدة.
-5 استقبال الوفود البرلمانية التي كانت تحضر إلى البلاد.
– متابعة أنشطة البرلمانات العربية حيث يبدي ملاحظاته وتوجيهاته.
وقد ردّ المجلس على خطاب المغفور له الشيخ زايد بقوله : (إن المجلس ليشارك سموكم ثقتكم الغالية في ان الحكومة ستجد من مجلسنا تعاوناً صادقاً للقيام بمسؤولياته).
هذا التجاذب المسؤول بين القائد وممثلي الشعب وفر لمجتمع الإمارات أرضية خصبة من مجالات عدة، إذ أشاع فيها روح الشورى وتبادل الرأي قولاً وعملاً، وحث على تحمل المسؤولية، فقيادة الأمة لا تكون بتعصب للرأي، أو إملاء من أعلى إلى الشعب، وإنما تكون – كما أرادها المغفور له – أخذاً وعطاء، ومسؤولية يشارك بها الجميع، ورأياً يقلبه أعضاء المجلس من كل جانب، يتبنون ما هو خير لهذه الامة، ويطلب منهم وفق خبراتهم وما يمثلونه من شرائح اجتماعية أن يعطوا الرأي السديد الذي ينتج عملاً مفيداً لكل المجتمع.
وفي افتتاح جلسة المجلس في دور الانعقاد العادية الأول من الفصل التشريعي الأول قال المغفور له الشيخ زايد : (في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي يجتمع فيها مجلسكم الموقر فإن جماهير الشعب على هذه الأرض
الطيبة المؤمنة بربها ووطنها وترابها تتطلع إليكم واثقة من أنكم بعون الله ستشاركون في تحقيق آمالها في العزة والمنعة والتقدم والرفاهية).
إن الشورى التي عرفها المغفور له تعني المسؤولية، بكل ما في المسؤولية من معاني الالتزام، والعمل الدؤوب، والمتابعة والمحاسبة، أما الأهداف فهي واضحة في كلمته – رحمه الله – إذ كل أعضاء المجلس يجب أن يتوجهوا في آرائهم وقراراتهم فيما يقود إلى عزة ومنعة وتقدم ورفاهية الوطن.
وفي دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الأول قال المغفور له الشيخ زايد : ( إن اجتماع مجلسكم الموقر هو استكمال للمؤسسات الدستورية التي نص عليها دستور الاتحاد وهو البداية الحقيقية للمرحلة الجديدة التي تقبل عليها دولتنا الناهضة).
وفي خطابه أمام المجلس الوطني الاتحادي في افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثالث أكد على أهمية المشاركة الشعبية في مسؤولية النهوض بالوطن فقال – رحمه الله – : ( إن مسؤولية بناء النهضة في هذا البلد لا تقع على الحكومة وحدها ولكن الشعب الذي تمثلونه يشارك في هذه المسؤولية، يشارك بالرأي والفكر والمشورة وبالعمل الدائب والجهد الخلاق والتعاون المخلص).
وتعد جلسة التاسع والعشرين من شهر أبريل 1975 جلسة تاريخية شهدت أول مشاركة فعلية من المغفور له الشيخ زايد حول دور وواجبات الأعضاء في التعامل مع قضايا المواطنين، وتحمل هذه الجلسة الرقم 13 من دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثاني وجاء فيها : ( يطيب لي أن أكون بينكم وأتكلم معكم بكل صراحة وأناشدكم كذلك بالصراحة الكاملة مثلما يصارح الواحد منا نفسه في خلوته، يجب على كل فرد منا في دولة الإمارات ان يكون صريحاً بدون تردد مع إخوانه من الرئيس إلى أعضاء المجلس الوطني إلى أفراد الشعب.
الإخلاص لا يمكن أن يتحقق بدون صراحة، كيف يقول إنسان ما أنا مخلص ومن جهة أخرى يكون مجاملاً هذا شيء غير ممكن، الصراحة مطلوبة بين الأهل والإخوان والأبناء لأن الصراحة هي الإخلاص ولأن صراحة كل واحد منكم ومن أفراد الشعب هي واجب وتأتي قبل كل واجب، لأننا ككل في هذه الدولة نعتبر ركاب سفينة واحدة إذا نجت السفينة نجونا أما إذا غرقت فمن يضمن لنا السلامة).
وبعد أن استمع إلى هموم المواطنين من خلال ممثليهم أعضاء المجلس، حيث ناقشها معهم، فوافق على بعضها، وأحال الآخر للحكومة، أو للمجلس للدارسة والمناقشة ختم حديثه بالقول: ( المرجو من أعضاء المجلس ورئيس المجلس أنهم إذا وجدوا بعض التقصير في حق المواطن لا تأخذهم لومة لائم في أي لحظة، ولتوجهوا أسئلتكم إلى أعضاء الحكومة والى رئيس الحكومة وإلي بالذات، فأنا مستعد للحديث معكم في أي وقت، وإذا كان هناك أي تقصير سوف أخبركم عن الأسباب، وإذا كنت قد طلبت منكم الصراحة فأنا كذلك أتعهد بأن أكون صريحاً معكم في كل وقت وبدون مجاملة).
إن الشورى والحرية عند المغفور له الشيخ زايد بمثابة الواجب الوطني الذي يجب أن يطالب به كل فرد من أفراد الشعب فهو يقول لنا : (إن كل فرد من أبناء هذا الشعب حر، وكل من لا يطالب بالحرية فهو مقصر في أداء واجبه الوطني).
وكانت العادات والتقاليد في مجتمع الإمارات تمد الحرية بشرايين القوة والنماء، فالشعب وقادته كانوا أشبه بالقبيلة الواحدة تجمعهم مجالس وندوات تدور فيها الأحاديث المتنوعة، وتعرض الشكاوى، وتحسم القضايا، وتجرى المناقشات حول الشؤون والمصالح العامة، ولذلك لم يكن غريباً ان نستمع في قاعة المجلس إلى مداخلات من النقد الموضوعي لمواقف وقرارات أو سياسات اتخذتها الحكومة، وهذه المداخلات من النقد الموضوعي تطرح في قوالب صريحة غير ملفوفة بدهاء أو ذكاء، أو مواربة، إنها تحمل الرأي بشجاعة ومسؤولية، وبغيرة وطنية، وبحرص صادق على مصالح الوطن والمواطنين، وبرغبة أكيدة في الإصلاح والتقويم.
كما أن المغفور له الشيخ زايد قد طبق هذا المبدأ مع القبائل وفروعها بمن فيهم شيوخ العشائر والشخصيات البارزة فيها بما يتفق مع عادة أضفى عليها الزمن جلالاً، وهي التزامه باستشارتهم بشكل دائم وجادّ. وقد كانوا يشعرون بحرية في تقديم وجهات نظرهم له في أي موضوع مهم يتعلق بسياسة الدولة أو أي موقف.
وهذا ترك لديهم انطباعاً بأنهم يشاركون من ناحية في القرار ولكونهم مصدر ثقة من ناحية أخرى، وقد نما هذا الشعور باتجاه حب الوطن والغيرة عليه، ولكن يبدو أن الأحداث الرئيسية في تاريخ دولة الإمارات العربية القريب قد قوت وظيفة التوحيد التي تقوم بها إدارة الدولة المركزية إحساساً بالكبرياء (الوطني) وقد شهد اليوبيل الفضي لدولة الإمارات الذي احتفل به في ديسمبر 1996 تبادل التهاني بشكل واسع النطاق، كما شهد شعوراً غامراً بالكبرياء الوطني الذي يمثل مركزه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
الخاتمة:
لاشك أن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعلى امتداد مسيرته الحافلة قد أدخل تغييرات جذرية وإيجابية على مستوى حياة الملايين سواء في بلاده أو خارجها. أما فيما يتعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة فإن مقارنة بصرية بسيطة لصور ما كانت عليه قبل قيام الإتحاد وما أصبحت عليه اليوم تؤكد أنها ما كانت ستحظى بما حظيت به لولا وجود هذه الرؤية الثاقبة له كحاكم وقائد وسياسي محنك. لقد استطاع المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن يضع بلاده على الخريطتين العالمية والاقليمية وأن يكرس اسمه كقائد عربي فريد تمتع باحترام العالم أجمع.
المقدمة :
o التطور :
بدأ مفهوم التنمية البشرية يتضح عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وخروج البلدان التي شاركت في الحرب مصدومة من الدمار البشري والاقتصادى الهائل وخاصة الدول الخاسرة. فبدأ بعدها تطور مفهوم التنمية الاقتصادية وواكبها ظهور التنمية البشرية لسرعة إنجاز التنمية لتحقيق سرعة الخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه بسبب الحروب. ومن هذا التاريخ بدأت الأمم المتحدة تنتهج سياسة التنمية البشرية مع الدول الفقيرة لمساعدتها في الخروج من حالة الفقر التي تعانى منها مثل ما قامت به مع كل من : بنجلاديش وباكستان وغانا وكولومبيا وكثير من الدول الأخرى. تطور مفهوم التنمية البشرية ليشمل مجالات عديدة منها : التنمية الإدارية والسياسية والثقافية، ويكون الإنسان هو القاسم المشترك في جميع المجالات السابقة. ولهذا فتطور الأبنية : الإدارية والسياسية والثقافية له مردود على عملية التنمية الفردية من حيث تطوير انماط المهارات والقيم والمشاركة الفعالة للإنسان في عملية التنمية إلى جانب الانتفاع بها. وعلى هذا يمثل منهج التنمية البشرية الركيز الاساسية التي يعتمد عليها المخططون وصانعو القرار لتهيئة الظروف الملائمة لإحداث التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وبعد كل هذا يمكن إجمال القول أن التنمية البشرية هو المنهج الذي يهتم بتحسين نوعية الموارد البشرية في المجتمع وتحسين النوعية البشرية نفسها.
يتبع في المرفق
المال نعمة أنعم بها الله على الإنسان وأمرنا أن نستخدمه في وجهوه الخير وما قد ينفع الإنسان وييسر له عيشه ، وعلينا ان لا نستخدمه في إسراف ولا تبذير ولا بخل ولا كأداة لكسر قلوب المحتاجين والمعوزين. ومن أوجه التبذير إستخدام الخدم والمربيات دون الحاجة الماسة لهم .
وقد حققت المجتمعات الخليجية قفزات هائلة من التطور الإجتماعي والرقي الحضاري وأصبح فيها مستوى المعيشة يضارع بل يتفوق على مستوى المعيشة في الكثير من البلدان التي سبقتها في مضمار الحضارة وعرف وقد عرف المواطن الخليجي بصفة عامة أعلى درجات الرفاهية من المنزل الحديث والبيت الأنيق والسيارات الفخمة والأثاث الفاخر والملابس الغالية الثمن .. والخدم الذي يقومون بخدمته ويقومون بكل الأعمال التي كان يضطلع عليها رب الأسرة في السابق .
وأصبح من مقتضيات الحياة العصرية وجود السائق الخصوصي والخادمة والطاهية .. وبهذا تضخم عدد الوافدين للعمل في مجتمعاتنا حتى أصبح وجودهم ظاهرة إجتماعية لها من السلبيات أكثر مما لها من إيجابيات الأمر الذي لفت إنتباه الجميع إلى خطورة هذه الظاهرة على مجتمعاتنا وعلى القيم والأخلاق
بل وعلى الدين نفسه فيما يتعلق بالنشئ والأجيال القادمة.
ولم تنشا ظاهرة الخدم عن حاجة حقيقية أو ضرورة اجتماعية في البداية بل أوجدتها ظروف طارئة وعوامل شخصية مثل ظروف الطفرة الاقتصادية وما ترتب عليها من تغير سريع في السلم الاجتماعي وانتشار عدوى التقليد وحب الظهور.. ثم ما لبثت الظاهرة أن استفحلت بظهور أسباب أخرى مثل خروج المرأة للعمل والحرص على تعليم البنات.
إن ظاهرة الخدم موجودة بالفعل وعلينا أن نتعامل معها بأسلوب علمي وبتضامن اجتماعي وعقلي لا يغفل مصالح الأفراد ولكنه يتوخى أساسا صالح المجتمع بأسره.
إننا ندق ناقوس الخطر لحجم هذه الظاهرة وما تحتويه من سلبيات ومشكلات تنخر في كيان الأسرة والمجتمع.. من خلال مناقشتنا لظاهرة الخدم وأسبابها وأبعادها وآثارها وطرح بعض المقترحات للرأي العام والعلماء ورجال الدين ورجال الاجتماع للتقليل من حدة هذه المشكلات والآثار الناجمة عن الخدم.
إن وجود الخدم لا حرج فيه عند الضرورة وبالضوابط الشرعية وتحت مراقبة الأسرة وفي حدود أعمال محددة تتعلق بالخدمة المنزلية.. ويلزم تجنب بل ورفض وجود " المربية" لخطورتها على عقيدة ولغة وأخلاق وسلوكيات الطفل من ناحية وعلى علاقة الطفل بوالديه من ناحية أخرى.. كما يلزم رفض استقدام الخدم من غير المسلمين لأسباب دينية واجتماعية مهما كانت الأسباب والظروف. وعلى الجميع أن يحرص كل الحرص على أن يكون وجود الخدم مفيدا وإيجابيا بمعنى ألا يتخلى أي من الزوجين عن دوره في الأسرة تماما.. فلا يجوز أن يتحول السائق الخاص إلى مرافق وحيد ودائم للزوجة في كل مكان تذهب إليه.. ولا أن تقاطع الزوجة المطبخ تماما اعتمادا على الخادمة.. ولا تعفى البنات من أعمال المنزل، فينشأن جاهلات بأساسيات الحياة العائلية فتزداد الحاجة في المستقبل للخدم.. ولا أن يتعود الأبناء على الاعتماد على الخادمة في كل الأمور، فتنشأ الأجيال القادمة مصابة بالكسل والاتكالية وعدم ا لقدرة على تصريف الأمور.
هل الخدم.. ظاهرة حديثة؟
خلق الله سبحانه وتعالى الناس وقدر أرزاقهم وجعلهم يتفاوتون في قدراتهم البدنية والعقلية ويختلفون في ظروفهم وإمكاناتهم الاجتماعية والاقتصادية، وسبحان القائل في محكم كتابه: {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات لتخذ بعضهم بعضا سخريا} [سورة الزخرف، الآية: 32].
فقضت حكمة الخالق عز وجل أن يسخر بعضنا يعضا لتبادل المنافع وقضاء الحاجات، لأن الناس يتفاوتون بين قوي الجسم، صحيح البدن، يستطيع القيام بكل متطلبات حياته بنفسه وبين ضعيف ومريض ومعاق ومن أدركته الشيخوخة، يحتاج لمن يعينه على قضاء ضرورات حياته المختلفة.
كما يتفاوت الناس في الرزق والدخل، فهناك الغني والفقير وهناك الطبقات الاجتماعية والمستويات الاقتصادية المتباينة، فنشأت "الحاجة" المتبادلة بين الأغنياء والفقراء.. فالأغنياء محتاجون لاستخدام الفقراء في كثير من شئون حياتهم والفقراء محتاجون لفرص العمل ولمال الأغنياء، لتدبير أمور معاشهم، فكانت "ظاهرة الخدمة" ظاهرة إنسانية قديمة قدم المجتمعات البشرية نفسها.
إن وجود الخدم في أي مجتمع ليس ظاهرة مرضية أو نمطا سلبيا من أنماط المجتمع الإنساني.. فهذه طبيعة الحياة الاجتماعية ولا يكاد يخلو أي مجتمع في أي زمان ومكان من وجود الخدم، سواء كانوا يعملون بأجر أو يعملون متطوعين لخدمة أقاربهم وذويهم.
وليس من المعقول- من الناحية الاجتماعية- أن يقوم ذوو المكانة والسلطان في أي مكان بخدمة أنفسهم في تدبير أمور الحياة اليومية، من مأكل وملبس ونظافة وحراسة وغيرها من الأعمال التي تستهلك الوقت والجهد اللذين يجب توفيرهما للأعمال المهمة والأمور العظيمة.
من الناحية الاقتصادية ليس من المعقول أن نحاول القضاء على ظاهرة الخدم مادام هناك فقير محتاج للمال وليس أمامه من فرص العمل إلا ما يقدمه الغني المحتاج لمن يقوم على خدمته.
ثم هناك المرافق العامة في كل مجتمع والتي تحتاج إلى الخدم، مثل المنشات العامة والمصالح الحكومية والفنادق والمستشفيات ودور الإيواء وغيرها.
فالخدم إذن ضرورة اجتماعية واقتصادية تفرضها طبيعة الحياة الاجتماعية والظروف الاقتصادية.. ولا سبيل للقضاء عليها كظاهرة إنسانية أبدا.
وهي ظاهرة اجتماعية راسخة في مجتمعنا العربي والإسلامي، تضرب بجذورها في أغوار التاريخ. ولم ينكرها الإسلام أو يعتبرها ظاهرة سلبية، بل تعايش معها كظاهرة اجتماعية طبيعية
وقد كان للنبي المصطفى عليه الصلاة والسلام خدم يقومون متطوعين على خدمته وتدبير شئونه الخاصة.. كما كان لكثير من أغنياء الصحابة، رضي الله عنهم، خدم يساعدونهم في تدبير متطلبات الحياة اليومية. ولقد روي أن فاطمة الزهراء رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يديها من الرحى، وتسأله خادما فلم تجده. فذكرت ذلك لعائشة، رضي الله عنها. فلما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرته. ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحقق لابنته ما طلبت إلا أن الرواية صريحة في إقرار النبي عليه الصلاة والسلام لوجود ظاهرة الخدم وعدم إنكاره لها.. وكيف ينكرها الإسلام وهو الذي يعالج واقع الحياة الإنسانية بما لا يشق على الناس ولا يصيب حياتهم بالعنت والاضطراب.
تابع هل الخدم.. ظاهرة حديثة؟
إن ظاهرة الخدم ظاهرة إنسانية مرتبطة بالتركيب الطبقي للكيان الاجتماعي من جهة ومرتبطة بظروف سوق العمل وقانون العرض والطلب من جهة أخرى، وليست من صنع أفراد أو تلبية لمصالح فئات محدودة في مرحلة معينة. ولا يمكن النظر إلى ظاهرة الخدم باعتبارها ظاهرة سلبية على وجه العموم ولا يمكن تقييمها على أساس أنها مصدر خطر محقق في كل المجتمعات. وإنما هي ظاهرة عامة يترتب عليها مشكلات ذات طبيعة نسبية، تتعلق بظروف كل مجتمع وما يعتنقه من قيم ومبادئ ومعتقدات.
إن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يرزح تحتها كثير مز المجتمعات الإسلامية من جهة والظروف الاقتصادية المواتية وحالة الانتعاش التي تعيشها مجتمعات أخرى، مثل دول الخليج وغيرها من الدول النامية الصاعدة من جهة أخرى، هي التي أدت إلى نزوح الكثير من أبناء المجتمعات أو الدول الفقيرة للعمل في خدمة أبناء الدول الغنية، مثل دول الخليج، وبخاصة في عصر الطفرة الاقتصادية وما ترتب عليها من تغير اجتماعي سريع وعميق.
فظاهرة الخدم إذن ظاهرة اقتصادية بقدر ما هي ظاهرة اجتماعية فرضتها ظروف أو متغيرات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وليست من صنع أفراد أو تلبية لمصالح فئات محدودة في مرحلة معينة.. بل هي ظاهرة إنسانية مرتبطة بالتركيب الطبقي للكيان الاجتماعي من جهة، ومرتبطة بظروف سوق العمل وقانون العرض والطلب من جهة أخرى.
و مفهوم "الخادم ".. هو الإنسان- ذكرا أو أنثى- الذي يعمل لدى الغير بصفة مستمرة أو خلال أوقات محددة،ويتقاضى أجرا نظير عمله ويؤدي أعمالا ذات طبيعة معاونة، تعتمد على الخبرة الآلية والجهد البدني، ولا تحتاج لمؤهلات خاصة إلا في النادر، حسب ظروف ومستويات ومجالات العمل التي تحتاج للخدم.
ويدخل في هذا المفهوم أساسا خدم المنازل والفنادق والمطاعم والمستشفيات والمؤسسات والمساجد وعمال النظافة بالطرق والحدائق والمصالح.. وهؤلاء عملهم الأساسي هو أعمال النظافة بصفة عامة.. كما يتسع هذا المفهوم ليشمل أحيانا المربية والسائق الخصوصي والبستاني والطهاة والسفرجية، والوصيفة الخصوصية، وقد يشمل السكرتير الخاص ومدير الأعمال وسائر أرباب الأعمال والخدمات المعاونة.
وحاجة المؤسسات العامة للخدم أساسية إجبارية.. وغالبا ما يكون وضع الخدم فيها مماثلا أو مقاربا لأوضاع الموظفين.. ومن ثم لا توجد اعتراضات على وجود هذه النوعية من العمالة ولا يثير وجودها مشكلات. أما الخادم الذي يثير وجوده اعتراضات ومخاوف ومحاذير عديدة وأصبح يشكل "ظاهرة اجتماعية" تفرز مشكلات على مستوى الأسرة والمجتمع، فهو الخادم "الخصوصي " الذي يعمل لدى أسرة واحدة أو مجموعة من الأسر في الوقت نفسه- داخل نطاق المنزل ويختلط بأفراد الأسرة اختلاطا مباشرا ومستمرا، ويطلع بحكم عمله على كثير من أسرار وخصوصيات الأسرة، وتتيح له طبيعة عمله التأثير في أفراد الأسرة أو بعضهم، سواء كان هذا التأثير إيجابيا أو سلبيا، مستمرا أو حسب ا لظروف.
ظاهرة الخدم بين الرفض والقبول :
لكل ظاهرة اجتماعية إيجابيات مهما كان حجم السلبيات التي تعتريها.. وبنظرة موضوعية حيادية لظاهرة الخدم نقر بأن هناك إيجابيات متعلقة بها وإلا فما مبررات وجودها في حياتنا؟ وتتمثل النقاط الإيجابية في الآتي:
1. التخفيف من أعباء ومعاناة أرباب الأسر ومساعدتهم على التفرغ للأعمال المهمة ورعاية الأبناء في غياب الأم العاملة أو الطالبة وقضاء لوازم الأسرة من الأسواق ورعاية كبار السن والمرضى وذوي العاهات وتقديم خدمات نوعية خاصة لهم.
2.تأثر الخدم من غير المسلمين في كثير من الأحيان بقيم وأخلاق الدين الإسلامي وعادات المجتمع ودخول الكثير منهم في الإسلام.
3.نقل بعض الخبرات للمجتمع وخاصة في مجالات النظافة وتنسيق البيت والتمريض.
4.توفير وقت الزوجة للعناية بمظهرها وزوجها ويتحقق للأسرة الاستقرار العائلي.
5. التكافل الاجتماعي مع فقراء العالم الإسلامي بتوفير فرص عمل شريف لهم.
6.القيام بالأعمال التي لا يرضى المواطن السعودي القيام بها مثل حراسة وتنظيف المزرعة وغسيل السيارات وتنظيف المجاري وغيرها.
أما أصحاب الرأي الآخر السلبي لظاهرة الخدم فيقولون إن الدافع الحقيقي لاستقدام الخدم هو الرغبة في التنافس وحب التقليد والإحساس بالنقص عن الآخرين، لدرجة أن بعض الأسر يخجلون من حضور المناسبات لعدم وجود الخادمة أو السائق لديهم. وأصبح وجود هؤلاء الخادمات والسائقين عند كثير منهم ضرورة من ضروريات الحياة، وسمة بارزة تدل على التقدم والمدنية.. ويرى أصحاب الرأي الرافض للخدم بطلان دعوى الحاجة إليهم بدليل:
1. أن بيوت الناس ومنازلهم اليوم أحسن حالا من الزمن السابق بكثير.
2. إن ادعاء الحاجة إلى الخدم ونحوهم لم يقتصر على المدن الكبيرة أو أسر معينة لها ظروفها الخاصة، بل تعدى ذلك إلى القرى والهجر والأسر الفقيرة محدودة العدد والدخل.
3. توفر الآلة الحديثة الموفرة للجهد والوقت فيما يتعلق بالأعمال التي يقوم بها عادة أهل البيت من الطهي والغسيل والخياطة.
4. اعتماد أهل البيت على الخدم لم يظهر لهذا التفرغ أثرا يذكر في عبادة أو دراسة أو أي مشاركة بناءة في خدمة المجتمع.
سلبيات الخدم والمربيات :
1. تأثير الخدم تأثيرا سيئا وضارا على لغة وعادات وسلوك الأبناء الصغار، الذين هم في سن التقليد والتعلم. فقد وجد أطفال يؤشرون بعلامة التثليث على الرأس وجانبي الصدر. كما تفعل الخادمة. ويعتاد الأطفال مشاركة الخادمة في سلوكها والمشاركة في أعيادها..
2. التستر على الأخطاء والسلوكيات المعيبة للأطفال، مما يحولها لعادات سلوكية راسخة ما لم ينتبه لها الآباء والأمهات.
3. وجود الخادمة يجعل الزوجة اتكالية كسولة.. وتخليها عن واجباتها الأصلية.. ونسيانها لمهامها.
4.إن الاعتماد الكامل على الخادمة جعل البنات ينشأن بدون خبرة في أعمال البيت وبالتالي يفقدن القدرة على الاستقلال بشئون المنزل مهما كان صغيرا.
5. تقييد حرية الرجال، الذين يخافون ربهم، داخل البيت وكذلك الدعاة الذين يحاولون إصلاح ما فسد
من أوضاع أهليهم.
6. حرمان الطفل من حنان أمه اللازم في تربيته واستقرار نفسيته ولا يمكن للخادمة تعويض من ليس بولدها هذا الحنان، خاصة في حالات ترك المسئولية كاملة للخادمة.
7. الإرهاق المالي الذي يحصل لبعض أرباب الأسر والنزاعات العائلية التي تحصل في شأن من يدفع تلك النفقات..
8. ما يحصل من تفسخ الأسرة بسبب علاقة صاحب البيت في الخادمة، فحوادث الطلاق كبيرة بسبب الخادمة.
9. قيام العلاقات غير الشرعية بين الخدم وأفراد الأسرة وبين رب الأسرة والخادمة، ويقوم السائق بدور الوسيط بين فتيات الأسرة والشباب العابث وتسهيل أعمال الانحراف الخلقي والتستر عليها، لاستغلالها فيما بعد لابتزاز مرتكبيها ماليا تحت التهديد
10. التصور الخاطئ الذي يأخذه هؤلاء الخادمات والسائقون عن الدين الإسلامي، فأي عائق وضعناه أمامهم وأي صد عن سبيل الله قد فعلناه بهم بهذه التصرفات الطائشة.
11. نقل العدوى بكثير من الأمراض السرية نتيجة المخالط والاستعمال المشترك لبعض المرافق والأدوات بالإضافة للعلاقات غير المشروعة
12. ظهور جرائم السرقة والاغتصاب والقتل أحيانا.
13. انتشار علاقات الزنا بين فئات الخدم عند ضعف الرقابة عليهم ووجود سوق سرية للبغاء، خاصة في وجود أعداد كبيرة من الوافدين الذين يعيشون بدون أسرهم في بلادنا.
14 . اختراق المجتمع المتدين المحافظ ودراسة عاداته وأخلاقه حتى يمكن تقويضها ونشر قيم الحياة الغربية فيه.. ويقف وراء ذلك كثير من مؤسسات التنصير التي تتستر وراء أعمال توفير الخدم وتأهيلهم للعمل في بلادنا.
15. إفشاء أسرار البيوت وانتهاك حرماتها عندما تتبادل الأسر الزيارات العائلية ويضطلع الخدم بهذا الدور عند اختلاطهم ببعض أو عند ما يضطلعون بدور العملاء ويقومون بالتجسس لحساب بعض الأقارب والجيران.
16. جرائم الحمل سفاحاً ثم الإجهاض نتيجة لبعض العلاقات غير الشرعية بين الخادمة والسائق وبعض أفراد الأسرة.
17. معاناة رب الأسرة عندما يهرب الخدم أو يسيئون إلى نظام وأمن البلاد عن طريق تهريب المخدرات والأفلام الخليعة وغيرها.
18. إن مخالطة الكفار من هؤلاء الخدم ودوام معاشرتهم والارتياح لخدمتهم والرضا بما هم عليه من منكر الكفر وما دونه يعني إقرار المنكر وعدم تغييره وإظهار شيء من الموافقة لهم على ما هم عليه من الباطل وكيف ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من جامع المشرك- أي اجتمع معه- وسكن معه فإنه مثله ))[رواه أبو داود].
19. كما أن تفضيل الكفار على المسلمين وتهيئة فرص العمل لهم يتم ذلك على حساب مصالح المسلمين، فضلا عن تقويتهم وتمويلهم وتهيئة الفرصة للنمو الاقتصادي لهم.
أمهات مع وقف التنفيذ:
إن اتكال ربة البيت على الخادمة في تربية الأطفال خطير جدا بكل ما تحمله الكلمة، لأن هذه الخادمة تبث في نفس الطفل كل ما تريده سواء بحسن ظن أو بسوء ظن لأن الخادمة أتت من بلادها محملة بكل شيء حسب نشأتها.
وقد تكون هذه الخادمة ليست مسلمة بل تنتمي لديانات أخرى، مثل أن تكون نصرانية أو وثنية. والطفل لا يملك إلا أن يتشبث بهذه المعتقدات، ظنا منه أن هذا هو الذي يتبع، وطالما هي المسئولة عن أكله وشربه ونومه وغسيل ملابسه ومداعبته وحبها له، فإنه من الطبيعي ألا يعصي لها أمرا على الإطلاق.
ولو أمره أبوه أو أمه لا يطيعهما، لأنه لا يعرف إلا هذه الخادمة التي يستيقظ في الصباح على صوتها وصورتها وينام على هذه الحالة.
إن المرحلة الأولى في حياة الطفل من أحرج المراحل وأصعبها، لأنه كما يقال العلم في الصغر كالنقش على الحجر. فينشأ هذا الطفل على هذا الحال المخزي، وبعد هذا الوقت يندب الوالد والوالدة حظهما، إذا استيقظا من سباتهما العميق . إن المرأة الحصينة ذات التطلعات إلى الأعلى من حيث إسعاد زوجها ومعرفة تربية أطفالها ومعرفة شئون بيتها هي التي تؤدي كل ذلك على الوجه الأكمل.
إن الزوجة التي تتخلى عن مسئوليتها تجاه أطفالها وزوجها وشئون بيتها، لم تستفد من ذلك إلا الماسي والضياع وافتقاد الحنان والجفوة بينها وبين زوجها وأولادها.
نعم إنها أوكلت كل شيء للخادمة، حتى أصبح الأطفال لا يرون أفضل ولا أجمل لديهم من هذه الخادمة.
نعم إن هذه الزوجة قد ارتكبت خطأ جسيما في حق نفسها وزوجها وأطفالها، بل ومجتمعها الذي تعيش فيه وقد تدفع هذه الزوجة الثمن غاليا حين تكون النتيجة أن تفسد الخادمة عليها زوجها وتحدث بينهما مشكلات تؤدي إلى طلاقها ناهيك عما يلحق بالأولاد من ضرر ومخاطر جسيمة على دينهم وعقيدتهم وسلوكهم.
في بيتنا مشكلات وليست خادمات:
إن مشكلات الخادمات في المنازل التي يعملن فيها لا تعد ولا تحصى، إما أن تكون ربة البيت هي السبب أو يكون السبب من الخادمة نفسها، وهذا هو الأكثر شيوعا.
وتنحصر هذه المشكلات في ثلاثة أمور جسيمة وخطيرة تنعكس على المجتمع الذي نعيش فيه.. هذا المجتمع المحافظ على عقيدته الإسلامية وعاداته العربية النبيلة.. ناهيك عن الأمور التي تقل درجة عن سابقاتها. وفي الجملة كلها شر مستطير يجب التصدي لها ويمكن إجمالها في الآتي:
الأمر الأول: الانتحار والتخلص من الحياة بأي وسيلة كانت، ويكون الدافع لذلك إما قسوة ربة البيت في معاملة خادمتها من حيث تصرفاتها والإهانات المستمرة والتضييق عليها حتى تصاب هذه الخادمة بالكآبة والملل.
وإما أن يكون السبب هو الخادمة نفسها حيث تجد الحال في هذه البلاد الطيبة غير الحال في بلادها.. ولم تجد حلا ولا مخرجا من مشكلتها إلا الانتحار والتخلص من هذا الكابوس الذي قد خيم على عقلها وجميع قواها، وتكون النتيجة أن تلقي بنفسها من النوافذ وشرفات المنازل والأسطح فتكون النتيجة الموت.
الأمر الثاني: الهروب من المنزل ليلا أو نهارا دون علم ربة البيت بذلك.
الأمر الثالث: استخدام أساليب عديدة ملتوية أخلاقية تتنافى مع ديننا الحنيف والعقل المتزن المنير.. فبعض الخدم من محترفي الجريمة ومن المنتسبين إلى عصابات الإجرام وما نسمعه ونشاهده من جرائم قتل الأبرياء، فضلا عن نشر المخدرات بين المسلمين حتى يأخذوا من وراء تلك المخدرات الأموال الطائلة. أو قد يكون مدفوعا لأغراض أخرى من تجسس أو نشر أفكار منحرفة أو للتعرف على طبيعة البلد وأهلها لتلمس نقاط الضعف فيهم لاستغلالها ومن ثم التأثير عليهم.
وقد يكون المستقدم من المستضعفين.. وقد أتى لكسب الرزق حقيقة.. ولكن عندما يرى هذا الخادم بعض التصرفات من مخدوميه وتفريطهم في أموالهم وأعراضهم مما يغويه هذا بالجريمة ويطمعه بالغنيمة مع السلامة.
إن واقعنا اليوم يوضح لنا صورة بعض المسلمين وما قصروا فيه من أمور دينهم، وتعديهم لحدود الله وعدم استماعهم لتحذير العلماء من أخطار الخدم وفي وجوب الحد منهم.
}ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق { إن المآسي والجرائم التي نعيشها اليوم تنطق بأنه آن وحان ذلك اليوم الذي تخشع فيه قلوب الناس وتتبع ما أنزل الله من الحق.
إن على ولاة الأمور أن يتقوا الله في محارمهم وأعراضهم التي استهانوا بها وما أعاروها اهتماما، وتخلوا عن الأمانة التي على كاهلهم والتي سيسألون عنها }يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم { إن ذلك اليوم هو أشد على الظهر من حمل الجبال.
إن السبب في التخلي عن هذه الأمانة هو الإهمال والتفريط والكسل والجري وراء ملذات الحياة الدنيا ومتاعها.. فهم ماديون بمعنى هذه الكلمة، فلا يهمهم صلاح أو فساد أولادهم.. فلا هم لهم سوى جمع المال وكسبه من جميع الطرق التي يمكن أن يجمعوه منها.
ولقد صدق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض " رواه البخاري.
إن كثيرا من أرباب الأسر لا يشعرون بخطورة هذا الأمر ولا بفداحة هذا الخطب.. حتى لو كانوا صالحين في أنفسهم، فما بالك لو كانوا غير ذلك. ممن يدرك أن هذا الفساد له ولأهله ولذريته من بعده فيرى بأم عينه كيف يتسلل أولاده الكبار إلى المعصية وأطفاله إلى الميوعة.. وكيف تنزلق بناته في المزالق وكيف تختلي زوجته بالأجانب من السائقين والخدم.. ومع ذلك يغمض عينيه كأنه لا يرى شيئا ولا يعلم شيئا.
أو لا يدرون ما يصنعون ويظنون أن لا مسئولية عليهم فيما يفعل ابنه ولا مسئولية عليه فيما تفعل ابنته.
والله.. ليسألن الوالد عن ولده.. والولد عن أبيه }وقفوهم إنهم مسئولون {. إن البعض يدرون أن ما يجري في بيوتهم خطأ.. وأيما خطأ ولكنهم لا يستطيعون التغيير. بل عاجزون عنه.
إن صلابة الإيمان.. وقوة الوازع الديني في النفس وصدق العزيمة كاف بعد عون الله على التغيير.
إن استحضار عظمة الله في النفوس وما أعد للطائعين من نعيم.. وللعاصين من عذاب.. إن في استحضار ذلك لأكبر الأثر على التغيير.
ولقد صدق رسول الإنسانية عليه أفضل الصلوات والتسليم ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها" .
فحري بنا أن ندرك عاقبة ذلك في الدنيا وعند الله في الآخرة }يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون {.
وعلى الأمهات أن يتقين الله في أنفسهن وفي أزواجهن وأولادهن فبعض أمهات اليوم لسن جديرات بحمل هذا اللقب، فالأم هي التي تربي }يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة{.
أما بعض النساء اليوم فهن إما جاهلات أو متجاهلات بما يصلحهن ويصلح أسرهن.. فهؤلاء لا تراعي الواحدة منهن ظروف زوجها المادية التي لا تسمح باستقدام الخادمة وكل ذلك وراءه التقليد والمجاراة..
والإحساس بالنقص تجاه الآخرين، حتى أن إحداهن لتستحي أن تذهب إلى الحفلات والمناسبات المختلفة التي تدعى لها بسبب عدم وجود خادمة لها. إن على كل امرأة أن تنتبه، فالأمر شديد الخطورة، عندما تترك الأم أطفالها للخادمة لتقوم بتربيتهم وتعطيها المسئولية الكاملة في التصرف.. وتتخلى الأم عنها فيشب الطفل المسلم على أخلاق اليهود والنصارى والبوذيين والهندوسيين وعاداتهم، منحرف الأخلاق متميع العقيدة مهزوز الشخصية، فيشب الطفل في أقل أحواله- إذا تخلت الأم عنه- مسلما منحرف العقيدة.
×: العلاج لمشكلة الخدم والمربيات :×
مع التسليم بأن "الخدم " أصبحت ظاهرة اجتماعية وضرورية تفرضها عوامل كثيرة، إذن لابد من التعايش معها رغم سلبياتها الكثيرة والعمل المستمر للتخفيف والتقليل من آثارها السلبية عن طريق:
*تعاون أفراد الأسرة على خدمة أنفسهم قدر الإمكان بإعادة تنظيم البيت من الداخل وتوزيع المسئوليات على أفراد الأسرة "مثلما يحدث في العديد من البيوت العربية العاملة".
*تغيير كثير من العادات السلبية "مثل كثرة الولائم واستقبال الضيوف كل أيام الأسبوع والحد من مظاهر البذخ والإسراف ".
*عدم تقليد الأغنياء في أنماط وأساليب معيشتهم وبالتالي عدم استقدام الخدم إلا لضرورة حقيقية وعدم توافر الحل البديل.
*عدم استقدام الخدم غير المسلمين مهما كانت الظروف والحرص على حسن الاختيار للنوعيات المؤهلة الملتزمة بشعائر الإسلام وبالزي الإسلامي وأن تتضمن عقود العمل الأعمال التي ستوكل إليهم بالتفصيل وأن تضمن لهم حقوقهم.
*أن يكون للخادم أو الخادمة داخل البيت غرفة أو مكان خاص يهيئ له معيشة إنسانية وأن يكون له ساعات عمل معينة.
*أن نقلل من فرص اختلاط الذكور بالإناث ونمنع الخلوة تماما.
*أن نحترم مشاعر الخدم ولا ننظر لهم نظرة دونية ونشجعهم بحوافز مادية للإخلاص والإجادة في العمل والاستقامة.
*المراقبة المستمرة، فلا نثق فيهم الثقة المطلقة ولا نخونهم أو نتهمهم بغير دليل وأن تحتفظ كل أسرة بأسرارها بعيدا عن الخادمة.
*يمكن الاستعاضة عن المربية بدور الحضانة التي يلزم التوسع في إنشائها والإشراف المستمر عليها وأن تكون العمالة بها مدربة علميا وعمليا لرعاية الطفولة.
*.مكن الاستغناء عن السائق الخصوصي بحافلات النقل الجماعي للأبناء والنساء وتكون المسئولية للجهة مالكة السيارات.المصدر :
المــهمْـ |||||||
يــــبتـــــلًـــ~ــكــًًـــم بور بوينت عن دوــر الــمرأة فــي الإمارات قديــــماً وحدـــيثاً
مْــاآ بطوووــل عليـــكمْـ ………….