هذي نبذه بسيطه عنالشيخ " زايد " . الله يرحمه .
مولدهولد الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1918 م في قلعة الحصن التي بناهاوالده الشيخ / سلطان في مدينة أبوظبي في عام 1910 ، وهو الابن الرابع للشيخ سلطانبن زايد بن خليفة الذي كان ترتيبه الرابع عشر في سلسلة حكام آل نهيان ، وقد عرف عنالشيخ / سلطان بن زايد شجاعته وحكمته وقدرته على بسط السلام والنظام وولعة بالشعر ،واهتمامه بأمور الزراعة والبناء .
وقد سمي زايداً تيمناً بجده لأبيه زايدالكبير أمير بني ياس ، الذي كان بطل في أيامه واستمر حاكما لامارة أبوظبي من عام 1855 وحتى عام 1909 .
لقد جاء الشيخ / زايد إلى الدنيا ، وسط النكباتوالأزمات العنيفة والأحداث المأساوية الأليمة التي كانت قد توالت على الاسرهالحاكمة في أبوظبي بعد وفاة رائدها زايد الكبير في عام 1909 ، حيث خلفه ابنه الشيخ / طحنون بن زايد الذي توفى في عام 1912 ، وأعقبه بعد ذلك الشيخ حمدان بن زايد الذيتوفى أيضا في عام 1922 .
وعندما تولى الشيخ / سلطان بن زايد زمام القيادةكرئيس للقبيلة ، وحاكما لابوظبي في عام 1922 ، كان الشيخ / زايد في الرابعة من عمره، واستمر حكم الشيخ / سلطان حتى عام 1926 ، واتسم حكمه بالشجاعة والحكمة والتسامحغير المفرط ، ووطد علاقات طيبة مع جيرانه من الأشقاء العرب ، وعندما توفى أبوهالشيخ / سلطان كان الشيخ / زايد في التاسعة من عمره .
طفولته
عاشالشيخ / زايد طفولته في قصر الحصن الكائن حاليا في قلب العاصمة أبوظبي ، وفي زمنشهد ندرة المدارس إلا من بضعة كتاتيب ، دفع به والده إلى معلم ليعلمه أصول الدين ،وحفظ القرآن الكريم ، ونسج من معانيه نمط حياته ، وبدأ يعي أن كتاب الله جل جلالهليس فقط كتاب دين ، وإنما هو الدستور المنظم الشامل لجميع جوانب الحياة ، وفي السنةالسابعة من عمره كان يجلس في مجلس والده الشيخ / سلطان ، وكان الطفل زايد يلتقطويتعلم العلم من مجلس أبيه ، فتعلم أصول العادات العربية ، والتقاليد الأصيلة ،والشهامة ، والمروة ، والشرف ، وتعلم الأمور السياسية والحوار السياسي ، ورغم تفوقهإلا أنه يعترف هو نفسه بأنه كان أحياناً يرفض التعليم ، وأحياناً كان متمرداً علىمعلمه ، وفي مرحلة يفاعته بدأت ثقافته تكتسب بعداً جديداً ، فولع بالأدب ، واظهرالاهتمام بمعرفة وقائع العرب وأيامهم ، وكان من أمتع أوقاته الجلوس إلى كبار السنليحدثوه عما يعرفوه من سير الأجداد وبطولاتهم ، هذا إلى جوار ما تعلمه من الخصالالطيبة من والدته الشيخة / سلامه .
وتدل شواهد صباه انه كان قناصاً ماهراً، شجاعاً لا يعرف التردد أو الجبن ، وفارساً من فوارس الصحراء ، يجيد ركوب الخيل ،ويعرف أصولها .
غير إن القدر كان له بالمرصاد ، فلم يستمتع الصبي زايدطويلاً بدفء جناحي أبيه الذي اغتيل عام 1927 ، فانضوي لشهور قليلة عن الناس ، وعنمرحه الطفولي الذي اشتهر به ، ولهوه مع أقرانه ورفاق طفولته .
هواياته
وكبر الشيخ / زايد ، وترعرع ، وتعلم الفروسية ، والقنص، وكان يفضل المرح والقنص في الصحراء أو الجبال القريبة أو المنافسة مع أصدقائهوأقرانه ، كما تولع منذ طفولته بحب الخيل ، حيث كان يتردد إلى إسطبل العائلة للخيولالعربية الأصيلة في مزيد .
وعندما اصبح الشيخ / زايد فتى يافعاً كان قدأتقن فنون القتال ، وبرز ميله إلى المغامرة ، وتحدي الصحراء المترامية الأطراف لكشفالمجهول ، وقد تعلم ممارسة هواية الصيد والقنص ، ولا سيما الصيد بالصقور في عمر 16سنه , كان بارعا في الصيد بالصقور والبندقية ، ولكنه توقف عن استخدام البندقيةواكتفى بالصيد بالصقور وعن أسباب ذلك يقول الشيخ / زايد :
في ذات يوم ذهبتلرحلة صيد في البراري ، وكانت الطرائد قطيعاً وافراً من الظباء ، يملأ المكان من كلناحية ، فجعلت أطارد الظباء وأرميها ، وبعد حوالي ثلاث ساعات قمت أعد ما رميتهفوجدتها أربعة عشر ظبياً ، عندئذ فكرت في الأمر طويلاً ، وأحسست إن الصيد بالبندقيةإنما هو حملة على الحيوان ، وسبب سريع يؤدي إلى انقراضه ، فعدلت عن الأمر واكتفيتبالصيد بالصقور .
كما إن كثرة النكبات والمصاعب جعلت منه رجلاً فذاً ، لهذاتعلم الشيخ / زايد فنون الحرب ، وكان شجاعاً ، احب وطنه حباً جماً .
وظلسمو الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان شغوفا بممارسة ومتابعة هذه الهواياتوالاهتمامات ، ولا يزال يشجع الجميع على ممارستها ، ويرصد الجوائز القيمة للسباقاتالسنوية التي يأمر بتنظيمها ويرعاها .
شخصيته
الشيخ / زايد عربيمسلم ، ذو سمات إنسانية ، وهو رجل واضح الذاتية ، وطيد الأصالة ، مفتوح الطموح ،مكفول الحاجات ، رشيد التصرف ، كريم المنزلة ، غير منكمش ولا هياب ، جم القدرة علىالابتكار والإبداع ، ففي عام 1948 قام الرحالة البريطاني تسيجر بزيارة المنطقة ،وعندما سمع كثيراً عن الشيخ / زايد أثناء طوافه في الربع الخالي ، جاء إلى قلعةالمويجعي لمقابلته ، يقول تسيجر : إن زايد قوي البنية ، ويبلغ من العمر ثلاثين عاما، له لحيه بنية اللون ، ووجهه ينم عن ذكاء ، وقوة شخصية ، وله عينان حادتان ، ويبدوهادئاً ، ولكنه قوي الشخصية ، ويلبس لباساً عمانياً بسيطاً ، ويتمنطق بخنجر ،وبندقيته دوماً إلى جانبه على الرمال لا تفارقه ، ولقد كنت مشتاقاً لرؤية زايد بمايتمتع به من شهرة لدى البدو ، فهم يحبونه لانه بسيط معهم ، وودود ، وهم يحترمونشخصيته وذكاءه وقوته البدنية ، وهم يرددون باعتزاز : زايد رجل بدوي ، لأنه يعرفالكثير عن الجمال ، كما يجيد ركوب الخيل مثل واحد منا ، كما أنه يطلق النار بمهارة، ويعرف كيف يقاتل .
ولم يعرف عن الشيخ / زايد أية نقيصة أو تقصير في أداءواجبه نحو الغير ، أو نجدة المضطر إليه ، وكان كريماً سخياً ، وجواداً لا يردلإنسان حاجة ، وظلت هذه الصفة تلاحقه حتى اليوم ، وكثيراً ما ضاق به مقربوهومستشاروه في الدولة الحديثة ، واعتبروها إسرافاً في الكرم لدرجة الإفراط ، والواقعإن كل من عرفه ، منذ تلك الفترة يشهد له بهذه الشخصية القوية والمميزة .
ويصف النقيب البريطاني انطوني شبرد في كتابه مغامرة في الجزيرة العربيةمكانة زايد وعظمته وسط مواطنيه ، قائلاً : كان رجلاً يحظى بإعجاب ، وولاء البدوالذين يعيشون في الصحراء المحيطة بواحة البريمي ، وكان بلا شك أقوى شخصية في الدولالمتصالحة ، وكنت اذهب لزيارته أسبوعياً في حصنه ، وكان يعرض عليّ وضع السياسةالمحلية بأسلوب ممتاز ، وإذا دخلت عليه باحترام خرجت باحترام أكبر ، لقد كان واحداًمن العظماء القلة الذين التقيتهم ، وإذا لم نكن نتفق دوماً فالسبب في جهلي .
وكان العقيد بوستيد الممثل السياسي البريطاني أحد المعجبين بكرم الشيخ / زايد ، فقد كتب بعد زيارته للعين ، لقد دهشت دائما من الجموع التي تحتشد دوما حوله، وتحيطه باحترام واهتمام .
كان لطيف الكلام دائما مع الجميع ، وكان سخياجدا بماله ، ودهشت على الفور مما عمله في بلدته العين ، وفي المنطقة لمنفعة الشعب ،فقد شق الترع لزيادة المياه ، لري البساتين ، وحفر الآبار ، وعمر المباني الأسمنتيةفي الافلاج ، إن كل من يزور البريمي يلاحظ سعادة أهل المنطقة .
المناصب التي تولاها سموه
:
شغل سموه في 18 /9/1966 منصب ممثل سمو حاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها .. وتولى ولاية عهد أبو ظبي منذ الأولمن فبراير 1969 وجاء قرار الاختيار متمشيا ً مع مايعهده الجميع في سموه من حكمة ودراية وإلمام بقضايا وطنه . وقد بارك جميع أفراد آلنهيان والمواطنون هذا الأخيار الموفق
ورأس سموه دائرة الدفاع في أبو ظبي في 2فبراير 1969 عند بداية تشكيل قوة دفاع أبو ظبي التيأصبحت نواة لجيش الإمارات .
كما شغل سموه في أول يوليو 1971 منصب رئيس مجلس وزراء إمارة أبو ظبي وتولى وزارة الدفاعوالمالية ، وبعد قيام الاتحاد وتشكيل مجلس وزراء اتحادي أصبح صاحب السمو الشيخخليفة نائب لرئيس مجلس الوزراء الاتحادي .
ويتولى سموه منذ العشرين منفبراير 1974 وحتى الآن رئاسة المجلس التنفيذي لإمارةأبو ظبي ويشغل سموه منذ مايو 1976 منصب نائب القائدالأعلى للقوات المسلحة .. كما يرأس سموه حاليا ً المجلس الأعلى للبترول .
وتولى سموه لبعض الوقت رئاسة مجلس إدارة صندوق النقد العربي ورئاسة مجلسإدارة جهاز أبو ظبي للاستثمار كما شغل منصب ممثل دولة الإمارات في الهيئة العربيةللتصنيع الحربي
زايد والاهتمامبالتراث
قالها زايد ذاتيوماً فأصبحت مثلاً دارجاً على لسان الناس ( من ليس له ماضٍ ، ليس له حاضر ولامستقبل ) وفعلاً كيف يعيش الإنسان بلا هوية وبلا أصل ولذلك لا خير في إنسان ينسىماضيه وعاداته وتقاليده ويلبس ثوباً جديداً يستورده من عند الآخرين .. ومن هذاالمنطلق كان لدى زايد إيمان راسخ بأن الحضارة والمدنية والثروة ليست سبباً يجعلنانتخلى عن عادات وتقاليد كنا نؤمن بها وليست عذراً يجعلنا نتخلى عن تراث عريق وماضتليد بناه أجداد سقوا هذه الأرض الطيبة بدمائهم وعرقهم ..
زرع الشيخ زايد بنسلطان آل نهيان فينا نحن الأجيال الجديدة حب التراث وحب العادات والتقاليد حيث أنللماضي رائحة طيبة عبقة يشتمها الكبار فيحسون بالحنين له ويشتمها الصغار فيحسونبالنشوة والاعتزاز والفخر ولا أروع من الفخر عند العرب من الفخر بأصولهم وأنسابهموعاداتهم.
انطلاقاً من الاهتمام بالجمل سيارة الماضي وصديق البدوي الراحلمعه في أسفاره ورحلاته كانت الإمارات أول دولة تقيم سباقاً للهجن العربية الأصيلةبل ورصدت لهذه السباقات الجوائز المالية والعينية والتي دفعت الناس إلى اهتمام أكثربالهجن مما دفعهم إلى اختيار وتنقي السلالات الأصيلة والاهتمام من ناحية الغذاءوالصحة والتدريب والمتابعة.
وأعطى صاحب السمو الشيخ زايد اهتمامه للسباقاتالبحرية التراثية ورحلات الغيص وبناء السفن ومسابقات التراث البحرية لتعريف الشبابوالجيل الناشىء بمهنة الأجداد في الماضي وهي صيد الأسماك والبحث عن اللؤلؤ في أعماقالخليج خصوصاً بعد أن اندثرت هذه المهنة وصارت جزءاً من الماضي ولكن وبتوجيهات منصاحب السمو رئيس الدولة أقيمت الأندية البحرية والتراثية والتي صارت تهتم بالسباقاتالتراثية البحرية وإعادة الحياة لبعض الحرف التي انتهت ولو عن طريق المسابقاتوالمعارض.
ولا ننسى رياضة الصيد بالصقور التي توليها دولة الإمارات العربيةالمتحدة اهتماماً كبيراً وخصوصاً لأنها أحد الرياضات الموجودة في الماضي حتى عادتهذه الرياضة للانتشار من جديد في دولة الإمارات التي زاد الاهتمام فيها بتربيةالصقور والمحافظة على السلالات النادرة منها وكذلك من مظاهر الاهتمام بها القراراتالحكيمة للمحافظة على الصقر العربي مثل ضرورة عمل جواز تعريفي لكل صقر وكذلك تركيبأجهزة لتتبع الصقور ومعرفة مسارها وإنشاء مستشفيات خاصة بالصقور واستيراد بعضالسلالات النادرة من الخارج ..
وللفروسية رونق خاص في دولة الإماراتحيث أنها صارت من الرياضات الشعبية المحببة للإماراتيين وباقي الجاليات التي تعيشعلى أرض الدولة فتم إنشاء أندية لتعليم الفروسية ومضامير سباقات على مستوى عالميوكذلك لابد أن نشير إلى اهتمام الدولة بإقامة أكبر السباقات العالمية للفروسية ولاأدل على ذلك من سباق دبي العالمي للخيول والذي يعد أحد أكبر سباقات الخيول فيالعالم كما يعد الإماراتيون أحد أكبر ملاك الخيول في العالم ولا أدل على ذلك من فوزخيولهم في السباقات العالمية في بريطانيا وغيرها ..
ومن مظاهر الاهتمامبالتراث والعادات والتقاليد بعض المباني الحديثة التي تم تصميمها على طراز قديموكذلك إنشاء المتاحف والبيوت التراثية وإعادة ترميم وبناء وصيانة القلاع والحصونالقديمة وكذلك القصور والبيوت التراثية التي مازلت حتى يومنا هذا شاهدة على أصالةالشعب الإماراتي وعلى افتخاره واعتزازه بتراثه وماضيه .
وحرص صاحب السموالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على التواجد الدائم مع المواطنين في أغلب البرامجوالرياضات التراثية مثل ظهوره في أحد السنوات من خلال برنامج ( مسابقات في حياةالأمس ) والذي كان يقدمه تلفزيون أبوظبي وكذلك يحرص صاحب السمو رئيس الدولة علىحضور الكثير من السباقات البحرية وسباقات القوارب الشراعية وسباقات الخيول وسباقاتالهجن العربية الأصيلة .
زايد و الشعب
منذ أن بدأ الزمن يكتب تاريخ منطقة الخليج العربية وسجلالتاريخ وتراث هذه الأرض يرتبط بالديمقراطية العفوية القائمة على تلاحم الأيديوالقلوب بين القيادات وبين الرعية
وكما هي التقاليد العريقة المتوارثة فان زايدلم يشذ عن هذه القاعدة فهو يستقبل كـل يوم أبناءه وأشقاءه المواطنين بكل مخزون الودالذي لا ينضب و لا يغلق بابه على مدار الساعة أمامهم مؤكدا بذلك أن الديمقراطية فيتاريخ هذه الأمة هي المعايشة اليومية الطبيعية التي لا تكليف ولا تكلف فيها بينأبناء الأسرة الواحد
أن سياسة الباب المفتوح التي يتبعها الشيخ زايد رغم مشاغلهومسؤولياته المتزايدة لم تتغير مطلقا على مر السنين ورغم تزايد الأعباء.
أنلقاءات زايد بالشعب مبدأ أساسي من مبادئه في الحكم وديمقراطية الحكم وديمقراطيةزايد ليست شعارات وليست مجرد نصوص في الدستور. إنها ابعد من ذلك إنها واقع عملييجسده. سواء على المستوى التنفيذي أو على المستوى الشعبي
هكذا كان زايد منذالبداية عندما كان نائب لحاكم إمارة أبو ظبي في العين وعندما أصبح حاكما لابوظبيكلها ثم عندما أصبح رئيسا للإمارات
وعندما تولى زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي سنة 1966 م بادر إلى تكوين مجلس التخطيط وقد يظن الكثيرون ولأول وهلة أن هذاالمجلس شيء فريد في حياة أبو ظبي لكن الأمر ليس كذلك. لقد سار زايد على تقاليدالآباء والأجداد وفي تواضع جم يتصف به الأجداد يستطرد زايد في كلمته التاريخية عندافتتاح المجلس الاستشاري الوطني قائلا: إن المجلس الذي نبدأه اليوم ليس جديدا علىمجتمعنا فقد عرفت أبو ظبي مبدأ الشورى منذ مئات السنين وكان الأسلاف يتشاورون فيالأمور التي تهم البلاد ومضت التجربة. ونجح المجلس الاستشاري الوطني وما زال يواصلنجاحه في أداء وظيفته
وقد سبق إنشاء المجلس الاستشاري الوطني. تنظيم آخر للحكمتمثل في إنشاء أول مجلس للوزراء في أبو ظبي سنة 1971 م قبل قيام الاتحاد برئاسةالشيخ خليفة بن زايد ليعين الحاكم على أداء مهامه وممارسة سلطاته
ويعقد المجلسالأعلى للاتحاد جلساته بصفة دورية وتتخذ فيه القرارات بالإجماع بعد دراسات ومناقشاتمستفيضة يقول صاحب السمو الشيخ زايد في قضية النقد الذاتي وأهميته لتدعيم بناءالدولة الاتحادية: إنني أريد من كل مواطن أن يعبر عن رأيه بصراحة لأننا نتلمس منهذه الآراء رغبات المواطنين ونعمل على حلها وأنا مع النقد البناء وكل مجاملة علىحساب المصلحة العامة أرفضها رفضا باتا فالذين يربطهم مصير واحد لا تجوز بينهمالمجاملة في غير الحق هكذا كان زايد دائما بالأقوال والأفعال يرسم لشعبه معالمالديمقراطية المثالية ويذيب كل عقبة صغيرة كانت أو كبيرة في مسيرة بناء الدولةالقوية ومستقبله أليس هذه كله هو بعينه الأساس الذي قام عليه مبدأ الديمقراطية منذظهر في الوجود وطرق أسماع البشرية لأول مرة.
لا تقوم الدولة إلا على أساس راسخ من العلموالدين .. ولا تنهض المجتمعات ولا تقوم الحضارات إلا على قاعدة إيمانية راكزة تؤمنبها الأمة بأكملها فلا حياة بلا دين ولا نهضة وتقدم دون المثول إلى أوامر اللهسبحانه وتعالى وتعاليم وهدي نبينا المصطفى عليه أتم الصلاة وأتم التسليم .. هكذاعلمنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي لم يدخر جهداً إلا وقدمه في مساعدةالإسلام والمسلمين في أي مكان في العالم ..
فعلى المستوى المحلي أمر سموهبإنشاء المساجد والجوامع على أحدث طراز وأرقى تصميم لتتسع جموع المصلين في كل مكانفي الإمارات وتم تجهيزها بكل ما تحتاجه من منابر ومغاسل وميكرفونات ليتمكن المسلمونمن أداء مشاعرهم الدينية بكل حرية ويسر حيث تعد الإمارات أحد الدول القلائل فيالعالم مع قطر والسعودية وعمان التي يمثل المسلمون 100% من مجموع السكان المواطنينفيها .
وفي شهر رمضان والمناسبات الدينية مثل المولد النبوي والإسراء والمعراجوحلول شهر رمضان المبارك يستجلب الشيخ زايد كبار المحدثين والشيوخ المسلمين وعلىنفقته الخاصة ليحدثوا الناس ويقيموا المحاضرات والندوات الدينية كما تقام موائدالرحمن في كل مكان في الإمارات والتي يفطر عليها الفقراء والمحتاجون القاطنون فيجميع أنحاء الدولة.
وفي موسم الحج يتكفل سموه بإرسال وفود الحجيج على نفقتهالخاصة لأداء مناسك الحج وإكمال أحد أركان الإسلام الخمسة ..
وكأروع ما يكونالتسامح الإسلامي وحرية المعتقد والدعوة إلى الإسلام بالتي هي أحسن أقيمت على أرضالإمارات كنائس للجاليات المسيحية الموجودة على أرض الدولة ليؤدي الجميع مشاعرهمالدينية بكل حرية ويسر بعيداً عن التعصب والتطرف الديني الذي يضر أكثر مما ينفع بلوقام صاحب السمو الشيخ زايد بإنشاء دار وهي مركز زايد لرعاية المسلمين الجدد حيثتحتضن كل من يود معرفة الإسلام عن قرب وتوفر لهم الأشرطة والكتيبات والمحاضرات التيتعرفهم بالإسلام وتدعوهم إلى اعتناق آخر الديانات السماوية الثلاث ..
وللشيخزايد بن سلطان آل نهيان حفظه الله الأيدي الكريمة في مد يد العون والمساعدةللمسلمين في جميع أنحاء العالم حيث يقوم سموه ببناء المدن والبيوت كما يحدث في مصروفلسطين وبناء المساجد والجوامع ومد شبكات المياه وتوزيع المصاحف القرآنية وإغاثةالملهوف والمحتاج والتاريخ يشهد بأن زايد كان أول من سارع في مساعدة الشعب الأفغانيوالصومالي واللبناني خلال الحروب الأهلية التي اجتاحت هذه البلاد كما كان من أوائلالمتبرعين في دعم صمود الشعب الفلسطيني وفي بناء وتعمير ما هدم الكيان الصهيونيالغاشم في أرض فلسطين الحبيبة وله المواقف الكريمة في مساعدة شعب البوسنة والهرسكوألبانيا وكذلك في إغاثة المتضررين من الزلازل في تركيا وإيران وغيرها الكثيرالكثير من المواقف البطولية الشهمة التي لا تنساها أمة الإسلام من سيدي صاحب السموالشيخ زايد الذي يرى أنه لا خير في مال ولا ثروة إن لم تسخر في خدمة الإسلاموالمسلمين والإخوان والأصدقاء تماشياً مع قوله سبحانه ( إنما المؤمنون أخوة ).
القائد الذي سيردد اسمه التاريخ عبر الحقب الآتية
إنجازات، وتنمية، وبناء .. كلمات تلخص مسيرة المغفورله بإذنالله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس وقائد دولة الإماراتالعربية المتحدة، الذي أقام دولة اتحادية متطورة ومتقدمة بكل المقاييس وجعلها فيمصاف الدول الأكثر تقدما في العالم. ولا تكاد تُذكَر الدول ذات الدخل الفرديالمرتفع ورفاهية العيش إلا وتكون الإمارات من بينها. كل هذا وأكثر بفضل جهود صاحبالسمو الشيخ زايد وإيمانه العميق بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للشعوب وأن لشعبهولبلاده القدرة على تحقيق المستحيلات.
ولد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطانآل نهيان عام 1918 في مدينة العين وقد سمي على اسم جده الشيخ زايد بن خليفة والذيحكم إمارة أبوظبي منذ العام 1855 إلى عام 1909. تعلم مبادئ الحرب والقتال بينالبدو. اتصف بالشجاعة وكان يقاتل للشرف لا للمغنم ويبذل دمه رخيصا دفاعا عن أرضه ضدأي اعتداء وكان دائماً على استعداد للتضحية بحياته لحماية من يلجأ إليه. وقد شغفزايد بمعرفة وقائع وتاريخ المنطقة في شبه الجزيرة العربية وأحب الشعر الذي كان أقربفي حكمته ومغزاه إلى ذاته.
انعكست نشأة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آلنهيان في مدينة العين ومحيطها الصحراوي القاسي عليه لتشكل منه شخصية مرموقة تتسمبالانشراح وسعة الصدر ونفاذ البصيرة وطول البال، وتطغى عليه الحكمة .. ليصبح حكيمالعرب.
عمل زايد بكل جهد فجمع في شخصيته كل صفات القيادة وأدرك قواعد لعبةالتوازنات القبلية وأصول حل الخلافات الناشئة بين الأطراف المختلفين فيما بينهم. وأيقن بحكمته المعروفة أن صراع البقاء سيبقى هاجس جميع القبائل وان النزاعاتالناجمة عن ذلك لن تنتهي حتى يتغير المحيط والوضع العام. ولمع نجمه إبان المحادثاتالخاصة بحل النزاع حول منطقة البريمي الحدودية فنظر إليه الناس باحترام وإعجابشديدين.
تولى الشيخ زايد حكم العين عام 1946 ولم تكن ندرة الماء والمالوقلة الإمكانيات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين. فوضع خطة دقيقة لاستثمار إمكاناتالمدينة وعمل بدأب على تحقيق تلك الخطة.
وبفضل تلك التوجهات فقد افتتحت فيعام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم "المدرسة النهيانية" كما تم إنشاء أول سوقتجارية وشبكة طرق ومشفى طبي ليجسد الشيخ زايد ما كان يحلم به إلى حقيقة واقعة. ولعلأبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذي أصدره صاحبالسمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضي بإعادة النظر في ملكية المياه وجعلهاعلى ندرتها متوفرة للجميع بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية.
بدأ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التعرف على العالم الخارجي في أول زيارةله إلى بريطانيا عام 1953 ومنها إلى دول أخرى كأميركا ولبنان والعراق ومصر وسورياوالهند وإيران.
ومضى زايد على طريق الإصلاح فلم يترك ميدانا دون أن يطرقهحتى عرف بأنه "رجل الإصلاح الكبير". وكانت كل تلك الإصلاحات والانجازات تبشر بأنزايد هو الرجل الموعود لحكم إمارة أبوظبي.
في السادس من أغسطس 1966 تولىصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في أبوظبي فوضع برنامجاًضخماً لعملية الانماء وبدأ بدفع ابناء شعبه للمساهمة بكل طاقاتهم في هذه العملية،كما دعا الكفاءات الأجنبية لدعم هذه المسيرة بالخبرات. ولم تمض أيام على تسلمهالحكم حتى أعلن زايد عن إقامة حكومة رسمية ذات إدارات ودوائر وأسند إليها المهاماللازمة لتسيير الدولة.
وكانت الأولويات إقامة المدارس والمساكن والخدماتالطبية وإنشاء ميناء ومطار وشق الطرقات وبناء جسر يربط بين أبوظبي واليابسة. وانقلبت أبوظبي التي كانت نائمة في أحضان الرمال قبل أن يأتي زايد إلى أكبر ورشةعمل في كل اتجاه. وأصبح هدير الآلات في كل مكان وانتقل الآلاف من الأكواخ إلىالبيوت الصحية النظيفة وامتدت الطرق الحديثة فوق رمال الصحراء ودخلت المياه العذبةوالكهرباء إلى كل بيت وانتقل التعليم من نظام الكتاتيب إلى المدارس العصرية وانتشرتالمدارس على اختلاف مراحلها في كل بقعة من البلاد وفتحت عشرات الفصول الجديدة لمحوأمية من فاتهم قطار التعليم وبدأت العيادات في تقديم خدماتها الطبية للبدو فيالصحراء بعد أن حرموا من الرعاية الصحية طويلا ونجحت المسيرة في تعويض قرون منالتخلف والجمود. يقول زايد: "إن عملية التنمية والبناء والتطوير لاتعتمد على من همفي مواقع المسؤولية فقط بل تحتاج إلى تضافر كل الجهود لكل مواطن على أرض هذهالدولة"
مع إيمانه بأن كل هذه المشاريع تحتاج إلى تضحيات كبيرة إلا أن زايدكان على يقين بضرورة تطوير المستوى الحياتي والمعيشي للفرد. وغير بعيد عن اهتمامهبتسريع دوران عجلة التنمية فقد أولى صاحب السمو الشيخ زايد اهتماماً خاصاً بالبيئةفأنفق مبالغ طائلة على عملية تشجير مدينة العين وإمارة أبوظبي.
تتابعتالعملية بعد قيام الاتحاد الى سائر إمارات البلاد ليصل عدد الأشجار المزروعة فيالدولة إلى نحو 41 مليون شجرة خلال العقود الثلاثة الماضية، فقد حلم زايد منذ القدمبتحويل الصحراء إلى واحة خضراء تقلل من قسوة المناخ فكان له ما أراد بفضل عملهالدؤوب ورؤيته البعيدة. وفي هذا السياق أوجد زايد محمية طبيعية نادرة وفريدة مننوعها في جزيرة بني ياس.
الجدير ذكره أن بناء الموارد البشرية والبنيةالتحتية والاهتمام بالبيئة لم تكن هي الانجازات الوحيدة التي قام بها صاحب السموالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الستينيات فقد نذر نفسه للتعاون مع جيرانه منالقبائل والإمارات لأنه أيقن أن التطور الذي تشهده أبوظبي لن يتوقف عند حدودها وفيهذا الإطار كان لقاؤه مع حاكم دبي حينها المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيدآل مكتوم لحل نزاع طويل على الحدود بين أبوظبي ودبي وجاء بعد ذلك توقيع اتفاقياتمماثلة مع كل من عمان وقطر.
عندما أعلن البريطانيون رغبتهم في الانسحاب منمنطقة الخليج بعد 150 عاماً من السيطرة التامة اغتنم زايد الفرصة ليرسم بحكمتهوذكائه المستقبل السياسي للمنطقة فأقنع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي حينهابالانضمام اليه في بناء دولة اتحادية من تسع إمارات هي أبوظبي ودبي وعجمان والفجيرةورأس الخيمة والشارقة وأم القيوين إضافة الى البحرين وقطر. غير ان البحرين وقطرفضلتا العمل للحصول على استقلال كامل مما دفع زايد الى مضاعفة جهوده لإقامة الاتحادمع الإمارات المتبقية.
بعد جملة من الاتفاقات تمكن المغفور له صاحب السموالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من ترجمة حلمه الكبير إلى حقيقة واقعة فأقام دولةالإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 1971، ولم يتوقف زايد يوماً عن اداء دورهالداعم للإمارات الأخرى بل انه بات يعتقد ان واجباته تجاه الدولة تفوق واجباتومسؤوليات إخوانه حكام الإمارات الست مجتمعين. وأرسى زايد مفهوماً مهماً يقوم علىان استمرارية كل إمارة تعتمد بالدرجة الأولى على استمرار الاتحاد وان أي خلل فيبنية الدولة الواحدة سينعكس سلباً على بناء كل إمارة.
كثف صاحب السمو الشيخزايد بن سلطان آل نهيان جهود البناء بعد قيام الاتحاد ورفع من وتيرة العمل في سائرالمشاريع الحيوية والمهمة. وبانت النتائج للعيان فازدادت المساحات الخضراء وكذلكالأراضي الزراعية فباتت المحاصيل الزراعية للدولة تعم الأسواق وتنافس بجودتهاالمنتجات المستوردة. وتذكر وزارة الزراعة والثروة السمكية على موقعها على شبكةالانترنت أن إجمالي المساحات الخضراء في الدولة وصل في عام 1998 الى نحو 1,2 مليوندونم بينما وصل إجمالي مساحة الأراضي الزراعية الى ما يقارب 617 ألف دونم من بينها 591 ألف دونم مخصصة لزراعة النخيل.
كذلك أولى الشيخ زايد مشاريع المياهوالطاقة أهمية بالغة لإيمانه بأن توفيرها يسهم في دفع عجلة النمو الصناعي والزراعيقدما في البلاد. وعليه فقد امتدت شبكات المياه والكهرباء في أنحاء الدولة لتؤمناحتياجات المواطنين من المياه العذبة وتفي بالاحتياجات الزراعية وتشير إحصائياتوزارة المياه والكهرباء الى أن إجمالي استهلاك المياه يوميا وصل الى ما بين 250مليون جالون يوميا و 300 مليون جالون. والجدير ذكره هنا أن مشروع الربط الكهربائيالموحد بين إمارات الدولة ساهم في سد احتياجات الامارات كافة من الطاقة وأصبح يوجدفي دولة الإمارات اليوم واحدة من أكبر الشبكات الكهربائية وأكثرها تطورا فيالمنطقة.
وعلى الصعيد الصناعي شهدت الدولة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ زايدبن سلطان آل نهيان رئيس الدولة رحمه الله نهضة صناعية كبيرة فأقيمت المناطقالصناعية والمؤسسات المشرفة على إدارة الشؤون الصناعية بالدولة واستثمرت مبالغكبيرة في عملية النهوض بالصناعة الوطنية لتأمين مصادر بديلة للدخل. أما هذه المبالغفقد وصلت في العام 1995 الى نحو 13,7 مليار درهم. ولا بد من الوقوف هنا عند النهضةالتي شهدتها صناعة المشتقات البترولية مستفيدة من ثورة اكتشاف النفط في البلاد. وتوضح وزارة المالية والصناعة من خلال إحصائياتها أن إجمالي عدد المنشآت الصناعيةفي الدولة بلغ في العام 2022 نحو 2795 شركة ومصنعا. كما شهدت أعمال البنية التحتيةنهضة حقيقية شقت خلالها الطرقات وشيدت الجسور لتصل أواصر البلاد ويبلع إجمالي طولشبكة الطرقات في الدولة اليوم الي ما يناهز السبعة آلاف كيلومتر من الطرق السريعةالمعبدة.
وإذا كانت باكورة المدارس "المدرسة النهيانية" قد افتتحت في العام 1959 في العين فالكل يعرف أن زايد اهتم بالعلم أكثر من أي شيء آخر وأصر على تسليحأبنائه بالعلم والمعرفة بالدرجة الأولى وفي هذا السياق أثمرت جهوده إيجابا في رفععدد المدارس والجامعات بالدولة فوصل عدد المدارس الى نحو ألف مدرسة تضم ما لا يقلعن نصف مليون طالب في مختلف المراحل التعليمية، ووصل عدد المدرسين الى نحو 42 ألفمدرس أي ما نسبته مدرس لكل 12 طالبا. في حين بلغ عدد الطلاب في المراحل الجامعيةوالمعاهد العليا ما يقارب 20 ألف طالب.
وعلى الصعيد الطبي تبرز الإنجازاتالتي تحققت في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منخلال ارتفاع عدد المؤسسات الطبية العاملة بالدولة من مستشفيات حكومية وخاصة ومراكزصحية حكومية وصيدليات تؤمن الرعاية الصحية للموطنين والمقيمين على أرض الإمارات. وقد بلغ عدد المستشفيات الحكومية نحو 40 تتسع لما يزيد على 4500 سرير. "إن الحاضرالذي نعيشه الآن على هذه الأرض الطيبة هو انتصار على الماضي وقسوة ظروفه" تلك مقولةاختصر بها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربيةالمتحدة مسيرة العمل في سبيل رفع شأن دولة الإمارات وشعبها.
وباستغلالالفرصة التي أوجدتها عائدات الثروة النفطية؛ لم يدخر زايد أية فرصة لمضاعفة مسيرةالإنماء والتنمية لبناء الدولة. وفي أقل من ثلاثة عقود تمكن من تحقيق حلم البناءالكبير، بناء دولة التقدم والتطور والرفاهية والأحلام الطموحة التي رسمها بأفكارهالفريدة وأنجزها بتسخير جميع الإمكانيات اللازمة. إن زايد الإنسان بأفكارهوانجازاته سيبقى رمزاً لأجيال مقبلة فهو سبب النهضة الثقافية والحضارية والإنسانيةوالعمرانية التي عرفتها دولة الإمارات بشكل عام وإمارة أبوظبي بشكل خاص.
وفي ما يتعلق بمواقفه السياسية والوطنية فإن الشعوب أنفسها في مختلفالأقطار العربية والإسلامية تشهد لزايد بأن اهتمامه بتأمين الرفاهية لشعبه لم يشغلهأبداً عن أمته العربية والاهتمام بأمورها وقضاياها فكان من أكثر الداعمين للقضيةالفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره. وفي مايو من 1981 ترأس صاحب السموالشيخ زايد بن سلطان أول قمة عربية لتعلن عن ميلاد مجلس التعاون الخليجي من دولالخليج العربية الست. كما اهتم بمساعدة دول مثل لبنان من خلال مبادرته بنزع الألغامالتي خلفها الاحتلال الإسرائيلي للجنوب وعلى نفقته الخاصة وكذلك اهتم بأن تقومالإمارات بدور فاعل في عملية إعادة بناء لبنان بعد الحرب فقدمت الدولة المساعداتالمالية والهبات والقروض للمشاريع الحيوية والتنموية. وكما في لبنان كان الأمر فياليمن والبوسنة حيث شاركت القوات المسلحة في إطار القوات المتعددة الجنسيات. ولاينسى أحد المبادرة الخاصة التي قام بها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فيإعادة بناء مخيم جنين الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي على نفقته الخاصة أيضا.
إن رؤية المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت تقوم علىأساس التعاون والابتعاد عن الفردية وقد تجلت هذه الرؤية في إنجازاته التي لا تحصىفي منطقة الخليج العربية لاسيما في إطار المساهمة في قيام مجلس التعاون الخليجي وفيالهيئات والمنظمات الاقتصادية والانسانية والاجتماعية العربية والاسلامية. وعلىالمستوى العالمي كسب رئيس الدولة احترام قادة العالم ولم يتوقف يوماً عن دعوتهملإقرار السلام والعدل ورفعهما فوق المصالح الضيقة.
تسلم المغفور له صاحبالسمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1985 الوثيقة الذهبية التي منحتها لسموهالمنظمة الدولية للأجانب ومقرها جنيف، تقديرا منها على جهوده في المجالات الإنسانيةالمختلفة، ورعاية الجاليات الاجنبية العاملة في الدولة. وفي عام 1988 اختارت إحدىالهيئات الدولية التي تتخذ من باريس مقراً لها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آلنهيان كأبرز شخصية سياسية لذلك العام وكذلك لدور سموه في وقف الحرب العراقيةالإيرانية، وإعادة العلاقات بين الدول العربية.
وفي الاستطلاع الذي أجراهمركز الشرق الاوسط للبحوث والدراسات الاعلامية في جدة في عام 1995، فاز صاحب السموالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلقب الشخصية الانمائية على مستوى العالم وقد شارك فيذلك الاستطلاع أكثر من نصف مليون عربي من مختلف الجاليات العربية حول العالم.
لاشك أن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعلى امتداد مسيرتهالحافلة قد أدخل تغييرات جذرية وإيجابية على مستوى حياة الملايين سواء في بلاده أوخارجها. أما فيما يتعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة فإن مقارنة بصرية بسيطةلصور ما كانت عليه قبل قيام الإتحاد وما أصبحت عليه اليوم تؤكد أنها ما كانت ستحظىبما حظيت به لولا وجود هذه الرؤية الثاقبة له كحاكم وقائد وسياسي محنك. لقد استطاعالمغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن يضع بلادهعلى الخريطتين العالمية والاقليمية وأن يكرس اسمه كقائد عربي فريد تمتع باحترامالعالم أجمع.
رحمــــــــك الله يا زايــــــــدالخـــير ،،