تحرف اللغة كائنات حية تتنفس بالمعاني حين تتضامن مع بعضها…
تأتلف فيما بينها وتتناصـر لترفع المعاني الكبيرة التي لا قدرة لمفردها برفعه..
فهي لوحدها إنعزالاً لا تدل إلا على المبهم أو الذي لا يعلم سره يقينا إلا ربها..
ولكني هنا أحاول أن إستنطق ما تحاول أن تشير إليه الأحرف "بأشكال رسمها"…
وهي محاولة "لقراءة تشكيلية" ليست بالضرورة ملزمة للآخرين أن ينظروها بنفس زاوية النظر…
فلتصطف الحروف المحصاة ولتأتينا يوم العرض فردا….
هي الآن على منصة الفحص لنقرأها سويا…
لألف (ا ,أ, إ):
مستقيمٌ ذو مزاج حاد…!!!
إستقامته لا شك فيها..
ولكنه حرف ذو مزاج ينعكس على هيئته…فحين يكون محايد الشعور لا يعتمر عمامة "الهمزة" ويسعى بين الأحرف حاسر الرأس لا يبالي…وحين يكون "منفتح" النفس راضيها فإنه يضع فوق هامتة العمامة ويتبختر…وحين يكون منقبض النفس "منكسر" الخاطر فإنه من غضبته يخلع عمامة الهمزة ليدوس عليها بقدمه..
حروف الباء (ب) والتاء (ت) والثاء (ث):
هذه حروف مسالمة..لها "عصلجة" وإلتواء حين تبدأ مسيرها وحين تختمة وما بينهما تسلك سيرها مستقيمة…ربما هي مترددة في الإفتتاح وغير واثقة حين تختتم…"الباء" فيها كسولة تتوسد نقطتها وصديقتاها نشطتان تحملان النقاط عالية ًبخفة وخاصة "الثاء" التي من ثقل ماتحمل تجعل ناطقها يمد لسانه باللهث..
الياء (يـ ,ي):
قدمنا هذا الحرف الكسول رغم تأخره في ذيل حروف الهجاء إلحاقاً به لنظائره أعلاه…وكسله لا يبين في تأخره فحسب وإنما أيضا في توسده لنقطتيه حين يكون في مبتدأ الكلمة أو بين الأحرف..
أيضا يمتاز بقدرته الهائلة على إجادة التراوغ السلس حين يجد نفسه في أواخر الكلمات فهو ينحني ذات اليمين وذات الشمال وذات الأمام وذات الخلف بشكل بيضاوي ينم على براعته في الإنحراف..
عيب هذه الأحرف أنها نهمة أكولة لدرجة أنها تتذيل الكلمات حين تشبع فتبين كرشها المستديرة…وحين تتقدم رصيفاتها أو تتوسطها فإنها تبدو ذات "غير بطن"…إحداهن تتوسد نقطتها وأخرى تعتمرها فوق رأسها وثالثتهن حاسرة الرأس…
م
نفع الله بها
- حروف الهجاء صور.zip (920.4 كيلوبايت, 1736 مشاهدات)